الحلقة المفقودة بين الله والإنسان

شارك بالموضوع
faraj
مشاركات: 249
اشترك: يونيو 16th, 2006, 12:45 am
المكان: yemen

ديسمبر 23rd, 2009, 10:17 pm

الحلقة المفقودة بين الله والإنسان
أتساءل دائما من منا ليس في حلقة مفرغة ؟ من منا يعرف نفسه ؟
من منا يملك ولو جزء من الحقيقة الكونية من منا يبحث عن ذاته
البحث عن الذات من خلال المعرفة، والخطيئة، والمحبة، والألم، قد أوصلني اليوم عن غير قصد إلى الدرب الذي يقول
لبيك لبيك يـا سـرّي ونجوائـي لبيك لبيـك يـا قصدي ومعنائي
أدعوك بل أنت تدعوني إليك فهـل ناديت إيـاك أم ناجيـت إيائـي
إلى الدرب الذي يقول لقد تحول الخطاب المُوجّه من الإنسان إلى الله، إلى خطاب مُوجّه من الله إلى الإنسان عبر الإنسان وهو تأكيد للرابط والصلة والتوحد بين الله والإنسان
لقد كنت في ضلال الكفر والإيمان ساعيا وراء العميان تلفني أشياء كثيرة من غبار و تراب شاحب ضاقت عليا الأرض بما رحبت ...
حتى وجدت الله فوجدت الايات البينات والحجج الباهرات أنوارِ شمسية هدتني إلى العروة الو ثقي وأصبحت الآن متجرد من الأديان محبا لله والإنسان ونبتت في قلبي اشجار التوحيد والتجريد فتجردت حتي تجلى لي نور الوجود والواجد والموجود
هل تستطيع أن تخُطّ أي خطّ في المحيط؟ أو تكتب أي سطر على النهر؟ سيختفي قبل أن تبدأ بالنفي ومع ذلك نبْني ونبْني، وأين هو البنيان أيها الإنسان؟ أين هو العدل والميزان؟ أين هو البيان الساكن في سكينة الأديان والأبدان؟ لماذا هذا الجهل وهذا الغباء؟ لماذا لا نتعلّم من الألم؟ لماذا نكرّر الأخطاء وكأننا خُلقنا لنرتكب الأخطاء!!
منذ أجيال وأجيال ونحن في هذا المسار.. ندور في حلقة مفرغة من الضّياع ولا نزال في هذا الذل والهوان، وإلى متى سنبقى عميان؟ في الدنيا أعمى وفي الآخرة أعمى وأضل سبيلا، وأين هو الحل؟
الله نور السموات و الأرض .. جوهرة الوجود جمعا ماسة تشع رحمة و محبة في كل شيء.. و الخلق بريق يشع نورا من تلك الماسة
كل إنسان له حياة مختلفة ومجموعة من الأسئلة للبحث عنها ...لذلك نحن جزء من نفس الروح تتجزأ خارجا فى إتجاهات خلق متعددة، ولكنها نفس الروح ... روح الله
الله ...تلك الحقيقة التي عطشها يملأ الكيان ويبقيه في حال من البحث والبرهان
يا نسيم الريح قولي للرشا لم يزدني الورد إلا عطشــــــا
لي حبيبٌ حبّه وسط الحشا إن يشا يمشي على خدي مشا
روحهُ روحي و روِحي روحهُ إن يشا شئتُ و إن شئت يشـــا
ان الوحي الذي انقطع هو وحي التشريع الذي أتي بة جميع الأنبياء ، وما وحي الإلهام والفهم والمعرفة في معرفة الله ومخلوقاته فبابه باق إلى يوم الدين .
البشر مستعدون دوماً ليستقبلوا الإعلانات الإلهية لأنهم يتوقعونها ويحتاجون إليها.
الله ....لولاه، لما عرفت المادة ذاتها. ولولاه لما عرف الإنسان أصوله...
أنت الباب وأنت صاحب الدار والمفتاح
أسمة الأعظم هو أنت أيها الإنسان
هبة البصيرة متواجدة في كل واحد منا وهي مفتاح الفتاح للحقيقة التي عجز اللسان عن اخبارها
هذا هو الكتاب الذي استصعب العالم حمله وهذا هو الميثاق الذي نقضه ابناء الظلمة
فكيف بمن هو كل يوم في شان وصورة
فهل يمكن ان يسمى
يا هو يامن لا هو الا هو
فمن لا يعرف ملوحة البحر من رشفه لا تكفيه مياه بحور الأرض كلها
ليتعرف أن البحر مالح
رفعت الأقلام وجفت الصحف
لذا, يمكننا القول أننا ورثة هذا الكون بكل أبعاده ومراحله الوجودية بالرغم من إختلاف مستوى وعينا المادي والروحي. إلا أننا سنعود جميعاً في نهاية المطاف ونتحد تدريجياً مع طاقة اللانهاية حيث لن يكون هناك أي تجل, أو فردية, أو إختلاف - لن يكون هناك أنا أو أنت, لا رجل ولا إمرأة, لا أرض ولا سماء.
إنصهار البويضة مع السائل المنوي في لحظة الحمل - في العمق الداخلي لهذا الإتحاد الكوني للطاقة حيث تتصادم طاقة الأرض مع طاقة السماء لنعود مجدداً
إن المادة والروح هما وجهان لحقيقة واحدة, فإذا لم نتفهم هذه الحقيقة الأسمى وتوازناتها الكونية لن نستطيع أبداً تحقيق ذاتنا
يقول الباحث السعودي عبدالله القصيمي:
"إنهم يتصورون الله قيصرًا أو زعيمًا ضالاً، ينشرح صدرُه للنفاق وقصائد الامتداح، ويفقد بذلك وقارَه"
"إن الذي لا يعلم بوجودي لا يُعَدُّ مسيئًا إليَّ. ولكن المسيء هو الذي يعلم بوجودي ويعلن اعترافه بي، ثم ينسب إليَّ الشرور والنقائص"
كذب الأبالسة والطغاة الذين صنعوا هوّة بين الله والانسان الروح والجسد،الدين والدنيا، العقل والقلب
وقال الشيخ محمد عبده مقولته الرائعة "الإنسان عبد الله وحده،سيد لكل شيء بعده"هذه المقولة لو ادركها العالم لكانت بمثابة المفتاح المفقود والرسالة التي نبحث عنها لتعريف الدين.
كيف يمكن للإنسان أن يقع في حب المجهول والغيب ويعبدة ويسعى من أجله جاهداً ريثما يشهد على دمار أبسط قوانين خلاصه كمخلوق يأكل ويشرب ويتنفّس هنا على هذه الأرض المثقلة بحروبه ومآسيه؟
انك ان حملت الانسانية فانت بدين الله وان لم تدخل معبدا.. ولكنك لو دخلت كل معابد الارض دون انسانية لن تجد وجه الله… الله انزل الدين ليعرفنا الانسانية, وليذهب الدين..
لذا لا بدَّ أن يبلغ الإنسان شوطًا يتخطى فيه "حرف" العقيدة بحدِّ ذاتها إلى الهدف الأوحد منها .. معرفة الله
يقول الحكيم اوشو:
لستُ من الذين يخافون الله بل أنا من عشّاقهِ ,,فالخوف لن يأخذك إليه بل سيؤدي بك إلى فراقهِ ودون أن أشعر، فأنا لست بمؤمنٍ أو مُعتقِدٍ أيضاً!!! فالاعتقاد أعمى! وكيف للاعمى أن يأخذك إلى الحقيقة المطلقة؟؟؟
من يسأل؟ ومن سيجيب؟
من يستطيع إن يفهم ويعي هذا الكلام
سأل ثعلب اليماني أمير المؤمنين (ع): هل رأيت ربك؟ فقال (ع): أفأعبدُ ما لا أرى؟!.
لقد عاش الإنسان حتى الآن تحت سيطرة فكرة أن الله كشخصية او حال ... وقد تسبّبت هذه الفكرة بكارثتين كبيرتين:
أولهما هو ما يُسمى بـ "المؤمن" أي الذي يعتقد بوجود الله في مكان ما في أعالي السماء، ومن واجبه تعظيمه وعبادته... أن يدعو ويصلّي لكي ينعم عليه بالخيرات، وليساعده في تحقيق الرغبات والأمنيات... لكي يعطيه ثروة الحياة الدنيا إضافة إلى جنة الحياة الآخرة.... وهذا مجرّد إضاعة للوقت والجهد ليس إلا....
في الطرف الآخر نجد أن الناس الذين رأوا غباء "المؤمنين" قد أصبحوا مُلحدين أو "كافرين"... وبدؤوا بإنكار وجود الله... لكنهم كانوا أيضاً مخطئين... أي ضالّين...
لقد بدؤوا ينكرون ليس وجود الله كشخصية فحسب، بل نكروا حتى تجربة الألوهية...
الله هو البساطة والعفوية لا المُكر والدّهاء.... الله ليس تاجراً لكي تتديّن منه بضعة كيلوغرامات من الآثام... لتردّها بعد فترة بحفنة من الحسنات والعبادات...
كيف يستوعب العقل البشري أن الآلهة تغضب على الذين يضحكون ويفرحون وترضى عمَّن يحزنون ويبكون؟!

إن الذين لا يجيدون الابتسام قد ينتهون إلى تشريع البكاء والدعوة إليه كعبادة.
إن صفات آلهة الإنسان موجودة في ذات الإنسان، لا في ذات الآلهة.
ويقول الحلاج
والحق نقول، أن المريد الحق المنطلق بدعواه إلى سواه هو ذاك الذي اكتشف الإلوهية من خلال قلبه. ذلك الذي اكتشف في أعماقه "قدس الأقداس" حيث يسكن ذلك الذي يمكن وصفه بـ"ـمعلم الإنسانية
وهنا تأتي اليقظة بلحظه من دخل بها استنار
فكل الأنبياء والرسل والعارفين لم يصلوا الى هذه الحقيقه الا بعد تأمل وتفكر(وفي أنفسكم أفلا تبصرون-تعقلون- تفقهون-تشعرون-)لمن هذا الخطاب
الله ليس بعيد انه أقرب اليك من حبل الوريد ولكن اذا كنت أنت تريد يا مريد
أتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
لاتبحث بالخارج بل ادخل الى الداخل لتجد الموجود موجود
أتذكرون قصة رابعه عندما أضاعت ابرتها وجاء القوم لمساعتها بالبحث عنها
حملت قنديلها وخرجت لخارج الكوخ تبحث فسألها الناس أين أضعتها يا رابعه :-قالت :بداخل الكوخ فتعجب القوم منها !!!وقالوا لها: أضعتها بالداخل وتبحثين عنها بالخارج
فنظرت اليهم وقالت:ما دمتم تعرفون أنه بالداخل فلما تبحثون عنه بالخارج
أما من رابعه في هذا الزمان تعيد الصحوة للأنام؟




الله والإنسان ..... التقاء واتحاد الأرض والسماء
التقاء التوأمين لاختراق دائرة الانفصال و الفرق لتصبح كل الذوات في دائرة أحدي الذات بإلهام ( يحبهم و يحبونه)
من وجد الله وجد كل شيء ومن لم يجد الله فما وجد شيء
و أيّ أرض تخلو منك حتّى تعالوا يطلبونك في السمـاء
تراهم ينظرون إليك جهـراً وهم لا يبصرون من العماء
وما يزال عبدي يتقرّب إلي بالنوافل حتى أحبّه، فإذا أحببته كنتُ سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها..."
هذا ليس تنظيراً وفلسفة بل تجربة واقعية وجلوة وصحوة...
ولهذا لا يمكن للفكر أن يعرف الله... الله أبعد من حدود الكلمات...
لا يمكن للفكر أن يعرف الجوهر العميق في كيانك.. لأنه متناقض ومتخالف... يجمع ويدرك كل التناقضات... ويجمعها معاً في ميزان الحياة...
الفكر يعني الكلمات والنفس تعني الصمت...
الفكر ليس إلا جميع الكلمات التي كوّمتها خلال حياتك، أما الصمت فهو الشيء الذي كان وسيبقى معك، ليس تكديساً ولا تجميعاً...
هذا هو معنى النفْس... إنها صفتك وطبيعتك الجوهرية الحقيقية (تلك الالوهية)
عِشْ هذه الألوهية التي فيك، فأنت كتاب الله المُبين... اجلسْ، امشِ، تكلّم، تصرّف، كما لو كنتَ إلهاً، فأنت من روح الله، وكذلك هم الآخرون
أنت فيه.. وهو فيك.. إنه موجود في كل الوجود في كل شيء.. في الحجر والشجر والبشر.. في الرمل والغيم والمطر...
تأمّل هذه الأزهار والرياح والجبال، إنهم مثلك يتجلّى فيهم النور الإلهي الصافي الأزلي... نور على نور... من الله وإلى الله وفي الله... عندما تعيش هذا الإحساس وتختبره عميقاً في كل حركة من حركاتك، في كل نفَس من أنفاسك ونبضة من نبضاتك، سترى أنك أصبحت تُحبّ، تتحدّث، وتتصل مع الآخرين بشكل مختلف.... فانطلق من نفسك أولاً حتى يتغير العالم من حولك.. فهذا هو ميدانك الأول والأخير لتصبح شمعة مستنيرة تُنير لتوقظ الضمير وتُنقذ المصير....
لا تكن من الذين يخافون الله بل كن من عشّاقهِ
فالخوف لن يأخذك إليه بل سيؤدي بك إلى فراقهِ
وبدلاً من تشريح الأشياء، اتّحد معها لكي تفهمها...
عندها سترى الله.. لن تراه بإرادتك، ولن تراه كشخص ماثلٍ أمامك..
الله ليس بشخص أو شيء!!
انتبه!! فهذه الفكرة هي أعظم سوء فهم في التاريخ كله!
روحك جزء من نوره الطاهر.... الله إحساس في قلبك مثل الحب والمحبة....
لا تستطيع التحدّث إلى الحب، لكنك تستطيع أن تعيشه...
لن تراه محيطاً بك فحسب، بل في قلبك وكل كيانك.. وأنت تحيط به وهو يحيط بك...فوق المكان وفوق الزمان... وفوق إدراكنا المادي الضيق....
وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ }الذاريات21
من يستطيع رمي جميع قراراته الفكرية، والمفاهيم المنطقية وكل الافتراضات والهواجس....
يصل إلى براءة طفولية يفتح فيها نفسَه على الحقيقة
نلاحظ بوضوح أن كل سنة تكوينية في نفس الإنسان، إنما تبرز بسبب التكوين الإنساني الذي يضم في خلقته كل مكونات الكون، وهي المادة والطاقة والحياة ومميزاتها والروح ومميزاتها الظاهرة للعقل.
فنمط التسليم في النفس وليد سنة الطاعة الكونية، حيث كل ما في الكون حادث مربوب لرب واحد مدبر حكيم قوي متين... له الصفات الحسنى؛ فكل ما في الكون طائع مسبح لله تعالى متحد به ومعه.
إن الإنسان يبحث عن الله أو الحياة ضمن حدود معينة ... ونسي أنه يبحث عن اللامحدود ... فكيف تضع تصوراً مسبقاً أو حداً ما لبحثك!
إنك لن تجده بذلك أبداً ... بل ستبقى مكانك بتعاستك وبؤسك وقيودك التي تظنها حياةً ... وصلاتك التي تظنها صلةً وما أنت بمكفول ولا موصول... بل في بحور الشيطان تسبح وتجول.
عندما تبحث عن الجلال و العظمة في الأشياء، ستراها في كل مكان، وسيختفي القبح من حياتك تدريجياً....
لذلك يجب إفراغ الوعاء قبل ملئه
لهذا افتح نافذة ذاتك على الوجود...
واسمح للنسائم الجديدة بالورود...
ليشع فيك نور الحياة من جديـد...
وتتحرر روحك من الفكر والقيود...
انها حقيقة واحدة موحّدة... إنها وحدانية الوجود الذي من وجوده جاء كل الوجود... هذا هو الحال... عندما يتحوّل قلبك إلى الحق حتى يصبح هو الحق الوحيد الأوحد...
الذي لا يحدّه مكان... ولا يدركه زمان... البعيد عن الأذهان... والمحجوب عن الكشف والبيان... وحده الواحد الماجد... الحاضر الخالد...
إن الله موجود في ذات كل إنسان لكن ليس كل إنسان موجود في ذات الله
هذة آيات اختبرتها ووجدتها بداخلي وحلقت فى سمائها الصافية وبحيراتها روحي بل أصبحت انا هو وهو انا..
نعم كلنا من روح الله والله في داخلنا، والطريق إلى داخلنا، ونقطة الوصول في داخلنا. لذلك علينا أن نوجه عقلنا إلى داخل ذاتنا، ونتثبت بحقل الذات اللامحدود، بالوعي الصافي الذي هو حالة صفاء العقل. أو كما وصف ذلك علم الفيزياء، الحقل الموحد، بيت كل قوانين الطبيعة الموجود في الوعي البشري. وقد قيل في الإنجيل: "لا تبحثوا عن ملكوت الرب هاهنا أو هناك، إن ملكوت الرب فيكم". وفي القرآن الكريم: "وفي الأرض آيات للموقنين، وفي أنفسكم أفلا تبصرون". عندما نعرف أن قوانين الطبيعة، وملكوت الرب وآيات الله هي في أنفسنا علينا أن نسرع في تملكها، لذلك قيل "اطلبوا أولاً ملكوت الرب وكل الباقي تزادوا به" الإنجيل. كما ورد في الحديث النبوي الشريف: "أعقل، ثم توكل" وتفسيراً لهذه الجملة؛ إن كلمة أعقل تعني ربط شيء متحرك بشيء ثابت، أي تثبيت العقل بالوعي الصافي اللامحدود أي بملكوت الله، وكلمة توكل تعني القيام بالعمل بالاتكال على الله.
كلّنا من روح الله والجوهر واحد... أنت مسيحي وأنا مسلم وهو يهودي ولكن كلنا متّصلين بحبل الله، واعتصموا بحبل الله... وحبل الله غير حبل الدين أو حبل الدنيا... حبل الله هو الحبل السرّي الذي يصلنا بأسرار الوهيتة...
نحن ساجدون في هذا الجسد... اختلفت اللغات ولكن الصّمت واحد... اختلفت الأواني ولكن المعاني من الواحد الأحد... وفي هذا السرّ يوجد كينونة أو وجود حيّ إسمه الشّاهد.. وانا الشاهد
إنا الشّاهد الخالد الأبدي والسرمدي والأزلي مع الخالق... إنا السّاجد المصلي المتصل مع المسجود بالسجود المددي... هذه هي الألوهية
الإنسان حيّ مع حيّ لا يموت... مولود غير مخلوق
الأمواج تأتي وتذهب.. تتماوج مع الأمواج ولكن المحيط لا يتبدّل ولا يتحوّل.. لا تأخذه سنة ولا نوم...
في الكل، أنا الظاهر وأنا المستور

في الخليقة أنا الخالق
من نبضات ذاتي أخلق
وفي الخليقة أنا الحافظ
أعطي اتجاهاً لمجرى كياني
وفي الخليقة أنا المفني
أزيل تلف المادة الفاني
وفي الكل، أنا الظاهر وأنا المستور
أتعدّد أتمازج أتناسخ أتضاعف
أنا فراغ الوجود
أنا ظلمة الليل
أنا نور الشمس
أنا ماء البحر
أنا صلابة الأرض
وفي الكل، أنا الظاهر وأنا المستور
أنا الزمان والمكان

انا عقل يعقل ذاته مشاهِد صامت
أنبض وأشاهد كياني
نسي الإنسان الإلوهية
وضاع في تعدّدية الخليقة
ونسي العارف انه هو ذاته المعروف
ونسي أن في ذاته طريقة التعرف
وفقد مرجعيته الذاتية
وراح يبحث عن مرجعية خارجية
وقياس
وراح يبحث عن القياس وغرق في بحر الالتباس
وأصبح الإنسان سجين الزمان والمكان
يدور في دوامة الثلاثة أقانيم
الولادة والحياة والممات
الخلق والمحافظة والفناء
الصفاء والحماس والخمول
الجاف والحار والرطب
الجنة والنار والتراب
وتحطمت المعرفة على صخور الجهل
لذلك سيكون همسي هنا موجع حينا .. وغير موجع أحايين أخرى ... لا أكتمكم سرا ولا امرا
ارغب بان اصرخ بانه
بمعرفة المرء نفْسَه يعرفُ الله،
وبالمحبة يصبح الإنسانُ إلهًا في حدِّ ذاته
أكبر جهل في حياتنا هو أنّنا نتمسّك بالتغيير وآمنّا به ونحن له عابدون . . وتجاهلنا الحيّ الثابت الذي لا يتغيّر...
في الحقيقة، ليس هناك أي شيء بشع.. لأن الله، الجمال الصافي، هو الذي خلق كل شيء.. خلقه على صورته، على جماله... وخاصة: "خُلق الإنسان على صورة الله ومثاله..."
عندما أدرك بأنني خليفة الله أو مسيحاً آخر وصلت إلى الصلة.. إلى الحلقة المفقودة وهذه هي الثروة والثورة المطلوبة.. هي درجة الألوهية السّاكنة في جميع خلق الخالق. لقد وصلت إلى باب المعبد والهيكل وهذا هو دار القرار حيث لا ولادة ولا موت ولا تبديل ولا تغيير بل شهادة حيّة مع الأحياء... هذه هي الجنّة السّاكنة في سكينة لبّ القلب حيث الرّحمة والهدوء.. لا شغب ولا فوضى ولا اضطرابات ولا أمواج بل موسيقى سماوية إسمها الصمدية أي تحقيق إدراك النفس.. أن تصبح هذا الفراغ، أي أن تكون هذا المقام الملائم، ألا وهي الحقيقة الأزليّة مع الله الأزلي...
الهه الحب
أما القبح فهو فهمنا الخاطئ.. القبح هو سوء فهمنا للأشياء ونظرتنا السطحية إليها.
الفرق بين الشخص المستنير الحكيم والشخص العادي ليس في النوعية... إنهما متشابهان تماماً..
لكن هناك فقط فرق بسيط هو أن المستنير واعي ومُدرك أن الله موجود في كل الوجود... وأنه متغلغلٌ في أعماق قلبه مثلما هو منتشر في أعلى سماء وأعمق ماء....
المستنير قد تذكّر الذكرى النافعة... واستذكر نبض الكون الأبدي وتناغمَ معه... فرأى أن الكون ليس ميتاً، بل إنه يضجّ بالحب والحياة...... هذه الحياة هي الله!
الشخص العادي ببساطة نائم ومليء بالأحلام... وأحلامه تشكل حواجزاً وأوهام، تمنعه من رؤية حقيقة ذاته.
وطبعاً عندما لا تكون مدركاً لحقيقتك ولا عارفاً لنفسك، فكيف ستعرف حقيقة الآخرين؟؟؟ كيف ستصبح عارفاً بالله؟؟
الاختبار الأول يجب أن يجري داخلك أنت.... وبمجرّد أن ترى النور في الصدور... فيك أنت... ستستطيع رؤيته في كل مكان....
الله معنا كل لحظة، إنه الألوهية في قلوبنا النابضة، في رئتينا حين نتنفس لكن المشكلة هي أننا ـ أحياناً ـ لسنا مع الله. نريده أن يكون معنا ولنا، في حين لا نحاول التقرّب منه.
المعبد والمسجد في قلبك.. وأنت في هذا الكون... في المعبد الأكبر... تسجد في كل لحظة لذي الجلال و الإكرام....
ويقول الحلاج
والمريد الحق في عالمنا هو إنسان من هذا العالم. يعيش أفراحه ومآسيه، يعاني من الظلم ويرفضه لنفسه ولسواه. يحزن، يفرح، يحب، يتألم، ويحلم كسواه من البشر. مع ذلك الفارق الذي يقول أن اعماقه تتسع لأكثر بما لا يقااس مما يستوعبه سواه من حزن وفرح ومحبة وألم... وألوهية...
وحلاجنا المنطلق من أعماق نفسة كان قد اكتشف وكاشف الحق من خلال قلبه كما كاشفه رسوله من قبله
و كان انطلاق حلاجنا إلى العالم ليحقق من خلال ذاته ودينه ودنياه ما هو مرسوم منذ الأزل ولم يتحقق بعد. ما استوجب أن يكون حتى تتحقق الغاية من الخليقة. أقصد...
إلوهية الإنسان.. تلك " الحقيقة " المستورة في أعماقنا جميعا...
ما وحد الواحد من واحـد إذ كل من وحده جاحد
توحيد من ينطق عن نطقه عبارة أبطلها الواحـد
توحيـده إيـاه توحيـده ونعت من ينعته لاحـد
ذلك السرّ الأعظم، وأول الأسرار في عالمنا وآخرها. ذلك الذي يقول أن كل إنسان هو من حيث الجوهر مسيح بالقوة. أو لنقل، إن في قلب كل إنسان، ومن خلال روحه وعقله، توجد بذرة إلوهية. فـ... وهذا هو جوهر جميع الديانات. ذلك الذي جعل حلاجنا يقول محقاً...
" أنا الحق..."
في طبيعتي الأزلية أنا هو
أنا هو الصامت المشاهد
وأنا هو النابض الحائم
وأنا هو الاثنين معاً
فأنا...
لست أنا ولست هو فمن أنا ومن هو
لا وانا ما هو انـا ولا انا ما هو هو
لذلك لنبدأ معاً برؤية النور المفيد
ونشعل شمعة تعلن ولادة الفجر الجديد
نعم يا أعزائي لقد كنت ابحث عن الله في أماكن العبادة فما وجدته ... وغفلت وعمت بصيرتي عنه وهو في داخلي وفي قلبي
الآن أصبحت لا أرى خلف ولا تحت كل ستار .. إلا طيفه هو .
كنت مستعد إن ابيع كل الشموس والأقمار والنجوم في هذا الكون
لأشتري فقط بارق يبرق وطالع من نور ه .
طال بحثي وغربتي واغترابي وتعددت طرقي وطرائقي
حتى وجدتة بداخلي فوجدت ضالتي ورغبت واحببت طوعا وكرها إن أعود إلي نفسي لاتهياء للتوحد والاتحاد بهذا المطلق
وأخيرا لم اعد فعلا بحاجة إلي إتباع عباراتٍ مُبهَمة وكتب افله لها آلاف الشروح والتفاسير المختلفة المتناقضة....
أخيرا وصلت واتصلت...وصلت إلي الشاطئ الآخر وأصبحت إنا مركز الكون بل الكون كله أصبح مركزة قلبي ونفسي وأصبحت بالفعل جرم صغير انطوى فيه العالم الأكبر فوجدت إني لوح محفوظ وكتاب مسطور
الحمد الله الذي وفقني لهذا النور المستور وساعدني علي هذا العبور
أيها الانسان إذا لم تتحلّى بالشجاعة والإرادة الكاملة لخوض المغامرة ستبقى ذاك المخادع الذي يخدع نفسه والآخرين دون أن يدرك ما يفعله... وكل ما يجنيه في النهاية وهم بوهم ... وكبرياء وتكبُّر ... وأنانية توحي إليك بسعادة زائفة مؤقتة... وكل ذلك يسكن رأسك الذي ضاق بالأفكار والأدوار ... حتى لم يبقى لك دور ولا دار
إلى السماء ومن السماء لا تبحث هنالك وإنما أبحث في أعماق نفسك وأن تنظر داخلها.
أنها رقصة كونية لا يعرفها إلا العارفون
إن الله حضور وليس شخص، انتبه كثيراً لكلمة "حضور".... لأنك قد تستمر بسماع الكلمة وفق الفكر المشوّش المشفّر.... وربما تحوّل "الحضور" إلى "شيء" أو موضوع محدد، فتعود وتقع في نفس المصيدة مرة أخرى...
الله هو حضور في أعمق نقطة من كيانك وتكوينك.... إنه حضورك أنت ذاتك وليس لقاءً أو اندماجاً مع شخص آخر..
وأخيرا من نفس البئر نشرب جميعا فعسى أن يجد الساعي الى الماء غايته لأن البئر لايأتي اليك ولكن أنت يجب ان تذهب اليه

moiami
مشاركات: 59
اشترك: سبتمبر 25th, 2009, 4:42 pm

ديسمبر 25th, 2009, 3:02 pm

السلام عليكم

وما معنى حضور .

ما معنى أن نقول للانسان حضرتك .
وما معنى أن نقول لله تعالى حضرتك .

ما معنى أن نقول الحمد لحضرتك .
وما معنى أن نقول الحمد لله والشكر لله .

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر