هل أصبح لدينا قرآنيين

شارك بالموضوع
faraj
مشاركات: 249
اشترك: يونيو 16th, 2006, 12:45 am
المكان: yemen

سبتمبر 25th, 2009, 7:22 pm

هل أصبح لدينا قرآنيين

قبل إن أبدا بمقالي هذا لا بد من التنبيه إلى
مصادر ومراجع هذا البحث كثيرة ومتنوعة ولم نذكر الا بعضها
ضرورة فهم محتويات هذا المقال بروية وهدوء وتمعن
كما هو معروف لدينا جميعا بانه يمكننا التعرف على لغات ولهجات جنوب وشمال شبه الجزيرة العربية من خلال النقوش الكثيرة ، التي عرف منها حتى الآن أكثر من عشرة الآف نقش ، وهذه اللغات هي لسان عربي قديم من حيث مخارج الحروف فقط ، ولكنها غير العربية الفصحى المعروفة لدينا الآن ...
ومن جانب آخر للاسف لا نستطيع التحقق او ايجاد نقش او مخطوطة واحدة محققة تؤكد لنا بان ما لدينا من لسان ورسم لنصوص القران الكريم هو نفسة ذلك القرآن الأصلي الذي نزل علي قلب الحبيب المصطفي والذي كتبة هو بنفسة و خطة وسطرة اصحابة بدون تنقيط وبدون تشكيل او ربما بتنقيط وتشكيل
وبعد اطلاعنا علي كثير من المراجع والابحاث ذكرنا معظمها في منتصف هذا المقال وجدنا ان كثير من الشواهد تؤكد بان الوحدات اللغوية الأولى للنص الشفوي والكتابي للقران قد تعرض لتعديل واضافة وحذف علي مدي التاريخ فالتشكيل والتنقيط وغيره من رسوم واشكال تم التلاعب بها وتطويرها في مراحل وفترات مختلفة وهو السبب الرئيسي الذي نتج عنه تعدد القراءات حتى اقتتل العرب وهو السبب الذي دفع الخليفة عثمان أن يجمع القران ويوحده على قراءة بل واعتقد رسم او كتابة واحدة جديدة مخالفا أحاديث رسولنا الكريم على أن للقران سبع قراءات وسبع حروف وأين وما هي هذة السبع قراءات وما هي هذة السبعة حروف... للاسف لم نعرف الي يومنا هذا لكثرة اختلاف أراء العلماء فيها.
لقد تجذرت في الذهنية والعقلية الإسلامية قناعةٌ تامة، لا تقبل الشك أو النقد أو التغيير، وهي أن النصَّ الديني، أيًّا كان هذا النص، ليس وليد لحظته الظرفية، الزمنية والمكانية والتاريخية، وأنه ليس متأثرًا، بالتالي، بمجموعة من العوامل التاريخية المولِّدة له. ولذلك دائمًا ما يعتقد المسلم أن النصَّ الديني، الذي يعكس "موروثه الديني" في النهاية، يجب أن يبقى خارج سياق التاريخ، ليست له علاقة بتبدلات الظروف وتغيرات الأزمنة ومناخات التطور الاجتماعي والعلمي
فهل اصبح لدينا بالفعل قرآنيين ونوعان من النصوص القرانية ، وأيضا ما اضيف لها مما يسمي النصوص التأسيسية الأولى المتمثلة بالقرآن والتي أضيف لها الحديث لاحقا، وهناك النصوص التفسيرية التي تعلق على الأولى وتشرحها
وإذا كان الإسلام قد نشأ في الجزيرة العربية، فليس من الممكن أن نعزل هذا النشوء عن كلّ التطوّر التاريخيّ في المنطقة المحيطة، من اليمن إلى العراق وفارس، وأيضاً إلى بلاد الشام ومصر. وبالتالي لا يمكن أن نعزل هذا النشوء عن الحضارات التي سبقت، وكان بعضها لازال قائماً، في فارس حيث الدولة الساسانية، وفي بيزنطة حيث الدولة البيزنطية، أي أن لا نعزله عن اليونان وروما، وكذلك الهند والصين. فقد كانت هذه الحضارات تعيش مستوىً متطوّراً، سواء على الصعيد الاقتصادي، أو على الصعيد السياسيّ/ الفكريّ، والحضاريّ عموماً. كما كانت اليمن حضارة قد انهارت للتوّ، تاركة صورة ورديّة تشرَّبها سكّان الصحراء (وكان الكثير منهم قد هاجر منها بعد انهيارها)، لتبدو لهم " جنّة " إزاء التصحُّر الذي كانوا يغرقون فيه.
الموضوع صعب وطويل ولكن دعونا نعود له منذ البداية وبدايتنا ستكون ملخص عن اللسان واللغة العربية قبل البعثة المحمدية
فنحن نعلم جميعا بانه والي جانب اللغة اليمنية القديمة السبئية والحميرية في جنوب الجزيرة يوجد ايضا تلك اللغات السامية مثل اللغة الآرامية والتي هي إحدى اللغات العربية القديمة وهي قريبة من اللغتين الكنعانية والعبرية ، ولكنها أكثر قرباً للسان العربي ، حيث تشترك معها في مصطلحات لغوية والفاظ مشتركة ، ويرى البعض بأن اللغة العربية الفصحى ورثت نفس الحروف الصوتية ، التي تستعملها اللغة الآرامية .
و من بين اللغات العربية القديمة ايضا والموجودة بشمال الجزيرة العربية ، التي عثر لها على نقوش كثيرة الثمودية واللحيانية والصفوية والنبطية . لقد كتبت اللغات الثلاث الأولى بالخط المسند ، في حين كتبت اللغة الرابعة بالخط الآرامي .
وقد ظهرت هذه اللغات العربية القديمة بشبه الجزيرة العربية منذ أقدم العصور الموغلة في القدم ، حيث كانت المنطقة تزخر بالعديد من اللغات واللهجات ، ويبدو واضحاً أن السبب في هذا التعدد ، يرجع إلى انقسام القبائل وتوزعها إلى فروع كثيرة . وقد كان لمعيشة هذه القبائل والفروع البعيدة عن بعضها البعض ، بحكم العزلة والهجرة الى مناطق نائية السبب المباشر في إختلافات لغوية ، وظهور لهجات جديدة تكون غير مفهومة لغير المتكلمين بها. ومما لا شك فيه أن تلك اللغات كانت تختلف عن لغة القرآن الكريم ، لدرجة أن أحداً لو قرأ نصاً بهذه اللغات عجز عن فهمه ، وظن أنه يقرأ لغة من لغات الأعاجم

ولذلك فالكتابات التي دُونت في مناطق جنوب شبه الجزيرة العربية وشمالها ، وبعض المناطق الأخرى ، هي كتابات تختلف عن عربيتنا وعن اللسان العربي الفصيح وعن لسان القران ايضا
لقد أشار إلى هذا التباين والاختلاف في لغات العرب القديمة أيضاً ، مؤلف يوناني عاش في القرن الأول الميلادي ، له كتاب سماه الطواف حول البحر الإريتري (البحر الأحمر) ، ذكر فيه بأن سكان ساحل الحجاز على البحر الأحمر ، والذين كانوا يقيمون بين مدينة (لوك كوماLeuke Kome) وميناء (موزا Muza) ، يتكلمون لهجات مختلفة ولغات متباينة لا يفهمونها عن بعضهم البعض ، وأن بعض هذه اللهجات واللغات بعيدة عن بعضها بعداً كبيراً.
في بعض المصادر وجدتُ أَن لغات اليمن وحمير قد فاقتا لغة تميم والحجاز – بالرغم من المكانة السامية لهاتين اللغتين – ففي مؤلفات نشوان الحميري، والهمداني، وابن دريد قد بلغت لغات اليمن وحمير 6 لغات (42) لهجة، في كتاب ( منتخبات في أخبار اليمن من كتاب شمس العلوم، ودواء كلام العرب من الكلوم ) لنشوان الحميري ت 573هـ ،
وهذه بأختصار الحقيقة التاريخية التي يجب ان ننطلق منه في بحثنا هذا
ن اللغو والخلط والاختلاف الذي لحق بكثير من كلمات اللسان العربي، قد عمل على استبدال الدلالات الحقيقة للكثير من الكلمات، بدلالات أخرى تحمل معاني مغايرة تماما للدلالات الأصلية لمعاني الكلمات، مما أثر سلبا على الفكر الديني لدى قطاعات كثيرة من أتباع الدين الإسلامي
وانطلاقآ من هذه الخلفية التاريخية المُسَلَّم بها عند جميع الباحثين والمحققين والذي تؤكد بان القرآن هو أول كتاب دوّن باللسان العربي (عربي تعني واضح وبين وليس لها دخل بالقومية او الجنس العربي) الجديد وذلك لعدم وجود أي أثر تاريخي لمخطوط سابق كتب او خط او سطر بهذا اللسان ما خلا بعض النقوش النبطية القريبة من العربية يمكننا القول ، أن اللسان العربي الذي أنزل به القرآن يختلف عن العربية التي وضع أسسها مجموعة من النحويين الأعاجم والعرب ومعظمهم للاسف هم من الاعاجم وعلي راسهم سيبوية الذين يجهلون "اللسان العربي القديم" عامتا ولسان القران خاصتا
كلنا ايضا يعرف ويعلم بان الخط العربي في بداياته كنظيره النبطي مجردا من النقـاط والحركات. يشـهد على ذلـك العديـد من المخطوطات القرآنية وغيرها المحفوظة في المتاحف شرقا وغربا، وآخرها تلك التي اكتشفت في أوائل السبعينات تحت سقف الجامع الكبير بصنعاء والذي شاهدتها واطلعت عليها شخصيا.
كما وان هنالك إجماع لدي الكثير من الباحثين العرب والاجانب على أن كثير من الاشكال والرسوم والحروف والنقاط والتشكيل قد أضيفت إلى النص القرآني في وقت لاحق. كما وان هناك غموضا حول الزمن الذي تم فيه التنقيط والتشكيل وحذف واضافة الهمزة والالف في كلمات النصوص القرانية
ومن الملاحظ أن كثير من التفسيرات للعلماء المسلمين والنظريات الصادرة عن مستشرقين أو عرب في محاولتهم لتفسير وتأويل النصوص القرانية انطلقت فقط من عربية سيبويه وما بعده التي ليست بعربية ولسان القرآن.
مما نتج عن ذلك ما يعرف بالغريب والغموض في القرآن واختلافات التفسير والتأويل حتي وصلت الي مئات الآلاف
ثم أنه من المعروف عند الباحثين والعلماء أن لسان قريش إنما هو لسان أهل مكة لا لسان الجزيرة العربية لان اللسان العربي القديم كما اوضحنا مسبقا هو معروف كأحد اللغات السامية تماما مثل العبرانية والآرامية والحبشية والسريانية والأشورية وغيرها من اللغات.
وقد قيل بان القرآن حوى علي خمسين لغة او لهجة ، وأَنه كما نزل بلغة الحجازيين نزل بلغة التميميين، وأَن كثيرا من القبائل العربية قد اشتركت في لغته، كما وردت روايات تعزو الفصاحة إِلى قبائل عربية غير قرشية ومن هذه القبائل: عليا تميم وسفلاها .
والبحث يطول في هذا الجانب .. ولا يتسع المقام لذكرها كلها او التوسع فيها
ولكن هذا الواقع يؤكد لنا بان القرآن احتوي على لغات ولهجات العرب ومن بجوارهم فبعضه بلغة قريش، وبعضه بلغة هذيل، وبعضه بلغة هوازن، وبعضه بلغة اليمن وبلغة الفرس والسريان والاراميين ومنه الامهري والحبشي وغيره
ويمكننا ان نورد هنا بعض المفردات و الامثلة فقط للتوضيح:
1) بلغة اليمن : وأنتم سامدون: الغناء - الأرائك جمع أريكة: السرير - ولو ألقى معاذيره: دستوره - لا وزر: لا حيل - وزوجناهم بحور: حوراً - لو أردنا أن نتخذ لهواً: امرأة - أتدعون بعلاً: رباً - المرجان: صغار اللؤلؤ - فنقبوا: هربوا - سيل العرم: المسناة.
2) بلغة كنانة :السفهاء: الجهال - خاسئين: صاغرين - شطره: تلقاءَه - لا خلاق: لا نصيب - وجعلكم ملوكاً: أحراراً - قبيلاً: عياناً - معجزين: سابقين - يعزب: يغيب - تركنوا: تميلوا - فجوة: ناحية - موئلاً: ملجأً - مُبلسون: آيسون - دحوراً: طرْداً - الخراصون: الكذابون - أسفاراً: كتباً - أُقتت: جُمعت - كنود: كفور للنعم.
3) بلغة هذيل :الوزر: ولد الولد – الرجز: العذاب - شروا: باعوا - عزموا الطلاق: حققوا - صلداً: نقياً - آناء الليل: ساعاته - فورهم: وجههم - مدراراً: متتابعاً - يجعل لكم فرقاناً: مخرجاً - حَرَض: حض - عيلة: فاقة - وليجة: بطانة - انفروا: اغزوا -
السائحون: الصائمون - العنت: الإثم - فاليوم ننجيك ببدنك: بدرعك - غمة: شبهة - دلوك الشمس: زوالها - شاكلته: ناحيته - رجماً بالغيب: ظنا - لن أجد (تجد) من دونه ملتحدا: ملتجئاً - يخاف هضماً : نقصاً - هامده : مغبرة - واقصد فى مشيك: أسرع - الاجداث: القبور - ثاقب: مضىء - بالهم : حالهم - يهجعون: ينامون - ذنوبا: عذابا - مرغماً: منفسخاً - على ذات ألواح ودسر : المسامير - فى خلق الرحمان من تفاوت : عيب - أرجائها: نواحيها - أطواراً: ألوانا - برداً: نوماً - واجفة: خائفة - مَسغَبة: مجاعة - المبذَر: المسرف.

4) بلغة حمير: فى الكتاب مسطوراً: مكتوباً (وهم يسمون الكتاب: اسطوراً) - تفشلا: تجبُنا - عثر: اطلع - سفاهة ً : جنوناً – زيّلنا : ميزنا - مرجواً: حقيراً - السقاية : الإناء - مسنون : منتن - إمام مبين: كتاب - ينفضون : يحركون - حسبانا: برداً - من الكبر عتياً: تحولاً - مأرب : حاجات – خرجاً: جعلاً - غراماً : بلاءً - الصرح: البيت - أنكر الأصوات: أقبحها - يَتِرَكُم : ينقصكم - مدينين: محاسبين (فالدين بلغته معناه الحساب) - فأخذهم أخذة رابية : شديدة - وبيلاً: شديداً.
5) بلغة جرهم : بحبّار: بمسلّط - مرض : رنا - القطر : النحاس - محشورة: مجموعة - معكوفاً: محبوساً - فباؤوا: استوجبوا - شقاق : ضلال - خيراً: مالاً - كدأب: كأشباه - أدنى ألا تعولوا : تميلوا - يغنوا : يتمتعوا - شرد : نكل - أراذلنا: سفلتنا - عصيب: شديد - لفيفاً: جميعاً - محسوراً: منقطعاً - حدب : جانب - الخلال: السحاب - الودق: المطر - شرذمة: عصابة - ريع : طريق - ينسلون : يخرجون - شوبا : مزجاً - الحبك: الطرائق - سور: الحائط.
6) بلغة أزد شنؤة : لا شية: لا وضح - العَضْل : الحبس (" فلا تعضلوهن" : فلا تحبسوهنّ) - أمة : سنين - الرس : البئر - كاظمين: مكروبين - غسلين : الحار الذى تناهى حره - لوّاحة : حراقة.
7) بلغة مذحج: رفث: الجماع - مقيتاً: مقتدراً - بظاهر من القول: بكذب - الوصيد : الفناء - حقباً: دهراً - الخرطوم : الأنف.
8) بلغة خثعم : تسيمون : ترعون - مريج: منتشر - صفت: مالت - هلوعاً: ضجوراً - شططا: كذباً.
9) بلغة قيس عيلا : نحلة: فريضة - حرج: ضيق - لخاسرون: مضيعون - تفندون: تستهزئون - صياصيهم : حصونهم - تجرون: تنعمون - رجيم: ملعون - يَلتْكُم: ينقصكم.
10) بلغة سعد العشيرة : بنين وحفدة : أختان - كل على مولاه: عيال.
11) بلغة كنده: فجاجاً: طرقاً - وبُسّت الجبال بَسّاً: فتتت - تبتئس: تحزن.
و ما قاله أبو بكر الواسطى فى كتابه (الارشاد): " فى القرآن من اللغات العربية خمسون لغة: لغة قريش وهذيل وكنانة وخثعم والخزرج وأشعر ونمير وقيس عيلان وجرهم واليمن وأزدشنوءة وكندة وتميم وحمير ومدين ونجم وسعد العشيرة وحضرموت وسدوس والعمالقة وأنمار وغسان ومذحج وخزاعة وعطفان وسبأ وعمان وبنو حنيفة وثعلب وطى وعامر بن صعصعة وأوس ومزينة وثقيف وجذام وبلى وعذرة وهوازن والنمر واليمامة.
ومن غير العربية : الفرس والروم والنبط والحبشة والبربر والسريانية والعبرانية والقبط وردت ايضا مفردات كثيرة

وهذا سرد الألفاظ الواردة فى القرآن من ذلك، مرتبة على حروف المعجم ماخوذة من كتاب المستشرق الالماني في كتابة Geschichte des Qorans

وايضا:
أباريق: فارسية. الابريق معناه طريق الماء، أو صب الماء على هينة - أبّ: هو الحشيش بلغة أهل الغرب - ابلعى ماءك: بالحبشية اى ازدرديه؛ اشربى بلغة الهند -

اخلد: أخلد الى الأرض: ركن بالعبرية - الأرائك: السرر بالحبشية - إذ قال ابراهيم لأبيه آزر : قد يكون علماً. وقد يكون غير علم، وهى بلغتهم: آزرًُ، يا مخطئ - أسباط: بالعبرية كالقبائل بلغة العرب - استبرق: الديباج الغليظ بلغة العجم - أسفار: الكتب، بالسريانية. أو بالنبطية - إصرى: عهدى، بالنبطية - أكواب: أكواز، بالنبطية؛ وانها جرار ليست لها عرى – إل : اسم الله تعالى بالنبطية- أليم: موجع، بالزنجية، أو بالعبرانية – إناه: نضجه، بلسان أهل المغرب؛ بلغة البربر – حميم آن: هو الذى انتهى حره بها، بلغة البربر - من عين آنية: اى حارة بها، بلغة البربر - أوّاه: الموقن، بلسان الحبشة؛ أو الرحيم؛ الدعاء، بالعبرية - أوّاب: المسبح، بلسان الحبشة – أوّبى معه: سبحى، بلسان الحبشة - الجاهلية الأولى ؛ فى المكة الآخرة : بالقبطية، والقبط يسمون الآخرة: الأولى؛ والأولى: الآخرة - بطائنها: ظواهرها بالقبطية. وقوله " بطائنها من استبرق" جمع لغتين أجنبيتين - كيل بعير: اى كيل حمار بالعبرية؛ والبعير كل ما يحمل عليه - بيع: البيعة والكنيسة جعلها بعض العلماء فارسيتين تنّور: فارسى معرّب - وليتبروا تتبيرا: تبره، بالنبطية - فناداها من تحتها : اى بطنها، بالنبطية - الجبْت: الشيطان، بالحبشية - جهنم: قيل عجمية؛ وقيل فارسية؛ وقيل عبرانية. أصلها كهنام – حرم: وجب بالحبشية - حصب جهنم: حطب جهنم بالزنجية - وقولوا: حطة: معناه قولوا: صواباً، بلغتهم العبرية - وحواريون: غسالون بالنبطية. وأصله: هوارى - حوب: إثم بلغة الحبشة - دارست (درست): معناه قارأت (قرأت) بلغة اليهود - درى: المضىء بالحبشية - دينار: بالفارسية - راعنا: سب بلغة اليهود (الأصل السريانى: رعنا اى أرعن) - ربانيون: عبرانية أو سريانية (ومعناها العلماء) - ربيون: سريانية - الرحمان: عبرانى، وأصله بالخاء المعجمة - الرس : عجمى، ومعناه البئر - الرقيم: اللوح بالرومية؛ وقيل الكتاب بها ؛ أو الدواة بها - رمزاً: من المعرّب، وهو تحريك الشفتين بالعبرية - واترك البحر رهواً : سهلاً بلغة النبط؛ ساكناً بالسريانية - الروم: هو أعجمى، اسم لهذا الجيل من الناس - زنجبيل: فارسى - السجل: بلغة الحبشة الرجل؛ السجل: الكتاب، فارسى معرب - بحجارة من سجيل : بالفارسية، أولها حجارة وآخرها طين - سجين: غير عربى - سرادق: فارسى معرب، وأصله " سرادر" وهو الدهليز. والصواب انه بالفارسية " سرابرده" أى ستر
الدار - سرياً: نهراً بالسريانية؛ بالنبطية؛ باليونانية - سفرة: قراء بالنبطية - سقر: أعجمية - وادخلوا الباب سجداً : اى مقنّعى الرؤوس بالسريانية - سَكَراً: الخلّ، بلسان الحبشة. (أصله: شكر بالعبرية اى المسكر) - سلسبيل: عجمى - سندس: رقيق الديباج بالفارسية؛ وهو معرب؛ وقيل بالهندية – والفيا سيدها لدى الباب: اى زوجها، بلسان القبط؛ " ولا أعرفها بلغة العرب" - طور سينين: الحسن، بلسان الحبشة. (انه قلب لاسم سيناء، جبل موسى) - سيناء: الحسن بالنبطية (علم لجبل موسى) شطر المسجد: تلقاءَه بلسان الحبش - شهر: انه بالسريانية - الصراط: الطريق بلغة الروم - فصرهنّ: فشققهن بالنبطية؛ قطعهن بالرومية - صلوات: بالعبرانية كنائس اليهود؛ وأصلها "صْلوتا" بالسريانية - طه: يا رجل، بالنبطية، أو بالحبشية - الطاغوت: هو الكاهن بالحبشية - طفق: قصداً بالرومية - طوبى: اسم الجنة بالحبشية؛ وقيل بالهندية - الطور: الجبل بالسريانية، وقيل بالنبطية - طوى: معرب معناه ليلاً؛ وقيل هو رجل بالعبرانية - عبدت بنى اسرائيل: معناه قتلت بلغة النبط - جنات عدن: جنات الكروم، وأعناب بالسريانية؛ وقيل بالرومية - العَرِم: بالحبشية هى المسنات التى تجمع فيها الماء، ثم ينبثق - غساق: البارد المنتن بلسان الترك؛ المنتن بالطحارية - غيض: نقص بلغة الحبشة - فردوس: بستان بالرومية؛ وقيل الكرم بالنبطية وأصله فرداساً - فوم: الحنطة بالعبرية - قراطيس: القرطاس أصله غير عربى - القسط: العدل بالرومية - قسطاس: العدل بالرومية؛ الميزان بلغة الروم - قسورة: الأسد بالحبشية - قِطّنا: كتابنا بالنبطية - قفل: فارسى معرب - القملّ: الدبا، بلسان العبرية والسريانية، " لا أعرفة فى لغة أحد من العرب" - قنطار: انه بالرومية اثنتاعشر ألف وقية؛ بالسريانية ملء جلد ثور ذهباً أو فضة؛ بلغة البربر ألف مثقال؛ ثمانية آلاف مثقال بلسان أهل افريقية - القيوم: لا ينام بالسريانية - كافور: فارسى معرب - كفر عنّا: امحُ عنا، بالنبطية أو بالعبرانية - كفلين: ضعفين بالحبشية - كنز: فارسى معرب - كوّرت: غوّرت بالفارسية - ليْنة: نخلة. " قال الكلبى: لا أعلمها إلا بلسان يهود يثرب" - متكأ: بلسان الحبش الترنج. وقيل هو أعجمى - مرجان: أعجمى - مسك: فارسى - مشكاة: الكوّة بلغة الحبشة - مقاليد: مفاتيح بالفارسية. والاقليد والمقليد فارسى معرب - كتاب مرقوم: مكتوب بالعبرية -
مزجاة: قليلة، بلسان العجم؛ وقيل بلسان القبط - ملكوت: الملك بلسان النبط. (وأصله بالسريانية ملكوتاً) - مناص: فرار بالنبطية - منسأة: العصا بلسان الحبشة - السماء مُنفطر به : ممتلئة به بلسان الحبشة - المُهْل: عكر الزيت بلسان أهل المغرب؛ وقيل بلغة البربر - ناشئة الليل: قيام الليل بالحبشة – نَ: فارسى أصله " أنون" ومعناه: اصنع ما شئت - هدنا: تبنا بالعبرانية - هود: اليهود، أعجمى - يمشون على الأرض هونا: حكماء بالسريانية، وقيل بالعبرانية - هيتَ لك: هلم لك، بالقبطية؛ وقيل بالسريانية؛ وقيل بالحورانية؛ وقيل بالعبرانية وأصله: " هيتلج" اى تعالَ - وراء: أمام بالنبطية، وهى غير عربية - وردة: غير عربية - وزر: الحبل والملجأ بالنبطية – الياقوت: فارسى - لن يحور: لن يرجع، بلغة الحبشة - يسن: يا إنسان بالحبشية؛ وقيل: يا رجل بالحبشية - يصدون. يضجّون بالحبشية - يصهر: ينضج بلسان أهل المغرب - اليمّ: البحر بالسريانية، وقيل بالقبطية - اليهود: أعجمى معرّب، منسوبون الى يهوذا بن يعقوب، بإهمال الدال.
ولمزيد من المعلومات يمكن الرجوع للمصادر التالية التي اقتبسنا منها هذا البحث:
Luxenberg , Christoph : Die Syro Aramaische lesart des Koran . Ein Beitrag zur Entschlusslung der Koransprache , 2 . uber Auf . Köthen 2004 , 81-86 .
A.Mingana , Syriac influence on the style the Kur’ān ,Cambridge 1927 .
وانظر ترجمة مقالة منجانا :
التأثير السريانى على أسلوب القرآن ، ألفونس مينجانا ، ترجمة : مالك مسلمانى ، 2005م.
والترجمة منشورة على شبكة المعلومات الدولية ( الإنترنت )
http://www.muhammadanism.org/Quran/syri ... _arabic.pd
وأيضا كتاب القرآن وعالمه للمستشرق الروسي يفيم ريزفان
والابحاث االمنشورة عن الفريق الالمان بوين وغراف فون بوتمر الذي عملا في المشروع الالماني لتوثيق وارشفة وترميم حوالي 40 الف مخطوطة اسلامية قديمة وجدت في الجامع الكبير بصنعاء
وهنالك كتاب الكنز اللغوي في اللسان العربي للدكتور اوغست هفنر استاذ اللغات السامية في كلية فينا.
وايضا كثير من كتب المستشرقين الالمان ومنهم مدرسة العالم "نولدكه و جماعته" أ وايضا كتاب الشعر الجاهلي لطة حسين.
ومقالات عن اللغة العربية للاستاذ وسام الدين احد اعضاء هذا المنتدي وايضا بحوث حول القران ولغتة ومنهجيتة للاستاذ ابراهيم بن نبي وهي بحوث رائعة لولا انه ينطلق من نظرية ربما تكون غير صحيحة وهي اقتناعة التام واعتقادة الذي لا يتزحزح بان ما لدينا الان من رسم وخط للنصوص القرانية هو تنزيل ووحي الهي ... وهذا للاسف بعيد عن الواقع والشواهد كثيرة التي تدحض هذة النظرية ذكرنا بعضها في هذا المقال.
وعودتا لموضوعنا الرئيسي فكما هو معلوم، فإن الموروث الديني في أبجدية الفكر الديني الإسلامي هو موروث تراكُمي، ثقافي وعقائدي وعِرفي، يتراسل تاريخيًّا ويتناسل وراثيًّا، ولا يُنظَر إليه على أنه موروث "متحفي" فقط، يحتفظ بمخزوناته النصِّية ومنقولاته التراثية القديمة الغابرة، سواء كانت جيدة أم رديئة.
وما دمنا نعرف جميعا بان القرآن الأصلي كتب بدون تنقيط أو تشكيل بل وكان فيه رسوم واشكال اخري تم حذفها وانه نقط بعد وفاة النبي بفترة طويلة والنقطة في اللغة العربية ربما تقلب المعنى رأسا على عقب، فما هي ضمانتنا اذا على مطابقة القرآن الحالي بالأول
بل ان ما بين يدينا من مصاحف بالرسم العثماني تختلف كتابة وخط ورسم مفرداتها من مكان الي آخر في نفس المصحف لتصل الي آلاف الكلمات المختلفة وتنطق بغير ما هي مكتوبة و التي حاول الكثير الإفراط والتفريط في توضيحها لغويا ونحويا وجذريا وكل ما قيل في ذلك مجرد اختلافات متعددة التاويلاات والتفسيرات لا توضح ولا تفسر شيء.
واذا قلنا كما يقول الكثيرين من السلف بان القران منقول بالتواتر بالحفظ بالصدور فلماذا اذا تعددت واختلفت القراءات والكتابات حتي توحدت ربما في القرون الإسلامية الأخيرة ... والكثيرين للاسف وفيما يخص تعدد القراءات يقلل من اهميتة بحجة ان القراءات اختلفت فقط في بعض مخارج الحروف او التلاوة او التجويد
كلا الموضوع اكبر واخطر... والسبب الرئيسي لاختلاف القراءات هواختلاف لهجات ولغات (العرب) من اهل العراق والشام واليمن ومصر والمغرب وكذلك اختلاف الرسم والخط والتنجيم في مصاحف الخليفة عثمان ومصاحف المدينة ومصاحف الكوفة واليمن.
ربما نحن جميعا سمعنا بالمصحف الامام للخليفة عثمان وقد جاء عن ذلك في بعض المرويات منها التالي:
ان عثمان بن عفان رضى الله عنه لما بلغة اختلاف المعلمين في القرآن قال عندي تكذبون به وتلحنون فيه فمن نآي عنى كان اشد تكذيبا واكثر لحنا يا أصحاب محمد اجتمعوا فاكتبو للناس اماما
لقد قرأت الكثير عن هذا المصحف الامام ورايت بعض رقاقات منه معروضة علي الانترنت وقرات لاحد الباحثين الذين اطلعوا علي اجزاء منه التالي:
والحق يقال - ان في رسم المصحف العثمانى (الامام) يقف الفكر حائرا، والذهن تائها، إذ أنه في نفسه لا قاعدة له ولا يقارن بما لدينا والاختلاف كبير جدا
ويقول
لقد ألف علماء‌ القراء‌ات المتقدمون في رسم المصحف العثمانى مؤلفات جليلة وحصروا مرسوم القرآن كلمة كلمة على هيئة ما كتبه الصحابة رضى الله عنهم بحيث لم يفهم شئ منه
وسؤالي اذا كان المصحف العثمانى الإمام لم يكن فيه نقط ولا تشكيل ولم تكن فيه أرقام للآيات ولا علامات للأجزاء والأحزاب فلماذا لا نحذف هذه الأشياء من مصاحفنا إتباعا للمصحف الإمام
اذا الموضوع اقدم من ذلك المصحف الامام
في وجهة نظري ان الاختلافات حدثت فيما بعد بسبب اختلاف الألسن في الجزيرة العربية...
ففي عصر رسول الله لا معنى لوجود لغة رسمية كما في هو العصور المتأخرة. فالعرب آنذاك لهم لغات مختلفة. ومفردة لغة تدل في عصرهم على ما نسميه اليوم لهجات مختلفة ومتنوعة فيقولون لغة تميم ولغة هذيل ولغة الحجاز بمعنى اللهجات
وسمعنا ان الخليفة عثمان وحد وجمع القران علي لهجة قريش ... هذا يعني بالنسبة لي بانه ربما القران اختلفت مفرداته ومعانيه عن ما نزل علي رسول الله.
وقد كان العرب في عصر النبي يمتلكون ألسنة مختلفة فلسان اليمن لم يكن يُشبه لسان الحجاز ولهم طرق خاصة بالكتابة تختلف كثيراً عن الصيغة التي نمت وتطورت عن الخط النبطي والتراث الآرامي للنحو والقواعد كما عرفناه لاحقاً في اللهجة الحجازية القرشية التي سادت وانتشرت لاحقا.
اذا القران نزل علي قوم لم يتكلموا كل لسان ولغة القران أبدا بل قوم مختلفي الألسن واللهجات واللغات ... واللسان الالهي اتي ليوحدهم علي لغة ولسان الهي واحد لذلك اعتقد ان عربيا في القران لا تعني هولاء العرب بل تعني شيء آخر وانا مقتنع بما وضحه وكتبة الاستاذ ابراهيم بن نبي ومحمد فادي الحفار في مقالاتهم حول معني عربي والله اعلم
ثم لماذا لا نعيد مراجعة فهمنا لمفهوم الوحي عن طريق أخذ بعده التاريخي بعين الاعتبار ، و ليس فقط كشيء متعالٍ جوهراني أزلي أبدي يقف عالياً فوق التاريخ البشري
عادة ما كان التاريخ يُفسّر، ونقصد هنا التاريخ العربيّ أو الإسلاميّ، انطلاقاً من النصّ القرآنيّ، لكن من الضروري أن يُفسّر القرآن انطلاقاً من التاريخ، من أجل فهمٍ أفضل للتاريخ وللنصّ معاً
نحن نعيش فقط مع نوع من التفسير الفوضوي السائد للقرآن منذ قرون
للاسف عدم فهم الكثيرين لهذه التطورات الذي تعرض لها اللسان والرسم العربي أوقع الكثيرين بمطبات كثيرة لفهم النص القراني

فمتي نستطيع القفز فوق ما تراكم من أنقاض كبيرة وكثيرة ،غذاها تاريخ التبجيل عبر مختلف مراحل الزمن المقدس، واللغة المتعالية والمحرمات المتفجرة والمتبعثرة في شتى الأتجاهات والدروب، والتي راحت تضغط على العقل الإسلامي حتى منعته من الحركة ووضعته داخل سياج دوغمائي رهيب، فظل رهين ذلك السياج حتى هذه اللحظة، حبيس رؤى وتصورات شكلته وتعيد تشكيله باستمرار متي نستطيع تفكيك المناخ العقلي و الفكري برمته للمجتمعات الإسلامية عبر قراءة جديدة ، قراءة تحفر في العمق لتكشف عن تلك المعاني والأفكار والمقاصد الالهية في نصوصنا الكريمة.
إن هذه الكلمة القرآن مشحونة الى أقصى حد بالعمل اللاهوتي والممارسة الطقسية الشعائرية الإسلامية المستمرة منذ مئات السنين ، الى درجة أنه يصعب استخدامها كما هي ، فهي تحتاج الى تفكيك مسبق من أجل الكشف عن مستويات المعنى والدلالة كانت قد طمست وكبتت ونسيت من قبل التراث التقوي الورع المغرقة في التزامها بحرفية النص. فهذه الحالة لا تزال مستمرة منذ زمن طويل ، أي منذ تم الأنتقال من المرحلة الشفهية الى المرحلة الكتابية او العكس ونشر مخطوطة المصحف المنسوخ باليد ثم المطبوع المقبوع.

فمثلا قرأت بان الايه القرانية (فناداها من تحتها) فتحت كما تطورت ضمن تقاليد الإرث اللغوي السابق ثم المؤسس للغة العربية الرسمية كانت تعني البطن، فيكون المعنى فناداها من بطنها في حين المفسر الذي يعتقد أن اللغة هكذا خلقها الله منذ الأزل غافل للأسف

مفردات كثيرة مثلا مؤمن،كافر التي تفسر وتأول بطريقة لاهوتية لم تكن تحمل هذه المعاني في الاستعمال اللغوي في عصر النبي الأعظم

وهنالك اشكالية اخري قراتها عن احد الباحثين محتواها اذا كانت النصوص التي نطق بها النبي (ص) بعصره كانت تنطق بلهجة من ضمن تلك اللهجات العربية لهجة قريش مثلا فنحن فعلا في مشكلة عويصة
ونضرب مثلا لو آن نبياً معاصراً-مثلاً- يتلو علينا بيانات الله بلهجة مغربية أو سورية وبعقلية فهم مغربية او سورية لا يجوز الادعاء أنها واحدة). بمعنى أن النصوص الشفوية المتلوة بلسان النبي كانت تختلف في الإداء اللغوي عن النصوص المدونة بعد سيطرة وانتشار لهجة قريش او الحجاز لتُصبخ اللغة الرسمية الكلاسيكية للتراث العربي والمعبأة بالدلالات المطورة تدريجيا.
ويقول ايضا الباحث:
لكي لا يبقى كلامنا السابق معلقا بالهواء نضرب مثلا من الخطاب القرآني الرسمي.
صيغة((الحمد لله رب العالمين))ما الذي كانت تعنيه صيغة((رب العالمين))في الاستعمال اللغوي الذي فهمه معاصري النبي؟ ساذكر ما يقوله الإمام القرطبي من إختلافات قادت إليها الفوضى الدلالية للمفدرة حتى بالمعاجم الكلاسيكية للغة، يقول الإمام القرطبي:
((اِخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي " الْعَالَمِينَ " اِخْتِلَافًا كَثِيرًا ; فَقَالَ قَتَادَةُ : الْعَالَمُونَ جَمْع عَالَم , وَهُوَ كُلّ مَوْجُود سِوَى اللَّه تَعَالَى , وَلَا وَاحِد لَهُ مِنْ لَفْظه مِثْل رَهْط وَقَوْم . وَقِيلَ : أَهْل كُلّ زَمَان عَالَم ; قَالَهُ الْحُسَيْن بْن الْفَضْل , لِقَوْلِهِ تَعَالَى : " أَتَأْتُونَ الذُّكْرَان مِنْ الْعَالَمِينَ " [ الشُّعَرَاء : 165 ] أَيْ مِنْ النَّاس . وَقَالَ الْعَجَّاج : فَخِنْدِفٌ هَامَة هَذَا الْعَأْلَمِ وَقَالَ جَرِير بْن الْخَطَفِيّ : تُنَصِّفهُ الْبَرِيَّة وَهُوَ سَامٍ وَيُضَحِّي الْعَالَمُونَ لَهُ عِيَالًا وَقَالَ اِبْن عَبَّاس : الْعَالَمُونَ الْجِنّ وَالْإِنْس ; دَلِيله قَوْله تَعَالَى : " لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا " [ الْفُرْقَان : 1 ] وَلَمْ يَكُنْ نَذِيرًا لِلْبَهَائِمِ . وَقَالَ الْفَرَّاء وَأَبُو عُبَيْدَة : الْعَالَم عِبَارَة عَمَّنْ يَعْقِل ; وَهُمْ أَرْبَعَة أُمَم : الْإِنْس وَالْجِنّ وَالْمَلَائِكَة وَالشَّيَاطِين. وَلَا يُقَال لِلْبَهَائِمِ : عَالَم , لِأَنَّ هَذَا الْجَمْع إِنَّمَا هُوَ جَمْع مَنْ يَعْقِل خَاصَّة . قَالَ الْأَعْشَى : مَا إِنْ سَمِعْت بِمِثْلِهِمْ فِي الْعَالَمِينَا وَقَالَ زَيْد بْن أَسْلَمَ : هُمْ الْمُرْتَزِقُونَ ; وَنَحْوه قَوْل أَبِي عَمْرو بْن الْعَلَاء : هُمْ الرُّوحَانِيُّونَ . وَهُوَ مَعْنَى قَوْل اِبْن عَبَّاس أَيْضًا : كُلّ ذِي رُوح دَبَّ عَلَى وَجْه الْأَرْض . وَقَالَ وَهْب بْن مُنَبِّه : إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ثَمَانِيَة عَشَر أَلْف عَالَم ; الدُّنْيَا عَالَم مِنْهَا . وَقَالَ أَبُو سَعِيد الْخُدْرِيّ : إِنَّ لِلَّهِ أَرْبَعِينَ أَلْف عَالَم ; الدُّنْيَا مِنْ شَرْقهَا إِلَى غَرَبَهَا عَالَم وَاحِد . وَقَالَ مُقَاتِل : الْعَالَمُونَ ثَمَانُونَ أَلْف عَالَم , أَرْبَعُونَ أَلْف عَالَم فِي الْبَرّ , وَأَرْبَعُونَ أَلْف عَالَم فِي الْبَحْر . وَرَوَى الرَّبِيع بْن أَنَس عَنْ أَبِي الْعَالِيَة قَالَ : الْجِنّ عَالَم , وَالْإِنْس عَالَم ; وَسِوَى ذَلِكَ لِلْأَرْضِ أَرْبَع زَوَايَا فِي كُلّ زَاوِيَة أَلْف وَخَمْسمِائَةِ عَالَم , خَلَقَهُمْ لِعِبَادَتِهِ.
قُلْت : وَالْقَوْل الْأَوَّل أَصَحّ هَذِهِ الْأَقْوَال ; لِأَنَّهُ شَامِل لِكُلِّ مَخْلُوق وَمَوْجُود ; دَلِيله قَوْله تَعَالَى : " قَالَ فِرْعَوْن وَمَا رَبّ الْعَالَمِينَ. قَالَ رَبّ السَّمَوَات وَالْأَرْض وَمَا بَيْنهمَا " [ الشُّعَرَاء : 23 ] ثُمَّ هُوَ مَأْخُوذ مِنْ الْعِلْم وَالْعَلَامَة ; لِأَنَّهُ يَدُلّ عَلَى مُوجِده . كَذَا قَالَ الزَّجَّاج قَالَ : الْعَالَم كُلّ مَا خَلَقَهُ اللَّه فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة. وَقَالَ الْخَلِيل : الْعِلْم وَالْعَلَامَة وَالْمَعْلَم : مَا دَلَّ عَلَى الشَّيْء ; فَالْعَالِم دَالٌّ عَلَى أَنَّ لَهُ خَالِقًا وَمُدْبِرًا , وَهَذَا وَاضِح . وَقَدْ ذُكِرَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ بَيْن يَدَيْ الْجُنَيْد : الْحَمْد لِلَّهِ ; فَقَالَ لَهُ : أَتَمّهَا كَمَا قَالَ اللَّه , قُلْ رَبّ الْعَالَمِينَ ; فَقَالَ الرَّجُل : وَمَنْ الْعَالَمِينَ حَتَّى تُذْكَر مَعَ الْحَقّ ؟ قَالَ : قُلْ يَا أَخِي ؟ فَإِنَّ الْمُحْدَث إِذَا قُرِنَ مَعَ الْقَدِيم لَا يَبْقَى لَهُ أَثَر . يَجُوز الرَّفْع وَالنَّصْب فِي " رَبّ " فَالنَّصَب عَلَى الْمَدْح , وَالرَّفْع عَلَى الْقَطْع ; أَيْ هُوَ رَبّ الْعَالَمِينَ )).
و نحن نرى هذا الكلام الميت اعلاه و كيف أن كل هذه الاقوال لم تراع الاستعمال اللغوي لمفردة((عالم))في البيئة التي عاش فيها النبي.فلم تراجع صيغة عاملين كما هي الاستعمالات اللغوية والمتعارفة آنذاك فوقع الخلط بين المعاني التي كانت تؤديها المفردة وبين تطوراتها الدلالية تأريخياً بعد ذلك في الحقب اللاحقة. في حقبة النبي ومعاصريه،كانت المفردة لا تؤدي إلى أكثر من الدلالة على ((القبيلة)) فالعالمين=القبائل.وبعض ظلال هذا المعنى لا زالت مستعملة في عدة لهجات أو استعمالات عربية معاصرة.فيكون معنى رب العالمين ببساطة رب القبائل، فكل ((عالم=قبيلة))كان يحتضن إلهاً ما في الوثنية العربية قبل الإسلامية والنبي في مشروعه الثوري والإيماني يخبرهم إن هناك إلهاً واحداً لكل هذه القبائل.إذا عرفنا هذا نعرف حجم الضياع الدلالي الذي عاشته عمليات التفسير لمحدودية نمو وتطور علوم اللغة بعصرها من جانب ولأكتشفنا مستوى التزوير والخداع الايديولجي الذي يقوم به بعض رواد الإسلام السياسي أو دعاة الإعجاز العلمي وما إلى ذلك من موضات معاصرة فتراهم يفسرون رب العالمين بعالم النبات وعالم الحيوان وعالم الفلك وعالم الأجنة..ألخ. وكلها لا دخل لها من قريب أو بعيد في خطاب النبي بل ولم تطرأ بذهنه أو ذهن سامعيه في ذلك الزمان وتلك البيئة.
هذا المثال مستوحى من كتاب الباحثة الفرنسية ((Jacqueline Chabbi ))في دراستها أو كتابها الموسوم (( Le seigneur des tribus, l’Islam de Mahomet /رب القبائل:إسلام محمد)) .الذي ذكره بإعجاب محمد اركون في كتابه/الفكر الاصولي وإستحالة التاصيل.
لماذا؟لأن البحث المذكور محاولة ممتازة لربط النص القرآني بعصره وبيئته واستعمالاته اللغوية اي بحث تأريخي وسوسيولوجي بإمتياز.
ولكن من يجرؤ على ترجمة مثل هذا الكتاب وغيرة من الكتب القيمة؟
قد ينمو إلى ذهن البعض أنني احاول ان اشكك بما لدينا من نصوص مقدسة .. كلا ...انا فقط ابحث عن اجابات مقنعة تساعدني علي فهم كلمات الله وان أزيل عن عاتقي هذا الكابوس الكهنوتي الذي نقيد هذة النصوص الربانية بداخلة
فكابوس الكهنوت هذا ما هو إلا وباء شيطاني ارتكبت بسببة أبشع الجرائم الإنسانية باسم الدين والنصوص المقدسة وتحت رايته في كل الأديان
متي سنفهم ذلك الخطاب الرباني الذي يقيم فضاء من التواصل بين ثلاثة اشخاص ، أي ضمير المتكلم الذي ألف الخطاب المحفوظ في الكتاب السماوي ، ثم الناقل بكل إخلاص وأمانة لهذا الخطاب والذي يتلفظ به لأول مرة أي ضمير المخاطب الأول ــ النبي، ثم ضمير المخاطب الثاني الناس ، والمقصود بالناس الجماعة الأولى التي كانت تحيط بالنبي والتي سمعت القرآن لأول مرة، لقد كانوا يقومون برد فعل عفوي على هذا الخطاب عن طريق الموافقة والتصديق أو الفهم أو الرفض أو الدحض ، أو طلب الإيضاح والاستيضاح ولهذا كان دور كبير ووظيفة عظيمة قام بها المصطفي لبيان وتوضيح وتعليم هذا اللسان الرباني لجميع العالمين

وقبل الأخير لابد من التوضيح بان الإشكال الحقيقي لا يكمن في هذة النصوص المقدسة مهما تنوعت واختلفت وتعددت تفسيراتها وتاويلاتها إنما المشكلة الحقيقة تكمن فينا نحن البشر وفي هذه النفس الشريرة التي تسكن فينا، فهذه النفس الشريرة الطامعة، الطاغية، الباغية، الحاقدة، الجاهلة، المستحوذة، المتسلقة، المتنافسة، المتطلعة، الأنانية، سواء حمل هذه النفس الشيطانية الشريرة شخص متدين أو علماني أو ديمقراطي أو عقلاني أو مثقف أو ملحد أيما يكن كنهه أو علمه أو ثقافته أو توجهه أو فكره، هذه النفس الشريرة هي التي تستطيع أن تطوع كل شيء لنيل أطماعها وتطلعاتها، فالنفس تطوع العقل لأغراض شريرة، وتطوع الدين لأغراض شريرة وتطوع الثقافة والفكر والأدب والنصوص المقدسة لأغراض شريرة، وتطوع العلمانية والديمقراطية وما يسمى بالحرية وحقوق الإنسان لأغراض شريرة كذلك، فكل شيء في قانون هذه النفس الشريرة قابل لتطويعه لخدمة أغراضها الشخصية الشريرة. فقد يكون العقل مظلوما مع أهل العقل، وقد يكون الدين مظلوما مع رجال الدين، وقد يكون الفكر مظلوما مع أهل الفكر، فرجل الدين الشرير قد يستخدم الدين لسفك الدماء وهتك الأعراض وإضاعة العدالة، وجعل الحق باطلا والباطل حقا، وكذلك يفعل الداعي إلى الديمقراطية، وكذلك يفعل الداعي إلى العلمانية والحرية وحقوق الإنسان، إن غلبت على الفرد تلك النفس الشريرة.
لابد لنا ان نعترف اولا بجهلنا وبان هنالك العديد من المشاكل التي لا تزال تنتظر توضيحات موضوعية بما فيه الكفاية
توضيحات قائمة على البحث العلمي والتاريخي والعقلي والنقدي ليس فقط من قبل جماعة الباحثين المفكرين، وإنما أيضا من قبل تلك الفئة من المؤمنين التي تضع نفسها في خانة المؤمنين الملتزمين بالطقوس والشعائر الكهنوتية
يقول احد الباحثين
كانت المدرسة الإسلامية تضغط دائما بالمحرمات على الدراسات القرآنية وتمنع الاقتراب منها أكثر مما يجب ، وهذا أمر طبيعي لأن القرآن يمثل قدس الاقداس، وبالتالي تطبيق الدراسة العلمية يعتبر تدنيسا وكفرا وذلك لأن الدراسة العلمية سوف تكشف عن تاريخيته في نهاية المطاف وسوف تربطه بظروف عصره الذي ظهر فيه وهذا ما يحاول المسلمون طمسه خشية من المشاكل التي سيجرها الى المنظومة الكاملة (وهذا ما حصل تماما في الجهة المسيحية الأوروبية عندما درسوا الأنجيل دراسة علمية نقدية تاريخية ، والكشف عن تاريخية شخصية ياسوع وقد هاج الوعي المسيحي برمته )، وقد سهل على المستشرقين في المرحلة في المرحلة السابقة أن ينتهكوا هذه المحرمات أكثر مما يسهل علينا اليوم لأن العقل العلمي في ذلك الوقت كان في أوج انتصاره ، وهكذا نجد أن المعركة التي جرت من أجل تقديم طبعة نقدية محققة عن النص القرآني لم يعد الباحثون يواصلونها بنفس الجراءة كما كان عليه الحال في زمن نولدكة وبلاشير ، وذلك خوفا من الأصولية الإسلامية المتشددة
اعزائي نحن هنا أمام نص هو النص القرآني الذي تكمن مهمته الأولى المسجلة في طريقة صياغته اللغوية في أن يقول المعنى الصحيح والحقيقي عن الوجود البشري والكوني ... لان القران وكما قلنا سابقا يمثل الوجهة الثاني لهذة العملة ووجهها الاول هو الانسان والكون

ولكن للاسف لقد تفرعت اوجه عديدة لهذة العملة الربانية و تفرعت عنها نصوص ثانوية تتجلى وظيفتها في صياغتها اللغوية أيضا، كأن يقول المفسرون والخطاب الشائع: يقول الله ، أو قال تعالى، أو جاء في الحديث، … ويقصد بالنصوص الثانوية كل النصوص الأخرى ما عدا القرآن والحديث،كالتفسير والفقه والتصوف وعلم الكلام ومخرفي الاعجاز العلمي ..الخ وهي نصوص تعلق على النص المؤسس أي القرآن وتشرحه، وبما أنها تفعل ذلك فهنا تكمن المشكلة الكبرى إذ تظن أن كلامها يتمتع باستمرارية تواصلية معه وبالتالي فله قدسسيته أيضا ، فهم يستمدون قدسيتهم من قدسية القرآن طيلة الوقت، وهكذا يتم خلع القدسية على الوجود والكون كله
وأخيرا أدعو جميع االمهتمين ان يتعرفوا اكثر علي مجمل العمليات التحويرية والتبديلية التي تعرضت لها نصوصنا الدينية بمختلف انواعها

ونقصد بها عمليات التطوير و التنكير والتقنيع والحذف والزيادة والأنتخاب ثم التحوير، ثم التصعيد والتسامي، ثم جعل الأشياء متعالية وجوهرية ومقدسة
وشيء أخير انه من المعلوم أن علم السيميائات أو الدلالات قد شهد ثورة عارمة في الفترة الأخيرة من القرن العشرين، ولكنه لم يجد ثمة أرضية له في التطبيق على القرآن، وذلك للخشية والخوف من ردة الفعل المشحونة بكل الاحتمالات الممكنة لأي باحث يقدم على ذلك
فمثلا هل تعرفون انه وجدت نصوص قرآنية او ربما مشابهة لها يعود تاريخها بحسب العلماء الي قبل البعثة المحمدية ومكتوبة بلغة نبطية قديمة
تحياتي ولنا عودة لاستكمال هذا البحث فما زال ناقص ...ويمكنكم إثرائه بمداخلاتكم وأفكاركم الرائعة
والسلام والحب لجميعنا

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر