اليوم سأتكلم عن السياسات الدينية المسلحة بشكل عام والتي أتت إلينا مستوردة من جميع أنحاء العالم بتخطيط صهيوني عالمي جائر, تمركزت بين طيات حاراتنا وتصاهرت مع أبنائنا ونامت في أسرتنا, وتسربت بأسماء خداعة جميلة براقة كالحرية والمساواة والنصر والتحرير ولكنها تنظيمات سرية غائبة عن العين, تحمل في طياتها الكره لنا والبغض والعداوة من دون أن نعرف لماذا ؟ للأسف لأننا أناس طيبون نصدق ما نسمع وما نرى ولا نعلم أن وراء ذلك البريق الخداع يقبع شبح الكذب والرياء. كلأحزاب التالية:
(حزب الإخوان المسلمين في مصر والسودان والجزائر وسوريا والأردن- حزب الله في لبنان- حزب حماس الإسلامي في فلسطين- حزب الوسط الاسلامي في الأردن-حزب الأمة الإسلامي في المغرب - حزب الوسط الجديد الإسلامي في مصر - حزب الفضيلة الإسلامي في تركيا والمئات من الأحزاب الدينية السياسية)
إن فكرة الأحزاب السياسية الدينة هي أساساً خروج واضح عن الدين حيث يقول الله تعالى :
(ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء انما امرهم الى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون )6/159
لاحظ قول الله أن تفريق الدين إلى شيع أي "أحزاب" هو ليس من الإسلام في شيء ويتبرأ الله منهم ويبرأ رسوله الكريم منهم ويقول أيضاً :
(ان فرعون علا في الارض وجعل اهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح ابناءهم ويستحيي نساءهم انه كان من المفسدين )28/4
إنظر إلى إسلوب فرعون في إضعاف الناس بتجزئتهم وتفريقهم إلى أحزاب وطوائف, وبعد ذلك أصبح من السهل على فرعون أن يذبحهم ويستحيي نسائهم.
وقال الله تعالى أيضاً :
(قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم او من تحت ارجلكم او يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم باس بعض انظر كيف نصرف الايات لعلهم يفقهون) 6/65
إنظر إلى حكمة الله في إضعاف التكتل السكاني كيف أن الله إن أراد أن يمحق شعب كهذا بعث العذاب عليه من تحته ومن فوقه, وهذا نوع أول من هلاك الأمم, والنوع الثاني هو تفريق شمل هذا التجمع السكاني بتفريقه إلى أحزاب وشيع وبعد ذلك تبدأ النعرات الطائفية (البأس) بتدمير بعضها البعض تماماً كما حدث في لبنان 1974
صور من الحرب الأهلية في لبنان.
ولقد قال الله أيضاً :
(من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون ) 30/32
لاحظ ربط القرآن التشيع بالأحزاب وقد وصفه الله بالتفرق, الذي هو ضعف وخروج عن الدين الصحيح.
السؤال التالي موجه للجميع :
نحن المسلمون يجب أن نحتج على كل التسميات الدينية لتلك الأحزاب لأنها تسيء إلى الإسلام ولا ترمز لأي واحد منا, فأنا إن كنت مسلماً والله هو إللهي هذا لا يعني أني أنتمي إلى حزب الله أو حزب الإخوان المسلمين, أو حزب أنصار الإسلام أو أو أو أو ........ الخ. وإن عدم إنتمائنا لتلك الأحزاب لايعطيهم الحق في تكفيرنا أولاً ولا يعني إعلان اسلامنا أننا جزءً منهم ومن مشروعهم السري الذي لا نؤمن به.
فأنا أحتج على كل هذه التسميات التي تسيء للإسلام دين السلم والسلام.
قد يقول أحدكم : ولكن هذه الأحزاب لها شعاراتها الهادفة للدفاع عن الأراضي المغتصبة مثل حزب حماس الإسلامي المدافع عن أطفال الإنتفاضة.
يا أعزائي إن أراد الفلسطينيون أن يدافعوا عن الأراضي الفلسطينية فعليهم بتأسيس حزب تحرير فلسطين, وهذا حقهم وحق كل مدافع عن أرضه وأبنائه ولكن يجب عليهم أن لا يصبغوه بأي صبغة دينية لأنهم لا يبشرون بالديانة الإسلامية أو أي ديانة أخرى أما إن كان هذا هدفهم نشر الدعوة فليؤسسوا حزب التبشير الإسلامي وليس حزب التحرير الإسلامي, لماذا ؟ لسبب بسيط وهو أنه ليس هناك أي هدف ديني في تحرير الأرض.
وقد يسأل السائل أيضاً ويقول ولكن أرض فلسطين هي أرض الديانات وفيها القدس الشريف, وفيها أول القبلتين, مظهراً لنا الخلفية الدينية لهذه الأرض.
أقول له يا عزيزي إنك تطالب بتحرير فلسطين وليس بتحرير القدس دوناً عن فلسطين, فهل ترضى بالقدس فقط وتتخلى عن باقي الأرض المغتصبة.
إن دعوة الفلسطينين لتحرير فلسطين مرة باسم العروبة ومرة باسم الإسلام هي ضعف موجود في صميم الفلسطيني الذي لا يستطيع أساساً تحرير نفسه, لأنه تاريخياً قد تم احتلال أرضه من كثير من المغتصبين الرومان والصليبيين, والعثمانيين, والتتر ,والإنكليز وأخيراً اليهود ولكن حاولوا أن ترجعوا إلى التاريخ لوجدتم أنه دائماً كان يأتي أحداً من الخارج ليحرر هذه الأرض ولم يحدث ولا مرة واحدة في تاريخ فلسطين أن شعبها هو الذي حرر أرضها لماذا ؟ لأنهم وبكل صراحة شعب غوغائي لا يعرف ما هي مصلحته وكيف يحرر نفسه.
يعلم كيف يصيح (النجدة أنجدوني) مرة باسم العروبة ومرة باسم الإسلام.
تاريخياً عندما بعث رسول الله (ص) بكتابه إلى "هرقل" لقد دعاه إلى الإسلام برسالته المشهورة.
وبعدها حررها المسلمون (عمر بن الخطاب). 36 هـ
وتاريخياً أيضاً عندما أحتلت فلسطين من قبل الصليبيين جاء صلاح الدين ليس من أجل شعب فلسطين وليس من أجل المقدسات الموجودة فيها فقد تم دحر جيوش الصليبيين فيها من أجل وقف زحفهم الذي شارف الأراضي المصرية, وهذا ماكان في زمن بيبرس أيضاً عندما أوقف التتر عن زحفهم العارم الذي دخل على بلاد عدة وقد شارفت أراضي مصر.
أما اليوم فلقد تكالبت أيدي الصهوينية العاليمة حولها بحجة إعادتها إلى وعد عمره 4000 سنة ولشعب قد زال منذ ذلك العهد بعقلية عصبية دينية مفضوحة وبعد أن تعرت العصبية الدينية للجميع وأصبحت قمة التطرف المقرف والمقزز والمنفر لصاحب العقيدة والإيمان المسلح هاهم وبكل بجاحة يأتون بجيوشهم ليطردوا أصحاب الأرض من أرضهم وصاحب البيت من بيته ناهبين أموالهم وأملاكهم, قاتلين أبنائهم ومستحيين نسائهم بحجة أن من يدافع عن فلسطين اليوم هم أحزاب دينية إرهابية.
لقد كذبوا كذبة وصدقوها وطلبوا من المجتمع الدولي أن يصدق على كذبتهم تلك بكل وقاحة وجرأة.
إنهم لا يرضون بالكلام مع الشعب الفلسطيني أبداً, بل أنهم صنعوا (ياسر عرفات) من الخارج الذي لا يمثل الشعب الفلسطيني من الداخل أبداً وجلسوا معه وصافحوه بعد مسرحية طويلة من الكذب والرياء :
وتم الإتفاق على 422 .
1- الإعتراف بإسرائيل.
2- إعطاء الضفة الغربية (المليئة بالمستوطنات اليهودية) وقطاع غزة كسلطة فلسطينية فقط.
3- تقوم المفاوضات مع فتح فقط دوناً عن الشعب الفلسطيني.
أما الحزب الإسلامي حماس فلقد كان من الصناعة الصهيونية ذاتها وبتمويلهم من أجل :
1- تجزيء الشعب الفلسطيني
2- عرقلة عملية السلام
3- إظهار الإرهاب الإسلامي الفلسطيني
4- إخفاء العنصرية الدينية الإسرائيلية وراء ند ديني آخر.
قد يخالفني البعض وقد يؤيدني البعض, فرجاءً تفضلوا بالنقاش والحوار البناء من أجل الوصول إلى الحقيقة.
أخوكم وسام الدين اسحق