هكــــــــــــذا عــــــرفــــــــــت اللـــــــــــــه:شهاد

عبد الشكور
مشاركات: 80
اشترك: أكتوبر 5th, 2005, 5:28 pm

نوفمبر 30th, 2005, 12:02 am

اعلم ــ هداك الله ــ أن معظم الجماعات الإسلامية لا تكفر عموم المسلمين، وهذا ثابت من كتبهم المشهورة ومن (مواثيقهم) المعلنة، وكذلك ثابت من دراسات أعدائهم عنهم خاصة من المستشرقين. ولكن صبيان العلمانيين ما فتئوا يرددون على الناس أن الجماعات الإسلامية تكفر الناس كلها على أى شىء وكل شىء. فالذى لا يختلط بهذه الجماعات ينخدع بكلام الصبيان العلمانيين، ويظن أن هذه الجماعات تكفر عموم المسلمين. فهذا عن انخداع المسلم الجاهل بكلام صبيان العلمانيين، فكيف سيكون انخداع النصارى ؟!

واعلم كذلك أن القلة القليلة من هذه الجماعات هى التى تكفر بالصغائر، أى تحكم بكفر من ارتكب صغيرًا من الذنوب، وكان ذلك حال جماعة التكفير والهجرة بقيادة شكرى مصطفى، فهؤلاء أشد الجماعات تكفيرًا، وليس فوقهم فى التكفير أحد.

إذا علمت هذا وذاك، جزمت بأن من كذبات بولس حكايته لحال ابن عمه.



ـــ يقول بولس عن ابن عمه بعد رجوعه من سفره: (في إحدى المرات أفهمني أننا لسنا على الإسلام الصحيح الذي يدخل من يدين به الجنة).

ولكى لا يتبادر إلى الذهن أن ابن عم بولس يريد مجرد الالتزام بالإسلام، فإن بولس سيصرح بعد ذلك بأن ابن عمه يكفر بالصغائر، أى كأشد الجماعات الإسلامية تكفيرًا.

يقول بولس: (وصلت في نهاية الأمر إلى أن والدي ووالدتي وإخواني مشركون، وسألت هل يجب عليّ مقاطعتهم وعدم الأكل أو النوم معهم؟ فأجابني ابن عمي: نعم، فقلت إذن وأين سأذهب؟ قال: تعال عندي. هل تثق في عمك وامرأته من حيث الإيمان ؟ قلت كلا فهما مؤمنين حقاً ، قال إذن فاذهب وأت بمتعلقاتك لتعيش معي بعيداً عن حياة الكفر والشرك التي في بيتك).

فابن عم بولس يعتنق فكر التكفير بالصغائر، فهو يحكم بكفر وشرك من يشاهد التلفاز. وهو ـ ابن العم ـ راض عن تقييم بولس لأسرته، ويرى أنه على بولس (مقاطعتهم وعدم الأكل أو النوم معهم)، وينصحه أن يهاجر (بعيدًا عن حياة الكفر والشرك).

وهذا هو فكر جماعة التكفير والهجرة، وهو أشد فكر تكفيرى معروف فى العصر الحديث، وليس من فكر يفوقه قوة فى التكفير.

لكننا نفاجأ ببولس يقول لنا وهو على أعتاب المرحلة الجامعية : (وبعد ذلك بدأت انفصل فكرياً وبالتدريج عن ابن عمي؛ إذ قرأت كثيراً من الكتب كان هو يرفضها قائلاً: إنها تحمل أفكار التكفير والهجرة أو خوارج القرن العشرين. كان كلامه هذا لي دافعاً قوياً لأعرف ماذا يقول هؤلاء الناس الذين نسمع عنهم ولم نقابل أحد منهم؟).

فالعجب من ابن العم هذا الذى يكفر المسلمين بالصغيرة، ويحكم بشرك من شاهد التلفاز، ثم هو يستنكر أفكار التكفير والهجرة أو خوارج القرن العشرين ! .. ثم العجب من بولس الذى يحكم بأنه ما سمع عن أحدهم ولم يقابل أحدًا منهم، مع طول علاقته بابن عمه الذى يكفر كل من هب ودب !

والذى فضح كذب بولس جهله بحال هذه الجماعات، وجهله بعقائد الفرق الإسلامية عمومًا. وهذا فى نفسه فاضح جديد لإحدى كذباته الأخرى، لأنه يدعى قراءته لمؤلفات ابن حزم وأشهرها (الفصل فى الملل والنحل) كما سيأتى إن شاء الله.



ـــ وفيما يتعلق بابن عم بولس فالكذب لا ينتهى.

كان ابن عم بولس قد بدأ دراسته الجامعية فى الأزهر بدليل قول بولس: (وكان واحد من أبناء أعمامي شديد التديّن، إذ كان يدرس في إحدى كليات جامعة الأزهر).

ثم نعلم بعد ذلك أن ابن عم بولس قد سافر إلى الخارج لمدة عامين بدليل قول بولس: ( ..... لكن في أثناء هذا الوقت انتقلت أسرتنا للإقامة في بيت منفرد عن بيت العائلة هذا، وسافر ابن عمي إلى إحدى البلاد العربية ليعمل إمام وخطيب لمسجد هناك، واستمرت إقامته هناك مدة عامين، وبعد عودته في إحدى المرات أفهمني .... ).

والمتبادر إلى الذهن أن ابن عم بولس قد أنهى دراسته الجامعية الأزهرية ثم سافر للخارج، لكن بولس يفاجئنا بقوله فيما بعد: (استقر ابن عمي في القاهرة واستأجر شقة بالقرب من جامعة الأزهر حيث كان في السنة النهائية).

فنفهم من هذا أن ابن عمه سافر إلى الخارج أثناء دراسته لمدة عامين، ثم عاد وأكمل دراسته الجامعية الأزهرية.

وهذا من كذبات بولس المفضوحة، لأنهم فى الخارج لا يستقدمون الطالب الأزهرى الذى لم يحصل إلا على الثانوية ليكون إمامًا لمسجد وخطيبـًا، ناهيك عن ماهية العذر الذى قدمه هذا الطالب للجامعة عن انقطاعه لمدة عامين.

والذى كشف كذب بولس جهله بحال من يستقدمونهم فى الخارج، وتباعد الكلامين فى المقامين فنسى، ويقال (إذا كنت كذوبًا فكن ذكورًا)!



ـــ ومن كذبات بولس المفضوحة قوله: (وطلب مني التعمق في دراسة بعض الكتب للإمام ابن تيمية والشيخ سيد قطب وابن حزم الظاهري ، ورغم صعوبة أفكار بعض هذه الكتب إلا أنني أعجبت بها كثيراً؛ إذ كانت هذه الكتب تضع منهجاً شاقاً يصعب على المرء منا أن يؤديه كما هو ، فمثلاً وجدت هناك حديث يقول: "من أكل مع مشرك أو ساكنه فهو مثله").

والذى لا يعلمه بولس أن أيًا من كتب ابن تيمية وابن حزم وسيد لا يحتوى على الحديث الذى ذكره ووضعه بين علامتى التنصيص. بل إن الحديث لا وجود له أصلاً لا فى كتبهم ولا فى كتب غيرهم.



ـــ وبعد أن قرأ بولس ما أوصاه ابن عمه به من كتب ابن حزم وابن تيمية وسيد قطب رحمهم الله قال: (وصلت في نهاية الأمر إلى أن والدي ووالدتي وإخواني مشركون، وسألت هل يجب عليّ مقاطعتهم وعدم الأكل أو النوم معهم؟).

فبولس بعد قراءة هذه الكتب كلها ما زال جاهلاً بحكم مؤاكلة ومعايشة المشركين، مع أنه أخبر أنه كان من ضمن ما قرأه الحديث المزعوم: (من أكل مع مشرك أو ساكنه فهو مثله). فلا ندرى ماذا يريد بولس من إجابة على سؤاله بعد هذا الحديث البولسى القاطع.

عبد الشكور
مشاركات: 80
اشترك: أكتوبر 5th, 2005, 5:28 pm

ديسمبر 1st, 2005, 9:28 pm

ـــ ومن كذبات بولس المضحكات اعتقاده بأن اليهود هم الذين بنوا مسجدًا ضرارًا على عهد النبى عليه الصلاة والسلام. بالطبع علم بولس هذا بعد قراءته المتعمقة لكتب ابن حزم وابن تيمية وسيد قطب !

قال بولس: (كنا نصلي معاً في زاوية بعيداً عن المساجد لأنها كما علمنا ما هي إلا مساجد ضرار بُنيت على غرار ما بناه اليهود لإعاقة دعوة الرسول).

والذى لا يعلمه بولس ـ رغم قراءته لكتب ابن حزم وابن تيمية وسيد قطب ـ أن المنافقين هم الذين بنوا (المسجد الضرار) لا اليهود. بل لا يتصور عقلاً أن يبنيه اليهود أصلاً.

والذى لا يعلمه بولس أيضـًا أن أهل التكفير لا يفرقون بين الزوايا والمساجد، فالجميع عندهم مستقبح، وإنما قد يصلون فى زاوية، لا لأنها زاوية كما ظن بولس بجهله، ولكن لأن إمامهم سيكون منهم، وأما فى غيرها من المساجد والزوايا فإمامهم ليس منهم فيرفضون الصلاة خلف من لم يكن على معتقدهم.

ولكن بولس سمع ـ سمعًا ـ أن الجماعات قد تقتصر على الصلاة فى زاوية خاصة بهم، فظن أن هذه الجماعات تقبل على الزوايا لمجرد أنها زوايا وتعرض عن المساجد لمجرد أنها مساجد، فزعم ما زعم بجهل ليفضح كذبه بنفسه.



ـــ ومن كذباته قوله: (كذلك صورة مصعب ابن عمير الذي لم يرضخ لتوسلات والدته وتركها تموت لرفضها للإسلام). ولا ندرى أين قرأ بولس ذلك فى كتب ابن حزم وابن تيمية وسيد قطب، بل لا ندرى أين قرأ ذلك فى كتب غيرهم من المسلمين.



ـــ ومن مضحكاته قوله عن حال المسلمين: (كل من يستخدم عقله للتأمل في آية أو حديث يعد كافراً إذ عليه أن يقبلها كما فسرها محمد وإن لم يقل محمد فيها قولاً فليسكت عنها ويعتبرها من المتشابه الذي لا يجوز الاقتراب منه).

فبولس يصدق ما يلقى إليه فى كنائس الرب عن المسلمين، وبولس لم يقرأ آية واحدة من جميع الآيات التى تأمر باستخدام العقل والتدبر والتفكير، بل إن القرآن بين أن الكفار ما كفروا إلا لرفضهم استخدام عقولهم، قال تعالى: (وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا فى أصحاب السعير). لم يعلم بولس شيئـًا عن ذلك، رغم نشأته فى أسرة متدينة أصولية إلى أبعد الحدود، ورغم حفظه للقرآن الكريم كاملاً، ورغم تعليم ابن عمه الجامعى الأزهرى له، ورغم قراءته لكتب ابن حزم وابن تيمية وسيد قطب.

وبولس لا يعلم أن (التفسير النبوى) الصريح الوارد إلينا أقل القليل بالنسبة لعموم القرآن، وعلى زعمه يكون جل القرآن أو كله تقريبـًا (من المتشابه الذى لا يجوز الاقتراب منه) ! فلا نعلم بعد ذلك كيف ألف كل هؤلاء العلماء والمفسرين كل تلك الكتب والموسوعات فى التفسير وعلوم القرآن ودراساته ! ألم يعلموا أن جل القرآن أو كله تقريبـًا لم يفسره النبى عليه الصلاة والسلام ؟! ألم يعلموا أن ما لم يقل فيه النبى قولاً فليسكتوا عنها ويعتبروها من المتشابه الذى لا يجوز الاقتراب منه ؟! .. فليعلموا إذن .. فهذا بولس جاء يعلمكم أمر دينكم !

لقد فضح بولس نفسه بهذا الجهل الفاحش بأبسط المعلومات عن القرآن وتفسيره.



ـــ قال بولس: (بدأت أبحث في كتب التاريخ الإسلامي والسيرة والتفسير عن كل ما يتعلق بخصوص المسيح وهل تحققت في المسيح كل صفات الله المذكورة في القرآن ؟ كانت مصادر بحثي هي الكتب الصحيحة الخالية من الوضع والإسرائيليات، مثل تفسير ابن كثير، تاريخ الإسلام للذهبي، البداية والنهاية لابن كثير، الملل والنحل للشهرستاني، الفصل في الأهواء والنحل للعلامة ابن حزم المعروف بأبو محمد، الأسفار المقدسة قبل الإسلام، النصرانية بين العقل والنقل). قلت: هذا دليل قاطع على أن بولس لم يقرأ مقدمة (تاريخ الإسلام للذهبى) على فرض أنه رآه أصلاً ! فبولس لم يعلم أن تاريخ الإسلام للذهبى ليس فيه قصة المسيح ولا غيره من الأنبياء، لأنه بدأ تراجمه بالسيرة النبوية، فزعم أنه ذهب ليبحث فيه (عن كل ما يتعلق بخصوص المسيح) فأى كذب وأى جهل !



ـــ قال بولس: (هذا دفعني لقراءة كتب السيرة مرة ثانية والحقيقة وجدت أمور ... وجدت أن محمد كان يجلس عند يسار النصراني ويأخذ منه نصوص من الإنجيل ويقرأها). ولم يبين بولس أى كتاب من كتب السيرة وجد فيها ما ذكر. والأغلب أن كتب السيرة لا تتعرض لهذه المسألة، وأن كتب التفسير هى التى تبحثها. على أية حال، فهذه من كذبات بولس، لأن أحدًا من علماء الإسلام لم يقل إن النبى كان يجلس إلى أحد ويأخذ نصوص الإنجيل ويقرأها. لم يقل بذلك أحد لا فى كتب السيرة ولا فى كتب التفسير ولا فى أى كتاب من كتب علماء المسلمين المعتمدة. والروايات التى تروى عند قوله تعالى: (لسان الذى يلحدون إليه أعجمى)، ليس فيها أية رواية بأن النبى كان يجلس إلى أحد (ويأخذ منه نصوص من الإنجيل ويقرأها)، بصرف النظر عن صحة الروايات التى تروى فى هذا المقام.



ـــ قال بولس: (ولم أشعر بنفسي إلا خارج الغرفة أنادي على والدي ووالدتي وأخوتي ليروا المسيح (سيدنا عيسى) لأنه مكتوب في البخاري من رأى نبياً فقد رأى هدىً لأن الشياطين لا تتمثل بالأنبياء). هذه العبارة (من رأى نبيـًا فقد رأى هدىً لأن الشياطين لا تتمثل بالأنبياء) ليست مكتوبة فى البخارى. فهذا من كذب بولس على البخارى. بل والعبارة ليست فى غير البخارى.



ـــ ومن كذبات بولس قوله: (فقال ابن كثير إن المسيح كان له كرامة أن يرزق من يشاء).



ـــ ومن كذبات بولس قوله: (يقول القرآن عن عرش الله : "وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا" هود: 7 قال القرطبي والحدثي أن هذه الآية كانت تنطبق على المسيح الذي تدرع بالجسد).



ـــ ومن كذبات بولس قوله: (ذكر الشهرستاني في كتابه الملل والنحل والأزرقي في دلائل النبوة أن المسيح كان على صورة الرحمن وكان رحيماً متحنناً على شعبه إذ أقام أبنة يايرس من الموت برحمته وترأف كثيراً على المرضى برحمته فخلق عيناً لرجل ولد بلا عين بوضع طين عليها لأن هكذا كانت سنة الله في الخلق منذ الأزل). ولا يعلم للأزرقى أصلاً كتابًا بعنوان (دلائل النبوة).



ـــ ومن كذبات بولس قوله: (من سورة التوبة " قالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله تشابهت أقوالهم يضاهئون قول الذين كفروا . . . اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم " قال بن قتيبة أن هذه الآية مشكلة لأن فيها أن عبادة الله والمسيح فرض ولا يعبد من دونهما، لذا فيجب أن يُعرب المسيح كمفعول ثان وليس مضاف حتى لا يوافق أهل الكتاب من تأليه المسيح).



ـــ ومن كذبات بولس قوله: (جاء في سورة البقرة 210 "هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام" قال ابن الفضل الحدثي أن المقصود هنا هو المسيح الذي سيأتي يوم القيامة على الغمام وهو المقصود بقوله "وجاء ربك والملك صفاً صفا").

عبد الشكور
مشاركات: 80
اشترك: أكتوبر 5th, 2005, 5:28 pm

ديسمبر 12th, 2005, 5:42 am

تنبيه بخصوص المشاركة السابقة:


كذبات بولس على كتب أهل الإسلام التى ذكرناها لا أصل لها فيما عدا كذبتين ففيهما تفصيل:


الأولى:
قوله: (يقول القرآن عن عرش الله: "وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا" هود: 7 قال القرطبي والحدثي أن هذه الآية كانت تنطبق على المسيح الذي تدرع بالجسد).

فأما القرطبى فلم يقل ذلك، وحاشاه الله.

وأما الحدثي فهو معتزلى نظامى، لكن القول الذى نسبه بولس إليه هو قول ابن خابط. قال الشهرستانى فى (الملل والنحل): (وزعم أحمد بن خابط‏‏ أن المسيح تدرع بالجسد الجسماني). ثم إن الشهرستانى لم يقل إن قائل القول ـ أيًا كان ـ يفسر به الآية السابعة من هود.



والثانية:
قوله: (جاء في سورة البقرة 210 "هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام" قال ابن الفضل الحدثي أن المقصود هنا هو المسيح الذي سيأتي يوم القيامة على الغمام وهو المقصود بقوله "وجاء ربك والملك صفاً صفا").

فقوله: (قال ابن الفضل الحدثى ...) فيه نسبة (ألفاظ وعبارات) للحدثي بلا سند، وإن كان (مفهومها) هو معتقد الحدثى. إذ حكى الشهرستانى من معتقده: (موافقة النصارى على اعتقادهم‏‏ أن المسيح هو الذي يحاسب الخلق في الآخرة، وهو المراد بقوله تعالى‏‏ ‏"وجاء ربك والملك صفاً صفاً‏"‏‏، وهو الذي يأتي فى ظلل من الغمام، وهو المعني بقوله تعالى‏:‏ ‏"أو ياتي ربك").

ثم لبس بولس بإخفاء هوية الحدثي ومذهبه، رغم زعمه السابق بأنه لم يبحث إلا فى الكتب التى تخلو من الإسرائيليات، ذلك الزعم الذى يوحى بأنه سيأتينا بأقوال أهل الإسلام الظاهرة، لا أقوال الشراذم المبتدعة منهم.


واستكمالاً للفائدة، أنقل ما قاله الشهرستانى فى كتابه (الملل والنحل)، فى الباب الأول: المعتزلة.

قال:
(النظامية : أصحاب إبراهيم بن سيار بن هانئ النظام، قد طالع كثيراً من كتب الفلاسفة، وخلط كلامهم بكلام المعتزلة، وانفرد عن أصحابه بمسائل‏ ...).

وقال:
(ومن أصحاب النظام‏:‏ الفضل الحدثي، وأحمد بن خابط‏.‏ قال الرواندي‏:‏ إنهما كانا يزعمان أن للخلق خالقين‏:‏ أحدهما قديم وهو الباري تعالى، والثاني محدث وهو المسيح عليه السلام؛ لقوله "إذ تخلق من الطين كهيئة الطير‏"‏‏.‏ وكذبه الكعبي في رواية الحدثي خاصة لحسن اعتقاده فيه‏.‏

قال:
(الخابطية والحدثية: الخابطية‏:‏ أصحاب أحمد بن خابط. وكذلك الحدثية أصحاب الفضل الحدثي‏.‏ كانا من أصحاب النظام، وطالعا كتب الفلاسفة أيضاً، وضما إلى مذهب النظام ثلاث بدع‏ :‏ البدعة الأولى‏:‏ إثبات حكم من أحكام الإلهية في المسيح عليه السلام موافقة النصارى على اعتقادهم‏‏ أن المسيح هو الذي يحاسب الخلق في الاخرة، وهو المراد بقوله تعالى‏:‏ ‏"وجاء ربك والملك صفاً صفاً‏"‏‏، وهو الذي يأتي فى ظلل من الغمام، وهو المعني بقوله تعالى‏:‏ ‏"أو يأتي ربك‏"‏‏، وهو المراد بقول النبي عليه السلام‏:‏ ‏"إن الله تعالى خلق آدم على صورة الرحمن‏"، وبقوله‏:‏ ‏"‏يضع الجبار قدمه في النار‏"‏‏. وزعم أحمد بن خابط‏‏ أن المسيح تدرع بالجسد الجسماني، وهو الكلمة القديمة المتجسدة كما قالت النصارى‏).‏

عبد الشكور
مشاركات: 80
اشترك: أكتوبر 5th, 2005, 5:28 pm

ديسمبر 12th, 2005, 6:02 am

.. ويدخل بنا بولس كلية الطب ...


ـــ نفاجأ فى بداية دخوله للكلية بأنه يجهل أن الأسر (أو الجماعات على حد تعبيره) داخل الكلية ـ أية كلية ـ لا تكون بينها واحدة فقط دينية، وإنما قد تتعدد الأسر أو الجماعات الدينية لاختلاف اتجاهاتها.

قال بولس: (وجدت داخل الكلية كثير من التيارات السياسية داخل جماعات صغيرة وقانونية مما دفعني أن ألتحق بالجماعة الدينية بكليتي لكي لا نترك الساحة لهم). فتعلم من ذلك أن المسكين يظن أن (الجماعة الدينية) واحدة فقط فى الكليات.



ـــ ومن اضطرابات بولس الواضحة قوله: (كل هذه الصور كانت تنمي داخلنا القسوة على الأهل والأصدقاء إن هم رفضوا إسلامنا ، ولم يكن ذلك لمجرد الكراهية بل على العكس كنت أتألم وأنا أرفع صوتي في والدتي ووالدتي وأسب أخي وأخوتي وأهددهم بالقتل).

وليعجب القارئ كيف يجتمع داخل قلب بولس القسوة على الأهل والتألم لحالهم فى الوقت ذاته ! .. لو كانت القسوة فى المعاملة فقط والقلب متألم لجاز بوجه ولو بعد. أما أن القسوة كانت داخلية وكذلك التألم لحالهم فالاجتماع عجيب. قال بولس: (كانت تنمى داخلنا القسوة على). فلا يفوق هذا الاجتماع فى ذات الوقت والمكان من القسوة والتألم عليهم، إلا اجتماع الوحدانية والتثليث فى ذات الوقت وبنفس الاعتبار !



ـــ وبعد مضينا قدمًا فى أحداث قصة بولس الشائقة، نعلم أن بولس ، بعد فترة متقدمة فى اعتناق الفكر التكفيرى وممارسته ، ما كان يعلم أن الله قد أحل لهم دماء أهل الكتاب وأموالهم !

قال بولس: (بدأت كراهيتنا للنصارى في صورة مضايقات في الشوارع والطرقات، لكنهم كانوا يقبلون ذلك بوداعة تثير اشمئزازنا مما يدفعنا لزيادة الكيل من المضايقات، فبدأنا نفكر في كيفية إرهابهم فعلمنا أن الله قد أحل دمائهم وأموالهم).

فإلى الآن، وبعد كل هذا الفكر التكفيرى وممارسته، لم يكن بولس يعلم شيئـًا عن دماء أهل الكتاب وأموالهم، (فبدأ) يفكر، (فعلم) أن الله قد أحل دماءهم وأموالهم.



ـــ ومن غرائب بولس قوله عن حبس (الحكومة) له ولإخوانه لأنهم أحرقوا كنيسة، قال: (وكان يبدوا أن الحكومة مسرورة بهذا السلوك ؛ إذ كان يتم معاملتنا داخل الحبس على أفضل ما يكون ، وعندما أنهينا فترة السجن هذه خرجنا واستقبلنا أهالي القرية استقبال الأبطال).

ما دامت الحكومة مسرورة منهم فلماذا حبستهم أصلاً ؟ أما كان من الممكن لها الادعاء بأنها لم تعثر على الفعلة ؟ أو فى القليل كان يمكن للحكومة (المسرورة) أن تحبس بعضهم فقط وتدع الباقين ينفذون ما يسرها.

ثم لماذا يستقبلهم الأهالى استقبال الأبطال وقد علموا ـ الأهالى ـ أنهم أيضـًا فى نظرهم كفار مشركون مباحو الدماء والأموال ؟



ـــ أما قول بولس: (علمت أنه من جماعة شكري أحمد مصطفى ففرحت وتمنيت لو كنت واحداً منهم، كان صديقي هذا حريصاً جداً في حديثه معي وفي إحدى عطلات الصيف قمنا بتنظيم معسكر للجماعة الإسلامية بالكلية وحصلنا على الدعم المادي لهذا المعسكر من إدارة الكلية كان الهدف من هذا المعسكر هو أن نقضي أنا وعضو التكفير والهجرة أكبر وقت ممكن للمناقشة وتداول الأفكار حول الإسلام، بعد المعسكر طلب مني صديقي أن أبدي رأيي في الجماعة الإسلامية، وهل أريد الانضمام إليها لو أتيحت لي الفرصة ؟).

فمن الواضح أن بولس يظن أن (التكفير والهجرة) و(الجماعة الإسلامية) شيئـًا واحدًا، أو أن الجماعة الإسلامية من التكفيريين.



ـــ وبعد أن انضم بولس فعليـًا لجماعة التكفير والهجرة وبايع أميرهم، نراه يقول: (بدأت القسوة تظهر على تعاملي مع أسرتي وكنت لا أسلم عليهم، وعندما يسألونني كنت أقول لهم إنكم كفاراً).

فيتوهم القارئ أن بولس قبل ذلك كانت قسوته غير ظاهرة حتى (بدأت القسوة تظهر). وهذا يناقض ما صرح به بولس أولاً من تكفيره لأسرته ومعاملته القاسية لهم. قال بولس قبل ذلك: (كل هذه الصور كانت تنمي داخلنا القسوة على الأهل والأصدقاء إن هم رفضوا إسلامنا، ولم يكن ذلك لمجرد الكراهية بل على العكس كنت أتألم وأنا أرفع صوتي في والدي ووالدتي وأسب أخي وأخوتي وأهددهم بالقتل).

فبولس قبل أن (تبدأ قسوته تظهر) كان يرفع صوته فى والديه ويسب إخوته ويهددهم بالقتل. فقوله بعد ذلك (بدأت القسوة تظهر) من تناقضاته التى تفضح كذبه.



ـــ قال بولس: (هناك نقطة للأمانة [!] أريد أن أذكرها، وهي إن أول شيء جعلني أتحمس للانضمام لجماعة التكفير أنها كانت شديدة القسوة على النصارى الذين كنت أكرههم ).

فتعلم من ذلك أن بولس لم يقابل فى حياته أحدًا من هذه الجماعة، ولا طالع رسالة من رسائلهم، ولا سمع عن مخبر عنهم. لأن كل هؤلاء يعلمون أن جماعة التكفير لا تبالى أصلاً بأهل الكتاب، وإنما الأولوية فى الإنكار عندهم على (المتمسلمين) كما يسمونهم، لأن تمييزهم عن المسلمين الحقيقيين ـ يعنون أنفسهم ـ أولى من جهاد أهل الكتاب.

لكن بولس يجهل أبسط مبادئ هذه الجماعة، وليس فى باله إلا نغمات الاضطهاد التى تلقى إليه وتعكر عليه حياته.

عبد الشكور
مشاركات: 80
اشترك: أكتوبر 5th, 2005, 5:28 pm

ديسمبر 28th, 2005, 6:07 pm

ـــ وفى عام 1980 يسافر بولس إلى إخوانه فى المنطقة الآمنة. يقول: (سارت الحياة بالنسبة لنا في أول الأيام في فرح وسرور، إذ كنا نتذكر هجرة الرسول وننتظر اليوم الذي سنعود فيه إلى مصر فاتحين كما فعل الرسول عند خروجه من مكة، وكان كل واحدِ منا يترك أهله الكفار ويهاجر في سبيل الله).

ولا ندرى كيف كان بولس سيحارب مصر ببعض الأفراد الفارين وإن كثروا ؟ ثم من أين يأتى التكاثر وقد انغلقوا على أنفسهم، وإنما التكاثر بالانفتاح والدعوة وهم قد هجروا الناس فكيف سيزدادون ؟ وسنعلم بعد ذلك أنهم رجعوا من منفاهم الاختيارى بعد عشر سنين، فماذا كانوا يأملون فى حدوثه طوال تلك السنوات العشر ؟! بل من أين لهم بالعدة المطلوبة وهم لا يملكون إلا سيارة واحدة فقط ؟ قال بولس: (وبدأنا نرحل على مجموعات متفرقة حيث لم يكن لدينا سوى سيارة واحدة).

وهذا بدوره يكشف كذبة أخرى، لأنه قال: (وقمنا بتدريب من لا يعرف إطلاق النار، ووفرنا لكل فرد سلاح شخصي للدفاع عن نفسه). فكيف استطاعوا توفير سلاح شخصى لكل فرد مع عجزهم عن توفير أكثر من سيارة ؟

وسنجد بولس يقول بعد أن اعتنق النصرانية: (اشتركت أنا والأمير وشخص ثالث بالأموال التي عدنا بها من الخارج وكنا نتاجر في الملابس الجاهزة). فأى أموال تلك التى عادوا بها من الخارج ؟! .. هل كانوا منغلقين فى معسكر يراقبون الآخرين بالمناظير كما حكى بولس أولاً أم كانوا يعملون ويجنون الأموال كما قال بولس فيما بعد ؟!



ـــ أما مضحكة المضحكات، وثالثة الأثافى ورابعتها، فهو قول بولس: (وداعاً يا ديار الاقربين وداعاً فقد تطول السنون .. يعز علّي ترككم ولكن سأمضي أقصد الحق المبين .. فقومكم ودياري تركوا كتاب الله رغم القارئين .. كنا عندما نردد هذه الأبيات تمتزج فينا مشاعر الزهو والابتهاج بدموع الأسى والحزن على فراق الأهل والأصحاب).

أى دموع وأى أسى وأى حزن ! .. ودموع الأسى والحزن لفراق من ؟ ألفراق الأهل والأصحاب المشركين ؟ هل كانت دموع الأسى والحزن تنطلق من عيون أهل التكفير لفراق الكفار والمشركين ؟

أى أسى وأى حزن وأى دموع وقد كانوا فى أوطانهم مفارقين لهم أصلاً ومكفرين !

لقد بلغ استهزاء بولس بعقول من يخاطبهم أن يدعى الدموع والحزن والأسى على الأهل والأصحاب، وكأن علاقة بولس ورفاقه بأهاليهم وأصحابهم كانت على خير ما يرام، وعلى أطيب ما يكون. وكأن بولس ورفاقه لم يكونوا يكفرون أهاليهم وأصحابهم، وكأنهم لم تكن بداخلهم القسوة عليهم. لقد نسى بولس ما افتراه سابقـًا ونسى قاعدة الكذابين (إن كنت كذوبًا فكن ذكورًا).

كان من كلام بولس سابقـًا: (كنت أتفنن في القسوة عليهم، ولم يكن يهدأ لي بال حتى أرى علامات الألم على وجوههم، وأتمادى في القسوة حتى أرى ثمارها، وذات مرة مرضت ودخلت أحد المستشفيات وأجريت لي عملية جراحية خطيرة وأراد والدي أن يراني ليطمئن عليّ فرفضت وقلت إنه كافر لا أريد أن أراه، كذلك والدتي التي كانت تتعرض لأبشع من ذلك، حتى كانت ترسل لي الطعام عن طريق طرف آخر حتى لا أرفضه، وكانت تقف في الشارع أمام شباك غرفتي بالمستشفى ساعات طويلة تلفحها حرارة الشمس الحارقة علها تسترق نظرة أو نظرات لتراني فيها). هؤلاء هم الأهل الذين يتباكى بولس عليهم ويجرفه الحنين للعودة إليهم !



ـــ ومن كذباته قوله: (بدأت أخبارنا تتسرب للجهات الأمنية هناك عن طريق البدو الذين كثيراً ما كانوا يتيهون في الصحراء فيلجئون إلينا لإرشادهم).

البدو (يتيهون فى الصحراء) فيلجئون إلى بولس ورفاقه (لإرشادهم) ! قلت: عجبى ! هذا كلام من لم يجلس إلى بدوى فى حياته قط.



ـــ قال بولس: (رجعنا إلى مصر بطريق البر وكان ذلك في مطلع عام 1990. تمّ القبض علينا بمنفذ الدخول للقاهرة واصطحبنا لوزارة الداخلية، وبعد فترة من التحقيقات أطلقوا سراحنا، حاولنا نحن ومن بقى على بيعته للجماعة إعادة ترتيب الجماعة وكنا نلتقي مرتين شهرياً وذلك لدراسة الأفكار الأساسية للجماعة وإعادة صياغتها من جديد، انتهينا من ذلك في فبراير 1990).

فالعجب كل العجب من هذه (الداخلية) التى أطلقت سراح أشد أعدائها من أهل التكفير بعد هذه المدة القصيرة !

ثم ماذا كانوا يقولون فى التحقيقات ؟ هل أخبر أهل التكفير عن حقيقة حالهم، وأنهم قضوا عشر سنوات فى دولة ما يستعدون لغزو مصر فاطمئنت وزارة الداخلية بهذه الإجابة وحمدت الله وأطلقت سراحهم لأنهم بريئون كالحملان الوديعة ؟!

وإذا كانوا قد كذبوا فى التحقيقات، فأين جوازات السفر وتصريحات العمل والإشارات اللازمة لبيان تاريخ الفرد طوال فترة سفره ؟

ثم .. هل دخلوا جميعهم فى وقت واحد كما يظهر من كلامه ؟ .. لئن كان ذلك فإن الداخلية لم تكن لتتركهم أبدًا يدخلون البلد بهذه السهولة .. أم دخلوا فرادى لكن فى أوقات متقاربة ؟ .. لئن كان ذلك لكانت الداخلية قد ربطت بينهم مع تشابه حالهم وهيئاتهم وإجاباتهم، وساعتها لم تكن لتتركهم أبدًا بهذه السهولة .. فأى هزء هذا بالعقول !

ومن كذباته فى هذه الفقرة أنه أخبر عن اجتماعاته برفاقه مباشرة بعد إطلاق سراحهم. لأن بولس لم يعلم أن الداخلية بعد أى تحقيقات مع مشتبه فيهم خاصة مع أفراد الجماعات الإسلامية، لا تتركهم بدون مراقبة ولو لفترة وجيزة. فظن بولس أن أفراد الجماعات يتلاقون مباشرة بكل سهولة فور إطلاق سراحهم !

ومن كذباته فى هذه الفقرة أنهم رجعوا إلى مصر (مطلع عام 1990) أى فى بداير شهر يناير، ثم حصلت التحقيقات، والتى لا نعلم مدتها، وإن كنا نعلم أن من يتعرض لمثل ذلك لا يفرج عنه قبل شهور عديدة فى القليل. لكن سنتنزل تنزلاً مع صاحبنا بولس ونفترض أن التحقيقات لم تستمر إلا أسبوعين. أى مضى منتصف شهر يناير قبل إطلاق السراح. ثم سنتنزل تنزلاً مع بولس ونفترض أنه ورفاقه بدأوا ترتيب اجتماعاتهم فور السراح مباشرة. فكم تكون المدة ؟ قال بولس: (انتهينا من ذلك في فبراير 1990). أى أن اجتماعاتهم من أجل صياغة أفكار الجماعة كانت من منتصف شهر يناير إلى آخر شهر فبراير على أقصى تنزل منا. أى أن المدة لا تزيد على شهر ونصف بعد الجهد الجهيد. وقد أكد بولس أنه ورفاقه كانوا يلتقون مرتين شهريًا. أى أن بولس ورفاقه لم يجتمعوا إلا ثلاث اجتماعات على أقصى تقدير بعد التنزل والتنازل.

فهل مثل هذه المدة يقول عنها بولس: (وكنا نلتقي مرتين شهرياً وذلك لدراسة الأفكار الأساسية للجماعة) ؟

أفمن اجتمع برفاقه مرات ثلاث فقط ـ على أحسن وأفضل تقدير ـ يقول (كنا نلتقى مرتين شهريًا) ؟

إن بولس يروى الأحداث بعد فواتها، وبعد اعتناقه للنصرانية بكثير. أى أن الأحداث قد تلاقت واجتمعت فى ذهنه وعرف نتيجتها، فلا يجوز أن يقول (وكنا نلتقى مرتين شهريًا) لدراسة أفكار الجماعة، مع علمه الحالى بأن كل اللقاءات لم تزد على ثلاثة أصلاً (مع كل التنزل والتنازل). لا يجوز ذلك إلا إذا كان كاذبًا لم يعش هذه الأحداث أصلاً.



ـــ ومن كذباته قوله: (مما دفعنا لضرورة أن يكون لنا رد فعل إيجابي أمام هؤلاء الذين يأمرون بالمنكر إذ لا بد من تغييره ، لكن كيف نغيره ؟ هل باليد؟ ذاك صعب جداً هل باللسان؟ ذاك هو أضعف الإيمان، لكن كيف ومتى؟).

لم يعلم بولس أن أضعف الإيمان هو الإنكار بالقلب، وليس التغيير باللسان. لم يعلم ذلك رغم زعمه لقراءة كتب ابن حزم وابن تيمية وسيد قطب، وغيرها بالطبع.



ـــ ومن كذبات بولس واضطراباته، كلامه عن نظرة المسلمين للإنجيل.

فبعد اعتناق بولس للنصرانية، يسأله مسلم: (وهل لديكم كتاب؟ قلت نعم). وهذا السؤال كان من المسلم الملتحى زوج المرأة المنتقبة. فكأن هناك من المسلمين (الملتحين أزواج المنتقبات) من لا يعلم إذا كان أهل الكتاب لديهم كتاب أم لا !!

لكن تارة أخرى لا نجد المسلم يستغرب من (الإنجيل)، لكنه يستعيذ منه. فبعد اعتناق بولس للنصرانية قال لمسلم معه فى العمل: (إن كنت حقاً تريد أن تعرف من أين كل ما فعلته اقرأ هذا الكتاب، قال: هذا إنجيل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم). وهو كلام يدل على أن بولس يظن أن المسلم يستعيذ بالله عند رؤية الإنجيل ! .. فلا تجزم من ذلك فقط بأن بولس لم يكن مسلمـًا قط، وإنما تجزم بأنه لم يعاشر أحد المسلمين أصلاً.

وكذلك زعم بولس فى موطن آخر: (لأننا كنا نقول أن النصارى سحرة ويستمدون سحرهم مما يسمونه التوراة والإنجيل). أما نسبة السحر لكهنة النصارى فنعم، ولكن لا يوجد مسلم يقول أنهم يستمدون سحرهم من التوراة والإنجيل، فضلاً عن أن يكون هذا المسلم قد قرأ كتب ابن حزم وابن تيمية وسيد قطب وأسرته متدينة أصولية (إلى أبعد الحدود بالطبع).

ومثل ذلك فى الكذب قوله: (كان أول يوم أخذت فيه الإنجيل هذا صعب جداً علي، فقد كان لدي انطباع أنه ليس من عند الله وأنه سوف يجلب لي الشياطين بالبيت ولن أقدر أن أصلي، فوضعته خارج غرفة نومي خوفاً من إزعاج الشياطين، وطاردني هذا الهاجس أياماً عديدة؛ حتى أنه كلما سمعت صوتاً بالمنزل اعتقدت أن الله يعاقبني على اقتناء هذا الكتاب؛ فكنت لأدخله غرفتي أوقات الصلاة حتى تستطيع الملائكة أن تدخل منزلي، استمر هذا الخوف والقلق فترة من الوقت).

والمسلم الذى يقرأ هذا الكلام لا يستطيع منع نفسه من الضحك أولاً ثم الإشفاق ثانيـًا. فبولس لم يكن مسلمًا ولا عاشر مسلمًا، ولكن المسكين صدق ما يلقونه إليه من أن المسلم يرفض دينك لخوفه من إنجيلك، ولو قرأه ـ ولم يتبع هواه ـ لآمن بدينك. فصدق المسكين ما يلقى إليه وزعم ما زعم غير عالم بأنه يفضح كذبه بنفسه. وبالمناسبة، أين قرأ فى كتب ابن تيمية وابن حزم وسيد قطب أن الملائكة لا تدخل بيتـًا فيه إنجيل ؟



ـــ ومن كذباته قوله: (اشتركت أنا والأمير وشخص ثالث بالأموال التي عدنا بها من الخارج وكنا نتاجر في الملابس الجاهزة، وكنت أنا مسئول الاستلام وتوقيع الشيكات لدى التجار الذين نتعامل معهم، ولما حدث ذلك مني لم يسددوا المبالغ المطلوبة وأصبحت أنا مطالب بسدادها، ورفعوا عليّ قضية بالمحكمة، وتوقعوا من كل ذلك أن اعتذر وأتوب عن كفري، وقالوا لي صراحة في المحكمة (الأمير فقط) إذ اقترب من القفص وقال نقدر أن نسحب القضية إذا راجعت نفسك وتبت إلى الله وأخبرتنا من أثر عليك لتسلك هذا السلوك، كنت لا أجاوبهم).

ليس لشريكى بولس رفع قضية عليه، لأن ضررًا لم يصبهما، وإنما أصاب التجار الذين أخذ منهم بولس الملابس الجاهزة وأعطاهم مقابلها (الشيكات). فالذين رفعوا القضية هم التجار الذين يريدون ثمن الملابس الجاهزة التى أخذها بولس وشريكاه واستلمها بولس بنفسه. فقول الأمير لبولس (نقدر أن نسحب القضية) كذب من بولس. لأن الأمير ليس هو رافع القضية حتى يسحبها، وإنما رفعها التجار. وكان ينبغى للأمير أن يقول مثلاً: سندفع عنك أو نسدد أو شيئـًا من هذا القبيل. فدل قوله (نسحب) على كذب بولس واضطرابه.



ـــ أما بخصوص بحث بولس الذى كلفه به الأمير ففيه العجب العجاب.

فبولس كان متحيرًا من كيفية البدء، ثم اهتدى إلى قراءة الكتاب المقدس لعله يعثر على اسم النبى. قال: (بخصوص إثبات نبوة محمد، كنت قد توقعت أنني سأجد نفس الاسم "محمد" في التوراة والإنجيل وفي أضعف الأحوال قد أجد أحمد أو محمود). قال: (أنهيت العهد القديم (التوراة) قراءة في شهرين لكن بدون تركيز، أعدت قراءتها ثانية وكنت أبحث عما ينتمي لمحمد أو أحمد أو محمود بصلة ولم أجد شيئاً).

فبولس كان يتوقع أن يعثر فى الكتاب المقدس على "محمد" أو "أحمد" أو "محمود". ولو صدر هذا من مسلم عادى لكنا "فوتنا" الأمر على غرابته وشذوذه. لكن بولس ليس مسلمـًا عاديًا، لقد نشأ فى أسرة متدينة أصولية (إلى أبعد الحدود)، وكانت له نقاشات مع ابن عمه الأزهرى المتدين، وكانت له قراءات واسعة فى كتب ابن حزم وابن تيمية وسيد قطب. فبعد كل هذه القراءات ما زال بولس يتوقع أن يعثر فى الكتاب المقدس على الاسم العربى صريحـًا بلفظه !

ليت الأمر اقتصر على ذلك، لكن سنعلم فيما بعد أن بولس كان قد اطلع على كتاب (إظهار الحق) للشيخ رحمة الله هندى، بل ومارس دعوة النصارى للإسلام، وقد نجح الأمر فى ثلاث مرات !

قال بولس: (أخبرني الأمير بأن هناك كتاب كنا نتدارسه في الخارج سوف يساعدني كثيراً في بحثي وهو "إظهار الحق للشيخ رحمة الله الهندي"، بحثت عن هذا الكتاب في مكتبتي فوجدته، وللحقيقة كان هذا الكتاب ذو قيمة عظيمة لنا عندما كنا ندخل في نقاشات مع المسيحيين لإقناعهم بالإسلام، إذ كان يحتوي على نصوص خاطئة من التوراة والإنجيل كنا بعرضها على المسيحيين يقبلون الإسلام، وتكرر هذا مع ثلاثة أشخاص).

ومعلوم أن ابن حزم وابن تيمية ورحمة الله هندى بينوا صراحة أن البشارة بالنبى عليه الصلاة والسلام فى الكتب المتقدمة لا يشترط أن تكون بالاسم العربى الصريح، بل الغالب على البشارات أن تكون بذكر صفات وأحوال يعلمها الراسخون فى العلم.

ولكن لأن بولس لم يطلع بنفسه على كتب هؤلاء العلماء، فلم يعلم ما نبهوا إليه، فظن أن المسلمين يبحثون عن اسم النبى العربى بلفظه، فزعم زعمه الساذج فاضحـًا كذبه بنفسه !

وثمة خدشة أخرى فى هذه المسألة. وذلك أنه ما دام بولس قد قرأ أصلاً كل أو بعض مؤلفات ابن حزم وابن تيمية وسيد قطب، وقرأ أو عرف مسبقـًا بكتاب "إظهار الحق" واختبره ونجح معه أكثر من مرة، فلماذا كان متحيرًا من كيفية بدء بحثه ؟ إن كتاب "إظهار الحق" وحده كافٍ ليدله على الطريق، ناهيك بالكتب الباقية !

فنخرج من ذلك أيضـًا بكذبة أخرى لبولس، وما أكثر كذباته !



ـــ ومن مضحكات بولس قوله: (بدأت بسفر التكوين ولم أكن أدري ما أبحث عنه، وجدت أسماء غريبة أقرأها لأول مرة فضقت منها ألقيت بالكتاب بعيدا في أحد أركان غرفتي بطريقة عصبية قائلاً: إن هؤلاء اليهود والنصارى أغبياء كيف يقولون عن كتاب يتكلم بهذه الطريق وهذه الأسماء أنه من عند الله، إنهم مجانين).

فبولس يعتقد أن المسلمين يستدلون على فساد الكتاب المقدس بوجود (أسماء غريبة) فيه ! وهذا دليل جديد على أن بولس لم يعاشر مسلمـًا من قبل.

الأكثر طرافة أن بولس يقول بعدها: (وبعد يومين عاودت القراءة ولكن قررت عدم قراءة سفر التكوين لما فيه من أسماء وألفاظ صعبة الفهم، واسترسلت في القراءة، أعجبت جداً بما هو مدون في سفري العدد والخروج وأيضاً التثنية، حيث وجدت الكثير من الأمور التي تتعلق بموسى وفرعون وبني إسرائيل مذكورة بالتفصيل الذي يشبع رغبتي).

وكأن أسفار العدد والخروج والتثنية لا تحتوى على (أسماء غريبة) يقرأها بولس (لأول مرة) !



ـــ وكلف الأمير بولس بعمل البحث، قال بولس: (كانت كل الوسائل ميسرة لي من قبل الجماعة، أتقاضى 500 جنيه شهرياً كمصاريف نظير تفرغي لهذا العمل). ويعلم المصريون كم كانت قيمة الخمسمائة جنيه فى بداية التسعينات. هنيئـًا لبولس على أية حال. لقد تقاضى أجرًا باهظـًا (شهريـًا) فى مقابل تفرغه لعمل البحث.

لكن بولس يفاجئنا أثناء حكايته لحيرته مع بحثه بقوله: (ذهبت إلى العمل وأنا شارد الذهن لا أدري إلى أين أسير ولا إلى من أتكلم) !

فبان كذب بولس واستبان. إذا كان بولس يعمل ويتقاضى راتبـًا، فأى تفرغ هذا الذى سيأخذ فى مقابله خمسمائة جنيه شهريـًا ؟!

إن بولس يريد أن يقنعنا بأن جماعة التكفير والهجرة كانت من السفه بحيث تعطى أحد أعضائها مبلغـًا باهظـًا (شهريـًا)، لا لشىء إلا لمجرد أن يعمل لها (بحثـًا) عن فساد كتاب أهل الكتاب ! .. جماعة التكفير والهجرة التى لم تخط يومـًا رسالة واحدة فى الحديث عن دين أهل الكتاب !

ثم ما دام بولس يعمل (ويتقاضى راتبـًا بالطبع) فلماذا يصر الأمير على إعطائه (من بيت المال) خمسمائة جنيه دفعة واحدة ؟

ويزيد بولس الطين بلة فى موضع لآخر، لأنه يخبرنا أنه أتى من الخارج بأموال، واستثمر هذه الأموال فى (توظيف الأموال) فى تجارة الملابس الجاهزة.

قال بولس: (كنا معاً قد اشتغلنا في ما يشبه توظيف أموال ، اشتركت أنا والأمير وشخص ثالث بالأموال التي عدنا بها من الخارج وكنا نتاجر في الملابس الجاهزة). دع عنك الآن جهل بولس الواضح من كلامه بكيفية توظيف الأموال.

لكن كلامه صريح فى أن الأمير كان يعلم بأن بولس يتكسب من المتاجرة بأمواله، لأن الأمير نفسه كان شريكـًا لبولس فى هذه المتاجرة. ثم إن بولس كان يعمل، ويتقاضى راتبـًا بالطبع، ومن غير المعقول ألا يعلم أمير جماعته شيئـًا عن ذلك، لأن المواظبة على العمل تمنع إخفائه عن أمير جماعته على الأقل.

فكيف يكون الأمير على علم بأن بولس يتقاضى راتبـًا شهريـًا من عمله، بخلاف أرباحه من التجارة التى هو نفسه شريك فيها، ثم يصر على إعطاء بولس خمسمائة جنيه شهريـًا كأن بولس كان فقيرًا معدمـًا ؟ ثم ما معنى أن يكون الأمير على علم بأن بولس يعمل فى عمل يتقاضى عليه راتبـًا شهريـًا، بخلاف عمله فى تولى أمور التجارة، ثم يقول لبولس إن الخمسمائة جنيه نظير تفرغه لعمل البحث ؟! أى تفرغ إذن والرجل يعمل فى مجالين والأمير يواظب على متابعته لا يتخلف مرة واحدة !



ـــ وفى طريق اعتناق بولس للنصرانية، قرأ الكثير والكثير من كتب النصارى. قال بولس: (فأخذت كتاب برهان يتطلب قرار، وإيماني، وكفارة المسيح، وكنت كلما أنهيت قراءة كتاب أحرقه، وعندما انتهيت من الكتب كلها ذهبت للمكتبة ثانية لأبحث عن كتب أخرى فوجدت كتاب أسمه التوحيد والتثليث، علم اللاهوت الكتابي).

ولم يقتصر بولس على هاتيك الكتب فقط، قال: (كنت أقرأ هذه الكتب وغيرها من الكتب إما بالبيت أو أستأجر غرفة في فندق وأجلس طوال الوقت أقرأ؛ كنت لا أريد أن أضيع دقيقة حتى في الأكل أريد أن ألتهم كل كلمة تتكلم عن المسيح أو تؤدي بي ولو خطوة واحدة نحو المسار الجديد للحياة الجديدة التي بدأت تقتحم عزلتي، وكثيراً ما كنت أجلس في مقهى في شارع الترعة البولاقية كل رواده من المسيحيين، أقرأ ما اشتريته من كتب).

لكن بولس يفاجئنا بقوله بعد ذلك : (وما كان يشغلني هو كيف أؤمن ؟ ما هو المطلوب مني ؟، كيف أصلي، كيف أصوم، كيف أحج، كيف أزكي).

فبولس ـ الكذاب ـ بعد كل ما قرأه (والتهمه) من كتب النصارى ما زال لم يعرف كيف يؤمن، وما زال لم يعرف تعاليم النصرانية فى الصلاة والصوم والحج والزكاة. فأى كذب وأى هزء بالعقول !

عبد الشكور
مشاركات: 80
اشترك: أكتوبر 5th, 2005, 5:28 pm

يناير 7th, 2006, 5:38 pm

ونكتفى بما قدمنا من أدلة على كذب بولس، وما تركناه أكثر.

ولم يكن غرضنا إثبات كذب بولس، فذاك يتم بدليل أو اثنين. وإنما قصدنا تقديم ما يزيد على الثلاثين دليلاً لطرح سؤال بعينه ..

لماذا تمادى بولس فى كذبه؟

لماذا أمِن المساءلة؟

لماذا اطمئن إلى غفلة قرائه؟

لا جواب إلا أن بولس تعود من قومه ألا يفتشوا وألا يبحثوا عن أدلة الدعاوى، وإلا لما جرؤ بولس على التمادى فى الكذب والفحش فيه.

ramadan_20
مشاركات: 121
اشترك: مارس 4th, 2006, 12:33 am
المكان: مصر

مارس 4th, 2006, 10:34 pm

مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر

ramadan_20
مشاركات: 121
اشترك: مارس 4th, 2006, 12:33 am
المكان: مصر

مارس 5th, 2006, 1:28 am

مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر