نورا علي نور

شارك بالموضوع
faraj
مشاركات: 249
اشترك: يونيو 16th, 2006, 12:45 am
المكان: yemen

مايو 11th, 2009, 6:45 pm

نورا علي نور
في هذه السطور الصادرة من الصدور.. نجد الخطوات التي علينا القيام بها إذا أردنا أن يكون لنا مستقبل.. وإذا كان هناك مستقبل، فليكن مستقبلاً ذهبياً منيراً بالحب والسلام...
هذه السطور هي أهم كتاب ستقرؤه في حياتك... كتاب من الضمير لإنقاذ المصير... في هذا الزمان الحاسم الذي يحتاج حلولاً جذرية... وبالتأكيد ستكون غريبة جداًَ بالنسبة للأغلبية... هذا أمر طبيعي بعدما وصلنا إلى أسفل السافلين وأسوأ الكائنات... بدلاً من طبيعتنا المفطورة على روح الله...
ليس مهماً أن تتفق هنا مع هذه السطور أو لا تتفق... لكن ضع هذه الأفكار.. بل هذه الرؤى... على دفتر مذكراتك... إذا اكتشفتَ أنها خاطئة يمكن مناقشة ذلك لاحقاً.. أما إذا كانت صحيحة، فعلى الأذكياء من العالم أن يتحلّوا بالشجاعة الكافية لقولها... الوقت ينفذ بسرعة وكل ما نحبه تحت التهديد... وتظاهرك بأنك لم تقرأ أو لم تسمع الكلام جواب غير مقبول...

أنت خليفة الله على الأرض... حامل الأمانة التي رفضتها الجبال... فإما أن نستفيد منها جميعاً أو نخسرها جميعنا... أرض واحدة وإنسانية واحدة... وفي بحثنا عن النجاة يجب ألا نهمل أي زاوية... علينا أن نختبر كل الاختبارات والاحتمالات بمصداقية وشفافية ورحابة صدر... دون تحيّز وتعصّب وافتراضات متحجّرة... بل ببساطة ومناقشة علمية سلميّة.
رؤية هذه السطور هي رؤية الأنبياء والأولياء والحكماء... ولكنها هنا موضوعة بلغة نورانية وروحية توحيدية وموحدة معاً... فلنتحمل مسؤولية مشاكلنا ونبدأ بالحلّ... فلنبدأ بصنع المستقبل والأمل قبل أن نرحل وننحلّ...
إن نجاتنا من الدمار القادم أمر مستحيل.. جميع العلماء يؤكدون قدوم الدمار على مستوى العالم بكامله، ويقولون أن الإنسانية بكاملها ستزول في الحرب والكوارث القادمة... رُبّ غلطة علمية ستدمّر العالم... رغم كل هذا لا نجد أي مبادرة أو حل لكي لا نرحل...
إذا كنا نريد حلّ مشاكل المستقبل، فعلينا أن ننظر إلى جذورها في الماضي...
أفكارنا وأعمالنا الماضية هي التي أدّت إلى هذه الحالة من الجهالة... ولا أحد يعترف بخطئه...
الأجيال الماضية لم تبالي بالمستقبل.. وهكذا تعلّمنا نحن أن نعيش بنفس الطريقة...
لكن هذا لم يعد ممكناً أبداً الآن.
علينا بالمبادرة الجريئة للاعتراف بأخطائنا، وتعليم الجيل الجديد ألا يعيش كما عشنا...
"لا تربّوا أولادكم على عاداتكم وأخلاقكم، لأنهم خُلقوا لزمان غير زمانكم"... وعندها فقط يمكننا تغيير المستقبل وتلطيف القدر... وإنقاذ حياة الأرض والبشر...
يقول علماء اليوم أن مستقبل البشرية سيكون سيئاً جداً...
ستزداد أعداد البشر وستنتهي موارد الماء والغذاء وسنشتري الهواء...
ستنقرض أنواع الكائنات وستمتلئ الأرض بالنفايات...
لكن كل هذه ليست إلا جزءاً صغيراً من المشكلة!
إن ماضي البشرية بأكمله مليء بالأيديولوجيات والأفكار الغبية التي من أجلها كان ولا يزال آلاف الناس يُصلبون ويُقتلون ويُذبحون ويُدفنون وهم أحياء وكل هذا باسم الدفاع عن الدين وكلام الله أو عن الوطن والأمة أو عن الطائفة وغيرها من العلب....
في الثلاثة آلاف سنة الماضية قُمنا بخمسة آلاف حرب، وكأن الحياة كلها تتمحور حول العنف والقتال وليس حول الفن والإبداع... والاستمتاع بنعم الله والطبيعة علينا.

علينا فوراً أن نرمي كل هذا الجنون!!

لن نستطيع تغيير أي شيء في هذا العالم ما لم نقطع هذه الجذور تماماً....

وأهم شيء يجب عمله تجاه البشرية اليوم، هو جعلها واعية بأن ماضيها قد غدر بها ودمّرها، وأنه لا توجد أي فائدة من المحافظة عليه..... وأن بشرية جديدة مطلوبة بشدة وبسرعة....
الطبيعة والبيئة تتدمر بكاملها حول العالم... لأن الإنسان يعيش ككوكب معزول ولا يدرك أنه موصول بالأصول...
كل شيء في الطبيعة والكون يعتمد على بعضه البعض... والحياة رقصة كونية متناغمة ومتفاهمة...
البشرية السابقة لم تفكر بهذا أبداً... لم تدرك أن هذا كون واسع كل جزء منه يعتمد على باقي الأجزاء... لم يكن بإمكانها معرفة أن الإنسان يعتمد في وجوده على الأشجار مثل اعتماده على الغذاء...
نعم.. لا يمكنك أن تعيش دون الأشجار، وهي كذلك لا تستطيع أن تعيش من دونك...
مثلاً، من الممكن بسهولة أن تفهم أو ترى بأم عينك أن السياسيين هم سبب للعديد من المصائب... من حروب ومجازر وسفك لدماء الأبرياء... لكن الأمر صعب جداً عندما ننظر إلى القادة الدينيين... لم يقم أحد برفع يده أو صوته ضدهم... وظلوا محترمين لعدة قرون.. وكلما مرّ الوقت ازداد احترامهم وطالت عندنا القرون...
أصعب شيء علينا أن نفهمه.. هو أن هؤلاء الأشخاص، بمعرفة أو بدون معرفة-الأمر لا يهم، هم الذين صنعوا هذا العالم المليء بالحرب بدلاً من السلام والحب.
وليسامحني القلة النادرة من رجال الدين الصادقين.. الذين يقبلون الآخر دون تعصب وبكل رحابة صدر ويتكلمون بلغة العلم والتوحيد.

لقد كان ولايزال معظم رجال الدين والسياسيين في مؤامرة وشرك مشترك.. يعملون معاً يداً في يد وجيباً في جيب... السياسي لديه القوة السياسية ورجل الدين لديه السيطرة الدينية... السياسيون يحمون رجال الدين ورجال الدين يباركون السياسيين.. ويا رب تعين الناس الذين تُمتص دماؤهم ويُستغلّون من قبل الطرفين...
الأديان المتعصبة جعلت فكر الإنسان معاقاً بصنع المعتقدات من الخرافات... والسياسيون دمّروا الإنسان بجعل الحياة تافهة وغير مقدسة قدر المستطاع، لأن قوّتهم تعتمد على استعبادك وخنوعك وخضوعك...

إذا أردنا النجاة من المعاناة.. يجب أن تزول هذه الأسباب والصراعات... وعلى الدين أن يتحول إلى علم في خدمة السلم لا التدمير والجرم... لنتعلّم العلم الذي يخدم الحياة والحب.. الذي يزيد التفاؤل والجمال والابتهال والاحتفال...
جميع الأديان كانت ولا تزال تلعب بالكلمات.. ولم تسمح للإنسان بأن يصبح ذكياً إلى درجة تمكّنه من النظر عبر الكلمات... لرؤية ما في النفوس لا في النصوص....
لقد صنعَتْ غابةً كثيفة من الكلمات واللاهوت وعلوم الدين والشرائع والطوائف والمذاهب... والإنسان المسكين يحمل جميع هذه الأعباء والقيود باسم الفضيلة والأخلاق.
ففي ظل هذا التقدم التكنولوجي الكبير سقطت حضارتنا وثقافتنا كلها في فخ العقل ومصيدته...
أصبح العقل السيد الآمر الناهي بالجهل.. ونسينا أمر القلب، وفقدنا صلتنا به وبالرب.. ففقدنا صلتنا بالوجود كله..
ولكن نور القلب سينير لنا الدرب... القلب منبع الطاقة والحياة، ومصدر الدفء والعطاء...
إنه لا يستطيع منحنا التكنولوجيا العظيمة.. ولا الصناعة الكبيرة.. ولا الأموال والعقارات.. لكنه يعطينا الإبداع.. الابتهاج.. الاحتفال... وإحساساً رائعاً بالجمال بالموسيقى بالشعر...بالنور الداخلي
لننتقل من عالم الإنتاج والاستثمار إلى عالم الإبداع والأسرار.. من دنيا المال والربح والخسارة إلى دنيا الوعي والإدراك والاستنارة... لأن المال لا يأتي بالوعي... لكن الوعي يأتي بالأموال والأنوار... نورا علي نور
إذا كنت تعاني من إحدى العادات السيئة: كذب ـ طمع ـ حقد ـ حسد.. وتحاول جاهداً التخلص منها، يمكنك ذلك ببساطة دون جهد أو عناء، وما عليك سوى أن تغير طريقة تنفّسك فحسب، لأن كل عاداتنا القديمة مرتبطة بصورة أو بأخرى بأسلوب تنفسنا... وعندما نغير نمط التنفس سيتغير تفكيرنا مباشرة وسنعرف طريق النور
أجسامنا ميتة الإحساس، أفكارنا بركان يوشك على الانفجار... أرواحنا في غرفة الإنعاش... نحن ضائعين... تائهين... لا نعرف ماذا نريد، ولا إلى أين ذاهبين، في اضطراب وتشتت دائمين... فلا ضياع بعد هذا الضياع... ولا شقاء أكبر من هذا الشقاء... لكن لدينا الخيار أن نبقى في النار أو نتبع النور فالسر في قلوبنا ولكننا انشغلنا بالخارج ونسينا الجهاد الأكبر، جهاد النفس
وظيفة الفكر والعقل هي الشك والظن والرفض... أن يقول لا.. فالفكر يقطع ويفصل... يقسم ويشتت.. أما القلب فيجمع ويّوحد... يلم ويضم... لتعد إلى قلبك بحنين طير مشتاق إلى وطنه... فالقلب هو المرشد والدليل، وكل الدروب تؤدي إلى الحقيقة إذا كانت القلوب متعطشة متشوقة للفناء واللقاء...
العقل مشغول باستمرار، يحلل ويحرّم... يحسب ويحاسب.. يناقش... يجادل... آن الأوان لكي يستريح قليلاً... ارجع إلى قلبك منبع النور والعطاء... ثق به، واتصل معه، فالقلب له طريقه الخاص، طريق الحب والحق، إنه يتحدث بلغة المشاعر والإحساس، أما العقل فيتحدث بلغه الكلمات والأفكار...
الأفكار ما هي إلا سراب، دخان متصاعد يعمي البصر والبصيرة، لكن عندما يتبدد هذا الدخان ويتلاشى لن يبقى إلا النور الأبدي الأزلي..
فودّع سجن الأفكار الضيق المظلم، وحلّق في آفاق قلبك بلا حدود، بلا سدود... إلى حيث تنطوي كل السماوات والأسرار...

الحج الحقيقي هو من عالم العقل والأفكار إلى عالم القلب والإحساس
هذه هي حجّة السلام، حجّة الصفاء، من الخارج إلى الداخل، من عالم الحرب إلى عالم الحب، ومن الظلمات إلى النور...

تهتم ولا تنهمّ بالعالم الخارجي، بل عش العوالم التي فيك وهذا يكفيك... أصغِ إلى نداءات الوجود التي تتعالى في أعماقك، ففي داخل كل منا أصوات سعيدة باستمرار وما علينا سوى أن نصمت وننصت إليها..
القلب مركز منسيّ ومهمل... لكن حالما تعود إليه وتهتم به سيباشر عمله... فتنساب الطاقة من العقل إلى القلب تلقائياً... وبما أن القلب أقرب إلى مركز صلة الأرحام فإن تدفق الطاقة إليه -إلى القلب- سيكون أكثر سهولة من تدفقها إلى العقل... الخطوة الأولى هي الهجرة من العقل إلى القلب.. من التفكير إلى اللاتفكير... من الوهم إلى الوجد... من المحدود إلى اللامحدود
لماذا نغرق بعض الأحيان في حالة من الحوار الذاتي الداخلي؟؟
لأن هنالك شيء ما في أعماقنا يريد أن يظهر، يريد أن يعبّر عن نفسه... لكننا لا نصغي إليه.. ولا نُبدي له اهتماماً ولا انتباهاً بل نتنازع ونتصارع معه باستمرار... معتقدين أنه ضربٌ من الجنون فنحاول إيقافه أو تغييره لأمر آخر بشتى الوسائل... ولكن التغيير بكافة أشكاله هو نوع من أنواع الكبت والقمع... وبذلك تقطع خيوط الاتصال الأولى بينك وبين نفسك...
الحل بسيط: كن واعياً مراقباً منتبهاً لما يريد قوله لك، اسمح له بالمرور والعبور... كن شاهداً عليه فحسب، ودَعْه يعبر بسلام واستسلام كالسحب التي تسبح في الفضاء.. انظر للأسباب، للجذور والأصول.. وتعرّف عليها.. واعرف نفسك.. وستتلاشى هذه الحالة نهائياً...
لتذوب الأنا الفانية في الأنا الباقية الخالدة.. موتوا قبل أن تموتوا... وبموت الأنا أعرف من أنا.. وعندها تزهر في قلوبنا الِنعمُ والبركات...
عندها ستظهر لك وبكل وضوح وصفاء إشارة وبشارة من الأعماق تخبرك عن أمر تعرفه لكنك لم تنصت إليه ولم تهتم به مسبقاً، وعليك الآن الاستماع إليه والإصغاء له جيداً... بمحبة ووعي شديدين.. سوف ينتهي ذلك الحوار الداخلي تدريجياً.. لتصبح أكثر معرفة بنفسك.. ومن عرف نفسه عرف ربه....
لقد تحول العقل إلى ديكتاتور ظالم، يحاول السيطرة على كل العوالم... لم يعد خادماً أميناً بل مخادعاً كبيراً، فكرٌ محشو بالأفكار والدمار وما هي إلا أوهام وأحلام وزحام، إنها حواجز تفصلنا عن الحقيقة، وتباعد بيننا وبينها....
لا حل إلا بالتأمل.... لأن الحقيقة تنجلي وتتجلّى بالتأمل والتفكر، لا بالتفكير والتركيز...
إنها في نبض القلوب أبدية أزلية، لا تقبل الشك أو الظن..
فلننصت إلى أعماقنا.. ولنصغي إلى صمتنا وسكينتنا وإلى الساكن فينا... فالحقيقة فينا ولكننا انشغلنا وانشغلنا حتى انطفينا وتلاشينا...
قل نعم للحياة.. للطبيعة.. للوجود.. انفض عنك هذا الحلم وهذا الغرور.. وأزح تلك الغشاوة عن عينيك.. تجاوز كل السدود والحدود.. إلى أبعاد لا تُقاس ولا تموت...
اكتب نعم على صفحات السماء الزرقاء.. بين النجوم لتشع على المدى للأبد يا مدد... يا صمد... ولتنهمر الأمطار غزيرة لتطهر روحك.. وتمحو غبار الأنا والاستكبار.. لتذوب وتفنى بحب وسلام واستسلام في الواحد الأحد... فتولد من جديد وتحيا إلى الأبد...وتعيش لحظتك فقط
إن الإنسان الذي يعيش الحاضر بكل كيانه، بكل نبض وكل نفس، لا يعرف معنى الندم، لا ينظر إلى الوراء ولا يهتم به، لا يغيّر ماضيه.. ولا ذكرياته.. ولا يخطط لمستقبله..
بل يعيش الآن.. يعيش اللحظة ذاتها.. فالماضي مضى، والمستقبل غيب غريب... وهذه اللحظة هي كل ما لدينا.. الرحلة هي من "قبل" ومن "بعد" إلى "الآن"... من مكان ومكان إلى هنا وفي هذه اللحظة من الزمان.
كن حاضراً فحسب وسوف يُمطرك الوجود بأزهاره وأنواره وأسراره... اضحك بصمت من كل قلبك، ودع هذا الضحك يتغلغل ليشمل جسدك كله، تناغم وتمايل معه...
تذكر أول فكرة تخطر ببالك ستكون هي نور الهدایة من صاحب البداية إذن لا تستخف بها حتى وإن كانت لا تتناغم مع أفكارك القدیمة.
هناك أسئلة وأجوبة كثیرة ولكن استفتي قلبك...
إذا خطرت لك أي فكرة لا تبحث عن الجواب في الملفات القدیمة بل استفتي قلبك...

كلنا نملك النور اللازم للتعرف علی أنفسنا، الطاقة الداخلية التي تساعدنا لنحیا حیاة سعيدة بسلام
الوعي هو أنك تعرف نفسك، النور الداخلي هو الذي سيضيء كل شيء من حولك، یمكنك أن تخترق الآخرين بهذا النور وتحصل علی نظرة شمولیة وكاملة لكل شيء وتفهمه وتحسه بتواصل وتناغم مع الوعي الداخلي.... حینما تحس أنه لا یوجد غلط في الكون وكل شيء مرتبط ببعض ستشعر بالراحة وشعور من الانسیاب كأنك في البیت هذه الراحة الكبیرة وهذا الإحساس العمیق یوصلك بالسكوت والطمأنينة الداخلية هكذا حین تسكت أنت..... ستغني الأكوان لك...

الحُكم والأحكام والمحاكمات سُحب تحجب عنا نور الحقيقة وتباعد بيننا وبينه... وهذا ما يقوم به الفكر باستمرار.. إنه يقطع علينا الدرب المؤدي للحقيقة السامية الخالدة ويشغلنا عنها.. بضجيج الأفكار وصخب الكلمات والخطط والذكريات...
لنرحل من صحراء العقل إلى واحة القلب....... من وطن الشك والظن إلى وطن الصدق والثقة...... لأن الحقيقة في صمت القلوب لا في لغو العقول.... في بيت الحب والأسرار لا في دنيا الجدال والشجار...
الجنين في رحم أمه لا يعيش في الظلمة... إنه يعيش في النعمة المنيرة بنوره الداخلي... ولكنه حالما يولد ويفتح عينيه يرى الشمس والسماء... الناس والأضواء... يتغير ببطء وينسى أن ينظر إلى أعماقه ويغوص فيها... فيصبح مهتماً بالعالم الخارجي فقط معتقداً أنه كل الوجود والحدود..
في التأمل نعود من جديد إلى داخلنا في الرحلة الداخلية، في الحج إلى بيت السلام، بيت النور المعمور.. علينا أن نتجاهل أمر العالم تماماً، ونكون ذاتنا فحسب.. أن نغوص ونتناغم مع هذا النور الداخلي.. وكأنّ العالم كله قد اختفى ولم يعد له وجود.. وزالت من أيدينا وأرجلنا جميع القيود... بهذا سيحيا الاختبار القديم وينتعش مرة أخرى ليصلنا بالواحد المعبود..
عندما تتعرّف على النور الداخلي هذه المرة ستجده رائعاً ساحراً... لأنك سبق ورأيتَ العالم بكل أشكاله وألوانه.. وسمعتَ كل أنغامه وألحانه... لكنك الآن ترى الصفاء النوراني.. تسمع السكون الداخلي والصمت الروحاني...
وسيكون هذا مفيداً جداً، مجدداً للحيوية والطاقة بشكل كبير..
يمكنك التأمل كل يوم.. متى وجدتَ الوقت لذلك... عندما يسهل عليك نسيان العالم، إما في ساعة متأخرة من الليل.. عندما تتوقف حركة المرور ويذهب الناس للنوم.. ويتوارى العالم كله من تلقاء نفسه.. أو في الصباح الباكر عندما تكون الناس غارقة في نوم عميق..
وحالما تبدأ برؤية النور الداخلي ستتمكن من رؤيته في كل زمان ومكان.. في الليل والنهار.. في العمل وفي الدار.. في ساحة السوق، في المكتب، حتى على ظهر الحمار... يمكننا أن نغمض أعيننا ونراه... وبمجرد أن نراه ولو للحظة واحدة سيمنحنا ذلك استرخاءً هائلاً وصفاءً رائعاً.. وسيكون مصباحاً ينير أيامنا المظلمة..
اجلس ساعة كل يوم، متأملاً.. متمعّناً في داخلك.. صامتاً.. شاهداً.. مراقباً... منتظراً انفجار شرارة النور والأسرار...
عندما تدرك أنه "أنا المسؤول عن حياتي وكياني مهما حدث ويحدث... أنا السبب والمسبّب وأنا أحمل كل الحِمل، ولا يكلّف الله في قلبك نفساً إلا وِسعها".... فجأةَ يتحوّل وعيك الي نور
وعندها ستصبح لأول مرة في تاريخك مركز العالم... وفيك انطوى العالم الأكبر.

الآن يمكن القيام بكثير من النور، لأن أي شيء لا تحبه يمكنك رميه، وأي شيء تحبه يمكنك زرعه، وأي شيء تشعر بأنه حقيقة يمكنك أن تتبعه لأنك تستفتي قلبك، وأي شيء تشعر بزيفه وتفاهته ستستغني عنه لأنك مكتفي ومنطوي في ذاتك..... متصلٌ بنورٍ أقوى من حياتك ومماتك.
عندما تصل لهذا النور عليك ان تستمتع بهذه الوحدة النورانية... من هنا يبدأ السر الأكبر.... وحتماً ستأتي اللحظة التي تلامس فيها روحَك الحرة الطليقة، وعندها ستعرف وللمرة الأولى معنى الفرح الحقيقي...
إنه بلَون الأرض، بلون السماء... بلون الماء ولون الهواء... يَسَعُ الأكوان كلها، والموسيقى كلها...
هذا الفرح ليس أمراً عارضاً يصيبك، ولهذا فمن غير الممكن أن يُؤخذ أو يُسلب منك... إنه ذاتك الحقيقية، ولا مجال الآن لفقدانه أو خسرانه.. فرحٌ خالد يستمر على مدار الأيام والأعوام...
ما عليك إلا أن تمسح تعلّقك بالأشياء، وبالأفكار... وأن تصبح شاهداً على الأشياء الملموسة، فالأشياء الأدق، ثم على ما أبعد من كليهما… وستصل لمنزلك ووطنك مُكلّلاً بالغار، متصلاً بالعوالم الأبعد من أي دار وديار....

ليرجع كلٌّ منّا إلى نور ذاته، وليكن شاهداً وهو يقرأ، يكتب، يرسم، يأكل، يتكلم، يسمع، يرى، يمشي، يزرع......
مَن الذي يقوم بكل هذا؟؟؟
مَن ذا الذي يُغيّر معالم وجهي، ونبرة صوتي، وإشارات يدي؟ هل هو الجسد فحسب؟ أم أنه أمرٌ آخر ما وراء حدود الجسم والعقل والعلم...؟

تعرَّف على هذا السر الأبدي الأزلي المُقيم في قلبك... إنه روح الله التي تُشِعّ من خلالك، روح الرحمة التي تسَعْ كل شيء..
الجسد ما هو إلا وسيلة، وأنت الروح الساجدة في هذا المسجد، أنت كلمة الله وكتابه المُبين، أنت الناي وهو معزوفة الأبد والمدد، يا واحد يا أحد..
أنت الشمعة وهو النور الساطع دوماً.. هذا هو السر المرئي المخفي، الظاهر الباطن، الأبعد من حدود الحروف والمفردات، الأبعد من حدود الساعات والمسافات..
ولو قدّرنا أهمية ما لدينا..... لما نسينا أو تناسَينا.....
إن هذا النور الذي ينساب في أعماقنا ليل نهار، هو ذاته الذي ينساب في الكون كله بإيقاع منسجم متناغم.. نور الله الساطع المتعاظم... وليس علينا إلا أن نتأمل.. لتُفتح لنا أبواب نور الوجود والاستنارة والخلود..
النور موجود في قلبك العابد... إذا لم تجده هناك فلن تجده في أيٍّ من المعابد
هذا المقال تم إعداده من منهجية أبناء النور

بشرى ساره
مشاركات: 17
اشترك: نوفمبر 29th, 2008, 8:03 pm
المكان: الامارات
اتصل:

مايو 12th, 2009, 3:46 pm

يا اللــــــــــه
مباركٌ أنت ياساكن الروح
كل ما اقرا لك موضوع اقول انه اروع ما قرأت وشاهت وجاهدت والله انك ومواضيعك نورا على نور

واجمل ما كتب وعبر من حقائق

**الحج الحقيقي هو من عالم العقل والأفكار إلى عالم القلب والإحساس
هذه هي حجّة السلام، حجّة الصفاء، من الخارج إلى الداخل، من عالم الحرب إلى عالم الحب، ومن الظلمات إلى النور

....................................

**تعرَّف على هذا السر الأبدي الأزلي المُقيم في قلبك... إنه روح الله التي تُشِعّ من خلالك، روح الرحمة التي تسَعْ كل شيء..
الجسد ما هو إلا وسيلة، وأنت الروح الساجدة في هذا المسجد، أنت كلمة الله وكتابه المُبين، أنت الناي وهو معزوفة الأبد والمدد، يا واحد يا أحد..
أنت الشمعة وهو النور الساطع دوماً.. هذا هو السر المرئي المخفي، الظاهر الباطن، الأبعد من حدود الحروف والمفردات، الأبعد من حدود الساعات

.......................................


**النور موجود في قلبك العابد... إذا لم تجده هناك فلن تجده في أيٍّ من المعابد
آخر تعديل بواسطة بشرى ساره في مايو 13th, 2009, 10:17 am، تم التعديل مرتان في المجمل.
** أعرف نفسك تعرف ربك **
* النور موجود في قلبك العابد ... إذا لم تجده هناك فلن تجده في أيٍّ من المعابد *

faraj
مشاركات: 249
اشترك: يونيو 16th, 2006, 12:45 am
المكان: yemen

مايو 12th, 2009, 8:03 pm

النور منك واليك يا ساكنة النور
النور كتاب يقال إنه كان ومازال موجود في مكان ما من هذة الارض الواسعة. ... كتاب متوفر فقط في نسخة وحيدة...هو انت يا بشري ..
كتاب فيه من عجائب الإسرار ما لا يوصف
وسر غرابته انه غير متوفر إلا لمن أراد إن ينضم إلي رحلة البحث عن الحقيقة ويصل إلي مدينة النور ليصبح من ابناء النور
ربما تبقى إمكانية التواصل. والتواصل، كما نعلم، هو حالة نور
ومن الواضح أيضاً أن كلمات النور لا تتوجه إلى أمة واحدة أو دين واحد، بل إلى جميع أهل الله في أي ملة كانوا بل لكل ذي أذن تسمع.
كلمات من نور موجهة إلى كل مؤمن يريد أن يناضل في سبيل الحقيقة ويكافح من أجلها...
فيا أهل النور أينما كنتم، ولأي شعب أو أمة أو دين انتسبتم، فالخطاب لكم، والتعويل عليكم، والنور بكم وفيكم ومنكم يسطع، ويلمع ويشع في جميع الأقطار
وحبي لساكنة الروح

رشدية
مشاركات: 44
اشترك: يناير 15th, 2008, 12:08 am

مايو 14th, 2009, 4:43 pm

الله نور السموات والأرض
ونوره كمشكاة توقدمن زيتونة مباركة
لاشرقية ولاغربية
يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

تأمل في هذه المعاني
وأشح بسمعك عن تفاهات الأغاني
أغمض عينيك
ترى نعمة الله عليك
كيف يبقى هناك جدال
والله فيك وفي كل حوار
هو البداية واليه النهاية
أنت منه وفيك
فأي شيء في الدنيا عنه يغنيك
أتقن أي عبادة ولاتتبع أي عادة
تجد نفسك بين يديه
وقلبك طائف حواليه
فأنت منه وهو فيك
وليس هنالك مايغنيك
فأعرف روعت هذا الاحساس
وأبتعد عما يعمي الناس
وتفهم بالمعاني
ياأخي الاناء هو الفاني!
ونفسك هي عليك حسيب
فما أنت فاعل يانسيب!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر