هل الله واحد أم ثلاثة أم ثلاثة في واحد

شارك بالموضوع
أبو سعود
مشاركات: 119
اشترك: ديسمبر 26th, 2002, 2:13 am

يناير 7th, 2003, 12:29 am

هل الله واحد أم ثلاثة أم ثلاثة في واحد .

السلام على من اتبع الهدى

قال الله تعالى { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين } النحل 125
فمن هذا المنطلق أبدأ بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وأجادل بالتي هي أحسن فمن كان على خطأ فكما هو معلوم إما أن يقبله ويعمل به ويستغفر عما ارتكبه
وإما أن يرد الحق وتأخذه العزة بالإثم ولا يقبل بالحق ليس جهلا به وإنما من باب العناد والمكابرة .
و في النهاية يبقى كل شخص يتحمل مسؤولية اختياره إما إلى الجنة أو إلى النار
ولا أستطيع أن أفرض رأيي على الآخرين .

هل الله واحد أم ثلاثة أم ثلاثة في واحد .

هذه المسألة ليست بالسهلة إطلاقا بل إن الله كفر الذين يقولون ذلك حيث قال في كتابه الكريم { لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم } المائدة 73

إذا ينبغي الوقف عند هذه المسألة وقفة جادة لنعلم أين هو الحق ويكمن عظم هذه المسألة في أن أحد الفرقتين إما المسلمين أو النصارى سيدخل النار وذلك لأخذهم للقول الذي يرونه الحق وهو باطل فمن هذا المنطلق ينبغي أن نبحث عن الحق في هذه المسألة .

و ينبغي أن نمر على عدة نقاط في هذه المسألة :

1 : من الإله عند النصارى .
2 : من الإله عند المسلمين .
3 : ما معنى قول النصارى .
4 : ما معنى قول المسلمين .
5 : ما الحق في ذلك حسب مقتضى العقل السليم الباحث عن الحقيقة .
6 : ملحقات بهذا الموضوع .

مــــــــــــع المـــــــوضـــــوع

هل الله واحد أم ثلاثة أم ثلاثة في واحد .


1 : من الإله عند النصارى .

النصارى يقولون إن الإله هو الآب والابن والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم شيء واحد .
أقرأ رسالة يوحنا الأولى الإصحاح الخامس الفقرة السابعة :

^ فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد .^


2 : من الإله عند المسلمين
إله المسلمين هو الله فقط .

3 : ما معنى قول النصارى .

قول النصارى إن الإله هو الآب والابن والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم شيء واحد
نفهم منه أحد المعاني التالية :

المعنى الأول : أن الآب والابن والروح القدس أجزاء مختلفة تركبت مع بعضها فكونت لنا هذا الإله الواحد .

المعنى الثاني : أن الآب والابن والروح القدس هم نفس الشيء كما يقال أنا وروحي ونفسي شيء واحد فلا اختلاف بين هؤلاء الثلاثة وليست المسألة حسابية في أن الثلاثة لا يمكن أن تصبح واحد لكن هؤلاء ثلاثة واحد فإذا قلت الآب فأنا أريد الآب والابن والروح القدس وهكذا مع البقية .

وهناك معنى ثالث لا يدخل ضمن تلك العبارة لكن أحب أن أذكره .
أن الآب والابن والروح القدس كلا واحد منهم إله مستقل عن الأخر وهذا كما قلت ليس كالعبارة التي يطلقها النصارى من أن الإله هو الآب والابن والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم شيء واحد .

4 : ما معنى قول المسلمين .

أي أن إله المسلمين هو الله واحد لا شريك له في ألهيته فلا يوجد إله غيره لا الابن ولا الروح القدس ولا غيرهما .


5 : ما الحق في ذلك حسب مقتضى العقل السليم الباحث عن الحقيقة .

الآن نناقش هذا المعاني جميعا عند المسلمين و النصارى .
مناقشة المعنى الأول :

المعنى الأول : وهو أن الآب و الابن وروح القدس أجزاء مختلفة تركبت مع بعضها فكونت لنا هذا الإله الواحد .

فهذا المعنى باطل وذلك لأمور :

أولا : فكرة كون هذا الإله مركب تدل دلالة واضحة على أن هذا الإله غير قادر
بنفسه بل بتركبه وذلك يعني أنه إذا تفكك فلن يكون هناك إله فهذا يدل على عجز هذا الإله .

ثانيا : الإنجيل يدل على أن هؤلاء الثلاثة مختلفين ومنفصلة وهذا يدل على تفكك هذا الإله .

ثالثا : كون هؤلاء الثلاثة مفككين يدل على أن كل واحد ليس بإله مستقل إذا هؤلاء الثلاثة عاجزون عن فعل شيء للبشر من خلق و رزق وتدبير لجميع المخلوقات وغيرها لأنهم ليسوا الإله ، فإن قيل لا قيل قد انتقلت من المعنى الأولى الذي ذكرته إلى المعنى الثالث وهو أن كل واحد من الثلاثة إله مستقل .

رابعا : كون هؤلاء عاجزين فلن يصبحوا إله مرة أخرى ، وعدم وجود الإله يدل على هلاك الجميع فمن سيطعم الكائنات الحية و يسقيها و يخلق ويدبر أمور الحياة .

خامسا : كون الإله مفكك إلى أجزاء عاجزة ينقلنا إلى سؤال هام وهو من الذي أوجدها هل العاجز عن إيجاد غيره قادر على إيجاد نفسه بطبع حسب العقل السليم لا فلا تستطيع إيجاد نفسها ، عدنا إلى نفس السؤال من الذي أوجد هذه الأجزاء ، وحسب العقل السليم أيضا أن الأشياء لا توجد إلا من خلال موجد فلا يمكن أن تكون هي موجودة هكذا من الأزل ، بقي أن يقال أن هناك من أوجدها قيل إذا هو الإله و هذه ليست إلا مخلوقات عنده و ليست بالإله .

بكل هذا يتضح لنا حسب العقل السليم أن المعنى الأول باطل .

مناقشة المعنى الثاني :

المعنى الثاني : أن الآب و الابن وروح القدس هم نفس الشيء كما يقال أنا وروحي ونفسي شيء واحد فلا اختلاف بين هؤلاء الثلاثة وليست المسألة حسابية في أن الثلاثة لا يمكن أن تصبح واحد لكن هؤلاء ثلاثة واحد فإذا قلت الآب فأنا أريد الآب والابن والروح القدس وهكذا مع البقية .

وهذا المعنى باطل أيضا وذلك لأمور :

أولا : لأن هذا المعنى نفهم منه أن الابن مثلا إذا حصل له شيء فهذا يعني أن الآب والروح القدس يحصل لهما نفس الشيء لأنهم شيء واحد ، فإذا أكل الابن فهذا يعني أن الآب أكل والروح القدس أكلا أيضا وإذا شرب الابن فهذا يدل على الآب والروح القدس شربا أيضا و إذا ذهب الابن ليقضي حاجته فهذا يدل على أن الآب والروح القدس ذهبا ليقضيا حاجتهما أيضا ، وهذا كفر و استنقاص للإله .

إن كان الأمر ليس كذلك فهذا يدل على أن هؤلاء الثلاثة ليسوا شيئا واحد .

ثانيا : الإنجيل يدل على أن هؤلاء الثلاثة مختلفين وهذا يدل على أن هؤلاء ليسوا شيء واحدا .

ثالثا : كون هؤلاء الثلاثة شيء واحد يدل على أنهم إذا وجدوا في مكان فلن يكونوا متفرقين بل سيكونون شيء واحدا إلا أننا نجد الإنجيل يدل على غير ذلك وهذا يدل على أن هؤلاء ليسوا شيء واحدا .


بكل هذا يتضح لنا حسب العقل السليم أن المعنى الثاني باطل أيضا .


مناقشة المعنى الثالث :

المعنى الثالث : أن الآب والابن والروح القدس كلا واحد منهم إله مستقل عن الأخر وهذا كما قلت ليس كالعبارة التي يطلقها النصارى من أن الإله هو الآب والابن والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم شيء واحد .

وهذا المعنى باطل أيضا ، رغم ذلك يبدو أنه أقرب من المعاني السابقة للحق رغم ذلك ليس هذا هو الحق .

و بما أن النصارى لا تقول به فسأدع الرد عليه و بيان بطلانه

الملــــــــــحقـــــــــــــات

الملحق الأول : إثباتات تدل على اختلاف الآب والابن والروح القدس عن بعضهم وكذلك افتراقهم عن بعضهم وهذا يدل على أنه لا وجود لثلاثة في واحد في الإنجيل والكتاب المقدس .

أقرأ سفر الأعمال الإصحاح الثاني الفقرة الثانية والعشرين ^ ايها الرجال الاسرائيليون اسمعوا هذه الاقوال.يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما انتم ايضا تعلمون .^
وأقرأ سفر مرقس الإصحاح الأول الفقرة العاشرة
^ وللوقت وهو صاعد من الماء رأى السموات قد انشقت والروح مثل حمامة نازلا عليه.^
وأقرأ سفر مرقس الإصحاح الأول الفقرة الحادي عشر
^ وكان صوت من السموات.انت ابني الحبيب الذي به سررت ^
وأقرأ سفر يوحنا الإصحاح الرابع عشرة الفقرة الثامنة و العشرين
^ سمعتم اني قلت لكم انا اذهب ثم آتي اليكم.لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون لاني قلت امضي الى الآب.لان ابي اعظم مني..^
وأقرأ سفر متى الإصحاح الثاني عشر الفقرة الثانية و الثلاثين
^ ومن قال كلمة على ابن الانسان يغفر له.واما من قال على الروح القدس فلن يغفر له لا في هذا العالم ولا في الآتي. ^


المــــــــــــــلاحظــــــــــــــــات
1: يخبرنا الكتاب المقدس أن عيسى رجل ويخبرنا أيضا أن الروح القدس مثل حمامة نازلا عليه وهذا يدل على اختلاف الابن عن الروح القدس .
2 : يخبرنا الإنجيل أن الآب تكلم وقال : أنت ابن الحبيب ، مع أن الابن لم يتلفظ بشيء وهذا يدل على اختلاف الآب عن الابن .
3 : يخبرنا الإنجيل أن الابن يقول : لأن أبي أعظم مني وهذا يدل على اختلاف الآب والابن .
4 : يخبرنا الإنجيل أن من يقول كلمة على ابن الإنسان يغفر له لكن من يقول كلمة على الروح القدس لا يغفر له وهذا يدل على اختلاف عيسى والروح القدس .
5 : يخبرنا الإنجيل أنه عندما كان عيسى يصعد من الماء رأى الروح القدس نازلا عليه وهذا يدل على اختلاف مكان عيسى والروح القدس وهذا يدل على أن الإله هذا إن كانوا إلها أنه قد منفصل عن بعضه أو أن كل واحد منهم إله مستقل بنفسه وكلا القولين باطلين .
6 : يخبرنا الإنجيل أن صوت الآب كان من السماوات والابن كان على الأرض فهذا يدل على اختلاف مكان الآب عن الابن وهذا بدوره يدل على اختلاف الآب عن الابن.
7 : يخبرنا الإنجيل أنه عندما كان الروح القدس ينزل على عيسى سمع الابن صوت الآب من السماوات وهذا يدل على اختلاف مكان الآب عن الروح القدس وهذا بدوره يدل على اختلاف الآب عن الروح القدس .
8 : يخبرنا الإنجيل أن عيسى قال : لان قلت امضي إلى الآب ، وهذا يدل على اختلاف مكان الآب عن الابن وهذا بدوره يدل على اختلاف الآب عن الابن.


الملحق الثاني : من هو الإله الحق .
قول المسلمين سالم من المعارضة أو القدح وهو أن الإله هو الله أو ما يسميه النصارى بالآب فهو الذي يخلق ويرزق ويدبر كل شيء .

الملحق الثالث : ماذا عن عيسى والروح القدس .

أما عيسى عليه السلام فهو عند المسلمين عظيم من العظماء وهم رسل الله أي أنه رسول من رسل الله عليهم السلام بل هو من أفضل خمسة رسل .

ولعل ولادته العجيبة بل والمعجزة من أم فقط من غير تدخل بشري أقصد من غير تدخل رجل ، جعلت النصارى يعتقدون ألوهيته ، فكون هذا معجز إلا أن هناك أمر أشد أعجازا منه وهو أن آدم و حواء من غير أب ولا أم ومع ذلك لم يأتي أحد ليقول إنهما إلهين أبدا .

فكون عيسى صلى الله عليه و سلم ليس بإله بل رسول يدل على عظمته لا التنقيص من قدرة لأن تصرفاته التي يذكرها الإنجيل تدل على أنه ليس بإله إطلاقا إذا لو قلنا إنه إله فهو إله عاجز وووو
وهذا يقلل من مكانته أما إن قلنا أنه رسول فهذا يعظم مكانته .


أما روح القدس فهو جبريل عليه السلام ملك من ملائكة الله بل هو أفضل الملائكة جميعا ولعل الذي دفع النصارى إلى اعتقاد ألوهيته هو أن الله أرسله إلى مريم الطاهرة بصورة بشر لأنه قادر على ذلك بإذن الله قال الله تعالى
^ واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا ^فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا ^ مريم 16-17
فعندما رأته مريم قالت كما قال تعالى ^ قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا ^ مريم 18
فأخبرها جبريل عن نفسه و بالوظيفة التي أرسله الله لها حيث أن الله أرسله لوظيفة محددة وهي كما قال الله تعالى ^ قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا ^ مريم 19

فسألت مريم كما قال الله تعالى ^ قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا ^ مريم 20
فأجابها جبريل عليه السلام كما قال الله تعالى ^ قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا ^ مريم 21

و كما قال تعالى ^ قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ^ آل عمران 47

و عندما قضى الله ذلك الأمر وأراده قال كلمته كن

فنفذ جبريل عليه السلام الوظيفة كما قال الله تعالى ^ والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين ^ الأنبياء 91
وكما قال الله تعالى ^ ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين ^ التحريم 12

فكان أمر الله كما قال الله تعالى ^ فحملته فانتبذت به مكانا قصيا ^ مريم 22

فروح القدس جبريل جاء لمهمة معينه أمر بها من عند الله فروح القدس ليس سوء ملك مسخر من قبل الله سبحانه وتعالى .

قد يقول قائل : المسلمين اختلفوا في الروح القدس فكيف تقول أنه جبريل .

فأقول :

ليس كل قول يقبل بل لابد أن يستند إلى أدلة حتى يقبل أما دليل قولي أنه
جبريل ، فهو قول الله تعالى ^ قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين ^ النحل 102
وكما هو معلوم عند المسلمين والمعروف في الأحاديث أن جبريل هو الذي ينزل بالوحي من عند الله .

فهذا دليل صحيح أن روح القدس هو جبريل ، وكما قلت ليس كل ما تجده
تصدقه ، لابد أن يكون مستندا على دليل حتى يقبل هذا الكلام .


الملحق الرابع : آية يظن بعض النصارى أنها تدل على التثليث .

هي قول الله تعالى ^ يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا ^ النساء 171

حيث يقول بعض النصارى أنظر ماذا يقول القرآن إنه يتكلم عن ثلاثة :

1: المسيح عيسى ابن مريم رسول الله .

2 : وكلمته ألقاها إلى مريم .

3 : وروح منه .

أقول :

أما الأول فالمعنى فيه واضح أن عيسى ليس إلا رسول من عند الله .
أما الكلمة فهي كن التي قال الله عنها ^ قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ^ آل عمران 47
فعندما أراد الله أن يخلق عيسى قال له كن فكان ، كغيره من سائر المخلوقات كما قال تعالى ^ بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ^ البقرة 117
وقال الله تعالى ^ إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ^ آل عمران 59
وكما قال الله تعالى ^ وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق ويوم يقول كن فيكون قوله الحق وله الملك يوم ينفخ في الصور عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير ^ الأنعام 73
وكما قال تعالى ^ إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون ^ النحل 40
وكما قال تعالى ^ ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ^ مريم 35
وكما قال تعالى ^ إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ^ يس 82
وكما قال تعالى ^ هو الذي يحيي ويميت فإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ^ غافر 68
فعيسى ليس الكلمة وإنما خلق بالكلمة .


بقي قوله ^ وروح منه ^ أي روح مخلوق من الله كسائر المخلوقات من الله .
كقوله تعالى ^ وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه ^ الجاثية 13
وقال تعالى ^لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة رسول من الله يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة ^ البينة 1-3
فهذه الأشياء كلها من الله وهي مخلوقة وأبلغ من ذلك روح الله /جبريل / التي أرسلها إلى مريم وهي مخلوقة فالمسيح الذي هو روح من تلك الروح أولى أن يكون مخلوقا

وقد يقول قائل لماذا خص المسيح بذلك .

خص المسيح بذلك لأنه نفخ في أمه من الروح فحبلت به من ذلك النفخ وذلك غير روحه التي يشاركه فيها سائر البشر فامتاز بأنها حبلت به من نفخ الروح فلهذا سمي روحا منه .

وقد قال الله تعالى ^ إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ^ آل عمران 59

و قال الله تعالى ^ فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ^ الحجر 29 و قال الله تعالى ^ فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ^ ص 72

فروح آدم كروح عيسى كلهما مخلوقتان .

وبهذا يتبين أنها لا تدل على التثليث بل هي صريحة في وحدانية الله .

الملحق الخامس : معنى ^ نا ^ و ^ نحن ^ العائدة على الله .

يأتي الضميران ^نا^ أو ^ نحن^ في بعض المواضع في القرآن الكريم يدلان على الله
كما في قوله تعالى ^ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ^ الحجر 9
حيث يعتقد النصارى أنها تدل على التثليث وأن هناك أكثر من إله .

فأقول :

أن ^ نا ^ و ^ نحن ^ تطلق ويراد بها أحد معنيان إما الكثرة أو العظمة وهما إذا عادا على الله فلا يراد منها إلا العظمة .

ومثل هذا المعنى يرد في هذا الزمان فتجد بعض رؤساء الدول يقول نحن أو قررنا أو نحو ذلك ولا يريد بذلك إلا نفسه .

الملحق السادس : هل كون الابن أتى عن طريق الولادة أو لا هي المشكلة الوحيدة .

أقول :
مجرد أن يكون هناك ابن لله فهو اتهام لله بالعجز و الاحتياج لمن يعينه ، لو سألت مثلا لماذا أتى الابن إلى الأرض ، فلعل أحد النصارى أن يقول جاء ليموت على الصليب لفدى البشرية ، سأجيب عندها هذا اتهام لله بالعجز وعدم القدرة على أن يفعل ذلك إلا بغيره وهو الابن .
فإن قال لا ، أنت فرقة بين الآب و الابن فسأقول أفهم من كلامك أن الآب والابن واحد وأن ما يحصل للابن مثلا يحصل للآب لأن هذا هو معنى هذا الكلام فعندما يأكل الابن مثلا أو يشرب أو يقضي حاجته أو ينام أو يموت فهذا يعني أن الآب يفعل ذلك أيضا .
فإن قلت لا ليس هذا المقصود عندها أقول لك الآن أنت فرقة بينهما .

الملحق السابع : هل وحدانية الله أكبر من أن يدركها عقل بشر .

إن كان المقصود بوحدانية الله التي يذكرها المسلمين فليس الأمر كذلك بل هي معروفة يدركها العقل البشري بسهولة لأن الله واحد وهو واحد فلا يمكن أن يقال أنها لا يدركها العقل البشري .

وإن كان المقصود بوحدانية الله هو وحدانية الآب والابن وروح القدس هؤلاء الثلاثة الذين ليسوا ثلاثة بل هم واحد هذا هو غير معقول وغير منطقي بل هو باطل بل من أبطل الباطل وقد اثبت ذلك في السابق بل حتى ألوهية عيسى وحدها غير منطقية إذ كيف يكون هذا إله وهو يأكل ويشرب ويقضي حاجته وينام فكيف نزيد على ذلك ونقول أن الآب والابن والروح القدس شيء واحد هذا من أبطل الباطل .

ثم هل عقولنا و أفكارنا لا تدرك أن الله منزه عن النقص و العيوب ، هل عقولنا و أفكارنا لا تدرك أن الله لا يحتاج للأكل ولا يحتاج للشرب ولا يحتاج أن يقضي حاجته ولا يحتاج أن ينام .
فهذا القول وهو أن وحدانية الله أكبر من أن يدركها عقل بشر ، يدلنا على أن صاحبه
يتهرب من الحقيقة وهي أنه لا يوجد شيء اسمه تثليث ، وأنه يحاول أن يخدع نفسه بقوله لهذه المقالة حتى يستمر على ما كان عليه ، وذلك لأنه يرفض أن يعمل عقله في أن الإله منزه عن النقص والعيب ، وكون الإله يأكل ويشرب ويقضي حاجته وينام فهذا يدل
على نقص الإله وإهانته إهانة كبيرة هذا إذا قلنا أن الثلاثة شيء واحد وقد سبق بيان
ذلك ، ثم إذا وافق أنه ليسوا شيء واحدا بل هم إله واحد لكنه له أجزاء ثلاثة فهذا ضلال للهروب من ضلال .
والله لم يخلق لنا عقولا لنغلقها بل لنفكر بها فلو أتى أحد فقال أنا إلهكم فهل تقفل عقلتك
وتستجيب له مباشرة أم أنك ستختبره وتتفكر فيما يقوله ويعمله فإن وافق العقل السليم على أنه الله فنستجيب عندئذ ونحن مطمئنين وإن أثبت العقل عدم ألوهيته فسترده وتخبره بأنه كذاب ، كذلك الأمر هاهنا نختبر عيسى فيما يقوله ويفعله فلم يتبين لنا أنه إله إطلاقا
فإما أن يكون كذابا أو أن أحدا قد حرف ما أتى به وهذا هو الحق فالإنجيل محرف .


الملحق الثامن : الله ليس له شبيه ولا نظير فلا يمكن التطرق لوحدانية الثالوث .

يتضح من قائل هذا القول أنه لا يريد أن نقارن ولا نشبه عيسى بالله أليسوا كلهم ألهه أليسوا واحدا ،كيف لا يمكننا أن نقارن بين عيسى والله والروح القدس وهم واحد .
ولكن يتضح من قائل هذا القول أنه يريد أن يفرق بين الله وعيسى .

الملحق التاسع :هذا خلط بين اقنوم الابن الازلي ، مع الابن المتجسد في مرحلة من الزمن .

أقول :

أنا أتحدث عن هذا الابن الذي جاء إلى الأرض كما يقول النصارى هل هو إله أم
ليس بإله ، إن قيل لا هو ليس بإله بطل اعتقاد النصارى وبطل قولهم إن الآب والابن والروح القدس ألهه لكنهم ليسوا ثلاثة بل واحد ، وإن قيل نعم الابن إله فسأقول هل الابن الذي جاء إلى الأرض هو نفس الآب والروح القدس بمعنى أنهم جميعا على الأرض ، إن قيل لا ليس نفسهما فقد بطل كذلك اعتقاد النصارى أن هؤلاء الثلاثة إله واحد ، وإن قيل نعم الابن الذي جاء إلى الأرض هو نفس الآب والروح القدس بمعنى أنهم جميعا على الأرض قيل الكتاب المقدس يكذب هذا كما بينت ذلك في الملحق الأول فراجعه ، هذا من وجه ومن وجه أخر أن ما يحصل للابن مثلا يحصل للآب والروح القدس فإذا أكل الابن مثلا أو شرب أو ذهب ليقضي حاجته أو نام فهذا يعني أن الآب و الروح القدس يفعلون ذلك أيضا ، وهذا كفر و استنقاص للإله لأنهم إله واحد كما يقول النصارى .

الملحق العاشر : أن ما يحصل للجسد لا يعني أنه يحصل للابن .

أقول :

كما هو معروف أن الابن وهو اللاهوت حل في الجسد وهو الناسوت وكذلك قد حل الآب والروح القدس في الجسد أيضا لأنهم شيء واحد ومن قال غير ذلك فقد فرق بين الآب والابن والروح القدس فنكون قد خرجنا من هذا المعنى إلى المعنى الأول الذي سبق ذكره وهو أنهم أجزاء إله وهو باطل وقد ذكرت سابقا الردود عليه و أيضا النصارى لا يوافقون عليه ، أو خرجنا إلى المعنى الثالث وهو أنهم ثلاثة ألهه مستقلة وليسوا إله واحد وهذا باطل ولا يوافق عليه النصارى ، إذن كل الثلاثة حلوا في الجسد وهو الناسوت وهذا كما ذكرت يكذبه الإنجيل وعلى فرض القول به ، فإن ما يحصل للابن يحصل للآب والروح القدس إلا أن ما يحصل للجسد لا يعني أنه يحصل لهم جميعا حسب قول ذلك الذي يقول ^ أن ما يحصل للجسد لا يعني أنه يحصل للابن ^.

وهذا باطل أيضا وذلك لأن كل ما يحصل أو يصدر من الجسد ليس معناه أنه حاصل أو صادر من الإله حسب قول ذلك الذي يقول ^ أن ما يحصل للجسد لا يعني أنه يحصل للابن ^ فلا ينسب إلى الإله شيء مما يحصل أو يصدر عن الجسد ، فالأكل والشرب و قضاء الحاجة و النوم والموت والبكاء والكلام و غيرها من الأقوال أو الأعمال التي تصدر عن الجسد .
فلا يوجد عند النصارى بناء على هذا القول إنجيل ولا كتاب مقدس لأن كل ذلك صدر من الجسد وهو الناسوت فالأقوال التي في الكتاب المقدس أو الأعمال هي أقوال و أعمال الناسوت فلا ينسب إلى اللاهوت وهو الآب و الابن والروح القدس شيء من ذلك وهذا خلاف ما يعتقده النصارى فهو باطل .

فوجود اللاهوت في الناسوت لا قيمة له لأن كل ما يصدر عن الجسد لا ينسب إلى اللاهوت أي الآب والابن والروح القدس بل ينسب إلى الناسوت وهو الجسد .

وهذا مخالف لعقيدة النصارى إذا ما يصدر عن الجسد ينسب للاهوت حسب عقيدة النصارى فالمعجزات والكلام و الأعمال تصدر من الجسد ومع هذا تنسب للاهوت
^ الابن ^ فإذا كان ما يصدر عن الجسد شيء جيد فهو ينسب للاهوت و يمدح اللاهوت بذلك وكذلك إذا كان ما يصدر عن الجسد شيء فيه إهانة للاهوت كذلك ينسب للاهوت ويهان اللاهوت بذلك
إذا فعيسى يأكل ويشرب ويقضي حاجته وينام ويموت كذلك الآب والروح القدس
وهذا كفر و استنقاص للإله لأنهم إله واحد كما يقول النصارى .

الملحق الحادي عشر : عيسى عليه السلام هو الكلمة .

يقول بعض النصارى بأن عيسى هو الكلمة وذلك في القرآن حيث يقول الله ^ إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين ^ آل عمران 45

فمعنى الكلمة هنا كما يقول المسلمين أن معناها ^ كن ^ وهي أي الكلمة تدل على التأنيث إلا أن لفظة ^ اسمه ^ التي تعود على المسيح تدل على التذكير فلو كان معنى
^ بكلمته ^ كن لقال اسمها لكن لم يحصل ذلك فهذا يعني أن الكلمة هي عيسى .

أقول :

أن معنى الآية بشكل عام هو : أن الملائكة قالت إن الله يبشرك بشارة وقد ذكرت هذه البشارة في مواضع أخرى من القرآن وهي الغلام قال الله تعالى ^ قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا ^ مريم 19
فالقرآن يفسر بعضه بعضا لأن كل القرآن حق ومقبول عند المسلمين ، وهذا البشارة تحدث إذا أرادها الله كما قال تعالى ^ إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون ^ النحل 40
نعود للمعنى : كما قلت سابقا قالت الملائكة إن الله يبشرك بشارة وهي غلام تحدث بواسطة كن التي تصدر من الله اسمه أي الغلام المسيح عيسى ابن مريم .
هذا والله تعالى أعلم .


و أختم الكلام بأنه ليس قصدي من هذا الموضوع السخرية بالنصارى فيما يقولونه بل يقصد به تنبيه النصارى على هذه الأمور فمن رغب بأخذه و قبوله بصدر رحب أو رده
فهو وشأنه ولا أستطيع أن أفرض رأيي على الآخرين لكن كما قلت سابقا يبقى كل شخص يتحمل مسؤولية اختياره إما إلى الجنة أو إلى النار .

هذا والله تعالى أعلم و أحكم و صلى الله على نبينا محمد و أله و صحبه أجمعين و سلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .

أبو سعود

للمراسلة

alfjr99@hotmail.com

أبو سعود
مشاركات: 119
اشترك: ديسمبر 26th, 2002, 2:13 am

يناير 7th, 2003, 12:31 am

أعتذر عن تأخري وذلك لانشغالي بترتيب الموضوع من جديد وتعديل الأخطاء
التي رأيتها وكذلك لإضافة بعض النقاط إلى الموضوع .

وقد قرأت ردود المحترمين نور و new man فوجدت أن بعضها يمكن أن يلحق بالموضوع ثم يرد عليها .

ولا أدري هل نسيت شيء أم لا .

ثم أقول للمحترم new man

أنا لم أتجاهل مداخلتك لكن كنت أرد على نور لأنه قد سبقك ولم أنتهي من الرد عليه بعد لذلك لم أصل إلى كلامك حتى أرد عليه فأنا لم أتجاهلك .
وأحب أن أقول لك أنني رددت على جميع النقاط الأساسية التي ذكرتها يا رجل جديد .

المحترم نور

قد أجبت على كلامك الذي في سياق الموضوع وترك ما عداه .

أما قولك " و سؤالك من المسؤول عن الترجمة فهو سؤال يميل إلى السذاجة لأنني أسألك بدوري عن ترجمة بديلة للفظة Logos التي وردت في رواية يوحنا للإنجيل ... "

أنا لا أدري ما علاقته بسؤالي ، ولكن كما يبدو لم تفهم سؤالي لذا سأوضحه .

القرآن الكريم نزل باللغة العربية كما هو معلوم وقد ترجم بعدة لغات من قبل بعض المترجمين كذلك الأمر بالنسبة للإنجيل أنا لدي
ترجمتان فأرجو منك أن تخبرني من هو الذي قام بترجمتهما أرجو أن تكون قد فهمت سؤالي .


وأحب أن أنبه أن النقاش إذا استمر على ماهو عليه فلن يكون جيدا ومفيد فأرى أن يكون النقاش مستقبلا على نقطة حتى ننتهي من الحوار فيها ثم ننتقل إلى أخرى وهكذا هذا رأيي .

أعتذر مرة أخرى عن تأخري و أعتذر على طول الموضوع .

هذا والله تعالى أعلم و أحكم و صلى الله على نبينا محمد و أله و صحبه أجمعين و سلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .

أبو سعود

للمراسلة

alfjr99@hotmail.com

nour
مشاركات: 74
اشترك: سبتمبر 23rd, 2002, 12:47 pm

يناير 7th, 2003, 9:47 pm

أولا أنا لا أخفي احترامي الكبير لرأيك الذي يبدو لي - و هو ما يهمني أساسا- أنه ينطوي على اهتمام كبير بمسألة الثالوث الأقدس و محاولة فك مغاليقها. و هو اهتمام و إن ظهر على شكل مقاومة إنما يختزن انجدابا ظاهرا نحو هذا المفهوم العظيم، لما يبدو لي في نفسك من اتقاد نبيل لإشباع العطش الذي تحس به في قرارك و لا تنفك تقاومه. و ما زاد في احترامي لك هو قولك أنك تحتفظ بترجمتين للكتاب المقدس، و هو سلوك أشجع إخواني المسلمين للاقتداء به لأن ذلك بداية الخطو في الاتجاه الصحيح.

لقد طلب منك السيد حاتم أن تلخص وجهة نظرك. وهو ما لم تفعله بل نسخت كل طروحك السابقة و ألصقتها في هذا الباب. مما يتعارض مع دعوتك أن نتناول المسألة نقطة نقطة. كيف ذلك و أنت تطرح مئات النقط دفعة واحدة. أنهيتها أخيرا بالقول الذي كنت من البداية تلف و تدور حوله و هو مسألة تحريف الكتاب المقدس التي سنفندها ان شاء الله بتوفيقه و نعمته في مبحث خاص حين الفراغ من مكاشفتك بالحقائق التي تؤرقك.

إن ما تحملتَه من عناء واضح في طرحك لتلك الأسئلة ثم الإجابة عليها بنفسك في نفس الآن لا يلزمك سوى أنت. لأن ما كنت تجيب عنه هو تصورك الشخصي لمسألة الثالوت الأقدس. و أسألك سؤالا بسيطا أود أن تفكر فيه قبل أن تتعجل الإجابة: عن أي ثالوث يتحدث القرآن و هل حقا يتناول الثالوث الأقدس؟ و أرجو أن لا تتقول الأقاويل على هذا الكتاب إذا كنت تحترمه. فبقليل من الانتباه الذي لا يصل حد التدبر يمكن أن ترى أنه يتوجه إلى جمهور من النصارى ابتدعوا فيما يخص هذه المسألة المقدسة بدعا لا قبل للمؤمنين بها سواء في الماضي أو الحاضر. و هذا الثالوت الذي يدحضه القرآن هو ثالوت الله و مريم المشار إليها كصاحبة لله (و هو ما لن تجده في الإنجيل الشريف بكل رواياته)و الولد عيسى.فالآية: "لَقَدْ كَفَرَ الذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ سورة المائدة 5 :73" يجب أن تقرأ في سياق الآية التالية التي وردت في نفس السورة : "وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ 5 :116..و هو القول الذي لن تجد له سندا في الإنجيل الشريف الذي لم يتعرض له القرآن أبدا بالإنكار أو النفي كما سنوضح لاحقا (لأنك كما سبق أن قلت تطرح عدة نقط دفعة واحدة مما يجعل طروحك تفتقر إلى الدقة و تميل إلى السفسطة ) و من تم فإن مسألة الابن و الآب كانت تُتناول من الزاوية البيولوجية البشرية، حيث في سياقها فقط نفهم استغراب القرآن : " أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ؟" سورة الأنعام 6 :101. بمعنى أن انتفاء البنوة مرتبط بانتفاء الصاحبة. ? تعلم أن جماهير المؤمنين المسيحيين في الماضي و الحاضر لم يؤسسوا مسألة البنوة على مفهوم الصاحبة ذي الحمولة الجسدية البشرية التي يتنزه الله سبحانه و تعالى عنها، و التي لا وجود لها إلا في عقول المبتدعين الذين تكفل القرآن بالرد عليهم. و هو رد ينسحب عليك بدورك لأنك تدور في ذات الفلك.

فالقول أن الآب و الابن وروح القدس أجزاء مختلفة تركبت مع بعضها فكونت لنا هذا الإله الواحد هو قولك أنت، و هو قول يرُدُّ عليك فيه القرآن : "وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ أَمِ ا تَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بالبَنِينَ" سورة الزخرف 43 : 15 و16. كما أنه قول لا يرد عند أحد من المؤمنين، لأنهم يؤمنون أن جوهر الآب و الابن و الروح القدس واحد. الله ليس ثالث ثلاثة، أي أنه بالمعنى القرآني الذي نتفق معه ليس جزءا في ثلاثية تتكون من ثلاثة أجزاء هي الله- الصاحبة-الولد. لذلك بالنسبة لطروحك الأخرى ألخص الإجابة عليها فيما يلي:
إن عقيدة الثالوث الأقدس في صفائها هي أولا و قبل كل شيء درس في الامتثال و الطاعة لكلمات الله لأنها حقيقة معلنة في كتابه المقدس الذي لا ياتيه الباطل من أمام و لا من خلف .و محاولاتك المستميتة لسحب أفكارك البشرية على رب العزة، سالكا إلى ذلك ٍسبيل البهلوانيات السفسطائية، متوسلا كما قلتَ بقدرة العقل وحده على استكناه و حدانية الله هي محاولات باطلة، لأنني أسألك عن أي عقل تتحدث، أليس هو العقل الذي استعمله الفلاسفة و المتكلمون لدحض الوحي و النبوة و غير ذلك من ثوابت الإيمان. أليس هو العقل الذي يثبت الشيء و نقيضه في آن. أليس هو العقل الذي يعجز حتى عن إدراك حقائق علمية لا يكادُ يتصورمعقوليتها إلا بالكاد. أليس هو العقل الذي سبقك إبليس لعنه الله و استعمله مطية لرفض الامتثال لطاعة الله كما نقرا قي سورة الأعراف و غيرها من السور: "وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ
سورة الأعراف - سورة 7 - آية11-13 و بذلك استحق اللعنة الأبدية. لا أدعو إلى تغييب العقل و لكن إلى الاعتراف بحدوده، حتى لا نصير عبيدا و من تم عبَدَةً له. يجب أن نتوسل بالعقل النوراني المستلهم كلمة الله كما وردت في كتبه و عند أنبيائه. و من تم أدعوك في هذا المقام اختصارا للقول، و استنادا إلى من اعترضتهم قبلنا هذه الدعاوى الباطلة، إلى تدبر القانون الأتناسي المشهور الذي جاء للرد على أهل البدع بخصوص مسألة الثالوث الأقدس معتمدا على الكتاب المقدس و قد لخصه اللاهوتيون كما يلي:
-كلّ مَن ابتغى الخلاص وجب عليه قبل كلّ شيء أن يتمسّك بالإيمان الجامع للكنيسة المسيحيّة.
-هذا الإيمان الجامع هو أن نعبد إلهاً واحداً في ثالوث، وثالوثاً في توحيد.
-لا نمزج الأقانيم ولا نفصل الجوهر.
-إنّ للآب أقنوماً، وللابن أقنوماً، وللروح القدس أقنوماً، ولكنّ الآب والابن والروح القدس لاهوت واحد، ومجد متساوٍ وجلال أبديّ معاً.
-كما هو الآب، كذلك الابن، وكذلك الروح القدس.
-الآب غير مخلوق، والابن غير مخلوق، والروح القدس غير مخلوق، ولكن ليسوا ثلاثة غير مخلوقين بل واحد غير مخلوق.
-الآب غير محدود، والابن غير محدود، والروح القدس غير محدود، ولكن ليسوا ثلاثة غير محدودين بل واحد غير محدود.
-الآب سرمد، والابن سرمد، والروح القدس سرمد، ولكن ليسوا ثلاثة سرمديّين، بل سرمد واحد.
-الآب ضابط الكلّ، والابن ضابط الكلّ، والروح القدس ضابط الكلّ. ولكن ليسوا ثلاثة ضابطين الكلّ، بل واحد ضابط الكلّ.
-الآب إله، والابن إله، والروح القدس إله، ولكن ليسوا ثلاثة آلهة بل إله واحد.
-الآب ربّ، والابن ربّ، والروح القدس ربّ. ولكن ليسوا ثلاثة أرباب بل ربّ واحد.
-وكما أنّ الحقّ المسيحيّ يأمرنا بأن نعترف، أنّ كلاًّ من هذه الأقانيم بذاته إله وربّ هكذا الدين الجامع ينهانا عن القول بوجود ثلاثة آلهة وثلاثة أرباب.
-فإذ لنا آب واحد لا ثلاثة آباء، وابن واحد لا ثلاثة أبناء، روح قدس واحد لا ثلاثة أرواح قدس.
-ليس في هذا الثالوث مَن هو قبل غيره أو بعده، ولا مَن هو أكبر أو أصغر منه. ولكن جميع الأقانيم سرمديّون معاً ومتساوون.
-لذلك في جميع ما ذُكِر يجب أن نعبد الوحدانيّة في ثالوث، ونعبدالثالوث في وحدانيّة.
-الإيمان المستقيم، هو أن نؤمن ونقرّ بأنّ ربّنا يسوع المسيح هو إله من جوهر الآب، مولود قبل الدهور، وأنّه إنسان من جوهر أمّه مولود في هذا الدهر.
-وهو وإن يكن إلهاً وإنساناً إنّما هو مسيح واحد، لا إثنان. وقد صار إنساناً ليس باستحالة
لاهوته إلى جسد، بل باتّخاذ الناسوت إلى اللاهوت.

و هاك لدعم ذلك شواهد من الكتاب المقدس على وحدانية الأقانيم اقتبستها مبوبةً لك :

-"في اللاهوت :
جاء في الكتاب المقدّس الموحى به من الله ما يلي :
عن الآب أنّه الله أبونا : إذ نقرأ في 2 تسالونيكي 2 :16 وَرَبُّنَا نَفْسُهُ يَسُوعُ المَسِيحُ، واللّهُ أَبُونَا الذِي أَحَبَّنَا وَأَعْطَانَا عَزَاءً أَبَدِيّاً وَرَجَاءً صَالِحاً بالنِّعْمَةِ.
عن الابن أنّه الله الأزليّ، إذ نقرأ في عبرانيّين 1 :8 وَأَمَّا عَنْ الابْنِ : كُرْسِيُّكَ يَا اَللّهُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ.
عن الروح القدس أنّه الله بالذات، إذ نقرأ في أعمال 5 :3-4 يَا حَنَانِيَّا، لِمَاذَا مَلَأَ الشَّيْطَانُ قَلْبَكَ لِتَكْذِبَ عَلَى الرُّوحِ القُدُسِ,,, أَنْتَ لَمْ تَكْذِبْ عَلَى النَّاسِ بَلْ عَلَى اللّهِ.
- في كلمة ربّ :
عن الآب أنّه ربّ، إذ نقرأ في الإنجيل بحسب لوقا 10 :21 وَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ تَهَلَّلَ يَسُوعُ بالرُّوحِ وَقَالَ : أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ، رَبُّ السَّمَاءِ والأَرْضِ.
عن الابن أنّه ربّ، إذ نقرأ في أعمال 10 :36 ا لْكَلِمَةُ التِي أَرْسَلَهَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ يُبَشِّرُ بالسَّلَامِ بِيَسُوعَ المَسِيحِ. هذَا هُوَ رَبُّ الكُلِّ.
عن الروح القدس أنّه ربّ، إذ نقرأ في 2 كورنثوس 3 :17 وَأَمَّا الرَّبُّ فَهُوَ الرُّوحُ، وَحَيْثُ رُوحُ الرَّبِّ هُنَاكَ حُرِّيَّةٌ.
- في الأزليّة
الآب أزليّ إذ نقرأ في دانيال 6 :26 ,,, إِلَهِ دَانِيآلَ، لِأَنَّهُ هُوَ الإِلَهُ الحَيُّ القَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ.
الابن الأزليّ، إذ نقرأ في رؤيا 1 :8 أَنَا هُوَ الأَلِفُ واليَاءُ، الْبَدَايَةُ والنِّهَايَةُ، يَقُولُ الرَّبُّ الكَائنُ والذِي كَانَ والذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.
الروح القدس أزليّ : إذ نقرأ في عبرانيّين 9 :14 فَكَمْ بالحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ المَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ لِلّهِ بِلَا عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَالٍ مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللّهَ الحَيَّ!.
- الحضور في كلّ مكان وزمان :
الآب، إذ نقرأ في رسالة أفسس 4 :6 إِلهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلِّ، الَّذِي عَلَى الكُلِّ وَبِالْكُلِّ وَفِي كُلِّكُمْ.
الابن، إذ نقرأ في الإنجيل بحسب متّى 18 :20 لِأَنَّهُ حَيْثُمَا ا جْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسَطِهِمْ.
الروح القدس، أَيْنَ أَذْهَبُ مِنْ رُوحِكَ، وَمِنْ وَجْهِكَ أَيْنَ أَهْرُبُ؟ إِنْ صَعِدْتُ إِلَى السَّمَاوَاتِ فَأَنْتَ هُنَاكَ، وَإِنْ فَرَشْتُ فِي الهَاوِيَةِ فَهَا أَنْتَ. إِنْ أَخَذْتُ جَنَاحَيِ الصُّبْحِ، وَسَكَنْتُ فِي أَقَاصِي البَحْرِ، فَهُنَاكَ أَيْضاً تَهْدِينِي يَدُكَ وَتُمْسِكُنِي يَمِينُكَ مزمور 139 :7-10.
- إستحقاق السجود :
الآب، نقرأ في الإنجيل بحسب يوحنّا 4 :23 وَل كِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ، وَهِيَ الآنَ، حِينَ السَّاجِدُونَ الحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلْآبِ بالرُّوحِ والحَقِّ.
الابن، إذ نقرأ في فيلبّي 2 :10-11 لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ المَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللّهِ الآبِ.
الروح القدس، فالروح القدس يُعِدّ المؤمنين لتقديم السجود، إذ نقرأ في رومية 8 :26 وَكَذلِكَ الرُّوحُ أَيْضاً يُعِينُ ضَعَفَاتِنَا، لِأَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لِأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي. وَل كِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِأَنَّاتٍ لَا يُنْطَقُ بِهَا.
- في صفة الحقّ :
الآب حقّ : أيّها الآب قَدِّسْهُمْ فِي حَقِّكَ. كَلَامُكَ هُوَ حَقٌّ الإنجيل بحسب يوحنّا 17 :17.
الابن حقّ : قَالَ لَهُ يَسُوعُ : أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ والحَقُّ والحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلَّا بِي الإنجيل بحسب يوحنّا 14 :6.
الروح القدس حقّ : فقال يسوع : وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ، رُوحُ الحَقِّ الذِي لَا يَسْتَطِيعُ العَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ، لِأَنَّهُ لَا يَرَاهُ وَلَا يَعْرِفُهُ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لِأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ الإنجيل بحسب يوحنّا 14 :16 ، 17.
- في المحبّة :
الآب محبّ، قال يسوعلِأَنَّ الآبَ نَفْسَهُ يُحِبُّكُمْ، لِأَنَّكُمْ قَدْ أَحْبَبْتُمُونِي، وَآمَنْتُمْ أَنِّي مِنْ عِنْدِ اللّهِ خَرَجْتُ الإنجيل بحسب يوحنّا 16 :27.
الابن محبّ، قال له المجد : أَنْتُمْ أَحِبَّائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ. لَا أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيداً، لِأَنَّ العَبْدَ لَا يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، ل كِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لِأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي الإنجيل بحسب يوحنّا 15 :14 ، 15.
الروح القدس محبّ، لأنّه روح المحبّة. قال الرسول بولس : لِأَنَّ اللّهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الفَشَلِ، بَلْ رُوحَ القُوَّةِ والمَحَبَّةِ والنُّصْحِ 2 تيموثاوس 1 :7.
- في القداسة :
الآب قدّوس، قال يسوع في صلاته الشفاعيّة : أَيُّهَا الآبُ القُدُّوسُ، احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ. الذِينَ أَعْطَيْتَنِي الإنجيل بحسب يوحنّا 17 :11.
الابن قدّوس، قال ملاك الربّ لمريم العذراء : اَلرُّوحُ القُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ العَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضاً القُدُّوسُ المَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابنَ اللّهِ الإنجيل بحسب لوقا 1 :35.
الروح القدس قدّوس، نقرأ في أفسس 4 :30 وَلَا تُحْزِنُوا رُوحَ اللّهِ القُدُّوسَ الذِي بِهِ خُتِمْتُمْ لِيَوْم الفداء.ِ
بخصوص ترجمة الكتاب المقدس فإنني لم أفهم سؤالك. إذ قلت أن لديك ترجمتين و تسأل من ترجمهما. و لا زلت ألمس السذاجة في هذا القول. فمثلما للقرآن عدة ترجمات كما قلت إلى لغات مختلفة فكذلك الشأن بالنسبة للكتاب المقدس . فقط قل أية نسخة لديك و بأية لغة و أنا أساعدك في البحث. لأن ترجمة logosالكلمة هي هي في كل اللغات وكانت موجودة في الآية الأولى لإنجيل يوحنا إعلانا عن سيدنا عيسى يسوع المسيح مئات السنين قبل ظهور القرآن. لذلك ليس صدفة أن تأتي كذلك إعلانا للسيد المسيح في القرآن تأكيدا للإنجيل الذي يقول القرآن عنه:
"نزل عليك بالحق مصدقا لما بين يديه و أنزل التوراة و الإنجيل من قبل هدى للناس" فما معنى مصدقا لما بين يديه . أم الأمر يستدعي بهلوانيات السفسطة أيضا لفهم هذا القول الواضح.
يتبع بنعمة الله

أبو سعود
مشاركات: 119
اشترك: ديسمبر 26th, 2002, 2:13 am

يناير 7th, 2003, 10:19 pm

المحترم نور

وضعت الموضوع بعد التعديلات والزيادات الكثيرة عليه بعد أن أخذت النقاط الأساسية مما كتبته أنت وما كتبه رجل جديد حتى لا نعيد الحوار الماضي الطويل
فلا يأتي عضو جديد يطلع على الموضوع إلا وهو على علم بكل ما دار
فيكون هذا الموضوع أساسا للحوار .

وهذا لا علاقة له بالموضوع .

قلت " إن ما تحملتَه من عناء واضح في طرحك لتلك الأسئلة ثم الإجابة عليها بنفسك في نفس الآن لا يلزمك سوى أنت . لأن ما كنت تجيب عنه هو تصورك الشخصي لمسألة الثالوت الأقدس "

أقول : ما هو تصورك أنت وكذلك جميع النصارى لهذه المسألة .

أكتفي بهذا .

هذا والله تعالى أعلم و أحكم و صلى الله على نبينا محمد و أله و صحبه أجمعين و سلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .

أبو سعود

للمراسلة

alfjr99@hotmail.com

أبو سعود
مشاركات: 119
اشترك: ديسمبر 26th, 2002, 2:13 am

يناير 9th, 2003, 1:10 pm

المحترم نور

سألتك سؤال واحد ولم تجب ما تصورك الشخصي لمسألة الثالوث وكذلك تصور جميع المسيحيين .

أنا أعتقد أن تصورك لهذه المسألة وكذلك كل المسيحيين هو المعنى الثاني الذي ذكرته أنا سابقا أن الآب والابن والروح القدس هم نفس الشيء كما يقال أنا وروحي ونفسي شيء واحد فلا اختلاف بين هؤلاء الثلاثة وليست المسألة حسابية في أن الثلاثة لا يمكن أن تصبح واحد فهل هذا هو جوابك .

وأنت تقول في أخر مقال لك ما يلي :

^^^ إنّ للآب أقنوماً، وللابن أقنوماً، وللروح القدس أقنوماً، ولكنّ الآب والابن والروح القدس لاهوت واحد، ومجد متساوٍ وجلال أبديّ معاً.
-كما هو الآب، كذلك الابن، وكذلك الروح القدس.
-الآب غير مخلوق، والابن غير مخلوق، والروح القدس غير مخلوق، ولكن ليسوا ثلاثة غير مخلوقين بل واحد غير مخلوق.
-الآب غير محدود، والابن غير محدود، والروح القدس غير محدود، ولكن ليسوا ثلاثة غير محدودين بل واحد غير محدود.
-الآب سرمد، والابن سرمد، والروح القدس سرمد، ولكن ليسوا ثلاثة سرمديّين، بل سرمد واحد.
-الآب ضابط الكلّ، والابن ضابط الكلّ، والروح القدس ضابط الكلّ. ولكن ليسوا ثلاثة ضابطين الكلّ، بل واحد ضابط الكلّ.
-الآب إله، والابن إله، والروح القدس إله، ولكن ليسوا ثلاثة آلهة بل إله واحد.
-الآب ربّ، والابن ربّ، والروح القدس ربّ. ولكن ليسوا ثلاثة أرباب بل ربّ واحد.
-وكما أنّ الحقّ المسيحيّ يأمرنا بأن نعترف، أنّ كلاًّ من هذه الأقانيم بذاته إله وربّ هكذا الدين الجامع ينهانا عن القول بوجود ثلاثة آلهة وثلاثة أرباب.
-فإذ لنا آب واحد لا ثلاثة آباء، وابن واحد لا ثلاثة أبناء، روح قدس واحد لا ثلاثة أرواح قدس.
-ليس في هذا الثالوث مَن هو قبل غيره أو بعده، ولا مَن هو أكبر أو أصغر منه. ولكن جميع الأقانيم سرمديّون معاً ومتساوون.
-لذلك في جميع ما ذُكِر يجب أن نعبد الوحدانيّة في ثالوث، ونعبدالثالوث في وحدانيّة.
-الإيمان المستقيم، هو أن نؤمن ونقرّ بأنّ ربّنا يسوع المسيح هو إله من جوهر الآب، مولود قبل الدهور، وأنّه إنسان من جوهر أمّه مولود في هذا الدهر.^^^

فهل أعتبر هذا هو جوابك .

nour
مشاركات: 74
اشترك: سبتمبر 23rd, 2002, 12:47 pm

يناير 9th, 2003, 6:59 pm

أخي أبو سعود
إن مكاشفتك ممتعة جدا، و الله يشهد أنني أترقب تعليقاتك و استفساراتك بشغف و محبة
فقط وجدني تعليقك الأخير في شغل مستعجل. و سأجيبك بنعمة الله على تساؤلك حالما الفراغ من ذلك الشغل. لأنه بالفعل هناك أشياء ستتفتح إن شاء الله بصيرتك أكثر.

nour
مشاركات: 74
اشترك: سبتمبر 23rd, 2002, 12:47 pm

يناير 10th, 2003, 12:32 am

أخي الكريم أبو سعود
من جديد أقول أنك لا يمكن أن تشعر مقدار المحبة التي أشعر بها نحوك، و أنا أكلمك و الله يشهد على صدق هذا القول. لأني ألمس بعمق الاعتمال النبيل لهاجس المعرفة الذي يحركك. و لا تظن أنني أرمي إلى إفحامك بقول أو حجة. فهدفي ليس قولك أو قول أحد في الأخير أنني على صواب، إذ ما نحن إلا وسائط نبلغ ما استطعنا فهمه من الحقيقة المعلنة في الكتاب. و كل الصواب و كل المجد يعود له سبحانه. كما أن هدفي ليس هو تصديقك الآني على جواب أجيب به، أو حجة بسيطة آتي بها: "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين" فهدفي هو الزيادة في إثارة و تاجيج أكثر ما يمكن من الأسئلة بداخلك، لأن ذلك هو السبيل الوحيد لمساعدتك.

أرى يا أخي أن هناك معنى لا تسأم من تكراره، و لا يسأم إبليس لعنه الله من غمزك به، وترى أنه حجة كافية لنفي القداسة عن الثالوث الأقدس وهو قولك عن السيد المسيح "عندما يأكل الابن مثلا أو يشرب أو يقضي حاجته أو ينام أو يموت فهذا يعني أن الآب يفعل ذلك أيضا ." وقد رددته مرارا وتكرارا.و هو على ما يبدو قطب الرحى في مداخلتك. وقد شرحنا لك الأمر بناء على مفهومي اللاهوت والناسوت. لكنك أبيت إلا أن تغلق بصيرتك متوسلا بالبهلوانيات السفسطائية إياها. والله يعلم أننا نمقت هذه البهلوانيات ولا نريد مجاراتك فيها، لكننا سنحاول، رغما عن أنفسنا، أن نقول لك بأن هذه الدعوة هي البنت البكرللدعوة التي كان يواجه بها الكافرون من قريش رسالة النبي و التي يتحدث عنها القرآن في عدة مواضع. و سترى أن سلاح الكافرين كان نفس العقل السفسطائي الذي لم تنفك تلوذ به في مقاومتك لمفهوم الثالوث الأقدس. تدبر معي الآية الكريمة : "وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللّهُ بَشَرًا رَّسُولاً قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاء مَلَكًا رَّسُولاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا" -سورة الإسراء 93-96- .
ستسألني ما علاقة هذه الآية بما نحن بصدده. و سأقول لك بأن لها كل العلاقة. أولا لأنها تضع ترابطا بينك و بين الذين استنكروا بعث الله بشرا ليرشدهم. ذلك أن كليكما كطرفين ترفعان نفس الحجة. الفرق هو أن اولئك يستهدفون ركنا خطيرا هو النبوة، أما أنت فتستهدف ركنا أخطر هو الثالوث الأقدس.
ثم تأمل معي الجواب "قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاء مَلَكًا" و معناه باستعمال القياس أن الله عز و جل إذا أراد الإعلان عن نفسه كما فعل لا يمكن أن يفعل ذلك إلا من خلال جسد بشري، و هو شيء لا يبدو لي أنه يتعارض مع قدرة الله اللا متناهية التي حاشا أن يتحكم فيها أحد. لأني لا أنفك ألمس في تعليقاتك استعلاء على ذات الله و قدرته، و كأني بلسان حالك يقول لله"و بئسه من قول" استعلن بهذا الشكل و لا يجوز لك أن تستعلن بهذا الشكل. انظر المطبات الشيطانية التي يرمي بك في حبائلها تقديسك لقدراتك الحِجَاجية التي هي قاصرة في نهاية المطاف.
ثم عد إلى القرآن و تدبر معي الآيات الرائعة لغة و مضمونا التي تخبر كيف أن رب العزة لم يستنكف أن يستعلن في النار و الشجر، فكيف عن الاستعلان في جسد كرمه على كل العالمين. اقرأ معي بعد "بسم الله الرحمن الرحيم":
إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ
فَلَمَّا جَاءهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
(سورة النمل7-9)

فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ
فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ
(سورة القصص29-30)

وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى
إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى
فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى
إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى
وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى
إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي
(سورة طه9-14)

هل ننكر على الله ذلك ونقول إن الاشتعال والانطفاء من خصائص النار، مثلما الأكل و الشرب من خصائص الإنسان، و لذلك ليس عليه أن يستعلن على نفسه بالطريقة التي تخبرنا بها هذه الآيات.
وبناء على ذلك أدعوك من جديد إلى تدبر الاختلاف في الثالوث الأقدس بين أقنوم أزلية الابن و تجسد هذا الأخير في فترة معينة لا ستكمال خطة الفداء التي أود أن تتيح لي بطريقة من الطرق في المتتقبل الفرصة لأشاركك بها. لأني أحس أن الله هو الذي رتب هذه المكاشفة لغرض و حكمة من عنده سبحانه..

ولأنني لمست إيلاءك أهمية بالغة لمسألة الأكل والشرب مرتبطة بالسيد المسيح أدعوك لمشاركتي قراءة هذه الآيات من الإنجيل الشريف لنتدبرها جميعا:
من متى
ثُمَّ صَعِدَ الرُّوحُ بِيَسُوعَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، لِيُجَرَّبَ مِنْ قِبَلِ إِبْلِيسَ. 2وَبَعْدَمَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيراً، 3فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ، فَقُلْ لِهَذِهِ الْحِجَارَةِ أَنْ تَتَحَوَّلَ إِلَى خُبْزٍ!» 4فَأَجَابَهُ قَائِلاً: «قَدْ كُتِبَ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ!»
من يوحنا
31وَفِي أَثْنَاءِ ذلِكَ كَانَ التَّلاَمِيذُ يَقُولُونَ لَهُ بِإِلْحَاحٍ: «يَامُعَلِّمُ، كُلْ» 32فَأَجَابَهُمْ: «عِنْدِي طَعَامٌ آكُلُهُ لاَ تَعْرِفُونَهُ أَنْتُمْ». 33فَأَخَذَ التَّلاَمِيذُ يَتَسَاءَلُونَ: «هَلْ جَاءَهُ أَحَدٌ بِمَا يَأْكُلُهُ؟» 34فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «طَعَامِي هُوَ أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي
من متى
26وَبَيْنَمَا كَانُوا يَأْكُلُونَ، أَخَذَ يَسُوعُ رَغِيفاً، وَبَارَكَ، وَكَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ وَقَالَ: «خُذُوا، كُلُوا: هَذَا هُوَ جَسَدِي!» 27ثُمَّ أَخَذَ الْكَأْسَ، وَشَكَرَ، وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: «اشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ. 28فَإِنَّ هَذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ وَالَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا. 29عَلَى أَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ أَشْرَبُ بَعْدَ الْيَوْمِ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ هَذَا حَتَّى يَأْتِيَ الْيَوْمُ الَّذِي فِيهِ أَشْرَبُهُ مَعَكُمْ جَدِيداً فِي مَلَكُوتِ أَبِي». 30ثُمَّ رَتَّلُوا، وَانْطَلَقُوا خَارِجاً إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ.
و لك سلام النعمة و المحبة

أبو سعود
مشاركات: 119
اشترك: ديسمبر 26th, 2002, 2:13 am

يناير 10th, 2003, 2:08 am

المحترم نور

تأتي فتتهمني بأني لا أعرف تصور النصارى للتثليث رغم فهمي له حيث قلت أنا سابقا أن معناه أن الآب والابن والروح القدس هم نفس الشيء كما يقال أنا وروحي ونفسي شيء واحد فلا اختلاف بين هؤلاء الثلاثة وليست المسألة حسابية في أن الثلاثة لا يمكن أن تصبح واحد .

ثم لأنك قلت " إن ما تحملتَه من عناء واضح في طرحك لتلك الأسئلة ثم الإجابة عليها بنفسك في نفس الآن لا يلزمك سوى أنت . لأن ما كنت تجيب عنه هو تصورك الشخصي لمسألة الثالوت الأقدس "

سألتك سؤال واحد ما تصورك أنت وكذلك جميع النصارى لهذه المسألة .

وهل هو ذلك الذي نقلته لك في ردي السابق .

إلا أنك لم تجب فهل أعتبر هذا هروبا أو أنك لا تعرف تصورك أم ماذا .

إن كنت لا تريد الإجابة على هذا السؤال فالأمر لك .

قال تعالى ^ ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ^ الأنعام 88

وأحب أن أنقل لك آية من القرآن الكريم أحب أن تقرأها جيدا مرارا وتكرارا
ثم تقرأ ردك الذي رددت به علي .

قال الله تعالى عن أهل النار ^ وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في
أصحاب السعير ^ الملك 10

أم قولك فملخصه أنك لا تريد أن نستخدم عقولنا في مسألة التثليث .

قلت " و محاولاتك المستميتة لسحب أفكارك البشرية على رب العزة، سالكا إلى ذلك ٍسبيل البهلوانيات السفسطائية، متوسلا كما قلتَ بقدرة العقل وحده على استكناه و حدانية الله هي محاولات باطلة، لأنني أسألك عن أي عقل تتحدث، أليس هو العقل الذي استعمله الفلاسفة و المتكلمون لدحض الوحي و النبوة و غير ذلك من ثوابت الإيمان. أليس هو العقل الذي يثبت الشيء و نقيضه في آن. أليس هو العقل الذي يعجز حتى عن إدراك حقائق علمية لا يكادُ يتصورمعقوليتها إلا بالكاد ....لا أدعو إلى تغييب العقل و لكن إلى الاعتراف بحدوده، حتى لا نصير عبيدا و من تم عبَدَةً له. يجب أن نتوسل بالعقل النوراني المستلهم كلمة الله كما وردت في كتبه و عند أنبيائه. "

وأحب أن أنبهك أنني قد أجبت على هذه النقطة في الملحق السابع والذي فيه هل
وحدانية الله أكبر من أن يدركها عقل بشر .

أرجو فقط أن تجيب على سؤالي ما تصورك أنت وكذلك جميع النصارى

لمسألة الثالوث الأقدس .

هذا والله تعالى أعلم و أحكم و صلى الله على نبينا محمد و أله و صحبه أجمعين و سلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .

أبو سعود

للمراسلة

alfjr99@hotmail.com

nour
مشاركات: 74
اشترك: سبتمبر 23rd, 2002, 12:47 pm

يناير 11th, 2003, 12:26 am

أخي ابا سعود
أنت تعلم اننا أجبناك بتفصيل على الخلط الكبير الذي كنت واقعا فيه بخصوص مسألة الثالوث الأقدس. و أو ضحنا لك موقف القرآن و الإنجيل بهذا الخصوص. و أر يناك كيف أن تصورك للمسألة كان مبتسرا، و تعوزه الدقة. أما إصرارك عن السؤال عن تصوري و تصور النصارى بخصوص مسألة الثالوث الأقدس، قأجيبك أننا لا نتصور، و لكننا نقر و نؤمن بما أعلنه تعالى عن هذه المسألة في كتابه المقدس. و قد اقتبست لك ما يكفي من الآيات التي تثبث ذلك،مثل الآيات التالية:

عن الآب هو الله : 2 تسالونيكي 2 :16 وَرَبُّنَا نَفْسُهُ يَسُوعُ المَسِيحُ، واللّهُ أَبُونَا الذِي أَحَبَّنَا وَأَعْطَانَا عَزَاءً أَبَدِيّاً وَرَجَاءً صَالِحاً بالنِّعْمَةِ.
عن الابن أنّه الله الأزليّ: عبرانيّين 1 :8 وَأَمَّا عَنْ الابْنِ : كُرْسِيُّكَ يَا اَللّهُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ.
عن الروح القدس أنّه الله بالذات: أعمال 5 :3-4 يَا حَنَانِيَّا، لِمَاذَا مَلَأَ الشَّيْطَانُ قَلْبَكَ لِتَكْذِبَ عَلَى الرُّوحِ القُدُسِ,,, أَنْتَ لَمْ تَكْذِبْ عَلَى النَّاسِ بَلْ عَلَى اللّهِ.
الآب أزليّ : دانيال 6 :26 ,,, إِلَهِ دَانِيآلَ، لِأَنَّهُ هُوَ الإِلَهُ الحَيُّ القَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ.
الابن الأزليّ: رؤيا 1 :8 أَنَا هُوَ الأَلِفُ واليَاءُ، الْبَدَايَةُ والنِّهَايَةُ، يَقُولُ الرَّبُّ الكَائنُ والذِي كَانَ والذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.
الروح القدس أزليّ : إذ نقرأ في عبرانيّين 9 :14 فَكَمْ بالحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ المَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ لِلّهِ بِلَا عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَالٍ مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللّهَ الحَيَّ!.
و غيرها كثير. فهل هناك وضوح أكثر من هذا الوضوح.
و أنا أدعوك عوض الإصرار على معاندة الحق و إضاعة الوقت ، أن تاخذ وقتا و تختلي مع الإنجيل الشريف و تتدبره. و إذا شئت افعل ذلك بتناوب مع تلاوة القرآن الكريم . و سترى أن ذلك سوف يفيدك أكثر.
أما بخصوص ما قلته من هحدودية عقل الإنسان فذلك قول أقر به حتى كبار العلماء في ميادين شتى. اقرأ مثلا ما قاله اينشتاين نفسه وغيره عن قصور العقل البشري. و لأنني أِؤكد قولي بهذا الخصوص أضعه أمامك من جديد كاملا لأنك حذفت الإشارة إلى إبليس لعنة الله عليه:

إن عقيدة الثالوث الأقدس في صفائها هي أولا و قبل كل شيء درس في الامتثال و الطاعة لكلمات الله لأنها حقيقة معلنة في كتابه المقدس الذي لا ياتيه الباطل من أمام و لا من خلف .و محاولاتك المستميتة لسحب أفكارك البشرية على رب العزة، سالكا إلى ذلك ٍسبيل البهلوانيات السفسطائية، متوسلا كما قلتَ بقدرة العقل وحده على استكناه و حدانية الله هي محاولات باطلة، لأنني أسألك عن أي عقل تتحدث، أليس هو العقل الذي استعمله الفلاسفة و المتكلمون لدحض الوحي و النبوة و غير ذلك من ثوابت الإيمان. أليس هو العقل الذي يثبت الشيء و نقيضه في آن. أليس هو العقل الذي يعجز حتى عن إدراك حقائق علمية لا يكادُ يتصورمعقوليتها إلا بالكاد. أليس هو العقل الذي سبقك إبليس لعنه الله و استعمله مطية لرفض الامتثال لطاعة الله كما نقرا قي سورة الأعراف و غيرها من السور: "وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ
سورة الأعراف - سورة 7 - آية11-13 و بذلك استحق اللعنة الأبدية. لا أدعو إلى تغييب العقل و لكن إلى الاعتراف بحدوده، حتى لا نصير عبيدا و من تم عبَدَةً له. يجب أن نتوسل بالعقل النوراني المستلهم كلمة الله كما وردت في كتبه و عند أنبيائه.
و لك سلام النعمة و المحبة

أبو سعود
مشاركات: 119
اشترك: ديسمبر 26th, 2002, 2:13 am

يناير 12th, 2003, 1:41 am

المحترم نور

أعتقد أنني لم أسألك عن الخلط الكبير الذي تتحدث عنه ، و أيضا لم أسألك عن موقف القرآن والإنجيل من ذلك .

وأنت قلت سابقا " لأن ما كنت تجيب عنه هو تصورك الشخصي لمسألة الثالوت الأقدس. "

وهذا يدل على أنك تتصور تصور مختلف وكذلك النصارى ، المهم ليست هذه القضية بل أعيد السؤال بصيغة لعلك تتكرم وتجيب ورجاء لا تهرب عن الجواب .
أنت تقول " و لكننا نقر و نؤمن بما أعلنه تعالى عن هذه المسألة في كتابه المقدس "
فأخبرني ما الذي تؤمن وتقر به أنت وجميع النصارى .

لا تقوم باقتباسات من الكتاب المقدس ، لأني إذا رددت عليها فستقول عندها أن هذا تصورك أنت يا أبو سعود ونحن لا نؤمن بذلك فتتخذ هذا للهروب من النقاش .
فأخبرني بما تفهمه وتؤمن به حتى يكون النقاش جيدا .

وكما قلت لك سابقا لن أتكلم إلا على نقطة نقطة إلا أنك تصر على الهروب من الجواب على هذا السؤال أو لا أدري ماذا تسمي ذلك .

إن كنت تصر على عدم الجواب فأخبرني هل قولي أن معنى عبارة النصارى هو :

أن الآب والابن والروح القدس هم نفس الشيء كما يقال أنا وروحي ونفسي شيء واحد فلا اختلاف بين هؤلاء الثلاثة وليست المسألة حسابية في أن الثلاثة لا يمكن أن تصبح واحد .

هل هذا صحيح أم خطأ .

هذا والله تعالى أعلم و أحكم و صلى الله على نبينا محمد و أله و صحبه أجمعين و سلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .

أبو سعود

للمراسلة

alfjr99@hotmail.com

nour
مشاركات: 74
اشترك: سبتمبر 23rd, 2002, 12:47 pm

يناير 12th, 2003, 4:09 pm

أخي أبا سعود
من الواضح البين أنك خرجت عن جادة الصواب لما وصل بك الحد أن تطلب مني عدم الاستشهاد بالكتاب. و هو ما أكد لي أن ردودك تفتقر إلى خلفية دينية صحيحة. لأن الفقهاء يقولون لا قياس مع وجود الشاهد. و أتمنى أن تكون على الأقل تعرف معنى الشاهد في الفقه الاسلامي، و إن كانت بدأت تخامرني الشكوك بخصوص أهليتك لخوض هذا النقاش. فكيف بربك يصل بك الحد إلى طرح تصورك المبتسر إياه الذي تلخصه في هذه العبارة الفقيرة لغة و مضمونا: أنا وروحي ونفسي شيء واحد فلا اختلاف بين هؤلاء الثلاثة ، و تطلب مني بتبلد ظاهر أن أتبناها تعريفا للثالوت الأقدس بكل عظمته و عمقه. هذه العبارة التي يبدو أنك مهووس بها هي في الحقيقة من العبارات التبسيطية التي يلجأ إليها البعض لتقريب مفهوم الثالوث من القدرات العقلية البسيطة التي لا تستطيع بلوغ درجة من التجريد مثل طفل صغير، أو غيره. و لكني شخصيا أتجنبها لشدة تبسيطيتها، لأننا نعرف أن الطب النفسي و العقلي يخبرنا مرارا عن حالات من الانفصام بين الشخص و نفسه و غير ذلك من الحالات العصابية و الدهانية التي تملي محدودية هذا التصور. فأنت تطرح تصورك ذاك، ولكن من يدريني أنك تعيش انسجاما بداخلك بين أناك و روحك و عقلك و نفسك و جسدك الخ.أنت أو مخاطَب غيرك. ثم إن مفهوم النفس مفهوم إشكالي:راجع تعريفات أفلاطون و الفلاسفة المسلمين،و كذا الفلاسفة الماديين ثم عرج على علم النفس لترى دوامة من التعريفات المتضاربة. و لقد حسبتك على شيء من الدراية و الفطنة تغنيني عن الإفصاح لك بابتسارية و قصور تصورك هذا. و ذلك ما لم تنتبه إليه.
لذلك أدعوك من جديد إلى التخلي عن سذاجتك و مكابرتك للحق، و التحلي بصفات المؤمنين في العودة إلى الكتاب المقدس، و قراءته بالتناوب مع القرآن الكريم قراءة جديدة متحررة من الأفكار المسبقة عقب صلاة من الصلوات الخمس، و أحبذ صلاة الفجر. و هاك من جديد القانون المشهور الذي يفصل مسألة الثالوث الأقدس, و الذي لم أتصوره و لم أكتبه كما سبق أن قلت لك, بل هو موجه للرد على أصحاب البدع أو الذين اختلطت الأمور عليهم وذلك اعتمادا على ما أعلن في الكتاب المقدس ، اقتبسته لك عسى يكون لك مدخلا يساعدك على الخروج مما أنت فيه إن شاء الله بنعمته:
كلّ مَن ابتغى الخلاص وجب عليه قبل كلّ شيء أن يتمسّك بالإيمان الجامع للكنيسة المسيحيّة.
-هذا الإيمان الجامع هو أن نعبد إلهاً واحداً في ثالوث، وثالوثاً في توحيد.
-لا نمزج الأقانيم ولا نفصل الجوهر.
-إنّ للآب أقنوماً، وللابن أقنوماً، وللروح القدس أقنوماً، ولكنّ الآب والابن والروح القدس لاهوت واحد، ومجد متساوٍ وجلال أبديّ معاً.
-كما هو الآب، كذلك الابن، وكذلك الروح القدس.
-الآب غير مخلوق، والابن غير مخلوق، والروح القدس غير مخلوق، ولكن ليسوا ثلاثة غير مخلوقين بل واحد غير مخلوق.
-الآب غير محدود، والابن غير محدود، والروح القدس غير محدود، ولكن ليسوا ثلاثة غير محدودين بل واحد غير محدود.
-الآب سرمد، والابن سرمد، والروح القدس سرمد، ولكن ليسوا ثلاثة سرمديّين، بل سرمد واحد.
-الآب ضابط الكلّ، والابن ضابط الكلّ، والروح القدس ضابط الكلّ. ولكن ليسوا ثلاثة ضابطين الكلّ، بل واحد ضابط الكلّ.
-الآب إله، والابن إله، والروح القدس إله، ولكن ليسوا ثلاثة آلهة بل إله واحد.
-الآب ربّ، والابن ربّ، والروح القدس ربّ. ولكن ليسوا ثلاثة أرباب بل ربّ واحد.
-وكما أنّ الحقّ المسيحيّ يأمرنا بأن نعترف، أنّ كلاًّ من هذه الأقانيم بذاته إله وربّ هكذا الدين الجامع ينهانا عن القول بوجود ثلاثة آلهة وثلاثة أرباب.
-فإذ لنا آب واحد لا ثلاثة آباء، وابن واحد لا ثلاثة أبناء، روح قدس واحد لا ثلاثة أرواح قدس.
-ليس في هذا الثالوث مَن هو قبل غيره أو بعده، ولا مَن هو أكبر أو أصغر منه. ولكن جميع الأقانيم سرمديّون معاً ومتساوون.
-لذلك في جميع ما ذُكِر يجب أن نعبد الوحدانيّة في ثالوث، ونعبدالثالوث في وحدانيّة.
-الإيمان المستقيم، هو أن نؤمن ونقرّ بأنّ ربّنا يسوع المسيح هو إله من جوهر الآب، مولود قبل الدهور، وأنّه إنسان من جوهر أمّه مولود في هذا الدهر.
-وهو وإن يكن إلهاً وإنساناً إنّما هو مسيح واحد، لا إثنان. وقد صار إنساناً ليس باستحالة
لاهوته إلى جسد، بل باتّخاذ الناسوت إلى اللاهوت.

صورة العضو الشخصية
New_ManII
مشاركات: 48
اشترك: ديسمبر 22nd, 2002, 6:52 am

يناير 13th, 2003, 1:02 am

اخى ابو السعود
احب ان اطرح مثل قد يبسط موضوع الثالوث فى نقطة كيف " ثلاث اشياء يكونوا واحد"؟

اذا طلب منك ان ترسم الكرة الارضية على ورقة, هل تستطيع ان ترسمها كما هى؟ او سترسمها كدائرتين لتضع عليهما القارات الست و المحيط الهادئ؟
اذا رسمت الكرة الارضية كدائرتين, هل قمت برسم كرتين ارضيتين؟ ام رسمت واحدة؟
و اذا كانوا كرة ارضية واحدة, هل الدائرتين يمثلان نفس الشيئ؟ ام ان كل دائرة تمثل جانب من الكرة الارضية ؟

اخيرا, لقد رسمت الكرة الارضية كدائرتين لعجز الورقة عن استيعابها كما هى.
ماذا تعتقد عن العقل البشرى المحدود و استيعابة لكينونة الله ؟

ارجو ان يكون هذا المثال البسيط وضح بعض الشيئ جانب من عقيدة الثالوث.

شكرا <img src="/ubbthreads/images/icons/smirk.gif" alt="" />

أبو سعود
مشاركات: 119
اشترك: ديسمبر 26th, 2002, 2:13 am

يناير 13th, 2003, 8:56 am

المحترم نور
قلت " و لكني شخصيا أتجنبها لشدة تبسيطيتها "

أحسنت تجنبها وأخبرني بما تؤمن به بالنسبة لمسألة التثليث ، أما بالنسبة للكتاب المقدس
و الاستشهاد به فلا أرغب أن تذكر لي شيئا منه بشكل مجرد بل أريد أن تذكره مع ذكر ما تفهمه من ذلك ، وقد ذكرت لك لماذا .
فأنا لم أكتب كل هذا الموضوع إلا بعد فهمي لم يتعلق به من الكتاب المقدس وهذا الفهم ترفضه أنت يا نور فسألتك ماذا تفهم منه أو ما الذي تتصوره أو ماذا تؤمن به .

هل أعتبر جواب سؤالي والذي هو ما الذي تؤمن به بالنسبة لمسألة التثليث .
هو هذا .

^^^^^هذا الإيمان الجامع هو أن نعبد إلهاً واحداً في ثالوث، وثالوثاً في توحيد.
-لا نمزج الأقانيم ولا نفصل الجوهر.
-إنّ للآب أقنوماً، وللابن أقنوماً ، وللروح القدس أقنوماً، ولكنّ الآب والابن والروح القدس لاهوت واحد، ومجد متساوٍ وجلال أبديّ معاً.
-كما هو الآب، كذلك الابن، وكذلك الروح القدس.
-الآب غير مخلوق، والابن غير مخلوق، والروح القدس غير مخلوق، ولكن ليسوا ثلاثة غير مخلوقين بل واحد غير مخلوق.
-الآب غير محدود، والابن غير محدود، والروح القدس غير محدود، ولكن ليسوا ثلاثة غير محدودين بل واحد غير محدود.
-الآب سرمد، والابن سرمد، والروح القدس سرمد، ولكن ليسوا ثلاثة سرمديّين، بل سرمد واحد.
-الآب ضابط الكلّ، والابن ضابط الكلّ، والروح القدس ضابط الكلّ. ولكن ليسوا ثلاثة ضابطين الكلّ، بل واحد ضابط الكلّ.
-الآب إله، والابن إله، والروح القدس إله، ولكن ليسوا ثلاثة آلهة بل إله واحد.
-الآب ربّ، والابن ربّ، والروح القدس ربّ. ولكن ليسوا ثلاثة أرباب بل ربّ واحد.
-وكما أنّ الحقّ المسيحيّ يأمرنا بأن نعترف، أنّ كلاًّ من هذه الأقانيم بذاته إله وربّ هكذا الدين الجامع ينهانا عن القول بوجود ثلاثة آلهة وثلاثة أرباب.
-فإذ لنا آب واحد لا ثلاثة آباء، وابن واحد لا ثلاثة أبناء، روح قدس واحد لا ثلاثة أرواح قدس.
-ليس في هذا الثالوث مَن هو قبل غيره أو بعده، ولا مَن هو أكبر أو أصغر منه. ولكن جميع الأقانيم سرمديّون معاً ومتساوون.
-لذلك في جميع ما ذُكِر يجب أن نعبد الوحدانيّة في ثالوث، ونعبدالثالوث في وحدانيّة.
-الإيمان المستقيم، هو أن نؤمن ونقرّ بأنّ ربّنا يسوع المسيح هو إله من جوهر الآب، مولود قبل الدهور، وأنّه إنسان من جوهر أمّه مولود في هذا الدهر.
-وهو وإن يكن إلهاً وإنساناً إنّما هو مسيح واحد، لا إثنان. وقد صار إنساناً ليس باستحالة
لاهوته إلى جسد، بل باتّخاذ الناسوت إلى اللاهوت.^^^^^^


هل أعتبر جواب سؤالي والذي هو ما الذي تؤمن به بالنسبة لمسألة التثليث .
هو هذا .

ولا أظنه إلا هو الجواب وكل ما أقصده من هذا السؤال ألا تهرب فيما بعد عندما تواجه الحق المناقض لما تعتقده وتؤمن به .

هذا والله تعالى أعلم و أحكم و صلى الله على نبينا محمد و أله و صحبه أجمعين و سلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .

أبو سعود

للمراسلة

alfjr99@hotmail.com

أبو سعود
مشاركات: 119
اشترك: ديسمبر 26th, 2002, 2:13 am

يناير 13th, 2003, 8:57 am

المحترم رجل جديد2

هل أنت ^رجل جديد ^ الذي في منتدى المقالات .

وهل قرأت كامل الموضوع هنا بعد التعديلات .

والآن إلى السؤال المهم

ما الذي تؤمن به بالنسبة لمسألة التثليث .
أرجو منك ألا تستشهد لي بالكتاب المقدس إلا مع ذكر ما تفهمه من ذلك .

هل ترى أن قول نور الذي سأنقله بعد قليل هو جواب لسؤالي والذي هو ما الذي
تؤمن به بالنسبة لمسألة التثليث أم أنك ترفضه أم تقبل بعضه وترفض بعضه .

قال نور ^^^^^هذا الإيمان الجامع هو أن نعبد إلهاً واحداً في ثالوث، وثالوثاً في توحيد.
-لا نمزج الأقانيم ولا نفصل الجوهر.
-إنّ للآب أقنوماً، وللابن أقنوماً ، وللروح القدس أقنوماً، ولكنّ الآب والابن والروح القدس لاهوت واحد، ومجد متساوٍ وجلال أبديّ معاً.
-كما هو الآب، كذلك الابن، وكذلك الروح القدس.
-الآب غير مخلوق، والابن غير مخلوق، والروح القدس غير مخلوق، ولكن ليسوا ثلاثة غير مخلوقين بل واحد غير مخلوق.
-الآب غير محدود، والابن غير محدود، والروح القدس غير محدود، ولكن ليسوا ثلاثة غير محدودين بل واحد غير محدود.
-الآب سرمد، والابن سرمد، والروح القدس سرمد، ولكن ليسوا ثلاثة سرمديّين، بل سرمد واحد.
-الآب ضابط الكلّ، والابن ضابط الكلّ، والروح القدس ضابط الكلّ. ولكن ليسوا ثلاثة ضابطين الكلّ، بل واحد ضابط الكلّ.
-الآب إله، والابن إله، والروح القدس إله، ولكن ليسوا ثلاثة آلهة بل إله واحد.
-الآب ربّ، والابن ربّ، والروح القدس ربّ. ولكن ليسوا ثلاثة أرباب بل ربّ واحد.
-وكما أنّ الحقّ المسيحيّ يأمرنا بأن نعترف، أنّ كلاًّ من هذه الأقانيم بذاته إله وربّ هكذا الدين الجامع ينهانا عن القول بوجود ثلاثة آلهة وثلاثة أرباب.
-فإذ لنا آب واحد لا ثلاثة آباء، وابن واحد لا ثلاثة أبناء، روح قدس واحد لا ثلاثة أرواح قدس.
-ليس في هذا الثالوث مَن هو قبل غيره أو بعده، ولا مَن هو أكبر أو أصغر منه. ولكن جميع الأقانيم سرمديّون معاً ومتساوون.
-لذلك في جميع ما ذُكِر يجب أن نعبد الوحدانيّة في ثالوث، ونعبدالثالوث في وحدانيّة.
-الإيمان المستقيم، هو أن نؤمن ونقرّ بأنّ ربّنا يسوع المسيح هو إله من جوهر الآب، مولود قبل الدهور، وأنّه إنسان من جوهر أمّه مولود في هذا الدهر.
-وهو وإن يكن إلهاً وإنساناً إنّما هو مسيح واحد، لا إثنان. وقد صار إنساناً ليس باستحالة
لاهوته إلى جسد، بل باتّخاذ الناسوت إلى اللاهوت.^^^^^^


هذا والله تعالى أعلم و أحكم و صلى الله على نبينا محمد و أله و صحبه أجمعين و سلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .

أبو سعود

للمراسلة

alfjr99@hotmail.com

nour
مشاركات: 74
اشترك: سبتمبر 23rd, 2002, 12:47 pm

يناير 13th, 2003, 1:08 pm

أخي أبا سعود
تبدو أنك أصبت بنوع من الدوار. و هو إن شاء الله علامة إيجابية على كونك بدأت تتلمس معالم طريق سوف يؤدي بك حتما للوصول إلى شط النجاة. فقد سبق أن قلت لك أن ما يهمني هو زرع أكثر ما يمكن من التساؤلات داخلك، و تأجيج جذوة الاستفهام، حتى نستطيع سوية تحطيم الحواجز التي تحول بينك و بين الاصغاء لصوت الحق الذي أسكتته الأوهام و الصراعات و الطابوهات. و سأصحبك إن شاء الله بأناة و صبر و عزيمة في رحلتك متوخيا من ذلك خدمة الرب.
لقد أعطيتك الجواب مفصلا ، ثم تكرم أحد الإخوة جازاه الله خيرا و أعطاك تبسيطا للمسألة. رغم أنني أتساءل لماذا هذا التبسيط إذا كنا نتوجه إلى شخص عاقل راشد يزعم أنه قرأ الكتب.
و مع ذلك تسألني من جديد و كل مرة: هل هذا جوابك؟... هل هذا جوابك؟...ثم تخاطب الأخ New Man طالبا منه رأيه في المسألة. و كلها محاولات لا تختلف عن محاولات غريق يتشبت بأية قشة للنجاة. فليس هناك ما يشفي غليلك سوى العودة إلى الكتاب. كما أن عندك كتب الاهوت المتعددة سواء بالعربية أو بلغات أخرى. حاول ما امكن تجنب السبل السهلة جدا للفهم لأنني أربأ بك أن تعامَلَ كطفل قاصر عن الفهم.
لذلك عوض الاشتغال بالترهات و العناد النابع من الاستكبار على الحق. أدعوك إلى العودة إلى القرآن و تدبر الآيات الرائعة التي سبق ان اقتبستها لك و التي تخبر كيف أن رب العزة لم يستنكف أن يستعلن في النار و الشجر، فكيف عن الاستعلان في جسد كرمه على كل العالمين. ثم بعد ذلك قم بتمرين في التأمل لتدرك طبيعة ما أرمي إلى إقناعك به.اقرأ معي بعد "بسم الله الرحمن الرحيم":
إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ
فَلَمَّا جَاءهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
(سورة النمل7-9)

فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ
فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ
(سورة القصص29-30)

وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى
إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى
فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى
إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى
وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى
إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي
(سورة طه9-14)

خذ قليلا من الوقت وانظر كيف أن الاشتعال والانطفاء من خصائص النار، مثلما الأكل و الشرب من خصائص الإنسان، ثم انخرط في تأمل عميق، مقيما الترابطات المنطقية لتدرك أن الله لا يعجز و لا يستنكف عن الاستعلان في جسد كريم إذا هو أراد، فالله تعالى غير مجبَر كما يقول الفقهاء المسلمون.

و لك سلام المحبة و النعمة.

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر