أنها مجرد كلمات

[faraj]

أنها مجرد كلمات
لقد قيل في الإنجيل
"لا تبحثوا عن ملكوت الرب هاهنا أو هناك، إن ملكوت الرب فيكم".
وفي القرآن الكريم:
"وفي الأرض آيات للموقنين، وفي أنفسكم أفلا تبصرون"
. عندما نعرف أن قوانين الطبيعة، وملكوت الرب وآيات الله هي في أنفسنا علينا أن نسرع في تملكها، لذلك قيل "اطلبوا أولاً ملكوت الرب وكل الباقي تزادوا به" الإنجيل.
جميع الأديان كانت ولا تزال تلعب بالكلمات والنصوص.. ولم تسمح للإنسان بأن يصبح واعيا ذو بصيرة تصل إلى درجة تمكّنه من النظر لرؤية ما في النفوس بل لما في النصوص....
منهجية الاقنوم في المسيحية ظلت بدون تعريف وبسببها تم صنع غابةً كثيفة من الكلمات واللاهوت وعلوم الدين والشرائع والطوائف والمذاهب... والإنسان المسكين ظل يحمل جميع هذه الأعباء والقيود باسم الرب.
وهكذا تم تدمير الذكاء والوعي والبصير عند الناس... لقد أُبقي عليهم معاقين مشلولين متخلّفين عقلياً وروحياً...وقد تكرر ذلك في الإسلام ايضا.
المفرق الخطير والسبب الذي لم ينتبه له احد يا أبناء النور إننا كنا دائما نضع العربة أمام الفرس، وبهذا وهكذا لن تستطيع لا الفرس ولا العربة أن تتحرك
وسيبقيان في مكانهما وسنبقى نحن لا نعرف بان الرحيم ضمن الرحمان ولا نفرق بين الله والإلوهية فلرؤية ومعرفة اللطيف علينا التخلص من الكثيف
كيف يمكن للإنسان أن يكون صادقاً إذا لم يكن يعرف الحقيقة؟
كيف يمكن للإنسان أن يكون مخلصاً إذا لم يكن يعرف ذاته؟
كيف يمكن للإنسان أن يكون رحيماً إذا لم يكن يعرف منبع المحبة والرحمة داخله؟
المسيحية في العصور الوسطى قد أحرقت آلاف النساء...
لقد تمّ إنشاء محكمة خاصة من قِبل البابا:
إذا شكّ أي أحد أن امرأة ما تقيم بعض الصداقات مع الشيطان، تشرب معه فنجان قهوة مثلاً، عليه فقط أن يرسل تقريراً إلى المحكمة... وسيتم فوراً سجن المرأة وتعذيبها.وكان التعذيب شديداً جداً وقد اخترعوا أساليب خاصة للتعذيب...
لقد كان التعذيب شديداً جداً لدرجة أن المرأة المسكينة ستعتقد أنه من الأفضل لها أن تعترف... لأنها إذا واصلَت إنكارها لمعرفتها وعلاقتها بالشيطان سيستمر التعذيب ويزداد...
سيتوقف التعذيب فقط عندما تعترف المرأة بأنها نامت مع الشيطان ومارست الجنس معه... وهكذا اعترفت آلاف النساء بعلاقاتهم الجنسية مع الشيطان...
وعندما تعترف المرأة أمام المحكمة، فلا توجد أي مشكلة....كانت العقوبة ببساطة إحراق المرأة وهي حية في الساحة العامة وسط المدينة.....

لم ينتبه أو يهتم أي أحد في ذلك الوقت ما إذا كان هناك شيطان أم لا... اذا ما كان هناك الله ام لا إنها مجرد كلمات... في الحقيقة لا يوجد أي أحد قد شاهد الشيطان او شاهد الله.
أنها مجرد كلمات.... لكن للأسف وإنا استغرب لماذا استمتع الناس في ذلك الوقت بالقتل والتعذيب والإجرام..وباسم الله...
اعتقد لأنهم هم أنفسهم غير سعداء... لأنهم هم أنفسهم لم يشاهدوا لا الشيطان ولا الله لقد فقدو الوعي والبصيرة...واصبحو ممتلئون بالإحباط والتعاسة... لا يستطيعون رؤية أي شخص سعيد يضجّ بالفرحة والابتهاج...
يريدون كل الناس الآخرين أن يُعانوا أكثر مما يعانون هم أنفسهم...
للأسف نحن لا نحتاج ان نعذب مثل هؤلاء الناس للانتقام منهم لن تحتاج أنت إلى تعذيبهم، لأنهم هم سيعذبون أنفسهم بأنفسهم! أنها نارهم

علينا فعلا الركوب علي قطار ابناء النور وقطار روح الله علينا العودة قليلا إلى كتاب الفطرة .. ونتصفح كتاب ذاتنا.. لنري ما كتبة قلم الفطرة والروح الإلهية في أعماقنا نحن
روح الله في داخلنا، والطريق إلى داخلنا، لذلك علينا أن نوجه عقلنا إلى داخل ذاتنا،

ان العلاقة بين الخالق والمخلوق مثل العلاقة بين جذع الشجرة وأوراقها، او مثل علاقة الموجة ببحرها، او مثل علاقة العضو بباقي البدن..انها علاقة تكاملية. ولهذا قال المتصوفة ومن اشهرهم الحلاج ( الله في جبتي.. أو أنا ألله او انا الحق)..
هذه هي المعزوفة الموسيقية التي تفهمها جميع الالات الموسيقية لانها سمفونية خالدة من روح الله الذي نحن نحملها.
نعزف على جميع الألات الموسيقية للنتج سمفونيات رائعة تطرب لها الروح
أيتها الروح الإلهية المباركة .. إنني أصلي لعلي انفصل منك وأتصل معك ... إنني أصلي بدموع الوجد و الاشتياق لعلي أستعيد روحي ... الا متي الانتظار آهٍ من الوهم و السراب .. آهٍ من المطارق و الأفكار .. كلها أبعدتني عنك .. "
" متى متى سيحين اللقاء "
المدد المدد يا أبناء النور
هل يمكن فعلا ان يصبح اللاوعي والوعي والملحد والمؤمن واحدا ومتي تستطيع كل نفس ان تكشف نفسها أمام مرآة ذاتها
الأنبياء والبشر هم أيضاً خلقاً بعد خلق وفيهم روحا بعد روح من روح الله، خلقوا من روح الله ليعرفوا نوره في مرآة ذاتهم وفي أعماق سرائرهم وضمائرهم واعتقد ان ما خلق البشر إلاّ لغرض معرفة هذة الروح الذي تكلم عنها الاخ محمد الحار بإسهاب وفصل تماما بين ابن الله وروحه . ولذلك يقال بان الروح الحية لا تموت، لان مبدعها الحي الأزلي لا يموت.
ولذلك اعتقد بان روحنا الحية تستطيع ان تخاطب عقولنا وتخرجنا من الظلمات إلى النور، أي من جهنم الجهل إلى جنة المعرفة، ومن عذاب الغفلة والموت في الجاهلية الى العلوم والمعارف العقلية
بأمر (كن) خرج الحي من الميت، أي خرج كل شيء من لا شيء، بأمر خالق وصانع الأشياء الذي ليس كمثله شيء وهو في كل شيء ومحيط بكل شيء و انطوى فيه سر كل خلقة وأهمهم الإنسان.. كل شييء وجد من الموجد بكلمة واحدة ونفس واحدة نطقت كلها بكلمة واحدة من فم واحد لغرض واحد في كون واحد .وما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس
وهكذا خرج كل موجود الى دائرة الوجود بالأمر والكلمة نفسها تمام مثل الكنز الذي كان مخفياً، فأراد أن يعرف فخلق الخلق فبه عرفوه.
" يا نفس , كل مكروه أصابك و أنتِ في عالم الكون , فتيقّني أن سببه و أصله هو من قِبَلِكِ و من صُنعك و من حيث خطؤك و زللكِ , و متى تذكّرتِ ذلك و عَرَفتِه . و متى ورد عليكِ واردٌ من المكاره , فلم تعرفي سببه و أصله , فلا تحيليه و تظني أسبابه من غيرك و على غيرك , بل اجعلي سببه و اصله خطأك القديم الأول لثانيك الذي نسيتِه , لأن من دخل دار المصائب و أتاها , و أصابته مصيبة , فإن ذلك بخطئه , إذا اتى دار المصائب فدخلها , و قد كان له بدٌّ من دخولها , و لا بدّ من مروره فيها و عليها . و أعظم من هذا كله أنه حُذِّر منها فلم يحذر , و قد خُوِّفَ منها في كل ثوب لَبِسَه فيها فلم يَخَفْ , و نُصِحَ فلم يقبل و اتّبَع هواه و شهوته . "
خلق الإنسان آلامه عندما غاص في المادة بعد أن تخلّى عن الغوص في أعماق ذاته و روحه . الإنسان أصبح يعي مادته و لا يعي روحه , لذلك فهي باتت تشكّل عالماً لا منظوراً و مخفياً عنه , بينما يستطيع أن يتعلّم و يتعمّق بمعرفتها تعمقه فيها سابقاً , أو تعمقه في المادة حالياً .

إذاً بعد أن عرف الطريق و حادَ عنه , بات الإنسان هو الألم , و المسبب للألم , و المتألم , دون أن يعي ذلك .
الشفاء طريقه واضح لأن الانسان هو المريض و هو الطبيب و الدواء بيده فعليه ألا يحرم نفسه من الدواء نتيجة تخاذله عن تناوله

ربما في يوم من الأيام ا في مرحلةٍ ما تغلبت في لإنسان المادة على الروح فابتدأ يصنع آلامه بنفسه جاهلاً أنها آلام . و هكذا أنزل بنفسه أشدّ العقوبات المستقبلية . فكان لزاماً عليه أن يتحمّل نتيجة عمله بتألمه , اليوم , مما ارتكبه سابقاً .
"

تحياتي لاحبائي جميعا في هذا المنتدى
واعتذر عن الاطالة