الشكر

شارك بالموضوع
تامر شتيوى
مشاركات: 58
اشترك: أغسطس 23rd, 2009, 5:06 pm
المكان: الإسكندرية - مصر .

أغسطس 30th, 2009, 2:36 pm

(1) معنى الشكر :
الشكر لله هو أن يفصل الإنسان لله العمل الصالح الذى أمر به فى كتابه مقابل ما فصله له الله من نعمة وفضل فى الدنيا .. والشكر كلمة مشتقة من الإسم شكر .. الذى يعادل سكر بعد نزع النقاط .. ويعنى الفصل .. يقول الله :
( لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ) لا نريد مقابل الإطعام جزاءً أو أجراً منفصلاً منكم .. ولا شكوراً .. أى عملاً منفصلاً منكم .
( كذلك نجزى من شكر ) نفصل الأجر لمن فصل لله العمل الصالح مقابل نعمته .
( وجاءت سكرة الموت بالحق ) سكرة الموت هى غاشية العين وإنفصالها عن الرؤيا عند الموت .
( لعمرك انهم لفى سكرتهم يعمهون ) قوم لوط كانوا فى سكرة أو إنفصال عن رؤية الحق .
( لقالوا انما سكرت ابصارنا ) لقالوا إن أبصارهم فصلت عن رؤية الحق .
( وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ) سكارى أى منفصلون عن رؤية الحق .
(2) الشكر لله :
يقول الله :
( ولقد اتينا لقمان الحكمة ان اشكر لله ومن يشكر فانما يشكر لنفسه ومن كفر فان الله غنى حميد ) .
يبين الله أن آتى وفصل للقمان الحكمة .. وهو القول أو الحكم المفصول من الله .. وفيه أحكام الله وأوامره .. وأمره فى تلك الأحكام أن يشكر لله .. أى يفصل عملاً لله مقابل ما فصله له الله من نعمة وفضل فى الدنيا .. وبين الله أن من يفصل لله العمل الصالح الذى أمر به مقابل نعمة الله فإنما يعمل لنفسه .. لأنه سيأخذ أجر ذلك من الله .. أما من كفر ولم يصدق وعد الله وإنفصل عن طاعته .. فإن الله غنى يفصل لنفسه ما يشاء .. حميد منفصل مفضل عمن سواه .
ويقول الله :
( واشكروا له ) .
أى إفصلوا له العمل الصالح مقابل النعمة المفصولة لكم .
ويقول الله :
( فاذكرونى اذكركم واشكروا لى ولا تكفرون ) .
يأمر الله المؤمنين بما يلى :
1- أن يذكروه .. ويفصلوا القول الطيب فى أمره .. ذلك ليذكرهم الله ويفصلهم لجنته .
2- أن يشكروا له .. أى يفصلوا العمل الصالح لله مقابل ما فصله لهم الله من نعمة وفضل فى الدنيا .
3- ألا يكفروا بالله وينفصلوا عن تصديق وعده وآياته .
ويقول الله :
( واذ تاذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابى لشديد ) .
يبين الله أنه أذن أو فصل قولاً للناس بما يلى :
1- أنهم إن شكروا الله وفصلوا له العمل الصالح الذى أمر به فى كتابه مقابل نعمته عليهم فسوف يزيدهم ويفصل لهم المزيد من هذه النعمة التى شكروها .
2- أنهم إن كفروا ولم يصدقوا قول الله ولم يفصوا لله العمل الصالح الذى أمر به فى كتابه مقابل نعمته عليهم فسوف يعذبهم عذاباً شديداً .
ويقول الله :
ويقول الله :
( ما يفعل ربكم بعذابكم ان شكرتم وامنتم وكان الله شاكرا عليما ) .
يبين الله للمؤمنين أنه لن يعذبهم إن فعلوا ما يلى :
1- شكروه .. وفصلوا له العمل الصالح الذى أمر به فى كتابه مقابل نعمته عليهم .
2- آمنوا به .. وصدقوا القول والوعد الذى نزله فى كتابه .. وصدقوا وآمنوا باليوم الآخر .
ويبين الله أنه ما يلى :
1- شاكر .. أى يفصل الأجر الكريم والثواب الحسن مقابل العمل الصالح .
2- عليم .. يعلم ما يصنعون من عمل .
ويقول الله :
( ولا يرضى لعباده الكفر وان تشكروا يرضه لكم ) .
يبين الله أنه لا يفصل الأجر الكريم لعباده مقابل الكفر .. وإن يشكروا الله على نعمته يرضى ويفصل لهم الأجر والجزاء الحسن .
ويقول الله :
( يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا الله ان كنتم اياه تعبدون ) .
يأمر الله المؤمنين بما يلى :
1- أن يأكلوا من طيبات الأرض التى رزقهم وأطعمهم بها الله .
2- أن يشكروا الله ويفصلوا له العمل الصالح الذى أمر به فى كتابه مقابل نعمته عليهم .
ذلك إن كانوا يعبدون الله وحده .
ويقول الله :
( اعملوا ال داود شكرا وقليل من عبادى الشكور ) .
يأمر الله آل داود أو ذريته أن يعملوا شكراً .. أى يعملوا العمل الصالح الذى أمر به الله فى كتابه مقابل ما فصله الله لهم من فضل ونعمة .. وبين الله أن قليل من عباده من يشكره ويفصل له العمل الصالح مقابل فضله ونعمته عليه فى الدنيا .
ويقول الله :
( ولا تجد اكثرهم شاكرين ) .
يبين قول الله أن الشيطان قال لله أنه لن يجد أكثر الناس شاكرين .. أى لن يجد أكثرهم يعملون ما أمر به من عمل لقاء نعمته عليهم .
ويقول الله :
( قليلا ما تشكرون ) .
فالناس قليلاً ما يفصلون العمل لله لقاء نعمته .
ويقول الله :
( وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من باسكم فهل انتم شاكرون ) .
يبين الله نعمته على المؤمنين مع النبى داود حيث علمهم صناعة لبوس أو ملبس ليحصنهم ويفصلهم عن القتل فى البأس أو الحرب .. وأمرهم أن يشكروا له أى يفصلوا له العمل الذى أمرهم به فى كتابه مقابل نعمته عليهم .
ويقول الله :
( والله شكور حليم ) .
الله شكور أو شاكر أى يفصل للناس الأجر الكريم والثواب مقابل عملهم الصالح فى الدنيا .
ويقول الله :
( فقال رب انى لما انزلت من خير فقير ) .
هذا قول النبى موسى لربه .. يقول له يا رب إنى لما أنزلت على من خير ونعمة شاكر .. أى أفصل لك العمل الصالح مقابل ما أنزلت على من خير ونعمة .
(3) الشكر للوالدين :
يقول الله :
( ان اشكر لى ولوالديك الى المصير ) .
يأمر الله المؤمن أن يشكر لكل من :
1- لله .. أى يفصل العمل لله مقابل ما فصله له من نعمة وفضل فى الدنيا .
2- لوالديه .. أى يحسن إليهما .. ويفصل لهما من ماله ورزقه مقابل ما ربياه صغيراً وفصلا له من رزقهما وجهدهما فى الصغر .
ويتبين أن الله أمر بالشكر لله وللوالدين فقط .. فى حين أنه أمر بالإحسان للوالدين ولجهات أخرى .. يقول الله :
( وبالوالدين احسانا وذى القربى واليتامى والمساكين ) .
لقد أمر الله المؤمنين بالإحسان من خلال الإنفاق للجهات التالية :
1- الوالدان .
2- الأقارب .
3- اليتـامى .
4- المساكين .
لأن الإنفاق للأقارب واليتامى والمساكين ليس شكراً لهم .. بل هو إحسان وإنفاق دون مقابل .. طاعة لأمر الله .. بينما الإحسان للوالدين يتضمن شكراً لهما على تربيتهما للإنسان فى الصغر .
والله لم يذكر أن من لم يشكر الناس لم يشكر الله فهذا حديث باطل فى كتب أهل السنة .
(4) شكر نعمة الله :
يقول الله :
( رب اوزعنى ان اشكر نعمتك التى انعمت على وعلى والدى وان اعمل صالحا ترضاه ) .
يدعو النبى سليمان ربه أن يوزعه ويفصله كى يفعل ما يلى :
1- أن يشكر نعمته التى أنعمها عليه وعلى والديه .. وشكر نعمة الله يعنى أن يفصل الإنسان لله العمل الصالح الذى أمر به فى كتابه مقابل ما فصله له الله من نعمة فى الدنيا .
2- أن يعمل العمل الصالح الذى يرضاه ويفصله ويفضله الله فى كتابه .
ويقول الله عن نبيه إبراهيم :
( شاكرا لانعمه ) .
أى يفصل لله العمل الصالح لقاء نعمة الله عليه .
ويقول الله :
( فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واشكروا نعمت الله ان كنتم اياه تعبدون ) .
يأمر الله المؤمنين بما يلى :
1- أن يأكلوا مما رزقهم الله من طيبات الأرض .. أى النبات الذى يفصل ويؤتى أكله وثمره كل حين فيفصلوه لأنفسهم .
2- أن يشكروا نعمت الله .. أى يفصلوا لله العمل الصالح مقابل ما فصله لهم الله من نعمتة .
ذلك إن كانوا يعبدون الله وحده .
(5) ذكر نعمة الله :
يقول الله :
( واذكروا نعمت الله عليكم ) .
يأمر الله الناس أن يذكروا نعمة الله عليهم .. أى يفصلوا لله العمل الصالح مقابل ما فصله لهم الله من نعمتة .
ويقول الله :
( يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمت الله عليكم اذ هم قوم ان يبسطوا اليكم ايديهم فكف ايديهم عنكم ) .
حيث يأمر الله المؤمنين أن يذكروا ويشكروا نعمة وفضل الله عليهم حين كاد قوم أن يبسطوا أيديهم لقتل المؤمنين .. ولكن الله فصل وكف أيديهم عن قتلهم .
(6) خوف نعمة الله :
يقول الله :
( قال رجلان من الذين يخافون انعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب ) .
هذان رجلان مؤمنان من بنى إسرائيل .. يخافون ويشكرون ويذكرون أنعم أو نعمة الله عليهما .. فيفصلوا لله العمل الصالح مقابل ما فصله لهم الله من تلك الأنعم أو النعم .
(7) ذكر آلاء الله :
يقول الله :
( فاذكروا الاء الله ولا تعثوا فى الارض مفسدين ) .
( فاذكروا الاء الله لعلكم تفلحون ) .
يأمر الله الناس أن يذكروا آلاء ونعمة الله المفصولة عليهم .. أى يفصلوا لله العمل الصالح مقابل ما فصله لهم الله من آلائه أو نعمتة .
ويقول الله :
( فباى الاء ربكما تكذبان ) .
أى من آلاء الله ونعمه المفصولة لهم يكذبها الناس .
(8) الجحود بنعمة الله :
يقول الله :
( والله فضل بعضكم على بعض فى الرزق فما الذين فضلوا برادى رزقهم على ما ملكت ايمانهم فهم فيه سواء افبنعمة الله يجحدون ) .
يبين الله أنه فضل بعض الناس على بعضهم فى الرزق .. وأن السادة الذين فضلهم أو فصلهم الله فى الرزق على العبيد والموالى لن يقبلوا مبدأ المساواة على أنفسهم .. فكيف يقبلونه مع الله .. فهم لن يقبلوا أن يردوا ويفصلوا رزق الله لهم لملك يمينهم .. فيتساووا معهم ويتعادلوا ويشتركوا فى الإنتـفاع بهذا الرزق .. سيرفضوا أن يكون السيد والعبد فيه سواء .. فكيف يساوون الخالق الرزاق نفسه بأحد خلقه الذين يرزقهم .
وبين الله أن هذا الفعل من السادة الكفار جحود بنعمته سبحانه .. أى أنهم منفصلون عن الشكر لله .. لا يفصلوا لله العمل الصالح الذى أمر به فى كتابه مقابل ما فصله لهم الله من نعمة ورزق فى الدنيا .. ومن هذا العمل ألا يشركوا بالله .. أى لا يساووا ويفصلوا ويفضلوا مع الله إلهاً آخراً .
(9) الجحود بآيات الله :
يقول الله :
( ومن اياته ان يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته ولتجرى الفلك بامره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون ) .
يبين الله فى قوله بعض آياته للناس .. وآيات الله هى نعمته التى فصلها للناس .. ومنها أن الله يرسل الرياح مبشرات أو بشرى .. أى كوعد منه بنزول المطر .. والمطر رحمة وفضل مفصول للناس .. لأنه ينبت الزرع ويسقى ويطعم الناس والأنعام .. وبالتالى فالرياح يرسلها الله ليذيق الناس رحمته بنزول المطر .
كما أن الرياح تجعل الفلك أو السفن تجرى فى البحر بأمر الله .. فينفصل الناس من مكان لآخر .. ويبتغوا من فضل الله .. فيكتسبوا الرزق من خلال الصيد .
وهذه الآيات أو النعم قد فصلها الله لعباده كى يشكروها .. أى كى يفصلوا لله العمل الصالح الذى أمر به فى كتابه مقابل ما فصله لهم الله من تلك الآيات .
ويقول الله :
( وتلك عاد جحدوا بايات ربهم ) .
يبين الله أن قوم قرية عاد قد جحدوا بآيات ونعم ربهم عليهم .. فلم يفصلوا لله العمل الصالح الذى أمر به فى كتابه مقابل ما فصله لهم الله من تلك الآيات .
ويقول الله :
( ذلك جزاء اعداء الله النار لهم فيها دار الخلد جزاء بما كانوا باياتنا يجحدون )
يبين الله أن النار هى الجزاء المنفصل لأعداء الله .. يخلدون فيها .. جزاء جحودهم بآيات الله .. أى جزاء عدم شكرهم .. وعدم فصلهم للعمل الصالح الذى أمر به الله فى كتابه مقابل ما فصله لهم الله آيات ونعم .
ويقول الله :
( ولكن الظالمين بايات الله يجحدون ) .
يبين الله أن الظالمين المنفصلين عن طريق الله ودين الله يجحدون بآيات الله .. أى أنهم لا يفصلوا لله العمل الصالح الذى أمر به فى كتابه مقابل ما فصله لهم الله من تلك الآيات والنعم .
ويقول الله :
( وما يجحد باياتنا الا الكافرون ) .
يبين الله أنه لا يجحد بآيات الله فلا يشكر لله نعمته عليه إلا القوم الكافرين المنفصلين عن تصديق كتاب الله .
(10) تبديل نعمة الله :
يقول الله :
( ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فان الله شديد العقاب ) .
يبين الله أن من يبدل نعمة الله وآياته المفصولة له فلم يشكرها من بعد ما جاءته .. وإتبع قولاً آخراً باطلاً منفصلاً عن الحق .. فإن الله شديد العقاب .. أى شديد فى فصل الجزاء السيئ مقابل العمل السيئ .
ويقول الله :
( الم تر الى الذين بدلوا نعمة الله كفرا واحلوا قومهم دار البوار ) .
يبين الله لرسوله أن الكفار قد بدلوا نعمة الله كفراً .. أى كفروا بنعمة الله وآياته المفصولة لهم من بعد ما جاءتهم وإنفصلت لهم .. وآمنوا بقول الباطل المنفصل عن قول الله .. وهم بذلك أحلوا وفصلوا أنفسهم وأهليهم وقومهم الذين أطاعوهم لدار البوار أو للجزاء والعقاب السيئ المفصول من الله .
(11) الحديث بنعمة الله :
يقول الله :
( واما بنعمة ربك فحدث ) .
يأمر الله رسوله أن يحدث بنعمة الله .. أى يفصل للناس الحديث والقول وذلك بنعمة الله وقوله وآياته ونعمه المنزلة المفصولة فى كتاب الله .. أى يأمره أن يذكر بآيات القرآن .. ويقول التى هى أحسن .
(12) الكفر بنعمة الله :
يقول الله :
( افبالباطل يومنون وبنعمت الله هم يكفرون ) .
( افبالباطل يومنون وبنعمت الله يكفرون ) .
يبين الله أن المشركين يتصفون بما يلى :
1- أنهم يؤمنون ويصدقون القول الباطل المنفصل عن الحق .
2- أنهم يكفرون بنعمت وآيات الله .. ونعمة الله هى ما فصله للناس من نعم وفضل ومال وبنين ورزق .

... والله أعلى وأعلم ... [/size][/color][/b]

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر