المسيح في القرآن ...

شارك بالموضوع
saif
مشاركات: 35
اشترك: أكتوبر 27th, 2005, 3:26 pm

نوفمبر 12th, 2005, 1:13 pm

أختي الفاضلة بشرى

حين أتأمل ردودك أرى مدى ما حباك الله من نعمة و محبة.
يقتلني لديك هذا التركيز و الاقتضاب و تبليغ القول بوضوح و إقناع فريدين.
نعمة المسيح تتدفق من فم المؤمن سلسة مضيئة.
حين أقارن غث القول لدى المسمى عبد الشكور وكل الحشو و الفدلكات التي لا معني لها في ردوده، أرى فعلا الفرق بين هدى المسيح وظلمات الكفر المتستر بدعاوى الوحدانية.
بالأمس حدثت في الأردن الشقيق مذبحة عظيمة باسم ما يعبدونه. مذبحة ذهب ضحيتها وجه من أهم وجوه الثقافية في الوطن العربي هو مصطفى العقاد صاحب الشريط العالمي "الرسالة" الذي مثل فيه أنطوني كوين دور حمزة عم محمد.
لقد باتت شكوك كثيرة تحوم بجدية اليوم حول إله الإسلام أو إله محمد و مدى مطابقته الفعلية للإله الواحد الحق إله إبراهيم و موسى عليهما السلام. لكن ذلك موضوع آخر علينا أن نفرد له منتدى.

أخي عبد الشكور

أولا، التوضيح بنعمة الله لمسألة "بإذي" المصاحبة لمعجزات المسيح في القرآن.

مسألة الإذن استقاها القرآن من الإصحاح الخامس من يوحنا مثلها مثل مفهوم المسيح الكلمة التي استقاها من يوحنا 1 بالدليل و البرهان. اسألني عن الدليل و أوفره لك قاطعا كالسيف.
مسألة الإذن لها علاقة وطيدة بمميزات أقنوم الإبن و الخطة الإلهية لخلاص البشرية. وهي أمور تتطلب منك المزيد من المثابرة في طريق البحث الرصين عن الحقيقة.

و هاك الدرس الأول.

اقرأ يوحنا

الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ الاِبْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَفْعَلَ شَيْئاً مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ، بَلْ يَفْعَلُ مَا يَرَى الآبَ يَفْعَلُهُ. فَكُلُّ مَا يَعْمَلُهُ الآبُ، يَعْمَلُهُ الاِبْنُ كَذلِكَ، 20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ، وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا يَفْعَلُهُ، وَسَيُرِيهِ أَيْضاً أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هَذَا الْعَمَلِ، فَتُدْهَشُونَ. 21فَكَمَا يُقِيمُ الآبُ الْمَوْتَى وَيُحْيِيهِمْ، كَذلِكَ يُحْيِي الاِبْنُ مَنْ يَشَاءُ. 22وَالآبُ لاَ يُحَاكِمُ أَحَداً، بَلْ أَعْطَى الاِبْنَ سُلْطَةَ الْقَضَاءِ كُلَّهَا، 23لِيُكْرِمَ الْجَمِيعُ الاِبْنَ كَمَا يُكْرِمُونَ الآبَ. وَمَنْ لاَ يُكْرِمِ الاِبْنَ لاَ يُكْرِمِ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ.

و هاك الشرح

19 فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمُ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الابْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهذَا يَعْمَلُهُ الابْنُ كَذلِكَ. (عدد 19).
فنرى:
أولاً- أن الرب يصادق على ما استنتجهُ اليهود من جوابهِ أنهُ ابن الله وبالتبعيَّة معادل لله. فلم يرفض ذلك.
ثانيًا- مقام الخضوع الذي أخذهُ واتحادهُ التام مع الآب بالعمل إذ قال: لا يقدر الابن أن يعمل من نفسهِ شيئًا إلاَّ ما ينظر الآب يعمل. واضح في (إصحاح 1) مجدهُ ولاهوتهُ وأزليتهُ ومُساواتهُ مع الله وأنه هو الذي عمل في الخليقة حيث قيل: كل شيء بهِ كان وبغيرهِ لم يكن شيءٌ مما كان إلى خلاف ذلك من الشهادات الصريحة لكون الأُقنوم الثاني هو الخالق ثم بعد ظهورهِ بين الناس قد رأيناهُ عاملاً بالنعمة غير أنهُ كان على هيئة الاتضاع حتى تعب من السفر وجلس على بئر يعقوب وتنازل أن يطلب قليلاً من الماء من يد امرأة سامرية. ذلك مع أنهُ الله وابن الله. فكان قد أخذ صورة عبد ومقام مخلوق باختيارهِ وهذا مما يُبرهن عظمتهُ بذاتهِ لأنهُ لو كان أحد الخلائق لكان بالضرورة عبدًا ولم يستطع أن يعمل من نفسهِ شيئًا لكونهِ مخلوقًا بدون قوة في ذاتهِ. ولكنهُ يتكلم هنا عن مقام الخضوع الذي اتخذهُ اختياريًّا والذي اقتضى أنهُ يتصرَّف بغاية الطاعة للآب الذي أرسلهُ. فكان يليق بهِ باعتبار مقامهِ هذا أن الآب يسبقهُ بالعمل والإرادة في كل شيء ثم بناء على أنهُ معادل بالله كان يقدر أن يعمل مثل الآب. كما نرى في كمالة العدد الذي نحن في صددهِ. إلاَّ ما ينظر الآب يعمل لأن مهما عمل ذاك فهذا يعملهُ الابن كذلك. فلا يمكن لأحد الخلائق مهما كان عظيمًا أن يقول قولاً كهذا عن نفسهِ بالصدق. لأنهُ لا يقدر أن يعمل مهما عمل الآب حتى ولو فرضنا بأنهُ يقدر أن يرى الآب عاملاً. فنحن أولاد الله بواسطة الولادة من فوق ويمكننا بالنعمة أن نتمثل بهِ سالكين بالمحبة (انظر أفسس 1:5، 2) ولكنهُ لا يجوز لنا أن نقول: مهما عمل الآب فهذا نعملهُ نحن.
20 لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الابْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ، وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ. (عدد 20).
هذا من جهة محبة الآب الخصوصية للابن في المقام الذي اتخذهُ لمجدهِ (راجع إصحاح 35:3). ثم قولهُ: ويُريهِ جميع ما هو يعملهُ. يدلُّ على اتفاقهما التام في العمل. وهذا الاتفاق ذاتهُ يُبرهن عظمة الابن في نفسهِ. فإنهُ يمكن لله أن يستخدم بعض الخلائق لإجراء بعض أعمال ولكنهُ لا يقدر أن يتفق معهم في العمل. لاحظ أيضًا أن عمل الآب المُشار إليهِ هنا هو من أعمال الرحمة والقوة كشفاء المريض عند بِرْكَة بيت حَسْدا وإعلان النعمة كما رأينا في (إصحاح 4). فكان الآب يعمل هكذا وقتئذٍ. وأما الأعمال الأخرى المُشار إليها في آخر العدد التي تكون أعظم من تلك هي إقامة الأموات وإجراء الدينونة كما يتضح مما يأتي.
21 لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الأَمْوَاتَ وَيُحْيِي، كَذلِكَ الابْنُ أَيْضًا يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ. (عدد 21).
فللآب السلطان والقدرة على إقامة الموتى وإحياءهم يعني أجسادهم. وهذا من الأعمال العظمى المُستقبلة التي كان الآب مزمعًا أن يريها للابن وقد تم ذلك بإقامتهِ ابنهُ وإحياءهِ (انظر أفسس 17:1-20) لأن الآب مارس سلطانهُ وقدرتهُ رأسًا في تلك الحادثة العظيمة فإن ابنهُ كان قد مجدَّهُ وأطاعهُ حتى الموت موت الصليب وأصبح مضطجعًا في القبر ثم تداخل وأقامهُ ومجَّدهُ سريعًا كما سنرى في (إصحاح 32:12). ثم قولهُ كذلك: الابن يحيي من يشاء يُشير إلى قدرتهِ على إحياء الناس مُطلقًا إن كان بأرواحهم أو بأجسادهم ولا يخفى أنهُ كان يمارس ذلك نوعًا مدة حياتهِ. غير أنهُ يذكر هذا الموضوع على الإطلاق هنا ثم يُفصلهُ فيما بعد.
22 لأَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلابْنِ (عدد 22).
إجراء الدينونة مقترن مع إحياءهِ الناس لأن الذين يدينهم ينبغي لهُ أن يكون قادرًا أن يقيمهم من الأموات أيضًا (انظر رؤيا 11:20-15) على إقامتهِ الهالكين ومعاقبتهم. ونرى في كلام الرب هنا أن كل الدينونة قد سُلَّمتْ إليهِ من الآب الذي لا يجري الدينونة على أحدٍ. لأن الابن كالوسيط قد أخذ عليهِ أن يكمل الفداء ثم يملك إلى أنهُ يخضع كل سلطان ورياسة ويبطل آخر عدو وهو الموت (كورنثوس 24:15-28).
23 لِكَيْ يُكْرِمَ الْجَمِيعُ الابْنَ كَمَا يُكْرِمُونَ الآبَ.مَنْ لاَ يُكْرِمُ الابْنَ لاَ يُكْرِمُ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ. (عدد 23).
نحن المؤمنون بابن الله في وقت النعمة نكرمهُ وأما الهالكون فيكرمونهُ رغمًا عن عدم إيمانهم وعصيانهم فإنهُ مزمع أن يقيمهم ويدينهم كقاضيهم فيعترفون بأنهُ ربٌّ لمجد الله الآب (انظر فيلبي 11:2).
أخوك سيف

saif
مشاركات: 35
اشترك: أكتوبر 27th, 2005, 3:26 pm

نوفمبر 12th, 2005, 6:06 pm

ثانيا عن جهل محمد مصيره و مصير أمته كما في ورد في سورة الأحقاف: وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ.


بعيدا عن الجزئيات التي ذكرت و التي لا تزيد عن تأكيد أن محمد يجهل مصيره و مصير امته يمكننا بشكل شمولي إضافة أننا نعلم من أخبار محمد أنه غير متأكد من نواله الخلاص وأنه كان يستغفر سبعين ألف مرة في اليوم و أنه طلب من أمته أن تصلي عليه حتى قيام الساعة ليرحم من غضب الله ونعلم عنه أنَّه قال : لن ينجو المرء بعمله، ولما سئل : ولا أنت يا رسول الله؟ أجاب : ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته!
والقول القطع بدخول الجنة لا يستطيع أن يجزم به مسلم؛ لأن أمر الجنة عندهم موكول إلى علم الله وحُكمه، و قد أكدت أنت ذلك. كما تؤكد ذلك أقوال خيرة أتباع محمد.
فهذا أبو بكر الصديق يقول: (هذا الذي أوردني الموارد. يا ليتني كنت شجرة تعضد ثم تؤكل).

وهذا عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين و أول أمير للمؤمنين يقول: (( يا ليتني كنت هذه التبنة , يا ليتني لم أك شيئاً مذكوراً, يا ليت أمي لم تلدني)).

وهذا عثمان بن عفان يقول : (( وددت أني إذا مت لا أبعث )).

وهذه عائشة أم المؤمنين تقول :
( يا ليتني كنت نسياً منسيا ).

و هذا أبو عبيده بن الجراح يقول : ( وددت أني كنت كبشاً فذبحني أهلي, فأكلوا لحمي, وحسوا مرقي ).

وهذا عمران بن حصين يقول : ( يا ليتني كنت رماداً تذروه الرياح ).


كما أن نسبة أهل الجنة إلى أهل النار يوم القيامة في الإسلام هي (1 / 999) أي نسبة واحد إلى 999 كما ثبت في الحديث القدسي الصحيح ... حين يخاطب الله في الإسلام آدم قائلا : يا آدم أخرج بعث النار !!! فيقول : يا رب وما بعث النار ؟؟؟ فيقول تعالى : من كل ألف تسع مائة وتسعة وتسعين إلى النار ، وواحد إلى الجنة!!!!!

بالمقابل
هاك ما ضمنه المسيح يقينا للمؤمنين

قال يسوع عن نفسه: " أنا القيامة والحياة . من آمن بي ، وإن مات فسيحيا . ومن كان حياً وآمن بي فلن يموت إلى الأبد." (يوحنا 11 : 25 - 26) وهذا وعد منه لم يعد به أحد غيره من قبله ولا من بعده.
" لأن أجرة الخطيئة هي الموت ، وأما هبة نعمة الله فهي الحياة الأبدية في المسيح يسوع ربنا". (رومية 6 : 23).
"وكما علق موسى الحية في البرية ، فكذلك لابد من أن يعلق ابن الإنسان ، لتكون الحياة الأبدية لكل من يؤمن به. لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد ، لكي لا يهلك كل من يؤمن به ، بل تكون له الحياة الأبدية." (يوحنا 3 : 14 - 16).
"وهذه الشهادة هي أن الله أعطى كل من يؤمن به حياة أبدية ، وأن هذه الحياة هي في ابنه. فمن كان له ابن الله كانت له الحياة. ومن لم يكن له ابن الله ، لم تكن له الحياة! يا من آمنتم باسم ابن الله ، إني كتبت هذا إليكم لكي تتأكدوا أن الحياة الأبدية ملك لكم منذ الآن." (يوحنا الأولى 5 : 11 - 13).
قال يسوع: "أما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة ، وتكون لهم حياة فيَّاضة". (يوحنا 10 : 10).
"تبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح! فمن فرط رحمته العظيمة ولدنا ولادة ثانية ,(أي معطياً إيانا حياة جديدة) مليئة بالرجاء على أساس قيامة يسوع المسيح من بين الأموات ، وإرثاً لا يفنى ولا يفسد ولا يزول ، محفوظاً لكم في السماوات. فإنكم محفوظون بقدرة الله العاملة من خلال إيمانكم ، إلى أن تفوزوا بالخلاص النهائي المعد لكم والذي سوف يتجلى في الزمان الأخير." (بطرس الأولى 1 : 3 - 5) [ بالعهد الجديد بالكتاب المقدس ].
"ثم رأيت سماء جديدة وأرضاً جديدة لا بحر فيها ، لأن السماء والأرض القديمتين قد زالتا. وسمعت صوتاً هاتفاً من العرش: " الآن صار مسكن الله مع الناس ، هو يسكن بينهم ، وهم يصيرون شعباً له. الله نفسه يكون معهم إلهاً لهم! وسيمسح كل دمعة من عيونهم. إذ يزول الموت والحزن والصراخ والألم ، لأن الأمور القديمة كلها قد زالت!" (الرؤيا 21 : 1 ، 3 - 4) [ آخر أسفار الكتاب المقدس ].

يجب أن تعي و تستوعب حقيقة أن المسيحي المؤمن شخص حر من كل شك وخوف بشأن مصيره. إنه على يقين تام بنواله جنة النعيم. و ما يدهشه هو تشبت الناس بعقيدة كالإسلام لا تضمن لهم نقيرا بل تذهب بهم مذاهب اليأس و الخوف. إن عدم إيمانك بعيسى المسيح مخلصا يجعلك لا محالة كافرا مهما آمنت به كنبي لأن رسالته كانت أعظم من ذلك.

ألا استيقظ أخي المسلم فقد أشرق نور الله الحق.

saif
مشاركات: 35
اشترك: أكتوبر 27th, 2005, 3:26 pm

نوفمبر 12th, 2005, 7:57 pm

ثالثا في وجود عيسى مع الله

نحن لا نرى تعارضا بين القول أن الله رفعه إليه و بين وجود عيسى مع الله إلا ما كان من لف و تحايل على التأويل أو سفسطة و اضحة من طرف فقهاء المسلمين للخروج من المآزق التي زجتهم فيها كل الآيات المتعلقة بالسيد المسيح. لكن هل يحجب الغربال نور الشمس.
أن تأتي بعروسك إليك أو يزفها الزافون إليك أو ترفعها إليك في زفة على الهودج لا تعني وجودها مع شخص آخر سواك. كما أنك حين ترفع أمرك لله فليس معناه أن تضعه بين يدي سواه. اقتران الرافع بالمرفوع إليه أمر واضح لا غبار عليه. بينما الفرق واضح في الإشارة إلى إدريس إذ لم يحدد الحيز بل ورد رفعناه مكانا عليا.


و نحن إذ نشير إلى تلك الآيات القرآنية إنما لنسهل أمر استيعابكم للحقائق العظيمة و الواضحة بتفصيل في الكتاب المقدس. القرآن جسر من جسور عديدة يمكن استخدامها مع إخواننا المسلمين. مع الحرص على تجنب كل ما يبدو متعارضا مع شخص الله و أنبيائه كما عرفناهم. فالمعلوم أن الشيطان سرى من محمد مسرى الوحي، انظر ما قيل عن الآيات الشيطانية. و لا أحسب ذلك إلا الشجرة التي تحجب الغابة.

لذلك تنويرا للأخ المسلم نضع أمامه هذه التوضيحات الكتابية


معنى صعود المسيح، وكيف يُحسب ذلك من باب الارتفاع

* بعد ما كلم يسوع تلاميذه ارتفع إلى السماء (مر 16: 19). وقال لوقا «وأخرجهم خارجاً إلى بيت عنيا ورفع يديه وباركهم. وفيما هو يباركهم انفرد عنهم وأُصعد إلى السماء» (لو 24: 50، 51). وقال أيضاً «ولما قال هذا ارتفع وهم ينظرون، وأخذته سحابة عن أعينهم. وفيما كانوا يشخصون إلى السماء وهو منطلق، إذا رجلان قد وقفا بهم بلباس أبيض وقالا: أيها الرجال الجليليون، ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء؟ أن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقاً إلى السماء» (أع 1: 9-11). وكان صعوده: (1) بشخصه الكامل، فالذي صعد هو ابن الله اللابس طبيعتنا، ذو الجسد الحقيقي والنفس العاقلة. (2) كان منظوراً، لأن التلاميذ رأوه صاعداً عن الأرض إلى أن حجبته سحابةٌ عن أعينهم. (3) كان انتقالاً من مكان إلى آخر، من الأرض إلى السماء. وعلى هذا تكون السماء مكاناً، لا نعلم في أي قسم من الكون هي. إلا أنه يظهر من تعليم الكتاب أنها قسم محدّد المكان، حيث يعلن الله حضوره الخاص، تحيط به ملائكته الذين لا يمكن أن يكونوا في كل مكان في وقت واحد، لأنهم محدودون. وتحيط بهم أيضاً أرواح الأبرار المكمّلين.
وقد وردت كلمة «سماء» في العهد القديم والجديد بمعانٍ مختلفة. غير أن المعنى المقصود هنا هو المكان الذي يسكنه الله، وتجتمع فيه الملائكة وأرواح الأبرار. وجاءت في الكتاب بهذا المعنى حيث قيل إن الله أبونا الذي في السماء، وإن السماء كرسيه وهيكله ومسكنه، وهي المكان الذي جاء المسيح منه ورجع إليه، كما قال لتلاميذه إنه ذاهب ليُعدّ لهم مكاناً فيه (يو 14: 2).. إذاً كان للمسيح جسد حقيقي يشغل مكاناً محدوداً. وحيث يكون المسيح فهناك سماء المسيحي.

أسباب صعود المسيح

* (1) إنه جاء من السماء: فهي وطنه والمحل اللائق به بل المكان الذي يحل فيه. ولذلك لا تصلح هذه الأرض أن تكون مسكنه في حال ارتفاعه، ما لم تتطهر من كل شر وتتجدد وتصير سماءً جديدة وأرضاً جديدة.
(2) إنه رئيس كهنتنا: ولذلك وجب بعد تقديم نفسه ذبيحة أن يجتاز السموات ليظهر أمام الله عنا، ويقوم هناك بقسم جوهري دائم من وظيفة الكاهن، وهو الشفاعة الدائمة في شعبه. فكما مات لأجل خطايانا قام لأجل تبريرنا. وقد أشارت إلى ذلك رموز العهد القديم، فقد كان الحيوان يُذبح خارجاً في دار الهيكل، ثم يحمل رئيس الكهنة الدم مع بخور كثير إلى داخل الحجاب ويرشه على الغطاء. فكان من الضروري أن ما عمله رئيس الكهنة في الهيكل الأرضي يعمله رئيس كهنة إيماننا في الهيكل غير المصنوع بأيدٍ، الأبدي في السموات. وقد أوضحت رسالة العبرانيين هذا الأمر.
(3) إرسال الروح: قال المسيح «خيرٌ لكم أن أنطلق، لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي. ولكن إن ذهبت أرسله إليكم» (يو 16: 7). فإن تخصيص الفداء بعمل الروح ضروري، لأنه لو ترك المسيح الناس لأنفسهم لبقوا في خطاياهم، ويكون المسيح قد مات عبثاً. والبركة العظيمة المميزة للعصر المسيحي حسب الأنبياء هي فيض الروح القدس الذي لا تناله الكنيسة إلا بصعود المسيح إلى السماء.
(4) إعداد مكان لتلاميذه: فقد قال لهم «أنا أمضي لأُعِدَّ لكم مكاناً. وإن مضيت وأعددت لكم مكاناً آتي أيضاً وأخذكم إليَّ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً» (يو 14: 2، 3). وهو دليل واضح على أن صعود المسيح للسماء كان ضرورياً لإكمال عمله.

معنى جلوس المسيح عن يمين الله

* بعد صعود المسيح إلى السماء شارك الآب في المجد والسلطان، ولم يكن هذا الارتفاع خاصاً بالكلمة الإلهي ولا بالطبيعة البشرية وحدها، بل بالإله المتأنس. كما أنه إذا رُفع مقام إنسان لا تُرفع نفسه منفصلة عن الجسد، ولا الجسد دون النفس، وإنما يُرفع الشخص بجملته.
ولارتفاع المسيح سببان: (أ) صفاته الإلهية التي يحق لها الإكرام الإلهي وإجراء السلطان المطلق العام، و(ب) وساطته في خلاص البشر. وقد ذكرهما الرسول في عب 1: 3 حيث ذكر أن المسيح جلس عن يمين العظمة في الأعالي، لسببين: أولهما لأنه بهاء مجد الآب ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بقدرته. وثانيهما لأنه صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا. ومثل ذلك قوله إن الذي كان في صورة الله ومعادلاً له وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب، لذلك رفعه الله (أي بناءً على هذين السببين) وأعطاه اسماً فوق كل اسمٍ، لكي تجثو باسم يسوع كل ركبةٍ ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض (في 2: 6-11). وقوله إن الله «أقام المسيح من الأموات وأجلسه عن يمينه في السماويات فوق كل رئاسة وسلطان وقوة وسيادة وكل اسمٍ يُسمى ليس في هذا الدهر فقط، بل في المستقبل أيضاً، وأخضع كل شيءٍ تحت قدميه» (أف 1: 20-22) وكثيراً ما ورد ذكر هذه العبارة الأخيرة المنقولة عن المزمور الثامن شاهداً بالسلطان المطلق العام المفوض إلى المخلِّص الذي قام من الموت. ومن ذلك قول الرسول «إذ أخضع الكل له لم يترك شيئاً غير خاضعٍ له» (عب 2: 8) وقوله أيضاً «حينما يقول إن كل شيء قد أُخضع فواضح أنه غير الذي أَخضع له الكل» (1كو 15: 27) ولذلك لا يُستثنى من هذا الخضوع شيء من المخلوقات. ومن ذلك أيضاً قول المسيح «دُفع إليَّ كل سلطان في السماء وعلى الأرض» (مت 28: 18). والمقصود بالسماء والأرض في الكتاب المقدس جميع الكون كما قال بطرس الرسول «الذي هو في يمين الله، إذ قد مضى إلى السماء وملائكةٌ وسلاطين وقوات (أي كل الخلائق الناطقة) مُخضَعة له» (1بط 3: 22). وجاء في أسفار العهد القديم النبوية أن كل هذا السلطان العام يفوَّض إلى المسيح (انظر مز 2 و45 و72 و110 وإش 9: 6، 7 ودا 7: 14). ومن المعلوم أن مثل هذه القوة لا تسلم إلى المخلوق، لأن الكمالات الإلهية، كالعلم بكل شيء، والقدرة على كل شيء، والحضور في كل مكان، وما لا يحد من الحكمة والصلاح ضرورية لإجراء هذا السلطان العام على كل طبقات المخلوقات العاقلة وغير العاقلة، الذي يمتد إلى العقل والضمير والعالم الخارجي إجراءً فعالاً عادلاً. وهذا هو تعليم الكتاب الصريح، فقيل إن الله «لم يقُل قط لأحدٍ من الملائكة (أي لأحد من المخلوقات العاقلة) اِجلِس عن يميني» (عب 1: 13). وإن كل الملائكة والمخلوقات العاقلة أُمروا بأن يخضعوا له (1بط 3: 22).

عبد الشكور
مشاركات: 80
اشترك: أكتوبر 5th, 2005, 5:28 pm

نوفمبر 12th, 2005, 9:53 pm

ـــ السنة مع القرآن تدور حيث دار. فيلزم من حاول الاستشهاد بأحدهما قبول الآخر ولو لم يكن مؤمنـًا بأى منهما. وعباد المسيح الذين يستشهدون بالقرآن تلزمهم السنة، لأنهم لو وجهوا استشهادهم بالقرآن ليقنعوا أهل ملتهم فهو عبث، ولو وجهوا استشهادهم إلى المسلمين ليقنعوهم فهو عبث أيضـًا؛ لأن المسلمين يلتزمون بالقرآن والسنة، بأمر من القرآن نفسه، والقرآن يقول : ( وما آتاكم الرسول فخذوه )، والمسلمون لا يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض. فتبين أن الاستشهاد بالقرآن على المسلمين ورفض السنة هو عبث لا محالة، بخلاف أنه رفض لبعض القرآن من ناحية أخرى.



ـــ رفع الله للمسيح ورد مثله فى حق إدريس عليه السلام: (ورفعناه مكانـًا عليـًا). ولا يلزم أن يعبر القرآن فى الحالتين بنفس اللفظ والحرف، فالعبرة بالمعنى المستخلص.

ورفع الله للمسيح دليل على أن المسيح ليس الإله الحق؛ لأن الإله الحق لا يحتاج إلى أحد يرفعه، ولا يفتقر إلى من ينقذه ويخلصه من أعدائه، فعلمنا من رفع الله له أنه غير صالح للألوهية بحال.

وحياة المسيح فى السماء لا تدل على أنه الإله الحق؛ لأنها ستنتهى وإن طالت وسيبعثه الله ليسائله: ( والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيـًا ). فعلمنا أنه مربوب لمن يميته ويبعثه ويسائله، لا يملك من أمر نفسه شيئـًا، وأن عباده قد أخطئوا كما حكم القرآن، لأنهم قد عبدوا ما لا يملك لهم ضرًا ولا نفعًا ( قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرًا ولا نفعًا والله هو السميع العليم ) المائدة 76.

وحياة المسيح فى السماء هى نفسها تدل على أنه ليس الإله الحق، وتنفى عنه الألوهية التى زعمها له عباده؛ لأن هذه الحياة ما بدأت على الأرض إلا بكلمة من الله ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ). وما بدأت فى السماء إلا بإذن الله ( بل رفعه الله إليه ). وحاله فى السماء ليس إلهًا ولا ابن إله، وإنما هو عبد مربوب مخلوق ينتظر نهاية حياته. فتبين أن نفس هذه الحياة فى جميع أحوالها ترفض المسيح إلهًا، وتبين عدم صلاحيته لمرتبة الإله الحق.



ـــ بشرية المسيح لا تعارض وصفه بأنه ( كلمة من الله )، لأن كليهما يثبت عبوديته لله، وينفى عنه صلاحيته ليكون الإله الحق. والقرآن يفسر ( كلمة من الله ) بأن المسيح خلق بكن فيكون، وذلك فى عدة مواضع. ومن ذلك أنه بعدما قص قصة المسيح فى آل عمران وبين عدم استحقاقه للألوهية قال : ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون. الحق من ربك فلا تكن من الممترين. فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءنا ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين). فوصف كل من عارض قول القرآن فى عدم استحقاق المسيح لألوهيته المزعومة بأنه كاذب يستحق لعنة الله.



ـــ وأما أن اسم المسيح في الإنجيل " كلمة الله "، وأنه حمل معناها اليونانى الأصل، فكل ذلك لا وزن له هنا؛ لأن القرآن لا يعترف بالوثنية اليونانية ولا يعترف بالإنجيل الذى لا يحتوى على البشارة بمحمد صلى الله عليه وسلم. ولو لم يكن الموضوع يستشهد على المسلمين، لبينا أن "كلمة الله" بهذا اللفظ لم يطلقها المسيح ذاته على نفسه، ولم تطلق بلفظها على المسيح فى الأناجيل الأربعة، ولخضنا فى دلالة معنى الكلمة المقصودة ... الخ. ولكن ذلك له مقام آخر وموضوع منفصل؛ لأننا لا نحتاج فى هذا المقام إلى شىء من ذلك، يكفينا أن نبين نفى القرآن والسنة لإلهية المسيح حتى يتم المراد.



ـــ وأما قول الرازى ( واعلم أن كلمة الله هي كلامه , وكلامه على قول أهل السنة صفة قديمة قائمة بذاته ) فهو ليس كامل كلامه رحمه الله حول هذه النقطة، وإنما هو جزء من كلامه اقتصر عليه الناقل بأمانته المعتادة. وباقى كلام الرازى : ( والعلم الضروري حاصل بأن الصفة القديمة ..... يستحيل أن يقال إنها هي ذات عيسى عليه السلام، ولما كان ذلك باطلا في بداهة العقول لم يبق إلا التأويل ). فالرازى برىء من موافقة عباد المسيح.

وقول أهل السنة فى كلام الله لا يفيد عباد المسيح فى شىء؛ لأن المسيح ( كلمة من الله ) وكلمات الله كثيرة، فهل يريد عباد المسيح عبادة كل ما يطلق عليه كلمات الله ؟! .. ثم إن كلام الله صفته، فهل يقول عباد المسيح إن الأقنوم الثانى مجرد صفة الله ؟! فصفات الله كثيرة إذن، فهلا عبدوا جميع صفات الله ولم يقتصروا على اثنين أو ثلاثة. فليس لعباد المسيح أى متمسك لباطلهم فى قول أهل السنة بحال.



ـــ قصر معنى ( الخلق ) على ( القدرة على منح الحياة ) ليس من القرآن فى شىء. قال تعالى عن الكافرين ( وتخلقون إفكــًا ) فهل الكافرون لديهم القدرة على منح الحياة ؟! .. وقال تعالى : ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) فهل ثمة غير الله من لديهم القدرة على منح الحياة ؟! حتى على هذا الاحتمال المضحك يكون المسيح ليس وحده الإله الحق ! .. وعلى كل فالقرآن نزل بلغة العرب، وبها يفهم، والعرب كانت تطلق لفظة ( الخلق ) كثيرًا ولا تريد بها إلا التصوير والتقدير، بلا خلاف على ذلك بين أهل العلم بهذه اللغة حتى من غير المسلمين.

وآيات القرآن نفسها ترفض تفسير ( الخلق ) فى حق المسيح بغير التصوير، قال تعالى : ( وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذنى ) فالمسيح هنا ( خلق ) من الطين كهيئة الطير، أى صور من الطين تمثالاً وصورة كصورة الطير، ولو كان المراد أن المسيح قد أعطاها الحياة مباشرة لقالت : تخلق من الطين طيرًا . ولكن الآية نفسها قيدتها بلفظ ( كهيئة ). ولو كان المراد أن المسيح قد أعطاها الحياة مباشرة لم يكن لباقى الآية أى لزوم. فتبين أن خلق عيسى المراد هنا هو التصوير على هيئة الطير، وهذا يستطيعه كل واحد. ثم قال بعدها عز شأنه: (فتنفخ فيها فتكون طيرًا بإذنى)، فبعد ( الخلق ) الذى هو التصوير كان ( النفخ ) من عيسى فكانت الحياة من الله وبإذنه.

والمسيح لا يتفرد بالنفخ الذى يعقبه دبيب الحياة فى الصورة، فقد ثبت أن المسيح نفسه عليه السلام قد خـُلق ووجد فى بطن أمه إثر نفخة جبريل فى فرجها. وثبت فى الأحاديث الصحيحة أن الملك ينفخ فتدب الحياة فى الجنين. فدبيب الحياة فى صورة بواسطة نفخة مخلوق لا يتفرد به المسيح عليه السلام.

وحتى لو تفرد المسيح بذلك، فإن ذلك لا يدل على الإله الحق، بل ذلك نفسه ينفى هذه الألوهية المتوهمة، لأن المسيح لم يهب الحياة من نفسه، وإنما صرح بأن الله هو الذى فعل ذلك فقال (وجئتكم بآية من ربكم)، ونص القرآن على أن معجزات المسيح إنما كانت ( بإذن الله ) رب المسيح ورب العالمين الذى دعا المسيح لعبادته وحده.



ـــ وأما التشابه المزعوم بين خلق الله وخلق المسيح، لأن كليهما (يخلق من الطين، وينفخ فيه نسمة الحياة)، فلا نصيب له من الحقيقة؛ لأن المسيح لم ينفخ ( نسمة الحياة ) فى الطير، ولم يقل القرآن ذلك، وإنما أثبت القرآن النفخ للمسيح، ثم قال ( فيكون طيرًا بإذن الله ) فالحياة هنا من الله لا من المسيح، وإن كان الله قدر المسيح كواسطة كما يقدر سبحانه كثير من الوسطاء كالملائكة وغيرهم فى أفعال ربوبيته، لكن الله هو الذى قدر الحياة لآدم، فالله هو الذى قدر الحياة لآدم وللطير وللمسيح نفسه ولكل المخلوقات، والمسيح لم يفعل أكثر من النفخ.

والمسيح قد نبه أن معجزته هى من الله لا من نفسه ( وجئتكم بآية من ربكم )، وأن دبيب الحياة هو من الله لا من نفسه ( فيكون طيرًا بإذن الله )، فكل هذه تقييدات فى حق المسيح، وأما رب العالمين فلا يرد فى حقه ــ وحاشا ــ أى من هذه التقييدات ولا من غيرها.



ـــ والقرآن ينسب لله الخلق المطلق ولا ينسب شىء من ذلك للمسيح، كما فى قوله تعالى ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذى خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون) البقرة 21. فالله هو الذى خلق الناس جميعًا لا المسيح. وقال تعالى: ( هو الذى خلق لكم ما فى الأرض جميعًا منه ) البقرة 29، وقال عز شأنه: ( الحمد لله الذى خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ) الأنعام 1. فالله هو الذى خلق السموات والأرض وما فيهن جميعًا منه، وليس للمسيح ــ ولا لغيره ــ من ذلك شىء بنص القرآن العظيم. وأما ما ذكره القرآن عن معجزات المسيح فهو خلق خاص بإذن الله، وليس هو الخلق العام الذى ذكره فى حق الله سبحانه وتعالى.

بل قد احتج القرآن على بطلان إلهية المسيح التى زعمها عباده بأن الله وحده هو الذى له الخلق والملك، وأن المسيح مجرد مخلوق لله، فبعدما كفر القرآن عباد المسيح قال فى آخر الآية (ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شىء قدير) المائدة 17.

ولذلك أيضـًا احتج على من ينسبون لله الولد، ومنهم عباد المسيح بأى معنى للولادة شاءوا ، بأنه سبحانه خلق كل شىء، فالمسيح لم يخلق كل شىء فى حكم القرآن، بل هو داخل فيما خلقه الله تعالى، فلا يستحق أن يكون إلهًا بحال. قال تعالى : ( بديع السموات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شىء وهو بكل شىء عليم ) الأنعام 101 .

وكذلك يحتج سبحانه على جميع من عبد معه غيره كالمسيح وغيره، يحتج بأن أحدًا منهم لا المسيح ولا غيره يستطيع أن يبدأ الخلق ثم يعيده، قال تعالى متحديًا بكل عظمته : ( قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده فأنى تؤفكون ) يونس 34. ولذلك لم يذكر القرآن عن المسيح قدرته على البعث أو الحساب، وحاشا لله، ولم يذكر عنه أى خلق عام كخلق السموات والأرض، أو خلق البشر عامة، أو خلق ما فى الأرض، أو غير ذلك، وإنما كل ما ذكره مجرد خلق مخصوص بعينه، ينفخ فيه فتكون الحياة من الله، فعل ذلك بإذن الله، بعثه بهذه الآية الله ربه ورب العالمين.



ـــ أما أن ( الله هو الذي نفخ في آدم وفي مريم ) فذلك حق، ولكن الله نفسه ذكر أن ذلك كان ( من روحه )، فقال تعالى فى حق آدم (ونفخت فيه من روحى) وقال فى حق المسيح ( فنفخنا فيها من روحنا )، وروح الله مخلوق من مخلوقاته، كما بين سبحانه (فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرًا سويـًا .... قال إنما أنا رسول ربك).

وأما على فهم عباد المسيح، وهو أن روح الله من ذاته، فبخلاف أنه باطل لا يريده القرآن كما بينا، فهو لا ينفعهم أيضـًا؛ لأن الله ( هو الذى نفخ فى آدم وفى مريم) باعترافهم، فهلا جعلوا من آدم أقنومًا رابعًا لأن الله قد نفخ فيه من روحه أيضـًا ! .. بل يلزمهم أن يجعلوا مريم أقنومًا خامسـًا، لأن الله قال (فنفخنا فيها من روحنا)، فقد تلبست هى أيضـًا بروح الله فيلزمهم أقنوميتها .. بل يلزمهم أيضـًا أن يجعلوا فرج مريم أقنومًا سادسًا؛ لأن الله قال ( ومريم ابنة عمران التى أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا )! .. ثم يلزمهم أيضـًا أن يجعلوا أقانيم كثيرة، وهى الطيور التى نفخ فيها المسيح فدبت فيها الحياة ...

تباركت ربى وتعاليت .. كل ذلك هراء وسفه يتنزه عنه كلام الرحمن القرآن العظيم.

saif
مشاركات: 35
اشترك: أكتوبر 27th, 2005, 3:26 pm

نوفمبر 12th, 2005, 10:07 pm

أخي عبد الشكور

أوجز اعتراضاتك على لاهوت المسيح في الاحتياج إلى العلة كآية الخلق من عذراء أو النفخ في الفرج أو الخلق بواسطة الروح الأمين، أو أن بعضا من آيات و معجزات المسيح اجترحها بشكل متفرق أنبياء آخرون كالكلام في المهد و الرفع إلى آخره.

و بنعمة الله نجيبك أن فرادة لا تتجلى في الآيات وحسب ولكن في أمر جوهري لم تنتبه إليه. و هو ان الآيات رغم أهميتها تستقي جدواها في كونها تأكيد لنبوءات على أنه المسيح الرب. و هو ما يهمنا بالدرجة الأولى. لذلك اجتمعت فيه كل تلك الآيات علامات تساعد على التعرف إليه ربا و مخلصا. أما كون هذه الآية او تلك اجترها أحدهم فليس بالأمر ذي البال. ففي القرن الواحد و العشرين لا ننكر وجود اناس يجترحون آيات من شفاء المرض إلى فتح عيون العميان إلى البقاء بلا طعام او ماء او نوم فترة طويلة. ومع ذلك لا يجعل منهم ذلك مسحاء و لا حتى أنبياء و لا هم يدعون ذلك.
فهذه النبوات التي تؤكدها المعجزات أعطت يسوع المسيح ابن مريم شرعيته كمسيح الله ومنها استمد سلطانه كابن الله (كلمته الأزلي) ومن ما سبق نرى أن النبوة الحية هي التي أعلنت أن الذي سيولد من العذراء هو الكلمة المتجسد بشراً

طالع النبوءات التالية لتعرف مغزى ورود بعض تأكيداتها في القرآن

ربّ داود الجالس عن يمين الله:
تنبأ داود النبي نفسه بالروح القدس أن هذا الآتي هو الرب نفسه ، رب داود وليس مجرد بشر فقال " اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ " ( مز110/1 ).
وفي هذه النبوة يتكلّم عن الرب " ، الله ، الذي يخاطب الرب ، الابن ، ويجلسه عن يمين العظمة . والمعني هنا هو أنّ الله الآب يُخاطب الله الابن الذي سبق داود النبي وتنبّأ عنه قائلاً بالروح القدس " قَالَ لِي: أَنْتَ ابْنِي. أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ. " ( مز2/7 ). وقد أشار الربّ يسوع المسيح نفسه إلي هذه النبوّة مؤكّداً علي حقيقتين ؛ الأولى ، هي أنَّه هو المقصود بالربّ الذي يجلس عن يمين الآب في هذه النبوّة ؛ والثانية ، هي أنَّه هو " ربّ داود " ، الجالس علي عرش الله ، في يمين العظمة في السماء . وهذا ما أوضحه بنفسه في الحوار الذي دار بينه وبين رؤساء اليهود قَال: " مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟، قَالُوا لَهُ: ابْنُ دَاوُدَ. قَالَ لَهُمْ: فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ

عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟ . فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً. " ( مت22/42-46 ).
أكّد الربّ يسوع المسيح أنَّه هو الرب ،ربّ داود ، ربّ الكل ، وأنَّه هو الجالس في يمين العظمة ، علي عرش الله في السماء . كما قال أيضًا" مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ "( مت26/64؛ مر14/64 ). ويقول القديس بطرس بالروح " فَإِذْ كَانَ نَبِيّاً (داود) وَعَلِمَ أَنَّ اللهَ حَلَفَ لَهُ بِقَسَمٍ أَنَّهُ مِنْ ثَمَرَةِ صُلْبِهِ يُقِيمُ الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ لِيَجْلِسَ عَلَى كُرْسِيِّهِ " ( أع2/30 ).
وعن صعوده يقول الكتاب بالروح :
? " ثُمَّ إِنَّ الرَّبَّ بَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ (تلاميذه ورسله) ارْتَفَعَ إِلَى السَّمَاءِ وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ اللَّهِ. " ( مر16/19 ) .
? " ارْتَفَعَ بِيَمِينِ اللهِ " ( أع2/33 و 5/31 ) .
? " الَّذِي هُوَ أَيْضاً عَنْ يَمِينِ اللهِ " ( رو 8/34 ) .
? " الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ " ( كو3/1 ) .
? " جَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ الْعَظَمَةِ فِي السَّمَاوَاتِ "( عب 8/1 ).
? " فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ. " ( عب12/2 ) .
? " وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ، " ( أف1/20 ) .

? " وَيَسُوعَ قَائِماً عَنْ يَمِينِ اللهِ . " ( أع7/55 ) .
وقد جاء الرب يسوع المسيح من نسل داود بالجسد ( مت22/43-45 و رو1/3 و رؤر3/7، 5/5 و يو7/42 ) ، ولُقب بابن داود ( مت1:1،20 1/1 و 21/23 و 20/30 و 15/22 و 22/42...إلخ ) ، ولكنه في نفس الوقت هو رب داود كما قال عن نفسه " أَنَا أَصْلُ وَذُرِّيَّةُ دَاوُدَ . " ( رؤ22/16 ) ! فهو أصل داود باعتباره ربّه ، وذريّة داود باعتباره مولود منه بالجسد " الَّذِي صَارَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ مِنْ جِهَةِ الْجَسَدِ " ( رو1/3 ) .
ـ وتنبّأ عنه أشعياء النبي كـ " إله قدير":
وتنبأ عنه اشعياء النبي بالروح قائلاً : " لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْناً وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً مُشِيراً إِلَهاً قَدِيراً أَباً أَبَدِيّاً رَئِيسَ السَّلاَمِ. لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْضُدَهَا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ مِنَ الآنَ إِلَى الأَبَدِ. غَيْرَةُ رَبِّ الْجُنُودِ تَصْنَعُ هَذَا. " ( اش9/6-7 ) .
وفى هذه النبوّة يتحدّث الكتاب بالروح عن نسل داود الذي سيجلس علي عرشه ، هذا العرش الأبديّ الذي يمتد ّفي حكمه وملكوته إلى ما لا نهاية " نَسْلُهُ إِلَى الدَّهْرِ يَكُونُ وَكُرْسِيُّهُ (عرشه) كَالشَّمْسِ أَمَامِي. مِثْلَ الْقَمَرِ يُثَبَّتُ إِلَى الدَّهْرِ . " ( مز89/36-37 ) ، " للسلام لا نهاية علي

كرسي داود وعلي مملكته " . هذا الملك الآتي ، النسل الآتي ، المسيح المنتظر ابن داود ، لن يكون مجرّد بشر ، فهو يلقّب بخمسة ألقاب إلهيّة " عجيبًا ، مشيرًا ، إلهًا قديرًا ، أبًا أبديًا ، رئيس السلام " ، وهذه الألقاب لا يمكن أنْ يتّصف بها بشر أو يُلقّب بها، فهو " الإله القدير" ، الآب الأبديّ الذي لا بداية له ولا نهاية .
ويستخدم هنا لقب " إيل " وهو لقب الله الذاتي ويضيف لقب " القدير " والذي هو في العبرية " جيبور " ، أي القدير أو الجبّار . و" إيل جيبور " والمترجم هنا " إلهًا قديرًا هو حرفياً " الإله الجبار " ، وهو لقب الله وحده الذي لم يُطلق علي غيره أبدًا، مطلقًا.
? " إيل " هو لقب الله ويعني " القدير " ، " كلّيّ القدرة "، إلي جانب أنَّه يعني " الله " و " اللاهوت " ويُشير إلي الألوهيّة، اللاهوت بمعناه الكامل والدقيق " إله " ، " الله " ويُعبّر عن الله ذاته " أَنَا اللَّهُ (إيل) وَلَيْسَ آخَرُ. الإِلَهُ (إيلوهيم) وَلَيْسَ مِثْلِي "( اش46/9 ) . واللقب " إيل جيبور " يعني الله الكلّي القدرة الجبار ولم يُطلق إلاَّ علي الله وحده فقط ولم يُطلق علي غيره :
? " الإِلَهُ الْعَظِيمُ الْجَبَّارُ رَبُّ الْجُنُودِ ( يهوه صبؤوت ) اسْمُهُ " ( ار32/18 ) .
? " لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ هُوَ إِلهُ الآلِهَةِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ الإِلهُ (إيل) العَظِيمُ الجَبَّارُ المَهِيبُ " ( تث10/17 ) .

? " يَا إِلَهَنَا الإِلَهَ الْعَظِيمَ الْجَبَّارَ الْمَخُوفَ " ( نح9/32 ) .
الله وحده هو الإله الجبار، القدير، المخوف ، إله الإلهة ورب الأرباب . والرب يسوع المسيح في هذه النبوّة هو " الإله " ، " القدير " ، " كلّي القدرة " ، " الجبّار " .
ويُطلق عليه الكتاب بالروح أيضًا " أبًا أبديًا " وحرفيًا " الآب الأبديّ" أبو الأبد ، الذي لا بداية له ولا نهاية ، الأزليّ الأبديّ .
ـ وتنبّأ ارميا النبي أنَّه " الرب برنا ":
فقال بالروح القدس " هَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ الرَّبُّ وَأُقِيمُ لِدَاوُدَ غُصْنَ بِرٍّ فَيَمْلِكُ مَلِكٌ وَيَنْجَحُ وَيُجْرِي حَقّاً وَعَدْلاً فِي الأَرْضِ. فِي أَيَّامِهِ يُخَلَّصُ يَهُوذَا وَيَسْكُنُ إِسْرَائِيلُ آمِناً وَهَذَا هُوَ اسْمُهُ الَّذِي يَدْعُونَهُ بِهِ: الرَّبُّ بِرُّنَا . ... فِي تِلْكَ الأَيَّامِ يَخْلُصُ يَهُوذَا وَتَسْكُنُ أُورُشَلِيمُ آمِنَةً وَهَذَا مَا تَتَسَمَّى بِهِ الرَّبُّ بِرُّنَا .... قَدْ أَخْرَجَ الرَّبُّ بِرَّنَا . هَلُمَّ فَنَقُصُّ فِي صِهْيَوْنَ عَمَلَ الرَّبِّ إِلَهِنَا. " ( ار23/5-6 و 33/16 و 51/10 ) . كما تنبأ حزقيال النبي قائلاً " وَأُقِيمُ عَلَيْهَا رَاعِياً وَاحِداً فَيَرْعَاهَا عَبْدِي دَاوُدُ. هُوَ يَرْعَاهَا وَهُوَ يَكُونُ لَهَا رَاعِياً. " ( حز34/23 ) ، " وَأَنَا الرَّبُّ أَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً, وَعَبْدِي دَاوُدُ رَئِيساً فِي وَسَطِهِمْ. أَنَا الرَّبُّ تَكَلَّمْتُ. " ( حز34/24 ) ، " وَدَاوُدُ عَبْدِي يَكُونُ مَلِكاً عَلَيْهِمْ, وَيَكُونُ لِجَمِيعِهِمْ رَاعٍ وَاحِدٌ, فَيَسْلُكُونَ فِي

أَحْكَامِي وَيَحْفَظُونَ فَرَائِضِي وَيَعْمَلُونَ بِهَا. وَيَسْكُنُونَ فِي الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَيْتُ عَبْدِي يَعْقُوبَ إِيَّاهَا, الَّتِي سَكَنَهَا آبَاؤُكُمْ, وَيَسْكُنُونَ فِيهَا هُمْ وَبَنُوهُمْ وَبَنُو بَنِيهِمْ إِلَى الأَبَدِ, وَعَبْدِي دَاوُدُ رَئِيسٌ عَلَيْهِمْ إِلَى الأَبَدِ. " ( حز37/24-25 ). كما تنبّأ هوشع النبي قائلاً بالروح القدس : " بَعْدَ ذَلِكَ يَعُودُ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَيَطْلُبُونَ الرَّبَّ إِلَهَهُمْ وَدَاوُدَ مَلِكَهُمْ وَيَفْزَعُونَ إِلَى الرَّبِّ وَإِلَى جُودِهِ فِي آخِرِ الأَيَّامِ " ( هو5/3 ) .
فهو هنا يُوصف بعبد الربّ بسبب تجسّده ، ظهوره في الجسد ، اتّخاذه صورة العبد ، لكنّه في حقيقته هو الربّ ، الربّ برّنا .
ـ الذي يُولد من أم عذراء وهو "الله معنا":
وكما حدّد الكتاب الآباء الذين سيُولد منهم هذا النسل الموعود والفادي المنتظر بالجسد ، فقد حدّد أيضًا الأمّ التي سيُولد منها بالجسد وقال عنها أنَّها عذراء من بيت داود ، ستحبل به وتلده بدون زرع بشر ، فقال إشعياء النبي بالروح " وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ» " ( اش7/14 ) . ولما وُلد الربّ يسوع المسيح من العذراء القديسة مريم يقول الكتاب " وَهَذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا " ( مت1/22-23 ) . إنَّه الله

معنا ، الله ظهر على الأرض في الجسد .
ـ ولادته في قرية "بيت لحم":
ثم عيّن الله في مشورته الأزليّة وعلمه السابق أنْ يُولد هذا النسل الآتي والفادي المنتظر في قرية صغيرة هي بيت لحم، مع تأكيده أنَّه الإله الأزلي الموجود قبل الزمان فقال " أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمَِ أَفْرَاتَةَ وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطاً عَلَى إِسْرَائِيلَ وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ " ( مي5/2 ). وقد أكّد الإنجيل للقدّيس متّي أنَّ هذه النبوّة تخصّ المسيح الذي وُلد فعلاً في بيت لحم ، وكان علماء اليهود يعرفون جيدًا أنَّ هذه النبوّة تخصّ المسيح الآتي وأشاروا إلي هذه الحقيقة عندما سألهم هيرودس الملك " أَيْنَ يُولَدُ الْمَسِيحُ؟. فَقَالُوا لَهُ: « فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ لأَنَّهُ هَكَذَا مَكْتُوبٌ بِالنَّبِيِّ: وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ . " ( مت2/4-6 ).
ويؤكّد الكتاب بالروح في هذه النبوّة أنَّ المسيح الذي وُلد في زمن مُعيّن في بيت لحم موجود منذ الأزل بلا بداية وأنَّ ميلاده من العذراء في بيت لحم ليس هو بداية وجوده . إنَّه الموجود " مُنْذُ الْقَدِيمِ مُنْذُ أَيَّامِ

الأَزَلِ " . ويستخدم الروح في هذه النبوّة ثلاثة تعبيرات لها مغزاها الهام :
أ ـ " مَخَارِجُهُ " وتعني أصوله، أصل وجوده، ليس ميلاده في بيت لحم .
ب ـ " مُنْذُ الْقَدِيمِ " وتعني كلمة " القديم " هنا، القديم السحيق في الأبديّة، الأزل الذي لا بداية له. وهى مستخدمة عن الله الأزلي الذي لا بداية له " الإلَه اَلْقَدِيمُ لَنَا مَلْجَأ " ( تث33/27 ) ، وعن القدم الأزلي قبل الزمن وقبل الخليقة " مِنْ قِبَلِ أَعْمَالِه مُنْذُ اَلقِدَمِ " ( أم8/23 ) . ومن ثم فهي تؤكّد وجود المسيح القديم السابق لميلاده والسابق للخليقة والزمن، تؤكّد لنا وجوده الأزليّ بلا بداية.
جـ ـ كما تعني عبارة " مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ " في العبريّة القِدَم العظيم والأبديّة، الأزل. والنبوّة بجملتها تؤكّد لنا معني واحد ، وهو أنّ المسيح الآتي الذي سيُولد في زمن مُحدّد ومكان مُحدّد هو بيت لحم، هو الموجود منذ الأزل بلا بداية، القديم الموجود منذ القدم قبل الزمن وقبل الخليقة.
آياته:
إشعياء
1:61 روح السيد الرب علي لان الرب مسحني لابشر المساكين ارسلني لاعصب منكسري القلب لانادي للمسبيين بالعتق و للماسورين بالاطلاق لانادي بسنة مقبولة للرب و بيوم انتقام لالهنا لاعزي كل النائحين لاجعل لنائحي صهيون لاعطيهم جمالا عوضا عن الرماد و دهن فرح عوضا عن النوح و رداء تسبيح عوضا عن الروح اليائسة فيدعون اشجار البر غرس الرب للتمجيد
ـ شبه ابن الإنسان المعبود من جميع الخلائق:
يقول دانيال النبيّ بالروح " كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ

السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. فَأُعْطِيَ سُلْطَاناً وَمَجْداً وَمَلَكُوتاً لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ. " ( دا7/13-14 ) .
وابن الإنسان هو لقب المسيح بعد التجسّد، وقديم الأيّام، أي الأزليّ، وهو الله الآب. وقد أخذ الربّ يسوع المسيح، الله الابن، من الآب كلّ سلطان في السماء وعلي الأرض، كما قال هو نفسه " دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ " ( مت28/18 )، وقال الرسل عنه أيضًا بالروح القدس:
? " لأَنَّهُ أَخْضَعَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ. " ( 1كو15/27 ) .
? " لِكَيْ يَسُودَ عَلَى الأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ. " ( رو14/9 ) .
? " الَّذِي هُوَ رَأْسُ كُلِّ رِيَاسَةٍ وَسُلْطَانٍ. " ( كو2/10 ) .
? " وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ، فَوْقَ كُلِّ رِيَاسَةٍ وَسُلْطَانٍ وَقُوَّةٍ وَسِيَادَةٍ، .... وَأَخْضَعَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ ، " ( أف1/20ـ22 ) .
? " لِذَلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضاً، وَأَعْطَاهُ اسْماً فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ " ( في2/9-10 ) .
هو " المعبود " من كلّ الخلائق في الكون كلّه، الملك الأبديّ، ملك الملوك ورب الأرباب، الذي له السلطان الأبديّ والملكوت الذي لا

يزول ولا ينقرض، والذي تنبّأ عنه داود النبيّ بالروح القدس قائلاً : " وَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ الْمُلُوكِ. كُلُّ الأُمَمِ تَتَعَبَّدُ لَهُ " ( مز72/11 ) ، وأيضًا دانيّال النبيّ: " مَلَكُوتُهُ مَلَكُوتٌ أَبَدِيٌّ وَجَمِيعُ السَّلاَطِينِ إِيَّاهُ يَعْبُدُونَ وَيُطِيعُونَ. " ( دا 7/27 ). وهذا ما قيل عن الله الآب " هُوَ الإِلَهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ وَمَلَكُوتُهُ لَنْ يَزُولَ وَسُلْطَانُهُ إِلَى الْمُنْتَهَى. " ( دا 6/26 ) . وهذا ما تقوله الخليقة كلّها في الكون كلّه للآب وللربّ يسوع المسيح :
? " أَنْتَ مُسْتَحِقٌّ أَيُّهَا الرَّبُّ أَنْ تَأْخُذَ الْمَجْدَ وَالْكَرَامَةَ وَالْقُدْرَةَ، لأَنَّكَ أَنْتَ خَلَقْتَ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَهِيَ بِإِرَادَتِكَ كَائِنَةٌ وَخُلِقَتْ " ( رؤ4/11 ) .
? " مُسْتَحِقٌّ هُوَ الْحَمَلُ الْمَذْبُوحُ (المسيح) أَنْ يَأْخُذَ الْقُدْرَةَ وَالْغِنَى وَالْحِكْمَةَ وَالْقُوَّةَ وَالْكَرَامَةَ وَالْمَجْدَ وَالْبَرَكَةَ . وَكُلُّ خَلِيقَةٍ مِمَّا فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ وَتَحْتَ الأَرْضِ، وَمَا عَلَى الْبَحْرِ، كُلُّ مَا فِيهَا، سَمِعْتُهَا قَائِلَةً: «لِلْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وَلِلْحَمَلِ الْبَرَكَةُ وَالْكَرَامَةُ وَالْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ». " ( رؤ5/12-13 ) .
ـ يهوه أم يسوع المسيح ؟
وتنبّأ العهد القديم عن شخص يسبق المسيح قائلاً :
? " صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ. (يهوه) " ( اش40/3 ) .
? " هَئَنَذَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ إِيلِيَّا النَّبِيَّ قَبْلَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ (يهوه) الْيَوْمِ

الْعَظِيمِ وَالْمَخُوفِ " ( ملا4/5 ) .
وأكّد الروح القدس في العهد الجديد أنَّ هاتين النبوّتين عن يوحنا المعمدان، فهو الصوت الصارخ في البريّة الذي جاء بروح إيليّا وقوّته ليُعِدّ طريق الربّ، يهوه، ويهوه هذا هو الربّ يسوع المسيح. قال الملاك عن يوحنا لأبيه زكريا الكاهن وهو يبشّره بالحبل به وميلاده " امْرَأَتُكَ أَلِيصَابَاتُ سَتَلِدُ لَكَ ابْناً وَتُسَمِّيهِ يُوحَنَّا.... يَكُونُ عَظِيماً أَمَامَ الرَّبِّ... وَيَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ (أمام الرب) بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ .... لِكَيْ يُهَيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْباً مُسْتَعِدّاً " ( لو 1/13ـ17 ) . وقد أكّد الإنجيل بأوجهه الأربعة، بالروح القدس، أنَّ يوحنّا المعمدان هو المقصود بالنبوّة الأولي. وأكّد السيّد المسيح أنَّه هو، المعمدان، المقصود بالنبوّة الثانية فقال " وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ (يوحنا المعمدان) إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ. " ( مت11/14 ) .
أي أنَّ العهد القديم قد تنبّأ أنَّ المعمدان سيُعِدّ طريق الربّ، " يهوه "، وهو يقصد بالربّ هنا، الرب يسوع المسيح ، ويؤكّد أنَّه هو " يهوه "، الله الواحد. وأعلن أنَّه سيُعِدّ طريق الربّ " يهوه "، وقد جاء يوحنّا المعمدان ليُعِدّ طريق الربّ " يسوع المسيح "، مؤكّدًا أنَّه هو " يهوه " الله. وما يُبرهن علي ذلك، أيضًا، هو إعلان المعمدان نفسه عن الربّ الذي جاء يُعِدّ طريقه، الربّ يسوع المسيح بقوله:

? " الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي هُوَ أَقْوَى مِنِّي الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحْمِلَ حِذَاءَهُ ." ( مت3/11 ).
? " الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي الَّذِي صَارَ قُدَّامِي الَّذِي لَسْتُ بِمُسْتَحِقٍّ أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ " ( يو1/27 ).
? " اَلَّذِي يَأْتِي مِنْ فَوْقُ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ.... اَلَّذِي يَأْتِي مِنَ السَّمَاءِ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ..... اَلآبُ يُحِبُّ الاِبْنَ وَقَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي يَدِهِ. " ( يو3/31-35 ) .
فهو يُعلن مؤكدًا أنَّ المسيح هو " الأقوي " وأنَّه هو شخصيًا، المعمدان، ليس أهلاً ولا مستحقًا أنْ ينحني ويحلّ سيور حذائه أو يحمل حذاءه، لماذا ؟ لأنَّ المسيح، الربّ يسوع المسيح، صار قدّامه لأنَّه كان قبله، كيف كان قبله علمًا بأنَّ يوحنّا مولود قبل المسيح بستة شهور؟ والإجابة هي أنَّه، المسيح، كان موجودًا بلاهوته قبل التجسّد، كان فوق، في السماء، فهو الآتي من فوق، النازل من السماء هو فوق الجميع، لماذا ؟ لأنَّه ربّ الجميع، فهو ابن الله الذي من ذات الله وهو الذي في يديّه السلطان علي كلّ شيء، في السماء وعلي الأرض. إنَّه الربّ " يهوه " في العهد القديم، ويسوع المسيح في العهد الجديد، "يهوه" متجسّدًا.

نداء أخير
انتفض أخي المسلم على قرون من التجهيل من طرف فقهاء الظلام و احض بنصيبك من الخلاص قبل فوات الأوان.

عبد الشكور
مشاركات: 80
اشترك: أكتوبر 5th, 2005, 5:28 pm

نوفمبر 12th, 2005, 11:32 pm

ـــ الزعم بأن ( مسألة الإذن استقاها القرآن من الإصحاح الخامس من يوحنا )، على فرض صحته ــ وهو باطل ــ لا وزن له فى موضوعنا؛ لأن الموضوع يحاول إثبات إلهية المسيح من خلال نصوص القرآن وحدها، فلا وزن لغيرها من النصوص فى هذا الموضوع، إلا ما أمر به القرآن ذاته وهى نصوص السنة، والقرآن لا يعترف إلا بالإنجيل الذى يتضمن البشارة بمحمد صلى الله عليه وسلم.

فإن قيل : فالموضوع الأصلى يستشهد بنصوص القرآن لكن على أنها مأخوذة من أناجيل عباد المسيح. قلنا : كان إذن على صاحب الموضوع الأصلى أن يؤسس قبل أن يبنى، فكان عليه أن يثبت النقل المزعوم قبل أن يبنى عليه.

ولمن شاء أن يعقد موضوعًا يثبت فيه نقل القرآن عن أناجيل عباد المسيح، لكن ذلك يكون فى موضوع منفصل عن موضوعنا، أما موضوعنا فهو يستشهد على المسلم بما يؤمن به، والمسلم لا يؤمن بدعوى النقل المزعومة الساقطة لانعدام دليلها، ولقيام الأدلة على ضدها.

والحاصل أن كل الدروس الإنجيلية التى كتبت فى موضوعنا لا وزن لها، وكل أناجيل عباد المسيح فى موضوعنا لا وزن لها، لأنها لا تلزم المسلم فى شىء، المسلم لا يؤمن إلا بالإنجيل الذى احتوى على البشارة بمحمد صلى الله عليه وسلم.



ـــ الزعم بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم (كان يستغفر سبعين ألف مرة في اليوم) كذب عليه. وإنما قال عليه الصلاة والسلام: (و الله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة). واستغفاره يزيد قدره شرفــًا عند ربه، لأنه من كمال عبوديته صلى الله عليه وسلم.

ـــ الزعم بأنه عليه الصلاة والسلام (طلب من أمته أن تصلي عليه حتى قيام الساعة ليرحم من غضب الله) كذب عليه. وافتقاره لصلاة أمته عليه من كمال عبوديته، ومن حرصه عليه الصلاة والسلام واجتهاده فى عبودية ربه.

ـــ الاحتجاج بأنه صلى الله عليه وسلم قال ( لن ينجو المرء بعمله، ولما سئل : ولا أنت يا رسول الله؟ أجاب : ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته! ) الاحتجاج بذلك لن يفيد شيئـًا فى تأليه المسيح، بل هو حجة على عباد المسيح، لأن الحديث نفسه يقتضى أن المسيح لن ينجو بعمله إلا أن يتغمده الله برحمته. والإله الحق لا يدينه أحد حتى يحتاج للنجاة، فتبين أن المسيح مجرد عبد أنعم سيده ومولاه عليه.



ـــ وأما موضوع قطع المسلم بدخول الجنة من عدمه، فلا علاقة له بموضوعنا، لأننا لو سلمنا بأن المسلم يقطع بدخول الجنة، فلن يكون المسيح إلهًا فى نظر المسلم، وكذلك لو سلمنا بأن المسلم لا يقطع بدخول الجنة، فلن يصبح المسيح إلهًا فى الإسلام من أجل ذلك، فعلى كل حال تكون نتيجة الموضوع غير مؤثرة فى موضوعنا، ويظل المسيح فى نظر المسلم وفى نصوص الإسلام مجرد عبد أنعم الله عليه. ولمن شاء عقد موضوع منفصل عن قطع المسلم بدخول الجنة من عدمه.

وكذلك النصوص الإنجيلية التى يزعم لها أن المسيح يضمن للمؤمنين نوال جنة النعيم، لا وزن لها فى موضوعنا؛ لأن المسلم لا يؤمن إلا بالإنجيل الذى أقره القرآن الذى فيه البشارة بمحمد صلى الله عليه وسلم. وحتى لو أيقن المسلم بأن أناجيل عباد المسيح فيها اليقين بنوال جنة النعيم، فإن ذلك لن يجعل المسيح إلهًا فى نصوص الإسلام، وسيظل المسيح فى نظر المسلم وفى نصوص القرآن والسنة مجرد عبد أنعم ربه عليه.



ـــ الزعم بأنه لا تعارض (بين القول أن الله رفعه إليه و بين وجود عيسى مع الله) زعم باطل لا دليل عليه. والمعتبر به هو تصريح القرآن بفهم الذى أنزل عليه وصحابته، وأما فهم غيرهم فلا وزن له فى هذا المقام ولا اعتبار، لأن الموضوع الأصلى يستشهد على المسلم، والمسلم لا يؤمن إلا بنصوص القرآن والسنة بفهم محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته، ولا اعتبار عنده بفهم غيرهم إذا خالف.

وزعم لزوم اقتران ذات الرافع بذات المرفوع لا دليل عليه، لا من شرع ولا لغة، لا من نقل ولا عقل. والمثال المضروب عن الذى ترفع عروسه إليه، فعلى ركاكته، لا حجة فيه، لأنه لا يفيد أكثر من نوع من القرب، ولا نزاع فى هذا، فالمسيح برفع الله له إلى سمواته قد حصلت له مكانة عالية عند ربه، وأما أنه مع الله حيث كان، فالمثال لا يفيد ذلك ولا يدل عليه، خاصة وأن الله لم يقل عن المسيح إنه رفعه إليه فوق عرشه.

وقد قال تعالى : (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه فى يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون) السجدة 5. فأثبت عروج الأمر إليه. لكن علمنا من آخر سورة الطلاق أن الأمر لا يتعدى السموات السبع، وذلك قوله تعالى : ( الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن ). فثبت أن العروج إليه يصح ولو لم يتعدى السماء السابعة.

وعلى فهم عباد المسيح الحرفى للفظة (إليه) يلزمهم أن يجعلوا من (الأمر) المذكور فى السجدة أقنومًا لأنه (يعرج إليه) بنص القرآن. ويلزمهم أقنمة الملائكة والروح لأن القرآن قال فى حقهم: (تعرج الملائكة والروح إليه)، ويلزمهم أن يجعلوا من الكلم الطيب أقنومًا (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) والعمل الصالح أيضـًا لو أنصفوا.

وعلى كل، فقد بين الذى أنزل عليه القرآن محمد صلى الله عليه وسلم إلى أى درجة رفع الله عيسى، فأخبر أنه فى السماء الثانية. وخبره صلى الله عليه وسلم حجة على عباد المسيح فى هذا المقام، لأنهم يستشهدون على المسلم من القرآن، والقرآن ألزم بقبول خبر المصطفى عليه الصلاة والسلام.



ـــ وأما الكلام عن معنى صعود المسيح، وأسباب صعوده، ودعوى جلوسه عن يمين الله، ومحاولة تفسير ذلك من أناجيل عباد المسيح، فكل ذلك لا وزن له فى هذا المقام، لأن المسلم لا يعترف إلا بالقرآن والسنة، والموضوع الأصلى يستشهد على المسلم من القرآن، فلا اعتبار بأناجيل عباد المسيح فى هذا المقام. ولمن شاء الحديث عن الصعود والجلوس فله أن يعقد موضوعًا منفصلاً يتكلم فيه كيف يشاء، وأما موضوعنا فلا علاقة له بهذا الكلام، لعدم اعتباره عند المسلم.



ـــ وكذلك الكلام على البشارات بالمسيح فيما بأيدى النصارى لا وزن لها فى هذا الموضوع، لأن القرآن لا يعترف إلا بالتوراة والإنجيل الذين مكتوب فيهما البشارة بمحمد صلى الله عليه وسلم، وعباد المسيح ينكرون وجود مثل ذلك فيما بأيديهم، فتبين أن ما بأيديهم ليس ما يقصده القرآن. والمسلم محكوم بالقرآن، والموضوع يستشهد على المسلم من القرآن، فتبين أن تلك البشارات لا تلزم المسلم فى شىء. ولمن شاء عقد موضوع عن بشارات الكتب السابقة بالمسيح، لكن ذلك فى موضوع منفصل، لا علاقة له بموضوعنا عن المسيح فى الإسلام.

saif
مشاركات: 35
اشترك: أكتوبر 27th, 2005, 3:26 pm

نوفمبر 13th, 2005, 3:38 am

أخي عبد الشكور

ليس من إنجيل يثبت نبوة محمد و الزعم بعكس ذلك باطل. إلا ما كان من آيات تشير إلى الأنبياء الكذبة. كيف يقول الله كلاما يناقض تعليمه ؟ كيف يرسل يسوع مخلصا وخاتما للأنبياء وأمثال وقصص وتعاليم التوراة وكثير كثير من النبوءات تتكلم عنه كمخلص , وموته الكفاري عن الخطاة أي أنه وسيلة وطريق الخلاص الوحيد وتحقيقها في الإنجيل في شخصه يثبت ذلك , ثم يعد بنبي آخر بعده فلماذا إذا أرسله وجعله فدية وسمح بأن يموت على الصليب كذبيحة الخطية التي كان يطلبها من الشعب في القديم ثم ينبذ كل هذا ويعد بنبي آخر بعده أليس هذا موضع تساءل عند المسلمين ؟ هل يعقل أن كل المسلمين يصدقون خرافة نسخ المسيحية بالإسلام ؟ ثم أن المسيح نفسه قال أنه سيأتي بعده أنبياء كذبة ومسحاء كذبة , فكيف يبشر برسول بعده ؟
وبولس الرسول كتب يقول أن ليس اسم آخر تحت السماء (غير اسم يسوع) قد أعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص . فإذا كان يسوع المسيح هو المخلص فما الحاجة إلى رسول أو نبي بعده ؟ وإذا كان هو الشفيع الوحيد بالبشر أمام الله حسب الكتاب المقدس وفي القرآن وجيها في الدنيا وفي الآخرة وحسب تفسير علماء المسلمين الوجاهة في الآخرة تعني الشفاعة, والشفاعة لم تعطى لأحد غيره في السماء , ما الحاجة الى نبي آخر؟ إذا كان سيأتي ثانية بمجد عظيم في يوم من الأيام والقرآن يعترف بمجيئه ثانية ولم يقل أن محمد سيأتي ثانية فما الحاجة الى نبي أو رسول بعده ؟ وإذا كان المسيح مصدقا لما بين يديه من التوراة كما يقول هنا فكيف يناقضها وينبىء برسول بعده ؟؟؟ وهو نفسه قال أنه جاء ليكمل الناموس ( أي التوراة ) وليس لينقض ولا لينسخ فكلمة الله اكتملت بكتابة الإنجيل. والكتاب المقدس باعتراف القرآن هو : الفرقان, وضياء, وذكر للمتقين, والحكم والنبوة , ونور , وهدى , وإمام, ورحمة , وموعظة للمتقين , وهو الكتاب المنزل على أنبياء الله القديسين , فنستنتج مما سبق أن الكتاب المقدس هو كتاب الله. وبما أن الله واحد فلديه كتاب واحد ودستور واحد للمحاسبة مع الناس إن كان هنا أو في الدينونة الأخيرة , فإذا كانت الدول تتعامل مع شعوبها بدستور واحد فكيف نقبل أن الله يتعامل مع الناس بدستورين أو بقانونين ؟ وأكثر من ذلك يوجد بينهما تناقض بطريقة الخلاص والغفران وحتى الجنتين فيهما مختلفتين إختلافا كبيرا لماذا يا ترى ألم يخطر على بال أحد من المسلمين هذه الأسئلة ؟ أم يخدرون عقولهم بمقولة التحريف ؟

بالنسبة لنا كل من لا يعترف بعيسى يسوع المسيح مخلصا هو كذاب:

‏ 1 يوحنا - 4 ‏ :
‏ 4: 1 ايها الاحباء لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الارواح هل هي من الله لان انبياء كذبة كثيرين قد خرجوا الى العالم.‏
‏ 4: 2 بهذا تعرفون روح الله. كل روح يعترف بيسوع المسيح انه قد جاء في الجسد فهو من الله.‏
‏ 4: 3 وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح انه قد جاء في الجسد فليس من الله . وهذا هو روح ضد المسيح الذي سمعتم انه يأتي والآن هو في العالم.‏
2 يوحنا - 1
7:1لانه قد دخل الى العالم مضلّون كثيرون لا يعترفون بيسوع المسيح آتيا في الجسد. هذا هو المضلّ والضد للمسيح.‏

اقتران الرافع بالمرفوع إليه أمر يقره العقل و المنطق و العقل هو الملكة التي حبانا الله بها و للأسف لا تعترفون بها حتى تظلوا متحكمين في البلاد و العباد و لكن ساعتكم آتية لا ريب.
ما فعلته بذكر الآيات من السجدة و الطلاق هو جهد يائس منك لتحييز الله أي وضعه في حيز. فربطت وجود الله بوجوده على العرش. قال الإمام أحمد الرفاعي رضي الله عنه في البرهان المؤيد:- " أي سادة نزّهوا الله عن سمات المحدثين وصفات المخلوقين وطهّروا عقائدكم عن تفسير معنى الاستواء في حقه تعالى بالاستقرار كاستواء الأجسام على الأجسام المستلزم للحلول تعالى الله عن ذلك ، وإياكم والقول بالفوقية والسفلية والمكان واليد والعين بالجارحة والنزول بالإتيان والانتقال " ا.هـ .

- قال الإمام أحمد الرفاعي رضي الله عنه :- " إذا قلتم لا إله إلاّ الله فقولوها بالإخلاص الخالص من الغيرية ومن خطورات التشبيه والكيفية والتحتية والفوقية والبعدية والقربية ".

- قال الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه :- " مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك " ا.هـ .

- قال الإمام النسفي (461-537 هـ) في العقائد ما نصه ( عن الله سبحانه وتعالى) " ليس بعرض، ولا جسم، ولا جوهر، ولا مصوّر، ولا محدود، ولا معدود، ولا متبعض. ، و لا متحيز، ولا متركب، ولا متناه، ولا يوصف بالماهية، ولا بالكيفية و لا يتمكن في مكان، و لا يجري عليه زمان ولا يشبهه شىء" ا.هـ.

والمحدود عند علماء التوحيد واللغة ماله حجم إن كان كبيراً وإن كان صغيراً فالعرش له حجم لا يعلمه إلا الله لكنه مخلوق، أما الله سبحانه فلا يوصف بالحجم، ولا بالجسم ولا بالكيفية أي لا يوصف بصفات المخلوقين.
لذلك نفهم معنى الرفع بالمطلقية و التنزه ذاتهما.
ثم حتى إذا سلمنا جدلا بما تقول عن أمكنة الرفع ألا تعلم أن الله ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا، و ليس في ذلك نقصان من جلاله وقداسته وتنزهه.
انظر مسند احمد - مسند المكثرين من الصحابة - مسند عبدالله ابن مسعود ( ر ) - رقم الحديث : ( 3630 )

‏‏- حدثنا ‏ ‏عبد الصمد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد العزيز بن مسلم ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو إسحاق الهمداني ‏ ‏عن ‏ ‏أبي الأحوص ‏ ‏عن ‏ ‏ابن مسعود ‏ " أن رسول الله ‏ ‏صلى
الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏إذا كان ثلث الليل الباقي يهبط إلى السماء الدنيا ثم يفتح أبواب السماء ثم يبسط يده فيقول هل من سائل يعطى
سؤله ولا يزال كذلك حتى يسطع الفجر ‏".


أما أن الأمر في الآية من السجدة يمكن اعتباره أقنوما لصعوده فهو قول ينم عن جهل بمفهوم أقنوم الإبن بمختلف تشعباته و تجلياته التي لا تختصره في صعود المسيح إلى السماء.


و لقد خاطبتنا يا أخي غير ما مرة بقول عباد المسيح. و هو تشريف لي أن أكون عبدا وعابدا للمسيح لأنك لو عرفته كما عرفته لعفرت خدك بالتراب تحت قدميه.

لكن لأنك قصدت مكرا بقولك فأحيلك على عبادتكم معشر المسلمين لحجر لا يسمن ولا يغني من جوع.

و هاك هذه الطرائف عن حجركم الأسود و العياذ بالله

1- قال ابن تيمية: ليس في الدنيا جماد يُستلم ويقبل سوى الحجر الأسود . (وهذا أعتراف وقبول من ابن تيمية بالإشراك في عبادة الله وإقراره أن الحجر جماد ويُقبّل)
2- تقبيل الحجر هي العبادة التي لا يفعلها من الناس إلا واحد في تلك اللحظة. (وهذا تصريح من المسلمين بأن تقبيل الحجر هي عبادة والله يقول في كتابه للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد)
3- وردت أحاديث في إسنادها مقال : أن الحجر الأسود نزل من الجنة. (طبعاً ليس هناك جنة وهذا الحجر لا يعدو كونه نيزكً على أفضل تقدير)
4- وردت أحاديث في إسنادها مقال : أنه يشهد لمن استلمه .(وبعد ذلك يقولون أنهم لا يعبدون الحجر. فالحجر الأصم سينطق ويشهد أن فلاناً وفلاناً استلمه في الحج أليس هذا مناقضة لقولهم بأن الحجر لا يضر ولا ينفع فماذا ستقول يا ابن تيمية عن هذا الإشراك. وماذا ستقول يا أخي المسلم لصوت التوحيد والعقل والكتاب الذي يحرم تقبيل الأحجار والسجود لها وأعطائها الإكرام)
5- وردت أحاديث في إسنادها مقال: أنه حين نزل من الجنة كان أشد بياضاً من اللبن فسودته خطايا بني آدم .(أبكوا على أمة تؤمن بهذه التخاريف فهو لا يزيد عن كونه واحد من ملايين النيازك التي تسقط هنا وهناك وبأحجام مختلفة والحقيقة هي أن الإيمان بهذه التخريف وما ينتج عنه من خطايا هو الذي يسود القلوب بنجاسة الإشراك وما رافقها من عقائد)
6- هو حجر لا يضر ولا ينفع كما قاله الفاروق عمر رضي الله عنه وثبت عنه ذلك في الصحيحين. ( لقد رفض عمر تقبيل محمد للحجر واستهجنه كون تقبيل الحجر هو عبادة وإشراك بالله ولكن هذا الداهية أراد أن يبرر فعلته بأن نبيه قبله وبذلك فهو بريء من تهمة الإشراك. والسؤال الذي يطرح نفسه : لماذا قبّل محمد الحجر الأسود؟ فإن كان لا يضر ولا ينفع فلماذا يقبّل؟ ولماذا لا يكتمل الحج بدون تقبيله, فهل هناك فرق بين المسيحيين الاسميين الضالين الذين يقبلون التماثيل المحرمة في وصايا الله (الوصية الثانية) والهندوس وبين المسلمين الذين يقبلون الحجر الأسود؟ كلا لا فرق.
7- أثناء تقبيل الحجر يقبله برفق ولا يخرج صوتاً للتقبيل كما نص عليه الحفاظ. (قبله بنعومة ..أبك يا أخي على هؤلاء القوم فإنهم في ضلال بعيد ويريدون أن يعرفوا أعماق المسيحية وهم في هذه الحالة من الضلال أليس هذا هو العمى الروحي بعينه)
8- لا يُزاحم المسلمين من أجل التقبيل ؟ وهذا عليه أكثر العلماء .وكان ابن عمر رضي الله عنهما يُقبله في الزحام . (أنظر إلى زحامهم عليه في الحج )
9- لو سُرق الحجر الأسود كما سرقه قديماً القرامطة من الشيعة فهل يُقبل مكانه؟ الجواب : لا يقبل مكانه بل يكبر عند موضعه. (طبعاً هذا لم يرد في القرآن ولا في الحديث ولكنه من فتاوى المتحكمين بعقول المسلمين والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف سمح رب البيت إن كان الله حقاً رب هذا البيت بأن يسرق القرامطة الحجر الأسود؟ وأين هي طيور أبابيل التي أتت أيام أبرهة الحبشي ولماذا لم تنقذ هذا النيزك من ملك القرامطة أسئلة نطرحها لعل بعض العقول تستيقظ من سباتها المهلك)
10- صح أن محمد قبله بفمه؟ كذلك صح أنه استلمه بمحجن ( عصا ) وقبّل المحجن كما في صحيح مسلم. (بالضبط كما يفعل الهندوس والبعيدون عن الله بتماثيلهم, أليس هذا هو الإشراك بذاته.)
11- إذا لم يستطع تقبيله بفمه أو يستلمه بمحجن فإنه يمسه بيده ويقبلها.(ابك يا أخي أبك وصلي لاجل هذه الجموع المحتاجة لمعرفة المسيح)
12- إذا لم يستطع تقبيله لا بفمه ولا بمحجن ولا بيده . لكنه استطاع أن يرمي طرف إحرامه على الحجر فهل يصح ذلك ؟
الجواب : نعم يفعل ذلك فقد صح عن ابن عباس أنه كان يمس الحجر بثوبه ويقبله روى ذلك عبد الرزاق في مصنفه بإسناد صحيح . (وهذا دليل مهم على أن تقبيل الحجر هو عبادة وفرض ولا يتم الحج بدونه)
13- هل يُشرع تقبيل الحجر الأسود في غير نُسك بحج أو عمرة ؟
الجواب : الجمهور على منع تقبيل الحجر في غير نُسك . وذهب مالك رحمه الله إلى جواز ذلك ؟ (نعم يصح ولا لا يصح. في معظم فتاواهم افعل كل ما تريد فدائماً يوجد جميع ما تريد في سوبر ماركت الفتاوى المهم أن تبقى مستعبد لسلطان رجال الدين)
ويحتاج إلى تفصيل فيقال : إذا كان تقبيل الحجر متعلق بالنسك كحج أو عمرة فيكون كسائر المتعلقات بالنسك فلا يقبل . وإذا كان تقبيل الحجر متعلق بالنسك وغيره كإكرامه والتحفي به فهذا إلى الجواز أقرب في غير النسك وقد صح عن عمر في الصحيح في مسلم أنه لما قبله قال : رأيت النبي كان بك حفيا .
وبعد كل ما سبق ذلك يقولون أنهم لا يعبدوا إلا الله ولا يشركوا به فإن كان هذا ليس هو الإشراك فما هو الإشراك إذاَ؟
أليس إشراك بأن يقدم الإكرام اللائق بالله لحجر أو نيزك أليس من الضلال أن يعطى هذا الحجر هذه المكانة في العبادة.
وتبقى الأسئلة القائمة لماذا يُقبل الحجر الأسود؟
وما علاقة هذا بعبادة الروح لله الخالق؟
ولماذا قبّله محمد؟
لماذا استنكر عمر فعلة نبيه؟
نعلم من كتاب الله أن الحجارة تقام كشواهد على حوادث معينة ولكن لم نقرأ في كتاب الله أن نبي قبّل حجراً من الحجارة بل هذه كانت أفعال الوثنين ومازالت تمارس اليوم عند الهندوس والديانات الباطلة من مسيحية مرتدة ومسلمون بكل مللهم.
والجواب هو إن هذه الجموع تحتاج إلى المسيح الحي نور العالم ورب الحكمة والفهم
فتعال يا أخي المسلم ويا أختي المسلمة, تعالوا إلى المسيح الذي يعرفك بالله ويعطيك حياة أبدية وتمتلء من العقيدة الصافية ومن روح الله.

قال الله في الوصية الثانية:

لا تصنع لك تمثالا منحوتا ولا صورة ما مّما في السماء من فوق وما في الأرض من تحت وما في الماء من تحت الأرض.
لا تسجد لهنّ ولا تعبدهنّ.
لأني أنا الرب إلهك اله غيور افتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضيّ.
واصنع إحسانا إلى ألوف من محبيّ وحافظي وصاياي.

للرد تتمة ارتقبوها

بشرى
مشاركات: 36
اشترك: سبتمبر 30th, 2003, 10:59 pm

نوفمبر 13th, 2005, 8:47 pm

أخي العزيز سيف ..
أولاً أشكرك على كلماتك المشجعة لي .. الرب يكون معك ويبارك حياتك .
وثانياً الشكر كل الشكر على موضوعك القيم .. وأسأل الله أن يكون سبب نعمة وبركة لكل باحث صادق عن الحقيقة .

وصحيح أن السيد عبد الشكور يخاطبنا بلقب عباد المسيح بقصد الإساءة , ولكن كما قلت الفخر كل الفخر بأن نكون عباد المسيح .. وكما يقول بولس الرسول : " حاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح "

المسيح هو النور الحقيقي الذي ينير كل انسان آتيا الى العالم...... ومهما حاول المسلمون أن يحجبوا نور المسيح فعبثاً يفعلون .. لأن النور يضيء في الظلمة و الظلمة لم تدركه ..

الإنجيل هدى ونور .. وسيكرز بهذه البشارة - الإنجيل - في المسكونة كلها كما يقول السيد المسيح .
أما الإسلام فسيعود غريباً كما بدأ غريباً كما يقول محمد :
عن أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : إِنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : «بَدَأَ الإِسلامُ غريبًا ، وسَيَعُودُ غريبًا كما بدَأَ ». ( أَخرجه مسلم. وأخرجه الترمذي عن عبد الله بن مسعود )



بشرى

عبد الشكور
مشاركات: 80
اشترك: أكتوبر 5th, 2005, 5:28 pm

نوفمبر 15th, 2005, 2:06 am

لم أقصد بإطلاق تعبير ( عباد المسيح ) سبًا لأحد ولا مدحًا. مع كون التعبير ذمًا فى عقيدة المسلم لكن النصارى لا يعتبرونه كذلك.


( مسيحيون )
لا أحب استخدامه مع وجود اللفظ القرآنى ( نصارى ) وهو أحب إلىّ .


( نصارى )
هو لفظ القرآن، وهو ليس للسب، ولا يستخدمه القرآن للتنقص. وعلى مر القرون، وعلى كثرة كتابات نصارى العرب، لم أطلع على قول لأى نصرانى يرفض هذا اللفظ أو يعيبه، بل كانوا يستخدمونه هم أيضـًا، إلا ما رأيناه فى العقود الأخيرة فى بعض الكتب ترفض اللفظ، وشاع على الإنترنت عدم قبوله من عوام النصارى، وإن كان بعضهم ـ وهو مطلع أكثر ـ يقبله بلا غضاضة.

من ناحية أخرى، فقد شاع الربط بين رفض اللفظ ( نصارى ) وبين عدم معرفة القرآن لعقيدة التثليث عند أهلها. فإذا ما بينا مهاجمة القرآن لعقيدة النصارى، صار أغلب عوام النصارى على الإنترنت يقولون بلى نقبل قولكم، لكن هذه عقيدة النصارى وما نحن بنصارى ولكن مسيحيين. فأحيانًا ما يقتضى المقام استخدام تعبير آخر ( مع التعبير القرآنى ) لأهرب من المهاترات الناشئة عن قلة الاطلاع.


( عباد المسيح )
يعبر عن الحقيقة فى نظر كلا الطرفين، فالمسلم يعتبر النصارى الآن عبادًا للمسيح، وكذلك النصارى يعتبرون أنهم عبادًا للمسيح ويفتخرون بذلك سواء فى ذلك المطلع منهم وغير المطلع.

فآثرت استخدام التعبير، بجوار التعبير القرآنى الذى كان مقبولاً على مر القرون، لأن النصارى لا يستطيعون التهرب منه ولو كانوا قليلى الاطلاع.

عبد الشكور
مشاركات: 80
اشترك: أكتوبر 5th, 2005, 5:28 pm

نوفمبر 16th, 2005, 12:57 am

ـــ القول بأن ( ليس من إنجيل يثبت نبوة محمد ) موافق لما قررناه سابقـًا، من أن القرآن لا يقر ما بأيدى عباد المسيح من الأناجيل التى لا يرون فيها إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم. وقد رتبنا على ذلك ألا وزن لنصوص هذه الأناجيل فى موضوعنا، لأن الموضوع الأصلى يحاول الاستشهاد على المسلم من القرآن، والقرآن لا يقر هذه الأناجيل، فلا تلزم المسلم فى شىء.

ـــ محاولة تقرير أن ( ليس من إنجيل يثبت نبوة محمد ) صلى الله عليه وسلم، محاولة شيقة، وموضوع رائع، لكن لا علاقة لذلك بموضوعنا، فلو ثبت وجود الإنجيل الذى يبشر بمحمد صلى الله عليه وسلم للزم عباد المسيح اتباعه وقد كفر من عبد المسيح. ولو ثبت عدم وجود مثل ذلك الإنجيل لن يجعل ذلك من المسيح إلهًا فى نصوص الإسلام. وعلى من يريد تقرير هذه المسألة عقد موضوع منفصل، يقول فيه ما شاء، وأما فى موضوعنا فهو مجرد لغو خارج عن الموضوع.

ـــ الزعم بأن (كل من لا يعترف بعيسى يسوع المسيح مخلصا هو كذاب) لا يهمنا صحته أو بطلانه فى شىء. ويمكن لصاحبه إنشاء موضوع منفصل يتحدث فيه عما يشاء بخصوص زعمه، وأما فى موضوعنا فلا وزن له ولا اعتبار.



ـــ الزعم بأن الشفاعة ليست لأحد غير المسيح زعم باطل قدمنا أدلة بطلانه. والزعم نفسه لا دليل عليه لا من القرآن ولا من السنة. بخلاف أن الأدلة قامت على بطلانه. فقد قال الله عن عيسى ( وجيهًا فى الدنيا والآخرة ) وقال عن موسى ( وكان عند الله وجيهًا ). فبأى معنى فسرنا الوجاهة فى حق عيسى وجب تفسيرها بنفس المعنى فى حق موسى عليهما السلام. ومن ناحية أخرى، فقد قال تعالى عن الملائكة: (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون) الأنبياء 28. فأثبت سبحانه للملائكة الشفاعة . وقال تعالى لنبيه المصطفى: (عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا) وقد أثبت بها المفسرون الشفاعة له صلى الله عليه وسلم. فثبت من ذلك كله أن دعوى تفرد عيسى بالشفاعة فى الآخرة دعوى ساقطة لغياب دليلها، ولقيام الدليل الصحيح على كذبها.

وقد ثبت فى السنة الصحيحة شفاعة الأنبياء والمؤمنين. ويلزم كل من يحتج بالقرآن على المسلمين قبول أخبار من أنزل عليه القرآن، بنص القرآن نفسه: (وما آتاكم الرسول فخذوه). والعجيب أنهم يستشهدون علينا بحديث عدم نخس الشيطان لمريم وابنها، وبحديث غربة الإسلام! .. والأعجب من ذلك أنهم يحتجون بأقوال المفسرين، كما فى شفاعة عيسى عليه السلام، مع أن أقوال المفسرين أقل فى الرتبة من نصوص السنة، لكن القوم يأخذون ما وافق هواهم فقط.



ـــ مجىء المسيح عليه السلام ثانية ليس دليلاً على أنه الأقنوم الثانى أو الثالث، بل نفس مجيئه دليل على أنه ليس الإله الحق، لأن الله هو الذى رفعه وخلصه ومن أعدائه، وهو سبحانه الذى سينزله آخر الزمان، وبعد نزوله سيموت ككل البشر، فالمسيح فقير محتاج وليس صالحًا لمقام الألوهية بهذا الفقر والاحتياج.

ومجىء المسيح ثانية ليس تفضيلاً على محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأنه سيكون خاضعًا للشريعة المحمدية، مأمومًا بإمامهم. وحتى لو كان فى ذلك تفضيلاً له عليه، فما زال مجرد عبد أنعم سيده عليه بهذه النعمة وغيرها، ولن يستنكف هذا العبد من عبوديته لسيده، وإن استنكف ـ ولن يفعل ـ فسيعذبه سيده عذابـًا أليمًا.



ـــ تصديق المسيح لما بين يديه من التوراة لا ينفى إتيان نبى من بعده، فلا دليل على التلازم الموهوم لا من العقل ولا من النقل. بل كل أنبياء بنى إسرائيل قبل المسيح مصدقون لما بين يديهم من التوراة ولا ينفى ذلك نبوة كل نبى منهم ولا نبوة المسيح الآتى بعدهم. وموضوع إتيان نبى بعد المسيح موضوع منفصل لا صلة له بموضوعنا؛ لأن العبرة فى موضوعنابقول الإسلام وحده، ولا وزن لقول غيره.



ـــ الزعم بأن القرآن مدح (الكتاب المقدس) زعم باطل فى إطلاقه وكذب على القرآن. وأما مدح القرآن للتوراة والإنجيل فهو للمنزلتين من عند الله، اللتين فيهما ذكر محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته. وعباد المسيح ينكرون بأن (الكتاب المقدس) يحوى مثل ذلك، فتبين أن القرآن لا يمدح هذا (الكتاب المقدس) الذى بأيديهم.

ومجرد مدح القرآن للتوراة والإنجيل لا يعنى أن لا كتاب ينزله الله من بعد، وإلا كان مدح القرآن للتوراة إنكارًا لنزول الإنجيل. ولا يصح شىء من هذه التلازمات، ولا دليل عليها من عقل ولا نقل.



ـــ الزعم بأن (اقتران الرافع بالمرفوع إليه أمر يقره العقل و المنطق) لا وزن له، وكذلك كل الدعاوى التى تعدم دليلها ساقطة من نفسها لا تحتاج لدليل نفى.

والزعم بأن ما استشهدنا به من سورتى السجدة والطلاق محاولة (لتحييز الله) يدل على أن صاحبه لم يقرأ ما كتبنا. بل إننا لم نتعرض لمسألة العرش أصلاً !

وقول علماء السنة بثبوت العرش والعلو للعلى الغفار لا يستلزم منه التجسيم والحشوية. وقول الأشاعرة فى تأويل الصفات أبعد وأبعد. والمسألة لا تعلق لها بإثبات ألوهية المسيح. لأن كلا القولين ينفى الألوهية المزعومة، وكلا الفريقين يكفر القائلين بها.

وكذلك نزول الله إلى السماء الدنيا لا ينفع عباد المسيح فى تأليه البشر؛ لأن إجراءه على ظاهره لا يستلزم مشابهة المخلوقين ولا النقص. والقول بتأويله أبعد وأبعد.

وأما الزعم بأن (الأمر في الآية من السجدة يمكن اعتباره أقنوما لصعوده) فنسبة هذا الزعم إلينا كذب علينا ودليل على عدم القراءة.



ـــ الزعم بأن المسلمين يعبدون الحجر الأسود زعم باطل لا دليل عليه، قد قامت الأدلة المتضافرة على خلافه، وراية التوحيد هى راية الإسلام الظاهرة فى كل زمان.

وأما استلام الحجر وتقبيله، فعبادة، لكن ليست للحجر ولكن لله رب العالمين، فالقلب متوجه لله يطلب رضاه وحده لا رضا الحجر. والمسلمون لا يقولون يا حجر يا أسود ارزقنى أو اغفر لى. وقائل ذلك عند المسلمين كافر.

والأمر فى ذلك كتقبيل المسلم لأبنائه وأصحابه، فهذا التقبيل عبادة يؤجر عليها، لكن العبادة موجهة إلى رب العالمين وليست موجهة إلى الأبناء والأصحاب. وكذلك وضع المسلم لسترة بين يديه كرمح أو عصا، هو عبادة، لكن ليس عبادة للسترة من رمح أو غيره، ولكن عبادة لرب العالمين. وكذلك استلام المسلم للقبلة فى الصلاة عبادة لله لا للقبلة. وقلب المسلم متوجه فى كل ذلك لله وحده، لا للقبلة ولا للسترة ولا للأبناء. والمسلم لا يطلب ولا يرجو إلا غفران ربه، ولا يطلب غفران القبلة أو السترة أو الأبناء أو الحجر الأسود.

على أية حال، فمسألة الحجر الأسود خارجة عن موضوعنا، كغيرها من المسائل الكثيرة التى طالت بها فقرات تلو فقرات، دون تعرض للموضوع الأصلى.

مرة أخرى نكرر الرجاء لمن أراد التحدث عن موضوعات خلاف موضوع إثبات ألوهية المسيح من نصوص الإسلام، أن يلجأ إلى عقد موضوع آخر خارج موضوعنا، فعلى حد علمى إدارة المنتدى لا ترفض مثل ذلك الصنيع ولا تقبحه.

saif
مشاركات: 35
اشترك: أكتوبر 27th, 2005, 3:26 pm

نوفمبر 17th, 2005, 10:30 am

أخي عبد الشكور

أكرر

لا إنجيل يثبت نبوة محمد

الإنجيل و الكتاب المقدس لدينا هو الصحيح و لا تغيير و لا تحريف كما تدعون

هات برهانك العلمي الموضوعي

و آتيك ببرهاني العلمي و الموضوعي

بل آتيك بالبرهان على أن التحريف و التزوير إنما طال بالفعل تاريخك و نصوصك التي تقدسها.اسال و لن تعدم إن شاء الله جوابا

أما مسألة العرش فقد أثرناها في سياق تفنيذنا لدعوى تحييزك الله حين وضعته تعالى في حيز و بدأت تتكلم عن عدم وجود عيسى معه لأن الأخير في سماء كذا بينما الله في مكان آخر و صعود الأمر إلى سماء كذا و ما إلى ذلك من التخاريف. فاردنا أن نواجهك بكفرك الذي جرك إليه الدفاع الأعمى عن فكرتك حتى تستغفر الله.

saif
مشاركات: 35
اشترك: أكتوبر 27th, 2005, 3:26 pm

نوفمبر 17th, 2005, 10:38 am

بالنسبة للنقط الأخرى

بخصوص عبارة عباد المسيح

إن عبارة عباد المسيح التي استعملتها إنما استعملتها بنية سيئة حتى توهم القارئ المسلم أننا نعبد المسيح بفهمك و فهمه له، أي كنبي فقط. فلزم عليك إذا كنت فعلا تتسم بالحرص الذي ادعيته لنفسك حين تجنبت استعمال كلمة مسيحيين و نصارى أن تكمل "حسنتك" آجرك الله عليها و تشرح للقارئ المسلم فهمنا للسيد المسيح. و حبذا حتى لا نسميك منافقا أن تصحب عبارتك عباد المسيح التي نعتز بها لولا أنها آتية من شخص مثلك(هي كلمة حق أردت بها أنت باطلا) إيهاما للقارئ المسلم بأننا مشركون، قلت حبد لو تصحب عبارتك بهذا التوضح البسيط

قال القمص زكريا بطرس توضيحا لهذه النقطة:

نحن نؤمن بالله الواحد الكائن بذاته، الناطق بكلمته، الحي بروحه، وإذا سمحت لي أن استخدم آيات القرآن أقول إن القرآن شهد لنا بالتوحيد، ففي سورة العنكبوت آيه 46 "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد". وفي سورة المائدة أيضا آية 82 "ولتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا. ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا وإنهم لا يستكبرون". إذن كما يقول القرآن إن أشد الناس عداوة للمسلمين هم المشركين، وأن أقربهم مودة للمسلمين هم النصارى. إذاً فالنصارى ليسوا بمشركين بشهادة القرآن .
إذن :
الله واحد .. كائن بذاته (الآب) ناطق بكلمته (الآبن) حى بروحه (الروح القدس)
و أستشهد لك من أحد الكتب الإسلامية و بقلم أحد الفقهاء المسلمين : مقتطفات من كاتب (أصول الدين) لأبى الخير بن الطيب المعاصر للغزالى ، يشهد لثالثوث المسيحية فيقول فى كتابه المذكور ص 153 : قال بعض المسيحيين لأبى الخير بن الطيب : إن كان الإنجيل يقول إمضوا و تلمذوا كل الأمم و عمدوهم بإسم الآب و الابن و الروح القدس، أوجب عليكم الإعتقاد بثلاثة آلهة فأجابه : لا ريب فى أن لباب الشريعة المسيحية هو الإنجيل و رسائل بولس الرسول و أخبار الحواريين، و هذه الكتب و أقوال علماء النصارى المنبثقة فى آفاق الأرض، تشهد بتوحدهم و بأن أسماء الآب و الإبن و الروح القدس إنما هى من خواص لذاته الواحدة .
و لولا حب الأيجاز لآتيت على أثبات عقيدتهم مفصلاً، و لكننى مع ذلك أقتضب من أقوالهم الناطقة بصحة معتقداتهم و قويم إيمانهم مالا يخلو من فائدة، فأقول :
"يرى النصارى أن البارىء تعالى جوهر واحد موصوف بالكمال و له ثلاث خواص ذاتية، كشف المسيح عنها القناع، و هى الآب و الإبن و روح القدس، و يشيرون بالجوهر الذى يسمونه ذا العقل العاقل ذاته إلى (الابن)، و بالجوهر عينه إلى ما يسمونه ذا العقل المعقول من ذاته إلى (روح القدس) و يريدون بالجوهر هنا، ما قام بنفسه مستغنياً عن الظرف ."
مقتطفات من كتاب (الرد الجميل) للإمام العلامة أبو حامد الغزالى تشهد لثالوث المسيحية :
يستكمل أبى الخير ابن الطيب كلامه فيقول : و قد أشار الإمام العلامة أبو حامد الغزالى إلى عقيدتهم فى كتابه (الرد الجميل) فقال :
يعتقد النصارى أن ذات البارىء تعالى واحدة فى الجوهر ولها إعتبارات فإن أعتبار وجودها غير معلق على غيره، فذلك الوجود المطلق هو ما يسمونه بأقنوم الآب. وإن أعتبر معلقا على وجود آخر كالعلم المعلق على وجود العالم، فذلك الوجود المقيد هو ما يسمونه بأقنوم الإبن أو الكلمة . و إن أعتبر معلقاً على كون عاقليته معقوله منه، فذلك الوجود المقيد أيضاً هو ما يسمونه بأقنوم روح القدس، لآن ذات البارىء معقولة منه. و الحاصل من هذا التعبير الإصطلاحى، إن الذات الإلهية واحدة فى الجوهر، و إن تكن منعوتة بصفات الآقانيم. و يقولون أيضاً : إن الذات من حيث هى مجردة لا موصوفة، عبارة عن معنى العقل و هو المسمى عندهم بأقنوم الآب. و إن إعتبرت من حيث هى عاقلة ذاتها، فهذا الاعتبار عبارة عن معنى العاقل و هو المسمى بأقنوم الإبن أو الكلمة. و إن إعتبرت من حيث أن ذاتها معقولة منها فهذا الاعتبار عبارة عن معنى المعقول وهو المسمى بأقنوم روح القدس. فعلى هذا الأصطلاح، يكون العقل عبارة عن ذات الله فقط و الآب مرادف له. و العاقل عبارة عن ذاته بمعنى أنها عاقلة ذاتها و الإبن أو الكلمة مرادف له و المعقول عبارة عن الإله المعقولة ذاته منه، و روح القدس مرادف له أيضاً ...
ثم عقب قائلاً : "إذا صحت المعانى فلا مشاحة فى الألفاظ ولا فى إصطلاح المتكلمين"
هذا ما يقوله إمام عظيم من أئمة المسلمين هو أبو حامد الغزالي فهل نترك قول حجة ونتبع قول شخص نكرة اسمه عبد الشكور.

saif
مشاركات: 35
اشترك: أكتوبر 27th, 2005, 3:26 pm

نوفمبر 17th, 2005, 10:42 am

الشفاعة مرة أخرى

قطع القرآن بأن لا شفاعة لمحمد

حين نتأمل سورة "الزمر43 ، 44" والسجدة 4 نجد أن القرآن يحصر الشفاعة فى الله وحده ، إذ يقول: (ولله الشافعة جميعا). ومع ذلك فإن أحد نصوص القرىن يقول إن الشفاعة أيضا من امتيازات المسيح (إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه أسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها فى الدنيا والآخرة ومن المقربين" (آل عمران 45).
قال الجلالان فى تفسير هذه الآية: "وجيها فى الدنيا بالنبوة ، وفى الآخرة بالشفاعة والدرجات العلى ، ومن المقربين عند الله".
وأخرج الطبرى عن أبن حميد ، عن سلمه ، عن ابن اسحاق ، عن محمد بن جعفر قال: "وجيها فى الدنيا" أى ذو وجه ومنزلة عند الله ، وفى الآخرة ومن المقربين يعنى أنه ممن يقربه الله يوم القيامة فيسكنه فى جواره ودنيه منه؟.
وقال الرازى: "وجيها فى الدنيا" بسبب أن يستجاب دعاؤه ويحيى الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص. ووجيه فى الآخرة أنه يجعله شفيع أمته.
أما قوله "ومن المقربين" ففيه وجوه:
1) أنه تعالى جعل ذلك بالمدح العظيم للملائكة ، فألحقه بمثل منزلتهم ودرجتهم فى هذه الصفة.
2) إن هذا الوصف كالتنبيه على أنه سيرفع إلى السماء وتصاحب الملائكة.
3) أنه ليس كل وجيه فى الآخرة يكون مقربا. لأن أهل الجنة على مراتب ودرجات.
وقال البيضاوى: "الوجاهة فى الدنيا النبوة ، وفى الآخرة الشفاعة".
وقال الزمخشرى: "الوجاهه فى الدنيا النبوة والتقدم على الناس ، وفى الآخرة الشفاعة وعلو الدرجة فى الجنة ، أو رفعه إلى السماء وصحبته الملائكة".
وقال أبن كثير (ج1 ص 364): "له وجاهة ومكانة عند الله فى الدنيا بما يوحيه الله إليه من الشريعة وينزله عليه من الكتاب وغير ذلك مما منحه الله به ، وفى الدار الآخرة يشفع عند الله فيمن يأذن له فيه".
ورغم أن القرآن قال الشفاعة: "لمن يأذن له الرحمن" (طه109) ولكن لا يذكر شفاعة لأى من الأنبياء ، ولا حتعى محمد (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم: إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ، ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدى القوم الفاسقين" (التوبة 80).
قال الجلالان "يبين له حسم عدم المغفرة بآية: "استغفر لهم أو لا تستغفر لهم". وقال البيضاوى: "يريد التساوى بين الأمرين فى عدم الإفادة لهم" أما القول: "أفمن حق عليه كلمة العذاب: أفأنت تنقذ من فى النار؟" (الزمر16). ففسره البيضاوى: "كررت الهمزة فى الجزاء لتأكيد الإنكار والإستبعاد ووضع من النار موضع الضمير لذلك وللدلالة على أن من حكم عليه بالعذاب كالواقع فيه لأمتناع الخلق فيه".
إذن يتميز السيد المسيح عن سائر الأنبياء بدورة الشفاعى فى يوم الدين: يحسب القرآن الشفاعة فى يوم الدين لله وحده (قل له الشفاعة جميعا) (الزمر 44). (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فما يغفر الله لهم) (التوبة 80).
وقد فسرها البخارى المراد سبعين المبالغة فى كثرة الإستغفار فعن حديث للبخارى قال النبى لو علمت أننى لو زدت على السبعين فسيغفر عليه. وقد فسرها البيضاوى المقصود بالقول استغفر أو لا تستغفر تساوى الأمرين فى عدم الإفادة. (فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضررا أو أراد بكم نفعا) (الفتح 11).
من تفسير الجلالان "من تدل على الإستفهام الذى يفيد النفى" (الله الذى خلق السموات والأرض وما بينهما فى ستة أيام ثم أستوى على العرض مالكم من دونه ولى ولا شفيع) (السجدة 4).
وفى يوم الدين لا تنفع الشفاعة عند الله. (لا يقبل منها شفاعة) (البقرة 123) (وإتقوا يوما لا يجزى نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة) (البقرة 123). (يا أيها الذين أمنوا إنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتى يوم لا بيع فيه ولا خله ولا شفاعة) (البقرة 254). (ثم ما أدراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله) (الأنفطار 18 ، 19). من كل هذه النصوص القرآنية يتضح بجلاء أن الشفاعة فى يوم الدين لله وحده.
2) رغم هذا فالقرآن يسمح بالشفاعة للملائكة المقربين وإن كانت ضمن حدود وقيود: (وكم من ملك فى السموات لا تغنى شفاعتهم شيئا غلا من بعد أن يأذن لمن يشاء ويرضى) (النجم 26).
3) ولكن هل يقر القرآن بشفاعة محمد؟
أ- ومن الليل فتهجد به نافلة لك (التهجد هو الصلاة ليلا بعد الإستيقاظ) عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا وقل رب أدخلنى مدخل صدق وأخرجنى مخرج صدق وأجعل لى من لدنك سلطانا نصيرا) (الإسراء79 ، 80). هذه النصوص تعنى المقام المحمودى الدنيا بنصرة الله له ولا شئ يوحى بالشفاعة.
ب- (والضحى والليل إذا سجى ، ما ودعك ربك وما قلى (وما أبغضك). الآخرة خير لكم من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى) (الضحى 1-5). القرآئن كلها تدل على أن الآخرة المذكورة هى آخرة للنبى سيرة محمد ودعوته وليس الآخرة فى يوم الدين. وهب أنها تعنى الآخرة فى يوم الدين فعطاء الله للنبى لا يقضى حكما بالشفاعة لأن صريح القرآن ينفيها عن الخلائق إلا الملائكة المقربين.
ج- (يوم لا يجزى الله النبى والذين آمنوا معه ونورهم يسعى بين أديهم (قدامهم) وبإيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا وأغفر لنا أنك على كل شئ قدير). (التحريم 8). فى هذا النص نلاحظ أنهم يستغفرون لأنفسهم لا لغيرهم ، بل أن القرآن يقطع بأنه لا شفاعة لمحمد يوم الدين فى قوله أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من النار) (الزمر 19).

saif
مشاركات: 35
اشترك: أكتوبر 27th, 2005, 3:26 pm

نوفمبر 17th, 2005, 10:51 am

أخي عبد الشكور

ما أوهى حججك عن الحجر الأسود. و ما أوهى المثال الذي ضربت عن تقبيل المسلم لأبنائه و أصحابه. أمر مثير للشفقة حقا

اقرأ

الحجر الأسود يمين الله
أخرج الجندي عن ابن عباس قال‏:‏ الحجر الأسود يمين الله في الأرض، فمن لم يدرك بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستلم الحجر فقد بايع الله ورسوله‏.‏
وأخرج الأزرقي والجندي عن ابن عباس قال‏:‏ إن هذا الركن الأسود يمين الله في الأرض يصافح به عباده‏.‏

الحجر الأسود سيكون له عينان ولسان ويشهد هذا بعينه عبادة الوثن
وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏إن الله يبعث الركن الأسود له عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد لمن استلمه بحق‏"‏‏.‏
وأخرج الأزرقي عن سلمان الفارسي قال‏:‏ الركن من حجارة الجنة، أما والذي نفس سلمان بيده ليجيئن يوم القيامة له عينان ولسان وشفتان، يشهد لمن استلمه بالحق‏.‏

يمين الله حجر يصافح بها خلقة فما بالك بباقى جسم اللة بلا شك سيكون صنم
وأخرج الأزرقي عن ابن عباس قال‏:‏ الركن يمين الله في الأرض يصافح بها خلقه، والذي نفسي بيده ما من امرئ مسلم يسأل الله عنده شيئا إلا أعطاه إياه‏.‏
وأخرج ابن ماجه عن عطاء بن أبي رباح‏.‏ أنه سئل عن الركن أسود فقال‏:‏ حدثني أبو هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏"‏من فاوضه فإنما يفاوض يد الرحمن‏"‏‏.‏
وأخرج الترمذي وحسنه والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏إن لهذا الحجر لسانا وشفتين، يشهد لمن استلمه يوم القيامة بحق‏"‏‏.‏
وأخرج ابن خزيمه والطبراني في الأوسط والحاكم والبيهقي في الأسماء والصفات عن عبد الله بن عمرو ‏"‏أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ يأتي الركن يوم القيامه أعظم من أبي قبيس له لسان وشفتان، يتكلم عن من ‏[‏استلمه‏؟‏‏؟‏‏]‏
واخرج الطبراني في الأوسط عن عائشة قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏اشهدوا هذا الحجر خيرا فإنه يأتي يوم القيامة، شافع مشفع، له لسان وشفتان يشهد لمن استلمه‏"‏‏.‏

يا للسخف و الجهالة
أيها المسلمون استيقظوا

عبد الشكور
مشاركات: 80
اشترك: أكتوبر 5th, 2005, 5:28 pm

نوفمبر 18th, 2005, 9:31 pm

ـــ الروايات التى فيها وصف الحجر الأسود بأنه (يمين الله) لا تصح. ولو صحت فليس فى وصف الحجر الأسود بأنه يمين الله إلا كما فى قوله تعالى (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم) الفتح 10.

وأما أن الحجر الأسود من الجنة، وأنه يأتي يوم القيامة له عينان ولسان يشهد لمن استلمه، فكل ذلك حق. وليس فى ذلك أن المسلمين يعبدونه، فلا القرآن أمرنا بذلك، ولا رسول الله ، ولا فعله صلى الله عليه وسلم، ولا فعله أصحابه رضى الله عنهم، ولا أحد من التابعين رحمهم الله، ولا أحد من أئمة المسلمين وعلمائهم رحمة الله على الجميع، وعلى ذلك سار عوامهم إلى الآن بحمد الله ومنته.

واستلام الحجر الأسود وتقبيله عبادة لله لا للحجر. وشهادته لمن استلمه يوم القيامة، كشهادة القرآن لصاحبه، وشهادة العمل الصالح للمؤمنين، وليس ذلك بأعجب من شهادة أعضاء الكفار عليهم، كما قال تعالى: (اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون).

ولا علاقة بمسألة الحجر الأسود بموضوعناالأصلى، الذى يدور حول إثبات ألوهية المسيح من نصوص الإسلام. فنرجو الالتزام بالموضوع الأصلى، ولمن أراد موضوعـًا آخر فإدارة المنتدى لا تمنع عقد موضوع جديد منفصل.



ـــ الزعم بأنه (لا إنجيل يثبت نبوة محمد) لا وزن له فى موضوعنا، ولمن شاء إثبات أن أناجيل النصارى هى الصحيحة فله ذلك، ولكن فى موضوع آخر منفصل عن موضوعنا، لأن صحة أناجيل النصارى أو كذبها لا علاقة لها بموضوعنا، لأن الموضوع الأصلى يستشهد على المسلم من القرآن لا من هذه الأناجيل، والقرآن لا يعترف بها لأنها ـ على حد قول أصحابها ـ لا تحتوى على البشارة بمحمد صلى الله عليه وسلم، فثبت أنها على كل تقدير لا وزن لها فى هذا الموضوع.



ـــ وكذلك مسألة العرش و(تحييز الله) لا علاقة لذلك بموضوعنا، سيظل المسيح فى الإسلام مجرد عبد أنعم سيده عليه سواء أثبتنا العرش أم نفيناه.

وإثبات أن الله فى كل مكان بذاته، لا ينفع عباد المسيح فى تأليه المسيح، لأنه على ذلك الافتراض ــ مع بطلانه ــ لا يكون للمسيح مزية على غيره، بل كل بشر وحيوان له نفس المزية. وكذلك رفع المسيح على هذا الافتراض ــ مع بطلان الافتراض ــ لا تأليه فيه للمسيح كما لا تأليه فيه لغيره، لأن غير المسيح قد رفع إلى السماء، كما بينا سابقـًا بالتفصيل.

واتهامنا بالكفر لأننا نثبت أن الله استوى على عرشه اتهام باطل؛ لأن الله عز وجل هو الذى أخبر بأنه على العرش استوى، وليس فى ذاك أدنى مشابهة منه لمخلوقاته، لأنه سبحانه (ليس كمثله شىء). فليس الكفر فى إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه، وإنما الكفر فيمن ادعى على الله أنه بذاته فى كل مكان والله لم يخبر بذلك، والكفر فيمن اعتقد بأن ربه حل بذاته فى كل قذر ووسخ.

ونعود ونكرر مرارًا وتكرارًا أن المسألة لا علاقة لها بموضوعنا، وموضوعنا هو عن إثبات ألوهية المسيح من القرآن، ولن يفيد تأليه المسيح إثبات العرش ولا نفيه.



ـــ لا يلزم من أطلق تعبير (عباد المسيح) أن يشرح معها المعتقد النصرانى، وإلا للزم كل إنسان أطلق على قوم تعبيرًا أن يصحبه دائمًا بالشرح والبيان، لا يلزم ذلك خاصة مع افتخار هؤلاء القوم بهذا التعبير.

وأما أن التعبير فيه إيهام للمسلم بأن النصارى مشركون، فالمسلم لا يحتاج لهذا (الإيهام) المتوهم، بل يعلم المسلم يقينـًا من القرآن أن النصارى وكل من عبد المسيح فهو كافر بالله العظيم. ويعلم ذلك يقيـنـًا من أقوال رسوله صلى الله عليه وسلم وأفعاله وكذلك أقوال صحابته وأفعالهم رضى الله عنهم.

وتوضيح زكريا بطرس لا يفيد المسلم إلا اليقين من صدق القرآن. ولو كانت المسألة داخلة فى موضوعنا، لبينا ما فى كلام زكريا بطرس من التلبيس والخطأ، بل لبينا عدم فهم الناقل أصلاً، ويكفى لبيان هذه الأخيرة أن يجيب الناقل: هل (أبو الخير ابن الطيب) من أهل السنة أم الأشاعرة؟

والمسألة بعد خارجة عن موضوعنا، فلا أحب إطالة الكلام فيها، وإنما نبهت عليها ابتداءً تبيينـًا لعدم استهدافى للسب، ومن شاء اتهامى ــ بعدما بينت ــ فهو وما شاء. لكن ذلك لا علاقة له بموضوعنا الأصلى.

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر