أعزائي في مقال سابق كتبت عن "كتاب الله" وما الصفات والمحتويات التي نتوقع أن نجدها في كتاب من الله مهدي لنا كبشر. لكن في السطور التالية أكتب عن : وسيلة وصول "كتاب الله" الي البشر.
<font size=+1> <u><center>الوحي
</center></u></font>
كلمة (الوحي) هي في الإنجليزية (Inspiration) وهي إشارة إلي أن هذا الكلام الموحي به هو (أنفاس الله) أي من عند الله
لكن يختلف المفهوم المسيحي للوحي عن المفهوم الإسلامي.
·<u> ففي الإسلام:</u> الوحي هو "تنزيل" نص علي النبي الموحي إليه ، وحروف وكلمات النص (منزلة) ليس لمتلقي الوحي (النبي) من دور إلا تدوينها في ورق أو حفظها في الذاكرة لتوصيلها لباقي البشر.
- وبكلمات أخري فالوحي في مفهوم الإسلام هو وحي "ميكانيكي إملائي" من الله (أو الملاك) إلى النبي. فالكلمات جاهزة ومعدة سلفا في لوح محفوظ ثم منقولة (منزلة) بنقل ميكانيكي إلى النبي الذي يقوم بدور المسجل للوحي (أي الكلمات) ثم إعادة تلاوته على الناس.
· <u>أما في المسيحية: </u>فالوحي وحي "معني" أي أن الله جل جلاله يضع (فكرة ومعني) في عقل النبي، فيقوم النبي بصياغتها بألفاظه الخاصة ويقدمها للقارئ أو السامع الذي يتفاعل مع الكلمات. وبالتالي هو وحي "ديناميكي" تفاعل فيه ثلاثة أطراف هم :
ا- الله: مصدر الوحي وواضع الأفكار في عقل النبي.
2- النبي الذي صاغ بأسلوبه الشخصي المعاني التي أمره الله بتوصيلها للبشر.
3- الإنسان العادي الذي وصلته الكلمات وتفاعل معها بالاستجابة أو الرفض.
<u>ويوضح الكتاب المقدس المفهوم المسيحي للوحي في قوله: </u>
{لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس} (رسالة بطرس الرسول الثانية 1: 21).
الوحي المسيحي
وحي فكرة ومعني
المعني مهم لذلك يمكن ترجمته طالما تم الحفاظ علي المعني
دور الأنبياء هو صياغة فهم المعني ثم صياغته بأسلوبهم الخاص
الأنبياء معصومون من الخطأ فقط في الوحي.
تنتهي مراحل الوحي بتفاعل الإنسان مع كلمة الموحي بها
الورق غير مقدس في ذاته لكنه يحمل أفكاراً مقدسة
الوحي الإسلامي:
وحي فكرة ومعني
المعني مهم لذلك يمكن ترجمته طالما تم الحفاظ علي المعني.
دور الأنبياء هو صياغة فهم المعني ثم صياغته بأسلوبهم الخاص.
الأنبياء معصومون من الخطأ فقط في الوحي.
تنتهي مراحل الوحي بتفاعل الإنسان مع كلمة الموحي بها.
الورق غير مقدس في ذاته لكنه يحمل أفكاراً مقدسة.
· لابد أن تكون تلك الفروق واضحة في ذهن كل مسيحي ومسلم لكي يستطيعا أن يفهما أحدهما الأخر ورؤية كل منهما للوحي، لا للمقارنة بين أي الرؤيتين أفضل فلا أفضلية بينهما بل هما فكرتان أمن هذا بتلك وأمن الأخر بتلك.
<center><u>دعاء</u></center>
<center>يا رب السماوات يا من أرسلت لنا كلماتك عن طريق عبيدك الأنبياء
أعطنا المعونة أن نكون سامعين ومصدقين وعاملين بتلك الكلمات
أعطنا الفهم لنفهم وأعطنا الإيمان لنؤمن
وأعطنا المعونة لنكون كما ترشدنا كتبك.
آمين.
<center>
