العالَم الآخر خطوة خطوة , الحلقة 1 : الموت والسؤال في القبر

خاص بمناقشة القضايا الإسلامية من عقيدة، و فكر، و فقه، و فتاوى، الخ.
شارك بالموضوع
ناصح أمين
مشاركات: 4
اشترك: يناير 3rd, 2007, 4:52 pm

يناير 12th, 2007, 3:18 pm


روى الإمام أحمد في مُسنده عن البراء بن عازب رضي اللَّه عنه , قال : خرجْنَا مع رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم إلى جنازة , فجلسَ رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم على القَبْر , وجلسْنَا حَوْلَه كأنَّ على رؤوسنا الطَّيْر , وهو يلحد له , فقال : أعوذُ باللَّه من عذاب القَبْر , ثلاث مرَّات , ثمَّ قال : إنَّ المؤمنَ إذا كانَ في إقبالٍ من الآخرة وانقطاعٍ من الدُّنيا (أي كان في لحظات الموت) , تنزَّلتْ إليه الملائكةُ كأنَّ على وجُوههم الشَّمس , مع كلِّ واحد كَفَنٌ وحنُوط . فجلسُوا منهُ مَدَّ البَصَر , حتَّى إذا خرجتْ روحُه , صلَّى عليه كلُّ مَلَكٍ بينَ السَّماء والأرض وكلُّ مَلَكٍ في السَّماء , وفُتِحتْ له أبوابُ السَّماء , ليس من أهْلِ بابٍ إلاَّ وهُم يَدْعُون اللَّهَ أن يُعْرَج برُوحه من قِبَلِهم . فإذا عُرِجَ برُوحه , قالُوا : رَبِّ , عَبْدُكَ فُلان , فيقُول : أَرْجِعُوه , فإنِّي عهدْتُ إليهم أنِّي منها خلَقْتُهم وفيها أُعِيدُهم ومنها أُخْرِجُهم تارةً أخْرَى .
قال النَّبيّ : فإنَّه (أي الميِّتُ المؤمن) يَسْمعُ خَفْقَ نِعَال أصحابه إذا وَلَّوْا عنه (أي مُباشرةً بعد دَفنه) , فيَأْتيه آتٍ فيقول : مَنْ رَبُّك ؟ ما دِينُك ؟ مَنْ نَبيُّك ؟
(وفي رواية للإمام البخاري عن أنَس رضي اللَّه عنه , قال : أتاه ملَكان فأقْعَداه . وكذلك في روايات أخرى , أنَّ الآتِ هو : مَلَكَان) .
فيقولُ (أي الميِّتُ المؤمن) : رَبِّيَ اللَّه , ودِيني الإسلام , ونَبيِّي محمَّدٌ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم .
فيَنْتَهِرُه (أي الآتِ) , فيقول له : مَنْ رَبُّك ؟ ما دِينُك ؟ مَنْ نَبيُّك ؟
قالَ النَّبيّ : وهي آخر فِتْنَة تُعرَضُ على المؤمن , فذلك حين يقول اللَّه عزَّ وجلَّ : { يُثبِّتُ اللَّهُ الذينَ آمنُوا بالقَوْل الثَّابِت في الحياة الدُّنيا وفي الآخرة } (14- إبراهيم 27) .
فيقولُ (أي الميِّتُ المؤمن) : رَبِّيَ اللَّه , ودِيني الإسلام , ونَبيِّي محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم .
فيقولُ له (أي الآتِ) : صَدَقْت .
ثمَّ يأتيه آتٍ حَسَن الوَجْه , طيِّب الرِّيح (أي طيِّب الرَّائحة) , حَسَن الثِّياب , فيقول : أبْشِرْ بكَرامةٍ من اللَّه ونَعيم مُقيم .
فيقول (أي الميِّتُ المؤمن) : وأنتَ , فبَشَّركَ اللَّهُ بِخَيْر , مَنْ أنت ؟!
فيقول : أنا عمَلُكَ الصَّالح , كنتَ واللَّهِ سريعًا في طاعة اللَّه , بطيئًا عن معصِيَة اللَّه , فجزاكَ اللَّهُ خيرًا .
ثمَّ يُفتَحُ له بابٌ من الجنَّة وبابٌ من النَّار , فيُقال : هذا كان منزلك (أي في النَّار) لَو عصَيْتَ اللَّه , أبْدَلَكَ اللَّهُ به هذا (أي في الجنَّة) .
فإذا رأى ما في الجنَّة , قال : رَبِّ عَجِّلْ قِيَامَ السَّاعة كي أرْجع إلى أهلي ومالي . فيُقالُ له : اسكن .
قال النَّبيّ : وإنَّ الكافرَ إذا كانَ في انقطاعٍ من الدُّنْيا وإقبالٍ من الآخرة (أي في لحظات الموت) , نزلَتْ عليه ملائكةٌ غِلاظٌ شِدادٌ , فانْتَزعُوا روحَه كما يُنْتَزع السَّفُّود الكثير الشّعب من الصُّوف المبْتَلّ , وتُنْزَعُ نَفْسُه مع العُرُوق , فيَلْعَنُه كلُّ مَلَكٍ بين السَّماء والأرض , وكلُّ مَلَكٍ في السَّماء , وتُغْلَق أبوابُ السَّماء , ليسَ من أهل بابٍ إلاَّ وهُم يَدْعُون اللَّه أن لا تُعرجَ روحُه من قِبَلِهم ! فإذا عُرِجَ برُوحه , قالُوا : رَبِّ , فُلان ابن فُلان , عَبْدُك .
قال : أَرْجِعُوه , فإنِّي عهدْتُ إليهم أنِّي منها خلَقْتُهم , وفيها أُعِيدُهم , ومنها أُخْرِجُهم تارةً أخرى .
قال النَّبيّ : فإنَّه (أي الميِّتُ الكافر) لَيَسْمعُ خَفْقَ نِعَال أصحابه إذا وَلَّوْا عنه (أي مُباشرةً بعد دَفنه) , فيَأْتيه آتٍ (وهُما الملَكان) فيقول : مَنْ رَبُّك ؟ ما دِينُك ؟ مَنْ نَبيُّك ؟
فيقول (أي الميِّتُ الكافر) : لا أدْري !
فيقول (أي الملَكان) : لا دَرَيْتَ ولا تلَوْت !
ويأتيه آتٍ قبيح الوجه , قبيح الثِّياب , منتن الرّيح (أي منتن الرَّائحة) , فيقول : أبْشِرْ بِهَوانٍ من اللَّه وعذابٍ مُقيم !
فيقول (أي الميِّتُ الكافر) : وأنتَ , فبشَّركَ اللَّهُ بالشَّرّ , مَنْ أنت ؟!
فيقول : أنا عمَلُك الخبيث , كنتَ بطيئًا عن طاعة اللَّه , سريعًا في معصية اللَّه , فجزاكَ اللَّهُ شرًّا .
قال النَّبيّ : ثمَّ يُقَيَّضُ له (أي للمَيِّت الكافر) أعمى (أي مخلوقًا أعمى) , أصَمّ , أبْكَم , في يَدِه مرزبة , لو ضربَ بها جبلاً لكانَ تُرابًا . فيضْربه ضربةً حتَّى يصير ترابًا . ثمَّ يُعيده اللَّهُ كما كان , فيضْربه ضربة أخرى , فيصيحُ صيحةً يَسمعه كلُّ شيء إلاَّ الثَّقلين .
ثمَّ يُفتَح له (أي للمَيِّت الكافر) بابٌ من النَّار , ويُمهَّدُ من فُرُش النَّار . (مسند الإمام أحمد بن حنبل – الجزء 4 – ص 295 – رقم الحديث 18637) .

انتبه أيّها القارئ الكريم ! واللَّهِ الذي لا إله غيرُه كلُّنا سيمُرُّ بهذا الموقف , ولَنْ يفْلتَ بَشَرٌ من سؤال الملَكَيْن في القبر !
فأمَّا المسلِمُ الصَّالح , فيُثبِّتُه اللَّه , فيُحسِنُ الإجابة , ويفرح فرحًا لا يُوصَف .
وأمَّا الذي يَموتُ على غير الإسلام , فإنَّه يُجيب : لا أدري ! لا أدري ! ويُصابُ برُعْب لا يُوصَف .

يقول اللَّه تعالى : { وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ 93 } (6- الأنعام 93) .
قال الإمام ابنُ كثير في تفسير هذه الآية : إذا احتضَر الكافر (أي غمَرَتْه سكراتُ الموت) , بشَّرتْهُ الملائكة (أي ملَكُ الموت وأعوانه) بالعذاب والنَّكال والسَّلاسل والأغلال والجحيم والحميم وغَضب اللَّه , فتتفرَّق روحُه في جسَده وتأبَى الخروج .
لكن , لا مَفَرَّ مِن قَدَر اللَّه !

ويقول تعالى : { وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ 50 ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ 51 } (8- الأنفال 50-51) .
إنَّ هؤلاء الذين تَضربُ الملائكةُ وجوهَهُم وأدبارَهم , هم بَشَرٌ عاشُوا في هذه الدُّنيا , وكان منهم الرَّئيس الذي لَم يَكُن أحدٌ يجرُؤ أن يتكلَّم أمامه , والمدير الذي كان الكُلُّ يَهابُه , والشَّابَّة التي عاشت مدلَّلة في بيت والدَيْها ولَم تتعوَّد أن يَصرُخ أحدٌ في وجهها , غير أنَّ هؤلاء ماتُوا على غير دين اللَّه , فعرَّضُوا أنفُسَهم إلى هذا الذُّلِّ الشَّديد , يَتبعُه خلودٌ في النَّار وبئس القرار !
ويقول تعالى : { وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ 19 } (50- ق 19) .
ويقول تعالى : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ 185 } (3- آل عمران 185) .
نعم , فمَنْ زُحْزِحَ عن النَّار وأُدْخِلَ الجَنَّةَ فقَدْ فازَ . أسألُ اللَّه أن يشرحَ صدرك للإسلام , لِتكُون من الفائزين .

الحمد للّه أن مَنَّ علَيَّ بنعمة الإسلام , دين العقل والفطرة والمنطق .
ويا ربّ اهد كلّ النّاس لدينك الحقّ فإنّهم لا يعلمون ,
ولو علموا وصدقوا مع أنفسهم لأسلموا .

ناصح أمين
مشاركات: 4
اشترك: يناير 3rd, 2007, 4:52 pm

يناير 12th, 2007, 6:47 pm


الحمد للّه أن مَنَّ علَيَّ بنعمة الإسلام , دين العقل والفطرة والمنطق .
إذا أردتَ أيّها القارئ الكريم أن تعرف كلّ الإجابات عن كلّ ما يشغل بالَك من تساؤلات حول الخالق والكون والدّيانات والكتب المقدّسة والجنّة والنّار , فأنصحك بتحميل الكتاب المناسب مجّانًا من الموقع التّالي :

الطريق إلى الله http://www.allahway.com

وستجد فيه كلّ ما تبحث عنه , مفصَّلا بأسلوب علمي ومنطقي واضح وسهل , ربّما لن تجده في أيّ موضع آخر .
أرجو ألاّ تضيّع هذه الفرصة التي هي الآن بين يديك , حتّى لا تخسر كلّ شيء , فتعضّ حينئذ أصابعك من النّدم .. حيث لا ينفع !

موعدنا في الحلقة الثّانية إن شاء الله
ويا ربّ اهد كلّ النّاس لدينك الحقّ فإنّهم لا يعلمون ,
ولو علموا وصدقوا مع أنفسهم لأسلموا .

slam
مشاركات: 9
اشترك: ديسمبر 23rd, 2006, 12:10 pm
المكان: ام الفحم

فبراير 25th, 2007, 4:24 pm

مرحبااا
رايي في الموضوع:

كثيييييييير مليح وبتمنى انو الناس يصحو على حالهم ليوم الاخره ولوقت السؤال

وشكرا الك


سلامات
ok

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر