العدل بوابة التوحيد والأيمان والتقوى

شارك بالموضوع
عبدالله12
مشاركات: 8
اشترك: مارس 22nd, 2010, 4:36 pm

إبريل 21st, 2010, 9:27 am

يا الله لبيك لا شريك لك
العدل بوابة التوحيد والأيمان والتقوى
نعيش اليوم في عالم يضج بأطروحة حقوق الإنسان و في المفهوم الديني العدالة ليست من حقوق الإنسان بل هي من حقوق الله على الإنسان ، أن الاعتداء على أي إنسان هو اعتداء على الشريعة الإلهية وعلى الإرادة الإلهية,في الأطروحة الدينية الإلهية يعتبر الاعتداء على الحقوق التي وهبها الله للإنسان هو اعتداء على شريعة الله ،والاعتداء على شريعة الله هو عدوان على الله، والعدالة في المفهوم الديني هي التزام برفض الظلم ورفض الطغيان ورفض الاستبداد ورفض الاعتداء على أي فرد أو جماعة ليس من منطلق احترام حرياتهم الشخصية وحسب وإنما من منطلق الأدب في ساحة الله والالتزام بشروط الله على الإنسان .. من هنا يجب أن يكون واضحاً لدينا أن الأنبياء والأولياء هم الدعاة الى العدالة وأن العدالة هي التي تحفظ الحقوق للجميع وذلك لأنها عبادة من أهم العبادات وطاعة من أشرف الطاعات لله سبحانه خالق السماوات والأرض ..
مستويات العدل

هكذا نفهم أن العدالة ليست هي مشروع سياسي بل هي أعظم وأفضل وأحسن عمل عبادي للمؤمن وهي صفة أخلاقية إلهية ثابتة فيه، تقوم على إعطاء الحق لصاحب كل حق، لذلك تكون على مستويات احد هذه المستويات هو العدل الاجتماعي,

العدل الاجتماعي.. ويتعلق بسلوك الإنسان العام في الحياة مع الإنسان الآخر دون الأخذ بنظر الاعتبار القومية والوطنية و اللون و الدين و المذهب و الأيدلوجية والحزبية ، فهو مستوى من العدالة الدائمة والتفصيلية المطلوبة من كل واحد منا،فربنا سبحانه يقول في محكم كتابه الحكيم (إِنَّ اللَّهَ يَأمُرُكُم أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهلِهَا وَإِذَا حَكَمتُم بَينَ النَّاسِ أَن تَحكُمُوا بِالعَدلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً) فهذا المنطوق واضح جداً وفيه الموعظة الإلهية،ويسميها الله سبحانه نعم الموعظة وإذا كنا من أهل التوحيد لله سبحانه ، ومن أهل الولاية لمن يأمر بالقسط من الأنبياء والأولياء الناطقين المصلحين فلن يصدق توحيدنا ولن يتجذر في قلوبنا ولن تصدق ولايتنا ولن تثبت في حياتنا إن لم نعمل بالعدل الاجتماعي ، أي أن نحكم أنفسنا بالعدل في كل أمر ، والعدل هو خير ما أنزل على الأنبياء والرسل في كل الملل والمذاهب (وَمَن لَم يَحكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) فهذا هو مستوى العدالة الاجتماعية وهو المستوى الذي نهتم به في هذا المبحث وهو أساس في الدعوة الإلهية وفي وصايا الأنبياء والأولياء (ع) .
الولاية للعدالة الاجتماعية

أول ما يأمر به الله سبحانه الإنسان المؤمن هو العدل ، وهذا مصداق قوله سبحانه (إِنَّ اللَّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَالأِحسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُربَى وَيَنهَى عَنِ الفَحشَاءِ وَالمُنكَرِ وَالبَغيِ يَعِظُكُم لَعَلَّكُم تَذَكَّرُونَ) .. و(كل الأوامر التي تأتي بعد العدل هي لتثبيت هذا العدل ولتوسيعه في سلوك المؤمن ولحمايته) ، فأي واحد منا إذا تصرف أي تصرف يخدش به عدالته عليه أن يتوب الى الله سريعاً ويكفر عن مابدر منه من سوء (والعدالة مقدمة لقبول كل العبادات ) فكيف يقبل الله سبحانه عبادة من تورط بالظلم ..
وفي هذا الاتجاه يجب أن نعرف مدى اهتمام رسول الله (ص) بأمر العدالة ، أسمع قول رسول الله (ص) وهو يقول : ( عدلُ ساعة خير من عبادة سبعين سنة مع قيام ليلها وصيام نهارها ) ، وقال الصادق
: ( العدل أحلى من الماء يصيبه الظمآن ، وما أوسع العدل إذا عُدل فيه) .. هذه هي أحاديث يجب أن نعمل بها ولا نكتفي بأخذ المسائل الفقهية ونهمل هذه المسائل وكأنها ليست من الفقه ، بل هي جوهر الفقه وأساسه ، ولا تقبل كل التطبيقات الفقهية إن لم نلتزم قبلها بالعدالة .. ويقول الصادق: ( العدل أحلى من الشهد وألين من الزبد وأطيب ريحاً من المسك ) أنتبه إلى هذا المدح والثناء على العدل، يجب أن تكون لدينا هذه المشاعر حتى نكون مؤمنين فعلاً.. ويقول ( اتقوا الله واعدلوا، فإنكم تعيبون على قومٍ لا يعدلون ) هذه ملاحظة بغاية الأهمية هذا يعني أن حقك في أن تعيب غيرك من المخالفين لمنهجك يسقط عندما
لا تعمل أنت بالعدل.. ومن التشديد على فضيلة العدل يقول رسول الله (ص) : ( درهم يرده العبد الى الخصماء - يقصد بالخصماء من تخاصموا معه على مال مثلاً - خيرٌ له من عبادة ألف سنة وخيرٌ له من عتق ألف رقبة ، وخيرٌ له من ألف حجة وعمرة ) .. هذا منطق واضح جداً ، هذا منطق لا يقبل اللبس ، فالذي يسرق أموال الشعب ثم يذهب للحج أو الزيارة فهو لا يخدع إلا نفسه .. وكما قلنا أن كل عبادة مع الظلم باطلة ولا قيمة لها وهي مجرد خداع يخدع به الإنسان نفسه.. وقال(ص) : (من رد أدنى شيء الى الخصماء أعتق الله رقبته من النار ، وأعطاه بكل درهم ثواب مدينة في الجنة) وعلى هذا الحال وهذا العمل يجب أن يكون سلوكنا فلنراجع أنفسنا .. والله غفار لمن تاب وآمن وأصلح وعمل صالحاً ثم اهتدى .
من هنا يتبين لنا الفرق بين المتدين العادل والمتدين غير العادل ، فالمتدين العادل هو مؤمن حقيقي وصاحب إيمانٍ صادق ويصفه الله سبحانه بأنه مهتدي ، بقوله : (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَم يَلبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمنُ وَهُم مُهتَدُونَ).. أما المتدين غير العادل فهو صاحب إيمان مزيف وكاذب ، وهو لا يسير على منهج الأنبياء والأولياء بل يتستر بالدين أي يأخذه غطاء لتحقيق أطماعه ومطامحه الشخصية ، فلننتبه لأنفسنا كي لا تتسلل إلينا مثل هذه الحالات التي صارت شائعة في المجتمع وفي الأوساط الدينية ، بل يجب أن نكون حازمين مع أنفسنا لنجعلها تلتزم بشروط الله سبحانه ، وأهم شروط الله هي العدالة فلا نعتدي على أحد لا في البيت ولا في العمل ولا في السياسة ولا في المسجد ولا في أي مكان .
العدالة في كتاب الله

وانظر إلى كتاب الله الكريم كم يؤكد على إقامة العدل والقسط ، والقسط هو التطبيق العملي والتفصيلي للعدل .. كي نكون قرآنيين علينا أن ننتبه الى مدى التأكيد في كتاب الله على العدل والقسط ، فالله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالقِسطِ وَلا يَجرِمَنَّكُم شَنَآنُ قَومٍ عَلَى أَلا تَعدِلُوا اعدِلُوا هُوَ أَقرَبُ لِلتَّقوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعمَلُونَ) بمعنى أن الله سبحانه وتعالى يطلب من المؤمنين أن يكونوا قائمين بالعدالة بكل شؤونهم وهذا تكليف إلهي واضح ، ويؤكد عليهم أن لا يدفعهم الشنآن أي العداوة والمخاصمة مع أي قوم الى ترك التصرف بالعدالة معهم ، بل يأمرهم بإقامة العدالة حتى مع أعدائهم ، ويزيل الشبهة من فكر المسلمين بأن يتصوروا أن الله سبحانه ينهاهم عن العدالة مع الطيبين من المسيح واليهود والصابئة ، فيقول لهم سبحانه : (لا يَنهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَم يُقَاتِلُوكُم فِي الدِّينِ وَلَم يُخرِجُوكُم مِن دِيَارِكُم أَن تَبَرُّوهُم وَتُقسِطُوا إِلَيهِم إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقسِطِينَ) بمعنى ما داموا في حالة سلم وفي حالة علاقة طيبة معنا فنحن نكون في حالة بر وقسط معهم يعني في حالة من إعطاء الخير والحكم بالعدل، بل أكثر من ذلك ، فالله سبحانه يريدنا أن نقيم الحكم العادل (أي القسط) حتى على أنفسنا أو المقربين منا ، بمعنى أن نترك كل أشكال التحيز والتعصب ونكون صريحين وصادقين ومنصفين ، فإذا أخطأنا حكمنا على أنفسنا بأننا مخطئين كما في قوله سبحانه : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالقِسطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَو عَلَى أَنفُسِكُم أَوِ الوَالِدَينِ وَالأَقرَبِينَ إِن يَكُن غَنِيّاً أَو فَقِيراً فَاللَّهُ أَولَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الهَوَى أَن تَعدِلُوا وَإِن تَلوُوا أَو تُعرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعمَلُونَ خَبِيراً) .. فعلينا أن نعلم أن الأمر بالعدل وإقامة القسط تكليف من أهم تكاليف الشريعة كما في الآية الكريمة : (قُل أَمَرَ رَبِّي بِالقِسطِ) وهذا التكليف يتكرر دائماً سواء في القضايا السياسية أو الاقتصادية كما في قوله سبحانه : (وَأَوفُوا الكَيلَ وَالمِيزَانَ بِالقِسطِ لا نُكَلِّفُ نَفساً إِلا وُسعَهَا وَإِذَا قُلتُم فَاعدِلُوا وَلَو كَانَ ذَا قُربَى وَبِعَهدِ اللَّهِ أَوفُوا ذَلِكُم وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُم تَذَكَّرُونَ) فهذه وصية الله وموعظة الله وأمر الله سبحانه ، وهي الالتزام بالعدل في كل شؤون الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومع كل فئات المجتمع .. فإذا خالفنا هذا التوجه القرآني ولم نلتزم بالعدالة في سلوكنا وفي منهجنا وفي تصرفاتنا مع المجتمع فنحن إذاً بعيدون عن القرآن وعن العدالة الإلهية .. فالأمر الإلهي واضح جداً في كتاب الله لإقامة العدالة كما في الآية الكريمة: (وَأُمِرتُ لأَعدِلَ بَينَكُمُ).. كما إن الأمر موجه الى المؤمنين في كل أزمان الأنبياء ( وَيَا قَومِ أَوفُوا المِكيَالَ وَالمِيزَانَ بِالقِسطِ وَلا تَبخَسُوا النَّاسَ أَشيَاءَهُم وَلا تَعثَوا فِي الأَرضِ مُفسِدِينَ) ، وهذه الآية واضحة في أن العدل هو تكليف من أهم التكاليف الشرعية وتركه يعني نشر الفساد في الأرض ، فلا توجد منطقة وسطى بين العدل والظلم ، ونحن جميعاً نعرف بالتجربة الواقعية أن ترك العدل سواء على صعيد الحكم أو على صعيد القيادة الدينية أو على صعيد السلوك الشخصي لأبسط إنسان سيؤدي بالمقابل الى الفساد الفكري والروحي والأخلاقي في المجتمع ، ومن المؤسف أن البعض يدّعي أنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وفي تصرفاته الظلم الكثير ولا يقيم العدالة في منهج سلوكه ، وهو بذلك ينشر الفساد من حيث لا يشعر ويضر بدين الله جل جلاله .
البراءة من الظلم تمام العدالة

وبعد أن فهمنا المطلب الأول وهو الولاية للعدل وفهمنا مدى تشدد كتاب الله بهذا المطلب نفهم أنه لا يكتمل هذا المطلب إلا بشطره الثاني وهو البراءة من الظلم .. فالمطلب الثاني في عقيدتنا هو البراءة من الظلم من أي جهة جاء ، سواء جاء من حاكم مستبد أو من مستعمر جائر أو من متستر بالدين ، وسواء كان على صعيد صغير مثل الظلم في البيت داخل العائلة أو على صعيد أوسع مثل الظلم في المحلة السكنية أو العشيرة أو الظلم في محل العمل ، أو على صعيد عام مثل الظلم السياسي والظلم الديني ، فعلى المؤمنين أن ينشروا وعي البراءة من الظلم في الأمة وأن يخبروا الناس بأن الله لا يحب الظالمين ، وعلى المؤمنين رفض الظلم من خلال التمسك بعقيدة العدل الإلهي .. وعليهم أن يتبرؤوا من الظلم بكل الوسائل الممكنة ..
فإن ترك البراءة من الظلم هو ترك لركن مهم من أركان الشريعة وركن من أركان العدالة.. وإن حب الظالمين أو تبرير أعمالهم أو التستر عليهم أو التشبه بهم هو مما يغضب الله سبحانه ومما يخل بعقيدة الإنسان المؤمن .. فلنتحسب لكل سلوك يخرج منا ، لأن الله سبحانه يراقب كل تصرفاتنا وسلوكنا .. ولنعلم أن تجنبنا لأي ظلم عقائدي أو سياسي أو اجتماعي وتمسكنا بالعقيدة هو الذي يجلب لنا التوفيق الإلهي .. ومن الضروري أن نطلع على موقف رسول الله (ص) وأولياء الله من الظلم كي يكون لدينا وعي يحصننا من الوقوع بأي ظلم حتى لا نتورط بأصغر ظلم يؤدي إلى ابتعادنا عن الله سبحانه ، فرسول الله (ص) يقول : (إن أهون الخلق على الله من وليَ أمر المسلمين فلم يعدل لهم) فالعدل أساس المُلك ولا يجوز مطلقاً تقليص العدل أو ممارسة شيء من الظلم والقهر والتعسف بحجة الحفاظ على النظام والدولة وحمايةً للقانون والحكومة، وتطبيق هذا لا يكون على القيادات السياسية فقط ، بل حتى على القيادات الدينية وليس على القيادات فقط بل أصغر شخص بيده سلاح أو بيده منصب أو متسلط على شارع أو محلة فهو ممن ينطبق عليه هذا الحديث الشريف .. وقال (ص) : (جور ساعة في حكم أشد وأعظم عند الله من معاصي ستين سنة) فلا يتباهى أحد بحسنات عملها سابقاً ثم ظلم بعدها ، فظلم ساعة يحبط كل حسناته ، فلنتقِ الله حق تقاته .. (وَاتَّقُوا يَوماً لا تَجزِي نَفسٌ عَن نَفسٍ شَيئاً وَلا يُقبَلُ مِنهَا شَفَاعَةٌ وَلا يُؤخَذُ مِنهَا عَدلٌ وَلا هُم يُنصَرُونَ) .. وأعلموا أن من يظلم يأتي يوم القيامة نادماً أشد الندم ولكن ماذا ينفعه ندمه في وقتها ، فقد فات الأوان وهذا قول الله سبحانه : (وَلَو أَنَّ لِكُلِّ نَفسٍ ظَلَمَت مَا فِي الأَرضِ لافتَدَت بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا العَذَابَ وَقُضِيَ بَينَهُم بِالقِسطِ وَهُم لا يُظلَمُونَ) .. والله سبحانه يقول إن من يظلم الناس يعطي الحجة على نفسه ليعذبه الله بالعذاب الأليم وهذا نص قوله سبحانه : (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظلِمُونَ النَّاسَ وَيَبغُونَ فِي الأَرضِ بِغَيرِ الحَقِّ أُولَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ) فهل هذا واضح أم نمر على آيات الله معرضين غير منتبهين
ويقول في هذا الاتجاه رسول الله (ص) : (اتقوا الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة).. وقال الحسين:
(إياك وظلم من لا يجد عليك ناصراً إلا الله) فالله سبحانه ينتقم للمظلوم إذا ما كان ضعيفاً لا يجد لنفسه ناصراً ، فإياكم أن تتورطوا بظلم ضعيف ، أو الاعتداء عليه أو تخويفه ، فرسول الله (ص) يقول : ( من نظر إلى مؤمن نظرة ليخيفه بها أخافه الله تعالى يوم لا ظل إلا ظله ) .. وقال الصادق: ( العامل بالظلم والمعين له والراضي به شركاء ثلاثتهم )..وقال:( من أعان ظالماً لظلمه سلّط الله عليه من يظلمه، فإن دعا لم يستجب له ).
العدالة شهد الشعوب
هكذا فهمنا أن العدالة هي مطلب إلهي وهي من أهم المطالب الإلهية بعد التوحيد ، بل أن التوحيد بدون العدالة يصبح نفاق وتستر بالدين واستغلال له وتشويه لا أكثر ، وهكذا أيضاً نفهم أن العدالة هي أمنية الشعوب وهي مطلبها وهي غايتها وهذا واقع نتحسسه جميعاً ، ولا أحد منا ينكره بل نقول (العدالة ألذ من الشهد) بمعنى أنها بالنسبة للإنسان ألذ شيء في الحياة بعد حب الله سبحانه ، فالعدالة هي إذاً شهد الشعوب وسعادته ولذته ولذلك فنحن نحترم كل الثورات التي قامت لرفض الظلم ولطلب العدالة رغم أن هذه الثورات لم تكن تحمل المشروع الإلهي الحقيقي ولم تكن تقدم العدالة الحقيقة لشعوبها ، ولذلك أيضاً فنحن منذ مئات الأعوام والى اليوم نقدس كربلاء الحسين لأنها كانت دفاعاً عن العدالة فلقد خرج الحسين رافضاً الظلم وكانت حركته الإصلاحية مبرئة للدين من كل ما يفعله الظالمون ، ولهذا أيضاً نحن نتلهف لليوم الذي ستُملأ فيه الأرض عدلاً وقسطاً بمجيء الإمام العادل الذي وعدنا به الله ، والذي سيقيم العدالة الكبرى على الأرض حتى لا يبقى ظلم على الخالق أو على المخلوق على وجه الأرض .. وهكذا أيضاً نعرف أن الطريق الصحيح للتهيؤ لهذه الثورة الإلهية ولنصرة قائدها ولرضا الله سبحانه هو بأن نلتزم منهج العدالة في أخلاقنا وعملنا في المجتمع وفي الأسرة وفي العمل، ونلتزم العدالة بتفكيرنا وعواطفنا فكلما نكون أقرب للعدالة كلما أصبحنا أقرب إلى الإيمان الصادق والى رضا الله سبحانه . فلنرفض إذاً أي ظلم مهما كان صغيراً ، لنرفض الظلم السياسي ليس طاعة للغرب بل طاعة لله سبحانه ، ولنرفض الظلم الديني وذلك من خلال رفضنا لكل من يتستر بالدين ويزيفه ويسخره للدنيا ويشوه معانيه ولنرفض الظلم الاجتماعي في بيوتنا وفي أعمالنا ولنفتح الطريق اتجاه العدالة بإقامة قيم العفو والتسامح لأنها من أهم حصون العدالة ثم الالتزام بحفظ الحقوق للناس بدون تمييز ..

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر