هل صُلب المسيح حقاً؟ (كتاب بقلم فارس القيرواني)

شارك بالموضوع
فارس
مشاركات: 61
اشترك: مارس 6th, 2006, 5:46 pm
المكان: لبنان

مارس 6th, 2006, 5:52 pm

المقدمة


ليس الهدف من هذه الدراسة إضرام نار الشحناء بين المسيحيين والمسلمين في عالم موبوء بالبغضاء، والتفرقة، والتَّعصُّب، والعنصرية. إنما أردنا أن نعالج قضية هي في صُلب الخلاف بين المسيحية والإسلام على ضوء المعطيات التاريخيَّة، والدينية والمنطقية بأسلوب يتسم بالجديَّة والموضوعيَّة. ودأبنا في هذا كله خدمة الحقيقة من خلال مخاطبة العقل من ناحية، وتوثيق أواصر اليقين في قلوب المؤمنين من ناحية أخرى. فالصليب في المسيحيَّة هو قضية القضايا، وعلى الإيمان بفداء المسيح المصلوب يتوقف مصير الإنسان في أبديَّته المقبلة.


هذا ما تنادي به المسيحيَّة.
وهذا ما يؤمن به المسيحيون.

أما الإسلام فإنه يتّخذ موقف الرفض المطلق من الصليب، ولا يرى فيه حاجة إلى خلاص الإنسان، اعتماداً على أن التوبة إن اقترنت برحمة الله تضحى كافية لتؤهل التائب، إن كانت تلك هي مشيئة الله، للدخول إلى جنّاته تعالى يتمتّع بما جاء به الوعد في القرآن.


والفارق في هذين الموقفين هو
كالفارق بين الشرق والغرب.

إن المسيحي المؤمن يرى في الصليب وموت المسيح الكفاري الضمان الأكيد للحظوة بالحياة الأبدية. ذلك أن الله قد جسّد محبته ورحمته وعدالته على الصليب. فاليقين هنا مصدره وعد الله إذ قال المسيح:"فكل من يؤمن بي فله حياة أبدية" من غير استثناء. أي إن المؤمن المسيحي الأصيل يدرك يقيناً أنه إذا مات فله حياة أبدية. ولا مجال في هذا اليقين إلى عبارات: "إن شاء الله" أو "إن ذلك يتوقف على رحمته تعالى". ولا يعني هذا أن في وسع المرء أن يرتكب المعاصي، ويجنح للشر، ثم يقول: "لقد ضمنت الحياة الأبدية لأن المسيح قد مات من أجلي ودفع ثمن ما تقدم وما تأخر من ذنبي". إن في هذا القول لبهتاناً عظيماً، إذ على كل من ابتغى الحياة الأبدية أن يعيش على مستوى مطالب المسيح من القداسة ليكون إيمانه بفداء المسيح إيماناً عملياً.

أما الخلاص في الإسلام فهو سعي متواصل لعل المؤمن يحظى فيه برضى ربه، فينعم بجنة الفردوس. هذا السعي يتطلب جهداً قلّما يحالف فيه التوفيق صاحبه. إن العمل في الإسلام ضروري للحصول على الثواب. بينما العمل في المسيحيّة هو من ثمار الإيمان وليس للحصول على الثَواب. فالحياة الأبدية في المسيحيّة قد تأمنت بفضل عملية الفداء المطلقة التي تشمل كل من يؤمن بالمسيح رباً وفادياً ومخلّصاً. هذا هو الشرط. وهو شرط لا مناص منه. ومتى تحقق شرط الإيمان الصادق المخلص يتولد الإثمار الطبيعي. فالزهرة من طبيعتها أن تملأ الفضاء بعبيرها العبق، وكذلك من شأن طبيعة المؤمن المسيحي الحقيقي أن ينتج ثمراً صالحاً حقيقيّاً ليس من أجل ثواب أو مكافأة، أي ليس من أجل الحصول على الحياة الأبدية التي باتت مضمونة مع تحقيق شرط الإيمان، إنما هي تعبير طبيعي عن الحياة الجديدة التي أصبح عليها المؤمن المسيحي.

لهذا عمدنا في هذه الدراسة إلى الاستعانة بكل ما توافر لدينا من وثائق ومراجع معترف بها لإثبات حقيقة الصلب، وأنه حدث تاريخي وقع منذ ألفي عام تقريباً، وأن المصلوب كان حقاً هو المسيح وليس آخر، وأن أي ادّعاء يتعارض مع هذا الواقع هو ادّعاء باطل من أساسه يستنكره التاريخ ويتناقض مع الحقيقة.

ورجاؤنا إلى الله أن يتحرر إخواننا المسلمون من التعصُّب في أثناء مطالعة هذا الكتيّب، وأن يضعوا ما ورد فيه على محك الحقيقة فلا تجرفهم العاطفة إلى إساءة الظنّ في مقولاته، كما أننا لا ندعوهم لموافقتنا إنما نأمل أن تولّد هذه الدراسة شيئاً من التوثيق للبحث عن الحقيقة، حتى لو كانت هذه الحقيقة تخالف ما نشأنا عليه من تربية دينيّة. فلو لم يبذل مؤسّس الإسلام كل جهد في البحث عن الله لبقي كل حياته مشركاً كبقية قومه وقبيلته. وهذا درس علينا أن نتلقّنه جميعاً إن كنا حقاً مخلصين في طلب الحق الإلهي.

والله من وراء القصد.

(ارتقب الفصل الأول)

145
مشاركات: 98
اشترك: يناير 10th, 2006, 5:01 pm
المكان: مغربية
اتصل:

مارس 6th, 2006, 6:20 pm

السلام عليك ورحمة الله يا أخي فارس فنحن المسلمون نؤمن بالكتب السماولة الثلاثة المنزلة قبل القرآن وهذه الكتب الثلاثة تتحدث عن عقيدة واحدة وتشريع موحد مبني على التوحيد وعبادة الله والسجود له سبحانه . ولشدة إصرار قوم محمد [ص] على عبادة الأصنام كآلهة وصعوبة الدعوة في بداية الأمر فكان من اللازم مواجهة هولاء الكفرة بالواقع الملموس بحيث إن كانوا غير مقتنعين بوحدانية الخالق أن يسألوا أهل الكتاب : هل أتوا أنبياؤهم بدعوة تدعوا لعبادة آلهة دون الله سبحانه وكذلك يثبت الله نبيه محمد [ص] على أن الدعوة التي يدعوا لها هي دعوة صادقة لقوله تعالى:[[ وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن ءالهة يعبدون ]] إذن فالكتب السماوية اللأربعة ذات منبع واحد وتدعوا إلى السجود للواحد القهار ولهذا كان قول عيسى بن مريم :( إلى أن تزول السماء الأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس") فهو يصر عليه السلام على عدم زوال هذه القاعدة الأساسية ألا هي عبادة الله وتأكيد وحدانيته بين الأمم وهذا هو الأساس في إرسال الأنبياء للتبقى وسائل الإقناع تختلف من نبي للآخر على حسب المحيط الظروف التي ستواجهم في هذه المهمة الطاهرة.أما الأحداث والمشاهد المرافقة لهذه المهمة فهي مبنية على أساس أن هذه الكتب الأربعة لم تأتي في زمن واحد ولهذا نجد الثوراث تتحدث عن عيسى بن مريم كخبر غيبي قبل إلغائه من الثوراث من طرف اليهود كما أن الثوراث الصادقة أشارت للعقيدة الموحدة للنبي عيسى [ص] ولم تشر للأحداث التي رافقت هذه الدعوة الطيبة ، فجاء عيسى بن مريم بالإنجيل كدعوة مطابقة للثوراث والزابور ولم يتحدث الإنجيل عن الأحداث المرافقة للدعوة و المكر الشديد الذي واجهته من طرف اليهود أي أن الإنجيل لم يتحدث عن مكر اليهود ومحاولتهم قتل المسيح والتي باتت بالفشل في تخطيط إلاهي متقن ولو كان الإنجيل تحدث بمكر اليهود في قتل المسيح لعلمه تلاميده ولكن على حسب أقوالهم بعد الواقعة أن القبض على المسيح من طرف اليهود كان فيه عنصر المفاجئة بالنسبة لهم فشهدوا محاكمته وتنفيد الحكم بصلب المسيح ولقد شهدوا بما رأوا وهذه حقيقة لا ننكرها ولا ينكرها القرآن لقوله تعالى:[[ وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم]] أي أن اليهود ساقوا بمكرهم شبه المسيح لصلبه ظنا منهم أنه المسيح الحقيقي فكان مكر الله أكبر من مكرهم ،فتأكد اليهود الكفرة وتلاميذه من مقتل المسيح ليظهر عيسى بن مريم ثانية بعد ثلاثة أيام من الواقعة قرب المقبرة التي دفن بها الشبه بشهادة نسوة وللتأكد من هذه الشهادة بحتوا عن الجتة فلم يجدوها فأصبح يقينهم بقتل المسيح فيه شك لقوله تعالى:[[ وما قتلوه يقينا ]] أما أصحابه وتلاميذه فظنوا أنه بعث من قبره بعد الواقعة ورفع إلى السماء . فكل هذه الأحداث يا أخي فارس لا تشكل إلا نصف الحقيقة الذي يخص المرحلة الأولى بحيث أن هناك مرحلة ثانية مكملة للنصف الأول والتي غابت عن الإنجيل والمسيحيين طول هذه القرون إلا القليل منهم كما أخبر الله بقوله:[[ وإن من أهل الكتاب ليؤمنن به قبل موته ]] ..............................................هشام عبد الرحمان
415

145
مشاركات: 98
اشترك: يناير 10th, 2006, 5:01 pm
المكان: مغربية
اتصل:

مارس 8th, 2006, 5:19 pm

السلام عليكم ورحمة الله أين هو الفصل الأول يا أخي فارس ؟ وما هو سبب إختفائك ؟
415

فارس
مشاركات: 61
اشترك: مارس 6th, 2006, 5:46 pm
المكان: لبنان

مارس 8th, 2006, 6:29 pm

الفصل الأول: هل صُلب المسيح حقاً؟


إن عقيدة الفداء، أي موت المسيح على الصليب من أجل خلاص الجنس البشري، هي عقيدة جوهرية في صُلب الديانة المسيحيّة. فمبدأ الخلاص قائم في أصله على هذا العمل الفدائي، وهو عمل لم يخطط له البشر، أو يرسم معالمه الناس، إنما هو من صنع الله، وليس للإنسان أي فضل في ذلك.

ولكن موت المسيح على الصليب وبالتالي قيامته في اليوم الثالث من بين الأموات، قضيّة اختلف عليها المسلمون والمسيحيّون منذ نشأة الإسلام، في مطلع القرن السابع الميلادي حتى عصرنا الحاضر. فالمسلمون ينكرون إنكاراً قاطعاً أن المسيح قد صُلب أو حتى مات موتاً طبيعياً (مع العلم أن لفيفاً من العلماء المسلمين يميلون إلى القول إن المسيح قد مات موتاً طبيعيّاً ثم رفعه الله إلى السماء). بينما يصرّ المسيحيّون عن قناعة لا شك فيها أن المسيح قد مات مصلوباً من أجل فداء الإنسان الخاطئ.

إن المسلمين يستهدفون من إنكارهم صلب المسيح إنكار مبدأ الفداء بل حاجة الإنسان إلى مخلص. بينما يرى المسيحيّون أنه لا خلاص من غير سفك دم، أي من غير عمل الكفارة الذي اتخذ شكله النهائي والأبدي على الصليب في شخص المسيح. فالكتاب المقدس في إشارته إلى صلب المسيح يقول: "بِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لا تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ" (الرسالة إلى العبرانيين 9: 22).

وهو أمر يستنكره المسلمون أشدّ الاستنكار اعتقاداً منهم أنّ التوبة والأعمال الصالحة كافية لخلاص الإنسان من خطاياه، وأنّ الغفران يرتبط ارتباطاً وثيقاً برحمة الله وإرادته ولا علاقة له بعمل المسيح الفدائي على الصليب [1] . كذلك لا يؤمن المسلمون بضرورة وجود وسيط بين الله والناس لأن الإنسان، كما يدّعون يولد بريئاً وأنّ ما يرتكبه من آثام هي أخطاء متولدة عن ضعف الطبيعة البشرية ونقصانها وليس بفعل الطبيعة الساقطة التي ورثها عن آدم. وأودُّ هنا أن أُحيل القارئ إلى كتيّب قيّم بعنوان: "طبيعة الإنسان الساقطة في الإسلام والمسيحية"[2] عمد فيه المؤلف إلى تفنيد هذه الادعاءات تفنيداً جازماً مستعيناً بالمصادر الإسلامية والمسيحيّة على السّواء.

ولن أحاول هنا أن أعرض بالتفصيل المطول إلى الأسباب القاطعة التي ولّدت قناعة لا يشوبها الشك في إيمان المسيحيين بموت المسيح على الصليب وقيامته في اليوم الثالث، إنما سأُلمح إليها بشيء من الإجمال لأن دراسة مسهبة لمثل هذه الأسباب تقتضي كتاباً وليس كتيّباً.

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

وهو مات لأجل الجميع كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام (2كورنثوس15:5)




ماذا يعني الصليب لك شخصياً ؟

يحتفل العالم المسيحي في هذا الوقت من كل عام بذكرى الفصح المجيد, ذكرى موت وقيامة السيد المسيح. فإذا بنا نرى فرصة لتبادل الهدايا, ولبس الثياب الجميلة, وأكل الأطايب... وإذا بالبعض الآخر يرى فرصة لتسويق بضاعته وتنشيط تجارته ... وإذا بآخرين يحتفلون بالمسرحيات والافلام والغناء والرقص, بل وبالسكر والقمار, الى ما هنالك من مُتَع الجسد والدنيويات ... وبالرغم من كل هذا يعلّقون الصليب على اعناقهم وعلى ابواب بيوتهم وفي سياراتهم, لكنهم للأسف الشديد, لا يدركون حقيقة هذه الذكرى ولا يلمسون معنى صليب المسيح وانتصاره على الموت.

فالمسيح لم يصلب لكي نستمر في حياتنا الخاطئة, ولم يمت لنزداد في الغوص العميق في بحر الملذّات الدنيوية الفاسدة, والمطامع المادية الزائلة.

لا يعني الصليب تعصّباً أعمى لهذا الدين او تلك الطائفة, بالمظهر الخارجي, بينما يفرغ القلب من محبة المسيح وروحه الصالح.

لا يعني الصليب انتماء لهذه المجموعة او تلك, فنتذكّره في المناسبات, وبدون مفهومه الصحيح.

فالذين لا يعرفون معنى صليب المسيح, يسميهم الانجيل بالهالكين الجاهلين, وأما الذين اختبروا قوة المسيح وغفرانه, فيقول الانجيل عنهم أنّ كلمة الصليب عندهم هم المخلّصين فهي قوة الله وحكمة الله. (1كورنثوس18:1و24)

فالمسيح المدعو كلمة الله, جاء من قلب الله وذاته متجسّدا, لكي يحمل خطايا البشر في جسده, على الصليب, ليدينها ويمحوها؛ ولكي يغفرها لكل من يؤمن به حقاً وفعلاً, لا كلاماً وادّعاءً ؛ ولكي يمنح كل مؤمن به الحياة الابدية (يوحنا 16:3؛ 40:6و47)

لم يُصلب المسيح لأنه كان ضعيفاً, حاشا, إذ قال لبطرس:" أتظن أني لا استطيع الآن ان اطلب الى ابي فيقدم لي أكثر من اثني عشر جيشا من الملائكة ؟" (متى 53:26)

لم يُصلب المسيح لأن اليهود او الرومان كانوا اصحاب السلطة, فقد قال المسيح لبيلاطس الروماني : "لم يكن لك عليّ سلطان البتة لو لم تكن قد اعطيت من فوق ؛ لذلك الذي أسلمني اليك له خطية أعظم." (يوحنا 11:19) وإذ جاء اليهود ليمسكوا يسوع , قال لهم : "من تطلبون؟" فأجابوه: "يسوع الناصري!" فقال لهم يسوع: "أنا هو" فلما قال لهم إني أنا هو, رجعوا الى الوراء وسقطوا على الارض. (يوحنا4:18-6)

بل لقد كانت ارادة الله أن يأتي في المسيح ويتحمّل عقاب خطايا البشر على الصليب, لكي يحرّرهم من الخطيئة ويخلّصهم من الشيطان ومن جهنّم. وقد قال المسيح بفمه الطاهر في يوحنا 15:10و17و18 " أنا أضع نفسي عن الخراف... أنا اضع نفسي لآخذها أيضاً, ليس أحد يأخذها مني, بل أضعها أنا من ذاتي, لي سلطان ان أضعها, ولي سلطان أن آخذها أيضاً... "

فالله بيّن محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة, مات المسيح لأجلنا (رومية8:5)

أي أنّ الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه, غير حاسب لهم خطاياهم (2كورنثوس19:5)

لم ينتحر المسيح في الصليب عندما أسلم نفسه, حاشا, لأن اليائس والبائس هو الذي ينتحر, أما المسيح فبحُبٍ وبأس, "أسلم لأجل خطايانا واُقيم لأجل تبريرنا" (رومية 25:4)

هل رأيت محبة الله التي تجلّت في المسيح المصلوب عنك وعني؟

هل رأيت قوة الله التي تجلّت في قيامة المسيح المنتصر على الموت والشيطان؟

هل دخلت محبة الله وقوة الله الى قلبك وروحك وحياتك؟

هل صار يعني لك الصليب والقبر الفارغ أمراً جديداً عظيماً ؟

http://www.thegrace.com/issue13/a_mawd.htm

هل المسيح قد صُلب ومات حقاً أم لا؟
نعم وبكلّ تأكيد. لقد صلب يسوع المسيح، ومات على الصليب، ودفن، ثم قام من الموت في اليوم الثالث، وبعد أن ظهر لتلاميذه مرّات عديدة، صعد إلى يمين الله في الأعالي. هذه الحقائق يؤكدها لنا الإنجيل المقدس المحفوظ بقدرة الله من التحريف أو التشويه لكي يظل نورا لكلّ من يريد أن يهتدي إلى الحق والصراط المستقيم.

حادثة الصلب وما سبقها وما تبعها ولا سيّما قيامة المسيح من الموت مكتوبة في الإنجيل كما دونّه متى من الفصل26-28، وفي إنجيل مرقس من الفصل 14-16 ، وفي إنجيل لوقا من الفصل 22-24 ، وفي إنجيل يوحنا من الفصل 18-21 .

وبالإضافة إلى الأناجيل الأربعة، فإن معظم كتب العهد الجديد تشير إشارة واضحة إلى حادثة موت المسيح وقيامته. أما كتب العهد القديم أي التوراة، وكتب الأنبياء والمزامير (الزابور)، فهي أيضا تشير إلى موت المسيح إمّا بواسطة نبوآت مباشرة وإمّا بالإشارة الرمزية المتمثلة في تقديم الذبائح للحصول على مغفرة الذنوب. وإن افترضنا أنّ من الممكن أن نزيل من التوراة والزبور والإنجيل كلّ ذكر أو إشارة لموت المسيح وقيامته، فلن يبقى بعد ذلك من هذه الكتب المقدّسة إلا اجزاء متفرقة غير مفهومة.

فالمسيح هو محور الكتاب المقدس كلّه. وموته البديليّ الفدائي هو أهمّ عمل في كلّ التاريخ. وقيامته المجيدة هي أكبر برهان على قوّة الله تعالى وصدق المسيح البارّ. ولعلّ سؤالك هو لماذا سمح الله بموت المسيح علما أن الله عادل وأن المسيح البار لم يقترف ذنبا واحداً؟

وأنت أيها الصديق، إن فهمت الإجابة على هذا السؤال تكون قد فهمت إحدى أهمّ ركائز العقيدة المسيحية. قال المسيح: "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبديّة." (يوحنا 3:16). وكتب الرسول بولس: "وما دمنا الآن قد تبررنا بدمه، فكم بالأحرى نخلص به من الغضب الآتي!" (روما 9:5).

إذن موت المسيح تمّ بمشيئة الله حتى يتمكن الإنسان أن يتصالح مع الله وينال الغفران الكامل والحياة الأبدية بواسطة الإيمان بالمسيح. موت المسيح الكفّاري كان ضروريا إذ ليس من طريق آخر لتأمين غفران الله للبشر المذنبين. "لأن الجميع قد أخطأوا وهم عاجزون عن بلوغ ما يمجد الله. فهم يبرّرون مجانا، بنعمته، بواسطة الفداء بالمسيح يسوع" (روما 23:3). جميع البشر أخطأوا (وهذا يشمل الأنبياء والرسل) وجميعهم واقعون تحت نفس العقاب ولا يمكن لمذنب أن يشفع في منذب آخر.

أمّا المسيح البارّ، فلأنه ابن الله المتجسد، فهو لم يقترف ذنبا واحدا ولم يعرف الخطيئة مطلقا. ولأنه تحمّل عقاب الخطيئة عوضا عنا بموته على الصليب، فله الحق أن يشفع فينا نحن الخطاة ويمنحنا غفران الله لخطايانا وسلاما وحياة أبدية. هذه هي الطريقة الوحيدة للحصول على نعمة الله المجانيّة: الإيمان بموت المسيح الكفاري البديلي، وبقيامته المجيدة، معترفين له بالذنوب وتائبين توبة صادقة.

نرجو أن نكون قد أوفينا سؤالك حقه ونحن نرحب بك وبأسئلتك. ودمت بحفظ الله القدير.

نعم … وما صلبوة وما قتلوة ؟!
نعم هذا حقيقي إلى حد كبير. فالرومان كانوا يستعمرون اليهود في ذلك الوقت، فلم يكن لليهود سلطة تنفيذ حكم الإعدام، ولو فعلوا لكانوا أعدموا المسيح رجما بالحجارة حسب شريعتهم، وليس بالصلب الذي كان أسلوب الرومان في تنفيذ أحكام الإعدام. والإنجيل يقول:

جاء (اليهود) بالمسيح من عند قيافا إلى دار الولاية (الرومانية) فخرج بيلاطس إليهم وقال لهم .. خذوه انتم واحكموا عليه حسب ناموسكم (شريعتكم) فقال له اليهود لا يجوز لنا أن نقتل أحدا- ليتم قول المسيح الذي قاله مشيرا إلى أية ميتة كان مزمعا أن يموت- قال له بيلاطس (الوالي الروماني) أ أنت إذا ملك. أجاب المسيح: أنت تقول أنى ملك، لهذا ولدت أنا ولهذا أتيت إلى العالم لأشهد للحق، كل من هو من الحق يسمع صوتي .. فقال له بيلاطس ألست تعلم أن لي سلطانا أن أصلبك وسلطانا أن أطلقك أجاب المسيح: لم يكن لك على سلطان البتة لو لم تكن قد أعطيت من فوق. حينئذ أسلمه إليهم ليصلب." (يوحنا18: 28-32 ، 37، 19: 10 ، 11 ، 16)

اذن فالرومان هم الذين نفذوا حُكم الصلب فى المسيح وليس اليهود.

145
مشاركات: 98
اشترك: يناير 10th, 2006, 5:01 pm
المكان: مغربية
اتصل:

مارس 9th, 2006, 11:06 am

إن القرآن الكريم لا يتحدث عن اليهود في واقعة المسيح بل يتحدث عن بني إسرائيل بشكل عام وينحدر أصل بني إسرائيل من زمن الفراعنة فبعث فيهم موسى ليخرجهم من القهر والعبودية فسميوا باليهود بعدما إهتدوا إلى كلمة الحق ومنذ ذلك الزمن مرورا بداوود وسليمان إلى أن بعث عيسى بن مريم توصف الأجيال المهتدية من بني إسرائيل باليهود إلا أن هذه الصفة تبخرت بعد كفرهم بأنبياء الله وكفرهم بالمسيح نبيا فظهرت صفة ثانية في بني إسرائيل ترمز إلى نصرة المسيح وهي النصارى .إذن المسيح بعث في بني إسرائيل بشكل عام فكفروا بنبوته إلا القليل منهم وهم الذين سموا بالنصارى فبنو إسرائيل هم الذين أرادوا قتل المسيح فإذا كان الرومان ينحدرون من أصل إسرائيلي فأنت صادق في أن الرومان هم الذين أرادوا قتل المسيح فإن لم يكن كذلك فآبحت جيدا عن من أمر بصلب المسيح لأنه هو أصل الواقعة............................................................هشام عبد الرحمان
415

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر