الملك

شارك بالموضوع
تامر شتيوى
مشاركات: 58
اشترك: أغسطس 23rd, 2009, 5:06 pm
المكان: الإسكندرية - مصر .

سبتمبر 9th, 2009, 8:35 pm

(1) الله الملك :
الملك هو ما فصله المالك لنفسه لينتفع به .. يقول الله :
( فسبحان الذى بيده ملكوت كل شى ) .
يبين الله أن بيده ملكوت وملك كل شئ .
ويقول الله :
( ولله ملك السموات والارض وما بينهما ) .
يبين الله أنه يملك ويفصل لنفسه ما يلى :
1- السموات .
2- الأرض .
3- ما بين السماوات والأرض .
ويقول الله :
( قل اللهم مالك الملك توتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء ) .
يبين الله أنه يتصف بما يلى :
1- أنه يملك كل الملك .. أى يملك ويفصل لنفسه كل شئ ينفصل لأحد ملكاً .
2- أنه يؤتى ويفصل الملك لمن يفصل ويفضل ويختار من خلقه .
3- أنه ينزع ويفصل الملك عن من يفصل ويفضل ويختار من خلقه .
(2) حق الملك :
يقول الله :
( ان هذا اخى له تسع وتسعون نعجة ولى نعجة واحدة فقال اكفلنيها وعزنى فى الخطاب قال لقد ظلمك بسوال نعجتك الى نعاجه وان كثيرا من الخلطاء ليبغى بعضهم على بعض الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم ) .
يبين الله أن هناك أخوان قد إختصما وإنفصلاً وإختلفا .. وكان الفصل أو الخلاف هو أن لأحد الأخوين تسع وتسعون نعجة يملكهن .. وللأخ الآخر نعجة واحدة يملكها .. فأراد الأخ الأول أن يكمل نعاجه لمائة نعجة .. فقال لأخيه اكفلنى أو إفصل لى نعجتك الواحدة لتنفصل لنعاجى .. وعزه فى الخطاب .. أى فصل له الأذى فى القول والخطاب .
وكان حكم النبى داود الصادر فى هذا الفصل أو الخلاف ما يلى :
(1) أن الأخ ذو التسع وتسعون نعجة قد ظلم أخاه بأن سأله أو فصل له قولاً بفصل نعجته الواحدة إلى نعاجه ليكملهم مائة .. أى قال له قولاً منفصلاً عن الحق .. وبالتالى فقد حكم النبى بعدم ضم النعجة الواحدة للتسع وتسعون نعجة .
(2) أن عدد كثير من الخلطاء .. أو الناس المنفصلون معاً فى مكان واحد كعشيرة ينفصلون عن أصل واحد يبغى وينفصل بعضهم على بعض .. أى يبغى أحدهم على حق وملك الآخر .. إلا المؤمنين منهم بالله والذين يعملون العمل الصالح الذى حكم به الله .. هؤلاء فقط لا يبغى أحدهم على حق المؤمنين الآخرين منهم .
ومن هذا الحكم يتبين ما يلى :
1- أن لكل أخ عدد محدد من النعاج .. هذا العدد يمثل ملك منفصل له .. آتاه الله إياه .. له أن يفصل هذا العدد لنفسه وينتفع به .. ويتصرف فيه كيف يشاء .
2- أن ما يملكه الإنسان لا يحق لغيره أن يطالبه بفصله لنفسه إلا إذا أراد ذلك .
3- أن مقدار ملك النعاج كان محدداً بوضوح فى قول الله .. أخ له تسع وتسعون .. وأخ له نعجة واحدة .. وأن حكم الله فى الميراث يقوم بتحديد مقدار الملك الموروث لكل فرد منفرد بشكل واضح .
4- أن حصول أى أخ منهم على أى مما يملك الأخر هو ظلم وإنفصال عن الحق .. وهو بغى وإعتداء على ملك الآخرين .. وذلك محرم من الله .. إقرأ مقال [ الفساد ] .
5- أن الملك فى دين الله هو حق الفصل للنفس والإنتفاع والإدارة وإتخاذ القرارات والتصرف فى الشئ المملوك .. فمعنى أن هذا الرجل يملك النعجة .. أى له الحق أن ينتفع بها ويتصرف فيها بالبيع أو الهبة .. وله حق إدارتها وتوجيهها وإتخاذ القرارات الخاصة بها .. الأمر الذى يعنى أن شراء أسهم أو حصص ملكية فى شركات الأموال أو الشركات المساهمة فى العصر الحالى لا يعد ملكية حقيقية لهذه الشركة طالما كانت نسبة الملكية فى الشركة لا تمكن المساهم أو المالك من إدارة الشركة وإتخاذ القرارات الخاصة بالتصرف فى أصولها وممتلكاتها .. وبالتالى فالمساهم أو المالك هنا هو مقرض أو دائن للمؤسسين الذين أسسوا هذه الشركة .. ليس له حق التصرف فى أملاكهم .. وليس له إلا رأس ماله يسترده وفاءً لدينة عند بلوغ أجله أو فى نهاية مدته .
ويقول الله :
( وداود وسليمان اذ يحكمان فى الحرث اذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ) .
هذان هما النبيان والملكان داود وسليمان .. يحكمان فى الحرث أو الزرع المملوك لقوم .. والذى نفشت أو انفصلت ودخلت فيه غنم قوم آخرين مملوكة لهم .. أى أن الغنم أكلت الحرث .. وقد كان حكمهم فى الحرث وفقاً لحكم الله .. وكان الله شاهداً على حكمهم .
ويبين قول الله أن هناك فصل فى الملك بين غنم القوم وحرث القوم .. كل قوم قد حددت ملكيتهم بوضوح .. وكل قوم لهم حق التصرف فى ملكهم .. وبالتالى فقد كان نفش الغنم فى الحرث هو فصل لملك الغير بغير حق .. ويتطلب الأمر أن يرد ويفصل أصحاب الغنم لأصحاب الحرث ما إنفصل لطعام غنمهم من قيمة الحرث .. أو ما أهلكته الغنم من قيمة الحرث .
ويقول الله :
( قال هى عصاى اتوكا عليها واهش بها على غنمى ) .
النبى موسى هنا يستخدم العصا ليهش ويفصل بها غنمه فيوجههم ويفصلهم كما يشاء .. أى أن له حق التصرف الكامل فى غنمه التى يملكها .
(3) حق الإنتفاع :
يقول الله :
( اولم يروا انا خلقنا لهم مما عملت ايدينا انعاما فهم لها مالكون وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها ياكلون ولهم فيها منافع ومشارب افلا يشكرون ) .
يبين الله أنه خلق وفصل للناس مما عملت يداه أنعاماً .. وهى إناث وذكور الإبل والبقر والضأن والمعز .. فملكها الناس وفصلوها لأنفسهم .. وقد ذللها وسخرها وفصلها الله لهم كى يفعلوها بها ما يلى :
1- يركبوها .
2- يأكلون منها .
3- ينتفعون بأوبارها وأصوافها وأشعارها .
4- يشربون من لبنها .
ولقد خلق الله للناس تلك الأنعام ليشكروا له .. ويفصلوا له العمل الصالح الذى أمر به فى كتابه مقابل ما فصله لهم من نعمة فى حياتهم .
ويبين ذلك أن تلك النعام الذى ملكها الإنسان وفصلها لنفسه له الحق أن ينتفع بها .. ويسرى الأمر على الإنتفاع بركوب وسائل الركوب المختلفة كالخيل والبغال والحمير .. يقول الله :
( والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون ) .
(4) الغصب :
يقول الله :
( اما السفينة فكانت لمساكين يعملون فى البحر فاردت ان اعيبها وكان وراءهم ملك ياخذ كل سفينة غصبا ) .
عندما كان نبى الله موسى مع الرجل الذى آتاه الله علماً منه فقد خرق الرجل إحدى السفن .. وقد أخبر الرجل العليم النبى أن سبب خرقه للسفينة أنها ملك مساكين يعملون فى البحر على الصيد .. وكان هناك ملك من ورائهم أو منفصلاً عنهم يأخذ أى سفينة يجدها سليمة ليفصلها لنفسه .. وذلك غصباً أى فصلاً من أصحابها .. فأراد الرجل أن يعيب سفينة المساكين .. حتى لا يبتغيها الملك ويفصلها لنفسه فينتفع بها .
وهذا يبين أن الله يحرم أن يفصل الناس ملك غيرهم بالباطل دون حق .
(5) ملك البلاد :
يفصل الله ويؤتى الناس ملكاً فى أرضه بإذنه .. يقول الله :
( الم تر الى الذى حاج ابراهيم فى ربه ان اتاه الله الملك ) .
يبين الله أن الملك الذى حاج النبى إبراهيم أو فصل له قولاً هو ملك آتاه وفصل له الله الملك .. فالله يهب الملك فى الأرض لمن يشاء .
ويقول الله :
( ونادى فرعون فى قومه قال يا قوم اليس لى ملك مصر ) .
يبين الله أن فرعون قد نادى وفصل قولاً لقومه بأن له ملك مصر .. وهى إحدى البلاد .
ويقول الله :
( وقد اتينا ال ابراهيم الكتاب والحكمة واتيناهم ملكا عظيما ) .
يبين الله أنه آتى وفصل لذرية إبراهيم الكتاب المنزل والحكمة الفاصلة بين الناس والملك العظيم .
ويقول الله :
( وقتل داود جالوت واتاه الله الملك والحكمة ) .
فالله آتى داود من ذرية إبراهيم الملك والحكمة .
ويقول الله :
( قال رب اغفر لى وهب لى ملكا لا ينبغى لاحد من بعدى انك انت الوهاب ) .
هذا دعاء النبى سليمان الكريم إبن النبى داود .. يدعو ربه بما يلى :
1- أن يغفر له ذنبه .
2- أن يهب ويفصل له ملكاً لا ينبغى ولا ينفصل لأحد من بعده .. أى لا ينفصل لأحد من بعد إنفصاله إليه .. فلا يستولى عليه أحد بعدما إنفصل له .
3- أن الله هو الوهاب الذى يفصل الملك والفضل والرزق لعباده .

... والله أعلى وأعلم ... [/b][/size]

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر