لماذا لا يستجيب الله لدعائنا!!؟؟

شارك بالموضوع
أنيس محمد صالح
مشاركات: 479
اشترك: مارس 21st, 2008, 4:00 pm
المكان: أفغانستان
اتصل:

نوفمبر 10th, 2011, 10:07 am

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين على أمور دنيانا والدين.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. والصلاة والسلام على والدينا وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.. وبعد

في أحد المواقع والمنتديات الفكرية التي أكتب فيها, سألني سائل متواضعا وبكل أدب وتقدير وإحترام وهو يخاطبني بإسمي.. سألني وهو في حالة ذهول وإستغراب!!: لماذا لا يستجيب الله لدعائنا ونحن ندعوه ليلا ونهارا!! وهو القائل في القرءان الكريم.. وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) البقرة!!.....

منذ الوهلة الأولى.. السؤال نفسه وجدته غريبا؟؟ ثم سألته مستغربا!! ما هو هذا الدعاء الذي تدعون الله فيه ولم يستجب فيه لدعائكم؟؟
قال: ندعوه ليلا ونهارا وفي المساجد خمسة أوقات في اليوم والليلة وفي كل صلاة للجمعة وبصوت مسموع وعالي.. نردد دائما دعائنا: اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الكفرة والمشركين أعدائك أعداء الدين!!!؟؟؟ ويردد كل المصلين بعدنا.. آآآآميييييييين!!
ثم أستطرد قائلا: أنظر كيف هو حالنا من حروب وضنك وإقتتالات أهلية وفقر وعوز وفاقة ومرض وتسول وملاحقات وسجون وتعذيب وفساد كبير مستشري عندنا في عالمنا العربي والإسلامي وكأننا في غابة وحوش ضارية وكواسر القوي فيها يأكل الضعيف!!؟؟ بينما نجد اليهود والنصارى المغضوب عليهم والضالين!! يسرحون ويمرحون وأساطيلهم برا وبحرا وجوا تدك بلداننا وتعيث فسادا في أراضينا بقواعدهم البرية والبحرية والجوية وهم السادة المعززون المكرمون عندنا!! ولا نستطيع الرد عليهم وكأن الله يعذبنا بأيدي اليهود والنصارى!! وبلدانهم ( اليهود والنصارى ) تنعم بالعزة والنصر وبالطمئنينة والإستقرار؟؟ وشعوبهم لهم حقوق وحريات وكرامات!!؟؟
ثم أستطرد سائلا: أين هو الله لا يستمع ولا يستجيب لدعائنا ونحن ندعوه ليلا ونهارا أن يعز الإسلام والمسلمين ويذل اليهود والنصارى الكفرة والمشركين أعداؤك أعداء الدين!!؟؟.....
تفهمت حقيقة هذا السؤال ثم بادرت بسؤال السائل!! الآية الكريمة التي ذكرتها أعلاه تشترط للإستجابة للدعاء أن يتحقق الشرط... فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) البقرة... هل أستجبتم لله من خلال إتباع أوامره ونواهيه في القرءان الكريم!! وآمنتم به يقينا حتى يُستجيب لدعائكم!!
رد قائلا: نحن نصلي خمسة أوقات في اليوم والليلة بينما اليهود والنصارى لا يصلون ولا يركعون لله!؟ فكيف يكون حالنا هذا المقيت الكريه وهم ( اليهود والنصارى ) ينعمون ويمتلكون من أدوات البأس والقوة والتراحم بينهم.. ونحن ضعفاء هزيلون أمامهم يأكل بعضنا بعضا!!؟؟
سألته: هل صلاتكم هذه لخمسة أوقات في اليوم والليلة تنهاكم عن الفحشاء والمنكر والبغي!! أم إنها عبارة عن شعائر تقيمونها؟؟ ومن بعدها تراءون وتمنعون الماعون!؟ لأن الله جل جلاله توعد المصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون ويمنعون الماعون.. توعدهم بالويل والثبور وعذاب السعير... وأستطردت: الله جل جلاله كذلك.. يقول:
وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى (126) طه
وأكدت له إن الذكر هو إسم من أسماء وأوصاف القرءان الكريم ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي ) فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) طه
لقوله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحِجر

لم يعجبه سؤالي!! وبدأ عليه بوادر التوتر والضيق والحنق!؟ حينما بدأ بتخاطبه معي قائلا: إسمع يا هذا!؟ مع إنه في بداية حواره خاطبني بالأستاذ أنيس بكل لباقة وأدب وإحترام!!؟؟ ماذا تقصد بهذا الكلام!!؟؟ ألا تعلم إن الله قد وصفهم ( اليهود والنصارى ) بالمشركين الكفرة بعدما عظموا رسلهم وأنبياؤهم!!؟؟
قلت له: للرد على سؤالكم أعلاه, يجب أن نتعرف يقينا أولا, ماذا يعني الإسلام!! هل تعلم ماذا يعني الإسلام ( إياك نعبد وإياك نستعين )!! وهل تعلم إن الشِرك هو نقيض للإسلام؟؟ أم إنكم تعبدون الله وتستعينون بتشريعات غير الله كالبخاري ومسلم والكافي ( مذهبي السُنة والشيعة ) وهذه هي من أدوات الشِرك بالله.. لأنكم تستعينون بغير كتاب الله ورسالاته السماوية!! هل تعلم الفرق بين الإسلام والإيمان!؟ وهل تعلم إن مُصطلح الكُفر هو نقيض للإيمان!!؟؟ بمعنى آخر.. يجب أن تعلم يقينا تعريف الإسلام أولا!! ثم تتعرف بعدها من هم المسلمون ومن هم المشركون!؟ وتتأكد تماما هل نحن حقا المسلمون المؤمنون الذين تدعون الله أن يعزهم وينصرهم!! أم ربما يكون اليهود والنصارى أهل الكتاب هم أصل الإسلام والمسلمين بعدما كفرناهم بأشد كفرنا ونفاقنا وجعلناهم المغضوب عليهم والضالين!؟ وإننا ربما نحن الكفرة والمشركون!!؟؟ وهل تدبرت يا أخي الكريم قوله تعالى:
وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30) الفرقان
وقوله تعالى:
الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (97) التوبة
وأستطردت: لماذا وصفنا الله جل جلاله بأننا نحن الأعراب أشد كُفرا ونفاقا!! ألم يبين لنا الله جل جلاله بأننا أجدرنا وأصرينا ألا نعلم حدود ما أنزل الله على رسوله ( القرءان الكريم ) والله عليم حكيم!!؟؟....
ثم ألم تعظموا وتألهوا الرسول محمد بأسوأ وأبشع صورة مما عظم وأله اليهود والنصارى رسلهم وأنبياؤهم!! ألا تسمعون في المساجد والقنوات الفضائية إنكم تذكرون سيرة الرسول وآل البيت والصحابة والخلفاء الراشدون وفاطمة وعائشة وخديجة وفي كل يوم جمعه أكثر من ذكركم لله الخالق العظيم!! ألا تعلمون قول الله جل جلاله بأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا!! ويا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله ( ذكر الله ) وذروا البيع... هل تسعون لذكر الله والخنوع والخضوع والخشوع والدعاء والإستغفار لله جل جلاله وحده لا شريك له كما أمرنا الله, أم نسعى لذكر السيرة النبوية وآل البيت والصحابة والخلفاء الراشدون والمذاهب والطوائف والشيع والأحزاب الدينية والجماعات؟؟ ألم تعظموا وتألهوا الرسول محمد بأبشع صورة مما عظم اليهود والنصارى رسلهم وأنبياؤهم!؟ وتصفونه بالرسول المُعظَم والرسول الأعظم وسيد الخلق وسيد المُرسلين في حين أمرنا الله جل جلاله في القرءان الكريم بألا نفرق بين أحد من رسله وأنبيائه!؟

صديقي السائل الكريم لم يكن يتوقع مني أن أرد على سؤاله بأسئلة مُحرجة.. بادرته بسؤال أكثر إحراجا:
هل أهل الكتاب اليهود والنصارى اليوم.. حكامهم صاحب الجلالة الملك/ السلطان المُعظَم وأهله وأسرته وعشيرته هم صاحب السمو الأمير المفدى المعبود!!؟؟ ومُشرعون من خلال مؤسسات دينية تحارب الله ورسوله وتسعى في الأرض فسادا!؟ كما يحدث عندنا في عالمنا العربي والمدَعي للإسلام!!؟؟ والحاكم عندنا إله يُعبد ويأكل أموال الناس بالباطل والشعوب يُمارس ضدها كل صنوف القمع والبطش والمهانة والإذلال على عكس ما يحدث اليوم لدى اليهود والنصارى!! لماذا رضيتم بالمهانة والإذلال والقمع البطش من حكام طغاة عُصاة عُتاة قُساة رفضوا الشورى في الإسلام والتبادُل السلمي للسلطة!! وأئمة مؤسسات دينية أشد الكفر والشقاق والإرهاب والنفاق!! وحدودنا الإقليمية مُغلقة بحواجز وقيود مصطنعة بوجه الشعوب!! وبعدها تدَعون بأن الله جل جلاله لا يستجيب لدعائكم!!؟؟

بالأخير عندما لم يجد ما يشفي غليله... رد عليَ مهاجما ومشخصنا الحوار عندما وجد نفسه وقد أُحصر في زاوية ضيقة جدا قائلا: إسمع يا هذا!! أنت ربما يهوديا أم نصرانيا وتدَعي علينا الإسلام!؟ وهذا نراه في معظم كتاباتك الخارجة كليا عن إجماع الأمة!؟ حينما تنكر أدياننا الأرضية الوضعية المذهبية ( السُنية والشيعية ) بجميع طوائفهم التي تزيد عن المائة طائفة وشيعة وأحزابنا الدينية والجماعات!! وتصف أئمتنا بأشد الكفر والشقاق والإرهاب والنفاق!؟...
لم يكفه هذا بل ظل يسب ويلعن ويسخط بألفاظ بذيئة ويكفرني ويتوعدني بفتاوي التكفير والردة والقتل!!!؟؟؟
حينها فقط تأكد لي وللقارئ الكريم والمتابع لحوارنا هذا.. إن الله فعلا يستجيب للدعاء... وتأكد لنا بالدليل القاطع إن الله يعذبنا عذابا نُكرا بما قدمت أيدينا...
وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرًا (8) الطلاق
قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65) الأنعام
حينما يعتقد ( الأعراب والأميون ) خطئا وظلما وزورا وبهتانا إنهم هم المسلمون وأن هم أهل الإسلام!! بينما لا يعلمون إنهم بما قدمت أيديهم كفرة مشركون أعداء الله والدَين ببعدهم عن تشريعات الله القائمة على نُصرة الله جل جلاله وتكريم هذا الإنسان الذي كرمه الله جل جلاله في القرءان الكريم!! لقوله تعالى:
وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (70) الإسراء
ويعتدون على أوامر الله ونواهيه في الكتاب من خلال دساتير وتشريعات وضعية أرضية تُقاس على مقاس إله حاكم طاغية دكتاتور غير شرعي!! في عدوان وحرب على دساتير وتشريعات الله جل جلاله في رسالاته السماوية!! وحينما سلطوا أنفسهم آلهة على أديان ومعتقدات الناس من خلال أديانهم الأرضية الوضعية المذهبية ( السُنية والشيعية ) وشرعوا لأنفسهم تكفير الناس وبما لم ينزل الله به من سلطان في القرءان الكريم.. في عصيان جلي وواضح لأوامر الله ونواهيه في الكتاب!! وأصبح الإنسان عندنا ذليلا مُهانا بفضل أنظمة وراثة وأسر حاكمة.. باطلة غير شرعية.
لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) فُصلت

وعلمت حينها يقينا ودون أدنى ريب أو شك إن الله جل جلاله يستجيب لدعاء المسلمين وجوههم إلى الله جل جلاله وحده لا شريك له والمؤمنين به وحده جل جلاله لا شريك له, رسولا كان أو نبيا كان أو تشريعا لغير الله كان أو مذهبا أو دينا أرضيا وضعيا كان أم ولد.
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ (32) فُصلت

وما النصر إلا من عند الله, وإن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم , وإن ينصركم الله فلا غالب لكم... وصدق الله العلي العظيم صاحب الجلالة الملك المُعظم يسموا ويتعالى فوق خطايا البشر جل جلاله وحده لا شريك له أو قرين معه.

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر