من هو الله؟؟؟؟؟؟

خاص بمناقشة القضايا الإسلامية من عقيدة، و فكر، و فقه، و فتاوى، الخ.
شارك بالموضوع
عرب
مشاركات: 3
اشترك: مارس 4th, 2008, 8:36 pm

مارس 6th, 2008, 12:36 pm

من هو الله؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

سؤال نجد الإجابة عليه في سورة الإخلاص من القرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
(قل هو الله أحد* الله الصمد*لم يلد ولم يولد* ولم يكن له كفواً أحد)

تبين هذه السورة أن الله تعالى منفرد بالألهية لم يشاركه أحد من الخلق فيها وتوحيد الألوهية يعني أن نخص الله تعالى بالعبادة والدعاء والخضوع , وتبين السورة أن الله تعالى هو الصمد الذي تحتاج إليه جميع المخلوقات والرب الذي تقصده المخلوقات لقضاء حوائجها وليس أحد من الأصنام أو الآلهة المزعومة من يستطيع ان يتصف بهذة الصفات
وايضا الله ليس له ولد اذن ليس له صاحبة او زوجة
ولم يوجد سبحانه عن طريق التوالد
هذه الصفات تبين أن الله ليس له شبيه ولامثيل
فالمخلوق الضعيف الذي له شبيه ويولد لايمكن أن يكون إله
إن الإله الحق هوالله تعالى الواحد الأحد
لاإله إلا الله*******محمد رسول الله*****عيسى رسول الله

faraj
مشاركات: 249
اشترك: يونيو 16th, 2006, 12:45 am
المكان: yemen

يونيو 4th, 2008, 8:28 am

القرآن لم ينزل على النبي (ص) باللغة المتداولة حاليا
السلام عليكم جميعا

أحييكم تحية قلبية صادقة واليكم مداخلتي

القرآن لم ينزل على النبي (ص) باللغة المتداولة حاليا والمشكلة ليست في تنقيط أو تشكيل المصاحف واليكم هذا البحث الذي قد يساعدكم في الاجابة علي الاسئلة التي تطرح:

لغة النصوص الدينية -الكتب المقدسة والوحي
اللغة تعني تلك المجموعة من الكلمات والألفاظ ، التي يتكلم بها الإنسان ، وينطقها ويتفاهم بها بنو البشر . واللغة هي الأداة التي يُعَبّر بها الإنسان عمّا يدور في نفسه ، ويُصَوّر بها ما يعتمل في أعماقه من أفكارٍ وأحاسيس ، وبواسطتها يستطيع الإنسان أن يتحدّث ويتفاهم مع الآخرين من بني جنسه وهي تتكوّن عادة من نبرات صوتية مختلفة التردّد، تنخفض حيناً ، وترتفع حيناً آخر ، ومن ذلك تنشأ مجموعة أصواتٍ وألفاظ مختلفة ، أو ما نسميه بالكلام . والإنسان عاجزٌ بطبيعته عن التفاهم والتخاطب مع المخلوقات والكائنات الأخرى ، لأنه لا يفهم لغاتها ، ولا يفقه منطقها وأصواتها . واللغة لدى الإنسان هي طريقة التعبير التي يلفظها ويتفاهم بها مع أبناء جنسه من البشر تماماً كما تفعل الكائنات الأخرى على وجه هذه الأرض . فالطفل الصغير عند بداية نطقه لا يجد غير اللغة التي يتكلم بها أهله فيلفظها بالفطرة دون أي عناء . وإنما جاءت لغة الإنسان مميزة خاصة ، لأنه مخلوق كريم أراد له الخالق جلّ وعلا أن يكون مخلوقاً سامياً ذكياً وعاقلاً ولغته تتفق مع مواصفات صوته ، ومع نوع نبراته ، وتتلاءم مع الذبذبات الخاصة التي تحدثها أوتاره الصوتية وتخرجها على شكل كلام .
وقد ورث الإنسان لغته عن أبيه الأول آدم عليه السلام الذي علمه الله سبحانه وتعالى أسماء الأشياء جميعاً وأمَرَهُ أن يخبر الملائكة بأسماء هذه الأشياء ، فأخبرهم بها ، تقول الآية الكريمة :( قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم ، فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيبَ السموات والأرض وأعلم ما تُبدون وما كنتم تكتمون ) . ( آية 33 ، البقرة ) .
إذن ، فآدم أبو البشرية كان يتكلّم منذ أن خُلِق ، وأن الله سبحانه خلق له لغةً وعلّمه إياها ، ووضع له أسماء الأشياء جميعاً وعلّمه إياها أيضاً ، ومن الطبيعي إنه كان يتكلم مع زوجته حواء وإلا كيف أغوته لكي يأكل من الشجرة المحرمة ، أليس عن طريق الإقناع بالكلام عن محاسن هذه الشجرة ، وعن طيب ثمرها ولذته ، وهل يكون إغواء بدون كلام ؟ .
مشكلة اللغة من حيث توظيفها ونقلها وتصريفها للتعبير عن المعاني التجريدية أو الغيبية حقيقة ومجازا يعتبر من أعوص المشاكل وأوعرها مسلكا وأشدها خطورة، وخاصة إذا تعلق الأمر بتوظيف اللغة في مسائل عقدية على رأسها مسألة الصفات الإلهية، وهي صفات منزهة عن التشبيه والتمثيل وعن الحوادث والأعراض ، وعن المادة والصورة. إذ كيف يمكن للغة الإنسانية العادية ذات المنبت الأرضي والنفسي والذاتي والإقليمي أن تصبح لغة سماوية تصوغ الحقائق الغيبية وتوصلها إلى العقول كاملة المعنى وسليمة المبنى دون أن يخل التعبير بها كمبنى لغوي بمضمونها كمعنى غيبي؟
إن السبر والتقسيم العقليين في الإجابة عن هذا التساؤل لا يسع سوى فرضية ضرورية منتخبة من بين الفرضيات الشرطية التالية وهي
إذا كانت اللغة مجرد ظاهر المعنى ومجرد نتيجة تصور حسي فإنها مهما كان وضعها أو صيغتها المتواضع عليها لا تستطيع أن تعبر عن الغيب بمجرد هذه المرجعية في منبتها، وهي المرجعية الأرضية المحضة.
أما إذا كانت نتيجة منبت حسي في الصياغة مع وجود تطلع نفسي للكشف عن الغيبي بسبب الحث الروحي ذي الارتباط بالعالم العلوي وجودا وماهية، فإن هذا التطلع لا يكفي كي يعطينا وصفا دقيقا للغيب خاليا من إسقاطات الحسي على معناه بوجه ما، لأن الروح مكبلة بالجسد ولا تستطيع التخلص من تأثيراته إلا إذا زودت بالعلم الذي لغته من جنس الأمر الذي صدر وجودها به.
يذهب ابن عربي إلى أن القرآن الكريم لم ينزل على النبي (ص) باللغة المتداولة، إنما جاء بلغة رمزية، كما حدث لابن عربي نفسه، لما جاءه أحد الملائكة في المنام بقطعة من أرض ترمز لآيات محددة من كتاب الله عز وجل: «كنت أرى فيما يراه النائم، شخصا من الملائكة، قد ناولني قطعة من أرض متراصة الأجزاء ما لها غبار في عرض شبر وطول شبر وعمق لا نهاية له. فعندما تحصل في يدي أجدها قوله -تعالى-: {وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون للناس عليكم حجة} إلى قوله: {واشكروا لي ولا تكفرون} فكنت أتعجب، ما كُنت أقدر أن أنكر أنها عين هذه الآيات؛ ولا أنكر أنها قطعة أرض! وقيل لي: هكذا أُنزل القرآن، أُنزل على محمد (ص)»19

ويمكننا التعرف على لغات جنوب شبه الجزيرة العربية من خلال النقوش الكثيرة ، التي عرف منها حتى الآن أكثر من عشرة الآف نقش ، وهذه اللغات هي لسان عربي ، ولكنها غير العربية الفصحى المعروفة لدينا الآن ، وقد كُتبت تلك النقوش بخط المُسند ، الذي يتألف من 29 حرفاً أبجدياً أي بزيادة حرف واحد عن الأبجدية العربية الفصحى ، وحسب أشهر الآراء تنتمي هذه الأبجدية إلى الخط الكنعاني .

تتميز اللغة السبئية وملحقاتها بأداة عبارة عن حرف النون يلحق عادة بآخر الكلمات ، تسمى النون الحميرية ، وهي مثل أداة التعريف في اللغة العربية الفصحى . وفي اللغة الليبية القديمة اسماء قبائل تنتهي بحروف النون وهي بمثابة (ال) التعريف الذي هجر في عصور لاحقة مثل : بنو درجين وبنو ورتاجن وبنو مراسن وغيرهم .

اللغة الآرامية هي إحدى اللغات العربية القديمة ، التي اصطلح على تسميتها بالسامية، ومن حيث المصطلحات اللغوية ، هي قريبة من اللغتين الكنعانية والعبرية ، ولكنها أكثر قرباً للسان العربي ، حيث تشترك معها في مصطلحات لغوية والفاظ مشتركة ، ويرى البعض بأن اللغة العربية الفصحى ورثت نفس الحروف الصوتية ، التي تستعملها اللغة الآرامية .
من بين اللغات العربية القديمة بشمال شبه الجزيرة العربية ، التي عثر لها على نقوش كثيرة الثمودية واللحيانية والصفوية والنبطية . لقد كتبت اللغات الثلاث الأولى بالخط المسند ، في حين كتبت اللغة الرابعة بالخط الآرامي .
وقد ظهرت هذه اللغات العربية القديمة بشبه الجزيرة العربية منذ أقدم العصور الموغلة في القدم ، حيث كانت المنطقة تزخر بالعديد من اللغات واللهجات ، ويبدو واضحاً أن السبب في هذا التعدد ، يرجع إلى انقسام القبائل وتوزعها إلى فروع كثيرة . وقد كان لمعيشة هذه القبائل والفروع البعيدة عن بعضها البعض ، بحكم العزلة والهجرة الى مناطق نائية السبب المباشر في إختلافات لغوية ، وظهور لهجات جديدة تكون غير مفهومة لغير المتكلمين بها. ومما لا شك فيه أن تلك اللغات كانت تختلف عن لغة القرآن الكريم ، لدرجة أن أحداً لو قرأ نصاً بهذه اللغات عجز عن فهمه ، وظن أنه يقرأ لغة من لغات الأعاجم ، ولكن هؤلاء وإن اختلفت لغاتهم فإنهم عرب فكل لغات العرب هي لسان عربي وإن اختلفت وتباينت ،
ولذلك فالكتابات التي دُونت في مناطق جنوب شبه الجزيرة العربية وشمالها ، وبعض المناطق الأخرى ، هي كتابات عربية ، وإن اختلفت عن عربيتنا وعن اللسان العربي الفصيح ، وهذا الاختلاف والتباين في اللغات العربية القديمة كان موجوداً منذ أزمان بعيدة ، فقد أشار إلى هذا الاختلاف والتباين كتاب قدماء كثيرون ، منهم من يرجع لفترة ازدهار الحضارة العربية الإسلامية ، ومنهم من يسبق هذه الفترة بقرون عديدة . يقول الطبري في تفسيره بأن العرب إن جمع جميعها اسم عرب ، فهم مختلفو الألسن بالبيان ، متباينو ، المنطق والكلام . وقد كانت بعض هذه الألسن بعيدة بعداً كبيراً عن عربيتنا اليوم ، وخير مثال على ذلك اللغات العربية الجنوبية . وقد أشار إلى هذا التباين والاختلاف في لغات العرب القديمة أيضاً ، مؤلف يوناني عاش في القرن الأول الميلادي ، له كتاب سماه الطواف حول البحر الإريتري (البحر الأحمر) ، ذكر فيه بأن سكان ساحل الحجاز على البحر الأحمر ، والذين كانوا يقيمون بين مدينة (لوك كوماLeuke Kome) وميناء (موزا Muza) ، يتكلمون لهجات مختلفة ولغات متباينة لا يفهمونها عن بعضهم البعض ، وأن بعض هذه اللهجات واللغات بعيدة عن بعضها بعداً كبيراً.
وهذه بأختصار الحقيقة التاريخية التي يجب ان ننطلق منه في بحثنا هذا (العرب قبل بعثة الرسول (ص) كانت تتكلم بلغات مختلفة ومتباينة ولكنها لسان عربي مبين.
الكتب المقدسة:
إن مصطلح (القداسة) أو مصطلح (المقدس)، مصطلح له دور كبير في ضلال وإضلال ملايين البشر في طول التاريخ الإنساني وعرضه ومازال حتى هذه اللحظة، ففي ساحة المقدس تم اقتراف آلاف الجرائم والمجازر الإنسانية والتي تعف وحوش البرية الحيوانية عن اقتراف معشارها وما يزال حتى هذه اللحظة، وانتهكت في ساحة المقدس أغلب الأعراض، واستبيحت كل الحرمات، لما لهذا المصطلح من وقع الرهبة والتعظيم الكبيرين في نفوس الناس، وخاصة العامة والدهماء منهم، فالكتب المقدسة أو الفهم المقدس أو الشخص المقدس أو العلم المقدس أو الشعائر المقدسة أو الثوابت المقدسة، أو الرأي المقدس، أو الفكر المقدس، أو الأماكن المقدسة أو الحروب المقدسة أو غيرها من الأشياء التي ألصقت بها صفة القداسة، ماهية إلا أوهاما وسرابا نخضع بها الآخرين لنستحمرهم ونمتطي بها ظهورهم لتحقيق مآربنا الشخصية العفنة، وما هي إلا فرية وإفكا وأغلالا وقيودا قيد بها شياطين الإنس، الذين لا يعلمون من الناس، فاستعبدوهم بها واستحمروهم واسترهبوهم ومنعوهم من الاقتراب منها أو التفكر فيها أو التساؤل عنها، وإلا لاحقتهم اللعنات وطاردهم الله في الدنيا والآخرة.

قد ينمو إلى ذهن البعض أنني أقصد بالمقدس هنا المقدس الديني فقط، كلا، إن ما أقصده هنا هو المقدس الفكري الديني، والمقدس الفكري اللاديني، فكابوس المقدس ما هو إلا وباء شيطاني إنساني عام مهما كان اسمه أو سمته، يصيب غير المتدين، كما يصيب المتدين سواء بسواء، فكما أن هناك أبشع الجرائم الإنسانية ارتكبت باسم الدين والمقدس الديني وتحت رايته في كل الأديان، فكذلك هناك أبشع الجرائم الإنسانية قد ارتكبت باسم اللادينية، والمقدس اللاديني، فكم من الجرائم قد ارتكبت تحت راية العلمانية المقدسة، والشيوعية المقدسة، والديمقراطية المقدسة، والفاشية المقدسة، والنازية المقدسة، والمصالح المقدسة، وكم من المجازر الآدمية القذرة ارتكبت في الغرب العنصري تحت راية الحضارة والحرية والتمدن والمساواة، وخير شاهد على ذلك ما حدث في الحروب العالمية الأوروبية اللادينية العلمانية الإلحادية في القرن العشرين، هذه الحروب الكونية لم يكن السبب فيها أو المحرض عليها الدين أو المقدس الديني، بل كانت بامتياز باسم اللادين والمقدس اللاديني، ومقدس الأطماع الاقتصادية والتوسعات الاستعمارية.

إن السعادة الحقيقة للبشرية ليست في تقديس ومعرفة الدين وليست في تقديس ومعرفة العلم، وليست في تقديس ومعرفة العقل وليست في تقديس ومعرفة الحرية أو العلمانية أو الديمقراطية أو الشيوعية, إنما السعادة الحقيقة تكمن في تقديس ومعرفة كرامة الإنسان تقديس ومعرفة كينونته وأفضليته على سائر الأشياء، الإنسان أي إنسان ما لم يعتدي على حقوق الآخرين، لكن ما دام هناك نفوس شريرة طامعة حاقدة متسلقة أنانية ساطية محتكرة تجعل من نفسها وصيّة على الدين وعلى العقل وعلى العلم وعلى الحرية وعلى الناس, وتقوم باستخدام الدين والعقل والعلم والحرية لتحقيق مآربها الشخصية ولنفعها الذاتي وتتعالى على الآخرين وتحتقرهم وتذلهم وتستبح حرمتهم وتستحل دمائهم وأموالهم وأعراضهم باسم الدين وباسم العلم وباسم العقل وباسم الحرية والحضارة والمدنية، فلا أمن ولا أمان ولا كرامة ولا سعادة على الإطلاق يمكن أن ينتظرها ذلك الإنسان البائس التعيس لا في الحاضر ولا في المستقبل.

إن الإشكال الحقيقي لا يكمن في الله ولا في الأديان ولا في الكتب الدينية ولا في الأنبياء ولا في العقل ولا في الحداثة ولا في الفكر الناضج الجاد الهادف، ولا في العلمانية ولا في الديمقراطية ولا في الشيوعية، إنما المشكلة الحقيقة تكمن فينا نحن البشر وفي هذه النفس الشريرة التي تسكن فينا، فهذه النفس الشريرة الطامعة، الطاغية، الباغية، الحاقدة، الجاهلة، المستحوذة، المتسلقة، المتنافسة، المتطلعة، الأنانية، سواء حمل هذه النفس الشيطانية الشريرة شخص متدين أو علماني أو ديمقراطي أو عقلاني أو مثقف أو ملحد أيما يكن كنهه أو علمه أو ثقافته أو توجهه أو فكره، هذه النفس الشريرة هي التي تستطيع أن تطوع كل شيء لنيل أطماعها وتطلعاتها، فالنفس تطوع العقل لأغراض شريرة، وتطوع الدين لأغراض شريرة وتطوع الثقافة والفكر والأدب لأغراض شريرة، وتطوع العلمانية والديمقراطية وما يسمى بالحرية وحقوق الإنسان لأغراض شريرة كذلك، فكل شيء في قانون هذه النفس الشريرة قابل لتطويعه لخدمة أغراضها الشخصية الشريرة. فقد يكون العقل مظلوما مع أهل العقل، وقد يكون الدين مظلوما مع رجال الدين، وقد يكون الفكر مظلوما مع أهل الفكر، فرجل الدين الشرير قد يستخدم الدين لسفك الدماء وهتك الأعراض وإضاعة العدالة، وجعل الحق باطلا والباطل حقا، وكذلك يفعل الداعي إلى الديمقراطية، وكذلك يفعل الداعي إلى العلمانية والحرية وحقوق الإنسان، إن غلبت على الفرد تلك النفس الشريرة.

إن اللغو والخلط الذي لحق بكثير من كلمات اللسان العربي، قد عمل على استبدال الدلالات الحقيقة للكثير من الكلمات، بدلالات أخرى تحمل معاني مغايرة تماما للدلالات الأصلية لمعاني الكلمات، مما أثر سلبا على الفكر الديني لدى قطاعات كثيرة من أتباع الأديان المختلفة، وخاصة أتباع الدين الإسلامي، ويمكن أن نضرب مثلا على مدى الخلل الذي أصاب كثيرا من الكلمات التي تم إفراغها من مدلولاتها الأصلية في اللسان العربي، بكلمة (قداسة) التي أفرغت من دلالتها الأصلية، وأصبحت تحمل دلالة محرفة لاغية، فالفعل (قدس)، القاف والدال والسين أصل صحيح يدل على طهر، والطهر، الطاء والراء والميم أصل صحيح في كلام العرب يدل على نقاء وزوال دنس. قال تعالى: (وأنزلنا من السماء ماءً طهوراً). (48_ الفرقان). فالفعل (قدس) يدل في أصل معناه على النقاء والخلو من الدنس، ولا يدل على ما يذهب إليه كثير من الناس في معظم الديانات، فمعظم الناس يظنون أن القداسة صفة تدل على الإلهية والتعالي على الطبيعة البشرية، بمعنى أن الغالبية يظنون أن القداسة أو الشيء المقدس كتابا كان أو كلاما أو شخصا أو مكانا به طبيعة إلهية، ولذلك ينتاب كثير من الناس الشعور بالرهبة والخوف والتعظيم والهيبة تجاه ذلك الشيء الموصوف بالقداسة، فيحجمون عن مدارسته أو تحليله أو مناقشته أو طرح الأسئلة عليه أو المساس به، وذلك خشية الوقوع في الخطيئة تجاه تلك القداسة فيترتب على ذلك الوقوع في ما يسميه الشياطين بالهرطقة أو الفتنة أو البدعة أو الإلحاد، لئلا يلقى ما لا تحمد عقباه في الدنيا والآخرة على حد زعم الشياطين.

ومن هذه الأشياء التي تم وسمها بالقداسة وإلصاق صفة القدسية بها كانت الكتب والرسالات الإلهية التي أوحى الله بها إلى الأنبياء والمرسلين، فأوحى الشياطين إلى أوليائهم أن التوراة والإنجيل والقرآن كلام الله بمعنى أن الله تكلم بها بلسان ناطق وبصوت مسموع وبالتالي فهي ذات طبيعة إلهية تتعالى على الطبيعة البشرية، وبذلك حيل بين الناس وبين تفحص تلك الرسالات، أو مناقشتها أو عقلها أو طرح الأسئلة عليها، وأُلْقِيَ في روع الناس أن ليس لأي إنسان القدرة على كشف الأسرار المقدسة من باطن الكتب المقدسة، وليس لأي إنسان أن يعرف مراد الله الحقيقي من تلك الرسالات، إلا من كان ذو طبيعة مقدسة كقداسة الرسالات الإلهية كما يظن الشياطين. وفريق آخر من الشياطين يؤيدون بشكل كبير إلصاق صفة القداسة بالرسالات الإلهية كي يوهموا الناس بأن المعاني والمقاصد الحقيقة لهذه الرسالات، هي معاني ومقاصد ذات صبغة إلهية مقدسة، وبالتالي لن نتمكن نحن البشر المحدودين من إدراك غايتها ومقاصدها ومعانيها، وكل ما سنصل إليه من فهم هو في نهاية المطاف فهم بشري لا يعبر بالضرورة عن المقاصد الإلهية المقدسة التي يصعب علينا نحن البشر إدراكها أو فهمها أو الوقف عليها، فكل من يريد أن يفهم ما يحلو ولهواه ولحزبه وطائفته ومنهجه وتوجه فليفهم ولا حرج عليه.

إن مشتقات الفعل (قدس) لم ترد في القرآن الكريم إلا في عشرة مواضع، لم يرد في موضع واحد منها أن الله وصف كتابا من كتبه أو رسالة من رسالاته أو شريعة من شرائعه بالقداسة، وهذه هي المواضع العشرة كما وردت في القرآن الكريم على النحو التالي:

الموضع الأول حوار الملائكة مع الله حول خلق آدم حين قالوا:
(وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) (30- البقرة)

وورد في صفة الملاك جبريل في أربعة مواضع، نذكر واحدا منها:
(قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ القُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) (102- النحل)

وورد كصفة للواد الذي كلم الله فيه موسى في موضعين، هما:
(فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ المُقَدَّسِ طُوًى). (12- طه)
(هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ المُقَدَّسِ طُوًى) (16-النازعات)

وورد كصفة للأرض التي أمر الله بني إسرائيل أن يدخلوها مع موسى في موضوع واحد، وهو:
يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21- المائدة)

وورد كاسم لله أسمى به نفسه سبحانه وذلك في موضعين، هما:
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23- الحشر)
(يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ المَلِكِ القُدُّوسِ العَزِيزِ الحَكِيمِ (1- الجمعة)

إذاً، فالقداسة لا تعني إطلاقا أن المقدس له طبيعة إلهية، أو أن له طبيعة متعالية ومغايرة للطبيعة البشرية، ولو كان ذلك كذلك، لما وصف الله به الواد الذي كلم فيه موسى، ولما وصف به الأرض التي أمر موسى قومه بأن يدخلوها، فالقداسة هي حال من النقاء والخلو من الدنس، قد يصف الله به نفسه سبحانه، وقد يصف به قطعة من الأرض أو مكان من الأماكن، ولا يعني أن الأرض المقدسة أو الوادي المقدس، مقدس بذاته، أو نقي بذاته، أو خال من الدنس بذاته، كلا، إنما القداسة أتته بأمر إلهي تشريعي تكليفي للناس بأن يجعلوا من هذه الأرض أو هذا المكان مكانا مقدسا نقيا خاليا من الدنس، لا يقترف فيه إثما أو خطيئة، ويعني هذا أن المكان نفسه لا يستعصى على العصيان فيه أو الخطيئة عليه، وإنما قداسة الأشياء هي أمر إلهي تشريعي تكليفي للناس بأن يجعلوا منه مكانا نقيا خاليا من الدنس والخطايا والعصيان.
إشكاليَّة اللسان العربي
وانطلاقآ من هذه الخلفية التاريخية المُسَلَّم بها، ينطلق المؤرخ الالماني لوكسنبرغ في بحثه اللغوي من عصرٍ يسبِقُ وضعَ قواعدِ اللغةِ العربية على يد سيبَوَيْه (المتوفَّى سنة 795 م) بحوالي مِائةٍ وخمسين عاما، معتبرا أن اللسان العربي الذي أنزل به القرآن يختلف عن العربية التي وضع أسسها مجموعة من النحويين الأعاجم والعرب. ويشكك المؤلف بكفاءة هؤلاء النحويين وبالأخص الأعاجم منهم، الذين يجهلون "اللسان العربي القديم" الذي أنزل به القرآن، مستندا بذلك إلى صاحب "جامع البيان عن تأويل القرآن"، أبي جعفر محمد بن جرير الطبري (839 - 923 م) الذي أدرك الطابع الخاص المميز للغة القرآن، إذ ناشد "أهل اللسان الذين لهم علم باللسان الذي نزل به القرآن... والذين هم أوضحهم برهانا فيما ترجم وبيّن من ذلك... "، أن يتفضلوا بتفسير ما تيسر لهم من قبل علمهم، ومضيفا إلى ذلك: "كائنا من كان ذلك المتأول والمفسّر ".
ويشير لوكسنبرغ إلى أن القرآن هو أول كتاب دوّن باللغة العربية لعدم وجود أي أثر تاريخي لمخطوط سابق ما خلا بعض النقوش النبطية القريبة من العربية. وكان الخط العربي في بداياته كنظيره النبطي مجردا من النقـاط والحركات. يشـهد على ذلـك العديـد من المخطوطات القرآنية وغيرها المحفوظة في المتاحف شرقا وغربا، وآخرها تلك التي اكتشفت في أوائل السبعينات تحت سقف الجامع الكبير بصنعاء. وهناك إجماع على أن النقاط المميزة لاثنين وعشرين حرفا من حروف الأبجدية العربية قد أضيفت إلى النص القرآني في وقت لاحق. إلا أن هناك غموضا حول الزمن الذي تم فيه التنقيط. لكن الملاحظ أن الطبري (القرن التاسع / العاشر ميلادي) قد اعتمد في تفسيره إجمالا على النص الحالي المنقوط.
ويؤكد المؤلف أنه وضع جانبا كل النظريات السابقة الصادرة عن مستشرقين أو عرب في محاولاتهم العديدة لتفسير القرآن انطلاقا من عربية سيبويه وما بعده التي ليست بعربية القرآن، مستندا فقط إلى علم اللسان العربي الذي نزل به القرآن والذي يقضي بقراءة النص وفهمه في إطاره الزمني مجردا من المؤثرات اللاحقة. ولأن المفسرين اعتمدوا على النقل الشفهي اللاحق دون المبالاة باللغة طبقا لإطارها التاريخي، وقعوا في الخطأ ونتج عن ذلك ما يعرف بـ "المقاطع الغامضة" في القرآن واختلافات التفسير والتأويل. ويؤكد لوكسنبرغ بأنه علاوة على "المقاطع الغامضة"، هناك نصوص أخرى في القرآن غير مشكوك قي صحة فهمها العربي حتى الآن، وبيّن البحث أنه ينبغي إعادة قراءتها على ضوء علم اللغة الموضوعي.

ثم أنه من المحقق الآن عندا العلماء أن لسان قريش إنما هو لسان أهل مكة لا لسان أهل الجنة فإن العربية كما هو معلوم إحدى اللغات السامية وهي كأخواتها العبرانية والآرامية والحبشية والسريانية والأشورية وغيرها من اللغات التي هي أقل أهمية ونحن لا ننكر أن اللغة العربية إحدى اللغات القديمة كما أننا نعترف بأن القرآن في بعض فصوله فصيح العبارة وبليغ الأسلوب غير أن علماء اللغة أثبتوا اشتماله على كلمات غير عربية معدولة عن اللغات الأخرى, منها كلمة فرعون مأخوذة من اللسان المصري القديم وكلمتا آدم وعدن مأخوذتان من لغة قديمة تُدعى أكاديان وإبراهيم من لغة الأشوريين وهاروت وماروت والصراط وحول الجن والفردوس مأخوذة من لغة قدماء الفرس وتابوت وطاغوت وزكاة وملكوت من لغة السريان والحواريين من اللغة الأيتوبية وحبر وسكنية وماعون وتوراة وجهنم من ألفاظ اليهود والإنجيل من لغة اليونان, وعليه فكلام القرآن ليس عربياً محضاً وحينئذ لا مانع من أن تكون هذه الكلمات الغير عربية مكتوبة في اللوح المحفوظ إسوة بكلماته العربية ما دام لها الفضل عليها في التعبير عن كثير من معاني القرآن, مع أن هذا يفتقر إلى الإثبات وكما اشتمل القرآن على كلمات غير عربية اشتمل على تراكيب لو وردت في غيره من الكتب لعدها علماء النحو والبيان غلطات لا محالة وهي كثيرة.

قال الأستاذ المشهور ( أغناطيوس غويدي ) - رحمة اللـه تعالى – في كتابه المسمى بـ " المختصر في علم اللغة العربية الجنوبية القديمة " ما يأتي: اعلم أن معرفتنا للسان الذي كان أهل جزيرة العرب الجنوبية يتكلمون به قبل الإسلام إنما هي من النقوش، وكان هذا اللسان يشمل لغات شتى: أي المَعِينية والسَّبئِيّة والقَتَبانِيّة والأَوْسَانِيَّة والحضْرَمِيَّة وغيرها، ونحن نعرف أن تلك (اللهجات) قريبة من اللهجات الحبشية السامية، ونعلم أيضًا أن هناك فرقًا بين العربية الجنوبية والعربية الشمالية، كما أن النصوص التي حفظت لنا اللهجات العربية الجنوبية هي النقوش ، كذلك الحال في اللهجات العربية الشمالية، التي نستطيع أن نميز بين أربعة أنواع منها، وهي اللّحيانية والثمودية والصَّفَوِية والنَّبَطية . وتمتاز اللهجات الثلاث الأولى بخطوطها المشتقة من الخط العربي الجنوبي، بخلاف اللهجة الرابعة المنقوشة بخط آرامي، كما تمتاز اللّحيانية والثمودية والصَّفَوِية أيضًا باشتمالها على كلمات وصيغ مخصوصة ، لا تختلف كثيرًا عن اللغة العربية الفصحى، على حين أن النَّبَطِية هي لهجة آرامية اختلط بها صيغ وكلمات عربية، لأن الناس الذين كتبوها كانوا من العرب العاربة، وأخذوا لغتهم المكتوبة وخطهم المكتوب من الآرام، ولما كانت لهجتهم المتكلم بها هي أقـرب اللهجات العربية إلى لغـة الحجاز استطعنا أن نفهم بسهولة اشتقاق الخط العربي مـن الخط النَّبطي.

في بعض المصادر وجدتُ أَن لغات اليمن وحمير قد فاقتا لغة تميم والحجاز – بالرغم من المكانة السامية لهاتين اللغتين – ففي مؤلفات نشوان الحميري، والهمداني، وابن دريد قد بلغت لغات اليمن وحمير 6 لغات (42) لهجة، في كتاب ( منتخبات في أخبار اليمن من كتاب شمس العلوم، ودواء كلام العرب من الكلوم ) لنشوان الحميري ت 573هـ ،

قد اعترف القرآن بعربيته لا بقرشيته عشر مرات (يوسف آ:2 – الرعد آ: 37 النحل آ : 103 – طه آ : 113 – الزمر آ : 28 – فصلت آ : 3– الشورى آ : 7 – الزخرف آ : 3 – الأَحقاف آ : 12 – الشعراءَ آ : 195 ) يؤيد ذلك ما جاءَ في الحديث :" أُرسل كل نبي إلى أُمته بلسانها "( ) والذين أُرسل إِليهم الرسول هم العرب فيجب أَن يكون القرآن وهو رسالته بلسانهم .
وقد وردت روايات أُخرى تعارض ما سبق وتؤكد أَن القرآن نزل بلغات أُخرى غير لغة قريش، وأَن القرآن حوى خمسين لغة، وأَنه كما نزل بلغة الحجازيين نزل بلغة التميميين، وأَن كثيرا من القبائل العربية قد اشتركت في لغته، كما وردت روايات تعزو الفصاحة إِلى قبائل عربية غير قرشية ومن هذه القبائل: عليا تميم وسفلاها .

إنطلاقا من هذا الإشكال يتمَحْوَر بحثنا هذا حول واقع اللغة ، وبالأخص لغة الكتابة التي كانت منتشرة في مِنطقة الشرق العربي في الفترة التي دُوّن فيها القرآن الكريم. هذه اللغة هي الآرامية، وقد نعتها الإغريق منذ عصر ما قبلَ الميلاد بالسُريانية نِسبة إلى مملكة آشور في بلاد ما بين النهرين وسوريا الطبيعية. وتنتمي أقدم نقوش آرامية اُكتُشِفت حتى الآن إلى القرن التاسع قبل الميلاد. وقد عُرف الآراميون الذين اعتنقوا النصرانية بالسُريان تمييزا عن أبناء أمّتِهم الوثنيين بحيث أَضحى لقب الآرامي مُرادِفا للوثني. والطبرى لا يَذكر في تفسيره الآرامية بل السريانية. وما رفع من شأن اللغة السريانية ترجمة الكتاب المقدس (التوراة والإنجيل) منذ القرن الثاني الميلادي وربما قبله إلى سريانية الرُّهَى، وهي اللغة الآرامية المَحكِيّة في مِنطقة الرُّهَى (وهي أورفا الحالية) الواقعة في شمال غرب بلاد ما بين النهرين. ومع تنصّر الملك أبجَر الخامس، ملك الرُّهَى، في أواخر القرن الثاني الميلادي وانتشار النصرانية على يد السُريان انطِلاقا من سوريا وبلاد الرافدين، أصبحت السريانية بفضل ذلك لغة الكتابة ليس في سوريا وبلادِ ما بين النهرين فحَسْب، بل وتجاوَزتها إلى مناطقَ مجاورة، منها بلاد فارس وشبه الجزيرة العربية. وقد ورد في حديث نَبَوي شريف أن النبي (صلعم ) طلب من زيد بن ثابت الذهاب إلى بلاد الشام لتعلّم السريانية، مما يبيّن لنا أهمية اللغة السريانية في العصر الذي نشأ فيه القرآن الكريم وما بعده. إذ نعلم من تاريخ الأدب العربي اللاحق أن للسريان حظا وافرا في تطوير اللغة العربية الكتابية بما أنجزوه من ترجمات من السريانية واليونانية إلى العربية في العصر العباسي، فأضحَت اللغة العربية بعد السريانية لغةَ الآداب والفلسفة والعلوم. والمعروف أن الآرامية القديمة بدأ تدوينها بحسب النقوش المكتشفة منذ القرن التاسع قبل الميلاد، وأن ملوكَ الفرس اتخذوها لغة دَواوينِهم واستعملوا الخط الآرامي لكتابةِ الفارسية الوسطى (البَهلويّة) كما اتخذها بنو اسرائيل بعد سَبيِـهم إلى بابل لغةً لهم، فدوّنوا بها جُزءا من كتبِهم المقدسة منها كتاب النبي دانيال وتراجمُها. وليست السريانية إلا امتدادا للآرامية القديمة بطابعها المسيحي بعد الميلاد وباتت اللغة الرسمية إلى جانب العربية في العصر الأموي حتى عهد عبد الملك بن مروان (685 – 705 م)، مما يبيّن الاتصال الوثيق الرابط بين العربية والسريانية حتى عصر ما بعد الفتوحات.

الناسخ والمنسوخ والاحرف السبعة
لقد آثار موضوع الناسخ والمنسوخ جدلا كثيرا وتساؤلات أكثر في الأوساط الدينية والفكرية حول مدى عقلانيته ومدى شرعيته الدينية ، وحول مدى وضوح النصوص التي تقع تحت مسمى الناسخ والمنسوخ ، ومدى تخبط الفقهاء المسلمون فيه ، ومدى الاعتراضات التي خرجت تندد بنسبته إلى الله سبحانه ، فمن خلال بحثي ودراستي واستقصائي للحقيقة القرآنية حول هذا الموضوع وجدت أن السادة الفقهاء الكرام ، ما أكاد أن أفرغ من بلية من البلايا التي ألصقوها بالدين الإسلامي، إلا وأجد بلية أفظع منها في انتظاري.

فكان الناسخ والمنسوخ من أفظع البلايا التي ألصقوها بالقرآن الكريم ، والتي تخبط فيها فقهاء الإسلام كثيرا حول تحديد الناسخ من المنسوخ في القرآن ، لدرجة أن الفقهاء الكرام قد جعلوا من الناسخ والمنسوخ أداة أخرى للعب بنصوص القرآن ، حسب أمزجتهم وأهواءهم ، وحسب ما تقتضيه ظروفهم الدنيوية ومصالحهم الشخصية والفكرية ، حتى إن الشيخ بن باز في إحدى فتاويه في الجهاد في موقع بن باز على الإنترنت قال "عند تعذر الجمع بين نصوص القرآن يصار إلى النسخ وعند إمكانية الجمع بين النصوص فلا يصار إلى القول بالنسخ " وقد نقل بن باز هذا الرأي عن بن تيمية أيضا.


لقد اختلف العلماء في المقصود بالأحرف السبعة على نحو خمسة وثلاثين قولا، لا يتسع المقام لذكرها كلها، إلا أن الإجماع يكاد يحصل على أن المراد بالأحرف السبعة ليس القراءات السبع الواردة في متن الشاطبية، ولا أن كل كلمة تقرأ بسبعة وجوه وأحسن تصويب ورد في هذا الحديث هو أن الأحرف السبعة تعني سبع لغات، وراجع فيه الفتوى رقم: 5963 ، ثم راجع الفتوى رقم: 18304 في تواتر القراءات الأخرى.
فشروط قبول القراءة أن توافق لغة العرب مع موافقة رسم المصحف وصحة السند، قال ابن الجزري في النشر: كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالا وصح سندها فهي القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردها ولا يحل إنكارها، بل هي من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ووجب على الناس قبولها، سواء كانت عن الأئمة السبعة أم عن العشرة أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين، ومتى اختل ركن من هذه الأركان الثلاثة أطلق عليها ضعيفة أو شاذة أو باطلة..وقال القرطبي : " وقد اختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولا ذكرها أبو حاتم محمد بن حِبّان السُبْتي "[الجامع لأحكام القرآن ج1 ص 42.].
والعلامة السيوطي الذي نقل كل تلك الوجوه والآراء توصل إلى أن الحديث من المشكل الذي لا يدرى معناه :
" إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف . والمراد به أكثر من ثلاثين قولا حكيتها في الاتفاق والمختار عندي أنه من المتشابه الذي لا يدري تأويله "[شرح السيوطي على النسائي ج2ص152 . ].
قال ابن حبّان : اختلف أهل العلم في معنى الأحرف السبعة على خمسة و ثلاثين قولاً !
" جاء عن ابن عباس قال: نزل القرآن على سبع لغات : منها خمس بلغة العجز من هوازن ويقال لهم " عليا هوازن". ولهذا قال أبو عمرو بن العلاء: أفصح العرب عليا هوازن، وسفلى تميم يعنى بنى دارم.
" وأخرج أبو عبيد من وجه آخر عن ابن عباس قال: نزل القرآن بلغة الكعبين كعب قريش وكعب خزاعة . قيل: وكيف ذلك؟ قال: لأن الدار واحدة، يعنى ان خزاعة كانوا جيران قريش فسهلت عليهم لغتهم.
وقال ابو حاتم السجستانى: نزل بلغة قريش وهذيل وتميم والأزد وربيعة وهوازن وسعد بن بكر. واستنكر ذلك ابن قتيبة وقال: لم ينزل القرآن إلا بلغة قريش ، ورده بقوله " وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه" ، فعلى هذا تكون اللغات السبع فى بطون قريش. وبذلك جزم أبو على الأهوازى.
" وقال أبو عبيد: ليس المراد ان كل كلمة تقرأ على سبع لغات، بل اللغات السبع مفرقة فيه : فبعضه بلغة قريش، وبعضه بلغة هذيل، وبعضه بلغة هوازن، وبعضه بلغة اليمن وغيرهم. قال: وبعض اللغات أسعد به من بعض، وأكثر نصيباً.
والنتيجة الحاسمة بواقع اختلاف اللغات فى القرآن:
أولاً: ان قبائل العرب كانت تتكلم لغات " مختلفة فى الألفاظ والاعراب".
ثانياً: " ان القرآن نزل بلغة قريش ومن جاورهم من العرب الفصحاء - وهذه هى لغة الشعر الجاهلى التى وحدتها زعامة قريش والحج الى كعبة مكة وأسواق العرب، فيها - ثم أبيح للعرب أن يقرأوه بلغاتهم التى جرت عادتهم باستعمالها، على اختلافهم فى الألفاظ والاعراب" وهكذا يكون حديث نزول القرآن على سبعة أحرف انما هو تسجيل واقع القرآن بعد نزوله بلغة قريش، لا تنزيل على سبع لغات مختلفات.

ثالثاً: هذا الواقع فى توزّع القرآن على لغات العرب جعل " اللغات السبع مفرقة فيه: فبعضه بلغة قريش، وبعضه بلغة هذيل، وبعضه بلغة هوازن، وبعضه بلغة اليمن وغيرهم".
رابعاً: إن تفرتق القرآن على لغات العرب على صحة حرفه المنزل؛ وشبهة على اعجاز حرفه المنقول فى الحرف العثمانى.
ويأتى " فيما وقع فيه بغير لغة الحجاز" تأييداً لذلك.
1) بلغة اليمن : وأنتم سامدون: الغناء - الأرائك جمع أريكة: السرير - ولو ألقى معاذيره: دستوره - لا وزر: لا حيل - وزوجناهم بحور: حوراً - لو أردنا أن نتخذ لهواً: امرأة - أتدعون بعلاً: رباً - المرجان: صغار اللؤلؤ - فنقبوا: هربوا - سيل العرم: المسناة.
2) بلغة كنانة :السفهاء: الجهال - خاسئين: صاغرين - شطره: تلقاءَه - لا خلاق: لا نصيب - وجعلكم ملوكاً: أحراراً - قبيلاً: عياناً - معجزين: سابقين - يعزب: يغيب - تركنوا: تميلوا - فجوة: ناحية - موئلاً: ملجأً - مُبلسون: آيسون - دحوراً: طرْداً - الخراصون: الكذابون - أسفاراً: كتباً - أُقتت: جُمعت - كنود: كفور للنعم.
3) بلغة هذيل :الوزر: ولد الولد – الرجز: العذاب - شروا: باعوا - عزموا الطلاق: حققوا - صلداً: نقياً - آناء الليل: ساعاته - فورهم: وجههم - مدراراً: متتابعاً - يجعل لكم فرقاناً: مخرجاً - حَرَض: حض - عيلة: فاقة - وليجة: بطانة - انفروا: اغزوا -
السائحون: الصائمون - العنت: الإثم - فاليوم ننجيك ببدنك: بدرعك - غمة: شبهة - دلوك الشمس: زوالها - شاكلته: ناحيته - رجماً بالغيب: ظنا - لن أجد (تجد) من دونه ملتحدا: ملتجئاً - يخاف هضماً : نقصاً - هامده : مغبرة - واقصد فى مشيك: أسرع - الاجداث: القبور - ثاقب: مضىء - بالهم : حالهم - يهجعون: ينامون - ذنوبا: عذابا - مرغماً: منفسخاً - على ذات ألواح ودسر : المسامير - فى خلق الرحمان من تفاوت : عيب - أرجائها: نواحيها - أطواراً: ألوانا - برداً: نوماً - واجفة: خائفة - مَسغَبة: مجاعة - المبذَر: المسرف.

4) بلغة حمير: فى الكتاب مسطوراً: مكتوباً (وهم يسمون الكتاب: اسطوراً) - تفشلا: تجبُنا - عثر: اطلع - سفاهة ً : جنوناً – زيّلنا : ميزنا - مرجواً: حقيراً - السقاية : الإناء - مسنون : منتن - إمام مبين: كتاب - ينفضون : يحركون - حسبانا: برداً - من الكبر عتياً: تحولاً - مأرب : حاجات – خرجاً: جعلاً - غراماً : بلاءً - الصرح: البيت - أنكر الأصوات: أقبحها - يَتِرَكُم : ينقصكم - مدينين: محاسبين (فالدين بلغته معناه الحساب) - فأخذهم أخذة رابية : شديدة - وبيلاً: شديداً.
5) بلغة جرهم : بحبّار: بمسلّط - مرض : رنا - القطر : النحاس - محشورة: مجموعة - معكوفاً: محبوساً - فباؤوا: استوجبوا - شقاق : ضلال - خيراً: مالاً - كدأب: كأشباه - أدنى ألا تعولوا : تميلوا - يغنوا : يتمتعوا - شرد : نكل - أراذلنا: سفلتنا - عصيب: شديد - لفيفاً: جميعاً - محسوراً: منقطعاً - حدب : جانب - الخلال: السحاب - الودق: المطر - شرذمة: عصابة - ريع : طريق - ينسلون : يخرجون - شوبا : مزجاً - الحبك: الطرائق - سور: الحائط.
6) بلغة أزد شنؤة : لا شية: لا وضح - العَضْل : الحبس (" فلا تعضلوهن" : فلا تحبسوهنّ) - أمة : سنين - الرس : البئر - كاظمين: مكروبين - غسلين : الحار الذى تناهى حره - لوّاحة : حراقة.
7) بلغة مذحج: رفث: الجماع - مقيتاً: مقتدراً - بظاهر من القول: بكذب - الوصيد : الفناء - حقباً: دهراً - الخرطوم : الأنف.
8) بلغة خثعم : تسيمون : ترعون - مريج: منتشر - صفت: مالت - هلوعاً: ضجوراً - شططا: كذباً.
9) بلغة قيس عيلا : نحلة: فريضة - حرج: ضيق - لخاسرون: مضيعون - تفندون: تستهزئون - صياصيهم : حصونهم - تجرون: تنعمون - رجيم: ملعون - يَلتْكُم: ينقصكم.
10) بلغة سعد العشيرة : بنين وحفدة : أختان - كل على مولاه: عيال.
11) بلغة كنده: فجاجاً: طرقاً - وبُسّت الجبال بَسّاً: فتتت - تبتئس: تحزن.
و ما قاله أبو بكر الواسطى فى كتابه (الارشاد): " فى القرآن من اللغات العربية خمسون لغة: لغة قريش وهذيل وكنانة وخثعم والخزرج وأشعر ونمير وقيس عيلان وجرهم واليمن وأزدشنوءة وكندة وتميم وحمير ومدين ونجم وسعد العشيرة وحضرموت وسدوس والعمالقة وأنمار وغسان ومذحج وخزاعة وعطفان وسبأ وعمان وبنو حنيفة وثعلب وطى وعامر بن صعصعة وأوس ومزينة وثقيف وجذام وبلى وعذرة وهوازن والنمر واليمامة.
" ومن غير العربية : الفرس والروم والنبط والحبشة والبربر والسريانية والعبرانية والقبط".
نقول: قد تكون بعض تلك الألفاظ قد دخلت فصحى قريش بتفاعل اختلاط القبائل. ولكن بقاء هذه اللغات العربية غير القرشية فى الحرف العثمانى، بعد تصفية القرآن وتدوينه بلغة قريش، دليل على أن النص المنزل قد تعدل بتلاوة القرآن بجميع لغات العرب قبل تدوينه.
ونعرف من الواسطى ان " كلام قريش سهل لين واضح؛ وكلام العرب وحشى غريب " . ومن الأمثلة التى ينقلونها عن اللغات العربية التى دخلت القرآن نعرف انه دخله كلام وحشى غريب، ليس من فصاحة اللغة القرشية بشىء.

ولقد روى عن ابن عباس، ترجمان القرآن أنه قال: كل القرآن أفهمه إلا أربعاً: غسلين، وحنانا، وأواه، والرقيم. وكان أبو بكر يقول: اى سماء تظلنى، وأى أرض تقلنى، إن أنا قلت فى كتاب الله ما لا أعلم. ونُقل عن أنس أن عمر بن الخطاب قرأ على المنبر " وفاكهة وأبّا" فقال: هذا الفاكهة عرفناه، فما الأب؟ ثم رجع الى نفسه فقال: ان هذا لهو الكلف، يا عمر. ومنه أيضاً ما قيل: ان عمر سأل عن معنى " التخوف" فى قوله " أو يأخذهم على تخوف" ! فيقوم له رجل من هذيل يفسر له الكلمة ويقول: التخوف عندنا: التنقص .

فيما وقع فيه بغير لغة العرب
بدأ السيوطى بحثه بالخلاف فى وقوع الألفاظ الأعجمية فى القرآن، فقال: " اختلفت الأئمة فى وقوع المعرب فى القرآن. فالأكثرون، ومنهم الشافعى وابن جرير (الطبرى) وأبو عبيدة والقاضى أبو بكر (الباقلانى) وابن فارس، على عدم وقوعه فيه ، لقوله تعالى " قرآناً عربياً" ... وذهب آخرون الى وقوعه فيه، وأجابوا عن قوله تعالى قرآناً عربياً بأن الكلمات اليسيرة بغير العربية لا تخرجه عن كونه عربياً.. وأقوى ما رأيته للوقوع – وهو اختيارى – ما أخرجه ابن جرير قال: فى القرآن من كل لسان ...

" وقال ابن سلام – بعد أن حكى القول بالوقوع عن الفقهاء، والمنع عن أهل العربية - والصواب عندى مذهب فيه تصديق القولين جميعاً. وذلك ان هذه الاحرف أصولها أعجمية كما قال الفقهاء؛ لكنها وقعت للعرب فعربتها بألسنتها، وحولتها عن ألفاظ العجم الى ألفاظها، فصارت عربية ، ثم نزل بها القرآن وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب: فمن قال أنها عربية فهو صادق ؛ ومن قال أعجمية فصادق.

أولاً: جدول الكلمات الأعجمية فى القرآن

" وهذا سرد الألفاظ الواردة فى القرآن من ذلك، مرتبة على حروف المعجم" :

أباريق: فارسية. الابريق معناه طريق الماء، أو صب الماء على هينة - أبّ: هو الحشيش بلغة أهل الغرب - ابلعى ماءك: بالحبشية اى ازدرديه؛ اشربى بلغة الهند -

اخلد: أخلد الى الأرض: ركن بالعبرية - الأرائك: السرر بالحبشية - إذ قال ابراهيم لأبيه آزر : قد يكون علماً. وقد يكون غير علم، وهى بلغتهم: آزرًُ، يا مخطئ - أسباط: بالعبرية كالقبائل بلغة العرب - استبرق: الديباج الغليظ بلغة العجم - أسفار: الكتب، بالسريانية. أو بالنبطية - إصرى: عهدى، بالنبطية - أكواب: أكواز، بالنبطية؛ وانها جرار ليست لها عرى – إل : اسم الله تعالى بالنبطية- أليم: موجع، بالزنجية، أو بالعبرانية – إناه: نضجه، بلسان أهل المغرب؛ بلغة البربر – حميم آن: هو الذى انتهى حره بها، بلغة البربر - من عين آنية: اى حارة بها، بلغة البربر - أوّاه: الموقن، بلسان الحبشة؛ أو الرحيم؛ الدعاء، بالعبرية - أوّاب: المسبح، بلسان الحبشة – أوّبى معه: سبحى، بلسان الحبشة - الجاهلية الأولى ؛ فى المكة الآخرة : بالقبطية، والقبط يسمون الآخرة: الأولى؛ والأولى: الآخرة - بطائنها: ظواهرها بالقبطية. وقوله " بطائنها من استبرق" جمع لغتين أجنبيتين - كيل بعير: اى كيل حمار بالعبرية؛ والبعير كل ما يحمل عليه - بيع: البيعة والكنيسة جعلها بعض العلماء فارسيتين تنّور: فارسى معرّب - وليتبروا تتبيرا: تبره، بالنبطية - فناداها من تحتها : اى بطنها، بالنبطية - الجبْت: الشيطان، بالحبشية - جهنم: قيل عجمية؛ وقيل فارسية؛ وقيل عبرانية. أصلها كهنام – حرم: وجب بالحبشية - حصب جهنم: حطب جهنم بالزنجية - وقولوا: حطة: معناه قولوا: صواباً، بلغتهم العبرية - وحواريون: غسالون بالنبطية. وأصله: هوارى - حوب: إثم بلغة الحبشة - دارست (درست): معناه قارأت (قرأت) بلغة اليهود - درى: المضىء بالحبشية - دينار: بالفارسية - راعنا: سب بلغة اليهود (الأصل السريانى: رعنا اى أرعن) - ربانيون: عبرانية أو سريانية (ومعناها العلماء) - ربيون: سريانية - الرحمان: عبرانى، وأصله بالخاء المعجمة - الرس : عجمى، ومعناه البئر - الرقيم: اللوح بالرومية؛ وقيل الكتاب بها ؛ أو الدواة بها - رمزاً: من المعرّب، وهو تحريك الشفتين بالعبرية - واترك البحر رهواً : سهلاً بلغة النبط؛ ساكناً بالسريانية - الروم: هو أعجمى، اسم لهذا الجيل من الناس - زنجبيل: فارسى - السجل: بلغة الحبشة الرجل؛ السجل: الكتاب، فارسى معرب - بحجارة من سجيل : بالفارسية، أولها حجارة وآخرها طين - سجين: غير عربى - سرادق: فارسى معرب، وأصله " سرادر" وهو الدهليز. والصواب انه بالفارسية " سرابرده" أى ستر
الدار - سرياً: نهراً بالسريانية؛ بالنبطية؛ باليونانية - سفرة: قراء بالنبطية - سقر: أعجمية - وادخلوا الباب سجداً : اى مقنّعى الرؤوس بالسريانية - سَكَراً: الخلّ، بلسان الحبشة. (أصله: شكر بالعبرية اى المسكر) - سلسبيل: عجمى - سندس: رقيق الديباج بالفارسية؛ وهو معرب؛ وقيل بالهندية – والفيا سيدها لدى الباب: اى زوجها، بلسان القبط؛ " ولا أعرفها بلغة العرب" - طور سينين: الحسن، بلسان الحبشة. (انه قلب لاسم سيناء، جبل موسى) - سيناء: الحسن بالنبطية (علم لجبل موسى) شطر المسجد: تلقاءَه بلسان الحبش - شهر: انه بالسريانية - الصراط: الطريق بلغة الروم - فصرهنّ: فشققهن بالنبطية؛ قطعهن بالرومية - صلوات: بالعبرانية كنائس اليهود؛ وأصلها "صْلوتا" بالسريانية - طه: يا رجل، بالنبطية، أو بالحبشية - الطاغوت: هو الكاهن بالحبشية - طفق: قصداً بالرومية - طوبى: اسم الجنة بالحبشية؛ وقيل بالهندية - الطور: الجبل بالسريانية، وقيل بالنبطية - طوى: معرب معناه ليلاً؛ وقيل هو رجل بالعبرانية - عبدت بنى اسرائيل: معناه قتلت بلغة النبط - جنات عدن: جنات الكروم، وأعناب بالسريانية؛ وقيل بالرومية - العَرِم: بالحبشية هى المسنات التى تجمع فيها الماء، ثم ينبثق - غساق: البارد المنتن بلسان الترك؛ المنتن بالطحارية - غيض: نقص بلغة الحبشة - فردوس: بستان بالرومية؛ وقيل الكرم بالنبطية وأصله فرداساً - فوم: الحنطة بالعبرية - قراطيس: القرطاس أصله غير عربى - القسط: العدل بالرومية - قسطاس: العدل بالرومية؛ الميزان بلغة الروم - قسورة: الأسد بالحبشية - قِطّنا: كتابنا بالنبطية - قفل: فارسى معرب - القملّ: الدبا، بلسان العبرية والسريانية، " لا أعرفة فى لغة أحد من العرب" - قنطار: انه بالرومية اثنتاعشر ألف وقية؛ بالسريانية ملء جلد ثور ذهباً أو فضة؛ بلغة البربر ألف مثقال؛ ثمانية آلاف مثقال بلسان أهل افريقية - القيوم: لا ينام بالسريانية - كافور: فارسى معرب - كفر عنّا: امحُ عنا، بالنبطية أو بالعبرانية - كفلين: ضعفين بالحبشية - كنز: فارسى معرب - كوّرت: غوّرت بالفارسية - ليْنة: نخلة. " قال الكلبى: لا أعلمها إلا بلسان يهود يثرب" - متكأ: بلسان الحبش الترنج. وقيل هو أعجمى - مرجان: أعجمى - مسك: فارسى - مشكاة: الكوّة بلغة الحبشة - مقاليد: مفاتيح بالفارسية. والاقليد والمقليد فارسى معرب - كتاب مرقوم: مكتوب بالعبرية -
مزجاة: قليلة، بلسان العجم؛ وقيل بلسان القبط - ملكوت: الملك بلسان النبط. (وأصله بالسريانية ملكوتاً) - مناص: فرار بالنبطية - منسأة: العصا بلسان الحبشة - السماء مُنفطر به : ممتلئة به بلسان الحبشة - المُهْل: عكر الزيت بلسان أهل المغرب؛ وقيل بلغة البربر - ناشئة الليل: قيام الليل بالحبشة – نَ: فارسى أصله " أنون" ومعناه: اصنع ما شئت - هدنا: تبنا بالعبرانية - هود: اليهود، أعجمى - يمشون على الأرض هونا: حكماء بالسريانية، وقيل بالعبرانية - هيتَ لك: هلم لك، بالقبطية؛ وقيل بالسريانية؛ وقيل بالحورانية؛ وقيل بالعبرانية وأصله: " هيتلج" اى تعالَ - وراء: أمام بالنبطية، وهى غير عربية - وردة: غير عربية - وزر: الحبل والملجأ بالنبطية – الياقوت: فارسى - لن يحور: لن يرجع، بلغة الحبشة - يسن: يا إنسان بالحبشية؛ وقيل: يا رجل بالحبشية - يصدون. يضجّون بالحبشية - يصهر: ينضج بلسان أهل المغرب - اليمّ: البحر بالسريانية، وقيل بالقبطية - اليهود: أعجمى معرّب، منسوبون الى يهوذا بن يعقوب، بإهمال الدال.

وأنهى السيوطى بقوله: " فهذا ما وقفت عليه من الألفاظ المعربة فى القرآن، بعد الفحص الشديد سنين. ولم تجتمع قبلُ فى كتاب قبل هذا" .
تقييم هذا الواقع القرآنى
فتلك نيّف ومائة كلمة أعجمية دخلت القرآن.
منها ما هو معّرب لأنه لا بديل به فى العربية مثل دينار، ديباج، استبرق، سجيل، الخ. عربوه فاستعرب ودخل الفصحى. ولكن منها ما هو دخيل ، تستغنى عنه العربية بأفصح منه، كقوله: " ابلعى ماءَك" : اشربى؛ " أسفار" : كتب؛ " إصْرى" عهدى؛ " إناه" : نضجه؛ " من عين آنية" : حارة؛ " أوّبى معه" : سبحى؛ " الجبْت" : الشيطان؛ " حصب" : حطب؛ " حوب" : اثم؛ " درى" : مضىء؛ " الرس" : البئر؛ " الرقيم" : الكتاب ؛ " مرقوم" : مكتوب؛ " طه" : يا رجل؛ " يسن" : يا إنسان؛ " غسّاق" : المنتن؛ " قوم" : حنطة ؛ " قسورة" : الأسد - وكم له من مرادفات فى العربية! - " لينة" : نخلة؛ "مشكاة" : كوّة؛ " منسأة" : عصا؛ " ناشئة الليل" : قيام الليل؛ " لن يحور" : لن يرجع؛ " يصدون" : يضجون؛ " يصهر" : ينضج؛ الخ..ومنها ما يشوش المعنى بحرفه العربى، كقوله: " الجاهلية الأولى" الى الآخرة؛ " عبدت بنى اسرائيل" : قتلت؟! " دخلوا الباب سجّداً اى مقنّعى الرؤوس؛ " فناداها من تحتها" : اى من بطنها! " وقولوا: حِطه" اى صواباً؛ " سكراً ورزقاً حسناً " اى مسكراً ورزقاً حسناً؛ " فوم" : الحنطة ؛ " قطناً" : كتابنا! " كفرعنا" أو " كفّر عنهم" : محا - فالله تعالى يمحو الإثم ولا يكفّر عنه! " كيل بعير" اى حمار! الخ ...ومنها ما يزال مستغلقاً لا يُعلم تأويله، مثل سجّين، حَنان، أبّ ...
[/b]

faraj
مشاركات: 249
اشترك: يونيو 16th, 2006, 12:45 am
المكان: yemen

يونيو 4th, 2008, 9:10 am

القرآن لم ينزل على النبي (ص) باللغة المتداولة حاليا

السلام عليكم جميعا
أحييكم تحية قلبية صادقة واليكم مداخلتي

القرآن لم ينزل على النبي (ص) باللغة المتداولة حاليا والمشكلة ليست في تنقيط أو تشكيل المصاحف واليكم هذا البحث الذي قد يساعدكم في الاجابة علي الاسئلة التي تطرح:

لغة النصوص الدينية -الكتب المقدسة والوحي
اللغة تعني تلك المجموعة من الكلمات والألفاظ ، التي يتكلم بها الإنسان ، وينطقها ويتفاهم بها بنو البشر . واللغة هي الأداة التي يُعَبّر بها الإنسان عمّا يدور في نفسه ، ويُصَوّر بها ما يعتمل في أعماقه من أفكارٍ وأحاسيس ، وبواسطتها يستطيع الإنسان أن يتحدّث ويتفاهم مع الآخرين من بني جنسه وهي تتكوّن عادة من نبرات صوتية مختلفة التردّد، تنخفض حيناً ، وترتفع حيناً آخر ، ومن ذلك تنشأ مجموعة أصواتٍ وألفاظ مختلفة ، أو ما نسميه بالكلام . والإنسان عاجزٌ بطبيعته عن التفاهم والتخاطب مع المخلوقات والكائنات الأخرى ، لأنه لا يفهم لغاتها ، ولا يفقه منطقها وأصواتها . واللغة لدى الإنسان هي طريقة التعبير التي يلفظها ويتفاهم بها مع أبناء جنسه من البشر تماماً كما تفعل الكائنات الأخرى على وجه هذه الأرض . فالطفل الصغير عند بداية نطقه لا يجد غير اللغة التي يتكلم بها أهله فيلفظها بالفطرة دون أي عناء . وإنما جاءت لغة الإنسان مميزة خاصة ، لأنه مخلوق كريم أراد له الخالق جلّ وعلا أن يكون مخلوقاً سامياً ذكياً وعاقلاً ولغته تتفق مع مواصفات صوته ، ومع نوع نبراته ، وتتلاءم مع الذبذبات الخاصة التي تحدثها أوتاره الصوتية وتخرجها على شكل كلام .
وقد ورث الإنسان لغته عن أبيه الأول آدم عليه السلام الذي علمه الله سبحانه وتعالى أسماء الأشياء جميعاً وأمَرَهُ أن يخبر الملائكة بأسماء هذه الأشياء ، فأخبرهم بها ، تقول الآية الكريمة :( قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم ، فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيبَ السموات والأرض وأعلم ما تُبدون وما كنتم تكتمون ) . ( آية 33 ، البقرة ) .
إذن ، فآدم أبو البشرية كان يتكلّم منذ أن خُلِق ، وأن الله سبحانه خلق له لغةً وعلّمه إياها ، ووضع له أسماء الأشياء جميعاً وعلّمه إياها أيضاً ، ومن الطبيعي إنه كان يتكلم مع زوجته حواء وإلا كيف أغوته لكي يأكل من الشجرة المحرمة ، أليس عن طريق الإقناع بالكلام عن محاسن هذه الشجرة ، وعن طيب ثمرها ولذته ، وهل يكون إغواء بدون كلام ؟ .
مشكلة اللغة من حيث توظيفها ونقلها وتصريفها للتعبير عن المعاني التجريدية أو الغيبية حقيقة ومجازا يعتبر من أعوص المشاكل وأوعرها مسلكا وأشدها خطورة، وخاصة إذا تعلق الأمر بتوظيف اللغة في مسائل عقدية على رأسها مسألة الصفات الإلهية، وهي صفات منزهة عن التشبيه والتمثيل وعن الحوادث والأعراض ، وعن المادة والصورة. إذ كيف يمكن للغة الإنسانية العادية ذات المنبت الأرضي والنفسي والذاتي والإقليمي أن تصبح لغة سماوية تصوغ الحقائق الغيبية وتوصلها إلى العقول كاملة المعنى وسليمة المبنى دون أن يخل التعبير بها كمبنى لغوي بمضمونها كمعنى غيبي؟
إن السبر والتقسيم العقليين في الإجابة عن هذا التساؤل لا يسع سوى فرضية ضرورية منتخبة من بين الفرضيات الشرطية التالية وهي
إذا كانت اللغة مجرد ظاهر المعنى ومجرد نتيجة تصور حسي فإنها مهما كان وضعها أو صيغتها المتواضع عليها لا تستطيع أن تعبر عن الغيب بمجرد هذه المرجعية في منبتها، وهي المرجعية الأرضية المحضة.
أما إذا كانت نتيجة منبت حسي في الصياغة مع وجود تطلع نفسي للكشف عن الغيبي بسبب الحث الروحي ذي الارتباط بالعالم العلوي وجودا وماهية، فإن هذا التطلع لا يكفي كي يعطينا وصفا دقيقا للغيب خاليا من إسقاطات الحسي على معناه بوجه ما، لأن الروح مكبلة بالجسد ولا تستطيع التخلص من تأثيراته إلا إذا زودت بالعلم الذي لغته من جنس الأمر الذي صدر وجودها به.
يذهب ابن عربي إلى أن القرآن الكريم لم ينزل على النبي (ص) باللغة المتداولة، إنما جاء بلغة رمزية، كما حدث لابن عربي نفسه، لما جاءه أحد الملائكة في المنام بقطعة من أرض ترمز لآيات محددة من كتاب الله عز وجل: «كنت أرى فيما يراه النائم، شخصا من الملائكة، قد ناولني قطعة من أرض متراصة الأجزاء ما لها غبار في عرض شبر وطول شبر وعمق لا نهاية له. فعندما تحصل في يدي أجدها قوله -تعالى-: {وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون للناس عليكم حجة} إلى قوله: {واشكروا لي ولا تكفرون} فكنت أتعجب، ما كُنت أقدر أن أنكر أنها عين هذه الآيات؛ ولا أنكر أنها قطعة أرض! وقيل لي: هكذا أُنزل القرآن، أُنزل على محمد (ص)»19

ويمكننا التعرف على لغات جنوب شبه الجزيرة العربية من خلال النقوش الكثيرة ، التي عرف منها حتى الآن أكثر من عشرة الآف نقش ، وهذه اللغات هي لسان عربي ، ولكنها غير العربية الفصحى المعروفة لدينا الآن ، وقد كُتبت تلك النقوش بخط المُسند ، الذي يتألف من 29 حرفاً أبجدياً أي بزيادة حرف واحد عن الأبجدية العربية الفصحى ، وحسب أشهر الآراء تنتمي هذه الأبجدية إلى الخط الكنعاني .

تتميز اللغة السبئية وملحقاتها بأداة عبارة عن حرف النون يلحق عادة بآخر الكلمات ، تسمى النون الحميرية ، وهي مثل أداة التعريف في اللغة العربية الفصحى . وفي اللغة الليبية القديمة اسماء قبائل تنتهي بحروف النون وهي بمثابة (ال) التعريف الذي هجر في عصور لاحقة مثل : بنو درجين وبنو ورتاجن وبنو مراسن وغيرهم .

اللغة الآرامية هي إحدى اللغات العربية القديمة ، التي اصطلح على تسميتها بالسامية، ومن حيث المصطلحات اللغوية ، هي قريبة من اللغتين الكنعانية والعبرية ، ولكنها أكثر قرباً للسان العربي ، حيث تشترك معها في مصطلحات لغوية والفاظ مشتركة ، ويرى البعض بأن اللغة العربية الفصحى ورثت نفس الحروف الصوتية ، التي تستعملها اللغة الآرامية .
من بين اللغات العربية القديمة بشمال شبه الجزيرة العربية ، التي عثر لها على نقوش كثيرة الثمودية واللحيانية والصفوية والنبطية . لقد كتبت اللغات الثلاث الأولى بالخط المسند ، في حين كتبت اللغة الرابعة بالخط الآرامي .
وقد ظهرت هذه اللغات العربية القديمة بشبه الجزيرة العربية منذ أقدم العصور الموغلة في القدم ، حيث كانت المنطقة تزخر بالعديد من اللغات واللهجات ، ويبدو واضحاً أن السبب في هذا التعدد ، يرجع إلى انقسام القبائل وتوزعها إلى فروع كثيرة . وقد كان لمعيشة هذه القبائل والفروع البعيدة عن بعضها البعض ، بحكم العزلة والهجرة الى مناطق نائية السبب المباشر في إختلافات لغوية ، وظهور لهجات جديدة تكون غير مفهومة لغير المتكلمين بها. ومما لا شك فيه أن تلك اللغات كانت تختلف عن لغة القرآن الكريم ، لدرجة أن أحداً لو قرأ نصاً بهذه اللغات عجز عن فهمه ، وظن أنه يقرأ لغة من لغات الأعاجم ، ولكن هؤلاء وإن اختلفت لغاتهم فإنهم عرب فكل لغات العرب هي لسان عربي وإن اختلفت وتباينت ،
ولذلك فالكتابات التي دُونت في مناطق جنوب شبه الجزيرة العربية وشمالها ، وبعض المناطق الأخرى ، هي كتابات عربية ، وإن اختلفت عن عربيتنا وعن اللسان العربي الفصيح ، وهذا الاختلاف والتباين في اللغات العربية القديمة كان موجوداً منذ أزمان بعيدة ، فقد أشار إلى هذا الاختلاف والتباين كتاب قدماء كثيرون ، منهم من يرجع لفترة ازدهار الحضارة العربية الإسلامية ، ومنهم من يسبق هذه الفترة بقرون عديدة . يقول الطبري في تفسيره بأن العرب إن جمع جميعها اسم عرب ، فهم مختلفو الألسن بالبيان ، متباينو ، المنطق والكلام . وقد كانت بعض هذه الألسن بعيدة بعداً كبيراً عن عربيتنا اليوم ، وخير مثال على ذلك اللغات العربية الجنوبية . وقد أشار إلى هذا التباين والاختلاف في لغات العرب القديمة أيضاً ، مؤلف يوناني عاش في القرن الأول الميلادي ، له كتاب سماه الطواف حول البحر الإريتري (البحر الأحمر) ، ذكر فيه بأن سكان ساحل الحجاز على البحر الأحمر ، والذين كانوا يقيمون بين مدينة (لوك كوماLeuke Kome) وميناء (موزا Muza) ، يتكلمون لهجات مختلفة ولغات متباينة لا يفهمونها عن بعضهم البعض ، وأن بعض هذه اللهجات واللغات بعيدة عن بعضها بعداً كبيراً.
وهذه بأختصار الحقيقة التاريخية التي يجب ان ننطلق منه في بحثنا هذا (العرب قبل بعثة الرسول (ص) كانت تتكلم بلغات مختلفة ومتباينة ولكنها لسان عربي مبين.
الكتب المقدسة:
إن مصطلح (القداسة) أو مصطلح (المقدس)، مصطلح له دور كبير في ضلال وإضلال ملايين البشر في طول التاريخ الإنساني وعرضه ومازال حتى هذه اللحظة، ففي ساحة المقدس تم اقتراف آلاف الجرائم والمجازر الإنسانية والتي تعف وحوش البرية الحيوانية عن اقتراف معشارها وما يزال حتى هذه اللحظة، وانتهكت في ساحة المقدس أغلب الأعراض، واستبيحت كل الحرمات، لما لهذا المصطلح من وقع الرهبة والتعظيم الكبيرين في نفوس الناس، وخاصة العامة والدهماء منهم، فالكتب المقدسة أو الفهم المقدس أو الشخص المقدس أو العلم المقدس أو الشعائر المقدسة أو الثوابت المقدسة، أو الرأي المقدس، أو الفكر المقدس، أو الأماكن المقدسة أو الحروب المقدسة أو غيرها من الأشياء التي ألصقت بها صفة القداسة، ماهية إلا أوهاما وسرابا نخضع بها الآخرين لنستحمرهم ونمتطي بها ظهورهم لتحقيق مآربنا الشخصية العفنة، وما هي إلا فرية وإفكا وأغلالا وقيودا قيد بها شياطين الإنس، الذين لا يعلمون من الناس، فاستعبدوهم بها واستحمروهم واسترهبوهم ومنعوهم من الاقتراب منها أو التفكر فيها أو التساؤل عنها، وإلا لاحقتهم اللعنات وطاردهم الله في الدنيا والآخرة.

قد ينمو إلى ذهن البعض أنني أقصد بالمقدس هنا المقدس الديني فقط، كلا، إن ما أقصده هنا هو المقدس الفكري الديني، والمقدس الفكري اللاديني، فكابوس المقدس ما هو إلا وباء شيطاني إنساني عام مهما كان اسمه أو سمته، يصيب غير المتدين، كما يصيب المتدين سواء بسواء، فكما أن هناك أبشع الجرائم الإنسانية ارتكبت باسم الدين والمقدس الديني وتحت رايته في كل الأديان، فكذلك هناك أبشع الجرائم الإنسانية قد ارتكبت باسم اللادينية، والمقدس اللاديني، فكم من الجرائم قد ارتكبت تحت راية العلمانية المقدسة، والشيوعية المقدسة، والديمقراطية المقدسة، والفاشية المقدسة، والنازية المقدسة، والمصالح المقدسة، وكم من المجازر الآدمية القذرة ارتكبت في الغرب العنصري تحت راية الحضارة والحرية والتمدن والمساواة، وخير شاهد على ذلك ما حدث في الحروب العالمية الأوروبية اللادينية العلمانية الإلحادية في القرن العشرين، هذه الحروب الكونية لم يكن السبب فيها أو المحرض عليها الدين أو المقدس الديني، بل كانت بامتياز باسم اللادين والمقدس اللاديني، ومقدس الأطماع الاقتصادية والتوسعات الاستعمارية.

إن السعادة الحقيقة للبشرية ليست في تقديس ومعرفة الدين وليست في تقديس ومعرفة العلم، وليست في تقديس ومعرفة العقل وليست في تقديس ومعرفة الحرية أو العلمانية أو الديمقراطية أو الشيوعية, إنما السعادة الحقيقة تكمن في تقديس ومعرفة كرامة الإنسان تقديس ومعرفة كينونته وأفضليته على سائر الأشياء، الإنسان أي إنسان ما لم يعتدي على حقوق الآخرين، لكن ما دام هناك نفوس شريرة طامعة حاقدة متسلقة أنانية ساطية محتكرة تجعل من نفسها وصيّة على الدين وعلى العقل وعلى العلم وعلى الحرية وعلى الناس, وتقوم باستخدام الدين والعقل والعلم والحرية لتحقيق مآربها الشخصية ولنفعها الذاتي وتتعالى على الآخرين وتحتقرهم وتذلهم وتستبح حرمتهم وتستحل دمائهم وأموالهم وأعراضهم باسم الدين وباسم العلم وباسم العقل وباسم الحرية والحضارة والمدنية، فلا أمن ولا أمان ولا كرامة ولا سعادة على الإطلاق يمكن أن ينتظرها ذلك الإنسان البائس التعيس لا في الحاضر ولا في المستقبل.

إن الإشكال الحقيقي لا يكمن في الله ولا في الأديان ولا في الكتب الدينية ولا في الأنبياء ولا في العقل ولا في الحداثة ولا في الفكر الناضج الجاد الهادف، ولا في العلمانية ولا في الديمقراطية ولا في الشيوعية، إنما المشكلة الحقيقة تكمن فينا نحن البشر وفي هذه النفس الشريرة التي تسكن فينا، فهذه النفس الشريرة الطامعة، الطاغية، الباغية، الحاقدة، الجاهلة، المستحوذة، المتسلقة، المتنافسة، المتطلعة، الأنانية، سواء حمل هذه النفس الشيطانية الشريرة شخص متدين أو علماني أو ديمقراطي أو عقلاني أو مثقف أو ملحد أيما يكن كنهه أو علمه أو ثقافته أو توجهه أو فكره، هذه النفس الشريرة هي التي تستطيع أن تطوع كل شيء لنيل أطماعها وتطلعاتها، فالنفس تطوع العقل لأغراض شريرة، وتطوع الدين لأغراض شريرة وتطوع الثقافة والفكر والأدب لأغراض شريرة، وتطوع العلمانية والديمقراطية وما يسمى بالحرية وحقوق الإنسان لأغراض شريرة كذلك، فكل شيء في قانون هذه النفس الشريرة قابل لتطويعه لخدمة أغراضها الشخصية الشريرة. فقد يكون العقل مظلوما مع أهل العقل، وقد يكون الدين مظلوما مع رجال الدين، وقد يكون الفكر مظلوما مع أهل الفكر، فرجل الدين الشرير قد يستخدم الدين لسفك الدماء وهتك الأعراض وإضاعة العدالة، وجعل الحق باطلا والباطل حقا، وكذلك يفعل الداعي إلى الديمقراطية، وكذلك يفعل الداعي إلى العلمانية والحرية وحقوق الإنسان، إن غلبت على الفرد تلك النفس الشريرة.

إن اللغو والخلط الذي لحق بكثير من كلمات اللسان العربي، قد عمل على استبدال الدلالات الحقيقة للكثير من الكلمات، بدلالات أخرى تحمل معاني مغايرة تماما للدلالات الأصلية لمعاني الكلمات، مما أثر سلبا على الفكر الديني لدى قطاعات كثيرة من أتباع الأديان المختلفة، وخاصة أتباع الدين الإسلامي، ويمكن أن نضرب مثلا على مدى الخلل الذي أصاب كثيرا من الكلمات التي تم إفراغها من مدلولاتها الأصلية في اللسان العربي، بكلمة (قداسة) التي أفرغت من دلالتها الأصلية، وأصبحت تحمل دلالة محرفة لاغية، فالفعل (قدس)، القاف والدال والسين أصل صحيح يدل على طهر، والطهر، الطاء والراء والميم أصل صحيح في كلام العرب يدل على نقاء وزوال دنس. قال تعالى: (وأنزلنا من السماء ماءً طهوراً). (48_ الفرقان). فالفعل (قدس) يدل في أصل معناه على النقاء والخلو من الدنس، ولا يدل على ما يذهب إليه كثير من الناس في معظم الديانات، فمعظم الناس يظنون أن القداسة صفة تدل على الإلهية والتعالي على الطبيعة البشرية، بمعنى أن الغالبية يظنون أن القداسة أو الشيء المقدس كتابا كان أو كلاما أو شخصا أو مكانا به طبيعة إلهية، ولذلك ينتاب كثير من الناس الشعور بالرهبة والخوف والتعظيم والهيبة تجاه ذلك الشيء الموصوف بالقداسة، فيحجمون عن مدارسته أو تحليله أو مناقشته أو طرح الأسئلة عليه أو المساس به، وذلك خشية الوقوع في الخطيئة تجاه تلك القداسة فيترتب على ذلك الوقوع في ما يسميه الشياطين بالهرطقة أو الفتنة أو البدعة أو الإلحاد، لئلا يلقى ما لا تحمد عقباه في الدنيا والآخرة على حد زعم الشياطين.

ومن هذه الأشياء التي تم وسمها بالقداسة وإلصاق صفة القدسية بها كانت الكتب والرسالات الإلهية التي أوحى الله بها إلى الأنبياء والمرسلين، فأوحى الشياطين إلى أوليائهم أن التوراة والإنجيل والقرآن كلام الله بمعنى أن الله تكلم بها بلسان ناطق وبصوت مسموع وبالتالي فهي ذات طبيعة إلهية تتعالى على الطبيعة البشرية، وبذلك حيل بين الناس وبين تفحص تلك الرسالات، أو مناقشتها أو عقلها أو طرح الأسئلة عليها، وأُلْقِيَ في روع الناس أن ليس لأي إنسان القدرة على كشف الأسرار المقدسة من باطن الكتب المقدسة، وليس لأي إنسان أن يعرف مراد الله الحقيقي من تلك الرسالات، إلا من كان ذو طبيعة مقدسة كقداسة الرسالات الإلهية كما يظن الشياطين. وفريق آخر من الشياطين يؤيدون بشكل كبير إلصاق صفة القداسة بالرسالات الإلهية كي يوهموا الناس بأن المعاني والمقاصد الحقيقة لهذه الرسالات، هي معاني ومقاصد ذات صبغة إلهية مقدسة، وبالتالي لن نتمكن نحن البشر المحدودين من إدراك غايتها ومقاصدها ومعانيها، وكل ما سنصل إليه من فهم هو في نهاية المطاف فهم بشري لا يعبر بالضرورة عن المقاصد الإلهية المقدسة التي يصعب علينا نحن البشر إدراكها أو فهمها أو الوقف عليها، فكل من يريد أن يفهم ما يحلو ولهواه ولحزبه وطائفته ومنهجه وتوجه فليفهم ولا حرج عليه.

إن مشتقات الفعل (قدس) لم ترد في القرآن الكريم إلا في عشرة مواضع، لم يرد في موضع واحد منها أن الله وصف كتابا من كتبه أو رسالة من رسالاته أو شريعة من شرائعه بالقداسة، وهذه هي المواضع العشرة كما وردت في القرآن الكريم على النحو التالي:

الموضع الأول حوار الملائكة مع الله حول خلق آدم حين قالوا:
(وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) (30- البقرة)

وورد في صفة الملاك جبريل في أربعة مواضع، نذكر واحدا منها:
(قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ القُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) (102- النحل)

وورد كصفة للواد الذي كلم الله فيه موسى في موضعين، هما:
(فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ المُقَدَّسِ طُوًى). (12- طه)
(هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ المُقَدَّسِ طُوًى) (16-النازعات)

وورد كصفة للأرض التي أمر الله بني إسرائيل أن يدخلوها مع موسى في موضوع واحد، وهو:
يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21- المائدة)

وورد كاسم لله أسمى به نفسه سبحانه وذلك في موضعين، هما:
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23- الحشر)
(يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ المَلِكِ القُدُّوسِ العَزِيزِ الحَكِيمِ (1- الجمعة)

إذاً، فالقداسة لا تعني إطلاقا أن المقدس له طبيعة إلهية، أو أن له طبيعة متعالية ومغايرة للطبيعة البشرية، ولو كان ذلك كذلك، لما وصف الله به الواد الذي كلم فيه موسى، ولما وصف به الأرض التي أمر موسى قومه بأن يدخلوها، فالقداسة هي حال من النقاء والخلو من الدنس، قد يصف الله به نفسه سبحانه، وقد يصف به قطعة من الأرض أو مكان من الأماكن، ولا يعني أن الأرض المقدسة أو الوادي المقدس، مقدس بذاته، أو نقي بذاته، أو خال من الدنس بذاته، كلا، إنما القداسة أتته بأمر إلهي تشريعي تكليفي للناس بأن يجعلوا من هذه الأرض أو هذا المكان مكانا مقدسا نقيا خاليا من الدنس، لا يقترف فيه إثما أو خطيئة، ويعني هذا أن المكان نفسه لا يستعصى على العصيان فيه أو الخطيئة عليه، وإنما قداسة الأشياء هي أمر إلهي تشريعي تكليفي للناس بأن يجعلوا منه مكانا نقيا خاليا من الدنس والخطايا والعصيان.
إشكاليَّة اللسان العربي
وانطلاقآ من هذه الخلفية التاريخية المُسَلَّم بها، ينطلق المؤرخ الالماني لوكسنبرغ في بحثه اللغوي من عصرٍ يسبِقُ وضعَ قواعدِ اللغةِ العربية على يد سيبَوَيْه (المتوفَّى سنة 795 م) بحوالي مِائةٍ وخمسين عاما، معتبرا أن اللسان العربي الذي أنزل به القرآن يختلف عن العربية التي وضع أسسها مجموعة من النحويين الأعاجم والعرب. ويشكك المؤلف بكفاءة هؤلاء النحويين وبالأخص الأعاجم منهم، الذين يجهلون "اللسان العربي القديم" الذي أنزل به القرآن، مستندا بذلك إلى صاحب "جامع البيان عن تأويل القرآن"، أبي جعفر محمد بن جرير الطبري (839 - 923 م) الذي أدرك الطابع الخاص المميز للغة القرآن، إذ ناشد "أهل اللسان الذين لهم علم باللسان الذي نزل به القرآن... والذين هم أوضحهم برهانا فيما ترجم وبيّن من ذلك... "، أن يتفضلوا بتفسير ما تيسر لهم من قبل علمهم، ومضيفا إلى ذلك: "كائنا من كان ذلك المتأول والمفسّر ".
ويشير لوكسنبرغ إلى أن القرآن هو أول كتاب دوّن باللغة العربية لعدم وجود أي أثر تاريخي لمخطوط سابق ما خلا بعض النقوش النبطية القريبة من العربية. وكان الخط العربي في بداياته كنظيره النبطي مجردا من النقـاط والحركات. يشـهد على ذلـك العديـد من المخطوطات القرآنية وغيرها المحفوظة في المتاحف شرقا وغربا، وآخرها تلك التي اكتشفت في أوائل السبعينات تحت سقف الجامع الكبير بصنعاء. وهناك إجماع على أن النقاط المميزة لاثنين وعشرين حرفا من حروف الأبجدية العربية قد أضيفت إلى النص القرآني في وقت لاحق. إلا أن هناك غموضا حول الزمن الذي تم فيه التنقيط. لكن الملاحظ أن الطبري (القرن التاسع / العاشر ميلادي) قد اعتمد في تفسيره إجمالا على النص الحالي المنقوط.
ويؤكد المؤلف أنه وضع جانبا كل النظريات السابقة الصادرة عن مستشرقين أو عرب في محاولاتهم العديدة لتفسير القرآن انطلاقا من عربية سيبويه وما بعده التي ليست بعربية القرآن، مستندا فقط إلى علم اللسان العربي الذي نزل به القرآن والذي يقضي بقراءة النص وفهمه في إطاره الزمني مجردا من المؤثرات اللاحقة. ولأن المفسرين اعتمدوا على النقل الشفهي اللاحق دون المبالاة باللغة طبقا لإطارها التاريخي، وقعوا في الخطأ ونتج عن ذلك ما يعرف بـ "المقاطع الغامضة" في القرآن واختلافات التفسير والتأويل. ويؤكد لوكسنبرغ بأنه علاوة على "المقاطع الغامضة"، هناك نصوص أخرى في القرآن غير مشكوك قي صحة فهمها العربي حتى الآن، وبيّن البحث أنه ينبغي إعادة قراءتها على ضوء علم اللغة الموضوعي.

ثم أنه من المحقق الآن عندا العلماء أن لسان قريش إنما هو لسان أهل مكة لا لسان أهل الجنة فإن العربية كما هو معلوم إحدى اللغات السامية وهي كأخواتها العبرانية والآرامية والحبشية والسريانية والأشورية وغيرها من اللغات التي هي أقل أهمية ونحن لا ننكر أن اللغة العربية إحدى اللغات القديمة كما أننا نعترف بأن القرآن في بعض فصوله فصيح العبارة وبليغ الأسلوب غير أن علماء اللغة أثبتوا اشتماله على كلمات غير عربية معدولة عن اللغات الأخرى, منها كلمة فرعون مأخوذة من اللسان المصري القديم وكلمتا آدم وعدن مأخوذتان من لغة قديمة تُدعى أكاديان وإبراهيم من لغة الأشوريين وهاروت وماروت والصراط وحول الجن والفردوس مأخوذة من لغة قدماء الفرس وتابوت وطاغوت وزكاة وملكوت من لغة السريان والحواريين من اللغة الأيتوبية وحبر وسكنية وماعون وتوراة وجهنم من ألفاظ اليهود والإنجيل من لغة اليونان, وعليه فكلام القرآن ليس عربياً محضاً وحينئذ لا مانع من أن تكون هذه الكلمات الغير عربية مكتوبة في اللوح المحفوظ إسوة بكلماته العربية ما دام لها الفضل عليها في التعبير عن كثير من معاني القرآن, مع أن هذا يفتقر إلى الإثبات وكما اشتمل القرآن على كلمات غير عربية اشتمل على تراكيب لو وردت في غيره من الكتب لعدها علماء النحو والبيان غلطات لا محالة وهي كثيرة.

قال الأستاذ المشهور ( أغناطيوس غويدي ) - رحمة اللـه تعالى – في كتابه المسمى بـ " المختصر في علم اللغة العربية الجنوبية القديمة " ما يأتي: اعلم أن معرفتنا للسان الذي كان أهل جزيرة العرب الجنوبية يتكلمون به قبل الإسلام إنما هي من النقوش، وكان هذا اللسان يشمل لغات شتى: أي المَعِينية والسَّبئِيّة والقَتَبانِيّة والأَوْسَانِيَّة والحضْرَمِيَّة وغيرها، ونحن نعرف أن تلك (اللهجات) قريبة من اللهجات الحبشية السامية، ونعلم أيضًا أن هناك فرقًا بين العربية الجنوبية والعربية الشمالية، كما أن النصوص التي حفظت لنا اللهجات العربية الجنوبية هي النقوش ، كذلك الحال في اللهجات العربية الشمالية، التي نستطيع أن نميز بين أربعة أنواع منها، وهي اللّحيانية والثمودية والصَّفَوِية والنَّبَطية . وتمتاز اللهجات الثلاث الأولى بخطوطها المشتقة من الخط العربي الجنوبي، بخلاف اللهجة الرابعة المنقوشة بخط آرامي، كما تمتاز اللّحيانية والثمودية والصَّفَوِية أيضًا باشتمالها على كلمات وصيغ مخصوصة ، لا تختلف كثيرًا عن اللغة العربية الفصحى، على حين أن النَّبَطِية هي لهجة آرامية اختلط بها صيغ وكلمات عربية، لأن الناس الذين كتبوها كانوا من العرب العاربة، وأخذوا لغتهم المكتوبة وخطهم المكتوب من الآرام، ولما كانت لهجتهم المتكلم بها هي أقـرب اللهجات العربية إلى لغـة الحجاز استطعنا أن نفهم بسهولة اشتقاق الخط العربي مـن الخط النَّبطي.

في بعض المصادر وجدتُ أَن لغات اليمن وحمير قد فاقتا لغة تميم والحجاز – بالرغم من المكانة السامية لهاتين اللغتين – ففي مؤلفات نشوان الحميري، والهمداني، وابن دريد قد بلغت لغات اليمن وحمير 6 لغات (42) لهجة، في كتاب ( منتخبات في أخبار اليمن من كتاب شمس العلوم، ودواء كلام العرب من الكلوم ) لنشوان الحميري ت 573هـ ،

قد اعترف القرآن بعربيته لا بقرشيته عشر مرات (يوسف آ:2 – الرعد آ: 37 النحل آ : 103 – طه آ : 113 – الزمر آ : 28 – فصلت آ : 3– الشورى آ : 7 – الزخرف آ : 3 – الأَحقاف آ : 12 – الشعراءَ آ : 195 ) يؤيد ذلك ما جاءَ في الحديث :" أُرسل كل نبي إلى أُمته بلسانها "( ) والذين أُرسل إِليهم الرسول هم العرب فيجب أَن يكون القرآن وهو رسالته بلسانهم .
وقد وردت روايات أُخرى تعارض ما سبق وتؤكد أَن القرآن نزل بلغات أُخرى غير لغة قريش، وأَن القرآن حوى خمسين لغة، وأَنه كما نزل بلغة الحجازيين نزل بلغة التميميين، وأَن كثيرا من القبائل العربية قد اشتركت في لغته، كما وردت روايات تعزو الفصاحة إِلى قبائل عربية غير قرشية ومن هذه القبائل: عليا تميم وسفلاها .

إنطلاقا من هذا الإشكال يتمَحْوَر بحثنا هذا حول واقع اللغة ، وبالأخص لغة الكتابة التي كانت منتشرة في مِنطقة الشرق العربي في الفترة التي دُوّن فيها القرآن الكريم. هذه اللغة هي الآرامية، وقد نعتها الإغريق منذ عصر ما قبلَ الميلاد بالسُريانية نِسبة إلى مملكة آشور في بلاد ما بين النهرين وسوريا الطبيعية. وتنتمي أقدم نقوش آرامية اُكتُشِفت حتى الآن إلى القرن التاسع قبل الميلاد. وقد عُرف الآراميون الذين اعتنقوا النصرانية بالسُريان تمييزا عن أبناء أمّتِهم الوثنيين بحيث أَضحى لقب الآرامي مُرادِفا للوثني. والطبرى لا يَذكر في تفسيره الآرامية بل السريانية. وما رفع من شأن اللغة السريانية ترجمة الكتاب المقدس (التوراة والإنجيل) منذ القرن الثاني الميلادي وربما قبله إلى سريانية الرُّهَى، وهي اللغة الآرامية المَحكِيّة في مِنطقة الرُّهَى (وهي أورفا الحالية) الواقعة في شمال غرب بلاد ما بين النهرين. ومع تنصّر الملك أبجَر الخامس، ملك الرُّهَى، في أواخر القرن الثاني الميلادي وانتشار النصرانية على يد السُريان انطِلاقا من سوريا وبلاد الرافدين، أصبحت السريانية بفضل ذلك لغة الكتابة ليس في سوريا وبلادِ ما بين النهرين فحَسْب، بل وتجاوَزتها إلى مناطقَ مجاورة، منها بلاد فارس وشبه الجزيرة العربية. وقد ورد في حديث نَبَوي شريف أن النبي (صلعم ) طلب من زيد بن ثابت الذهاب إلى بلاد الشام لتعلّم السريانية، مما يبيّن لنا أهمية اللغة السريانية في العصر الذي نشأ فيه القرآن الكريم وما بعده. إذ نعلم من تاريخ الأدب العربي اللاحق أن للسريان حظا وافرا في تطوير اللغة العربية الكتابية بما أنجزوه من ترجمات من السريانية واليونانية إلى العربية في العصر العباسي، فأضحَت اللغة العربية بعد السريانية لغةَ الآداب والفلسفة والعلوم. والمعروف أن الآرامية القديمة بدأ تدوينها بحسب النقوش المكتشفة منذ القرن التاسع قبل الميلاد، وأن ملوكَ الفرس اتخذوها لغة دَواوينِهم واستعملوا الخط الآرامي لكتابةِ الفارسية الوسطى (البَهلويّة) كما اتخذها بنو اسرائيل بعد سَبيِـهم إلى بابل لغةً لهم، فدوّنوا بها جُزءا من كتبِهم المقدسة منها كتاب النبي دانيال وتراجمُها. وليست السريانية إلا امتدادا للآرامية القديمة بطابعها المسيحي بعد الميلاد وباتت اللغة الرسمية إلى جانب العربية في العصر الأموي حتى عهد عبد الملك بن مروان (685 – 705 م)، مما يبيّن الاتصال الوثيق الرابط بين العربية والسريانية حتى عصر ما بعد الفتوحات.

الناسخ والمنسوخ والاحرف السبعة
لقد آثار موضوع الناسخ والمنسوخ جدلا كثيرا وتساؤلات أكثر في الأوساط الدينية والفكرية حول مدى عقلانيته ومدى شرعيته الدينية ، وحول مدى وضوح النصوص التي تقع تحت مسمى الناسخ والمنسوخ ، ومدى تخبط الفقهاء المسلمون فيه ، ومدى الاعتراضات التي خرجت تندد بنسبته إلى الله سبحانه ، فمن خلال بحثي ودراستي واستقصائي للحقيقة القرآنية حول هذا الموضوع وجدت أن السادة الفقهاء الكرام ، ما أكاد أن أفرغ من بلية من البلايا التي ألصقوها بالدين الإسلامي، إلا وأجد بلية أفظع منها في انتظاري.

فكان الناسخ والمنسوخ من أفظع البلايا التي ألصقوها بالقرآن الكريم ، والتي تخبط فيها فقهاء الإسلام كثيرا حول تحديد الناسخ من المنسوخ في القرآن ، لدرجة أن الفقهاء الكرام قد جعلوا من الناسخ والمنسوخ أداة أخرى للعب بنصوص القرآن ، حسب أمزجتهم وأهواءهم ، وحسب ما تقتضيه ظروفهم الدنيوية ومصالحهم الشخصية والفكرية ، حتى إن الشيخ بن باز في إحدى فتاويه في الجهاد في موقع بن باز على الإنترنت قال "عند تعذر الجمع بين نصوص القرآن يصار إلى النسخ وعند إمكانية الجمع بين النصوص فلا يصار إلى القول بالنسخ " وقد نقل بن باز هذا الرأي عن بن تيمية أيضا.


لقد اختلف العلماء في المقصود بالأحرف السبعة على نحو خمسة وثلاثين قولا، لا يتسع المقام لذكرها كلها، إلا أن الإجماع يكاد يحصل على أن المراد بالأحرف السبعة ليس القراءات السبع الواردة في متن الشاطبية، ولا أن كل كلمة تقرأ بسبعة وجوه وأحسن تصويب ورد في هذا الحديث هو أن الأحرف السبعة تعني سبع لغات، وراجع فيه الفتوى رقم: 5963 ، ثم راجع الفتوى رقم: 18304 في تواتر القراءات الأخرى.
فشروط قبول القراءة أن توافق لغة العرب مع موافقة رسم المصحف وصحة السند، قال ابن الجزري في النشر: كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالا وصح سندها فهي القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردها ولا يحل إنكارها، بل هي من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ووجب على الناس قبولها، سواء كانت عن الأئمة السبعة أم عن العشرة أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين، ومتى اختل ركن من هذه الأركان الثلاثة أطلق عليها ضعيفة أو شاذة أو باطلة..وقال القرطبي : " وقد اختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولا ذكرها أبو حاتم محمد بن حِبّان السُبْتي "[الجامع لأحكام القرآن ج1 ص 42.].
والعلامة السيوطي الذي نقل كل تلك الوجوه والآراء توصل إلى أن الحديث من المشكل الذي لا يدرى معناه :
" إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف . والمراد به أكثر من ثلاثين قولا حكيتها في الاتفاق والمختار عندي أنه من المتشابه الذي لا يدري تأويله "[شرح السيوطي على النسائي ج2ص152 . ].
قال ابن حبّان : اختلف أهل العلم في معنى الأحرف السبعة على خمسة و ثلاثين قولاً !
" جاء عن ابن عباس قال: نزل القرآن على سبع لغات : منها خمس بلغة العجز من هوازن ويقال لهم " عليا هوازن". ولهذا قال أبو عمرو بن العلاء: أفصح العرب عليا هوازن، وسفلى تميم يعنى بنى دارم.
" وأخرج أبو عبيد من وجه آخر عن ابن عباس قال: نزل القرآن بلغة الكعبين كعب قريش وكعب خزاعة . قيل: وكيف ذلك؟ قال: لأن الدار واحدة، يعنى ان خزاعة كانوا جيران قريش فسهلت عليهم لغتهم.
وقال ابو حاتم السجستانى: نزل بلغة قريش وهذيل وتميم والأزد وربيعة وهوازن وسعد بن بكر. واستنكر ذلك ابن قتيبة وقال: لم ينزل القرآن إلا بلغة قريش ، ورده بقوله " وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه" ، فعلى هذا تكون اللغات السبع فى بطون قريش. وبذلك جزم أبو على الأهوازى.
" وقال أبو عبيد: ليس المراد ان كل كلمة تقرأ على سبع لغات، بل اللغات السبع مفرقة فيه : فبعضه بلغة قريش، وبعضه بلغة هذيل، وبعضه بلغة هوازن، وبعضه بلغة اليمن وغيرهم. قال: وبعض اللغات أسعد به من بعض، وأكثر نصيباً.
والنتيجة الحاسمة بواقع اختلاف اللغات فى القرآن:
أولاً: ان قبائل العرب كانت تتكلم لغات " مختلفة فى الألفاظ والاعراب".
ثانياً: " ان القرآن نزل بلغة قريش ومن جاورهم من العرب الفصحاء - وهذه هى لغة الشعر الجاهلى التى وحدتها زعامة قريش والحج الى كعبة مكة وأسواق العرب، فيها - ثم أبيح للعرب أن يقرأوه بلغاتهم التى جرت عادتهم باستعمالها، على اختلافهم فى الألفاظ والاعراب" وهكذا يكون حديث نزول القرآن على سبعة أحرف انما هو تسجيل واقع القرآن بعد نزوله بلغة قريش، لا تنزيل على سبع لغات مختلفات.

ثالثاً: هذا الواقع فى توزّع القرآن على لغات العرب جعل " اللغات السبع مفرقة فيه: فبعضه بلغة قريش، وبعضه بلغة هذيل، وبعضه بلغة هوازن، وبعضه بلغة اليمن وغيرهم".
رابعاً: إن تفرتق القرآن على لغات العرب على صحة حرفه المنزل؛ وشبهة على اعجاز حرفه المنقول فى الحرف العثمانى.
ويأتى " فيما وقع فيه بغير لغة الحجاز" تأييداً لذلك.
1) بلغة اليمن : وأنتم سامدون: الغناء - الأرائك جمع أريكة: السرير - ولو ألقى معاذيره: دستوره - لا وزر: لا حيل - وزوجناهم بحور: حوراً - لو أردنا أن نتخذ لهواً: امرأة - أتدعون بعلاً: رباً - المرجان: صغار اللؤلؤ - فنقبوا: هربوا - سيل العرم: المسناة.
2) بلغة كنانة :السفهاء: الجهال - خاسئين: صاغرين - شطره: تلقاءَه - لا خلاق: لا نصيب - وجعلكم ملوكاً: أحراراً - قبيلاً: عياناً - معجزين: سابقين - يعزب: يغيب - تركنوا: تميلوا - فجوة: ناحية - موئلاً: ملجأً - مُبلسون: آيسون - دحوراً: طرْداً - الخراصون: الكذابون - أسفاراً: كتباً - أُقتت: جُمعت - كنود: كفور للنعم.
3) بلغة هذيل :الوزر: ولد الولد – الرجز: العذاب - شروا: باعوا - عزموا الطلاق: حققوا - صلداً: نقياً - آناء الليل: ساعاته - فورهم: وجههم - مدراراً: متتابعاً - يجعل لكم فرقاناً: مخرجاً - حَرَض: حض - عيلة: فاقة - وليجة: بطانة - انفروا: اغزوا -
السائحون: الصائمون - العنت: الإثم - فاليوم ننجيك ببدنك: بدرعك - غمة: شبهة - دلوك الشمس: زوالها - شاكلته: ناحيته - رجماً بالغيب: ظنا - لن أجد (تجد) من دونه ملتحدا: ملتجئاً - يخاف هضماً : نقصاً - هامده : مغبرة - واقصد فى مشيك: أسرع - الاجداث: القبور - ثاقب: مضىء - بالهم : حالهم - يهجعون: ينامون - ذنوبا: عذابا - مرغماً: منفسخاً - على ذات ألواح ودسر : المسامير - فى خلق الرحمان من تفاوت : عيب - أرجائها: نواحيها - أطواراً: ألوانا - برداً: نوماً - واجفة: خائفة - مَسغَبة: مجاعة - المبذَر: المسرف.

4) بلغة حمير: فى الكتاب مسطوراً: مكتوباً (وهم يسمون الكتاب: اسطوراً) - تفشلا: تجبُنا - عثر: اطلع - سفاهة ً : جنوناً – زيّلنا : ميزنا - مرجواً: حقيراً - السقاية : الإناء - مسنون : منتن - إمام مبين: كتاب - ينفضون : يحركون - حسبانا: برداً - من الكبر عتياً: تحولاً - مأرب : حاجات – خرجاً: جعلاً - غراماً : بلاءً - الصرح: البيت - أنكر الأصوات: أقبحها - يَتِرَكُم : ينقصكم - مدينين: محاسبين (فالدين بلغته معناه الحساب) - فأخذهم أخذة رابية : شديدة - وبيلاً: شديداً.
5) بلغة جرهم : بحبّار: بمسلّط - مرض : رنا - القطر : النحاس - محشورة: مجموعة - معكوفاً: محبوساً - فباؤوا: استوجبوا - شقاق : ضلال - خيراً: مالاً - كدأب: كأشباه - أدنى ألا تعولوا : تميلوا - يغنوا : يتمتعوا - شرد : نكل - أراذلنا: سفلتنا - عصيب: شديد - لفيفاً: جميعاً - محسوراً: منقطعاً - حدب : جانب - الخلال: السحاب - الودق: المطر - شرذمة: عصابة - ريع : طريق - ينسلون : يخرجون - شوبا : مزجاً - الحبك: الطرائق - سور: الحائط.
6) بلغة أزد شنؤة : لا شية: لا وضح - العَضْل : الحبس (" فلا تعضلوهن" : فلا تحبسوهنّ) - أمة : سنين - الرس : البئر - كاظمين: مكروبين - غسلين : الحار الذى تناهى حره - لوّاحة : حراقة.
7) بلغة مذحج: رفث: الجماع - مقيتاً: مقتدراً - بظاهر من القول: بكذب - الوصيد : الفناء - حقباً: دهراً - الخرطوم : الأنف.
8) بلغة خثعم : تسيمون : ترعون - مريج: منتشر - صفت: مالت - هلوعاً: ضجوراً - شططا: كذباً.
9) بلغة قيس عيلا : نحلة: فريضة - حرج: ضيق - لخاسرون: مضيعون - تفندون: تستهزئون - صياصيهم : حصونهم - تجرون: تنعمون - رجيم: ملعون - يَلتْكُم: ينقصكم.
10) بلغة سعد العشيرة : بنين وحفدة : أختان - كل على مولاه: عيال.
11) بلغة كنده: فجاجاً: طرقاً - وبُسّت الجبال بَسّاً: فتتت - تبتئس: تحزن.
و ما قاله أبو بكر الواسطى فى كتابه (الارشاد): " فى القرآن من اللغات العربية خمسون لغة: لغة قريش وهذيل وكنانة وخثعم والخزرج وأشعر ونمير وقيس عيلان وجرهم واليمن وأزدشنوءة وكندة وتميم وحمير ومدين ونجم وسعد العشيرة وحضرموت وسدوس والعمالقة وأنمار وغسان ومذحج وخزاعة وعطفان وسبأ وعمان وبنو حنيفة وثعلب وطى وعامر بن صعصعة وأوس ومزينة وثقيف وجذام وبلى وعذرة وهوازن والنمر واليمامة.
" ومن غير العربية : الفرس والروم والنبط والحبشة والبربر والسريانية والعبرانية والقبط".
نقول: قد تكون بعض تلك الألفاظ قد دخلت فصحى قريش بتفاعل اختلاط القبائل. ولكن بقاء هذه اللغات العربية غير القرشية فى الحرف العثمانى، بعد تصفية القرآن وتدوينه بلغة قريش، دليل على أن النص المنزل قد تعدل بتلاوة القرآن بجميع لغات العرب قبل تدوينه.
ونعرف من الواسطى ان " كلام قريش سهل لين واضح؛ وكلام العرب وحشى غريب " . ومن الأمثلة التى ينقلونها عن اللغات العربية التى دخلت القرآن نعرف انه دخله كلام وحشى غريب، ليس من فصاحة اللغة القرشية بشىء.

ولقد روى عن ابن عباس، ترجمان القرآن أنه قال: كل القرآن أفهمه إلا أربعاً: غسلين، وحنانا، وأواه، والرقيم. وكان أبو بكر يقول: اى سماء تظلنى، وأى أرض تقلنى، إن أنا قلت فى كتاب الله ما لا أعلم. ونُقل عن أنس أن عمر بن الخطاب قرأ على المنبر " وفاكهة وأبّا" فقال: هذا الفاكهة عرفناه، فما الأب؟ ثم رجع الى نفسه فقال: ان هذا لهو الكلف، يا عمر. ومنه أيضاً ما قيل: ان عمر سأل عن معنى " التخوف" فى قوله " أو يأخذهم على تخوف" ! فيقوم له رجل من هذيل يفسر له الكلمة ويقول: التخوف عندنا: التنقص .

فيما وقع فيه بغير لغة العرب
بدأ السيوطى بحثه بالخلاف فى وقوع الألفاظ الأعجمية فى القرآن، فقال: " اختلفت الأئمة فى وقوع المعرب فى القرآن. فالأكثرون، ومنهم الشافعى وابن جرير (الطبرى) وأبو عبيدة والقاضى أبو بكر (الباقلانى) وابن فارس، على عدم وقوعه فيه ، لقوله تعالى " قرآناً عربياً" ... وذهب آخرون الى وقوعه فيه، وأجابوا عن قوله تعالى قرآناً عربياً بأن الكلمات اليسيرة بغير العربية لا تخرجه عن كونه عربياً.. وأقوى ما رأيته للوقوع – وهو اختيارى – ما أخرجه ابن جرير قال: فى القرآن من كل لسان ...

" وقال ابن سلام – بعد أن حكى القول بالوقوع عن الفقهاء، والمنع عن أهل العربية - والصواب عندى مذهب فيه تصديق القولين جميعاً. وذلك ان هذه الاحرف أصولها أعجمية كما قال الفقهاء؛ لكنها وقعت للعرب فعربتها بألسنتها، وحولتها عن ألفاظ العجم الى ألفاظها، فصارت عربية ، ثم نزل بها القرآن وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب: فمن قال أنها عربية فهو صادق ؛ ومن قال أعجمية فصادق.

أولاً: جدول الكلمات الأعجمية فى القرآن

" وهذا سرد الألفاظ الواردة فى القرآن من ذلك، مرتبة على حروف المعجم" :

أباريق: فارسية. الابريق معناه طريق الماء، أو صب الماء على هينة - أبّ: هو الحشيش بلغة أهل الغرب - ابلعى ماءك: بالحبشية اى ازدرديه؛ اشربى بلغة الهند -

اخلد: أخلد الى الأرض: ركن بالعبرية - الأرائك: السرر بالحبشية - إذ قال ابراهيم لأبيه آزر : قد يكون علماً. وقد يكون غير علم، وهى بلغتهم: آزرًُ، يا مخطئ - أسباط: بالعبرية كالقبائل بلغة العرب - استبرق: الديباج الغليظ بلغة العجم - أسفار: الكتب، بالسريانية. أو بالنبطية - إصرى: عهدى، بالنبطية - أكواب: أكواز، بالنبطية؛ وانها جرار ليست لها عرى – إل : اسم الله تعالى بالنبطية- أليم: موجع، بالزنجية، أو بالعبرانية – إناه: نضجه، بلسان أهل المغرب؛ بلغة البربر – حميم آن: هو الذى انتهى حره بها، بلغة البربر - من عين آنية: اى حارة بها، بلغة البربر - أوّاه: الموقن، بلسان الحبشة؛ أو الرحيم؛ الدعاء، بالعبرية - أوّاب: المسبح، بلسان الحبشة – أوّبى معه: سبحى، بلسان الحبشة - الجاهلية الأولى ؛ فى المكة الآخرة : بالقبطية، والقبط يسمون الآخرة: الأولى؛ والأولى: الآخرة - بطائنها: ظواهرها بالقبطية. وقوله " بطائنها من استبرق" جمع لغتين أجنبيتين - كيل بعير: اى كيل حمار بالعبرية؛ والبعير كل ما يحمل عليه - بيع: البيعة والكنيسة جعلها بعض العلماء فارسيتين تنّور: فارسى معرّب - وليتبروا تتبيرا: تبره، بالنبطية - فناداها من تحتها : اى بطنها، بالنبطية - الجبْت: الشيطان، بالحبشية - جهنم: قيل عجمية؛ وقيل فارسية؛ وقيل عبرانية. أصلها كهنام – حرم: وجب بالحبشية - حصب جهنم: حطب جهنم بالزنجية - وقولوا: حطة: معناه قولوا: صواباً، بلغتهم العبرية - وحواريون: غسالون بالنبطية. وأصله: هوارى - حوب: إثم بلغة الحبشة - دارست (درست): معناه قارأت (قرأت) بلغة اليهود - درى: المضىء بالحبشية - دينار: بالفارسية - راعنا: سب بلغة اليهود (الأصل السريانى: رعنا اى أرعن) - ربانيون: عبرانية أو سريانية (ومعناها العلماء) - ربيون: سريانية - الرحمان: عبرانى، وأصله بالخاء المعجمة - الرس : عجمى، ومعناه البئر - الرقيم: اللوح بالرومية؛ وقيل الكتاب بها ؛ أو الدواة بها - رمزاً: من المعرّب، وهو تحريك الشفتين بالعبرية - واترك البحر رهواً : سهلاً بلغة النبط؛ ساكناً بالسريانية - الروم: هو أعجمى، اسم لهذا الجيل من الناس - زنجبيل: فارسى - السجل: بلغة الحبشة الرجل؛ السجل: الكتاب، فارسى معرب - بحجارة من سجيل : بالفارسية، أولها حجارة وآخرها طين - سجين: غير عربى - سرادق: فارسى معرب، وأصله " سرادر" وهو الدهليز. والصواب انه بالفارسية " سرابرده" أى ستر
الدار - سرياً: نهراً بالسريانية؛ بالنبطية؛ باليونانية - سفرة: قراء بالنبطية - سقر: أعجمية - وادخلوا الباب سجداً : اى مقنّعى الرؤوس بالسريانية - سَكَراً: الخلّ، بلسان الحبشة. (أصله: شكر بالعبرية اى المسكر) - سلسبيل: عجمى - سندس: رقيق الديباج بالفارسية؛ وهو معرب؛ وقيل بالهندية – والفيا سيدها لدى الباب: اى زوجها، بلسان القبط؛ " ولا أعرفها بلغة العرب" - طور سينين: الحسن، بلسان الحبشة. (انه قلب لاسم سيناء، جبل موسى) - سيناء: الحسن بالنبطية (علم لجبل موسى) شطر المسجد: تلقاءَه بلسان الحبش - شهر: انه بالسريانية - الصراط: الطريق بلغة الروم - فصرهنّ: فشققهن بالنبطية؛ قطعهن بالرومية - صلوات: بالعبرانية كنائس اليهود؛ وأصلها "صْلوتا" بالسريانية - طه: يا رجل، بالنبطية، أو بالحبشية - الطاغوت: هو الكاهن بالحبشية - طفق: قصداً بالرومية - طوبى: اسم الجنة بالحبشية؛ وقيل بالهندية - الطور: الجبل بالسريانية، وقيل بالنبطية - طوى: معرب معناه ليلاً؛ وقيل هو رجل بالعبرانية - عبدت بنى اسرائيل: معناه قتلت بلغة النبط - جنات عدن: جنات الكروم، وأعناب بالسريانية؛ وقيل بالرومية - العَرِم: بالحبشية هى المسنات التى تجمع فيها الماء، ثم ينبثق - غساق: البارد المنتن بلسان الترك؛ المنتن بالطحارية - غيض: نقص بلغة الحبشة - فردوس: بستان بالرومية؛ وقيل الكرم بالنبطية وأصله فرداساً - فوم: الحنطة بالعبرية - قراطيس: القرطاس أصله غير عربى - القسط: العدل بالرومية - قسطاس: العدل بالرومية؛ الميزان بلغة الروم - قسورة: الأسد بالحبشية - قِطّنا: كتابنا بالنبطية - قفل: فارسى معرب - القملّ: الدبا، بلسان العبرية والسريانية، " لا أعرفة فى لغة أحد من العرب" - قنطار: انه بالرومية اثنتاعشر ألف وقية؛ بالسريانية ملء جلد ثور ذهباً أو فضة؛ بلغة البربر ألف مثقال؛ ثمانية آلاف مثقال بلسان أهل افريقية - القيوم: لا ينام بالسريانية - كافور: فارسى معرب - كفر عنّا: امحُ عنا، بالنبطية أو بالعبرانية - كفلين: ضعفين بالحبشية - كنز: فارسى معرب - كوّرت: غوّرت بالفارسية - ليْنة: نخلة. " قال الكلبى: لا أعلمها إلا بلسان يهود يثرب" - متكأ: بلسان الحبش الترنج. وقيل هو أعجمى - مرجان: أعجمى - مسك: فارسى - مشكاة: الكوّة بلغة الحبشة - مقاليد: مفاتيح بالفارسية. والاقليد والمقليد فارسى معرب - كتاب مرقوم: مكتوب بالعبرية -
مزجاة: قليلة، بلسان العجم؛ وقيل بلسان القبط - ملكوت: الملك بلسان النبط. (وأصله بالسريانية ملكوتاً) - مناص: فرار بالنبطية - منسأة: العصا بلسان الحبشة - السماء مُنفطر به : ممتلئة به بلسان الحبشة - المُهْل: عكر الزيت بلسان أهل المغرب؛ وقيل بلغة البربر - ناشئة الليل: قيام الليل بالحبشة – نَ: فارسى أصله " أنون" ومعناه: اصنع ما شئت - هدنا: تبنا بالعبرانية - هود: اليهود، أعجمى - يمشون على الأرض هونا: حكماء بالسريانية، وقيل بالعبرانية - هيتَ لك: هلم لك، بالقبطية؛ وقيل بالسريانية؛ وقيل بالحورانية؛ وقيل بالعبرانية وأصله: " هيتلج" اى تعالَ - وراء: أمام بالنبطية، وهى غير عربية - وردة: غير عربية - وزر: الحبل والملجأ بالنبطية – الياقوت: فارسى - لن يحور: لن يرجع، بلغة الحبشة - يسن: يا إنسان بالحبشية؛ وقيل: يا رجل بالحبشية - يصدون. يضجّون بالحبشية - يصهر: ينضج بلسان أهل المغرب - اليمّ: البحر بالسريانية، وقيل بالقبطية - اليهود: أعجمى معرّب، منسوبون الى يهوذا بن يعقوب، بإهمال الدال.

وأنهى السيوطى بقوله: " فهذا ما وقفت عليه من الألفاظ المعربة فى القرآن، بعد الفحص الشديد سنين. ولم تجتمع قبلُ فى كتاب قبل هذا" .
تقييم هذا الواقع القرآنى
فتلك نيّف ومائة كلمة أعجمية دخلت القرآن.
منها ما هو معّرب لأنه لا بديل به فى العربية مثل دينار، ديباج، استبرق، سجيل، الخ. عربوه فاستعرب ودخل الفصحى. ولكن منها ما هو دخيل ، تستغنى عنه العربية بأفصح منه، كقوله: " ابلعى ماءَك" : اشربى؛ " أسفار" : كتب؛ " إصْرى" عهدى؛ " إناه" : نضجه؛ " من عين آنية" : حارة؛ " أوّبى معه" : سبحى؛ " الجبْت" : الشيطان؛ " حصب" : حطب؛ " حوب" : اثم؛ " درى" : مضىء؛ " الرس" : البئر؛ " الرقيم" : الكتاب ؛ " مرقوم" : مكتوب؛ " طه" : يا رجل؛ " يسن" : يا إنسان؛ " غسّاق" : المنتن؛ " قوم" : حنطة ؛ " قسورة" : الأسد - وكم له من مرادفات فى العربية! - " لينة" : نخلة؛ "مشكاة" : كوّة؛ " منسأة" : عصا؛ " ناشئة الليل" : قيام الليل؛ " لن يحور" : لن يرجع؛ " يصدون" : يضجون؛ " يصهر" : ينضج؛ الخ..ومنها ما يشوش المعنى بحرفه العربى، كقوله: " الجاهلية الأولى" الى الآخرة؛ " عبدت بنى اسرائيل" : قتلت؟! " دخلوا الباب سجّداً اى مقنّعى الرؤوس؛ " فناداها من تحتها" : اى من بطنها! " وقولوا: حِطه" اى صواباً؛ " سكراً ورزقاً حسناً " اى مسكراً ورزقاً حسناً؛ " فوم" : الحنطة ؛ " قطناً" : كتابنا! " كفرعنا" أو " كفّر عنهم" : محا - فالله تعالى يمحو الإثم ولا يكفّر عنه! " كيل بعير" اى حمار! الخ ...ومنها ما يزال مستغلقاً لا يُعلم تأويله، مثل سجّين، حَنان، أبّ ...

رشدية
مشاركات: 44
اشترك: يناير 15th, 2008, 12:08 am

يونيو 27th, 2008, 12:28 am

الله..... صمت الشاهد في قلب العابد

الله ليس بشخص!!
انتبه!! فهذه الفكرة هي أعظم سوء فهم في التاريخ كله!
وقد سادت لفترة طويلة إلى درجة أنها أصبحت حقيقية...
حتى الكذبة إذا كررتها باستمرار عبر قرون.. ستصدّقها في النهاية وستظهر لك كأنها حقيقة محققة!

الله هو حضور ونور... ليس شخصاً أو ناطور!!
ولهذا جميع العبادات مجرد غباء ليس إلا...
المطلوب منا هو التعبّد وليس العبادة.... الصلة لا الصلاة....
حتى تصل إلى "كل عمل عبادة"... وفي كل لحظة موت وولادة...

لا يوجد أي شخص تصلّي إليه... ولا توجد أي إمكانية للحوار مع الله...
لأن الكلام أو الحوار ممكن فقط عند وجود شخصين، والله هو حضور وليس شخص...
حضور كشعاع من النور... مثل الجمال.. مثل الفرح...

الله ببساطة يعني الألوهية.... هذه الحقيقة قد دفعت بعض الحكماء إلى إنكار وجود الله....
حيث أرادوا ببساطة أن يركّزوا على أن الله هو صفة وتجربة واختبار...
كأنك تنقّي الذهب بالنار... وليس مجرد حفظ نشرة أخبار!!!

الله إحساس في قلبك مثل الحب والمحبة....
لا تستطيع التحدّث إلى الحب، لكنك تستطيع أن تعيشه...
ولن نحتاج إلى بناء معابد وتماثيل للحب، لكي ننحني ونسجد لها...
هذا سيكون مجرد تفاهات وتمثيليات على الآخرين....
لكن هذا ما كان ولا زال يحدث في كل المعابد والكنائس والجوامع ودور العبادة...


لقد عاش الإنسان حتى الآن تحت سيطرة فكرة أن الله شخص... وقد تسبّبت هذه الفكرة بكارثتين كبيرتين:
أولهما هو ما يُسمى بـ "المؤمن" أي الذي يعتقد بوجود الله في مكان ما في أعالي السماء، ومن واجبه تعظيمه وعبادته... أن يدعو ويصلّي لكي ينعم عليه بالخيرات، وليساعده في تحقيق الرغبات والأمنيات... لكي يعطيه ثروة الحياة الدنيا إضافة إلى جنة الحياة الآخرة.... وهذا مجرّد إضاعة للوقت والجهد ليس إلا....

في الطرف الآخر نجد أن الناس الذين رأوا غباء "المؤمنين" قد أصبحوا مُلحدين أو "كافرين"... وبدؤوا بإنكار وجود الله... وكان معهم حق من وجهة نظر معينة، لكنهم كانوا أيضاً مخطئين... أي ضالّين...
لقد بدؤوا ينكرون ليس وجود الله كشخصية فحسب، بل نكروا حتى تجربة الألوهية... أن تعيش الله ويعيش الله في قلبك...

المؤمن والكافر كلاهما مخطئان!!! والإنسان حالياً بحاجة إلى نظرة جديدة تحرره من كلا هذين السجنين....

الله..... الله هو صمت الشاهد فيك... هو الجمال والسعادة... حالة الابتهاج الداخلية عندما تطير من الفرح...
عندما تبدأ بالنظر إلى الله كألوهية.. سيحدث تغيير كبير في رحلتك الروحية....
عندها ستجد أن الصلاة اختفت وتحوّلت إلى صِلة... ولم نعد مجبرين على أداء الحركات وتعداد الركعات... ستتحول حياتك كلها إلى عبادة من نوع آخر...
ستعيش التعبّد في كل لحظة وهنا يبدأ التأمل... وتأمل ساعة خير من عبادة الدهر بكامله....

الصلاة السائدة بين الناس مجرّد قشور وواجبات تقضيها وانتهى الأمر... وقد استُغلّت كثيراً من قبل معظم رجال الدين الـ"بلا" دين....
كثيراً ما نجد أن فلاناً يصلّي تمثيلاً أمام الآخرين ليظهر بمظهر ملاك قديس.. أما بالواقع فهو نصاب إبليس!
كثير من الجهلاء يسرق ويحتال ويقوم بجميع الأعمال السيئة ثم يذهب إلى الحج... وفوراً خلال بضعة أيام تزول جميع ذنوبه مثل السحر!! ما حجّ إلا ناقتي وإعرابيٌ من البصرة....
نعم.... إن الله غفور رحيم... لكنك يا أخي عندما تقوم بشيء مكرر تكون شيطاناً رجيم!! ولن تحل رحمة الكون والمكوّن عليك........
الله هو البساطة والعفوية لا المُكر والدّهاء.... الله ليس تاجراً لكي تتديّن منه بضعة كيلوغرامات من الآثام... لتردّها بعد فترة بحفنة من الحسنات والعبادات... وسامحنا بالباقي مع المراعاة!!!

الصلاة هي حوار بين شخصين، أي أن بينك وبين الله قطبان مختلفان... علاقة بين اثنين...
لكن الله أقرب إليك من حبل الوريد.... وما وسعني أرض ولا سماء.. وإنما وسعني قلب عبدي المؤمن - الصادق طبعاً....

فكيف نصلّي يا نور السماء؟ كيف نتصل ونحوّل الصلاة إلى صِلة ووَصل؟؟
الطريق واضحة وبسيطة لكنها تحتاج إلى شجاعة... عليك أن تتجه إلى براءة الأطفال فهم موصولون أكثر منا... ولتضيف إليها شيئاً من حكمة الكبار...
اخرج من صندوق أفكارك الضيق.... انسحب من فكرك المشوّش كما تسحب الشعرة من العجين... عندها ستصبح صامتاً بعمق أعماقك...
لا توجد هناك أية ثنائية ولا أي حوار... ولا يوجد حتى حوار مع ذاتك...
اختفت جميع الكلمات والأفكار والخيالات... لم يبق أي رغبة لتطلب إشباعها، ولا أي طموح لتطلب تحقيقه...
لحظة صمت على روحك أنت... واعياً لنفسك هنا والآن....
في ذلك الهدوء... في تلك السكينة يستيقظ الساكن فيك... وتصبح مدركاً لصفة مذهلة في الكون المحيط بك... سترى كل الأشجار والجبال والأنهار والناس محاطين بنور شفاف خفيف جداً... جميعهم يشعّون بالحياة... إنها حياة واحدة لكن بأشكال مختلفة... كونٌ واحد موحّد يزهر بأزهار مختلفة... لكلّ منها لونها وعطرها المميّز...
هذه التجربة: .....هي الله.... وهي من حق كل شخص... لأنك سواء كنتَ مدركاً لها أم لا، فأنت بالأصل جزء منها.. الاحتمال الوحيد هو أنك قد تتذكّرها أو لا تتذكر... وذكّر إنْ نفعَت الذكرى...

الفرق بين الشخص المستنير الحكيم والشخص العادي ليس في النوعية... إنهما متشابهان تماماً..
لكن هناك فقط فرق بسيط هو أن المستنير واعي ومُدرك أن الله موجود في كل الوجود... وأنه متغلغلٌ في أعماق قلبه مثلما هو منتشر في أعلى سماء وأعمق ماء....
المستنير قد تذكّر الذكرى النافعة... واستذكر نبض الكون الأبدي وتناغمَ معه... فرأى أن الكون ليس ميتاً، بل إنه يضجّ بالحب والحياة...... هذه الحياة هي الله!
الشخص العادي ببساطة نائم ومليء بالأحلام... وأحلامه تشكل حواجزاً وأوهام، تمنعه من رؤية حقيقة ذاته.
وطبعاً عندما لا تكون مدركاً لحقيقتك ولا عارفاً لنفسك، فكيف ستعرف حقيقة الآخرين؟؟؟ كيف ستصبح عارفاً بالله؟؟
الاختبار الأول يجب أن يجري داخلك أنت.... وبمجرّد أن ترى النور في الصدور... فيك أنت... ستستطيع رؤيته في كل مكان....



الشخصية سجنٌ يجب أن نحرر الله الذي في فكرنا منها... ويجب أن نحرره من أي شكل أو صورة أو فكرة محددة... عندها فقط يمكن أن يأخذ جميع الأشكال وجميع الأسماء... هذا هو سر الأسماء الحسنى، المتعاكسة في معانيها، لكنها توحي إليك بالاسم المئة... الصمت والفناء وما لا يمكن التعبير عنه بالكلمات..... وسيصبح الله عندها، لا تراه الأبصار ولا تحدّه حدود ولا تدركه العقول.........
عندها يعيش الإنسان في صلاة موصولة دائمة.... لا يصلّي لأنه لا يقطع صلاة... لا يصوم لأنه لا يقطع صوم... لا يحتاج إلى الذهاب إلى الكنيسة أو الجامع... نعم!! أينما تولّوا فثمّ وجه الله.... وطهّر قلبك وصلّي أينما شئت... الإنسان الموصول يحول المكان الذي يجلس فيه إلى مكان مقدّس... وأي عمل يقوم به يصبح عبادة... وروحُ هذا التعبّد تشكل معبده المتنقل....

هنا يتحوّل الجسد إلى معبد... النور البرّاق يحيط بكل جوانبه....
هذا الإنسان هو الإنسان الحقيقي.. هو خليفة الله في الأرض... أينما يجلس، يصبح مكانه مشحوناً بالبركة... أينما يمشي، تخضرّ الدنيا وتتفتح الأزهار... وعندما يلمس شيئاً يتحول إلى ذهب....
عندما يكون صامتاً، صمته معبّرٌ أكثر من ألف كتاب... وعندما يقول كلمة.. تكون هي الجواب ومفتاح كل الأبواب...
عندما يكون وحيداً فوحدته مباركة.... وعندما يتعامل مع الآخرين، فالبركة والنور يحيط بهم جميعاً....
الشيء الأساسي والأكثر أهمية هو أن تتعرّف على جوهرك العميق العتيق.....
لأن فيك سر الكون والأكوان.... وفيك انطوى العالم والعوالم يا إنسان....

عندما أقول لك أن الله حضور وليس شخص، انتبه كثيراً لكلمة "حضور".... لأنك قد تستمر بسماع الكلمة وفق الفكر المشوّش المشفّر.... وربما تحوّل "الحضور" إلى "شيء" أو موضوع محدد، فتعود وتقع في نفس المصيدة مرة أخرى...
الله هو حضور في أعمق نقطة من كيانك وتكوينك.... إنه حضورك أنت ذاتك وليس لقاءً أو اندماجاً مع شخص آخر...
عندما أقول أن الله حضور، فأنا ببساطة أقصد أنه حقيقتك الدّفينة... ذلك المكان الهادئ.. ذلك الفراغ الذي لا يستطيع أي أحد دخوله...
ذلك المكان الخاص الطاهر النقي الذي لم تمسسه يدٌ ولا أفكار.... هو الله.



الــلــهُ... لـلـهُ... لــهُ... ـهُ... هووو............
الله كلمة فيها أسرار وأذكار... أربع حروف وأربع زوايا... نعم بعلم الأرقام رقم هام جداً....
وإذا قسمناها يبقى في النهاية النفَس: هوووو.............
إنها كلمة مفتاحية رمزية... فلا نختلف بسبب اختلاف التسميات، بل لنقرأ معاني الآيات...
هذه الكلمة هي لغز الحياة... سرّ النفَس الذي تبدأ حياتنا وتنتهي به... الله هو المكوّن.. هو "كل ما يكون"...
كل ما كان وكائن وسيكون.... –لنبقى بعيدين عن السيليكون الآن-
الله ليس شيئاً أو شخصاً بل هو كل ما يحيط بك... ضمنك وخارجك... "كل ما يكون"...
عندما تنجلي بصيرتك... عندما تزول الغيوم وتشرق الشمس في السماء الصافية... من يهتمّ بالأسئلة والأجوبة؟؟؟ من يُبالي بكل الكلمات والنظريات والإيديولوجيات والفلسفات وصراع الديانات؟؟!!

في صفاء سمائك الداخلية.... في هذا الصمت يشع نور الحقّ........
هذا الصمت هو منبع الحقيقة..... ادخل فيه... اقفز إلى عمقه بشجاعة....
فهو الشيء الجوهري في الحياة: إذا فاتك ستضيع حياتك بكاملها دون جدوى وستضيع الفرصة العظيمة التي وُهبت إليك....
أما إذا وصلت إلى هذا الجوهر فستكون مستنيراً مباركاً.... وستصل إلى بيتك الحقيقي... بيت الحق....

faraj
مشاركات: 249
اشترك: يونيو 16th, 2006, 12:45 am
المكان: yemen

يوليو 15th, 2008, 8:49 pm

الله..... صمت الشاهد في قلب العابد

رشديه .... أنت رائعة

يقول أوشو
إن الإنسان يبحث عن الله أو الحياة ضمن حدود معينة ... ونسي أنه يبحث عن اللامحدود ... فكيف تضع تصوراً مسبقاً أو حداً ما لبحثك! إنك لن تجده بذلك أبداً ... بل ستبقى مكانك بتعاستك وبؤسك وقيودك التي تظنها حياةً ... وصلاتك التي تظنها صلةً وما أنت بمكفول ولا موصول... بل في بحور الشيطان تسبح وتجول
فهل المتدينون, مازالوا يرون المشكلة منبثقة من عدم تطبيق الدين في الحياة؟.. وان الناس خرجوا عن ملة الله (أو بتعبير سيد قطب خرجوا على إرادة الرب )....أم ان المشكلة مع الدين راهنا في عين تطبيقه؟ بعد ان غدا عدوا للحياة. وان المتدينين أنفسهم من خرجوا عن ملة الناس. كان بها الأنبياء

ويقول الحكيم كريشنامورتي:
اسمعْوا!
الحياة واحدة. ……ليس لها بداية، ولانهاية،
والمنبع والمصب يقيمان في قلبك.
ليس للحياة من مذهب، ولا لها من معتقد،
لا تملكها أمة، ولايحدها معبد،
لا تقيِّدها ولادة ولا موت،
وليست ذكرًا ولا أنثى.
هل فيمقدورك أن تحبس "المياه في ثوب"
أو "تجمع الريح في راحتيك"؟
أجب، ياصاحبي.
اشربْ من ينبوع الحياة.
تعال،وسوف أدلك على الطريق.
الطريق إلي مدينة التوحيد
يقول المفكر عبدالله القصيمي.............
إيماني بالله والأنبياء والأديان ليس موضوع خلاف بيني وبين نفسي أو بيني وبين تفكيري. ولا ينبغي أن يكون موضوع خلاف بيني وبين قرائي.. ولو أردت من نفسي وعقلي أن يشكا لما استطاعا، ولو أرادا مني أن أشك لما استطعت. ولو أني نفيت إيماني لما صدقت أقوالي. فشعوري أقوى من كل أفعالي !
إن الحقائق الكبرى لا تسقطها الألفاظ, كذلك الإيمان بالله والأنبياء والأديان من الحقائق القوية التي لا يمكن أن تضعفها أو تشك فيها الكلمات التي قد تجيء غامضة أو عاجزة أو حادة لأن فورة من الحماس قد أطلقتها. إن إيماني يساوي: انا موجود، إذن أنا مؤمن. أنا أفكر, إذن أنا مؤمن. أنا إنسان إذن أنا مؤمن


رشدية ..... نحن محتاجين أفكارك الرائعة في منتدى محاور


(وستصل إلى بيتك الحقيقي... بيت الحق....) الله هو حضور في أعمق نقطة من كيانك وتكوينك
كلام رائع يا رشديه هل ممكن توضحين أكثر


الله لا يريد أن نكون وحدنا مؤمنين، ويكون غيرُنا كافرين – يفعلون هم الشهوات والعبقرية المحرَّمة والإبداع والحياة، ونفعل نحن الفضائل للموت والطاعة والخوف؛ يفعلون هم الحضارة، ونفعل نحن المواعظ والأنبياء.
حينما نشتبك في مناقشات ومبارزات جدلية لا نستعمل في الحقيقة عقولنا، وإنما نستعمل أعصابنا وتوتراتنا – أيدينا من بعيد. إن من يقاتل بعقله إنما هو يقاتل بيديه اللتين أخفاهما وراء كلماته.

إن السماء، لو أرسلت لنا كلَّ أنبيائها ينهوننا عن الإيمان ويحرِّمون علينا كلَّ عبادة، لعصينا كلَّ الأنبياء وبقينا نؤمن ونصلِّي ونتعبد. فالعبادة استفراغ روحي، وعملية جنسية تؤديها الروح لحسابها، لا لحساب الآلهة.
أردنا، فتصورنا، فاعتقدنا، فاقتنعنا.
العقل يتغيَّر لأنه شيء قوي. فالشيء القوي لا يثبت على حال. والقوي أكثر تغيُّرًا من الضعيف وغير الشيء. غير الموجود هو الدائم الثبات، لأنه لاشيء.




تحياتي لك مرة أخري وأنا مهتم كثير بالكلام الذي تكتبينه وأجده قريب من أفكاري... أنا اقرأ كثيرا للحكيم أوشو وابن عربي و الحكيم كريشنامورتي ومريم نور وأجد ما تكتبينه قريب جدا مما أقراه فهل تقرئين نفس الكتب
ايميلي هو

farajmatari@yahoo.com

فرج من اليمن


الله ليس بشخص!!
انتبه!! فهذه الفكرة هي أعظم سوء فهم في التاريخ كله!
وقد سادت لفترة طويلة إلى درجة أنها أصبحت حقيقية...
حتى الكذبة إذا كررتها باستمرار عبر قرون.. ستصدّقها في النهاية وستظهر لك كأنها حقيقة محققة!

الله هو حضور ونور... ليس شخصاً أو ناطور!!
ولهذا جميع العبادات مجرد غباء ليس إلا...
المطلوب منا هو التعبّد وليس العبادة.... الصلة لا الصلاة....
حتى تصل إلى "كل عمل عبادة"... وفي كل لحظة موت وولادة...

لا يوجد أي شخص تصلّي إليه... ولا توجد أي إمكانية للحوار مع الله...
لأن الكلام أو الحوار ممكن فقط عند وجود شخصين، والله هو حضور وليس شخص...
حضور كشعاع من النور... مثل الجمال.. مثل الفرح...

الله ببساطة يعني الألوهية.... هذه الحقيقة قد دفعت بعض الحكماء إلى إنكار وجود الله....
حيث أرادوا ببساطة أن يركّزوا على أن الله هو صفة وتجربة واختبار...
كأنك تنقّي الذهب بالنار... وليس مجرد حفظ نشرة أخبار!!!

الله إحساس في قلبك مثل الحب والمحبة....
لا تستطيع التحدّث إلى الحب، لكنك تستطيع أن تعيشه...
ولن نحتاج إلى بناء معابد وتماثيل للحب، لكي ننحني ونسجد لها...
هذا سيكون مجرد تفاهات وتمثيليات على الآخرين....
لكن هذا ما كان ولا زال يحدث في كل المعابد والكنائس والجوامع ودور العبادة...


لقد عاش الإنسان حتى الآن تحت سيطرة فكرة أن الله شخص... وقد تسبّبت هذه الفكرة بكارثتين كبيرتين:
أولهما هو ما يُسمى بـ "المؤمن" أي الذي يعتقد بوجود الله في مكان ما في أعالي السماء، ومن واجبه تعظيمه وعبادته... أن يدعو ويصلّي لكي ينعم عليه بالخيرات، وليساعده في تحقيق الرغبات والأمنيات... لكي يعطيه ثروة الحياة الدنيا إضافة إلى جنة الحياة الآخرة.... وهذا مجرّد إضاعة للوقت والجهد ليس إلا....

في الطرف الآخر نجد أن الناس الذين رأوا غباء "المؤمنين" قد أصبحوا مُلحدين أو "كافرين"... وبدؤوا بإنكار وجود الله... وكان معهم حق من وجهة نظر معينة، لكنهم كانوا أيضاً مخطئين... أي ضالّين...
لقد بدؤوا ينكرون ليس وجود الله كشخصية فحسب، بل نكروا حتى تجربة الألوهية... أن تعيش الله ويعيش الله في قلبك...

المؤمن والكافر كلاهما مخطئان!!! والإنسان حالياً بحاجة إلى نظرة جديدة تحرره من كلا هذين السجنين....

الله..... الله هو صمت الشاهد فيك... هو الجمال والسعادة... حالة الابتهاج الداخلية عندما تطير من الفرح...
عندما تبدأ بالنظر إلى الله كألوهية.. سيحدث تغيير كبير في رحلتك الروحية....
عندها ستجد أن الصلاة اختفت وتحوّلت إلى صِلة... ولم نعد مجبرين على أداء الحركات وتعداد الركعات... ستتحول حياتك كلها إلى عبادة من نوع آخر...
ستعيش التعبّد في كل لحظة وهنا يبدأ التأمل... وتأمل ساعة خير من عبادة الدهر بكامله....

الصلاة السائدة بين الناس مجرّد قشور وواجبات تقضيها وانتهى الأمر... وقد استُغلّت كثيراً من قبل معظم رجال الدين الـ"بلا" دين....
كثيراً ما نجد أن فلاناً يصلّي تمثيلاً أمام الآخرين ليظهر بمظهر ملاك قديس.. أما بالواقع فهو نصاب إبليس!
كثير من الجهلاء يسرق ويحتال ويقوم بجميع الأعمال السيئة ثم يذهب إلى الحج... وفوراً خلال بضعة أيام تزول جميع ذنوبه مثل السحر!! ما حجّ إلا ناقتي وإعرابيٌ من البصرة....
نعم.... إن الله غفور رحيم... لكنك يا أخي عندما تقوم بشيء مكرر تكون شيطاناً رجيم!! ولن تحل رحمة الكون والمكوّن عليك........
الله هو البساطة والعفوية لا المُكر والدّهاء.... الله ليس تاجراً لكي تتديّن منه بضعة كيلوغرامات من الآثام... لتردّها بعد فترة بحفنة من الحسنات والعبادات... وسامحنا بالباقي مع المراعاة!!!

الصلاة هي حوار بين شخصين، أي أن بينك وبين الله قطبان مختلفان... علاقة بين اثنين...
لكن الله أقرب إليك من حبل الوريد.... وما وسعني أرض ولا سماء.. وإنما وسعني قلب عبدي المؤمن - الصادق طبعاً....

فكيف نصلّي يا نور السماء؟ كيف نتصل ونحوّل الصلاة إلى صِلة ووَصل؟؟
الطريق واضحة وبسيطة لكنها تحتاج إلى شجاعة... عليك أن تتجه إلى براءة الأطفال فهم موصولون أكثر منا... ولتضيف إليها شيئاً من حكمة الكبار...
اخرج من صندوق أفكارك الضيق.... انسحب من فكرك المشوّش كما تسحب الشعرة من العجين... عندها ستصبح صامتاً بعمق أعماقك...
لا توجد هناك أية ثنائية ولا أي حوار... ولا يوجد حتى حوار مع ذاتك...
اختفت جميع الكلمات والأفكار والخيالات... لم يبق أي رغبة لتطلب إشباعها، ولا أي طموح لتطلب تحقيقه...
لحظة صمت على روحك أنت... واعياً لنفسك هنا والآن....
في ذلك الهدوء... في تلك السكينة يستيقظ الساكن فيك... وتصبح مدركاً لصفة مذهلة في الكون المحيط بك... سترى كل الأشجار والجبال والأنهار والناس محاطين بنور شفاف خفيف جداً... جميعهم يشعّون بالحياة... إنها حياة واحدة لكن بأشكال مختلفة... كونٌ واحد موحّد يزهر بأزهار مختلفة... لكلّ منها لونها وعطرها المميّز...
هذه التجربة: .....هي الله.... وهي من حق كل شخص... لأنك سواء كنتَ مدركاً لها أم لا، فأنت بالأصل جزء منها.. الاحتمال الوحيد هو أنك قد تتذكّرها أو لا تتذكر... وذكّر إنْ نفعَت الذكرى...

الفرق بين الشخص المستنير الحكيم والشخص العادي ليس في النوعية... إنهما متشابهان تماماً..
لكن هناك فقط فرق بسيط هو أن المستنير واعي ومُدرك أن الله موجود في كل الوجود... وأنه متغلغلٌ في أعماق قلبه مثلما هو منتشر في أعلى سماء وأعمق ماء....
المستنير قد تذكّر الذكرى النافعة... واستذكر نبض الكون الأبدي وتناغمَ معه... فرأى أن الكون ليس ميتاً، بل إنه يضجّ بالحب والحياة...... هذه الحياة هي الله!
الشخص العادي ببساطة نائم ومليء بالأحلام... وأحلامه تشكل حواجزاً وأوهام، تمنعه من رؤية حقيقة ذاته.
وطبعاً عندما لا تكون مدركاً لحقيقتك ولا عارفاً لنفسك، فكيف ستعرف حقيقة الآخرين؟؟؟ كيف ستصبح عارفاً بالله؟؟
الاختبار الأول يجب أن يجري داخلك أنت.... وبمجرّد أن ترى النور في الصدور... فيك أنت... ستستطيع رؤيته في كل مكان....



الشخصية سجنٌ يجب أن نحرر الله الذي في فكرنا منها... ويجب أن نحرره من أي شكل أو صورة أو فكرة محددة... عندها فقط يمكن أن يأخذ جميع الأشكال وجميع الأسماء... هذا هو سر الأسماء الحسنى، المتعاكسة في معانيها، لكنها توحي إليك بالاسم المئة... الصمت والفناء وما لا يمكن التعبير عنه بالكلمات..... وسيصبح الله عندها، لا تراه الأبصار ولا تحدّه حدود ولا تدركه العقول.........
عندها يعيش الإنسان في صلاة موصولة دائمة.... لا يصلّي لأنه لا يقطع صلاة... لا يصوم لأنه لا يقطع صوم... لا يحتاج إلى الذهاب إلى الكنيسة أو الجامع... نعم!! أينما تولّوا فثمّ وجه الله.... وطهّر قلبك وصلّي أينما شئت... الإنسان الموصول يحول المكان الذي يجلس فيه إلى مكان مقدّس... وأي عمل يقوم به يصبح عبادة... وروحُ هذا التعبّد تشكل معبده المتنقل....

هنا يتحوّل الجسد إلى معبد... النور البرّاق يحيط بكل جوانبه....
هذا الإنسان هو الإنسان الحقيقي.. هو خليفة الله في الأرض... أينما يجلس، يصبح مكانه مشحوناً بالبركة... أينما يمشي، تخضرّ الدنيا وتتفتح الأزهار... وعندما يلمس شيئاً يتحول إلى ذهب....
عندما يكون صامتاً، صمته معبّرٌ أكثر من ألف كتاب... وعندما يقول كلمة.. تكون هي الجواب ومفتاح كل الأبواب...
عندما يكون وحيداً فوحدته مباركة.... وعندما يتعامل مع الآخرين، فالبركة والنور يحيط بهم جميعاً....
الشيء الأساسي والأكثر أهمية هو أن تتعرّف على جوهرك العميق العتيق.....
لأن فيك سر الكون والأكوان.... وفيك انطوى العالم والعوالم يا إنسان....

عندما أقول لك أن الله حضور وليس شخص، انتبه كثيراً لكلمة "حضور".... لأنك قد تستمر بسماع الكلمة وفق الفكر المشوّش المشفّر.... وربما تحوّل "الحضور" إلى "شيء" أو موضوع محدد، فتعود وتقع في نفس المصيدة مرة أخرى...
الله هو حضور في أعمق نقطة من كيانك وتكوينك.... إنه حضورك أنت ذاتك وليس لقاءً أو اندماجاً مع شخص آخر...
عندما أقول أن الله حضور، فأنا ببساطة أقصد أنه حقيقتك الدّفينة... ذلك المكان الهادئ.. ذلك الفراغ الذي لا يستطيع أي أحد دخوله...
ذلك المكان الخاص الطاهر النقي الذي لم تمسسه يدٌ ولا أفكار.... هو الله.



الــلــهُ... لـلـهُ... لــهُ... ـهُ... هووو............
الله كلمة فيها أسرار وأذكار... أربع حروف وأربع زوايا... نعم بعلم الأرقام رقم هام جداً....
وإذا قسمناها يبقى في النهاية النفَس: هوووو.............
إنها كلمة مفتاحية رمزية... فلا نختلف بسبب اختلاف التسميات، بل لنقرأ معاني الآيات...
هذه الكلمة هي لغز الحياة... سرّ النفَس الذي تبدأ حياتنا وتنتهي به... الله هو المكوّن.. هو "كل ما يكون"...
كل ما كان وكائن وسيكون.... –لنبقى بعيدين عن السيليكون الآن-
الله ليس شيئاً أو شخصاً بل هو كل ما يحيط بك... ضمنك وخارجك... "كل ما يكون"...
عندما تنجلي بصيرتك... عندما تزول الغيوم وتشرق الشمس في السماء الصافية... من يهتمّ بالأسئلة والأجوبة؟؟؟ من يُبالي بكل الكلمات والنظريات والإيديولوجيات والفلسفات وصراع الديانات؟؟!!

في صفاء سمائك الداخلية.... في هذا الصمت يشع نور الحقّ........
هذا الصمت هو منبع الحقيقة..... ادخل فيه... اقفز إلى عمقه بشجاعة....
فهو الشيء الجوهري في الحياة: إذا فاتك ستضيع حياتك بكاملها دون جدوى وستضيع الفرصة العظيمة التي وُهبت إليك....
أما إذا وصلت إلى هذا الجوهر فستكون مستنيراً مباركاً.... وستصل إلى بيتك الحقيقي... بيت الحق....

رشدية
مشاركات: 44
اشترك: يناير 15th, 2008, 12:08 am

يوليو 16th, 2008, 2:06 am

من نفس البئر نشرب فعسى أن يجد الساعي الى الماء غايته لأن البئر لايأتي اليك ولكن أن تذهب اليه
ومراحل الايمان تتلخص بكل انسان هدفه البنيان
فانک لا تهدي من احببت و لکن الله یهدي من یشاء وهو اعلم بالمهتدین " قصص 56 " فلعلک باخع نفسک علی آثارهم ان لم یؤمنوا بهذا الحدیث اسفا " الکهف 6 " ولو شاء ربک لجعل الناس امه واحده ولا یزالون مختلفین " هود 118 لماذا خاطب الله الرسول (ص) بهذا الشکل و هو ارسله للهدایه ؟ لان الله خلقنا احرار ونحن حملنا الامانه اذن لا یستطیع اي احد ان یجبرنا علی فعل اي شیئ حتی و ان کان الایمان بالله . ارسل الانبیاء لتذکرنا فقط ( انما انت مذکر لست علیهم بمسیطر ) . حتی هو ینصح الرسول کي لا یحزن علیهم لانهم لا یؤمنون لانه اذا شاء یمکنه ان یجعل الناس کلهم مؤمنین و من امه واحده و لکن سیجعل لهم شیئ آخر یختلفون علیه ، لماذا ؟ هکذا انت تصل للایمان الحقیقي الایمان الذي یملئ وجودک و لا تستطیع ان تعدل عنه بعد ذلک . تصور انک تستطیع ان تعمل تنویم مغناطیسي للناس وتجعل منهم عباد و اتباع لک !!! اکید ستفرح لفتره و لکن انت تعیش الخوف کل یوم ، ماذا سیحصل اذا استیقض احدهم فجأه ؟ لن یتبعک بعدها و سیوقض الناس من حوله ایضا .... ان الله یریدنا ان نؤمن به لا ان نتبعه ، الایمان شیئ آخر ؛ اول درجات الایمان هو الحب و من ثم العشق و بعدها التوحید و الصمت . کیف تشعر بالحب ؟ کلنا حسینا بالحب في یوم من الایام ، نحب الوالدین و نحب الحبیب و نحب الاولاد و نحب الناس و من هذا الحب یوجد ( عشم ) یعني انا احبک اذن انت ایضا یجب ان تبادلني نفس الشعور انا احبک اذن یجب ان تعطیني کذا و کذا ... انا احبک اذن ..... !!! هذا یعني ان یکون الحب متبادل و محسوب . انا احب الله اذن سیعطیني الجنه .... هذا یعني اننا صغرنا الله وجعلناه بحجم الاشیاء التي من حولنا حتی یستوعبه عقلنا لان هذا الحب ناتج من الفکر . اما في العشق فلا توجد اي مقارنه لانه لا یوجد اي شیئ ، کل شیئ اصغر منه . في العشق لا یوجد اي عشم ، انا احبه لانه یستحق هذا الحب لانه الالاه ... کیف یمکنني ان لا احبه وهو الوحید الموجود في هذا الوجود .... " فلما تراء الجمعان قال اصحاب موسی انا لمدرکون * قال کلا ان معی ربي سیهدیني " شعراء 62 قال موسی ان معي ربي سیهدني ، لماذا ربي ؟ من هو الرب ؟ الرب هو الشخص الذي تتبعه . مثل رب العمل او ربة المنزل هؤلاء ناس نحن نحبهم و لنا انتظاراتنا الخاصه منهم . نحن نعمل و ننتظر الراتب في آخر الشهر من رب العمل ؛ وننتظر الترتیب و التنظیم من ربة المنزل ؛ و في کلتا الحالتین نحن نتبع قوانین وضعها رب العمل و ربة المنزل اذن هي علاقه مبنیه علی تکافوء . بني اسرائیل مع کل المعجزات التي رأوها من موسی لم یؤمنوا بل اتبعوا موسی لانهم لم یستطیعوا ان یستوعبوا الله اذن کان یجب ان یخاطبهم بقدر عقولهم فقال ربي ... یعني نحن اتبعناه و هو سیهدینا ... ولکن سیدنا محمد (ص) حین کان في الغار مع ابو بکر قال لا تخف ان الله معنا ... لم یقل ربي لانه کان علی درجه اعلی من الایمان یعني العشق فقال الله . یعني کیف تخاف و الله معنا ؟؟؟؟؟ معه کل الحق !!! اذا حسیت الله ( لا الرب ) بکل جوارحک و وجودک فستسقط باقي الاشیاء من تلقاء نفسها ... المرحله الاخیره من الایمان لا یوجد لها اسم و اکثر العارفین حین وصلوا لهذه المرحله لم یتکلموا و عاشوا في صمت . فی مرحله الحب یوجد انا و و ابني و اهلي و ربي و الجنه و النار و کل شیئ . فی مرحله العشق یوجد عاشق والمعشوق . فی مرحله التوحید لایوجد شیئ الا هو ... یعني حتی العاشق لا یحس بوجوده لهذا لا یوجد اسم لان العاشق لیس موجودا حتی یضع لما یحسه اسم او صفه .... کل شیئ هو .... " یوم لا ینفع مال و لا بنون * الا من اتی الله بقلب سلیم " شعراء 88-89 الایه الاولی نتفی الحب و توجهنا نحو العشق ، القلب السلیم هو القلب الخالي من کل شیئ و الملیئ بالعشق

faraj
مشاركات: 249
اشترك: يونيو 16th, 2006, 12:45 am
المكان: yemen

يوليو 16th, 2008, 8:33 am

السلام عليكم أشعر بسعادة كبيرة وأنا أقرأ لك يا رشدية

جهدكم رائع جدا ومشكورة علية ..... أنا ازداد إعجابا بكتاباتك ونحن نتشارك في تجربةُ كُلّ أولئك الذين استيقظوا وعرفوا أنفسهم ووجدوا حقيقتهم، وعرفوا الجانب الروحي في أنفسهم، وأنهوا وأتموا عملهم على أنفسهم، حيث لا يجب أن ينتظروا مدة أطول في الوديان المُظلمةِ للحياة، ولكنهم ينتظرون حتى يُسمح لهم بالمغادرة.

أحبك حبين حـب الهــوى وحــب لأنـك أهـل لـــذاك

هذا هو موقف المؤمن الحقيقي إزاء الحياة والكون وكل ما يمكن أن يحدث له في اليسر والضيق، في الفرح والحزن، في السعادة والشقاء، في الحياة والموت، يؤمن انه ليس وحيداً في هذا الكون ولا غريباً في هذه الحياة. فالله قد أحبّه واختاره وقبله. انه يكمن في قلب الله إلى الأبد وهنالك تقبع الحقيقة
.


بارك الله فيك
آخر تعديل بواسطة faraj في يوليو 16th, 2008, 8:41 am، تم التعديل مرة واحدة.

faraj
مشاركات: 249
اشترك: يونيو 16th, 2006, 12:45 am
المكان: yemen

يوليو 16th, 2008, 8:39 am

السلام عليكم أشعر بسعادة كبيرة وأنا أقرأ لك يا رشدية


جهدكم رائع جدا ومشكورة علية ..... أنا ازداد إعجابا بكتاباتك ونحن نتشارك في تجربةُ كُلّ أولئك الذين استيقظوا وعرفوا أنفسهم ووجدوا حقيقتهم، وعرفوا الجانب الروحي في أنفسهم، وأنهوا وأتموا عملهم على أنفسهم، حيث لا يجب أن ينتظروا مدة أطول في الوديان المُظلمةِ للحياة، ولكنهم ينتظرون حتى يُسمح لهم بالمغادرة.

أحبك حبين حـب الهــوى وحــب لأنـك أهـل لـــذاك

هذا هو موقف المؤمن الحقيقي إزاء الحياة والكون وكل ما يمكن أن يحدث له في اليسر والضيق، في الفرح والحزن، في السعادة والشقاء، في الحياة والموت، يؤمن انه ليس وحيداً في هذا الكون ولا غريباً في هذه الحياة. فالله قد أحبّه واختاره وقبله. انه يكمن في قلب الله إلى الأبد وهنالك تقبع الحقيقة .


بارك الله فيك

بشرى ساره
مشاركات: 17
اشترك: نوفمبر 29th, 2008, 8:03 pm
المكان: الامارات
اتصل:

إبريل 15th, 2009, 8:40 pm

السلام عليكم

أخي فرج بما انك تقرأ لمريم نور فلا بد انك عرفت ان موضوع الاستاذه رشديه اقتبسته من موقع بيت الحق التابع للعالمه مريم نور

اتمنى اخي فرج ان تدلني من اين استطيع الحصول على كتب أوشو و الحكيم كريشنامورتي بالعربيه طبعا .
وبالنسبة لكتاب ابن عربي فهذا الكتاب الوحيد الذي لدي وبالنسبة لكتب مريم نور ايظا استطيع ان اجدها وطبعا مو كلها لانو في منها الممنوع تسويقها لبعض الدول وخاصة ... علمكم كفاية
وكما اتمنى ان تذكر لنا الاخت رشديه اسماء الكتب التي تتنور بها لتنورنا ايظا بها .

وهذه دعوة مني اخوتي القراء لزيارة موقع بيت الحق للعالمه مريم نور بما فيه من فائده عظيمه للجميع ..
آخر تعديل بواسطة بشرى ساره في إبريل 19th, 2009, 12:58 pm، تم التعديل مرة واحدة.
** أعرف نفسك تعرف ربك **
* النور موجود في قلبك العابد ... إذا لم تجده هناك فلن تجده في أيٍّ من المعابد *

faraj
مشاركات: 249
اشترك: يونيو 16th, 2006, 12:45 am
المكان: yemen

إبريل 16th, 2009, 6:54 pm

السلام عليكم
اليك يا عزيزتي ملف خاص بالحكيم كريشنامورتي
واوشو
http://www.maaber.org/issue_november08/ ... tions1.htm

http://maaber.50megs.com/krishnamurti/k ... urti_1.htm

الكتب سأرسلها إلي أيميلك الشخصي
تحياتي

رشدية
مشاركات: 44
اشترك: يناير 15th, 2008, 12:08 am

إبريل 17th, 2009, 12:41 am

شكرا بشرى سارة
الموضوع هو مقتبس من بيت الحق وهولمحبي الحق وقد أقتبسته لأني قرأته وعرفته وأحببت أن يقرألأنه يستحق القراءة في كل موقع ولكل واعي
فمن علم علما فليعلمه
أما عن الكتب التي طلبت معرفتهابهذا الأسلوب فهي معرفتي لنفسي فمن عرف نفسه عرف ربه
مرة أخرى أشكرك
أختك وليس الأستاذة
رشدية

بشرى ساره
مشاركات: 17
اشترك: نوفمبر 29th, 2008, 8:03 pm
المكان: الامارات
اتصل:

إبريل 19th, 2009, 12:19 pm

شكرا لك اخي العزيز فرج على ماقدمته لنا ولاكن للاسف الرابط الثاني لم يعمل لدي لانه محضور
ولك جزيل الشكر والعرفان على مبذولك القيم وبارك الله فيك وبجميع اخوتي بالله ..

اختي العزيزه رشديه اخشى ان كان اسلوبي فضا ولاكني لم اقصد التقليل من شان احد فنحن جميعا هدفنا واحد وهو التقريب من الله عن طريق العلم والمعرفة وما قلت لك استاذه الا احتراما لقدرك ولاني قرات قبلا ان الاخ فرج اعزك وذكرك بالاستاذه .
وانا احببت ان اوضح لان كلاكما لم تذكرا من اين اقتبس الموضوع الراااااائع
ولاني عاشقة مريم نور شخصيا وكل مالديها من علوم ومعرفه وتكريما لها اوضحت ان الموضوع من اجتهادها لااكثررر..
عزيزتي رشديه يعلم الله اني احبك واعزك اكثر من اخوتي بالدم لانك انت اختي الحقيقية وانك لاقرب لي الى قلبي منهم ..

وتقبلو مني خالص حبي واحترمي
** أعرف نفسك تعرف ربك **
* النور موجود في قلبك العابد ... إذا لم تجده هناك فلن تجده في أيٍّ من المعابد *

faraj
مشاركات: 249
اشترك: يونيو 16th, 2006, 12:45 am
المكان: yemen

إبريل 19th, 2009, 9:42 pm

اروع كلام دائما يقولة ابناء النور ... محبة مطلقة
تحياتي لك يا بشري .. وشكرا لرشدية

وبهذه المناسبة ادعوكم أيضا للاطلاع علي رابط كتب إلكترونية مجانية لأبناء النور فقط اروع كتب لاحلي ناس

http://www.maaber.50megs.com/library/library_5.htm

لا املك إلا الشكر و الامتنان لكم جميعا

بشرى ساره
مشاركات: 17
اشترك: نوفمبر 29th, 2008, 8:03 pm
المكان: الامارات
اتصل:

إبريل 20th, 2009, 4:31 pm

شكرا لك اخي العزيز فرج وشكرا لك لمساهمتك ومحبتك لنا اخي الفاضل
رب اخ لم تلده امك - هذا هو انت وكل اخوتي بالله



للاســـــف الشـــــديد اخي العزيز ايظا هذا الرابط لم يعمل لدي لانه محضـــــــور

( طبعا دول الخليج تخاف على ابنائها من علم النور هذا !!!! )
** أعرف نفسك تعرف ربك **
* النور موجود في قلبك العابد ... إذا لم تجده هناك فلن تجده في أيٍّ من المعابد *

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر