أنزل الله ثلاث صلوات وليس خمسا

fetteh
مشاركات: 48
اشترك: فبراير 19th, 2006, 7:31 am
المكان: http://mosque.electronic.iquebec.com

مارس 9th, 2006, 8:36 pm

بسم الله الرحمان الرحيم

ثلاث صلوات في كتاب الله وليست خمسا


إن الصلاة التي أنزلها الله في الكتاب والتي كان يصليها النبي ومن معه من المؤمنين هي ثلاث ، صلاة الفجر ، والصلاة الوسطى ثم العشاء ، ويبقى القيام في الليل ، وهذه هي الصلاة التي صلاها جميع الأنبياء والصالحين على مر العصور ، إنها لم تتغير ، بل الناس هم الذين غيروا وغيروها في كل العصور حتى عند المسلمين .


إن كل ما شرعه الله لعباده من عبادات وغيرها فهي وحي من الله إلى أنبيائه أنزله إليهم في كتاب ليبلغوه بدورهم إلى عباده ، فالصلاة ركن من هذه العبادات وهي تمثل الركن الكبير فلا تكون إلا وحيا من الله كما أوحاها إلى أنبياء من قبل فأخبرنا عنهم في قوله تعالى ‘‘وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة…’’
وكل ما شرعه الله يؤخذ من كتابه المنزل ولا نلجأ إلى أي كتاب آخر ولا إلى أعمال الناس ولا إلى أقوالهم فالدين لا يورث من أعمال الناس ولا من أقوالهم ولا مما كتبوه بل يورث من الكتاب المنزل كما قال عز وجل ‘‘ فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب… ’’ <169 الأعراف> إنه قال ورثوا الكتاب أي الكتاب الذي أنزله الله فقد ورثنا القرآن وما على الناس إلا أن يتمسكوا به ويدرسوا ما فيه كما جاء في قوله تعالى ‘‘فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وان يأتهم عرض مثله يأخذوه ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه والدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين ’’<170 الأعراف>
وهذا بيان من الله على أن الذي يورث هو الكتاب المنزل وأنه هو الذي يجب دراسته وأنه هو الذي يجب التمسك به وقد أمر الله النبي الكريم بأن يتمسك بالقرآن ونبهنا على أنه سيسألنا عما أنزل فيه قال العليم الخبير ‘‘فاستمسك بالذي أوحي إليك انك على صراط مستقيم وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون ’’ <44 الزخرف> وهذا أمر من الله لنبيه بأن يتمسك بالقرآن وأن الناس ستسأل عما جاء في القرآن لا في ما كتبوه من الكتب وجعلوه تشريعا للناس . وأنتقل بكم إلى الصلاة التي شرعها الله في كتابه لنرى الفرق الكبير بين ما نزل من عند الله وبين ما صنعه الناس عبر الزمان وجعلوا منه كتبا محل كتاب الله .


1 تعريـف الصلاة

الصلاة عبارة عن أقوال وحركات يقصد بها ذكر الله مع الانقطاع إليه عن جميع الحركات الأخرى قال الرحمان الرحيم ‘‘واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا ’’ <8 المزمل> أي انقطع إليه انقطاعا مع ذكر اسمه .
والصلاة تنقسم إلى أقوال وحركات

2 الحركــات
تكمن الحركات في القيام والسجود :
يقول الغفور الودود ‘‘ أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه ’’ <9 الزمر>
فهذه هي الحركات المطلوبة في الصلاة القيام والسجود وكل الحركات الأخرى من رفع اليدين أو قبضهما أو تحريك الأصابع وغير ذلك من الحركات ليست أصلا في الصلاة .

ملاحظة عن السجود :لا يكون السجود إلا خرا من وضعية الوقوف إلى النزول إلى الأرض ولا يكون من وضعية الجلوس كما يفعل الآن في السجدة الثانية من كل ركعة فهذا سجود أصحاب الأعذار كالمرضى والعجزة الذين لا يستطيعون السجود خرا من وضعية الوقوف ، وكثير من الآيات تبين على أن السجود لا يكون إلا من القيام ، ومنها قول العلي القدير ‘‘إنـما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا .. ’’ <15 السجدة > وكلمة خر تعني السقوط من أعلى كقوله في سورة النحل ‘‘ قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم .. ’’ أو كقوله في سورة الأعراف ‘‘ فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا .. ’’ فالسجود لا يكون إلا من الوقوف فالسجدة الثانية من كل ركعة لا أصل لها في الصلاة بل السجود واحد . ولا تقدم الركبتين على اليدين في السجود إذ ليس هذا معنى الخر .

سجـود التلاوة : لا يوجد سجود التلاوة بل يجب السجود بعد أي تلاوة للقرآن على القارئ والمستمع فقد ذم الله الكافرين بقوله ‘‘وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون ’’ وقال في حق المؤمنين ‘‘ إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ..’’ وعلى هذا لا يقرأ القرآن جهرا يسمعه الغير إلا في الصلاة ولا تكون القراءة فـي الصلاة إلا جهرا يسمعه المأموم حتى يكون السجود مناسبا .

3 الأقـوال في الصلاة
الأقوال في الصلاة هي قراءة القرآن والتسبيح .

قراءة القرآن :
يقول الله تعالى ‘‘يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه
ورتل القرآن ترتيلا ’’<المزمل>

التسبيح :
يقول عز وجل ‘‘ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا ’’وقال أيضا ‘‘إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم .. ’’<السجدة> ولا يوجد في القرآن أقوال أخرى غير هذه في الصلاة ما عدا الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم قبل قراءة القرآن حسب قوله عز وجل ‘‘فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ’’

قراءة القرآن تكون جهرا سواء على انفراد أو في جماعة :
يقول العلي القدير ‘‘ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا ’’<الإسراء> هذا على انفراد تكون القراءة فيه معتدلة وأما في جماعة فيقول ربنا ‘‘وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ’’ <الأعراف > ولا يكون الاستماع والإنصات إلا إذا كانت القراءة جهرا

قراءة ما شاء من السور بدون قيد ولا شرط :
قال السميع البصير ‘‘فاقرءوا ما تيسر من القرآن ’’ وهذه الآية جاءت عقب الكلام عن الصلاة وذلك في سورة المزمل وقال أيضا ‘‘ واتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة ’’

فقراءة الفاتحة ليست شرطا في الصلاة بل هي سورة كباقي السور ويقرأ في الصلاة ما شاء من السور وأما أن يعتقد فرضيتها في الصلاة فهذا لا أصل له في كتاب الله ، وبما أن الفاتحة جلها دعاء جعلها الناس في كثير من المناسبات حتى أصبحت واجبا في بعضها كعقد الزواج مثلا ولما أدخلت على الصلاة أصبحت فرضا منها ، ولو كانت هي التي يفتتح بها القرآن لكانت هي أول ما نزل من القرآن ولكان جبريل يقرأها في كل مرة ينزل بالوحي على نبينا الكريم




4 ترتيـل القرآن وليس الغناء
يقرأ القرآن قراءة عادية كقراءة أي كتاب إلا أن قراءته تكون مرتلة أي رويدا رويدا وهذا هو معنى الترتيل وليس معناه الغناء أو التلحين كما يفعل الآن وكلمة ترتيل تعني عدم الإتيان بشيء دفعة واحدة يقول الله عز وجل ‘‘وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا ’’
يعني أنزلناه مجزأ وليس دفعة واحدة وهذا معنى الترتيل في نزول القرآن ، والترتيل في قراءته يعني قراءته ببطء
فالغناء والتلحين أدخلا على قراءة القرآن ودعما بحديث صنعوه يقولون فيه من لم يتغن بالقرآن فليس منا فاستعملت كلمة التغني بدل الغناء للتمويه على الناس فالتغني والغناء معنى واحد ، وهكذا أدخلت الموسيقى للكنائس . ولو كان الرسول يغني بالقرآن لقال له الكفار إنك مغني ولكن كانوا يقولون له انك شاعر لما كانوا يسمعونه من قراءة عادية ، وهل كان جبريل يقرأ القرآن على نبينا وهو يتغنى به كما يفعل المسلمون الآن . فالقراءة التي نسمعها اليوم والتي يسمونها بالترتيل والتجويد ما هي إلا نوع من أنواع الموشحات

التسبيح
يكون التسبيح سرا دون الجهر من القول لقوله تعالى ‘‘ واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول .. ’’ ولا يكون محددا بعدد من التسبيحات بل يجب الإكثار منه لما جاء في الكتاب ‘‘ واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار ’’ والإكثار من الذكر يكون في جميع الصلاة ، قراءة ، سجود وتسبيح .

أما التكبير في الصلاة كتكبيرة الإحرام وغيرها من التكبيرات فليست من الصلاة بل هي إشارات من الإمام للمأموم للإعلان عن بداية الحركات فتجدها عند انطلاق الصلاة وعند بداية السجود وعند الرفع منه وذلك فقط للإعلان عن هذه الحركات ليكون هناك تناسق بين الإمام والمأموم ، ولو كان التكبير ذكرا من الصلاة لكان سرا ، فالإمام يجهر به وذلك فقط للإشارة ، ولابد للإمام من إعطاء الإشارة فلا بأس بالتكبير إذن إلا أن المأموم ليس ملزما به وكذلك من صلى منفردا ، ولو كان التكبير من الصلاة لكان الإكثار منه فعل حسن ولكنك ترى من فعل ذلك يستوجبون له السجود مما يبين أن التكبير ليس ذكرا من الصلاة يستحب الإكثار منه ، وقد استعمل التكبير مثلا لنداء الناس لأمر معين كنداء الصلاة <الآذان > وللإعلان عن انطلاق الحرب وغير ذلك من الأمور .

السلام في الصلاة
السلام في الصلاة هو إعلان عن نهايتها وليس جزءا من الصلاة بل مجرد ما يجلس المصلي للدعاء فقد انتهى من الصلاة ولا بأس إن فعلها الإمام وليست لها معنى لغيره ولمن صلى منفردا

الإقامة للصلاة
هي الإعلان عنها ليقوم الناس لصلاة الجماعة فقط ولا معنى لها في صلاة الفرد ويمكن أن يقول الإمام للمأموم قوموا للصلاة ويكون بقوله هذا قد أعلن عنها ولا يكون مقيدا بأي صيغة كانت

التشهد
التشهد ليس ذكرا من الصلاة ولا علاقة له بها فهو يدخل ضمن الدعاء بعد الانتهاء من الصلاة فكل كلام يخرج عن التسبيح أو قراءة القرآن فليس من الصلاة .

عدد الصلوات المفروضة في اليوم
من الميزات التي تمتاز بها الصلاة المفروضة أن يكون الله قد عين للناس مقدارها وعين لهم وقتها في الكتاب وأول ما نزل من القرآن في الصلاة المفروضة قوله عز وجل ‘‘ يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا ’’ فهذه الآية ترينا بوضوح كيف عين الله لنا مقدار الصلاة ووقتها الذي تؤدى فيه بأن جعل المقدار ما يقارب نصف الليل وعين وقتها بأن تكون في الليل وهكذا صلى نبينا وطائفة من الذين آمنوا معه كما قال الله عنهم في الكتاب ‘‘ إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك …’’ <المزمل> فهذه هي الصلاة التي كانت مفروضة في البداية ، ثم فرض الله مع صلاة الليل السابقة أوقاتا أخرى أي صلاة أخرى وذلك في الصباح الباكر وفي الأصيل ونزل في ذلك قرآنا يقول الله فيه ( واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا ، ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا ) [ سورة الإنسان ] وهذه الآية تضم كل الصلاة التي كانت مفروضة في البداية ، صلاة في الصباح الباكر وصلاة وقت الأصيل وذلك قوله ( واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا ) ثم الصلاة الطويلة في الليل التي تعرف بالقيام وهو قوله ( ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا ) ومر على هذه الصلاة فترة من الزمن ثم جاء التخفيف من الله فخفف عنا هذا العبء الثقيل وأنزل قرآنا يقول فيه ‘‘ إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ، ونصفه ، وثلثه ، وطائفة من الذين معك ، والله يقدر الليل والنهار ، علم أن لن تحصوه فتاب عليكم ، فاقرأوا ما تيسر من القرآن ’’ <المزمل> وبنزول هذه الآية أصبحت الصلاة الطويلة في الليل نافلة تصلى حسب الإستطاعة ، نزل التخفيف في صلاة الليل التي تعرف بالقيام وأبقى على الصلاة الأخرى بكرة وعند الأصيل ، ولو لم تكن هناك صلاة بكرة وعند الأصيل لما جاء التخفيف ، فالتخفيف يعرض الصلاة المخففة للإهمال كما نراه اليوم ولا بد أن تكون هناك صلاة أخرى مفروضة تربط الناس بربها ، ألا وهي الصلاة بكرة وأصيلا التي كانت مع القيام ، خفف الله القيام وأبقى على هذه الصلاة بكرة وأصيلا ، وظل القرآن ينزل من حين لآخر يذكر بهذه الصلاة أي بكرة وعند الأصيل ، وكلما نزل فيها قرآنا أعطاها تفصيلا أكثر إلى أن جاء الإسراء فأكد على هذه الصلاة ورسم لها الحدود النهائية حيث قال( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل ، وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ، ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) فكما ذكر من قبل الصلاة في الصباح الباكر ذكرها هنا في هذه الآية بقوله
( وقرآن الفجر) وكما ذكر من قبل الصلاة في الأصيل ذكرها هنا بقوله ( لدلوك الشمس إلى غسق الليل ) وكما كان القيام نافلة ذكره هنا بقوله ( ومن الليل فتهجد به نافلة لك ) وظل القرآن يذكر نفس الصلاة أي بعد الإسراء ولم يطرأ أي تغيير ، بقيت نفس الأوقات ونفس الحدود إلى أن ختم الله القرآن وانتهت الرسالة وسأبين ذلك إن شاء الله مفصلا :

الصلاة في الصباح الباكـر

وقتها : تكون هذه الصلاة في أول النهار

مقدارها من الوقت :هو مقدار طرف النهار ويبدأ من بداية النهار عند تلاشي الظلام إلى قبل طلوع الشمس .

صلاة في المساء
وقتها : تكون هذه الصلاة في آخر النهار
مقدارها من الوقت : هو مقدار طرف النهار ، ويبدأ هذا التوقيت من قبل غروب الشمس إلى آخر النهار عند بداية الظلام أي عكس ما يقع في الصباح تماما
صلاة في الليل
وقتها : تكون هذه الصلاة في أول الليل
مقدارها من الوقت : يبدأ توقيتها من أول الليل إلى غسقه أي حتى يشتد الظلام ، فالوقت الذي يضم آخر النهار وأول الليل هو الأصيل
وخلاصة القول أن الله فرض علينا ثلاثة أوقات تقام فيها الصلاة ، صلاة في أول النهار وتسمى الفجر ، وصلاة في آخر النهار وتسمى الوسطى ، وصلاة في أول الليل وتسمى العشاء ، ولم ينزل الله غير هذا
إلا ما كان نافلة في الليل ، ومن قال غير هذا فقد افترى على الله كذبا وقال على الله ما لم ينزل به سلطانا
وأني ومن اتبعني على هذا لشهيد .
واليكم الآيات التي أنزلها الله في الصلاة المفروضة :
قال الرحمان ‘‘ وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفى من الليل ’’ <هود 114> يعني أن الصلاة تقام في أول النهار وآخره مقدار طرفيه وتأخذ أخرى جزءا من الليل وهذه الآية واضحة تمام الوضوح ومبينة الأوقات التي تقام فيها الصلاة على أنها ثلاث أوقات، ونزلت هذه الآية بعد تخفيف القيام .

آية أخرى يقول الله فيها ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى ) وهذه الآية تعطي تفصيلا آخر لهذه الصلاة ، إنها تبين حدود أطراف النهار الذي ذكرته الآية السابقة ، بحيث ينتهي الطرف الأول من النهار قبل طلوع الشمس ويبدأ الطرف الثاني منه قبل غروبها
وهذه الآية أيضا جاءت بعد تخفيف القيام .

وجاءت آية أخرى تبين كل الحدود للصلاة ، قال الله عز وجل || أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ..|| فهذه الآية توضح كل الوضوح أن الصلاة تبدأ من دلوك الشمس أي قبل غروبها بقليل وتنتهي إلى غسق الليل أي عندما تشتد ظلمة الليل ، ( وقرآن الفجر )
أي وأقم الصلاة وقت الفجر وتأخذ كل هذا الوقت حتى طلوع الشمس ، فأوقات الصلاة المفروضة في هذه الآية تتناسق جملة وتفصيلا مع الأوقات المفروضة في الآيتين السابقتين وما يأتي بعدها .

آية أخرى نزلت في سورة <ق> يذكر الله فيها الصلاة المفروضة بأنها تكون في هذه الأوقات فيقول
( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ومن الليل فسبحه وأدبار السجود ) فالصلاة لا زالت هي نفسها تتناسق مع ما نزل من قبل .

وأنقل لكم آية نزلت بعد الإسراء وفي المدينة حيث وقعت هناك غزوة الأحزاب التي ذكرها الله في كتابه فالآية التي نزلت في هذه السورة يبين الله فيها أن الصلاة الأولى تكون في الصباح بكرة ، والثانية والثالثة تكون عشية عند الأصيل ، يقول عز وجل في سورة الأحزاب ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا ) نفس الأوقات التي ذكرها من قبل ، فالآية تتناسق مع ما نزل من قبل .

إليكم آية أخرى نزلت في سورة غافر ، وهي تؤكد على هذه الأوقات ، يقول الله فيها ( فاصبر إن وعد الله حق ، واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار ) فهذه هي صلاة الرسول التي كان يصليها

وكذلك صلى الأنبياء من قبل هذه الصلاة ، ولنأخذ مثالا عن ذلك مما ذكره الله لنا في القرآن ، فنبي الله داوود كان يصلي هذه الصلاة بالذات ، قال الله عنه ( واذكر عبدنا داوود ذا الأيد انه أواب انا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق ) <ق> أي أن داوود كان يصلي بانتظام في الصباح الباكر وهو وقت الإشراق ويصلي بالعشي ، نفس الأوقات التي حثنا الله عليها ، فالصلاة لم تتغير .

وكذلك نبي الله زكريا فانه كان يصلي هذه الصلاة نفسها ، وبذلك أمره الله قائلا ( قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا ، واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار ) < آل عمران > فالله أمره بالصلاة بالعشي والإبكار كما أمر داوود وكما أمرنا نحن بالصلاة في هذه الأوقات ، وبهذه الصلاة أمر زكريا قومه دون أن يزيد فيها أو ينقص منها ، يقول الله عنه في سورة مريم ( فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم
أن سبحوا بكرة وعشيا ) <مريم> فالأنبياء لا يغيرون ولا ينقصون ولا يزيدون في دين الله ، فالصلاة من الشرائع التي وصى الله بها جميع الأنبياء ، ولا تكون إلا في هذه الأوقات ، ولم ينزل في القرآن غير هذه الصلاة ، وما نراه من الصلاة اليوم ما هو إلا من صنع الناس عبر تطاول الزمان .
هذه هي الأوقات التي كان يصليها النبي والذين آمنوا معه <الصحابة >
قال الله عنهم ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ) <الكهف> أي واصبر مع الذين يعبدون ربهم بالغداة والعشي أي يصلون في هذه الأوقات يعني الصلوات الثلاث المذكورة سابقا ، فقوله يدعون ربهم يعني يعبدون ربهم لأن كلمة الدعاء في القرآن تطلق على السؤال وتطلق على العبادة فالدعاء هنا مرتبط بوقت الصلاة فيعني العبادة ، أضف إلى ذلك أنه قال يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه فالعبادة أي الصلاة هي التي يريدون بها وجه الله أما الدعاء الذي يقصد به السؤال فالمراد به مصلحة الناس . والآيات التي يطلق الدعاء بها على العبادة كثيرة ، وأذكر منها على سبيل المثال ما هو واضح وضوح الشمس في قوله عز وجل ( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا ، وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا ) <الجن> أي إن المساجد لله وحده فلا تعبدوا فيها أحدا مع الله فكلمة تدعوا تعني تعبدوا ، ولما قام عبد الله يدعوه يعني لما قام النبي يعبد الله أي يصلي ، فهذه هي صلاة النبي والذين أمره الله بالصبر معهم فاتقوا الله يا أولي الألباب .

صلاة النافلة
فالنافلة لا تكون إلا في الليل بعد الانتهاء من الفرض، يقول الله عز وجل ( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل ، وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ، ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) <الإسراء> هذه الآية شملت الصلاة كلها، الفريضة والنافلة ، ونرى واضحا أن الله ذكر
الفريضة أولا ثم ذكر بعدها النافلة رغم أن هذه الأخيرة تتوسط الفريضة وهذه الآية جاءت تبين مقادير الصلاة ، فقوله أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل يعني أن صلاة العشي تبدأ من دلوك الشمس أي قبل غروبها بقليل وتنتهي إلى غسق الليل أي عند اشتداد ظلمة الليل وهذا مقدار صلاة آخر النهار وصلاة أول الليل أما قوله وقرآن الفجر فيعني صلاة الفجر ومقدارها طيلة الفجر من بداية أول النهار إلى قبل طلوع الشمس وأما النافلة فلم يجعل لها مقدارا معينا كما كانت عليه سابقا لما كانت مفروضة وكان مقدارها ما يقارب نصف الليل ، وذهب بعض العلماء يلوون ألسنتهم بالكذب لإصراف الناس عن حقيقة هذه الآية فقالوا إن دلوك الشمس يعني نزولها عن كبد السماء ويريدون بذلك إدخال صلاة الظهر والعصر بهتانا على الناس والحقيقة أن دلوك الشمس هو ما تفسره الآيات السابقة والتي تدل كلها على أن دلوك الشمس يكون في آخر النهار ، وفي طرفه ، وقبل غروب الشمس بقليل وكأن الشمس تريد أن تلتصق بالأرض في نظر المشاهد
ذلك هو دلوك الشمس .
إن الله فرض علينا في كتابه الكريم ثلاث صلوات في اليوم اثنان في طرفي النهار وأخرى في بداية الليل يقول الله عز وجل في سورة هود ( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفى من الليل ) تكون الأولى في بداية النهار مع ظهور الفجر وتنتهي قبل طلوع الشمس وتكون الأخرى في آخر النهار ومتماثلة تماما مع الأولى بحيث تبدأ الثانية عند دلوك الشمس أي قبل غروب الشمس وليس بعد غروبها كما نراه اليوم وتنتهي هذه الصلاة مع بداية الليل الذي تبدأ معه الصلاة الثالثة وتنتهي هذه الأخيرة بغسق الليل أي عندما تشتد ظلمة الليل وهنا تنتهي الصلاة المفروضة ويفتح الباب لصلاة النافلة ولا صلاة في النهار على الإطلاق .
فهذه هي صلاة الفرض والنافلة التي علمها الله لرسوله ولأمته وهذه إذن صلاة النبي لمن أراد أن يعرف متى كان النبي يصلي، وكذلك كان الصالحون والأتقياء يصلون النافلة في الليل فقط ، وأضرب أمثلة من ذلك .
هناك رجال صالحون سماهم الله عباد الرحمان فهؤلاء كانوا يصلون النافلة في الليل كما قال الله فيهم
( وعباد الرحمان الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما والذين يبيتون لربـهم سجدا وقياما ) فقوله يبيتون يعني أن صلاتهم كانت بالليل، وفي هذا الوقت أيضا كانت صلاة المتقين قال الله عز وجل ( إن المتقين في جنات وعيون آخذين ما آتاهم ربهم انـهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) فصلاتهم كانت بالليل ، فالله يحثنا على النافلة في الليل فيقول ( أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه ) وقال عن أهل الكتاب ( من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون ) فكل هؤلاء كانت صلاتهم في الليل .
فهذه هي صلاة الفرض والنافلة التي أنزلها الله في كتابه ، فالفريضة تكون في أطراف النهار وبداية الليل والنافلة تأتي بعد ذلك في الليل ولا يوجد في القرآن إطلاقا صلاة في غير هذه الأوقات ولا يوجد أحد صلى في غير هذه الأوقات الأنبياء والصالحون على حد سواء .
إن في هذه الأوقات يختفي ظل الأشياء كلها أي يكون ممتدا بينما كان يتحرك في النهار ليكون مـمتدا في آخره ، وهذا يعني سجود الظلال في أواخر النهار وبالتالي سجود الأشياء كلها مكرهة ، إذن في هذه الأوقات تسجد الأشياء كلها طوعا وكرها فالذين يسجدون طوعا يسجدون بإرادتهم فيفعلون ذلك بأجسامهم لما أمرهم الله به في هذه الأوقات والذين أبوا ذلك يسجدون إكراها بظلالهم فتصبح ممتدة في هذه الأوقات
قال الله عز وجل ( ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال ) وهذا واضح أن الظلال تسجد في هذه الأوقات سجود إكراه لمن لا يريدون أن يسجدوا لله طوعا ، وقال أيضا
( أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون )
وهم داخرون يعني مجبرون ، ولهذا جعل الله لنا الصلاة في الصباح قبل طلوع الشمس أي تنتهي قبل ظهور الظل وتبدأ بالعشي قبل غروبها أي عندما يمتد الظل ويبدأ في الإختفاء ، وليس بعد غروبها كما نراه اليوم ومن بدأ الصلاة بعد غروب الشمس متعمدا فقد ارتكب إثما كبيرا ولنأخذ قصة وقعت لأحد الأنبياء مع أن الفعل ليس متعمدا ، فنبي الله سليمان جاءوه يوما بخيل ممتازة وكان ذلك وقت العشي وبينما هو يتأملها غربت الشمس إذن ذهب جزء من الصلاة فلما رأى الشمس غربت انتقم من تلك الخيل شر انتقام وانتبه لما قاله الله في هذا الشأن ( ووهبنا لداوود سليمان نعم العبد انه أواب إذ عرض عليه بالعشي الصافنات
الجياد فقال اني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ، ردوها علي فطفق مسحا بالسوق
والأعناق ) < ص> حتى توارت بالحجاب يعني حتى غربت الشمس ، وهذا هو الوقت الصعب في الصلاة لأن قبل غروب الشمس لا يزال الناس مرتبطين بأمور الدنيا ، فهذه هي الصلاة الوسطى التي نبهنا الله عنها حيث أن الصلاة التي تقام في الصباح توافق وقت الفجر سميت بصلاة الفجر والتي تقام في وقت العشاء سميت بصلاة العشاء أما التي جاءت بينهما فتسمى حسب ترتيبها بالصلاة الوسطى ولا يوجد في القرآن غير هذه الأسماء الثلاث لهذه الصلوات الثلاث .

إن من تدبر القرآن يعلم علما يقينا أن لا وجود للصلاة في النهار إطلاقا وأن الله جعل النهار لقضاء الناس حوائجهم وفي هذا قال لنبينا بعد أن أمره بالعبادة في الليل ( إن لك في النهار سبحا طويلا ) <المزمل> أي إن لك النهار كله لقضاء حوائجك فتفرغ للعبادة في الليل .

ذكر الله في الكتاب أن اليوم فيه ثلاث عورات ينام الناس فيها ويضعون ثيابهم ، فالعورات التي هي بالليل حددها الله بالصلاة كصلاة الفجر وصلاة العشاء لأن الصلاة موجودة بالليل أما العورة التي هي في النهار وبالضبط وقت الظهيرة فلم تحدد بأي صلاة لعدم وجود أي صلاة في هذا الوقت وتأمل جيدا لقوله تعالى
( يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات ، من قبل صلاة الفجر ، وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ، ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ) <النور>
تأملوا هذه الآية جيدا ، فلو كانت هناك صلاة الظهر أو صلاة العصر لحددت عورة الظهيرة بإحدى هاتين الصلاتين لكون الظهيرة بينهما .

صلاة الجمعة
لا أصل لهذه الصلاة في كتاب الله بل الذي ذكره الله هو التحذير من ترك الصلاة اليومية والذهاب للتجارة يوم الجمعة وهو يوم مخصص للتجارة وجمع المال وقد يكون هذا اليوم أسبوعيا كما نراه اليوم عند كثير من شعوب العالم أو يكون يوما تعقد فيه التجارة من حين لآخر ، قال الله ( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة ، فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ) فلم يقل إذا نودي لصلاة الجمعة بل قال من يوم الجمعة أي إذا نودي للصلاة اليومية التي تعرفونها وكان يوم الجمعة أي اليوم الذي تجتمعون فيه للتجارة وجمع المال ( فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ) فاذهبوا للصلاة واتركوا البيع إلى بعد الصلاة وكما هو معروف فإن الأسواق تقام باكرا مما يجعلها تتصادف مع صلاة الفجر التي يسمونها صلاة الصبح ويبين القرآن أن الناس كانوا يذهبون للبيع ويتركون الصلاة ، فأنزل الله هذه الآيات ليحذرهم من فعلهم هذا ، ولهذا قال لهم بعد ذلك ( فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله ) أي عندما تنتهوا من الصلاة اذهبوا لتجارتكم ويقصد بذلك صلاة الفجر يعني صلاة الصبح لأنها تبدأ بكرة مع افتتاح الأسواق بكرة أيضا فيجب ترك البيع والذهاب للصلاة فلو كانت هناك صلاة في الظهيرة لقال لهم عندما تنتهوا من الصلاة اذهبوا لتستريحوا ولما قال لهم اذهبوا للبيع والتجارة وهل يعقل أن يقول لهم اذهبوا وقت الظهيرة للبيع والتجارة وخصوصا أن هذا الوقت عورة كما ذكره الله من قبل علما أن القرآن كان ينزل في منطقة صحراوية فوقت الظهيرة لا يذهب الناس فيه للتجارة بل هو وقت للراحة والقيلولة فكيف يقول الله لهم عندما تنتهوا من الصلاة اذهبوا للبيع . ويبدو أن يوم الجمعة كان موجودا قبل نزول هذه السورة لأن ذكر الجمعة فيها جاء معرفا بصيغة التعريف ، ولنتأمل الآن أيام الأسبوع
الأحد : واحد
الاثنين : اثنين
الثلاثاء: ثلاثة
الأربعاء: أربعة
الخميس : خمسة
الجمعة : اختلف هذا اليوم في تسميته عن الأيام السابقة التي سميت بأسماء عددية حسب تعدادها مما يدل على أن هذا اليوم يصادف حدثا أسبوعيا قبل نزول هذه السورة ويتبين من خلالها انه حدث تجاري .
لو كانت هناك صلاة في الظهيرة لوجب أداؤها في المسجد ولكن لا تصلى فريضة في المسجد إلا بالغدو والآصال قال الله عز وجل ( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وإيتاء الزكاة ) <النور> يسبح له فيها بالغدو يعني يصلون فيها صلاة الفجر، ويسبح له فيها بالآصال يعني يصلون فيها بالعشي أي الصلاة الوسطى وصلاة العشاء فلا وجود لصلاة في المسجد بالظهيرة .

ملاحظة حول أيام الأسبوع
إن الأسبوع الذي يعمل به حاليا يجب إزالته عند كل مجتمع مؤمن بما أنزل الله فهو منكر وذلك أن الفكرة
التي أسس عليها تبدو جلية أنها جاءت من قوم أهل كتاب والأرجح أنهم بنو إسرائيل طعنوا في ما أنزل
الله عليهم وذلك أن الله بين أنه خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش
فراحوا يقولون أنه استراح في اليوم السابع ومن ثم فكرة الأسبوع على هذا الأساس فاليهود يعتقدون
على أن الله استراح بعد الأيام الست وانتقل هذا الإعتقاد أيضا إلى النصارى فهم يعتقدون أيضا أن الله استراح بعد اليوم السادس وهذا منكر لأن الإستراحة علامة على الضعف وسبحان الله عما يصفون ، إن الله هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم وهو الذي نفى هذا الإعتقاد بأن قال ( ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب ) وما مسنا من لغوب يعني أنه لم يكن هناك أي إعياء ليستريح الله وربما لهذا السبب عاقب الله اليهود بأن جعل لهم يوم السبت حرام فيه العمل .
ومن تدبر القرآن يرى بأن الله ذكرالسنة وذكرالشهر وذكراليوم ولم يذكرإطلاقا الأسبوع رغم أنه كانت
هناك مناسبات لذكره كقوله ( فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام
ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم ) قال وسبعة إذا رجعتم ولم يقل وأسبوع إذا رجعتم . فاليهود
عندهم النظام الأسبوعي واليوم السابع يوم راحة ، واتبعهم النصارى في ذلك ثم اتبعهم المسلمون
فجعلوا أيضا ستة أيام عمل واليوم السابع راحة وإنك لتجد يوم السبت ضمن أيام الأسبوع عند المسلمين
وهو خاص باليهود .
خلاصة القول أنه يجب تغيير هذا النظام الأسبوعي وجعل مكانه النظام العشري مثلا أو أي نظام آخر .





عدد الركعات
إن الصلاة لا تقدر بعدد الركعات إنما تقدر بالوقت فأول صلاة فرضها الله كانت مقدرة بالوقت ولم تقدر بعدد الركعات قال الله في كتابه ( يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا ) فليصل ما شاء من الركعات المهم أن يضبط الوقت الذي فرضه الله ، فلما أراد الله أن يجعل هذه الصلاة نافلة ترك تقدير وقتها اختاريا للإنسان ، ولما فرض صلاة أخرى جعلها أيضا مقدرة بالوقت
قال الله ( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفى من الليل ) يعني أن مقدار وقت الصلاة الأولى يكون قدر الطرف الأول من النهار وتكون الصلاة الثانية مقدار الطرف الثاني من النهار وتأخذ الثالثة جزءا قريبا من الليل . حدد الله الطرف الأول من النهار من بدايته إلى قبل طلوع الشمس فتأخذ الصلاة كل هذا الوقت قال الله ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس .. ) فالطرف الأول من النهار ينتهي بطلوع الشمس والطرف الثاني يبدأ قبل غروبها قال الله ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب .. ) فبدايته محددة بغروب الشمس وينتهي بانتشار الظلام الذي يكون بداية للصلاة الثالثة وتنتهي هذه الأخيرة بغسق الليل أي عندما تشتد ظلمة الليل ، قال الله ( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل ) فهذه هي مقادير الصلاة التي فرضها الله وأما تقديرها بعدد من الركعات فهو زيغ وعبث ، ومن فعل ذلك فقد قصر تقصيرا كبيرا منها .

صلاة التقصير
تقصير الصلاة يعني التقصير من وقتها أي الإنقاص من مقدارها ، ولا يكون هذا في أي حالة من الأحوال
لا في سفر ولا في حضر إلا في حالة واحدة فقط ، عندما يكون المسلمون في حرب مع الكفار وجاء وقت الصلاة وخافوا أن يباغتهم العدو أثناء الصلاة ففي هذه الحالة تصلي طائفة نصف الوقت وتبقى الأخرى في حراسة ثم تعود هذه لتصلي نصف الوقت الباقي وتنتقل الأخرى للحراسة ، ففي هذه الحالة فقط رخص الله في التقصير من وقت الصلاة قال الله ( وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة ) <النساء> ثم قال لهم في آخر هذه الآية ليبين أن التقصير يكون في الوقت فقال ( فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ) أي إذا ذهب الخوف من العدو واطمأننتم فأتموا وقت الصلاة إن الصلاة مقدرة بالوقت وليس بعدد الركعات ، فلو كانت الصلاة مقدرة بعدد الركعات لصلت كل طائفة منهما عدد الركعات اللازمة دون أن تحتاج أي واحدة منهما للتقصير من عدد الركعات ، وبما أن الصلاة مقدرة بالوقت وكل طائفة شاركت في الحراسة يكون قد ضاع منها جزءا من وقت الصلاة وعلى هذا قال الله ( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ) أي مقدرة بالوقت بمعنى أن لها وقت تبدأ فيه ووقت تنتهي فيه وعلى كل مؤمن أن يصلي من بداية وقتها إلى نهايته .

صلاة الخوف
لا تقصر الصلاة في حالة الخوف بل يجب إتمام وقتها ولو مشيا على الأرجل أو راكبا كما قال الله
( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين فان خفتم فرجالا أو ركبانا ) هذا في أسوإ الظروف ولم يرخص في التقصير فكيف بأوضاع أحسن من هذه بكثير وقلتم عن التقصير فيها هدية من الله ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا .

صلاة الجنازة
إن صلاة الجنازة ليست صلاة كما يفعل الآن بل هي دعاء يقال على الميت على شكل انفرادي وتكون الصلاة أيضا على الأحياء أي الدعاء لهم بالمغفرة والرحمة فقد قال الله لنبينا في بعض المؤمنين ارتكبوا خطيئة بأن يأخذ من أموالهم صدقة ليطهرهم بها ويصلي عليهم أي يدعو لهم بالمغفرة والرحمة ، قال في سورة التوبة ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم ) فالصلاة على الأشخاص هي الدعاء لهم بالمغفرة والرحمة وهذه هي صلاة الجنازة أما الصلاة التي نراها اليوم على الجنائز فهي منكر لأن فيها القيام والبعض يقرأ القرآن وهذا جزء من الصلاة لله ، ولماذا لا تسجدون في هذه الصلاة فإذا كنتم ترون أن السجود لا يكون إلا لله فكذلك القيام الذي تقومونه فيها فلا يكون إلا لله أيضا .
فالصلاة على الأشخاص هي الدعاء لهم بالمغفرة والرحمة والصلاة من الله على عباده هي رحمته عليهم فان الله يصلي على عباده الصابرين يعني يرحمهم قال الله ( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة ... ) وكذلك الملائكة تصلي على المؤمنين أي يدعون لهم بالمغفرة والرحمة ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا هو الذي يصلي عليكم وملائكته ) فصلاة الله على عباده هي رحمته عليهم وصلاة الملائكة على العباد هي الاستغفار لهم كما جاء في قوله تعالى ( الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ) فهذه هي صلاة الملائكة على العباد ، وكذلك يصلي الله وملائكته على النبي فالله يرحمه والملائكة تدعو له بالرحمة والمغفرة وبذلك أمرنا الله أن ندعو له أيضا فقال ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) أي ادعوا للنبي بالمغفرة والرحمة كما تفعل الملائكة لكن المسلمون لا يفعلون هذا بل انهم ينقلون خبر صلاة الله عليه حيث إذا ذكر النبي قالوا صلى الله عليه وسلم وهذا يفيد الخبر أي إن الله صلى عليه لكنهم لم يصلوا عليه وأما زيادتهم كلمة وسلم في قولهم صلى الله عليه وسلم فهذا منكر كبير وهذا يعني أن الله صلى عليه وسلم له وسبحان الله عن هذا القول ، إن قول الله ( إن الله وملائكته يصلون على النبي ) جاء فيها ذكر الصلاة من الله فقط دون التسليم ودون السلام وقوله ( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) جاء فيها ذكر الصلاة من المؤمنين على الرسول مع التسليم له لا السلام عليه أي الانقياد له ، فالمؤمنون وجب عليهم أن يصلوا على النبي ويسلموا له أما الله فقد صلى عليه فقط ومن قال صلى عليه وسلم فقد قال على الله قولا عظيما لأن كلمة وسلم تعني التسليم له لا السلام عليه كما يظن الناس وذلك لأن ذكر الصلاة على النبي مأخوذ من الآية السابقة التي جاء فيها ذكر التسليم لا ذكر السلام ومعنى التسليم هو الانقياد كما يفسره قوله عز وجل ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك في ما شجر بينهم ثم لا يجدون في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) <النساء> ويسلموا تسليما يعني الانقياد التام للنبي ولا يقال هذا على الله ، والصلاة على النبي هو الدعاء له وأحسن ما يكون عقب الصلاة ويكون الدعاء كله خفية لقوله عز وجل ( ادعوا ربكم تضرعا وخفية انه لا يحب المعتدين )


مسألة الركوع والسجود
فالصلاة لا يوجد فيها إلا وضعيتين : وضعية القيام ، ووضعية السجود قال الله عز وجل ( أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه ..) <9 الزمر> وقال أيضا
( وعباد الرحمان الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما ) <64 الفرقان >

1- الركوع
إن الانحناء الذي أطلق عليه اسم الركوع ليس من الصلاة في شيء وليس هو معنى الركوع المذكور في القرآن
- مفهوم الركوع في القرآن
إن الآيات التي جاءت تتكلم عن الركوع لا تذكر ولا واحدة منها أن الركوع هو انحناء ولا يوجد في القرآن على الإطلاق ما يدل على ذلك بل الذي جاء في القرآن أن الركوع يتمثل في ثلاث معان تتلخص في ما يلي

المعنى الأول للركوع
فقد جاء الركوع بمعنى الخضوع لله سبحانه وتعالى ومن جملة الآيات التي تحمل هذا المعنى قوله عز وجل
( إنـما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) <66المائدة>
وهذا واضح أن الركوع في هذه الآية لا يعني أن نؤدي الصلاة والزكاة ونحن في وضعية انحناء بل اقرب المعاني للركوع في هذه الآية وما شابهها هو الخضوع لله عز وجل .

المعنى الثاني للركوع
إن النوع الثاني من الآيات جاء معنى الركوع فيه بمعنى الصلاة ومن جملة هذه الآيات قوله عز وجل
( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين ) <43البقرة> فأقرب المعاني للركوع في هذه الآية وما شابهها هو الصلاة بكاملها وليس في هذا النوع من الآيات ما يدل على أن الركوع هو انحناء .

المعنى الثالث للركوع
وهذا النوع من الآيات جاء ذكر الركوع فيه بمعنى السجود نفسه ومن ذلك قوله عز وجل في سورة
< ص24> ( وظن داوود أنـما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب ) ومعنى الركوع هنا هو السجود
فالركوع في القرآن نجده يدور في هذه المعاني الثلاث ولا يوجد ما يدل على أن الركوع هو انحناء
ـ ويبدو أن الإنحناء أدخل بعد الفترة التي كتبت فيها الملاحظات على هامش القرآن إذ لو كان الإنحناء موجود آتذاك لجعلوا على هامش المصحف كلمة < ركعة > عند الآيات التي تذكر الركوع لينبهوا القارئ حتى يقوم بالإنحناء عند قراءته لتلك الآيات كما يفعلون عند قراءتهم الآيات التي تذكر السجود ، فلو أخذنا مثلا قوله عز وجل في سورة الرحمان ( فاسجدوا لله واعبدوا ) فإنهم يسجدون عند قراءتهم لهذه الآية حسب ظنهم أنهم يستجيبون لما فيها من سجود وإذا أخذنا قوله تعالى من سورة البقرة ( واركعوا مع الراكعين ) فإنهم لا يقومون بالانحناء الذي يسمونه ركوع ولا يقومون بأي حركة وهذا يعني أنه لا يوجد انحناء ، وإذا كان معنى الركوع هو الإنحناء فلماذا لا تنحنوا عند قراءتكم لهذه الآيات فكيف تستجيبون للسجود ولا تستجيبون للإنحناء ، ولنأخذ مثالا آخر جاء فيه الركوع والسجود في آن واحد يقول الله عز وجل ( يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ) <الحج 77> فالآية جاء فيها ذكر الركوع والسجود في آن واحد ولكن عند قراءتكم لهذه الآية فإنكم تخرون ساجدين مباشرة دون أن تأتوا بالانحناء مع أن الآية تأمركم بالركوع والسجود فلماذا لا تقومون بالإنحناء وقمتم فقط بالسجود ذلك لأن الذين كتبوا لكم على هامش المصحف سجدة للقيام بالسجود لم يكتبوا لكم ركعة بمعنى الإنحناء لتقوموا بالإنحناء وذلك لأن الركوع لم يكن يعني لديهم الإنحناء وأن هذا الإنحناء لم يكن موجود آنذاك وأنه جاء من بعد .
إن قوله ( اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم ) كلها كلمات مرادفات للعبادة يعني اعبدوا ربكم ويوجد في القرآن كثير من الآيات التي تتعدد فيها كلمات متتابعات ذات معنى واحد كقوله عز وجل ( وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم ) <التغابن 14> فالعفو والصفح والمغفرة كلها كلمات ذات معنى واحد هو العفو

2 السجــود
إن السجود يرتبط ارتباطا مباشرا بالآيات ويأتي مباشرة بعدها سواء كانت هذه الآيات سمعية أو بصرية ومن تدبر القرآن يجد السجود يأتي مباشرة إما بعد رؤية آية أو سماعها

السجــود بعد رؤية آية : لـما خلق الله آدم أمر الملائكة بالسجود له مباشرة بعد النفخ فيه من روحه
قال الله عز وجل ( وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين .. ) فالسجود وقع مباشرة بعد رؤية الآية دون أن يمر بحركة أخرى
مثال آخر : لما التقى السحرة بنبي الله موسى في ساحة المعركة بين السحر والمعجزة وألقوا حبالهم وعصيهم وتحولت إلى ثعابين سحرية ألقى موسى عصاه فتحولت إلى ثعبان حقيقي أكل كل الثعابين السحرية فلما رأى السحرة ذلك أيقنوا بأن هذه آية من عند الله سجدوا مباشرة بعد رؤية هذه الآية دون أن يمروا بأي حركة أخرى قال الله عز وجل ( فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون فألقي السحرة ساجدين )


السجــود بعد سماع آية :
إن القرآن آية من آيات الله وهو مؤلف من هذه الآيات ، فسماعه يستوجب السجود مباشرة قال عز وجل
( وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنـزيلا قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ) <الإسراء > وهذا واضح أن السجود يقع مباشرة بعد قراءة القرآن والله يذم الكافرين لعدم سجودهم عند سماع القرآن فيقول ( وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون ) <الانشقاق > ويتضح جليا أنه يجب السجود بعد قراءة القرآن ولهذا تبدأ الصلاة بقراءة القرآن ثم يليها السجود مباشرة بعد سماع القرآن قال عز وجل ( إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون ) < السجدة > فمن يقول أن هناك انحناء بعد قراءة القرآن فليأت بآية من القرآن تذكر الانحناء بعد التلاوة كما ذكرت السجود بعد التلاوة .

السجــود وارتباطه بالتسبيح :
إن القرآن يبين لنا أن التسبيح يكون أثناء السجود قال عز وجل ( إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ) <الإسراء> هذا تسبيح أثناء السجود وقال أيضا في سورة السجدة ( إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون ) وهذا أيضا تسبيح أثناء السجود ولا يوجد أثر للتسبيح في وضعية انحناء إطلاقا مما يؤكد عدم وجود الانحناء وأن هذا الانحناء من صنع الناس ومن يقول أن هناك انحناء وفيه تسبيح فليأت بآية من القرآن يوجد فيها ذلك ، إن الله يبين لنا أن السجود والتسبيح يقوم به كل الخلائق قال عز وجل ( ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها .. ) وقال في آية أخرى ( يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم ) فكل الخلائق تسجد وكل الخلائق تسبح ولا يوجد أحد قام بانحناء وهذا في الكتاب كله ، فالملائكة التي هي أكثر المخلوقات عبادة تقوم بالسجود والتسبيح كما أخبرنا الله عنها في قوله ( إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون ) <الأعراف>

وألخص هذا الموضوع في ما يلي :
مقارنــــة
ـ إن السجود جاء مباشرة بعد قراءة القرآن ـ لا يوجد ذكر الانحناء بعد قراءة القرآن إطلاقا
في كثير من الآيات
ـ ذكر الله التسبيح في السجود وحث عليه ـ لا يوجد أثر للتسبيح في وضعية انحناء في عديد من
الآيات إطلاقا

ـ ذكر الله أن الملائكة تسجد وهذا في ـ لا يوجد أثر لانحناء الملائكة إطلاقا ولو في آية
عديد من الآيات واحدة
ـ ذكر الله أن الخلائق كلها تسجد ـ لا يوجد أثر الانحناء لأي أحد من الخلائق
ـ عند ذكر الآيات التي يأمر الله فيها ـ عند ذكر الآيات التي يأمر الله فيها بالركوع
بالسجود تقومون بالسجود لا تقومون بالانحناء المزعوم
ـ عند ذكر الآيات التي جاء فيها ذكر ـ عند ذكر الآيات التي جاء فيها ذكر الركوع
الركوع بمعنى السجود تسجدون لا يعني السجود لا تقومون بالانحناء المزعوم
ـ إذا قمتم بأخطاء في الصلاة تضيفون ـ لا تقومون بانحناء قبلي ولا بعدي لتجبير الصلاة
سجود قبلي أو بعدي حسب فهمكم



ملاحــــظة
يوجد الانحناء عند كثير من الشعوب يستعملونه كتحية لملوكهم وعظمائهم وأغلب الاحتمال أنه أدخل في الدين من طرف هذه الشعوب عند اعتناقها للإسلام في القرون الأولى كما أدخل هذا الانحناء على عديد من الرياضات والمسرحيات وأصبح يستعمل في بعض المناسبات وهذا لاحتكاك الثقافات ببعضها البعض .

الصلاة الوسطى
لنأخذ قوله تعالى ( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفى من الليل ) يعني أن الصلاة الأولى تكون في أول النهار والصلاة الثانية تكون في آخره والصلاة الثالثة في أول الليل . فالصلاة الأولى التي تكون في بداية النهار أي في وقت الفجر تسمى بهذا الوقت أي صلاة الفجر ، والصلاة الثالثة التي تكون في أول الليل أي وقت العشاء تسمى بهذا الوقت أي صلاة العشاء ، تبقى الصلاة الثانية التي تصلى في آخر النهار جزء منها قبل غروب الشمس والجزء الآخر بعد غروب الشمس وهذا وقت ليس له إسم معين ولهذا عينت هذه الصلاة حسب ترتيبها في الوسط بين الأولى والثالثة فتسمى بالصلاة الوسطى ، إن الله لما يريد أن يقصد صلاة معينة من هذه الصلوات يعينها بوقتها وإليك مثالا عن ذلك ، لنأخذ قوله عز وجل ( يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات ، من قبل صلاة الفجر ، وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ، ومن بعد صلاة العشاء ، ثلاث عورات لكم ) هذه العورات الثلاث يكون الناس فيها نياما أو مقبلين على النوم وفيها يخل المرء بنفسه وأهله فجعل فيها الإستئذان واجبا للأولاد والخدام وبما أن عورتين منهما تقع قرب الصلاة حددهما بهاتين الصلاتين وعينهما بوقتهما فقال صلاة الفجر التي تقع في نهاية الليل وأول النهار وقال صلاة العشاء التي تقع في نهاية النهار وأول الليل ، فالصلاة الوسطى ليست معنية بهذا الموضوع ، ولما أراد في آية أخرى أن ينبه الناس تنبيها شديدا على صلاة واحدة من بين الصلوات الثلاث عينها لهم أيضا فقال ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ) أي حافظوا على الصلاة كلها وخصوصا الصلاة الوسطى ، إذن فالصلاة الوسطى هي صلاة من بين الصلوات ، فلو كانت صلاة الفجر أو صلاة العشاء لقال صلاة الفجر أو صلاة العشاء وقد سبق أن ذكرهما في آية من قبل ، ولما لم تكن هاتين الصلاتين وكانت الصلاة الثالثة الأخرى قال الصلاة الوسطى وهي حقيقة الوسطى التي تقع وسط صلاة الفجر وصلاة العشاء ولا يوجد أي شبهة في هذه الصلاة لمن كان يصلي كما أنزل الله ويسقط في الشبهة من انحرف عن الكتاب وضل الطريق .
لماذا حذرنا الله من الصلاة الوسطى ؟ إن كل من صلى الصلاة التي أنزلها الله سيعرف ويتأكد من حقيقة هذا التحذير لأنه سيعيشه وسيقع فيه إلا أن يشاء الله ، وذك لأن الصلاة تقع في آخر النهار قبل غروب الشمس بحوالي ربع ساعة عندما يمتد الظل كله امتدادا ، وفي هذا الوقت يكون الإنسان لا يزال مربوطا بأمور دنياه
ولو تماطل بعض الشيء لوجد الشمس قد غربت ولارتكب إثما كبيرا لأن الصلاة ضاع منها جزء من الوقت والصلاة أصبحت صلاة تقصير ، وقد وقع هذا مرة لأحد الأنبياء وجعل من واقعته هذه ذكرى كبيرة وموعظة للمؤمنين ليعرفوا ما معنى الصلاة الوسطى ، لنتابع ما وقع لنبي الله سليمان ، يقول الله عنه في سورة ص
( ووهبنا لداوود سليمان نعم العبد إنه أواب ، إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد ، فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتوارت بالحجاب ، ردوها علي ، فطفق مسحا بالسوق والأعناق )
( إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد ) : أي جاؤوه بخيل ممتازة وذلك وقت العشي وهو الذي تكون فيه الصلاة كما فصلت سابقا من كتاب الله .
( فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ) وهذا يعني أنهم جاؤوه بالخيل قريبا جدا من وقت الصلاة لدرجة أنه ما لبث أن انشغل بها وقتا قصيرا إما لإدخالها أو تفحصها أو شيء من هذا القبيل فنظر إلى وقت الصلاة فوجد الشمس قد غربت أي ( توارت بالحجاب ) إنها الصلاة الوسطى وأن جزءا منها قد ضاع ، فماذا كان رد فعله ؟ انتقم من تلك الخيل شر انتقام وذلك قوله ( ردوها علي ، فطفق مسحا بالسوق والأعناق ) لأنه يعرف ما معنى ضياع ولو خمس دقائق من الصلاة فإن الصلاة تتحول إلى صلاة تقصير التي لم يسمح بها الله إلا في حالة الحرب . فهذه الصلاة وهذه الآيات تنطبق كلها مع بعضها البعض ، لكن الذين صنعوا صلوات ما أنزل الله بها من ساطان ثم جاءوا ليفسروا كلام الله على ما صنعوه وعلى واقع وجدوه
لم ينصع القرآن لما صنعوه فأصبحوا مختلفين ، فقالوا إن سليمان كان له ذكر خاص به في ذلك الوقت ففاته ذلك الذكر ، وهل يعقل أن ينتقم بهذا الإنتقام من أجل ذكر فاته يوما ولم يفرضه الله عليه ، وقالوا فاتته صلاة العصر ، وصلاة العصر التي صنعوها تبعد عن غروب الشمس بما يقارب الثلاث ساعات وهل يعقل أن يغفل نبي عن صلاة لمدة ثلاث ساعات ، ولم يقل أحد بالصلاة التي أنزلها الله في كتابه .
اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم

145
مشاركات: 98
اشترك: يناير 10th, 2006, 5:01 pm
المكان: مغربية
اتصل:

مارس 10th, 2006, 11:56 am

السلام عليكم ورحمة الله يا سيد fetteh لقد أعدت نفس القول بإدعائك أن الصلاة ثلاثة عوض خمسا مستشهدا بآيات من القرآن الكريم لو درستها جيدا لأظهرت لك حقيقة هذه الصلوات الخمسة المأكدة بالنص القرآني والسنة . فأنا مازلت في حيرة من أمرك ولا أعلم ما أصابك يا سيد fetteh حتى تغفل عن هذه الحقيقة الظاهرة في الآيات المذكورة في إستنتاجك هذا، ولهذا سأعيد سرد هذه الآيات لتعلم ويعلم الإخوان أن رسول الله [ص] لن يُحدثَ صلاة لم يأمره الله بإحداثها وكذلك الصحابى والتابعين لن يقيموا صلاة لم يأمر رسول الله [ص] بقيامها قال تعالى:[[ وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفى من الليل ]] فطرفي النهار هما بدايته في الصباح ونهايته في المساء حيث يبدأ النهار بدون شمس وينتهي كذلك بدون شمس إذن طلوع الشمس ليس بداية النهار وغروبها ليس نهايته لقوله تعالى :[[ وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها و من آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى ]] فنجدك تقول أن قول الله:[[ وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ]] هو بيان لقوله تعالى:[[ فسبح وأطراف النهار]] ونحن نعلم أن الطرف الثاني للنهار يأتي بعد غروب الشمس وليس قبل غروبها كما تدعي لتجعل التطابق بين الآيتين وهذا غير جائز لأن الآية الأولى تتحدث عن ثلاثة أزمنة محددة للصلاة والآية الثانية تتحدث عن أربعة أزمنة محددة للصلاة لقوله تعالى :[[ وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها و من آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى ]] أي صلاة قبل طلوع الشمس في أول النهار وهي صلاة الفجر وصلاة بعد غروب الشمس في الطرف الثاني للنهار وهي صلاة المغرب وصلاة قبل غروب الشمس وهي صلاة العصر وصلاة في الليل وهي صلاة العشاء . أما قوله سبحانه بخصوص الصلاة التي أخرها سليمان عليه السلام حتى خرجت عن وقتها المحدد لإنشغاله بالخيول : [[ووهبنا لداوود سليمان نعم العبد انه أواب إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد فقال اني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ردوها علي فطفق مسحا بالسوق ]] فإن هذه الآية تتحدث عن الزمن الذي عرضت فيه الجياد على سليمان والذي إستمر إلى غروب الشمس إذن هي صلاة زمنها قبل غروب الشمس كقوله تعالى:[[ وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها]] فهي صلاة العصر الوسطى التي ينتهي زمنها بغروب الشمس أما مسألة الظل فظل الشمس يبدأ بطلوعها وينتهي بغروبها وهذا دليل قاطع على أن هذا السجود يحدث تحت ضوء الشمس أما قولك:( وهذا واضح أن الظلال تسجد في هذه الأوقات سجود إكراه لمن لا يريدون أن يسجدوا لله طوعا ) وهذا المعنى خالف الآية التي تتحدث عن مخلوقات تسجد لله طوعا ومخلوقات تسجد لله كرها ولكل منهما ظل يعكسه ضوء الشمس يحدد لنا زمن هذا السجود وهذا شيء ملموس أما قولك أن الظل هو الذي يسجد مكرها بدل صاحبه الذي لا يريد السجود لله في هذا الزمن من النهار هو قول غير منطقي ولا يقبله العقل ، فتصور معي إنسان يقف تحت ضوء الشمس وظله يسجد ويقوم بحركات مخالفة لحركات الجسم ، فأنا لم أرى قط في حياتي شيء كهذا سوى في أفلام الكارطون حيث يضحك الأطفال إثر حركة الظل المخالفة لحركة الجسد فما قولك يا سيد fetteh ؟؟...........................................................هشام عبد الرحمان
415

fetteh
مشاركات: 48
اشترك: فبراير 19th, 2006, 7:31 am
المكان: http://mosque.electronic.iquebec.com

مارس 10th, 2006, 3:50 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي هشام لا تقل عني ما لم أقل ولا تتهمني بأشياء لم أذكرها فلم أقل أن النبي هو الذي أضاف صلاة الظهر والعصر ولم أقل عن شخص آخر هو الذي أضافها ولا أعرف الزمان الذي ظهرت فيه إلا أن الأمر حدث تدريجيا كما وقع للأمم السابقة ، وقل للناس ما قلت وأعود لأقول أن النبي كان يصلي ثلاث صلوات لم يزد عنها شيئا إلا القيام وإني أشهد على هذا في الدنيا والآخرة .

أخي هشام أول شيء يجب أن نتفق عليه لكي يتم الحوار بنزاهة هو أن نستدل بما أنزل الله وما أنزل الله إلا القرآن ولا تستدل بما كتب الناس ولا بأعمال الناس وبين موقفك في هذه النقطة ، وسوف أسألك بإذن الله سلسلة من الأسئلة لتجيبني عنها لتكون لدينا معطيات كثيرة مني ومنك ثم نباشر الحوار بكل هذه المعطيات :

ــ ما معنى أطراف النهار

ــ ما معنى قوله تعالى ( ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال )

ــ ما معنى الغدو وما معنى الآصال

ــ من أين يبدأ الغدو وإلى أين ينتهي ، وكذلك بالنسبة للآصال ، بدايتها ونهايتها
اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم

145
مشاركات: 98
اشترك: يناير 10th, 2006, 5:01 pm
المكان: مغربية
اتصل:

مارس 13th, 2006, 3:25 pm

السلام عليكم ورحمة الله يا أخي fetteh و أهنأك على هذه الدعوة الصريحة للحوار الصادق دون الخروج عن النص القرآني والسنة التي لم تخالف القرآن فإن خالفته فهي ليس قول الرسول [ص] وبهذا فهي خارجة عن القاعدة الأساسية لكل إجتهاد ، وقد تحدث القرآن عن تغيير أقوال الرسول [ص] من طرف أناس يعلمهم الله بقوله تعالى :[[ يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إن يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيط ]] فما هو هذا القول الذي لا يرضي الله سبحانه و هل هو قول خالف القرآن أم خالف السنة ؟ فأجابنا الخالق بآية مبينة للآية الأولى قائلا سبحانه:[[ ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم عير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون ]] إذن هذا القول هو مخالف لقول الرسول [ص] والله سبحانه توعد هؤلاء المنافقين بالعذاب الأكبر . إذن فالقرآن تحدث عن تلاعب في قول الرسول [ص] ولم يتحدث عن تحريف أصاب أساس العقيدة في القرآن ولو حدث هذا لأخبرنا الله به كما أخبرنا بالتحريف الذي أصاب الثورات والإنجيل من قبل ولهذا يا أخي فتاح لا يمكننا المقارنة بين التحريف الذي أصاب الثورات والإنجيل في أساس العقيدة وبين التحريف الذي أصاب أحاديث الرسول [ص] والذي من الممكن تجاوزه لوجود النص الأصلي في شخص القرآن الكريم . فلو كان قولك يخص تحريف الخبر الذي جاء عن رسول الله [ص] بخصوص الجنة وجهنم والأقوام التي مضت واللأشياء التي ستأتي وأشياء أخرى وكل ما هو غيبي وغير ملموس لوافقتك لأن هؤلاء المنافقون كانوا أذكياء في تغيير أقوال الرسول [ًُص] مبتعدين كليا عن الأقوال الفعلية لرسول الله التي تخص الصلاة و الزكاة والصوم والحج لأنها أقوال تطبيقية من يوم لآخر إلى يومنا هذا وعليها شهود فلن يفلح أيا كان في تغييرها فل تكن مطمئن يا أخي فتاح فالتحريف الذي تحدث عنه القرآن لم يصب أساس الشريعة الإسلامية كما وقع للأمم السالفة وهذا فضل من عند الله. ولهذا فأنا سأحاورك من أجل إظهار متانة التشريع الإسلامي وخلوه من كل تغيير وتحريف ليومنا هذا ، أما سؤالك عن أطراف النهار أنـت تعلم أن اللغة سابقة للقرآن وأن كل كلمة في القرآن لها معنا خاص في اللغة العربية فهو بلسان القوم ولا عذر لنا في عدم إدراك معاني كلماته فالطرف في اللغة هو منتهى كل شيئ وجمعه أطراف كأطراف الجسد مثلا وهي اليدان والرجلان والرأس لقوله تعالى :[[ قال الذي عنده علم من الكتاب أنا ءاتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ]] والشيئ الذي يحتوي على بداية و نهاية سواء خص المكان أو الزمان فله طرفان كطرفي النهار: الطرف الأول في بدالته بدون شمس والطرف الثاني في نهايته بدون شمس . أما بخصوص الذين يسجدون طوعا وكرها فهو موضوع آخر يحتاج إجتهاد خاص وخاصة أن الآية تتحدث عن أشياء غيبية غابت عنا ، فإذا علمنا حقيقة الذين يسجدون في الأرض الدنيا فلا سبيل لمعرفة حقيقة الذين يسجدون في السماوات . فالآية تتحدث عن محيطين مختلفين وتجعل الظل نقطة وصل بين المحيطين حيث تُأكد أن في السماوات ظل في زمن الغدو والآصال كما أن في الأرض الدنيا ظل في زمن الغدو زالآصال وهذا التطابق في زمن السماوات وزمن الأرض الدنيا هو سر كبير قد نحتاج للسنين لإظهاره للأمتنا الإسلامية ولهذا يا أخي فتاح فلنأخد الحكمة التي تخصنا من الآية ونترك أسرارها لوقت لاحق إنشاء الله . إذن فالظل موجود في غدو وآصال كل يوم بقول الله ولا وجود للظل بدون وجود ضوء الشمس................................................................................هشام عبد الرحمان
415

fetteh
مشاركات: 48
اشترك: فبراير 19th, 2006, 7:31 am
المكان: http://mosque.electronic.iquebec.com

مارس 13th, 2006, 5:53 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي هشام أشكرك على الجهد الذي تبذله في العلم لو كان المسلمون كلهم مثلك لما رأيتهم على هذه الحال ، إنك تستحق الشكر والتشجيع .

ــ أخي هشام تكلمت مطولا في أشياء كان من المفروض أن تطيل في غيرها ، ولا أريد أن أخوض
فيها لأني أراها تغير المسار المهم في الموضوع .

ــ أخي هشام ، أطلب منك أن توضح العلاقة الموجودة بين الظل والسجود الطوعي والإكراهي
لأن الآية التي ذكرت ذلك تربط بين كل ذلك .

ــ وطلبت منك أخي هشام أيضا أن توضح هذه الكلمات : ما معنى الغدو وما معنى الآصال ، أرجو
توضيح ذلك جيدا .

ــ وطلبت منك أيضا تعيين بداية ونهاية الغدو والآصال بإعطاء توقيت تقريبي بالساعة والوسيلة هذه
موجودة ونعمل بها يوميا ، كأن تقول مثلا يبدأ الغدو من الساعة كذا بالتقريب وينتهي إلى الساعة كذا بالتقريب

أخي هشام إذا لاحظت خطأ في سلوكي في الكلام فاسمح لي وبلغني بذلك لأنه ضعف وأحب أن أقوى ، والسلام عليكم ،

من الأحسن أن تتعامل معي بهذا الإسم لأنه أكثر استعمالا

أخوك بنور
اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم

145
مشاركات: 98
اشترك: يناير 10th, 2006, 5:01 pm
المكان: مغربية
اتصل:

مارس 14th, 2006, 3:56 pm

السلام عليكم ورحمة الله يا أخي بنور نعم لقد أطلت في الموضوع الذي يطف على الآية الكريمة بقوة ليبقى الظل المذكور في الآية كإشارة زمنية تخص الموضوع الأساسي ، وعندما تطلب مني سيدي أن أصف العلاقة الحاصة بين الظل والسجود الطوعي و الإكراهي فإنك تريد مني إعطاء الحقيقة الأساسية للآية و التي لا يمكن حسمها في كلمات ولهذا سأتحدث عنها للننهي هذا الموضوع و نكمل ما كنا في صدد مناقشته . قال تعالى:(قل أنظروا ماذا في السماوات والأرض وماتغني الآيات والنذرعن قوم لايؤمنون)أي قل يامحمد لقومك والأقوام التي ستأتي من بعدك أو بالأحرى للبشرية جمعاء أن ينظروا لما يوجد في هذه السماوات والأرض، هنا سيأتي السؤال:كيف لهذا المخلوق الضعيف معرفة ما يوجد بها؟ و هو الذي عجزعن معرفة أسرارالسماء والأرض،فأين هو من أسرارالسماوات والأرض؟هذه الأسرارالتي عرّفها الله لنا من خلال كتابه العزيز فضلا منه ورحمة بعقولنا،التي حارت في شساعة هذاالكون العظيم مصداقا لقوله تعالى(قُل أنزله الذي يعلم السّر في السماوات والأرض إنّه كان غفورا رحيما) لكنّ هذا التعريف قوبل بالرفض ولم تقتنع به عقول الكفار ولم تؤمن به قلوبهم العمياء مصداقالقوله تعالى(وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون)وكذلك قوله على المكذّبين بآيات الله بعدما مرّوا عليها في كتاب الله ولم يصدّقوها:(وكإن من آية في السماوات والأرض يمرّون عليها وهم معرضون) إذا كان هذا حال الكفارالمكذّبين فهناك المصدّقين لآيات الله، و الذين زادتهم إيمانا وقوّة وأتاحت لهم فرصة التعرف على عظمة الله وقدرته في خلق السماوات والأرض،وهم الذين قال عليهم الحق في سورة آل عمران:(الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكّرون في خلق السماوات و الأرض ربّنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار)إنّ هؤلاء المؤمنون لم يكتفوا بتصديق هذه الآيات بل أصبحوا يتفكّرون في الدوروالهدف الذي خُلقت من أجله لقوله تعالى: ربّنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقناعذاب النّار)وهي شهادة صادقة من هؤلاء المؤمنين الحق على أنّ خلق السماوات والأرض ليس باطلا أولعبا كما هو ظن كثير من الناس، بل خُلقوا بالحقّ وأجلٌ مسمّى. لنبدأ يا أخي بنور رحلتنا الربّانية رُفقة القرآن الكريم ، والذي سيبحر بنا في أعماق السماوات والأرض ليعرّفنا بأسرارهذه الأخيرة،ولولا كتاب الله العزيز ونوره لما علمنا شيئاعن هذا الخلق العظيم. قبل هذا فلابأس أن نشير إلى الخلط الذي أحدثه الناس بين السماوات والسماء،فليكن في علم الجميع أنّ الفرق بينهما شاسع ولا يمكننا تجاهله،فالسماوات هي مجموعة من سبعة والسماء هي واحدة من بين هذه السبعة مصداقا لقوله تعالى (تُسبّحُ له السماوات السّبع) إذن فهي سبعة سماوات وليس واحدة كما يظنّ الناس،ولهذا نجده سبحانه يُميّزُ لنا بين شساعة السماوات وبين شساعة السماء قائلا:(جنة عرضها كعرض السماء والأرض) و(جنةعرضهاالسماوات والأرض) فشتان بين العرضين. لنرى من خلال القرآن الكريم الكيفية التي خُلقت بها هذه السماوات السبعة،قال تعالى:(ثم آستوى إلى السماء وهي دخان فقال لها و للأرض آيتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين) بعد أن خلق الله السماء والأرض وبعد أن عرّفنا بالمادة التي تكون هذه السماء وهو الدخان وهو شيء لا يتسم بالصلابة ولا يستطيع حمل الأشياء كالأرض مثلا والتي خُلقت لتكون قادرة على حمل الناس والدواب. بعد تلبيت السماء والأرض لأوامرالله سبحانه سيأتي تقسيم الخالق لهذه السماء الدخان لسبعة أجزاء من نفس المادة فأصبحوا سبعة سماوات مصداقا لقوله تعالى:(فقضاهنّ سبع سماوات في يومين) ولم يشمل هذا التقسيم الإلاهي السماء وحدها بل خصّ كذلك الأرض بتقسيمهاإلى سبعة أجزاء من نفس المادة فأصبحوا سبعة أراضي بإذن الله مصداقا لقوله تعالى:(الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهنّ) أي أنّ الله خلق سبعة سماوات وكذلك خلق سبعة كواكب من الأرض ، فكان قوله(مِثْلهُنَّ من الأرض)جوابا حاسماعلى الذين يظنون أنّ السبعة التي أخبرنا بها الله هي الطبقات المتواجدة في باطن الأرض،فجاءت هذه الآية لتأكّد وجود سبعة كواكب مثل الأرض ولتظهر للناس شساعة هذا الخلق المتكون من سبعة سماوات وسبعة أراضي. بعد أن بيّن لنا الله سبحانه مكوّنات هذا الكون الشاسع ستأتي آيات الله لتوضح لنا المكان الذي خصّ به هذه المكوّنات داخل هذا الخلق العظيم فقال سبحانه:(فأوحى في كلّ سماء أمرها) أي أنّ الله أوحى في كلّ سماء من هذه السماوات السبعة محتوياتها ومكوّناتها،وآعتبرالسماء بناء لكلّ أرض مصداقا لقوله تعالى:(الله الذي جعل الأرض قرارا والسماء بناءً)أي لكلّ أرض من هذه الأراضي السبعة سماءً تخصّها وسخّر الشمس والقمر والنجوم داخل كل سماء،وآعتبرها أمرا من أمره مصداقا لقوله تعالى:(وسخّر لكم اليل والنهار والشمس والقمروالنجوم مسخرات بأمره إنّ في ذلك لآيات لقوم يعقلون). إذا كان الخالق أخبرنا بأنّه أوحى في كلّ سماء أمرها وجعل الأرض الدنيا من بين أمرالسماء الأولى،فكذلك سبحانه جعل في كلّ سماء كوكب من الأرض وجعله أمرا كذلك في كلّ سماء هذه السماوات السبعة،لهذا نجده سبحانه يقول:(ومن الأرض مثلهنّ يتنزّل الأمر بينهنّ لتعلموا أنّ الله على كلّ شيء قدير وأنّ الله قد أحاط بكلّ شيء علما)أي أنّ الله سبحانه يتنزّل بالسماوات ليتدبر أمر هذه الأراضي السبعة وأنّه قد أحاط بكلّ شيء موجود بهذه الأراضي،ولم يكتف الخالق سبحانه بهذه الآية الكريمة والتي تشير بخلق سبعة أراضي مثل هذه الأرض التي نعيش فوقها بل أشار سبحانه لهذا الخلق في كثير من الآيات القرآنية بحيث قال سبحانه في سورة الزمر:(وما قدّروا الله حقّ قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عمّا يشركون) أي أنّ الله سبحانه يوم القيامة متمكن من الأراضي السبعة جميعا وهي بقبضته ،ولكي لا نقع في الخطء ونأخد كلمة(جميعا) بأنها جميع ما يوجد في الأرض من إنسان وحيوان ونبات أعطانا الله آيتان مختلفتان المعنى لمساعدتنا على معرفة المعنى الحقيقي لكلمة(جميعا). يقول تعالى:(ولو أنّ لكلّ نفس ظلمت ما في الأرض لا آفتدت به)هنا قال تعالى(ما في الأرض)أي كلّ ما يوجد في هذه الأرض ،أمّا قوله سبحانه في سورة الزمر:(ولو أنّ للّذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لا آفتدوا به)هنا يتغيّر المعنى بحيث أصبح قوله (ما في الأرض جميعا)لا يخصّ الأرض الواحدة بل أصبح يخصّ الأراضي السبعة جميعها ومايوجد بها،ولتأكيد هذا التمييز بين الآيتين أعطانا الخالق آية أخرى جامعة للآيتان السالفتان،فقال سبحانه في سورة يونس (ولو شاء ربّك لآمن من في الأرض كلّهم جميعا أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين )أي لو أراد الله سبحانه لآمن كل الناس المتواجدين بالأراضي جميعا،فهنا نجد(كلهم) تخصّ الناس المتواجدين بالأرض ونجد(جميعا) تخصّ عدد الأراضي المتواجدة بهذا الكون الشاسع وهي سبعة أراضي كما أخبرنا الله. لقد قال سبحانه:(فأوحى في كلّ سماء أمرها)إذا كان خلق الأرض أمراً في كلّ سماء من هذه السماوات السبعة،فكذلك خلقُ الشمس والقمر هو أمرفي كلّ سماء من هذه السبعة، و هل يظنّ الناس أنّنا بإمكاننا تسمية كوكب بدون شمس وقمر بالأرض؟ فهذا لا يجوز،فلا وجود للأرض بدون شمس وقمر فهما مكمّلان لها،ولا حياة بالأرض إلاّ بوجود هاذان الأمران العظيمان وهما الشمس والقمر. لقد ميّز الله سبحانه بين الكواكب المتواجدة بالسماء الدنيا وبين كوكب الأرض مصداقا لقوله تعالى:(إذ قال يوسف لأبيه ياأبت إنّي رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين) فلقد رأى يوسف الكواكب المجاورة لكوكب الأرض والتي لا حياة بها لبُعدها عن الشمس وعدم توفرها على المميزات التي ميّز بها الله كوكب الأرض، و الغريب في الأمر أنّ كثير من الناس آمنوا بوجود سبعة أراضي ولكنّهم آستبعدوا وجودالشمس والقمربهذه الأراضي العلويّة،وكأنّهم تاهوا عن الدورالأساسي الذي تقوم به الشمس في إحياء الأرض،فلولا الشمس لما وجد الماء،أفلم يعلموا أنّ حرارة الشمس تُبخّر ماء البحر فيصبح سحابا لينزل بعد ذلك ماءاً عذبا جاهزا للشرب ،وكذلك القمر الذي يلعب دورا هاما في المد والجزر،فوالله لولا وجود الشمس والقمر لما وجد كوكب إسمه الأرض. لهذا سيخبرنا العلي القدير من خلال كتابه العزيز بوجود الشمس والقمر بهذه السماوات السبعة وبأنّهما أمران من ظمن الأمر الذي أوحي في كلّ سماء من هذه السماوات. قال تعالى:(ألم تر كيف خلق الله سبع سماوات طباقا وجعل القمر فيهنّ نورا وجعل الشمس سراجا)أي أنّ الله سبحانه جعل في كلّ سماء من هذه السبعة قمرا منيرا وسراجا.ونظرا لعدم إعطاء الناس القيمة الحقيقية للحرف فقد غيّروا المعنى الحقيقي للآية،وضاعت مع هذا التغيير الحكمة المتوخّات فهمها،وذلك بقولهم أنّ الله جعل قمرا واحدا وسراجا في هذه السماوات السبعة،وكأنّهم لم يّطلعوا على قوله:(أوحى في كلّ سماء أمرها) وكذلك قوله:(سماوات طباقا) وهذا إن دلّ إنّما يدلّ على أنّ لكلّ سماء خصائصها ومحتوياتها الخاصة بها وكذلك لها حدودها الخاصة مصداقا لقوله تعالى:(سماوات طباقا)ليكن في علم الجميع أنّنا لو غيّرنا كلمة أو حرفا أو حتى حركة في آية من آيات الله االعظمى،فإنّنا بهذا ضيّعنا على أنفسنا وعلى الأجيال القادمة المعنى الحقيقي والحكمة المرجوة إستنباطها من الآية القرآنية. لقد أراد الله سبحانه أن يعرّفنا بشيء من خلال هذه الكلمات القرآنية،فنأتي نحن ونغيّر الكلمة لنضلّ الطريق . قال تعالى:(جعل القمر فيهنّ) ولم يقل سبحانه :جعل القمر فيها بل فيهنّ لأنّ كلمة(فيهنّ) تخُصّ الجمع أمّا (فيها) فهي تخّص الفرد،وقد علم سبحانه وهو علاّم الغيوب أنّنا سنقع في هذا الإلتباس ،فميّز لنا بين اللفظين:وهما معنى(فيهنّ) و معنى(فيها) فقال سبحانه في سورة الفرقان:(تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا) وكأنّ الناس لم يميّزوا بين الآيتان،ليتّضح لهم أنّ لكلّ آية منهما معناها الخاص وحكمتها الخاص بها. قبل المرور للدليل الإلاهي الثاني على وجود شمس وقمر في كلّ سماء ،لنستخرج حكمة ربّانية غابت عن أدهان الناس داخل هذه الآية الكريمة. قال تعالى:(ألم تر كيف خلق الله سبع سماوات طباقا وجعل فيهنّ قمرا منيرا وجعل الشمس سراجا) إن هذه الحكمة الربّانية الموجودة بهذه الآية الكريمة هي جواب في نفس الوقت على سؤال سيطرحه كلّ مكذّب بهذه الآية مستهدفا تشكيكنا في معناها الحقيقي،فسيقول أنّ الله ذكر وجود قمر في كلّ سماء ولم يذكر وجود الشمس في كلّ سماء لأنّه قال في الآية(جعل القمر فيهنّ) ولم يقل سبحانه(جعل الشمس فيهنّ) وهذا صحيح فالله لم يذكر فيهنّ الثانية والتي تخصّ الشمس وما من شيء وراء هذا الإقصاء الإلاهي إلاّ حكمة علمية وغيبية ما كان ليعلمها الناس في ذلك العهد لولا أن أخبرهم الله بها من خلال هذه الآية العظيمة،وهي ببساطة أنّ الشمس ضياء والقمر نور يستمدّ نوره من ضوء الشمس، إذن فلا وجود لنورالقمر داخل كلّ سماء إلاّ بوجود ضوء الشمس داخل كلّ سماء،لهذا حدف الله سبحانه(فيهنّ) الثانية لِيُظهر لنا هذه الحكمة الغيبية والتي أقرّها مؤخّرا البحث العلمي،بحيث إكتشف الإنسان في السنين الأخيرة أنّ نور القمر هو ضوء معكوس عن ضوء الشمس.
لنعد يا أخي بنور للدليل القرآني الثاني على وجود شمس وقمر في كلّ سماء من هذه السماوات السبعة.قال تعالى:(لا تسجدوا للشمس ولا للقمر وآسجدوا للّله الذي خلقهُنّ) هنا لو كان الله يريد تعريفنا بالشمس والقمر اللّذان نراهما في السماء الدنيا لقال سبحانه(لاتسجدوا للشمس ولا للقمر وآسجدوا للذي خلقهما) ولكن هنا إختلف الأمر لأنّ الله سبحانه أراد من خلال كلماته القرآنية أن يخبرنا بشيء لا تراه أعيننا البسيطة من فوق هذه الأرض فكانت كلمة(خلقهنّ) وليس(خلقهما)،فالأولى تخص الجمع والثانية تخص المثنى لتأتي الآيات و تأكد وجود الليل والنهار داخل محيط السماوات في قوله تعالى :(( وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون(19) يسبحون الليل و النهار لايفترون (20) أم إتخدوا ءالهة من الأرض هم ينشرون (21) لو كان فيهما ءالهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون )) مشيرا سبحانه إلى أن الإلاه الذي يُعبد ويُسبح له بالليل و النهار في السماوات والأرض هو إلاه واحد ولو كانت آلهة أخرى كما يدعي الكفار لفسد محيط السماوات ومحيط الأرض الدنيا وبهذا يتضح التطابق الزمني بين المحيطين بوجود الليل والنهار في كل منهما. ليأتي قول الله كذلك ليظهر أن هذا التطابق الزمني :( ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال ) أي أن في السماوات ظل يكونه ضوء الشمس كما في الأرض ظل يكونه ضوء الشمس ولم يقتصر هذا التطابق على الشمس و القمر بإختلاف الليل و النهار بل شمل حتى المراحل المكونة للنهار من غدو و آصال داخل هذا الخلق العظيم ولهذا كان قول السيدة عائشة رضي الله عنها عندما سئلت عن أعجب ما رأته من رسول الله،فقالت أنه قام عليه الصلاة والسلام يصلي في ليلة فبكى حتى بلّ لحيته،ثم سجد فبكى حتى بل الأرض ثم آضجع على جنبيه فبكى حتى إذا أتى بلال يؤدن بصلاة الصبح ،فقال يا رسول الله:ما يبكيك وقد غفر الله لك ما تقدّم وتأخر من ذنبك؟فقال[ويحك يابلال ومايمنعني أن أبكي وقد أنزل الله علي في هذه اليلة]:( إنّ في خلق السماوات والأرض وآختلاف اليل والنهار لآيات للأولي الألباب)ثم قال:[ ويل لمن قرأها ولم يتفكّر فيها]. أخرجه إبن مردوية . إن لهذه الكلمات مغزى وعتاب للمؤمنين الذين لم يهتمّوا بهذا الخلق العظيم،ألا هو خلق السماوات والأرض،والذي عظّمه الله على سائرخلقه حتىعلى خلق الناس لقوله تعالى: (لخلق السماوات والإرض لأكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لايعلمون) ونجده سبحانه يخاطب هؤلاء الناس بعد إعراضهم عن حقيقة هذا الخلق بقوله سبحانه:(أولم يتفكّروا في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض إلاّ بالحق وأجل مسمىّ) وما هذا إلاّ تحفيز وتشجيع من المؤمنين للتّفكّر في هذا الخلق العجيب،وهذا ليس بالشيء المستحيل لأنّ الله لا يطلب منا إختراق السماوات لمعرفة محتوياتها وما يوجد بها فهذا كما يعلم الجميع شيء عجزعنه الجن فكيف لنا نحن معشرالأنس؟ بل أراد الله سبحانه ببساطة أن يذكّرنا أنّ هذه المعرفة هي قريبة منّا ولا تحتاج منّاإلاّ إيمانا صادقا،فلا يعلم أسرارالخلق إلاّ خالقه،ولا طاقة لمخلوق إنسيا كان أم جنيا على معرفة هذه الأسرار خارج نطاق علم القرآن الكريم. فهذه هي حقيقة الآية الكريمة و يبقى الظل كإشارة زمنية مهمة داخل محيط السماوات و الأرض ولا يختلف إثنان أن وجود للضل رهين بوجود ضوء الشمس والخالق سبحانه يأكد وجود الظل في زمن الغدو والآصال فلا داعي يا أخي بنور من تحديد زمن الغدو وزمن الآصال بالدقيقة أو الساعات لأن قول الله واضح في إحتوائهما على الظل....................................................هشام عبد الرحمان
415

fetteh
مشاركات: 48
اشترك: فبراير 19th, 2006, 7:31 am
المكان: http://mosque.electronic.iquebec.com

مارس 14th, 2006, 11:15 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي هشام قد أتعبتك كثيرا ، ولكن اسمح لربما لا تفهم أسئلتي أو لم أطرحها بوضوح

ــ أخي الكريم هشام إن الموضوع الذي تكلمت عنه عن الأرض وعددها أخافك فيه بأن الله خلق أرضا واحدة في سبع سماوات ولا أريد أن أخوض في هذا لكي لا ييتغير مسار الحوار وأرجو أن لا تعقب على هذهالنقطة الآن ربما يأتي يومها ونتكلم فيها ،

ــ أخي هشام أطلب منك فقط التركيز على السؤال وأتمنى أن تفهمني هذه المرة وسأحاول أن أوضح أكثر لربما أنا الذي لا أعرف كيف أعبر لطرح السؤال

ــ السؤال كاتالي :

إلآية تقول ( ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال )

( ولله يسجد من في السماوات والأرض ) ما معنى هذا القول ومن هم الذين يسجدون

( طوعا وكرها ) ما معنى هذا القول وعلى من يعود هذا الطوع والكره

( وظلالهم ) ما معنى هذا القول وحرف الواو ماذا يعني هل هو حرف عطف ويعطف ماذا أم واو معية ، وهذه الظلال ظلال من ؟ ظلالهم من هم ؟ وما هو دور الظلال في هذا القول وما علاقته بالسجود ؟

( بالغدو والآصال ) ما معنى هذا في الآية ؟ وعلى من يعود ؟ هل يعود على الظلال أم على السجود ام على من ؟

أرجو توضيح هذه النقاط والتركيز عليها

ــ هناك بعض الأخطاء في الآيات ومنها ما فيه الكلمات متغيرة ولا اريد أن أتطرق لذلك وحاول إن استطعت ان تركز في كتابتك للآيات إن أمكن ذلك ،

ــ وأخي هشام إن الكلام الذي تستدل به من كتب خارج القرآن فلا يجوز أن ينسب إلى الله ولا إلى رسوله ، فإني كثيرا ما أتخطى مثل هذا الكلام عند قراءتي للمواضيع ولا أقرأ مثل هذا الكلام
وياحبذا لو ركزت جهدك على القرآن حتى أتمكن من اتباع ما تعرضه علي

ــ واخيرا اسمح لي إني أتعبتك


أخوك في الله بنور
اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم

kurdi
مشاركات: 110
اشترك: فبراير 18th, 2003, 1:24 pm

مارس 15th, 2006, 5:05 pm

:)

145
مشاركات: 98
اشترك: يناير 10th, 2006, 5:01 pm
المكان: مغربية
اتصل:

مارس 15th, 2006, 6:49 pm

السلام عليكم ورحمة الله يا أخي بنور تريدني أن لا أعقب على هذه النقطة و أنت ترفض قول الله فيها و تقول أنها واحدة مخالفا لقول الله في سورة الطلاق :[[ الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما ]] فالخالق يأكد أنه سبحانه خلق سبع سماوات ومثلهن من الأرض سبعا فماذا يغضبك من هذا القول حتى لا توافقه ؟ فلا تقل لي أنك تقصد قولي فأنا لم أقل شيئا فهذا قول الله أمامك أدرسه أو لا تدرسه فهذا شأنك أما الآية الكريمة فكلماتها واضحة صادرة من عند الخالق فلا مجال للمراوغة فيها ولقد تطرقت الأمة لهذه النقطة من قبل و أقرت وجود سبعة أراضي توافقا مع النص القرآني و متجاهلة الدور الذي خلقت من إجله هذه الأخيرة وكأنها خلقت عبثا لقوله تعالى: [[ وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لا عبين (38) ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون ]] فأن تؤمن بوجودها هو شيء وأن تؤمن بالدور الذي خلقت من أجله هو شيء آخر وخاصة أنك تعلم أن خلق السماوات هو خلق محدود له بداية ونهاية فدورهما لا يتعدى يوم القيامة ولا علاقة له بالجنة ولقد ذكرني قولك بخصوص الأرض الواحدة بقول هرقل عندما عرض عليه قول الله : [[ وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات و الأرض ]] فكتب إلى رسول الله [ص] يقول : إنك دعوتني إلى الجنة عرضها السماوات و الأرض فأين النار ؟ فلقد ظن هرقل أن الجنة محيطها هو السماوات وهو ظن كثير من الناس للأسف وهم يصادفون يوميا قول الله: [[ ومن ءاياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير ]] أليس هذا قول الله أم هو كذلك قولي أم أن الدابة لها معنا آخر لا نعلمه ؟ بل هي دابة خلقت في الأرض فماذا تفعل يا أخي بنور هذه الدابة في السماوات ؟ أظنها تسبح في الفضاء كباقي الكواكب سبحان الله ليومنا هذا و الأمة لا تعلم طبيعة وجود هذه الدابة في السماوات وقد يذهب دهنك إلى الملائكة للتواجدهم بالسماوات ولكن قول الله في سورة النحل :[[ ولللّه يسجد ما في السماوات و ما في اللأرض من دابة و الملائكة و هم لا يستكبرون ]] يظهر التمييز الإلاهي بين الدابة والملائكة داخل محيط السماوات ويأكد وجود الدابة في السماوات. لقد عُرضت عليك الآن ما يناهز الثلاثين آية من القرآن تخص خلق السماوات و الأرض وتطلب مني أن أحدثك بالقرآن فماذا تسمي هذه الآيات ؟؟؟ أم أنك تقصد بقولك هذا قول عائشة رضي الله عنها وشهادة بلال على قول الرسول [ص] وترفض قول لم يخالف القرآن ، فالرسول [ص] في هذا الحديث يدعون للتفكر في آيات الله و تدبر معانيها فلا أرى مصداقية في رفض حديث طابق القرآن. أما بالنسبة للأخطاء الواردة في النص فأنا أنصحك أن تنبهني بها في الفور كما سأنبهك أنا الآن بأخطائك العفوية الواردة في ردك وهي كالتالي: قولك : [ إلآية تقول ( ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال ) ] و الأصل هو ( و للّله يسجد ) وليس ( و لله يسجد ) وقولك : ( أخي الكريم هشام إن الموضوع الذي تكلمت عنه عن الأرض وعددها أخافك فيه بأن الله خلق أرضا واحدة في سبع سماوات ) وهل أنا أخيفك لهذه الدرجة ؟ فأنا أمزح لقد علمت قصدك فأنت تريد أن تقول:( فأنا أخالفك فيه لأن الله......) وهناك أخطاء أخرى لا داعي لذكرها وقد علمت المقصود منها . أما بخصوص قول الله: (( لللّه يسجد من في السماوات و الأرض)) فأهل السماوات يسجدون لللّه كما أن أهل الأرض يسجدون لللّه وأنت تعلم أن أهل أرض الدنيا يسجدون طوعا لللّه وليس مكرهون مصداقا لقوله تعالى: [[ لا إكراه في الدين ]] وقوله كذلك [[ ولو شاء ربّك لآمن من في الأرض كلّهم جميعا أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ]] وهل كنت تظن بسؤالك هذا أن الخالق سيخالف قوله من آية لأخرى حيث يقول سبحانه : (( لا إكراه في الدين)) و يقول في آية أخرى أنهم مكرهون وهذا لم يقع لأن الآية تتحدث عن محيطين مختلفين فمحيط الأرض الدنيا أهله يسجدون طوعا بدليل القرآن :(( لا إكراه في الدين )) ومحيط السماوات لا نعلم طبيعة هذا الإكراه الذي يخص أهله . أما ظلالهم فهو ظلال الذين يسجدون في الأرض و ظلال الذين يسجدون في السماوات فقول الله:(( وظلالهم)) كقولنا في اللغة ( فلان إستظل بالشجر فالشجر ظلاله ) وأنا أسألك ما دور هذا الشجر في المثال ؟ وما علاقة ظلال الشجر بفلان ؟ فستجد أن علاقة الظلال بهؤلاء الساجدين في السماوات و الأرض هو أنها تُظلهم ولا نعلم طبيعة الظلال في السماوات و نعلم طبيعة الظلال في أرض الدنيا ...............................................هشام عبد الرحمان
415

fetteh
مشاركات: 48
اشترك: فبراير 19th, 2006, 7:31 am
المكان: http://mosque.electronic.iquebec.com

مارس 17th, 2006, 10:27 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي هشام ، بالنسبة لتصحيح الآية التي صححتها ، فإني لم أخطأ فيها بإذن الله وتصحيحك كان خطأ فعلي أن أصححك ، وقد رأيت هذا الخطأ عدة مرات في مواضيعك كنت أظنه عفويا لكن تبين لي في هذه المرة أنه ليس كذلك ، فالآية تقول ( ولله يسجد من في السماوات والأرض .... ) فكلمة [ ولله ] تكتب هكذا وليست كما تكتبها [ وللله ] ، فكيف تكتب الحمد لله رب العالمين هل تكتبها الحمد للله ، ولكي تعرف خطأك جيدا شكل الحروف ، فالحرف الأول مكسور والثاني والثالث ماهي حركتهما وكيف تنطقهما ؟

ــ نرجع إلى الموضوع ، أخي هشام لقد تكلمت كثيرا في هذه المرة أيضا خارج السؤال رغم أنه كان واضحا ماعدا شيء قليل في الأخير ولم تجب عنه بكامله والذي فهمته كالتالي :

ــ أهل الأرض يسجدون طوعا وأهل السماوات يسجدون كرها : أليس كذلك
ــ أن لأهل الأرض ظلال ولأهل السماوات ظلال : أليس كذلك
ــ الظلال تظل الذين يسجدون في الأرض طوعا
ــ الظلال تظل الذين يسجدون في السماوات كرها : وضح هذه النقطة هل تقصد ذلك أم لا
لأنك في هذه النقطة جئت بمثال ولم ترد توضيح الحقيقة

ــ السؤال : ما دخل الظلال في هذه الآية وما علاقتها بالسجود الطوع والإكراه ؟ توضيح ذلك من فضلك

ــ لم تتطرق للغدو والآصال المذكور في الآية ، ما علاقة الغدو والآصال بالآية

ــ أخي هشام أرجوك تفسح في الإجابة عن الأسئلة لا خارج عنها

واسمح لي إن صدر مني شيئا ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم

145
مشاركات: 98
اشترك: يناير 10th, 2006, 5:01 pm
المكان: مغربية
اتصل:

مارس 17th, 2006, 4:55 pm

السلام عليكم ورحمة الله يا أخي بنور نعم لقد ظلمتك في هذه ففعلا كلمة لله لا تكتب بهذه الطريقة وقد كتبتها من قبل في قولي : (( ليأتي قول الله كذلك ليظهر أن هذا التطابق الزمني :( ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال ) أي أن في السماوات ظل يكونه ضوء الشمس كما في الأرض ظل يكونه ضوء الشمس )) وهذا يدل على حرصي على تصيد أخطائك حتى أعماني الشيطان عن شيء أعلمه جيدا فبادرت بتصحيح الصحيح بالخطء ظنا مني أني على صواب وأنا أعلم جيدا أن الكلمة تكتب بلامين وليس ثلاثة فوقع ما وقع والسبب فيه هي التصرفات التي أبديتها من قبل بخصوص الأخطاء العفوية والتي تعلم قصدها جيدا وإعتدرت أنت عن هذا لضعفنا عن تفادي مثل هذه الأخطاء المتجاوزة ما دمنا نعترف بأصلها ، والآن أنا أعتدر على هذا السلوك الشيطاني الذي لا جدوى منه ، فلنعد بعضنا البعض على العدول على هذا السلوك الذي لن يغير ما أقول ولن يغير ما تقول فالتغيير والإقناع يحتاج للأدلة و البراهين فلا داعي لهذا السلوك أصلا. أما بالنسبة للموضوع خلق السماوات و الأرض فأنت الذي أرغمتني للتحدث عنه بإدعائك على وجود أرض واحدة مخالفا قول الله ، فماذا كنت تنتظر مني أن أترك الرد إلى وقت لاحق فكان لازما تأكيد عددها وخبرها بالقرآن. أما بخصوص الغدو و الآصال فلقد أدركني الوقت لطبيعة عملي ولم أستطع التحدث عنهما وكذلك فأنا أرسل ردودي من خارج المنزل حيث أجد صعوبة في إتمام الرد. نعم فأهل الأرض يسجدون طوعا بدليل القرآن وأهل السماوات يسجدون كرها بدليل القرآن كذلك ومادام الله يقر أن أهل السماوات والأرض لهم ظلال تُظلهم ، فإن هذه الظلال لا تقتصر على الغدو والآصال ونحن أهل الأرض نعلم جيدا أن الظل وفرضية وجود الظلال تبدأ من طلوع الشمس إلى غروبها إذن هذه الظلال من جبال وشجر وكل ما يستظل به أهل الأرض سواء كانوا مسلمون أو كفار فلا علاقة لها بسجود أهل السماوات و الأرض طوعا وكرها لأن السجود عامة قد يحدث بدون ظل أو ظلال كما يقع في صلاة الفجر والعشاء حيث يسجد أهل الأرض بدون ظلال ليبقى الغدو والآصال كتحديد زمني لسجود أهل السماوات و الأرض إذن فالغدو والآصال تخص أهل السماوات و الأرض . فإذا طرحنا السؤال: من يسجد بالغدو و الآصال؟ فالجواب هو :أهل السماوات و الأرض هم الذين يسجدون طوعا وكرها . أما الظلال فهي مكملة لمعنى زمن الغدو والآصال والجميع يعلم أن ظلال موجودة في زمن الغدو و الآصال فما الحكمة من تأكيدها في الآية؟ إذا كنا نعلم أن هناك ظل وظلال بالأرض الدنيا فإننا لم نكن نعلم بوجود ظل وظلال بالسماوات العلى لولا أن أخبرنا الله بها.وأخيرا سأسألك عن الفرق بين قول الله ك[[ ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال ]] وهذا القول :(( ولله يسجد من في السماوات والأرض وظلالهم طوعا وكرها بالغدو والآصال ))................................................هشام عبد الرحمان
415

fetteh
مشاركات: 48
اشترك: فبراير 19th, 2006, 7:31 am
المكان: http://mosque.electronic.iquebec.com

مارس 21st, 2006, 10:42 am

أخي الكريم هشام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما سؤالك عن الفرق بين الآية وما كتبته فقد غيرت الكلمات عن موضعها ، والملاحظة يا أخي أنك لم تتطرق لقضية الظلال في المرة الأولى ولما طلبت منك توضيح هذه النقطة ذكرت مثالا عن الشجرة وظلها لتترك الأمر غامضا مرة أخرى وفي هذه المرة لجأت إلى كتابة الآية وتغيير كلماتها ثم تطلب مني أن أتكلم فيها لتتجنب الجواب عنها أيضا ، فإذا كنت لا تعرف الإجابة فقل ذلك ولا حرج ، إلا أنك قلت عني عند تفسيري للآية أن تفسيري خطأ ويضحك الناس ، وما دام تفسيري خطأ فاعطيني الصحيح ويكون واضحا .
أخي الكريم لقد أمضيت وقتا طويلا في آية الظلال وكتبت عدة صفحات ولحد الآن لم تعط توضيحا كاملا عنها ، ولذا مازلت أطلب منك توضيح ما يلي :

ــ ما دخل الظلال في الآية وما علاقتها بسجود الطوع وإلإكراه ،
ــ وما دخل الغدو والآصال في الآية ، وما علاقتهما بالسجود ،
ــ وما معنى الغدو والآصال ، ومن أين يبدأ كل منهما وإلى أين ينتهي بضرب مثالا تقريبيا بالساعة
والسلام عليكم .

مع كل احترامي لك ، أخوك بنور
اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم

zakwan
مشاركات: 1075
اشترك: مارس 19th, 2006, 8:56 am
المكان: Dubai

مارس 21st, 2006, 11:46 am

عزيزي فتيح
=========

لي عودة لموضوعك رايح اتغدى وبكره راجع للرد على هذه الادعائات الغير صحيحة لكن كم اتمنى ان ترد علي بالمنطق والعقلانية وترك الاستنتاجات الشخصية


سأعود ان شاء الله

145
مشاركات: 98
اشترك: يناير 10th, 2006, 5:01 pm
المكان: مغربية
اتصل:

مارس 21st, 2006, 2:30 pm

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته فقد علم الجميع إدعاء السيد fetteh أن الله أنزل ثلاثة أوقات للصلاة عوض خمسا وأتى الأخ بنور بآيات من القرآن كدليل على قوله ليبتضح أن هذه الآيات تقر خمسة أوقات للصلاة مفروضة على أمتنا الإسلامية ولا أعلم ما حصل للسيد fetteh حتى فهم هذه الآيات على هذا النهج وهي واضحة أصلا ، وهذه الآيات هي سبعا ولكن لحد الآن لم نتحدث سوى على قوله :[[ ولله يسجد من في السماوات و الأرض طوعا و كرها وظلالهم بالغدو والآصال ]] وظن الأخ fetteh أننا وافقناه على الآيات الأخرى وهذا غير صحيح لأننا ما دمنا لم نكمل حقيقة هذه الآية فلن ننتقل إلى آية أخرى ، هذه الآية التي أطلنا فيها الحديث بدون جدوى بعدما دخلنا في جدال شخصي ترتب عنه سلوك غير لائق من الطرفين ولقد إعتقدت يا أخي أن هذا السلوك سيأثر على هذا الحوار وهذا ليس صحيح لأن كما يقول المثل المغربي:[ فدخول الحمام ليس كالخروج منه ] والآن فأنا أدعوك للموضوع الأصلي و آترك لعبة الأخطاء جانبا وواجهني في الآية مباشرة بدون مراوغة من فضلك ، فأنت تقول أن الظل هو المكره على السجود وهذا شيء خيالي لادليل له في الآية ولو كان كذلك لكان قول الله على هذا الشكل:( ولله يسجد من في السماوات و الأرض وظلالهم طوعا و كرها بالغدو والآصال ) وبهذا يصبح الظل من المكرهين على السجود أما قوله تعالى :[[ ولله يسجد من في السماوات و الأرض طوعا و كرها وظلالهم بالغدو والآصال ]] فلا علاقة للظل بالسجود أصلا ولقد وضحت لك هذا من قبل في قولي :(( نعم فأهل الأرض يسجدون طوعا بدليل القرآن وأهل السماوات يسجدون كرها بدليل القرآن كذلك ومادام الله يقر أن أهل السماوات والأرض لهم ظلال تُظلهم ، فإن هذه الظلال لا تقتصر على الغدو والآصال ونحن أهل الأرض نعلم جيدا أن الظل وفرضية وجود الظلال تبدأ من طلوع الشمس إلى غروبها إذن هذه الظلال من جبال وشجر وكل ما يستظل به أهل الأرض سواء كانوا مسلمون أو كفار فلا علاقة لها بسجود أهل السماوات و الأرض طوعا وكرها لأن السجود عامة قد يحدث بدون ظل أو ظلال كما يقع في صلاة الفجر والعشاء حيث يسجد أهل الأرض بدون ظلال ليبقى الغدو والآصال كتحديد زمني لسجود أهل السماوات و الأرض إذن فالغدو والآصال تخص أهل السماوات و الأرض . فإذا طرحنا السؤال: من يسجد بالغدو و الآصال؟ فالجواب هو :أهل السماوات و الأرض هم الذين يسجدون طوعا وكرها . أما الظلال فهي مكملة لمعنى زمن الغدو والآصال والجميع يعلم أن ظلال موجودة في زمن الغدو و الآصال فما الحكمة من تأكيدها في الآية؟ إذا كنا نعلم أن هناك ظل وظلال بالأرض الدنيا فإننا لم نكن نعلم بوجود ظل وظلال بالسماوات العلى لولا أن أخبرنا الله بها)) و بهذا يكون الجواب مختصرا على سؤالك كالتالي : الظل إشارة تأكيدية من الخالق على وجوده بالسماوات ولا علاقة له بالسجود سواء كان طوعا أو كرها أما الغدو والآصال فهي إشارة زمنية تخص زمن سجود أهل السماوات والأرض أما تحديد زمن الغدو والآصال فيمكنك البحث عنه في كتب اللغة و إن علمت شيئا عن زمنهما غير الذي نعلمه وتعلمه الأمة فأخبرنا ومهما يكن تحديدك لزمنهما فهو لن يخرج عن القاعدة التي تأكد وجود الظل في زمن الغدو والآصال وبوحود الظل فالشمس ظاهرة في زمن الغدو والآصال ،إذن فالسجود موجود في زمن النهار بدليل القرآن والآية تشهد على قولك:( لاصلاة بالنهار ) أنه قول باطل خالف القرآن...................................هشام عبد الرحمان
415

fetteh
مشاركات: 48
اشترك: فبراير 19th, 2006, 7:31 am
المكان: http://mosque.electronic.iquebec.com

مارس 22nd, 2006, 5:48 pm

أخي هشام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طلب توضيح
ــ قبل أن يظهر قرص الشمس عن الأرض في الصباح أي قبل أن نرى ذلك القرص الأحمر للشمس عند ظهورها على الأرض هل الظل موجود قبل ظهور هذا القرص ؟

تقبل مني تحياتي واحترامي لشحصكم الكريم

بنور صالح
اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر