مفهوم السجود في الصلاة من القرأن الكريم المحفوظ والمفصل

شارك بالموضوع
شغل عقلك
مشاركات: 838
اشترك: ديسمبر 12th, 2007, 6:45 am

أكتوبر 27th, 2008, 5:26 pm

السلام عليكم

الكاتب مؤمن مصلح ( شغل عقلك)



مفهوم السجود في الصلاة من القرأن الكريم المحفوظ والمفصل

هذا المقال بإذن الله تعالى وفضله ورحمة منه هو مقدمة من المقدمات
لمقال مفهوم وتعلم إقامة الصلاة من القرأن الكريم المحفوظ والمفصل



هل السجود الذي يسجده الأكثرية من أهل الجماعة والشيعة وغيرهم من الطوائف والمذاهب ، يتطابق مع السجود للصلاة في القرأن الكريم؟؟؟

بالطبع لا فلا يوجد ولا أية كريمة تؤكد ذلك أما الأيات الكريمة التي تثبت غير ذلك فأكثر من واحدة


أما مفهوم السجود الأصح

مفهوم السجود الأصح بالنسبة للمصلي فعل حركي تجسيدي للخضوع والطاعة والخشوع

وليس له وضعية ثابتة محددة ومن يجعل له وضعية ثابتة محددة فسوف يعجز عن تدبر الأيات الكريمة المتعلقة بالسجود

السجود هو تجسيد إنفعالي وبحسب الإنفعال يكون السجود والله عز وجل يعلم مافي القلوب فلا داعي للمنافقة والتمثيليات فمن كان إنفعاله مجرد إنحناء بسيط فليفعل ولا
يمثل ومن وصول به الخشوع والخوف والتقوى حدود مرتفعة تجده تلقائيا يبكي ويقع على الأرض وينحني وهو على الأرض ويصل بالذقن للأرض من فرط الإنفعال
هذا هو السجود الحقيقي الواقعي الذي يعبر عن حالة المصلي تعبيرا حقيقيا وفيه التفاعل الحقيقي وليس روبوت ألي وحركات كالبصم متكررة


قال الله تعالى : (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ)
سورة البقرة - سورة 2 - آية 58

الملاحظ من الأية الكريمة وضعية السجود تكون وضعية على الأرجح إنحناء تشبه إنحناء الشجر عند هبوب الريح وليس وضعية ضغط الجبين على الأرض
وقد لا يستطيع المتدبر للقرأن الكريم تحديد هذه الوضعية تماما المذكورة في الأية الكريمة وأقصد كيف دخلوا ؟؟؟ هل دخلوا زحفا أم مجرد إنحناء ولكن الذي يهم الفهم

أي فهم مفهوم السجود
أي أن السجود ليس فقط تلك الوضعية وضعية الضغط على الجبين وهذا هو المهم بالنسبة لمن يرغب فهم و معرفة مفهوم السجود وأكرر أي أن السجود ليس وضعية
واحدة ثابتة أي الوضعية المتعارف عليها عند الأكثرية


قال الله تعالى : (لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ )
سورة آل عمران - سورة 3 - آية 113

هذه الأية الكريمة مهمة جدا وتوضح أن الذي يتلوا الأيات الكريمة من القرأن الكريم يستطيع أن يقوم بنفس الوقت بفعل السجود
لنتخيل إنسان جالسا مثلا ويمسك الكتاب بيده اليمنى أو يضع الكتاب بطريقة لائقة وينحني خشوعا مع القراءة
الأية الكريمة تدل على أن السجود ليس وضعية ثابتة وإنما وضعية متغيرة تتعلق بنفسية القاريء للقرأن الكريم أو نفسية المصلي


قال الله تعالى : ( إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ )
سورة يوسف - سورة 12 - آية 4

ممكن تخيل كيف يسجد القمر أو كيف تسجد الشمس بأكثر من صورة فمثلا صورة إنعكاس القمر والكواكب على البحر أو الماء صورة من الصور التي من الممكن

تخيلها

الشمس وهي تقترب من خط الأفق بشكل مائل وتندعك ( تدلك )

الناظر لنور القمر والكواكب ولضياء الشمس والنجوم كيف يزيد وينقص

عندما تأفل النجوم

فهناك أكثر من إحتمال للرؤية التي رأها النبي الكريم وهذه الرؤية علمه الله عز وجل تأويلها ولذلك قد يكون التأويل بالنسبة للإنسان العادي ليس سهلا كما هو بالنسبة للنبي الكريم


قال الله تعالى : (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ )
سورة الرعد - سورة 13 - آية 15


قال الله تعالى : ( أَوَ لَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالْشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ )
سورة النحل - سورة 16 - آية 48


ممكن تخيل شكل الظل وهو على الأرض متجزء لأكثر من فئة يمين ويسار وكأنه ساجدا خشوعا


قال الله تعالى : ( وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ )سورة الرحمن - سورة 55 - آية

عندما تنحني أغصان الشجر عند هبوب الريح وكأن الشجرة تسجد للخالق العظيم


قال الله تعالى : (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ )
سورة الحجر - سورة 15 - آية 29

قال الله تعالى : (فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى )
سورة طه - سورة 20 - آية 70

قال الله تعالى : ( إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ )
سورة السجدة - سورة 32 - آية 15

من هذه الأيات الكريمة نلاحظ حدوث عملية وقوع وخرور وإلقاء وضعية القائم لوضعية الساجد؟؟؟


قال الله تعالى : (يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ ( 42 ) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ)
سورة القلم - سورة 68 - آية 43

قال الله تعالى : (وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ )
وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ
أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا )
سورة النساء - سورة 4 - آية 102


قال الله تعالى : (وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ )
سورة الشعراء - سورة 26 - آية 219

قال الله تعالى : (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ )
سورة الحج - سورة 22 - آية 26

هذه الأيات الكريمة تعطي صورة صريحة أن السجود هو فعل حركي وليس خشوع معنوي أو طاعة معنوية وقد حاول البعض تحويل الصلاة لمفهوم أو شعيرة فعندما
يمروا بهذه الأيات الكريمة وكأنهم يضعوا رأسهم في حفرة ولا ينظرون حولهم؟؟؟


قال الله تعالى : ( قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا)
سورة الإسراء - سورة 17 - آية 107

قال الله تعالى : (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ
الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا)
سورة مريم - سورة 19 - آية 58


قال الله تعالى : (وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا )
سورة الإسراء - سورة 17 - آية 109


كتبت في بداية المقال شرحا عن مفهوم السجود وكيف أنه من الممكن أن يصل الساجدون للذقون كحالة إنفعالية متأثرة



قال الله تعالى : (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ
ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم
مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا )
سورة الفتح - سورة 48 - آية 29

الأية الكريمة مذكور بها معنى السماه في الوجوه وليس مذكورا بها السماه على الوجوه
(في )وليس (على )
والبعض من المصلين يضغط على جبينه كي يظهر مثل علامة على الجبين أكتب لمن يفكر أن يفعل ذلك أو يعتقد صحة ذلك فأن الأية الكريمة لا تقول ذلك

فالمقصود هو السماه في الوجوه نفسها من خشوع وتأثر من بكاء


الكاتب مؤمن مصلح ( شغل عقلك)


وهذا المقال تمت كتابته بفضل الله عز وجل وبإذنه ورحمته والحمد والشكر له


الحمد لله تعالى على نعمته وفضله

والسلام عليكم

شغل عقلك
مشاركات: 838
اشترك: ديسمبر 12th, 2007, 6:45 am

أكتوبر 30th, 2008, 8:56 pm


سلام وتحية

مداخلة متعلقة بالمقال

إن من يدعي عن جهل أنه لوضغط على جبينه لتوقف عن الكذب فلو تعمق وفهم لأدرك أنه يقوم بكارثة أن الفص الأمامي للدماغ وفيها القشرة الأمامية الجبهية التي تقع مباشرة خلف الجبهة مسؤولة عن تكوين شخصية الفرد والمبادرة والتمييز والكذب وتعريض هذا الموقع يؤدي لتناقص للقدرات العقلية والمبادرة والتمييز وعدم التحكم في الأخلاق مما يؤدي إلى هبوط في المعاير الأخلاقية
أي العكس تما ما
أي من يتعرض بأذى لهذه القشرة الأمامية الجبهية يسبب لنفسه كارثة

MohammedEG
مشاركات: 5
اشترك: نوفمبر 9th, 2008, 7:38 pm

نوفمبر 9th, 2008, 7:44 pm

وَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى



فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ



وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ



قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ



مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا



وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى



وبعد



فنحن أمة محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - متبعون ولسنا مبتدعين

نتبع ما جاء في كتاب الله مفصلا

وما جاء في كتاب الله مجملا كصفة الصلاة ونصاب الزكاة وغيرهما واحتاج إلى تفصيل وتوضيح من خلال صحيح سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن خلال فهم قد رزقه الله صحابته والتابعين العاملين من بعدهم والذين لا يمكن أن يجتمعوا علي الكذب



فالسنة النبوية الصحيحة التي حكم بصحتها العلماء العاملين على مدار التاريخ الإسلامي والذين لم يشتهروا بالكذب ولا التدليس, تأتي في المرتبة الثانية من الأهمية في التشريع الإسلامي

فالقرآن الكريم محفوظ معنا ولفظا أما السنة فمحفوظة معنا وإن اختلفت بعض الألفاظ بين رواية وأخرى



وكما أننا بحاجة إلى السنة الصحيحة فنحن بحاجة أيضا إلى فهم الصحابة الكرام وفهم التابعين الصالحين من بعدهم وفهم العلماء العاملين على مدار التاريخ الإسلامي, لماذا؟



لأن الناس متفاوتون في الفهم, فالفهم هبة من الله يرزقه من يشاء من عباده على حسب تقواه وإخلاصه لله واجتهاده في طلب العلم, فانظر كيف رزق الله نبيه سليمان الفهم في قضية فقهية أعيت والده عليهما السلام



وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ

فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ





فحن نتلقى العلوم الشرعية عن مسلمين عاملين متخصصين مجتهدين موصوفين بالصدق والإخلاص



تماما كما أننا نسأل عن الطب مثلا الطبيب (لا المهندس) المتخصص (فإن اشتكت معدتي أذهب لإخصائي الأمراض الباطنة) المجتهد (فلا أخاطر بالذهاب لغير المجتهد) المخلص الأمين (فلا أذهب لمن يخدع المرضى مثلا) وهكذا



فمنهج التلقي للعلوم الشرعية يختلف تماما عن منهج التلقي للعلوم الدنيوية, كما أن إعمال العقل في العلوم الشرعية له ضوابط تقننه مقارنة بإعمال العقل في العلوم الدنيوية



فإن أفتاك عالم شرعي في أمر دنيوي فأعمل عقلك في فتواه مستندا إلي علمك الخاص وعلم من تثق في علمهم, وإن وجدت عالما دنيويا هو أكثر منه تخصصا وعلما فخذ برأيه فلا حرج في ذلك, وتأمل معي قصة نبي الله موسى مع الرجل الصالح إذ



قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا



ولكن إن أفتاك عالم شرعي -مستندا إلي نص شرعي (القرآن وصحيح السنة) وفهم رزقه الله إياه- مثلا بأن صلاة الظهر أربع ركعات فعليك أن تسمع وتطيع, فلا مجال لإعمال العقل هنا, ولا مجال للتحديث أو التجديد في ذلك



الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا



وإن قال لك أن الله حكم بأن للذكر مثل حظ الأنثيين مع عدم اقتناعك بذلك, فعليك أيضا أن تسمع وتطيع



فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا



فكما أنه إن نصحك طبيبك أن تتناول دواءا معيننا ثلاث مرات مثلا فإنك تتقبل المرارة ولا تسأل لماذا ثلاث مرات بالذات؟



كما أننا لا نرضى بغير القرآن كتابا سماويا, وذلك لا يعني أن نكذب أو نحقر الكتب الأخرى, فالقران جاء مصدقا لصحيح الكتب السابقة وحاكما عليها صحة وتحريفا



وَأَنْـزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ



وذلك لأنه تعالى كفل حفظ القرآن بنفسه خلافا للكتب السابقة التي استحفظها - سبحانه - البشر



إِنَّا نَحْنُ نَـزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ

..........

إِنَّا أَنْـزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ



كما أننا لا نقتدي إلا بالمسلمين الصالحين في أمور الدين مع أننا قد نقتدي بغير المسلمين في أمور الدنيا - طالما لا يتعارض ذلك مع شرعنا - ونحترمهم ونقدر لهم صنيعهم للبشرية



يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ





كما أننا نحب ونجل صحابة نبينا جميعا ونتناولهم بالإحترام والتقدير فسيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجه وسيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه, ونبرأ إلى الله ممن ينال منهم



آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْـزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ



لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْـزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا



وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ





هذا وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

شغل عقلك
مشاركات: 838
اشترك: ديسمبر 12th, 2007, 6:45 am

نوفمبر 13th, 2008, 3:52 am

سلام وتحية

هل يوجد كرامة لأمة رجالها تريد أن ترضع الكبير ونساؤوها مصممة على أنهن بنص عقل

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر