التصَوّف المُعاصِر

خاص بمناقشة القضايا الإسلامية من عقيدة، و فكر، و فقه، و فتاوى، الخ.
شارك بالموضوع
saddsin
مشاركات: 11
اشترك: يناير 6th, 2008, 6:57 pm

فبراير 19th, 2010, 3:21 pm

التصَوّف المُعاصِر


نريد أن نُوضّح بعض مناهج التصوّف وغاياته فنورد أنه
وحي من رب العزة جل جلاله إلى أمين وحيه جبريل عليه السلام ومنه إلى سيد
الخلق أجمعين شيخ الصوفية وسيد العارفين محمد عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليم.
وهو من أحكم سفينة الشريعة وقادها في بحر الحقيقة ولا يزال وعنه أخذ الصحابة والصحابيّات
رضي الله عنهم وقد نصح الحبيب المصطفى أبا ذر بإحكام السفينة:


يا أبا ذرّ أحكم السفينة فإن البحر عميق... وقال (ص) عن القرآن ظاهره حكم وباطنه علم. فما
سمعنا بأبي ذرّ يصنع فلك نوح ولا أبحر في البحر الأحمر ولا المحيط الهندي. وهنا تكمن
رمزيّة الذّكر الحكيم والإشارات النّبوية لعلوم لا أوّل لها من آخر.

فنهاية علم الظاهر بداية علم الباطن ونهاية علم الباطن
بداية علوم الأنبياء. ومن الصحابة من إنفجر بالعلم والحكمة كأبي بكر وعمر وعلي ومعاذ بن
جبل والسيدة عائشة وسلمان الفارسي وعبد الله العباس وغيرهم كثير شربوا من المعين
الصافي حتى تفجرت ينابيع قلوبهم المؤمنة. هذا العلم الزكي فاح طيبه من أهل البيت بدءًا بأب السبطين المطهرين إلى الحسن البصري إلى الجنيد السالك
الذي أوضح الحقيقة وأفاض في الشريعة و الحقيقة و قد قال: التصوف أن يميتك الحق عنك ويحييك به وأن
تكون مع الله بلا علاقة. وقيل الدخول في كل خلق سَنيّ والخروج من كل خلق دنيّ. وقيل:
هو أخلاق كريمة ظهرت في زمان كريم مع قوم كرام. وقيل: أن لا تملك شيء ولا يملكك
شيء. وقال بعضهم التصوّف إسترسال النفس مع الله على ما يريد. وقال بعضهم: التصوّف
مبني على ثلاث خصال: التمسك بالفقر والإفتقار، والتحقق بالبذل والإيثار وترك
التدبير والإختيار. وقالوا: التصوف الأخذ بالحقائق والإياس مما في أيدي الخلائق.
وقيل: التصوّف ذكر مع إجتماع ووجد مع إستماع وعمل مع إتباع. وقال بعضهم: التصوّف
الإناخة على باب الحبيب وإن طرد. وقيل: التصوّف الجلوس مع الله بلا هم، وقيل
هو العصمة من رؤية الكون. والصوفية أعلام ورواد في كل العصور وقد أوردت سورة الكهف إشارت بينات عن هذا العلم اللّدنيّ الذي جدّ موسى في طلبه وتخطّى مراحل خرق السفينة وقتل الغلام
وبناء الجدار فوق الكنز. التصوف كهف علي بابا للكنوز اللّدنيّة والمواهب الربانية
فيه معادن ثمينة وأحجار كريمة من الحب والشوق والذوق ومعراج إلى الغنى الحق
والسعادة الأمثل. لا يهتدي إليها إلا منعم سالك أو مجذوب، محب أو محبوب لأن عليها
حراس بقدر العقبات السلوكية التي ينبغي أن يجتازها المسترسل مع الله في هذا الدرب
المشرق السمح المليء بالمخاطر والمصاعب والفتن التي لا ينسفها إلا الحزم والعزم
وصدق النية والتسلح بحسن الأدب وبعلم الزمان وفنون العصر وتقنياته.

التصوف في
بحث ابراهيم الخليل في النجوم والقمر والشمس والآلاء عن فاطر السماوات والأرض وفي
إهتداء سلمان الفارسي إلى الإسلام بعد أن فارق المجوسية وإعتنق المسيحية وأضاع
حريته ثم أنعم الله عليه بصحبه سيد العرب والعجم. فللّه درّ لقمان آل البيت. فاض
بالحكمة حتى وسّمه النبي (ص) بوسام رائع أزلي "سلمان منّا آل البيت" وقال
سيدنا علي كرم الله وجهه: "سلمان منّا آل البيت من لكم بلقمان
الحكيم". وقد أشار على النبي (ص) بحفر الخندق حول المدينة لوقاية المسلمين من
الأعداء فكانت مشورته بداية الإنتصارات. وأضاءت أنوار الرسالة العصماء بين يدي
رسول الله (ص) بلاد فارس والعراق والشام ومصر.


ولله رجال في
كل زمان صدقوا ما عاهدوا الله عليه، علماء عارفون. ولله إماء عالمات طاهرات صديقات
وعارفات.

ومنهم أعلام كالجيلي
والشّاذلي وصاحب الحكم إبن عطاء الله والحلاّج شهيد الحقيقة وسيّدي عبد السّلام بن
مشيش وسيدي محمد المدني، لا يحصي عددهم وشمائلهم إلاّ الله، ومنهم مغمورون، منهم سالك
ومجذوب منهم محبّ ومحبوب. ومنهم نجباء وابدال وأقطاب وأغواث: قال تعالى:

أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء
اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ


الَّذِينَ آمَنُواْ
وَكَانُواْ يَتَّقُونَ

لَهُمُ الْبُشْرَى
فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ
هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ

سورة يونس - سورة
10 - آية- 62- 63 - 64


وليس من قبيل
الصّدف أن يرد ذكرهم في ذا النّون المصري لأنهم أهل غوص وإبحار في المعارف والأسرار.
هم قوم أوذوا في الله فصبروا واحتسبوا وعفوا وصفحوا عند القدرة. قوم كنست بأواحهم المزابل.
إذا منعوا العطاء فرحوا وإذا أعطوا آثروا بالعطاء غيرهم. لله درّهم جعلنا الله خدماً
في ركبهم.

تكلّموا بالرّمزية
و الإشارات. أفصحوا بالتّلميح بالتّجريح بالتّصريح. ما خافوا على أنفسهم بل أشفقوا
على ذويهم و أتباعهم من صلف المتشدّدين حيال خرق السّفينة. فإذا كان إعتراض موسى عليه السلام تصاعدياً سلمياً فاعتراض الجاهلين لهذه
العلوم أدهى وأمرّ . وقد قال فيهم ساداتنا: منهم خرجت البدعة واليهم تعود. وأي بدعة
أكبر من التشبّث بالقشور والنفايات وترك المعصور. وكيف تقنع أهل البراري بأن في أعماق
البحار لآلي ودرر وكنوز لا يحصيها إلا الله. ذلك مبلغهم من العلم. والمعرفة ليست لها
حدود. لذلك لزم السّادة الأدب. قيل: كاد التصوّف أن يكون آداباً

وقال النبي عليه
الصلاة والسلام:" أدبني ربي فأحسن تأديبي". ولا يجيء السكب حتى يكتمل الأدب.
فالله لا ينزل علمه إلا في قلوب تطهّرت من السّواء والرّياء والحسد والبغضاء. نظر فيها
الحقّ فنظّر أصحابها وألقى عليها محبة منه فصنعت على عينة فكانت كواكب
درية متلألئة. قد يودي لقط الحكمة وحب أهل السعادة إلى هدم صنم النفس فتحيى بعد موتها
حياة أخرى تزاوج الروح وتمزج ما بين البحرين أو تنضح برّ الشّريعة بماء الحقيقة وتغلّف
الذّهب بالفضّة والفضّة بالنحاس. وقد قال الإمام مالك: من تفقّه ولم يتحقّق فقد تفسّق
ومن تصوّف ولم يتفقّه فقد تزندق ومن جمع بينهما فقد تحقق. لابد من سفينة للإبحار. سفينتنا
المعلوم من الدين من أركان الإسلام وأركان الإيمان وشعبه. أما الإبحار فإلى رحاب العلوم
والفنون. قال الإمام أبو حامد الغزالي: " من لم يُحرّكه الربيع وأزهاره والعود وأوتاره
فهو فاسد المزاج ليس له علاج "

فالتصوف بدايته
جنون ووسطه سكون ونهايته فنون. شُبّه بالعاصفة الهوجاء رياح تثير الغبار والرمال فإذا
الدنيا مجنونة عاودتها نوبتها ثم ينزل المطر ويعم السكون بعد الهيجان وبعد ترتوي الأرض
وتندفع الجداول وتشرق الشمس، تغرّد الطيور وتخرج قطعان الحيوانات إلى الطبيعة التي
تزخرفت وتزينت. وقيل أوّله صفاء النّفس والرّوح من الشّوائب ووسطه
وفاء للحق وأهله وآخره فناء بالحب في الله عز وجل " يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ" سورة المائدة - سورة 5 - آية 54 "وَأَلْقَيْتُ
عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي" سورة طه - سورة 20 - آية 39 "إِنَّ اللَّهَ
يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ " سورة البقرة - سورة 2
- آية 222

قُلْ إِن كُنتُمْ
تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ سورة آل عمران - سورة 3 - آية 31

فالعلم إسراء
الصوفي والحب معراجه للحق والله يحب ويلقي حبه إهابة على من يشاء من عباده.وقد خصّ
التّواب المتطهّر المقتدي بالحبيب المصطفى بالحظّ الأوفر. والله رحيم بجميع خلقه فما
حرم أحداً وما ظلم أحداً. وقد قيل اطرق الباب لا يفتح لك الباب يفتح لك الباب.

والطرق هنا الإستقامة
على الطريقة. لا يسقيك ماء غدقاً، يسقيك ماء غدقاً. فمنع الله عطاء. ولابد من التجمل
بالصبر والتخلي على الإستعجال والبعد عن الكلل والقنوط. إن رحمة الله قريب من المحسنين
والتحصن بالرجاء وحسن الظن في الله: قيل: وظني فيه جميل وحسن الظن يكفيني.

أما علوم التصوف
فهي النهر الخالد بروافده وأوديته وجداوله وعيونه النضّاخة. قال الجنيد: لو أعلم أن على أديم الأرض
علماً أشرف من هذا العلم الذي نتكلم فيه لسرت في طلبه. هذا الأصل أو جدع الشجرة أو
المخ والنخاع الشوكي وله تفرعات كما في الشجرة وجسم الكائن الحي. ذكر الجنيد أنه كان
في صغره يتدارس مع مشائخه ما يقارب السبعين علماً لم يبق منها عند كبره إلا ما يقارب
العشرين. ما هذه العلوم يا ترى؟ لا ريب أنها من علوم الدين والحياة. هي كما ذكرنا في
عدة مقالات: تعلّم القرآن الكريم وحفضه ووعيه وعلوم الحديث الشريف والسنة المطهرة لسيد
المرسلين وتعلّم الفقه ثم العلوم الإنسانية التي تدرس الآن بالجامعات والعلوم
الصحيحة والعلوم المتصلة بالصنائع والتقنيات والحرف. فعلوم الدنيا ألوان من ألوان الحقيقة
الكونية الواحدة المصتبغة بصبغة الخلق ومؤهلاتهم ومواهبهم. حقيقة واحدة في تعدد بالمليارات
وتجدد بالثواني والأعشار. فلا غنى لنا من علوم العصر وفنونه مع ميلنا للنثر والشعر
والقصة والمسرح ودراسة اللغات. وعلم الرّقاق بوّابة إلى علم الأذواق. والتصوّف
في أعماقه ذوق وكيف وغزل رقيق أرقّ من نسج الحرير وإلهام استنكفوا أن يسموه وحياً مع
أن المولى أوحى إلى النحل وأم موسى ولم يذكر أنهما من الأنبياء. والتصوف تطلع لهذا الإلهام وهذا العلم اللدني والإهابة الربانية
فيه إسراء وعروج وتحقيق بعد تشريع وكفر بعد
إيمان بالصفات للتحقق بالإيقان بوحدانية الله جل شأنه: وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ
الْيَقِينُ سورة الحجر - سورة 15 - آية 99

ومن الاختصاصات
علم السلوك وعلم المعاني وعلم الحروف وفلسفة الحب في الله وفن التذوق والسماع والتطريب
والإنشاد ومنهج الذكر والحضرة وفن الشرب والسكرة وعلم الحروف وما يتصل باللغة من نحو
وعروض وبلاغة ولسانيات وفنون الأدب وقضاياه... وما دامت العلوم تتطور بسرعة مذهلة بتطور
الوسائل ونظم حياة البشر فإن علم السلوك وتربية النفوس متغير يتعصر ويتحور مع ما ينتشر
من ابداعات. هذه الحقائق تفرض تطوير مناهج التربية الروحية. لذلك لزم توضيع رؤية التصوف
المعاصر بنفس جديد مستحدث. ومن العسف إلباس المعاصرين في القرن 21 خلعة تصوف القرون
الوسطى. فلكل زمان رجال وعلوم وسير وسلوك مغاير. فلا مجال الساعة للزهد والتجرد والإنقطاع
عن الخلق والإنطواء.

والفرق بين العارف
بالله والفقيه في إرشاد المريد والمتتلمذ هو أن العارف كالجراح والطبيب المختص يشخص
العلة ويعطي السقيم الدواء المناسب له. أما الفقيه فيفتح لك أبواب الصيدلية المركزية
ويكدس بين يديك الأدوية والمراهم والحقن. وكلاهما يأخذ من القران الكريم والسنة المطهرة
أدوية العالم الرباني مخصصه. كل له شرب معلوم. وهذا منهج الرسول (ص) في تربية صحابته
وصقل مواهبهم. هنالك ثوابت كثيرة ومتغيرات حسب تغير الأزمنة وأساليب حياة الناس ومكونات
شخصية المربي والتلميذ. ونحن في زمان المحمول والقنوات الفضائية والحاسوب ووسائل الرفاه
والنقل والإتصال السريع. كل هذا من نعم الله كعلوم القوم وادابهم. لزم أن يواكب هذا
ذاك، والله ورسوله أعلم. ومجمل القول أن التصوف سفينته ومطيته الشريعة وبحرها الحقيقة
وربانها محمد رسول الله (ص) والعلماء الربانيون ووجهتها الله وأنسامها الشوق ومحركها
الحب ووقودها الذكر. قال رسول الله (ص): ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم
وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضرب
أعناقهم ويضربوا أعناقكم، قالوا: بلى، قال: ذكر الله تعالى.

والأدب والخلق
الكريم والاستقامة زادها والعلوم حصادها من خيرات البر والبحر : غلال ولالي ودرر .
وسلاحها ضد المناوئين الصبر والحلم والعفو والحوار الرصين. وأنسها الحضرة والإنشاد
و السماع والرقص كما ترقص الأشجار إذا حركتها رياح الشوق والشراب عذب خطاب من المحبوب
والحسن جمال أخاذ على جوانب المسلك وإعلامها
واردات نضرة . ودليلها أنوار ألحق والقران الكريم .

سفينة بحره مشحونةٌ _ يشم
منها العطر.

والباحثون ضفادع
وأهل غوصٍ ومتكشفوا أعماق وكهوف وشعاب مرجانية.
التصوف حقيقة والعالم مبني على حقيقة... التصوف علم ذوق وكيف وفن. كل يدعي الوصل بليلى.
الشمس لها سحاب والحسناء لها نقاب. هي ليلة القدر. كل ليلة حضور مع الله هي ليلة قدر
والنهار عيدها. وذا في حال القبض والبسط على حد السواء. ونحن لا نعبد الله خوفاً ولا
طمعاً بل نعبده حباً وشكراً.

لا نعول على اعمالنا لأن الله ينسفها
نسفاً كالجبال.

وَيَسْأَلُونَكَ
عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا

فَيَذَرُهَا قَاعًا
صَفْصَفًا سورة طه - سورة 20 - آية105

نعول على رحمة
الله وفضله والبحث في صفات الله إدراك والبحث في الغموض وفي ذات الله اشراك. سر لا
يعلمه إلا الله. لا تستطيع أن تجد موضعاً تضع فيه قدميك. البيت المعمور عند أهل الضاهر هو في السماء
أما عند أهل الباطن فهو قلوب العارفين بالله المملوء بالعلم والأيات. ولله خزائن السماوات والأرض. الكنوز
في عقول خلقه وقلوبهم وفي البنوك والبحار. نريد أن نزيح أحجار الجدار الذي أقامه
موسى والعبد الصالح بعد أن تهدم ثانية ونستخرج الكنز لنمنحه للشريعة السمحاء والحقيقة
الغراء وهما اليتيمان لصفائهما وحسنهما. قال عليه الصلاة والسلام: تركتكم على المحجة
البيضاء ليلها كنهارها لا يحيد عنها إلا هالك. قالوا قد إنطوى فيك العالم الأكبر. والأديان
القاب أصلها واحد.

قُل لِّلَّذِينَ
آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا
كَانُوا يَكْسِبُونَ سورة الجاثية - سورة 45 - آية 14

قُلْ أَرَأَيْتُمْ
إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَن مَّعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ الْكَافِرِينَ
مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ

قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ
آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ


قُلْ أَرَأَيْتُمْ
إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ سورة الملك - سورة
67 - آية 28

معية الله مع
ما كان وما يكون. لو ما تجلى في الماء لما أحيى المخاليق ولما أطفأ الضمأ وروى. لو
ما تجلى في البحر لما تحرك وكانت فيه الحياة والثروات. حتى الحجارة لما تجلى فيها منحها
الصلابة التي شدت الجبال وارستها وغطت البراكين وأخمدتها فكانت زرابي عازلة للحرارة
المتأججة تحت أقدام الخلق الحي وكانت لبنات للمباني والجسور.

الله جل شأنه
يخاطبنا من وراء حجاب النفس أو يرسل رسله. فالرسول دليل دال على الله وعلى النفس والجسد.
عيسى روح الله مؤيد وأنا روح الله ولست مؤيداً أعصى وأتوب. كتب علينا العصيان وكتب علينا
التوبة والغفران. طاعة ومعصية وتوبة.

ثُمَّ أَوْحَيْنَا
إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
سورة النحل - سورة 16 - آية 123

ما كان يهودياً
ولا نصرانياً. ولكن كان حنيفاً مسلماً. ديننا مذاهب، سبل وشعب. نحب من سبقونا ونرعى
حرمتهم، ولكن هم رجال ونحن رجال والقرآن بحر لا ينزف طافح بالأسرار والأنوار. هم رحلوا
والبحر كنز باق. مهما غرف الغارفون فهم كمن أدخل المخيط وأخرجه من اليم: وَيَسْأَلُونَكَ
عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ
قَلِيلاً سورة الإسراء - سورة 17 - آية 85

وَالَّذِينَ جَاهَدُوا
فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ سورة العنكبوت
- سورة 29 - آية 69

والله أعلم

العالم الرباني
سيدي عبيد بن ابراهيم رحيمي
القرآن صالح لكل زمان و مكان....

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر