غذاء الروح والجسد

شارك بالموضوع
faraj
مشاركات: 249
اشترك: يونيو 16th, 2006, 12:45 am
المكان: yemen

يوليو 5th, 2009, 7:54 pm

غذاء الروح والجسد

إن أجسادنا صورة طبق الأصل عن هذا الكون الكامل المتكامل. فهناك الماء، الهواء، الحرارة، العناصر والمعادن، الخلايا، الطاقة الإليكترمغناطيسية والذبذبات... لهذا، ترانا نعيش في حالة فورية ومستمرة من الحركة والتحول الدائم.
فإن نظرنا إلى جسم الإنسان بنظرة واحدة متأملة نرى أمامنا منظومة مصغرة من هذا النظام الكوني وطبيعته المتوازنة. إذ أن كل نشاط جسدي أو فكري نقوم به هو ليس إلا دليلاً مادياً قاطعاً على وجود مصدر موحد للطاقة، هذه الطاقة الكونية التي تغذينا وتغذي كل ما نتغذى به من أغذية مادية وروحية.

ولكن دعونا نسأل أولاً: لماذا يشهد الإنسان هذا التقهقر في قدراته الروحية والجسدية!؟
كيف استطاع القدماء أن يحققوا بسواعدهم وحدها أعمالاً إنشائية جبارة عجز أبناء عصرنا هذا عن الإتيان بمثيلها دون الاستعانة بالرافعات والآلات، كالأهرامات وغيرها!؟

ولماذا سمحنا لمطابخنا الحديثة بأن تعمل قوة نيرانها على سلب أغذيتنا المادية من طاقتها الروحية، هل نسينا هذه المقولة القديمة التي طالما رددها والتزم به أجدادنا:

" إن الإنسان لا يعيش بما يأكل، إنما بما يهضم..."

لهذا فمن الحكمة أن نكون متيقظين لآفات هذا العصر والمشاكل الناتجة عن اللاوعي البشري، آخذين بالإعتبار كل من هذه الأركان الخمس الأساسية لتحقيق صحة جسدية وروحية واعية وسليمة.

1) الغذاء المادي: إنَّ تناولنا للأطعمة الصحية والطبيعية خير بداية لتحقيق صحة جسدية وروحية واعية... فالحمية التي تعتمد على 80 بالمئة من الحنطة الكاملة والبقوليات، و 20 بالمئة من كافة أنواع الخضار الأرضية والبحرية هو نظام صحي يمكن الإعتماد عليه في معظم مراحل نمونا وتطورنا الجسدي والروحي، لأنها ستزودنا بطاقة صحية متوازنة وخالية من النوايا والغرائز التي ستنعكس علينا سلباً من جراء مشاركتنا في قتل وأكل لحوم كائنات حيوانية أخرى ومزج دمائها بدمائنا.

2) الغذاء الروحي: مع تناولنا المتوازن للأطعمة الطبيعية والصحية التي تتناسب مع طبيعة أجسادنا وأنشطتنا اليومية، يصبح الغذاء الروحي أمراً طبيعياً وسهلاً، إذ أن غذاءنا الروحي هو هذه الطاقة الأرضية والسماوية الموحدة التي نستمدها بشكل "مباشر ومستمر" من أقاصي الكون. فكل ما يترتب علينا هو اتخاذ الوضعية الجسدية الأكثر استقامة لتسهيل طوفان تلك الطاقة عبر المقامات الروحية السبع لأجسادنا وروافدها الأربعة عشر التي تغذي كل عضو وخلية من أعضائنا وخلايانا بالطاقة الحيوية ذاتها.
فكما عند النبات كذلك عند البشر، فالذرة والقمح مثلاً يتمايزان عن غيرهما من العالم النباتي بشكلهما العامودي والمستقيم. لهذا فإنهما يتلقيان الطاقة الأرضية والسماوية بشكل أكثر توازناً من معظم الكائنات الحيوانية والنباتية الأخرى، كالزواحف والأشجار.

3) النشاط الفيزيائي: إن النشاط الفيزيائي الذي نقوم به بشكل دائم ومنتظم يحفز عمل الدورة الدموية وفعالية دورها، إذ يقوم الدم بنقل وتغذية كل عضو وخلية من أعضائنا وخلايانا بهذه الطاقة الروحية والمادية في آنٍ واحد، مما ينعكس إيجاباً على صحة تفكيرنا وحسن نوايانا.


4) تهيئة الأجواء الملائمة: إن الصمت والهدوء والسكينة هما ضرورة حتمية لتلقي هذه الموجات من الذبذبات الروحية التي تنحدر علينا بشكل عامودي. غير أن الذبذبات السلبية التي تطلقها ضوضاء الآلات الإلكترونية، الكهربائية والميكانيكية تعترض هذه الذبذبات الروحية بشكل أفقي فتبدد كثافتها وتخفف من عزمها. فالصمت، الهدوء، السكينة، النظافة والترتيب هي صفات لا يتحلى بها إلا الإنسان الواعي القابل للنمو الفكري والروحي.
إن الذبذبات التي نتغذى بها روحياً أكثر بكثير من تلك التي نتغذى بها من خلال الأغذية المادية أو الأطعمة. لهذا، سميت هذه الطاقة منذ القدم "بالروح... "لذا من الضروري التواصل مع هذه الطاقة الكونية بكل شفافية، محبة وإمتنان، تناغم وتوحيد."

5) التأمل: إن التأمل هو الطريق الأقرب الذي يصل ذاتنا الكونية الصغرى بذاتها الكبرى. اجلس ولو لبضعة دقائق يومياً بصمت في مكان هادئ أو في أحضان الطبيعة، وليكن صمتك أبعد من حدود الفكر والتفكر وثرثرة العقل واستئثاره. تأمل ملياً بهذا الوجود الأعظم وطاقته اللامتناهية، إذ أننا لسنا إلا حالة مكثفة من الروح.

لذا من الغير مجدي أن نجول الأرض شرقاً وغرباً – شمالاً وجنوباً أو حتى أن نطلب أو نستجدي شيئاً من أحد. فمع تأملنا وتفهمنا لأهمية تمتعنا "بصحة روحية" سليمة نصبح تلقائياً مهيئين للتراسل / استقبال ذبذبات أسمى تطوراًً ووعياً.. فالكون بأسره سيكون حاضراً معنا لتلبيتنا وتلبية ما يتناغم مع وعينا من طاقة اللانهاية
طاقة العناصر الخمسة و تحولاتها

كلنا هالة من نور الله نشع بالطاقة ذاتها التي نراها في كل شيء من هذا الوجود، فإذا فهمنا مفاهيم هذه الطاقة الكونيّة سنتمكن من العيش بفرح وتناغم لا ككائنات مسيّرة، بل كأسياد مخيَّرة تنعم بما يكفي من الوعي واليقظة لتحويل كل ما هو سلبي أو غير متوازن إلى طبيعته المتوازنة والإيجابيّة.

كلنا ينتمي إلى هذا الكون الواحد الكامل والمتكامل، حيث المحور الأساسي لحياتنا ووجودنا هذين القطبين المتكاملين المتناقضين من طاقة الأرض والسماء أو (الين واليانغ) الذين يسيران بشكل موحد ومتناغم ليغذّوا كل عضو من أعضائنا وكل خليّة من خليانا بالطاقة والحيويّة ذاتها.

فحالما تسكن روحنا هذا الجسد، نتوق إلى اختبار هذا التجربة المتجلية فينا لنتوحد ونعيش مع محيطنا الوجودي هذا في حالة تامة من الحب والانصهار.

لذ، نرى كلًّ منّا يسعى بطريقته الخاصة إلى خلق توازن جسدي وروحي مع نفسه ومع الآخرين... فنصلّي ونتأمّل ونحب ونرقص ونجتمع مع العائلة ونتناول الطعام سويّاً لأن كل هذا يشعرنا بالانتماء الواحد لهذا الكون اللامتناهي.

فإذا دققنا أكثر في طبيعة هذين القطبين المنحدرين من أصولٍ كونية واحدة، سنلاحظ بأننا نستطيع فهم واختبار هذه الطاقة الكائنة فينا بمراحلها الخمس وطبيعة مسارها وتحولاتها بدءً بالطاقة الأرضيّة والتي هي أكثر انفلاشاً (الين) إلى الطاقة السماوية والتي هي أكثر انقباضاً أو انكماشاً (اليانغ).


1- طاقة الشجرة(الخشب): هي مرحلة الغاز والتي تتميز بطبيعة "إنفلاشية - تصاعدية" تغذي وتحفز الكبد والمرارة بالطاقة اللازمة ليقوما بوظائفهم العضوية والجسدية.

2- طاقة النار: مرحلة البلازما "المتوهجة"، وهي من أكثر المراحل نشاطاً وانتشاراً في الجسم، وهي تغذي القلب والأمعاء الدقيقة وتحفز وظائفهم ومساراتهم.

3- طاقة التربة (الأرض): مرحلة شبه تكثيفيّة ذات نشاط "انحداري" تغذي الطحال والمعدة والبنكرياس وتحفز وظائفها ومساراتها الجسدية.

4- طاقة المعدن: مرحلة تكثيفية ذات طابع إنكماشي تغذي الرئتين والأمعاء الغليظة والجلد وتحفز وظائفها ومساراتها الجسدية.

5- طاقة الماء: مرحلة التحول إلى سائل، أو عملية الذوبان، وهي طاقة لها طابع الطواف تغذي الكليتين والمثانة والأعضاء التناسلية ويحفز وظائفها ومساراتها في كل أنحاء الجسم.


إن المشاكل الجسدية التي نعاني منها غالباً ما تظهر على شكل أعراض مرتبطة بهذه المجموعة الخمسية من العناصر حيث يتغيّر سلوكنا النفسي وطريقة تعبيرنا عن أنفسنا تبعاً لنشاط حركة هذه الطاقة واتزانه، بالإضافة إلى التغيرات البيئيّة والمحيطيّة التي نمر بها عادةً مع كل تغيير في الفصول والشهور التي نعيشها ونختبرها في حياتنا اليومية:

إن كل شيء في هذه الوجود يتناغم تناغماً حميماً مع طبيعة ونشاط حركة هذه العناصر الخمسة من الطاقة... لذلك نقول أن كل شيء في هذا الوجود ناشط ومفعم بالطاقة، بغض النظر عن طبيعته المتحركة أو الثابتة.

ولكن عندما يحدث أي انحراف أو خلل في توازنات إحدى هذه المسارات (الإنفلاشية) أو (الإنكماشية) في جسدنا، نستطيع تصحيح ذلك عن طريق اعتمادنا أسلوب حياة أكثر توازناً وأكثر حكمةً في تناولنا للأطعمة الصحية.

فهناك أنواع معينة من الأغذية يجب علينا أن نتجنبها لكثرة الإفراط في طبيعة طاقتها والتركيز على أنواع أخرى تساعدنا في إرساء توازن صحي وسليم في ميزان طاقتنا. فالبقوليات مثلاً تحفز نشاط الكليتين والمثانة (طاقة الماء) بينما الحلويات تساعد في إضعافهما.

تحافظ طاقة العناصر الخمس على تناغمها الداخلي عن طريق نظام ضبط وتوازن متبادل معروف باسم دورتي "الخلق" و"التحكم". إن كلتا هاتان الدورتان تعكسان توازنهما الواحدة على الأخرى. حيث تعملان بشكل حثيث ومتواصل للمحافظة على توازنات هذه القوى القطبية بديناميكية وفعالية.

إن دورة الخلق هي دورة جيلية متناغمة، كالعلاقة التي تربط الأم بولدها. فالماء يولد الخشب بتغذية نموه؛ الخشب يولد النار بتأمين وقودها؛ النار تولد التراب عن طريق تسميده بالرماد؛ التراب ينتج المعدن بالاستخلاص والتكرير؛ المعدن يصبح سائلاً مثل الماء عندما يذوب وينصهر.

الحلقة المنتجة أو حلقة (shen):
كلما كبرت طاقة إحدى هذه العناصر في هذه الحلقة ستصبح أقوى حيث تميل إلى ممارسة تأثيرها الكبير على العنصر الذي يليها، مثل تأثير الأم على ولدها. فمع هذه العملية يبدأ العنصر الذي يتحكم بالطاقة الزائدة بالعمل لكي يسيطر على الوضع ويعيد التناغم إلى سابق عهده. على سبيل المثال، إذا حدث إفراط في طاقة الشجرة بتزويدها كمية كبيرة من الوقود بحيث خرج احتراق النار عن دائرة السيطرة، فإن المعدن يتدخل في هذه الحالة لكي يقطع مؤونة طاقة الشجرة وذلك يعيد التوازن إلى طبيعته.
إن دورات التحكم والخلق تحافظ على توازن وتناغم مستمرين بين طاقة العناصر الخمسة.

حركة طاقة النار التي تغذي طاقة التربة

طاقة التربة تغذي طاقة المعدن

طاقة المعدن تغذي طاقة الماء

طاقة الماء تغذي طاقة الشجرة(الخشب)
منقول

الرجوع الى المقدمة

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر