المسيح في القرآن ...

شارك بالموضوع
عبد الشكور
مشاركات: 80
اشترك: أكتوبر 5th, 2005, 5:28 pm

نوفمبر 24th, 2005, 1:42 am

فات الموضوع الأصلى أحد صفات المسيح الهامة فى القرآن، فاته أن المسيح (مبشر) .. مبشر بمحمد صلى الله عليه وسلم. ومعلوم سبب هذا (الفوت) من الموضوع.


قال عز شأنه فى سورة الصف :

وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذوننى وقد تعلمون أنى رسول الله إليكم فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدى القوم الفاسقين (5)
وإذ قال عيسى ابن مريم يا بنى إسرائيل إنى رسول الله إليكم مصدقـًا لما بين يدى من التوراة ومبشرًا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين (6)
ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام والله لا يهدى القوم الظالمين (7)
يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون (8)
هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون (9)


قال الشنقيطى:
وقد خص عيسى بالنص على البشرى به صلى الله عليه وسلم؛ لأنه آخر أنبياء بني إسرائيل، فهو ناقل تلك البشرى لقومه عما قبله، كما قال (مصدقا لما بين يدى من التوراة) ومن قبله ناقل عمن قبله، وهكذا حتى صرح بها عيسى عليه السلام وأداها إلى قومه.


قال أبو المظفر السمعانى :
وأما معنى اسمه (أحمد) على وجهين:
أحدهما: لأنه كان يحمد الله كثيرا.
والثاني: لأن الناس حمدوه في فعاله.


وقال البغوى :
والألف فيه للمبالغة في الحمد. وله وجهان:
أحدهما: أنه مبالغة من الفاعل. أي الأنبياء كلهم حمادون لله عز وجل، وهو أكثر حمدًا لله من غيره.
والثاني: أنه مبالغة من المفعول. أي الأنبياء كلهم محمودون لما فيهم من الخصال الحميدة، وهو أكثر مناقب وأجمع للفضائل والمحاسن التي يحمد بها.


وقال القرطبى :
فمعنى (أحمد) أي أحمد الحامدين لربه. والأنبياء صلوات الله عليهم كلهم حامدون لله ونبينا أحمد : أكثرهم حمدا.
وأما محمد فمنقول من صفة أيضا، وهي في معنى محمود، ولكن فيه معنى المبالغة والتكرار، فالمحمد هو الذي حمد مرة بعد مرة، كما أن المكرم من الكرم مرة بعد مرة، وكذلك الممدح ونحو ذلك.
فاسم محمد مطابق لمعناه، والله سبحانه سماه قبل أن يسمى به نفسه، فهذا علم من أعلام نبوته؛ إذ كان اسمه صادقا عليه، فهو محمود في الدنيا؛ لما هدى إليه ونفع به من العلم والحكمة، وهو محمود في الآخرة بالشفاعة، فقد تكرر معنى الحمد كما يقتضي اللفظ.
ثم إنه لم يكن محمدا حتى كان أحمد، حمد ربه فنبأه وشرفه، فلذلك تقدم اسم أحمد على الاسم الذي هو محمد، فذكره عيسى عليه السلام، فقال (اسمه أحمد). وذكره موسى عليه السلام حين قال له ربه: تلك أمة أحمد. فقال: اللهم اجعلني من أمة أحمد.
فبأحمد ذكره قبل أن يذكره بمحمد؛ لأن حمده لربه كان قبل حمد الناس له، فلما وجد وبعث كان محمدا بالفعل، وكذلك في الشفاعة يحمد ربه بالمحامد التي يفتحها عليه، فيكون أحمد الناس لربه، ثم يشفع فيحمد على شفاعته.


وقال الأصفهانى فى (غريب القرآن):
فأحمد إشارة إلى النبي صلى الله عليه وسلم باسمه وفعله، تنبيها أنه كما وجد اسمه أحمد يوجد وهو محمود في أخلاقه وأحواله. وخص لفظة أحمد فيما بشر به عيسى عليه السلام تنبيها أنه أحمد منه ومن الذين قبله. وقوله تعالى (محمد رسول الله) فمحمد ههنا، وإن كان من وجه اسما له علما، ففيه إشارة إلى وصفه بذلك وتخصيصه بمعناه.

saif
مشاركات: 35
اشترك: أكتوبر 27th, 2005, 3:26 pm

نوفمبر 24th, 2005, 2:05 am

الأخ عبد الشكور

لأن ردودك لا تعدو أن تكون دفوعات فارغة لا تخدم تقدم النقاش. بل تلف و تدور حول نقط تم الحسم فيها.


و لأنك لم ترفع تحديا واحدا من التحديات التي واجهناك بها

و لأنك فوق ذلك كله ظهرت بالوجه البشع و الشوفيني العاري الذي لا زال يؤمن بالجزية في القرن 21

نعلن تعففنا عن مواصلة النقاش مع شخص مثلك


مع دعواتي لك

سيف

"اذْهَبُوا! هَا إِنِّي أُرْسِلُكُمْ كَحُمْلاَنٍ بَيْنَ ذِئَابٍ. 4لاَ تَحْمِلُوا صُرَّةَ مَالٍ وَلاَ كِيسَ زَادٍ وَلاَ حِذَاءً؛ وَلاَ تُسَلِّمُوا فِي الطَّرِيقِ عَلَى أَحَدٍ. 5وَأَيَّ بَيْتٍ دَخَلْتُمْ، فَقُولُوا أَوَّلاً: سَلاَمٌ لِهَذَا الْبَيْتِ! 6فَإِنْ كَانَ فِي الْبَيْتِ ابْنُ سَلاَمٍ، يَحِلُّ سَلاَمُكُمْ عَلَيْهِ. وَإِلاَّ، فَسَلاَمُكُمْ يَعُودُ لَكُمْ. 7وَانْزِلُوا فِي ذلِكَ الْبَيْتِ تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مِمَّا عِنْدَهُمْ: لأَنَّ الْعَامِلَ يَسْتَحِقُّ أُجْرَتَهُ. لاَ تَنْتَقِلُوا مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ. 8وَأَيَّةَ مَدِينَةٍ دَخَلْتُمْ وَقَبِلَكُمْ أَهْلُهَا، فَكُلُوا مِمَّا يُقَدَّمُ لَكُمْ، 9وَاشْفُوا الْمَرْضَى الَّذِينَ فِيهَا، وَقُولُوا لَهُمْ: قَدِ اقْتَرَبَ مِنْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ! 10وَأَيَّةَ مَدِينَةٍ دَخَلْتُمْ وَلَمْ يَقْبَلْكُمْ أَهْلُهَا، فَاخْرُجُوا إِلَى شَوَارِعِهَا، وَقُولُوا: 11حَتَّى غُبَارُ مَدِينَتِكُمُ الْعَالِقُ بِأَقْدَامِنَا نَنْفُضُهُ عَلَيْكُمْ، وَلكِنِ اعْلَمُوا هَذَا: أَنَّ مَلَكُوتَ اللهِ قَدِ اقْتَرَبَ! 12أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ سَدُومَ سَتَكُونُ حَالَتُهَا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَخَفَّ وَطْأَةً مِنْ حَالَةِ تِلْكَ الْمَدِينَةِ...

13الْوَيْلُ لَكِ يَاكُورَزِينُ! الْوَيْلُ لَكِ يَابَيْتَ صَيْدَا! فَلَوْ أُجْرِيَ فِي صُورَ وَصَيْدَا مَا أُجْرِيَ فِيكُمَا مِنَ الْمُعْجِزَاتِ، لَتَابَ أَهْلُهُمَا مُنْذُ الْقَدِيمِ مَتَّشِحِينَ بِالْمُسُوحِ قَاعِدِينَ فِي الرَّمَادِ. 14وَلكِنَّ صُورَ وَصَيْدَا سَتَكُونُ حَالَتُهُمَا فِي الدَّيْنُونَةِ أَخَفَّ وَطْأَةً مِنْ حَالَتِكُمَا. 15وَأَنْتِ يَاكَفْرَنَاحُومُ، هَلِ ارْتَفَعْتِ حَتَّى السَّمَاءِ؟ إِنَّكِ إِلَى قَعْرِ الْهَاوِيَةِ سَتُهْبَطِينَ! 16مَنْ يَسْمَعْ لَكُمْ يَسْمَعْ لِي، وَمَنْ يَرْفُضْكُمْ يَرْفُضْنِي؛ وَمَنْ يَرْفُضْنِي يَرْفُضِ الَّذِي أَرْسَلَنِي!"لوقا 3:10-16<b/>

بشرى
مشاركات: 36
اشترك: سبتمبر 30th, 2003, 10:59 pm

نوفمبر 25th, 2005, 11:39 pm

اسمه محمد أو أحمد لا يهم ... ولا وزن ولا اعتبار لما قلته , قبل معرفة :
1- ما هو الدليل على أن القرآن هو كلام الله ؟؟
2- بعد التثبت وبالأدلة على أن القرآن هو كلام الله المنزل على محمد ... فما هو الدليل على أنه لم يطرأ عليه تبديل أو تغيير .. زيادة أو نقصان ؟؟

عبد الشكور
مشاركات: 80
اشترك: أكتوبر 5th, 2005, 5:28 pm

نوفمبر 26th, 2005, 3:52 am

الأهمية ثابتة للبشارة بنبينا صلى الله عليه وسلم، لأنها ثابتة فى القرآن الذى يستشهد به عباد المسيح فى هذا الموضوع.

وعباد المسيح مرغمون على قبول حكم القرآن فى هذا المقام وهذا الموضوع رغم عدم إيمانهم به، لأنهم يستشهدون به على المسلم، فوجب معرفة حكم القرآن على الحقيقة. وللنصارى عدم الاعتراف بحكم القرآن فى مقام آخر.

النصارى مرغمون شاءوا أم أبوا على حجية حكم القرآن فى هذا الموضوع، وإلا فكان الأولى بهم منذ البداية ألا يتمحكوا بالقرآن، وكان الأليق ألا يحاولوا الاستشهاد به لا على المسلم ولا غيره. وكان الأكرم ألا يعتمدوا على تبيين صحة دينهم من كتاب لا يؤمنون به. لأن المفترض أنهم يملكون شيئـًا غير القرآن يبينون به صحة دينهم.

لكن ما دام النصارى قد طلبوا شهادة القرآن فليس لهم الغضب من سماع شهادته على حقيقتها وعلى تمامها.

وأما (الدليل على أن القرآن هو كلام الله) و(لم يطرأ عليه تبديل أو تغيير)فذلك فى موضوع غير موضوعنا هذا، ومقام غير مقامنا هذا. فما زال فى موضوعنا زيادة.

عبد الشكور
مشاركات: 80
اشترك: أكتوبر 5th, 2005, 5:28 pm

نوفمبر 26th, 2005, 4:00 am

... وليسمح لنا القارئ المتابع أن نطوف به قليلاً ــ أو كثيرًا ــ على ما يقال فى مواقع النصارى فيما يتصل بموضوعنا.



فى أحد المواقع فقرة بعنوان الأسماء الحسنى للمسيح فى القرآن جاء فيها: (وهكذا يرد خبر المسيح في ست عشرة سورة ، من بينها ثلاث من السور الكبار اتخذت اسمها من سيرته: مريم وآل عمران والمائدة. بينما إبراهيم لا تحمل اسمه إلا سورة واحدة؛ ومحمد لا تحمل إلا سورة واحدة اسمه، مع سورة أخرى على الترادف: طه. كما تحمل سورة اسم نوح ولقمان وهود ويونس)ا.هـ. والكاتب يرتب على ذلك تميز المسيح فى القرآن على سائر الأنبياء والرسل.



ـــ قال: (الأسماء الحسنى للمسيح).

قلت: غنى عن القول أن تعبير (الأسماء الحسنى) لم يرد فى القرآن إلا فى حق الله وحده. وإطلاقه على المسيح فى هذا المقام من التمحك الفارغ. بل إن قصر القرآن للتعبير على رب العزة وحده وعدم إطلاقه على المسيح أو غيره، فيه دلالة قاطعة على نفى الألوهية عن المسيح وغيره وإثباتها لرب العالمين وحده سبحانه. قال تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) الأعراف 181، وقال: (أيًا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى) الإسراء 110، وقال: (الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى) طه 8، وقال: (هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى) الحشر 24. فنفس ما يتمسكون به من القرآن على باطلهم فيه الدلالة القاطعة على بطلان باطلهم. وإنه لكتاب عزيز.



ـــ قال: (كما تحمل سورة اسم نوح ولقمان وهود ويونس).

قلت: نسى سورة يوسف.



ـــ قال: (يرد خبر المسيح في ست عشرة سورة).

قلت: ورد (اسم) إبراهيم فى 26 سورة، ونوح فى 28 سورة، وموسى فى 34 سورة. عليهم جميعًا وعلى نبينا صلاة الله وسلامه.



ـــ قال: (من بينها ثلاث من السور الكبار اتخذت اسمها من سيرته: مريم وآل عمران والمائدة. بينما إبراهيم لا تحمل اسمه إلا سورة واحدة؛ ومحمد لا تحمل إلا سورة واحدة اسمه، مع سورة أخرى على الترادف: طه).

قلت: نسى الكاتب أن الثلاث السور التى ذكرها للمسيح لا تحمل اسمه صراحة، على حين حملت سورتى إبراهيم ومحمد اسميهما صراحة ونصًا باللفظ. فيكون محمد وإبراهيم ونوح ويوسف ولقمان وهود ويونس قد حملت سور أسماءهم صراحة، والمسيح لم تحمل اسمه صراحة سورة واحدة من القرآن. صلى الله وسلم على أنبيائه الكرام.

وقلت: لئن كانت ثلاث من السور الكبار قد اتخذت اسمها من سيرة المسيح، فقد اتخذت أكبر سورة فى القرآن اسمها من سيرة موسى: (سورة البقرة)، بخلاف سورة بنى إسرائيل (الإسراء)، وسورة القصص، وسورة المؤمن (غافر)، وسورة الطور (على الراجح)، وقيل فى (طه) سورة التكليم. صلى الله وسلم على أنبيائه الكرام.

وأما السور التى اتخذت اسمها من سيرة نبينا عليه الصلاة والسلام فمنها: النساء، والأنفال، والتوبة، والإسراء، والروم، والأحزاب، ومحمد، والحجرات، والقمر، والمجادلة، والحشر، والممتحنة، والجمعة، والمنافقون، والتحريم، والجن، والمزمل، والمدثر، وعبس، والبلد، والشرح، والقدر، والفيل، والكوثر، والنصر، والمسد، وغير ذلك من السور. وعلى كل، فقد أنزل كثير من القرآن فى مناسبات متعلقة بسيرة النبى عليه الصلاة والسلام، والقرآن كله أنزل إليه صلى الله عليه وسلم.



ـــ إن الاستدلال على أن القرآن ميز المسيح على باقى الأنبياء والرسل، بأنه ورد فى بضع سور، وبأن بعض السور اتخذت أسماؤها من سيرته ... استدلال باطل لا عقل فيه.

وقد بينا أن غير المسيح قد وردوا فى عدد أكبر من السور، وغير المسيح قد اتخذت سور أسماؤها من سيرهم، وغير المسيح قد حملت سور أسماؤهم صراحة ولم تحمل سورة واحدة اسم المسيح الصريح. فهل معنى ذلك أن كل أولئك فى القرآن أعلى شأنــًا من المسيح؟

أما الكاتب النصرانى فيلزمه ذلك ولا بد، بحسب مقياسه الباطل الذى وضعه. وأما بحسب العقل والمنطق، فمقياس الكاتب النصرانى لا وزن له.

قال السيوطى فى الإتقان: ومع هذا كله لم يفرد لموسى سورة تسمى به مع كثرة ذكره في القرآن حتى قال بعضهم كاد القرآن أن يكون كله موسى.

ليس من العقل أن تكون العبرة بعدد السور التى ذكرت النبى، أو عدد السور التى حملت اسمه صراحة أو مستمدة من سيرته، أو حتى عدد الآيات التى تتحدث عنه. وإنما العبرة بما حكم به القرآن لهذا النبى أو ذاك من الفضل.

والذى دفع الكاتب النصرانى للتمحك بعدد السور وأسمائها هو الغلو. جعل من عقيدته أصلاً ثم ذهب يستدل لها بكل ما ينفع وما لا ينفع. قال تعالى: (يا أهل الكتاب لا تغلوا فى دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق) النساء 171. وقال: (قل يا أهل الكتاب لا تغلوا فى دينكم غير الحق) المائدة 77. وقال عليه الصلاة والسلام: (لا تطرونى كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله).



ـــ حتى لو كان المسيح قد ذكر فى القرآن أكثر من غيره من الأنبياء، وورد ذكره فى عدد من السور أكثر، وحملت سور اسمه صراحة أكثر من غيره ... كل ذلك لا يجعل من المسيح مفضلاً على باقى الرسل والأنبياء أو مميزًا عنهم.

وحتى لو كان المسيح أفضل الأنبياء بإطلاق فلن يجعل ذلك منه إلهًا فى القرآن. لأن نفس نبوته تمنع تأليهه، لأن المغايرة بين المرسل والرسول ثابتة، فالله المرسل ليس هو المسيح الرسول. والإله الحق لا يرسله أحد، لأن المرسل أعظم من الرسول، فالله المرسل أعظم من المسيح الرسول، والإله الحق ليس هناك من يكون أعظم منه. والمسيح رسول يدعو لعبادة ربه ورب الناس، والإله الحق لا يدعو لعبادة أحد غيره فضلاً عن أن يدعو لعبادة ربه.

ramadi
مشاركات: 4
اشترك: نوفمبر 23rd, 2005, 12:27 am

نوفمبر 26th, 2005, 1:39 pm

إخواني الأعزاء و أخواتي

أنا عضو جديد بالموقع.أنا حقا معجب بكل ما في هذا الموقع. مقالات كتب مناقشات
قد أعجبني الحديث الذي دار بين الإخوة حول السيد المسيح في القرآن
لكن من يمتلك الحقيقة إنه الله سبحانه و قد حبانا بالعقل للفهم

لا يمكن أن يصل الإخوة إلى حل لأن السيد عبد الشكور لم يعط الإجابة على الكثير من الأسئلة التي طرحوها عليه و ظل متشبتا بأمور من المسلمات عنده لا يقبلها الإخوة لأنهم يريدون الدليل عليها و هو ليس في إمكانه ذلك
موقفه ملتبس
أما القرآن فالأخ المسلم لم يفهم حقيقة بسيطة هي أنهم غير مؤمنين بالفرآن. ولو كانوا مؤمنين به لكانوا مسلمين من الأصل. هذه النقطة على بساطتها خلقت الالتباس لدى الأخ المسلم.
هم وضحوا موقفم بما فيه الكفاية و أرجو أن يرتاح العضو المسلم من المناثشة هذه لأنها تتكرر نفس الأفكار فيها. و صارت عقيمة شيئا ما

الصديق رمادي

عبد الشكور
مشاركات: 80
اشترك: أكتوبر 5th, 2005, 5:28 pm

نوفمبر 26th, 2005, 6:01 pm

ـــ الزعم بأننا لم نعطِ (الإجابة على الكثير من الأسئلة التي طرحوها عليه) فيه تفصيل :

فإن قصد أننا تركنا كثيرًا من الكلام الخارج عن الموضوع، فالزعم صحيح، فقد حرصنا على وقت القارئ منذ البداية، والتزمنا بعدم الالتفات إلى كل محاولة لتشتيت الموضوع، وما أكثر هذه المحاولات. والتزمنا فى كل إعراض عن التشتيت بيان وجه الانقطاع بين الكلام الخارج وبين موضوعنا الأصلى.

وأما إن قصد بالزعم أننا تركنا (أسئلة كثيرة) فى الموضوع دون إجابة، فهو زعم باطل لا يستطيع صاحبه إثباته. ونعم، قد يفوتنا سؤالاً هنا أو هناك بسبب القصور البشرى من خطأ ونسيان، وهذا علاجه بالتنبيه على ما فاتنا ولم نجب عليه، ويلزمنا الإجابة عنه إن شاء الله. أما أن ثمة (أسئلة كثيرة) فى الموضوع ولم نجب عنها، فهو كلام من لم يقرأ الموضوع أصلاً.



ـــ أما الزعم التالى فهو عجب العجاب ! : (أما القرآن فالأخ المسلم لم يفهم حقيقة بسيطة هي أنهم غير مؤمنين بالفرآن ولو كانوا مؤمنين به لكانوا مسلمين من الأصل. هذه النقطة على بساطتها خلقت الالتباس لدى الأخ المسلم). فهذا اكتشاف خطير وجد خطير !

على أية حال، لم يغب عنا أن عباد المسيح لا يؤمنون بالقرآن (!)، وأنهم ليسوا مسلمين (!)، وإنما ظن ذلك وتوهمه من لم يقرأ الموضوع من أوله.

لو كان المسلم هو الذى بدأ بنفى ألوهية المسيح واحتج على ذلك بالقرآن، لكان يصح من النصارى الدفاع بأنهم لا يؤمنون بالقرآن أصلاً فشهادته عندهم غير مقبولة. ويكون دفاعهم سليمًا. وعلى المسلم ساعتها الاحتجاج عليهم بغير القرآن.

أما أن يبدأ النصارى بالاستشهاد بالقرآن على ألوهية المسيح مع عدم إيمانهم به، فليس لهم فى هذا المقام إلا قبول شهادة القرآن على حقيقتها وعلى تمامها. لا إلزامًا منا لهم بأن يؤمنوا بالقرآن، ولكن إلزامًا بأن يتخلوا عن شاهدهم ويدعوا الاستشهاد به بعدما تبين أن شهادته لا تخدمهم.

وبعبارة أخرى، إن الاستشهاد من القرآن على ألوهية المسيح هو كذب صريح على القرآن.

والادعاء بأن ذلك مجرد (جسر) ليوصل إلى الإنجيل هو ادعاء باطل، لأننا بينا أن ذلك الجسر متوهم، وتلك الارتباطات معدومة، بنصوص صريحة من القرآن نفسه.

والخلاصة، أن المسلم لا يعاب فى هذا المقام لأنه بين شهادة القرآن على حقيقتها، لكن يلحق العيب من تمحك بالقرآن وهو لا يؤمن به.



ـــ أما عن (تكرار الأفكار) وأنها (صارت عقيمة)، فهى حق، لكن لا توجه إلينا، ولكن توجه للمتمحكين فى هذا الموضوع وغيره من مواقع النصارى. لأن التكرار العقيم حصل منهم أولاً، وما نحن إلا مبينين للبواطل والتلبيسات والمضحكات فى كلامهم.

ramadi
مشاركات: 4
اشترك: نوفمبر 23rd, 2005, 12:27 am

نوفمبر 27th, 2005, 1:26 am

سبحان الله

أنت رجل ثقيل الفهم يا مسكين. قتلوك

عبد الشكور
مشاركات: 80
اشترك: أكتوبر 5th, 2005, 5:28 pm

نوفمبر 29th, 2005, 10:33 pm

وفى نفس الموقع، وعلى نفس الصفحة، فقرة بعنوان (نسب المسيح المعجز في القرآن). جاء فيها:
(المسيح، بذاته، هو خاتمة الذرية المصطفاة على العالمين. ونجد أن القرآن يفتتح قصص المسيح بقوله: "إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين، ذرية بعضها من بعض" ( آل عمران: 33 ). وقد فسر ذلك البيضاوي:"إن الله اصطفاهم بالرسالة والخصائص الروحانية والجسمانية، ولذلك قووا على ما لم يقو عليه غيرهم ن لما أوجب طاعة الرسل؛ وبين أنها الجالبة لمحبة الله. وعقب ذلك ببيان مناقبهم تحريضاً عليها. وبه يستدل على فضلهم على الملائكة ... وآل عمران موسى وهارون ابنا عمران بن يصهر بن قاهث ن بن لاوي، بن يعقوب، وعيسى، وأمه مريم بنت عمران، بن ماثان، ...).
قال: (فالمسيح عيسى ابن مريم هو ثمرة وختام الذرية المصطفاة على العالمين أولاً بأمه:"إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين" (آل عمران: 42)؛ ثم بذاته لأنه ختامها، ومسك الختام "ولقد آتينا موسى الكتاب، وقفينا من بعده بالرسل، وآتينا عيسى البينات وأيدناه بروح القدس" (البقرة: 87)، ... فكأن الله، في نظر القرآن، ما فضل بني إسرائيل على العالمين: "يا بني إسرائيل اذكروا نعمتى التي أنعمت عليكم، وأني فضلتكم على العالمين" ... إلا بسبب المسيح، ولأجله، لأنهم بعد المسيح صاروا "شر البرية" (البينة: 6).



ـــ قوله: (نسب المسيح المعجز فى القرآن).

قلت: هوس القوم بالإعجاز المتوهم لا ينتهى. هل قال القرآن بأن نسب المسيح (معجز) ؟ وما معنى أن يكون النسب (معجزًا) ؟ إن نفس نسب عيسى هو نفسه نسب مريم وهو نفسه نسب أبيها. فهل نؤله مريم وأباها لأن لهما (نسبـًا معجزًا) ؟!



ـــ يستدل الكاتب على أن المسيح (خاتمة الذرية المصطفاة على العالمين) بقوله تعالى: (إن الله اصطفى آدم ونوحـًا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين).

قلت: ونسى الكاتب أن محمدًا صلى الله عليه وسلم هو من آل إبراهيم، وهو دعوة إبراهيم لما قال: (ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم) البقرة 129. فاستجاب الله لدعاء نبيه: (لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفى ضلال مبين) آل عمران 164. ونسى أن المسيح نفسه قد بشر به صلى الله عليه وسلم: (ومبشرًا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد) الصف 6.



ـــ قوله: (وقد فسر ذلك البيضاوي: "إن الله اصطفاهم بالرسالة والخصائص الروحانية والجسمانية، ولذلك قووا على ما لم يقو عليه غيرهم ن لما أوجب طاعة الرسل؛ وبين أنها الجالبة لمحبة الله. وعقب ذلك ببيان مناقبهم تحريضاً عليها. وبه يستدل على فضلهم على الملائكة ... وآل عمران موسى وهارون) إلى آخر النقل.

قلت: تمام كلام البيضاوى هكذا: ( ... وبه استدل على فضلهم على الملائكة "وآل إبراهيم" إسماعيل وإسحق وأولادهما، وقد دخل فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم "وآل عمران" موسى وهرون ابنا عمران) إلى آخر كلامه رحمه الله.

فأخفى الكاتب ـ بأمانة القوم المعتادة ـ تعليق البيضاوى على "آل إبراهيم"؛ لذكر نبينا عليه الصلاة والسلام، ولأن الكاتب يريد إيهام القارئ بحصر كلام البيضاوى على آل عمران فقط.



ـــ قوله: (فالمسيح عيسى ابن مريم هو ثمرة وختام الذرية المصطفاة على العالمين أولاً بأمه:"إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين" (آل عمران: 42)؛ ثم بذاته لأنه ختامها، ومسك الختام "ولقد آتينا موسى الكتاب، وقفينا من بعده بالرسل، وآتينا عيسى البينات وأيدناه بروح القدس" (البقرة: 87).

قلت: أين فى آية آل عمران 42 أن مريم هى ختام الذرية المصطفاة على العالمين ؟ .. ثم أين فى آية البقرة 87 أن المسيح هو ختام تلك الذرية وهو مسك ختامها ؟ .. لا يوجد إلا فى عقل الكاتب فقط ومن تابعه من قومه.



ـــ قوله: (فكأن الله، في نظر القرآن، ما فضل بني إسرائيل على العالمين: ... إلا بسبب المسيح، ولأجله، لأنهم بعد المسيح صاروا "شر البرية" (البينة: 6).

قلت: تعبيره بـ (كأن) لا يعفيه من بيان الدليل على زعمه. فأين دليل الزعم بأن الله ما فضل بنى إسرائيل إلا بسبب المسيح ؟ مع المعلوم أن التفضيل المذكور كان فى زمان قبل زمان المسيح بقرون.

وقلت: الزعم بأنهم (بعد المسيح صاروا "شر البرية") فنسبة ذلك للقرآن كذب صريح على القرآن. ونص آية البينة 6: (إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين فى نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية). فالآية لا تتحدث عن بنى إسرائيل فقط، وإنما عن كل الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين. وبنو إسرائيل الذين آمنوا بعيسى نبيـًا من عند الله ليسوا شر البرية، بل هم من المؤمنين الأخيار، إلا من حضر بعثة محمد صلى الله عليه وسلم وكذب به، فلا ينفعه إيمانه بعيسى، فهو من شر البرية الذين أخبرت عنهم الآية.

ثم قلت: لا شك أن اختيار رب العالمين للمسيح تفضيلاً لبنى إسرائيل، لكن المسيح لا يختص وحده بهذا الفضل، بل اختيار الله لموسى فيه نفس التفضيل لبنى إسرائيل، وكذا باقى أنبيائهم. ثم لا شك أن الذين كفروا بالمسيح من شر البرية، لكن المسيح لا يختص وحده بذلك، بل كذلك من كفر بموسى ومحمد وأى واحد من الأنبياء.

ramadi
مشاركات: 4
اشترك: نوفمبر 23rd, 2005, 12:27 am

ديسمبر 1st, 2005, 12:39 am

أي موقع و أي صفحة؟

يا ألله فقد الرجل صوابه و صار يجيب على أشياء لم نطرحها.
تخيلات أم ماذا؟

أجب

عبد الشكور
مشاركات: 80
اشترك: أكتوبر 5th, 2005, 5:28 pm

ديسمبر 12th, 2005, 4:15 am

ونكمل مع نفس الصفحة من نفس الموقع ..

وتحت عنوان (الميلاد الإعجازي للمسيح في القرآن) فى (المسألة الأولى) يقول:

(المسألة الأولى: كان الحبل بالمسيح معجزة، أي بغير أبٍ .
وإجماع النصوص، وبإجماع المفسرين المسلمين يدفع تخرصات البعض الذين زعموا أن جبريل قام مقام الأب في مولد المسيح، إستناداً إلى بعض المفسرين المسلمين. وقد استند هذا البعض إلى قوله: "لأهب لك" (مريم: 18)، وفاتهم قراءة "ليهب لك" والقرائن القريبة والبعيدة، إذ أن الملاك نفسه يفسر قوله :"قال: كذلك ! قال ربك هو على هين ولنجعله آية للناس" (مريم: 20). فسره الجلالان :"قال: كذلك أي الأمر، كذلك من خلق غلام منك من غير أبٍ". وما حمل هؤلاء البعض على الشطط هو قول القرآن :"فنفخنا فيها من روحنا" (الأنبياء: 91)، "فنفخنا فيه من روحنا" (التحريم: 12)، كما فسره الجلالان "فنفخ جبريل في جيب درعها فأحست بالحمل في بطنها مصوراً" (مريم: 20)؛ والبيضاوي:"فحملته بأن نفخ في درعها فدخلت النفخة في جوفها".
وفات هؤلاء وأولئك صريح آية آل عمران :" قالت: أنى يكون لي ولد، ولم يمسسنى بشر؟ قال (هو) كذلك: الله يخلق ما يشاء، إذا قضى أمراً فإنما يقول له: كن ! فيكون" (آل عمران: 47). فالمسيح كون في مريم بأمر خلاق من دون واسطة على الإطلاق، حتى نفخه جبريل في درع مريم ! ويؤيد قوله في آية النساء "وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه" (النساء: 170) ... ومعجزة تكوين المسيح تشبه معجزة تكوين آدم: "ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم، خلقه من تراب، ثم قال له: كن ! فيكون" (آل عمران: 59) إذ أنه في الحالين بلا واسطة).ا.هـ.


ـــ قوله: (كان الحبل بالمسيح معجزة أي بغير أبٍ).

قلت: قدمنا فى موضوعنا أن ولادة المسيح لأم دون أب لا تجعل منه إلهـًا متجسدًا ولا غير متجسد. وما زال النصارى منذ مناظرة نبينا عليه الصلاة والسلام لهم يتمسكون بهذه المسألة كحجة لهم. وقد ألقمهم القرآن الحجر بقوله (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم). ولا يعنينا فى هذا المقام مدى صحة الحجة القرآنية ـ وهى صحيحة ـ لكن يعنينا أن هذا حكم القرآن فى المسيح، وهو الحجة على النصارى فى هذا المقام الذى يتمحكون فيه بالقرآن.


ـــ قوله: (وإجماع النصوص، وبإجماع المفسرين المسلمين يدفع تخرصات البعض الذين زعموا أن جبريل قام مقام الأب في مولد المسيح، إستناداً إلى بعض المفسرين المسلمين).

قلت: كلامه فى غاية التناقض ! فقوله (وبإجماع المفسرين المسلمين) يقرر إجماع المفسرين، ثم عاد فى آخر عبارته وقال: (استنادًا إلى بعض المفسرين) فقرر مخالفة بعض المفسرين ! فإذا صدقنا ما قرره آخرًا كذبنا الأول؛ لأن مخالفة البعض تناقض الإجماع، ولو صدقنا الإجماع كذبنا مخالفة البعض، فهذا كلام ينقض أوله آخره.

ثم قلت: بصرف النظر عن تناقض كلامه، فهو يوهم إجمالاً بقلة من قالوا بتوسط جبريل فى ولادة المسيح، وبُعد قولهم الذى يصفه بأنه (تخرصات) أكاذيب، وسيصفه فيما بعد بالشطط. وهذا باطل؛ لأن الرأى القائل بتوسط جبريل هو الأشهر، وأصحابه أكثر كما سيأتى، وهو الأرجح إن شاء الله، والقائلون بخلافه لم يستنكروه، بل حرصوا على ذكره غالبـًا، والنص على جوازه فى كثير من الأحيان.

ومن التفاسير التى قالت بتوسط جبريل: الطبرى، وابن عطية، وأبى المظفر السمعانى، وابن الجوزى، والزمخشرى، والرازى، والسمرقندى، والنسفى، والقرطبى، والبيضاوي، والكلبى، وابن كثير، والثعالبى، والواحدى، والشوكانى، وتفسير الجلالين، وأبى السعود، والسعدى، والشنقيطى.


ــ قوله: (وقد استند هذا البعض إلى قوله: "لأهب لك" ... وفاتهم قراءة "ليهب لك").

قلت: لا تعارض بين القراءتين، فكلاهما متواترة صحيحة المعنى. ونسبة الهبة لجبريل لا ينافى أن الله هو الواهب الحقيقى، لأن جبريل إنما فعل بأمر الله له. وهذا كما أن ملك الموت يقبض الأرواح لكن الله هو الذى يحيى ويميت على الحقيقة.


ـــ قوله: (إذ أن الملاك نفسه يفسر قوله :"قال: كذلك! قال ربك هو على هين ولنجعله آية للناس" ... فسره الجلالان: "قال: كذلك أي الأمر، كذلك من خلق غلام منك من غير أبٍ").

قلت: الآية لا تنفى توسط جبريل، لأن الله هو الفاعل الحقيقى سواء توسط جبريل أم لا. وتفسير الجلالين لم ينفِ مطلق التوسط، وإنما نفى توسط الذكر (من غير أب). وقد نقل الكاتب عن تفسير الجلالين بعد ذلك بكليمات قليلة (فنفخ جبريل في جيب درعها فأحست بالحمل في بطنها مصوراً). فتفسير الجلالين ليس متناقضـًا، لأنه لم ينكر توسط جبريل فى أحد الموضعين، وكذلك الآية لم تنكر مطلق التوسط، وكذلك القائلون بعدم توسط جبريل لم يقولوا بأن الآية تنكر التوسط. فالآية وتفسير الجلالين وجميع المفسرين فى واد، وكاتبنا فى وادٍ آخر.


ـــ قوله: (وفات هؤلاء وأولئك صريح آية آل عمران :" قالت: أنى يكون لي ولد، ولم يمسسنى بشر؟ قال (هو) كذلك: الله يخلق ما يشاء، إذا قضى أمراً فإنما يقول له: كن ! فيكون" ... فالمسيح كون في مريم بأمر خلاق من دون واسطة على الإطلاق، حتى نفخة جبريل في درع مريم).

قلت: كذب ! لم يفتهم قوله تعالى؛ لأن جميع خلق الله خلقوا بكن، حتى أولئك الذين ولدوا من أب وأم. فتقدير الله للأسباب والوسائط لا تنافى أن الخالق على الحقيقة هو الله، وأن خلقه ـ رغم تقديره للوسائط ـ إنما هو ككل أمره بكن فيكون. والآية نفسها التى يحتج بها الكاتب دليل عليه لا له، لأنها تذكر أن الله يخلق ما يشاء بكن فيكون، ومعلوم أن خلق الله لا يقتصر على المسيح، وأن أكثر البشر ولدوا بواسطة أب وأم، فثبت أن توسط جبريل لا ينافى الآية الكريمة.


ـــ قوله: (ويؤيد قوله في آية النساء "وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه" (النساء: 170)

قلت: لا دليل فى الآية الكريمة على نفى توسط جبريل. بل فيها تأييد توسطه. لأن إطلاق لفظة (روح) على المسيح كإطلاق لفظة (كلمة) عليه. فهو عليه السلام خلق بهما: خلق بكلمة كن، وخلق من نفخة جبريل (الروح الأمين).


ـــ قوله: (ومعجزة تكوين المسيح تشبه معجزة تكوين آدم: "ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم، خلقه من تراب، ثم قال له: كن ! فيكون" (آل عمران: 59) إذ أنه في الحالين بلا واسطة).

قلت: حجّ الكاتب نفسه ! فإن آدم لو خلق بلا واسطة كما قرر الكاتب، لم يكن للمسيح فضل على آدم من هذه الجهة، بل يكون آدم أولى بالتأليه منه.



ـــ الكاتب ينصر الرأى القائل بأن المسيح خلقت روحه بلا واسطة، لكن شنع على الرأى القائل بتوسط جبريل، بما أوهم قلة قائليه، ووصف القول نفسه بالتخرص والشطط، كل ذلك ليلبس على القارئ. وفيما يلى أنقل بعضـًا من أقوال المفسرين، ليعلم القارئ مدى كذب الكاتب وتلبيسه.

نقل السيوطى فى (الدر المنثور) بضعة أسانيد لابن عساكر والحاكم والبيهقى وإسحق بن بشر تصل إلى ابن عباس رضى الله عنهما. وفى قوله تعالى (فأرسلنا إليها روحنا) نقل أسانيد إلى أبى صالح رضى الله عنه قال:(بعث الله إليها ملكا فنفخ في جيبها فدخل في الفرج). ونقل أسانيد أخرى إلى سعيد بن جبير قال: (نفخ جبريل في درعها فبلغت حيث شاء الله). قال السيوطى: (وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء بن يسار: إن جبريل أتاها في صورة رجل، فكشف الحجاب، فلما رأته تعوذت منه، فنفخ في جيب درعها).


وبالنسبة لسياق سورة مريم ..

قال الشنقيطى:
قوله تعالى (فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنآ إليهآ روحنا) أظهر الأقوال أن المراد بقوله (روحنا) جبريل، ويدل لذلك قوله (نزل به الروح الأمين) وقوله (قل نزله روح القدس من ربك بالحق) وإضافته إلى الله إضافة تشريف وتكريم.

وقال:
وفي معنى إسناده الهبة إلى نفسه على قراءة الجمهور خلاف معروف بين العلماء، وأظهر الأقوال في ذلك عندي أن المراد بقول جبريل لها (قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا) أي لأكون سببا في هبة الغلام بالنفخ في الدرع الذي وصل إلى الفرج فصار بسببه حملها عيسى. وبين تعالى في سورة التحريم أن هذا النفخ في فرجها في قوله تعالى (ومريم ابنة عمران التى أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا) والضمير في قوله (فيه) راجع إلى فرجها، ولا ينافي ذلك قوله تعالى في الأنبياء (والتى أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا) لأن النفخ وصل إلى الفرج فكان منه حمل عيسى.

وقال أبو المظفر السمعانى:
قوله تعالى ( فحملته) في القصة أن جبريل عليه السلام نفخ في جيب درعها، وفي رواية: في كم قميصها، وفي رواية: في فيها، فحملت بعيسى في الحال، وأخذ يتحرك في البطن.

وقال الزمخشرى:
( قال إنمآ أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا )أي إنما أنا رسول من استعذت به (لأهب لك) لأكون سببا في هبة الغلام بالنفخ في الدرع.

وقال البيضاوي:
(فحملته) بأن نفخ في درعها، فدخلت النفخة في جوفها.

قال أبو السعود:
(لأهب لك غلاما) أي لأكون سببا في هبته بالنفخ في الدرع ... (فحملته) بأن نفخ جبريل عليه الصلاة والسلام في درعها، فدخلت النفخة في جوفها.

وقال السعدى:
(فنفخنا فيه من روحنا) بأن نفخ جبريل عليه السلام في جيب درعها، فوصلت نفخته إلى مريم، فجاء منها عيسى عليه السلام الرسول الكريم والسيد العظيم.


وقال تعالى فى آخر سورة التحريم آية 12 :
(ومريم ابنة عمران التى أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين ).

قال الطبرى:
يقول تعالى ذكره: (و) ضرب الله مثلا للذين آمنوا (مريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها) يقول: التي منعت جيب درعها جبريل عليه السلام، وكل ما كان في الدرع من خرق أو فتق فإنه يسمى فرجا، وكذلك كل صدع وشق في حائط أو فرج سقف فهو فرج. وقوله (فنفخنا فيه من روحنا) يقول: فنفخنا فيه في جيب درعها، وذلك فرجها (من روحنا) من جبرائيل وهو الروح. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن عبد الأعلى قال ثنا بن ثور عن معمر عن قتادة: (فنفخنا فيه من روحنا) فنفخنا في جيبها من روحنا.

وقال ابن عطية:
وقوله تعالى (فنفخنا) عبارة عن فعل جبريل حقيقة.

وقال الكلبى:
(فنفخنا فيه من روحنا) عبارة عن نفخ جبريل في فرجها، فخلق الله فيه عيسى عليه السلام.

وفى تفسير الرازى:
والفرج حمل على حقيقته. قال ابن عباس: نفخ جبريل في جيب الدرع، ومده بأصبعيه، ونفخ فيه. وكل ما في الدرع من خرق ونحوه فإنه يقع عليه اسم الفرج.

وقال ابن كثير:
(فنفخنا فيه من روحنا) أي بواسطة الملك، وهو جبريل. فإن الله بعثه إليها، فتمثل لها في صورة بشر سوي، وأمره الله تعالى أن ينفخ بفيه في جيب درعها، فنزلت النفخة، فولجت في فرجها، فكان منه الحمل بعيسى عليه السلام.

وقال الثعالبى:
وقوله سبحانه (فنفخنا فيه) عبارة عن فعل جبريل. وقوله سبحانه (من روحنا) إضافة مخلوق إلى خالق ومملوك إلى مالك، كما تقول: بيت الله وناقة الله.

وفى تفسير الجلالين:
(فنفخنا فيه من روحنا) أي جبريل، حيث نفخ في جيب درعها، بخلق الله تعالى فعله الواصل إلى فرجها، فحملت بعيسى.

وقال النسفى:
(فنفخنا) فنفخ جبريل بأمرنا (فيه) في الفرج (من روحنا) المخلوقة لنا.

وقال الشوكانى:
(التي أحصنت فرجها) أي عن الفواحش، وقد تقدم تفسير هذا في سورة النساء. قال المفسرون: المراد بالفرج هنا الجيب لقوله (فنفخنا فيه من روحنا) وذلك أن جبريل نفخ في جيب درعها فحبلت بعيسى.

وقال تعالى فى سورة الأنبياء آية 91 :
(والتى أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين )

قال القرطبى:
(فنفخنا فيها من روحنا) يعني أمرنا جبريل حتى نفخ في درعها، فأحدثنا بذلك النفخ المسيح في بطنها.

وقال ابن الجوزى:
قوله تعالى ( فنفخنا فيها ) أي أمرنا جبريل فنفخ في درعها، فأجرينا فيها روح عيسى كما تجري الريح بالنفخ. وأضاف الروح إليه إضافة الملك للتشريف والتخصيص .

وقال السمرقندى:
(فنفخنا فيها من روحنا) يعني نفخ جبريل عليه السلام في نفسها بأمرنا.

وقال الواحدى:
(فنفخنا فيها من روحنا) أمرنا جبريل عليه السلام حتى نفخ في جيب درعها. والمعنى أجرينا فيها روح المسيح المخلوقة لنا.

وقال تعالى فى سورة النساء الآية 171 :
(يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم، ولا تقولوا على الله إلا الحق، إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه، فآمنوا بالله ورسله، ولا تقولوا ثلاثة، انتهوا خيرا لكم، إنما الله إله واحد، سبحانه أن يكون له ولد، له ما في السماوات وما في الأرض، وكفى بالله وكيلا).

قال ابن تيمية (دقائق التفسير 1 / 326):

وقوله (بروح منه) لا يوجب أن يكون منفصلا من ذات الله، كقوله تعالى (وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه)، وقوله تعالى (وما بكم من نعمة فمن الله)، وقوله تعالى (ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك)، وقال تعالى (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة رسول من الله يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة). فهذه الأشياء كلها من الله وهي مخلوقة.

وأبلغ من ذلك روح الله التي أرسلها إلى مريم وهي مخلوقة.

فالمسيح، الذي هو روح من تلك الروح، أولى أن يكون مخلوقا.

قال تعالى (فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا). وقد قال تعالى (ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا)، وقال (والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين).

فأخبر أنه نفخ في مريم من روحه، كما أخبر أنه نفخ في آدم من روحه، وقد بين أنه أرسل إليها روحه (فتمثل لها بشرا سويا قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا فحملته).

فهذا الروح ـ الذي أرسله الله إليها ليهب لها غلاما زكيا ـ مخلوق، وهو روح القدس الذي خلق المسيح منه ومن مريم. فإذا كان الأصل مخلوقا فكيف الفرع الذي حصل به ؟!

وقوله عن المسيح (وروح منه) خص المسيح بذلك لأنه نفخ في أمه من الروح، فحبلت به من ذلك النفخ، وذلك غير روحه التي يشاركه فيها سائر البشر، فامتاز بأنها حبلت به من نفخ الروح، فلهذا سمي روحا منه.

ولهذا قال طائفة من المفسرين (روح منه) أي رسول منه. فسماه باسم الروح الذي هو الرسول الذي نفخ فيها.

فكما يسمى كلمة يسمى روحا؛ لأنه كون بالكلمة لا كما يخلق الآدميون غيره، ويسمى روحا لأنه حبلت به أمه بنفخ الروح الذي نفخ فيها، لم تحبل من ذكر كغيره من الآدميين.

وعلى هذا فيقال: لما خلق من نفخ الروح ومن مريم سمى روحا، بخلاف سائر الآدميين، فإنه يخلق من ذكر وأنثى، ثم ينفخ فيه من الروح بعد مضي أربعة أشهر.

انتهى كلام ابن تيمية رحمه الله.

عبد الشكور
مشاركات: 80
اشترك: أكتوبر 5th, 2005, 5:28 pm

يناير 7th, 2006, 6:19 pm

ومن نفس الصفحة ..

نجد فقرة بعنوان (المجئ الثاني للمسيح في القرآن) جاء تحته:

("وإنه لعلم للساعة" ( الزخرف 61 )؛ أي "شرط من أشراطها ... أو علامة لها" (الزمخشري)... فعلم الساعة من خصائص الله: "تبارك الله الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما ، وعنده علم الساعة ، وإليه تُرجعون " (الزخرف 85) ؛ والمسيح عنده علم الساعة وهو علم لها. رجوع المسيح قبل يوم الدين عقيدة قرآنية توسع في الحديث النبوي. وهذا الدور الفريد للمسيح في العالمين يجعله آية المرسلين آجمعين وخاتمهم).

بعد تصحيح الآية 85 من سورة الزخرف إلى قوله تعالى: (وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)، نقول:

ـــ قوله (والمسيح عنده علم الساعة)

قلت: كذب على القرآن. لم يأتِ بالدليل عليه ولن يستطيع. وقوله تعالى (وإنه لعلم للساعة) لا تزيد على جعل نزول المسيح كعلامة للقيامة، بالضبط كعلامة الدابة وخروج المسيح الدجال وغيرهما من العلامات. ولا يعنى ذلك أن الدابة تعلم الساعة أو يعلمها المسيح الدجال !



ـــ قوله (رجوع المسيح قبل يوم الدين عقيدة قرآنية توسع في الحديث النبوي).

قلت: لم يجرؤ أن يطلع قومه على (التوسع) الذى جاء فى الحديث النبوى. وإنما جبن عن ذلك لعلمه بأن الحديث ينص صراحة على محاربة المسيح لعباده بعد نزوله، فيكسر الصليب ويقتل الخنزير وبضع الجزية.



ـــ قوله (وهذا الدور الفريد للمسيح في العالمين يجعله آية المرسلين آجمعين وخاتمهم).

قلت: ما معنى (آية المرسلين)؟ الكاتب لا يحتاج لتحديد المعنى، هو يكتفى بعبارات مفخمة لمعبوده عالمـًا أن قومه لن يسألوه عن شىء !

ثم .. نسبة ذلك للقرآن كذب صريح عليه.

ثم .. دعواه ختم الرسالات بالمسيح لأنه ينزل قبل قيام الساعة دعوى باطلة. لأن المسيح أرسل من قبل محمد صلى الله عليه وسلم، ولن يكون (مرسلاً) فى نزوله قبل قيام الساعة، وإنما ينزله الله لأداء مهام بعينها، على رأسها محاربة عباده وكسر الصليب، ويصلى خلف رجل من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

عبد الشكور
مشاركات: 80
اشترك: أكتوبر 5th, 2005, 5:28 pm

يناير 7th, 2006, 7:23 pm

وفى نفس الصفحة فى آخرها، تحت العنوان الفرعى (فهل يقول القرآن بالشفاعة للمسيح؟). وقد بينا سابقـًا فى مواطن كثيرة فساد استدلال النصارى بشفاعة المسيح على صحة عقيدتهم. وإنما نقتصر فى نقد ما نأتى به للقارئ على ما لم نذكره سابقـًا منعـًا للتكرار.

كتب الكاتب: (وفي محاكمة الرسل يوم الدين يستجوب الله عيسى في عبادة الناس وتأليهه، فينكر بأدب جم نسبتها له، ويقول :"إن تعذبهم فإنهم عبادك ، وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم" (المائدة 113-121). هذا مثال حي من القرآن على شفاعة المسيح في يوم الدين. ولا نرى في القرآن أحداً من الملائكة ولا من الرسل يقف هذا الموقف الاستغفاري الاستشفاعي إلا المسيح وحده).



ـــ قوله (هذا مثال حي من القرآن على شفاعة المسيح في يوم الدين)

قلت: ليس المقام مقام شفاعة، وإنما مقام توبيخ من الله لعباد المسيح المشركين، ومقام تبرؤ المسيح من الذين عبدوه. وليس الذى يشفع بالذى يقول (إن تعذبهم فإنهم عبادك).

(وإذ قال الله ياعيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ) قال ابن كثير: (وهذا تهديد للنصارى، وتوبيخ وتقريع على رءوس الأشهاد... ومعنى قوله (إن تعذبهم فانهم عبادك)الآية: التبري منهم، ورد المشيئة فيهم إلى الله، ... ذلك كائن يوم القيامة ليدل على تهديد النصارى وتقريعهم وتوبيخهم على رءوس الأشهاد يوم القيامة ... وقوله (سبحانك ما يكون لي أن أقول ماليس لي بحق) هذا توفيق للتأدب في الجواب الكامل ... وقوله (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) هذا الكلام يتضمن رد المشيئة إلى الله عز وجل، فإنه الفعال لما يشاء الذي لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. ويتضمن التبري من النصارى الذين كذبوا على الله وعلى رسوله وجعلوا لله ندا وصاحبة وولدا، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ).



ـــ قوله (ولا نرى في القرآن أحداً من الملائكة ولا من الرسل يقف هذا الموقف الاستغفاري الاستشفاعي إلا المسيح وحده).

لا ينفعه ذلك فى نفى الشفاعة عن باقى المرسلين والمؤمنين. لأن الكاتب نفسه وعلى نفس الصفحة قد أقر بشفاعة الملائكة لما قال: (وبحسب القرآن لا يسمح الله بشفاعة إلا للملائكة المقربين)، وأكد ذلك فى مواطن أخرى. فكما صح عنده ثبوت الشفاعة للملائكة مع عدم ذكر موقفهم الاستشفاعى يوم القيامة صراحة، فكذلك باقى المرسلين والمؤمنين لا يضيرهم عدم ذكر مواقفهم فى إثبات الشفاعة لهم. فهذه حجة الكاتب على نفسه.

وهذا كله على افتراض أن موقف المسيح كان استشفاعيًا كما زعم الكاتب جهلاً وسفهـًا. وقد بينا آنفـًا أنه ليس كذلك، وإنما موقف تبرؤ من عباده المشركين.

وهذا كله يوضح لنا مدى تهافت القوم فى تمحكهم بالقرآن العظيم.

والذى لا يفوتنا التنبيه إليه وتكراره، أن فى نفس ما يستشهدون به على باطلهم ما يصرح بهدم ذلك الباطل الذى يروجون له، ويتمحكون بالقرآن والحديث من أجله. وما ذاك إلا لعظم كلام الله وكلام رسله.

عبد الشكور
مشاركات: 80
اشترك: أكتوبر 5th, 2005, 5:28 pm

يناير 7th, 2006, 10:30 pm

وأنتقل بالقارئ إلى صفحة أخرى ..

والصفحة تابعة لموقع عزت أندراوس الذى يعتبره موسوعة تاريخ أقباط مصر. والموقع كنز غنى بالطرائف والمضحكات، وخير مثال على ذلك صفحتنا (ألوهية المسيح فى القرآن).

وقد أعرض أندراوس عن كل ما يتمحك به النصارى عادة من القرآن فى هذا المقام، واستدل بدليل أشهد له بالجدة فيه، وأن أحدًا لا من العقلاء ولا من المجانين قد سبقه إليه.

قال أندراوس على نفس الصفحة: (وأتضح [كذا] بما لا يدع مجالاً للشك أنه لا يوجد مسلم يفهم القرآن اليوم). هذا كلام أسوقه للقارئ لا لأعقب عليه، ولكن ليكون على علم بذكاء أندراوس الفذ، حتى يتهيئ للصدمة التالية.



ما هو دليل أندراوس على أن القرآن يؤله المسيح ؟

(الله) = (هو). و(هو) = (المسيـح). فحيثما وجدت (هو)، فإنما تعنى أن (المسيح) هو (الله) !

إى وربى من البشر مَن قال بهذا وما زال ينتسب إلى العقلاء !!



يقول أندراوس: (ولفظ (هو) إشارة إلى مقام المقرّبين، وهو وإن كان ضمير غائب يحتاج إلى مرجع، ويشتبه المرجع عند التّعدّد، وحيث أن المسيح كلمته فهو إذا المرجع) .. !

نعم عزيزى القارئ، لم أعلم مثلك ما دليله على أن الضمير (إشارة إلى مقام المقربين)، ولم أفهم مثلك ماذا يريد بذلك، ولم أرَ مثلك جواب الشرط فى جملته الشرطية التى بدأها بـ (وإن)، ولم أفهم مثلك لماذا من الحتم أن يكون المسيح هو المرجع للضمير (هو) حيثما ورد .. بل أعلم، والسبب أنه معبود أندراوس !

على أية حال، فاللفظ (هو) ضمير رفع منفصل للمفرد الغائب. ويتحدد ما يعود عليه الضمير بالسياق، فباختلاف السياقات يختلف المراد من الضمير. وقد يكون (المسيح) هو المراد فعلاً من الضمير فى أحد السياقات القرآنية كسياق سورة الزخرف، وقد يكون (الله) هو المراد من الضمير كما فى كثير من السياقات، وقد يكون غيرهما هو المراد بحسب ما يحدده السياق.



ويصل الخبل مداه فى قوله: "الكلمات الآتية تعنى السيد المسيح : (أنا) - (هو) - (أنا هو) - (أنا هو الكائن) - (أنا الكائن) - (الكائن)" !

قلت: نسى أندراوس (هو الكائن) حتى تكتمل (التقسيمة) ! فضلاً عن (هو أنا) و(الكائن أنا) و(الكائن هو) و(أنا الكائن هو) و(هو الكائن أنا) و(الكائن أنا هو) !



وأندراوس يستدل على أسماء المسيح التى زعمها من الأناجيل. فالمسيح عندما يتكلم ويقول (أنا) كقوله: (أما أنا فمن فوق) فهذا دليل عند أندراوس أن (أنا) اسم للمسيح يختص به، وكأنه كان يتوقع أن المسيح عندما يتحدث عن نفسه سيقول (هن) مثلاً ! .. وعندما يقول قائل: (ألعل هذا هو المسيح؟) فهذا دليل قاطع عند أندراوس على أن (هو) اسم يختص به ربه ومولاه !

بهذه الطريقة الألمعية الفذة يتحفنا أندراوس بما لذ وطاب من أسماء ربه مستدلاً بنصوص إنجيلية !

وعلى هذه الطريقة الألمعية الأندراوسية يكون كل تلميذ من تلاميذ المسيح شك فى أنه (الله)، لأن (كل واحد منهم يقول له: هل [أنا هو] يا رب؟) متى 26 / 22 . ويكون يهوذا وحده هو الذى فاز بالألوهية لأنه قال: (هل [أنا هو]) فأقر المسيح له بذلك قائلاً: (أنت قلت) متى 26 / 25 .

وعلى نفس الطريقة الأندراوسية تكون (الأعمال المجيدة) هى المسيح ذاته، أو هى الله نفسه، أو فى أقل الأحوال هى أقانيم أخرى لأنها موصوفة بالكائنة فى لوقا 13 / 17 . وكذلك (ناموس الخطية) رومية 7 / 23 و(السلاطين) رومية 13 / 1 و(أهل نركيسوس)، وقد وصفوا بأنهم (الكائنين فى الرب) ولم يوصف المسيح نفسه بذلك ! رومية 16 / 11 وكذلك (العالم) بطرس الثانية 3 و(السموات والأرض) بطرس الثانية 3 / 7 .

وعلى الطريقة الأندراوسية يكون (يوحنا) هو المسيح لأنه قال عن نفسه (أنا) فى متى 3 / 11 ، وكذلك بطرس فى متى 18 / 21 ، وكثيرون غيرهم يكونون ـ على الطريقة الأندراوسية ـ هم المسيح أيضـًا وهم الله لأن كل منهم قال (أنا) !

وعلى الطريقة الأندراوسية يكون الله ليس (أنا) ولا (هو) فقط، بل و(أنت) أيضـًا؛ لأن المسيح قال: (فلتعبر عنى هذه الكأس ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد [أنت]) متى 26 / 39 . ويكون الضمير (أنتم) لا يعنى إلا تلاميذ المسيح لأن المسيح قال لهم (فصلوا [أنتم] هكذا) متى 6 / 9 .

وبالنسبة لـ (هو)، فيكون (يوسف) زوج مريم أم المسيح هو نفسه المسيح؛ لأن متى 1 / 20 قال عن (يوسف): (فيما [هو] متفكر).

ويلزم أندراوس أن يصف ربه بأنه (إبليس) ! لأن متى 13 / 39 قال: ([هو] إبليس ) ! فعلى الطريقة الأندراوسية يكون معناها ([المسيح] إبليس) !!



ثم هجم أندراوس ـ بذكائه الذى عايناه آنفـًا ـ على آيات القرآن، فكلما وجد (هو التواب الرحيم) وأمثالها زعم أن (هو) لا تعنى إلا المسيح ! .. والذى يجهله أندراوس أن (الهاء) فى (إنه) ضمير متصل، فإذا أردنا تأكيد هذا الضمير أتينا بالضمير المنفصل (هو)، فنقول: (إنه هو التواب الرحيم) وأمثال ذلك.

ومن شدة ذكاء أندراوس يستشهد بقوله تعالى: (يود أحدهم لو يعمّر ألف سنة، وما [هو] بمزحزحه من العذاب أن يعمر) البقرة 96. فالمعنى على الطريقة الأندرواسية هو: وما [المسيح] بمزحزحه من العذاب أن يعمر ! .. فالركاكة الأندراوسية ناضحة من المعنى المزعوم، ومنادية على طرد المعنى الأندراوسى، ثم المعنى ـ على فساده ـ ضد رب أنداروس ومعبوده. وكذلك من الركاكة الأندراوسية استشهاده بقوله تعالى: (والذي [هو] يطعمني ويسقين) الشعراء 79. والمعنى عند أندراوس هو: والذى [المسيح] يطعمنى ويسقين !

ومن طريف ما استشهد به أندراوس قوله تعالى : (لقد كفر الذين قالوا إن الله [هو] المسيح ابن مريم) المائدة 72 . والمعنى الأندراوسى للآية هو: لقد كفر الذين قالوا إن الله [المسيح] المسيح ابن مريم ! .. ودعك الآن من الركاكة الأندراوسية، فالرجل ـ الذكى الألمعى ـ يستشهد بهذه الآية على تأليه القرآن للمسيح ! كما استشهد بقوله تعالى: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون اللهِ والمسيحَ ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون) التوبة 31. وكذلك قوله عز وجل: (قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني له ما في السماوات وما في الأرض إن عندكم من سلطان بهذا أتقولون على الله ما لا تعلمون) يونس 68 .

(وقالوا أآلهتنا خير أم [هو] ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون. إن [هو] إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل) الزخرف 58 ، 59. ولا شك أن (هو) هنا تعود على المسيح، لا لأن (هو) لا تطلق إلا على المسيح، ولكن لأن الضمير يعود على المراد منه بحسب السياق. واستشهاد أندراوس بالآيتين ضده لا له، لأن الآيتين تصرحان بأن المسيح لا يعدو كونه عبدًا لله أنعم عليه. فهل هذا هو دليل أندراوس أن القرآن ألّه المسيح ؟!

ومن أطرف ما أتى به أندراوس قوله تعالى: (أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم [هو] يوم القيامة من المحضرين) القصص 61. فيكون المعنى الأندراوسى: [المسيح] يوم القيامة من المحضرين !

والأطرف من ذلك استشهاده بقوله تعالى: (إلا من [هو] صالِ الجحيم) الصافات 163. والمعنى: [المسيح] صالِ الجحيم ! .. أى يقول لنا أندراوس الألمعى الذكى: إن المسيح من المحضرين يوم القيامة وسيصلى الجحيم ، ذاك هو دليل تأليه القرآن له !

ومن شديد الفقه الأندراوسى استشهاده بقوله تعالى: (وإذ قالوا اللهم إن كان هذا [هو] الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم) الأنفال 32. والمعنى عنده: إن كان هذا [المسيح] الحق من عندك فأمطر ... ولا تسل العقل الأندراوسى الذكى ما مناسبة أن يقول مشركو قريش : اللهم إن كان هذا المسيح الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء !

ويبلغ الخبل مداه فى الاستشهاد ببعض الآيات مثل قوله تعالى: (سواء منكم مَن أسر القول ومَن جهر به ومَن [هو] مستخف بالليل وسارب بالنهار) الرعد 10. وكذلك قوله تعالى: (وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو [هو] أقرب) النحل 77. والمعنى الأندراوسى هو: وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو [المسيح] أقرب ! ويجوز: وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو [الله] أقرب ! أيهما كان أوغل فى الخبل فهو المختار !


على أية حال، لقد فاتت أندراوس آيات كثيرة، كلها تؤكد ألوهية المسيح فى القرآن، بتغيير لفظة (هو) إلى (المسيح) حسب اللغة الأندراوسية ..

فيكون قوله تعالى: ([هو] أدنى) البقرة 61. أى: المسيح أدنى !
وقوله: (هو أذى) البقرة 222. أى: المسيح أذى !
وقوله: (وما هو من الكتاب) آل عمران 78. أى: وما المسيح من الكتاب !
وقوله: (وما هو من عند الله) فى الآية السابقة. أى: وما المسيح من عند الله !
وقوله: (بل هو شر لهم) آل عمران 180. أى: بل المسيح شر لهم !
وقوله: (وراودته التى هو فى بيتها عن نفسه) يوسف 23. أى: امرأة العزيز راودت المسيح فى بيتها عن نفسه !
وقوله: (هو الضلالُ البعيد) إبراهيم 18. أى: المسيحُ الضلالُ البعيد !
وقوله: (هو العذاب الأليم) الحجر 50. أى: المسيحُ العذابُ الأليم !
وقوله: (فإذا هو خصيم مبين) النحل 4. أى: المسيحُ خصيم مبين !
وقوله: (وهو كَلٌ على مولاه) النحل 76. أى: والمسيح كَلٌ على مولاه أينما يوجهه لا يأت خير !
وقوله: (فإذا هو زاهق) الأنبياء 18. أى: فإذا المسيح زاهق !
وقوله: (هو الخسران المبين) الحج 11. أى: المسيح الخسران المبين !
وقوله: (هو الباطل) الحج 62. أى: المسيح الباطل !
وقوله: (قالت: كأنه هو) النمل 42. أى أن بلقيس لما رأت عرشها قالت: كأنه المسيح !
وقوله: (واستكبر هو) القصص 39. أى: واستكبر المسيح وجنوده فى الأرض بغير الحق !
وقوله: (هو يبور) فاطر 10. أى: المسيح يبور !
وقوله: (هو صَالِ الجحيم) الصافات 163. أى: المسيح صالِ الجحيم !
وقوله: (هو كاذب كفار) الزمر 3. أى: المسيح كاذب كفار !
وقوله: (مسرف كذاب) غافر 28. أى: المسيح مسرف كذاب !
وقوله: (مسرف مرتاب) غافر 34. أى: المسيح مسرف مرتاب !
وقوله: (هو فى شقاق بعيد) فصلت 52. أى: المسيح فى شقاق بعيد !
وقوله: (هو خالد فى النار) محمد 15. أى: المسيح خالد فى النار !
وقوله: (هو الأبتر) الكوثر 3. أى المسيحُ الأبترُ !

لا شك أن وصف المسيح بهذه الأوصاف الرائعة أدلة قاطعة على أن القرآن يؤلهه تأليهـًا !!



لم يكن غرضى الرد على مضحكات أندراوس، وإنما غرضى بيان تهافت القوم فى إثبات معتقدهم، وبيان طريقتهم فى التعامل مع كتبهم وغير كتبهم، وبيان منعة القرآن .. (وإنه لكتاب عزيز) !

qassam
مشاركات: 20
اشترك: ديسمبر 24th, 2005, 7:47 pm

يناير 10th, 2006, 1:46 am

منعة القرآن و عزته كذب يا أخ


أمثلة من ترهاته المضحكات




1 ـ مغيب الشمس في عين حمئة
(سورة الكهف 18: 83ـ86) "ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكراً إنا مكنَّا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا فأَتْبَعَ سَبَباً حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرُبُ في عين حَمِئَةٍ ووجد عندها قوماً"
ويقول الإمام البيضاوي: [إن اليهود سألوا محمدا عن اسكندر الأكبر، فقال إن الله مكن له في الأرض، فسار إلى المكان الذي تغرب فيه الشمس، فوجدها تغرب في بئر حمئة، وحول البئر قوم يعبدون الأوثان! ...] وقال البيضاوي: [إن ابن عباس سمع معاوية يقرأ "حامية" فقال: "حمئة" فبعث معاوية إلى كعب الأحبار: كيف تجد الشمس تغرب؟ قال: في ماء وطين] (وانظر أيضا تفسير الإمام النسفي الجزء الثالث ص 40و41)
التساؤل: نحن نسأل: هل هذا صحيح، أن الشمس تغرب في بئر من الماء والطين؟ خاصة إذا نظرنا إلى:
1ـ الحقيقة العلمية الأكيدة بأن الأرض تدور حول الشمس، وليس أن الشمس تسقط في بئر من الماء والطين.
2ـ هل يمكن للشمس التي يقول العلم الحديث الثابت بأنها أكبر من الأرض مليونا وثلاثين ألف مرة يمكن أن تغرب في بئر من الطين، ما سعة هذه البئر المهولة وأين نجدها؟؟!!
س(1): إن غروب الشمس في عين حمئة هو بحسب ما يبدو لعيان الناظر إلى حركة الشمس في الأفق. فالشمس تتحرك من الشرق إلى الغرب، ويبدو للناظر أنها تغرب في المحيط، وهذه إجابة مقنعة على تساؤلك.
الرد:
1ـ إن كان الأمر يتعلق برؤية الإنسان وتخمينه الخاطئ علميا، إذن فلن يكون ذلك من إعجاز القرآن، بل من ظنون الإنسان.
2ـ ولكن الأمر المذكور في القرآن لا يحتمل التأويل بهذا المعنى، بل يؤكد أن الاسكندر الأكبر ذهب بنفسه ورأى ذلك بأم عينه!!
وهذا الأمر يؤدي إلى الحرج الشديد!!

يتبع

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر