أسطورة الإعجاز العلمي

خاص بمناقشة القضايا الإسلامية من عقيدة، و فكر، و فقه، و فتاوى، الخ.
شارك بالموضوع
faraj
مشاركات: 249
اشترك: يونيو 16th, 2006, 12:45 am
المكان: yemen

يونيو 2nd, 2008, 10:34 pm

أسطورة الإعجاز العلمي في الكتب المقدسة

فرج المطري
farajmatari@hotmail.com

قضية الاعجاز العلمي في الكتب المقدسة قضية قديمة ، فكل ديانة تحاول ان تثبت ان كتابها الديني قد تحدث عن " حقائق علمية" . وسمعنا مثل هذا الكلام عن الانجيل ، وسمعناه عن التوراة. وعن القرآن
في رأيي ان قضية الاعجاز العلمي للكتب المقدسة هي محاولة فاشلة للتضخيم، اذ من الواضح ان هذا المسلك يحمل النص اكثر مما يتحمل ، فأنت ببساطة تأخذ نصا ادبيا بلاغيا من القرآن ، ثم تقوم بلي عنقه ، وتسقط عليه تفسيرا معاصرا لا يناسبه البتة !!! اعطني أي نص أدبي ( شعر أو نثر لا فرق ) كي اجعل له عشرات الابعاد العلمية والنفسية والتاريخية والفلسفية والاجتماعية والاقتصادية ....الخ .
وأبدأ هذا الموضوع بتساؤل بسيط ، أعتقد أن الإجابة عليه لن تكون محل اختلاف بيننا. والسؤال هو:

لو كنتُ قادراً على رؤية المستقبل بشكل أو بآخر ، ومن خلال ذلك نقلتُ بدقة ما أراه من اكتشافات واختراعات وغير ذلك إلى الزمن الذى أعيش فيه الآن ، هل سيعتبر كلامى هذا إعجازاً علمياً فى زمنى وفى الأزمنة التالية له أم لا؟
أتمنى أن يقوم كل منَّا بالتفكير فى هذا السؤال للحظة أو اثنتين قبل الاستمرار فى القراءة ، مع الوضع فى الاعتبار أنى أعرف جيداً أن السؤال غير علمى فى المقام الأول ، إذ أنه يتعامل مع مسألة خيالية – أو على الأقل – غير علمية ، وهى (رؤية المستقبل).
أعتقد أنه والحال كهذا ، لا يوجد اعتراض حقيقى على كون إجابة هذا السؤال ستكون (نعم). أما لو كانت الإجابة (لا) ، فسأكون ممتناً لو عرفتُ كيف وصل القارئ لهذه الإجابة بشكل عقلانى وغير تعسفى ، ودون محاولة للعب على الألفاظ.
حسن .. الآن وقد طرحنا هذا السؤال ، سأتكلم قليلاً عن بعض الاحداث المثيرة في هذا الجانب والذي اطلعت ةعليها في مواقع الاجاز العلمي: منذ أيام استمعت إلى محاضرة لدكتور في الجيولوجيا استضافه مؤتمر "الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة" الذي عقد في الكويت خلال الأسبوع . وقال في مطلع حديثه ما معناه أنه بعث برسالة إلى اللجنة المشرفة على جائزة نوبل في العلوم يحيطها بأن العالمين الفائزين بجائزة الفيزياء لعام 2006 عن اكتشافيهما للبصمة الوراثية لنشأة الكون لم يأتيا بجديد . فقد تنبأ القرآن الكريم منذ 1400 سنة في عدد من آياته بهذه الحقيقة العلمية . ما لم يخبرنا المذكور هو عن رد اللجنة المشرفة . أو لماذا لم يسبق الفائزين إلى الجائزة إن كان يملك الدليل على هذا الاكتشاف العظيم ؟
هذا الدكتور واحد من فرقة طفيلية منتفعة ظهرت في السنوات الأخيرة . وهي فرقة تحاول تلبيس القرآن الكريم بالعلم الحديث وبمسمى خادع وجذاب : "الإعجاز العلمي في القرآن" . ومؤخراً أضيفت السنة النبوية المطهرة إلى هذا الباب الواسع . وجميع المنتمين إلى هذه الفرقة دون استثناء هم أشخاص لا صلة لهم بالاكتشافات العلمية أو العلوم الدينية من قريب أو بعيد . بل الأدهى أنه لا تنسب إلى أي منهم أية مساهمات ذات قيمة في المجال الذي يطرقونه ، وهو تطابق نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية ومعانيهما مع مفردات ومدلولات الاكتشافات العلمية . وهي فئة تروج لبضاعة هشة تضلل البسطاء وتنطلي على غير العلماء وتشبع أهواء تجار الدين . فتنحرف بمقاصد الدين وتعزز أوهام العظمة عند الكثير من المسلمين بأن كتاب الله الذي يؤمنون به مرجع للعلوم الحديثة بل سابقاً لاكتشافاتها . ولقد سمعنا من بعض هؤلاء كثيراً من هذه الغطرسة الفارغة مثلما ذكرنا في صدر المقال . في وقت هم أحوج إلى العمل الجاد والإنجاز الصادق في ميادين العلم والاقتصاد وفي عالم يتقدم بسرعة فائقة لا مكان فيه للمتخلفين .
وقوام مهنة هؤلاء الادعاء بتنبؤ القرآن الكريم بالكثير من الاكتشافات العلمية ، وأن ذلك برهان على سبقه في ميادين لم يكتشفها العلم الحديث إلا بالأمس القريب . وخطورة هذه الادعاءات أنهم تزج أقدس ما عند المسلمين ، وهو كلام الله القدير الذي لا يأتيه الباطل وسنة رسوله الكريم المطهرة ، في تنافس مع اكتشافات علمية وضعية يقوم بها علماء لا صلة للسواد الأعظم منهم بالإسلام ، وفي مختبرات تمولها وتشرف عليها جهات جلها أجنبي ولأغراض علمية واقتصادية بحتة .
وفضلاً عن ذلك فإن هذه الادعاءات تتناقض مع تراث الإسلام وإيمان المسلمين المرتكزين على أن القرآن الكريم هو بحد ذاته معجزة الإسلام التي نزلها الله على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم . والمعجزة لغة هي حدث خارق ولا يتكرر . وهي غير قابلة للتفسير حسب قوانين الطبيعة وإلا فقدت مغزاها الإعجازي . وهي فوق قدرات العقل البشري . لذلك فالبحث عن الإعجاز العلمي في نصوص القرآن الكريم فيه إيحاء منكر – وغير مقصود بالطبع – بأن القرآن الكريم يحتاج إلى برهان إضافي لإظهار إعجازه أمام العالم . وهنا تبرز إشكالية . فالمسلمون حكماً يؤمنون بكتابهم الكريم كما هو منزل على رسولهم العظيم . وهو بذاته معجزة إلهية لذلك هم ليسوا بحاجة إلى برهان بإعجازه العلمي . ولن يزيد ذلك إيمانهم المطلق قنطاراً . أما غير المسلمين فلا يعنيهم الإعجاز العلمي للقرآن الكريم . ولم يبرهن أي من المشتغلين بأبحاث الإعجاز العلمي على دخول واحد إلى الإسلام بسبب نتائج أبحاثهم . بل جل المتحولون إلى الإسلام هم من الباحثين عن الجوانب الروحية والقيمية والعدالة . وجميع هؤلاء لا تعنيهم الاكتشافات العلمية ومدى تطابقها مع آيات القرآن الكريم .
يُرجع الباحثون في الإعجاز العلمي للقرآن جذوره إلى الإمام الغزالي الذي اعتبر أن القرآن يحوي "مجامع علم الأولين والآخرين"، و"هو البحر المحيط، ومنه يتشعّب علم الأوّلين والآخرين"، ويعتبر الغزالي أن جميع العلوم داخلة في أفعال الله وصفاته، وفي القرآن شرح ذاته وأفعاله، فمقصد الغزالي من مقولته التعرف على الله من خلال القرآن وما اشتمل عليه من أصول العلوم ومفاتيحها، ثم جاء الرازي ليطبق فكرة الغزالي ويوظف العلوم في معرفة أسرار القرآن والوجود، ولم يسمِّ ذلك تفسيرا أو إعجاز علميا، إنما كان جاريا على نسق علماء كل عصر في الاستفادة من معارف زمنهم وتوظيفها في اختصاصاتهم.
ولم يظهر تعبير "الإعجاز" أو التفسير العلمي إلا بعد اكتشاف العالم الإسلامي الهوة الساحقة بينه وبين الغرب في مجال العلوم خصوصا، فتمت العودة إلى القرآن كوسيلة لاستعادة الثقة بالذات والتعويض عن التأخر العلمي لدى المسلمين، لذلك يعلل طنطاوي جوهري -صاحب أول وأشمل تفسير علمي- عمله بأنه رأى "أن شباب الأمة المسلمة وبعض أجلّة العلماء، عن العلوم الكونية معرضون"، فوضع تفسيره عسى أن يكون سبيلا ترتفع به مدنية المسلمين إلى العُلا فتفوق الفرنجة في الزراعة والطب والمعادن والحساب والهندسة والفلك وغيرها من العلوم والصناعات".
كن تفسيره قوبل بالرفض؛ ليس لمبالغاته فقط، وإنما يرجع إلى علة أخرى هي أثر ذلك السلبي على القرآن لا من حيث المبدأ، وإنما من حيث الاستناد إلى نظريات علمية لم تصل إلى القطع فيتم بتغيرها نقض التفسير، وبالتالي الطعن بالقرآن، لذلك قيد المعترضون التفسير بأن يكون بالحقائق العلمية، فمعظم الجدل حول مشروعية التفسير العلمي لم يكن في جوهره موقفا من المبدأ، إنما من نماذجه وممارساته، وهذا يقتضي أن يتجه النقاش فيه إلى مسألة أعمّ -كما يرى أحميده النيفر- وهي التفسير الأيديولوجي للقرآن والذي لا يختلف عنه التفسير العلمي في جوهره.
وفي العقدين الأخيرين، تصاعد صوت خطاب جديد مختلف عن تلك الأشكال السابقة، بدأ مع دعاة الإعجاز والوعاظ وسرى إلى بعض كتب علوم القرآن. وكانت سمة هذا الخطاب أو التوجه التأكيد على "إعجاز" القرآن من مدخل العلوم الطبيعية ومقولاتها السائدة في هذا العصر.
وما هذا التوجه الجديد لدي علماء المسلمين والمسمي بالإعجاز العلمي ومحاولة جر القرآن إلى المختبر العلمي، ووضعه تحت مجهر العلماء؛ بهدف البرهنة على موافقة العلم للقرآن وإثبات أنه معجِز! إلا محاولة أخيرة فاشلة لصد الرسالة الإلهية الجديدة للإنسان والمتمثلة في (العلم والمعرفة.) والذي سنوضحها لاحقا في بحثنا هذا في باب العقائد.
وقد بدأ الشيخ عبد المجيد الزنداني في أوائل الثمانينيات يقرع أبواب الإعلام، ويدعو إلى "الإعجاز" بصوت إعلامي عال، حيث أسس "الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة"، واكتسب خلال هذه الفترة صفة العالمية، وأصبح محط اهتمام العديد من وسائل الإعلام العالمية الدينية الإسلامية بأبحاثه ومناظراته مع بروفسورات الغرب". وكانت المساجد وقاعات المحاضرات في اليمن وغيرها المنفذ الذي تسللت منه وسائل الإعلام – وخاصة الفضائيات – إلى دعوة الزنداني.
و قبل التطرق إلى الطريقة التي تُتداول بها أطروحات الإعجاز العلمي للقرآن ، أود الإشارة إلى التألق الإعلامي، الذي صاحبه "المجد التليفزيوني" والذي قد توهج في التسعينيات مع دخول د. زغلول النجار – ذي الخبرة الدعوية والعلمية معاً- للفضائيات، وانتشاره الإعلامي في مصر على المستوى الرسمي (التليفزيون المصري والصحافة القومية المصرية)
تم تدشين نظرية الإعجاز العلمى فى كتب الحديث بواسطة د.زغلول النجار فقد كان أول وأبرز صوت يعلن عن هذا الإكتشاف المذهل، فقد كان أستاذه مصطفى محمود أكثر حذراً ولم يحاول الإقتراب من هذه المنطقة الشائكة لأنه كان قد فطن إلى أن التدخل فى منطقة السنة النبوية بنظريات الإعجاز سيتحول إلى مغامرة محفوفة بالمخاطر، فهى منطقة ألغام شديدة الإنفجار لأن السنة النبوية فى النهاية نتاج بشرى فى معظمها وهذا لايعنى إنكاراً للسنة النبوية وإلا ماكان الصحابة يراجعون النبى بسؤالهم الشهير :أهو الرأى أم الوحى ؟، ولذلك فالأخطاء العلمية واردة ولاعيب فيها ولانقيصة، ذلك لأن الرسول –صلعم – كان يتحدث بمفردات عصره وأفكار وعلوم زمنه وإلا مافهمه ولاإقتنع بنبوته أحد فى هذه البقعة الجافة القاحلة علمياً قبل زراعياً، وكانت جرأة د.زغلول صادمة حين بدأ بحديث الذبابة الشهير محاولاً منحه صبغة علمية فقد أطلق زغلول النجار فى 11 نوفمبر 2003 فى جريدة الأهرام صفحة 22 قنبلة كانت أقوى من إحتمالى ولاتحتمل السكوت، فقد تحدث عن حديث الذبابة وجعل منه كشفاً علمياً وفتحاً بيولوجياً على الغرب الجاهل أن يحلله ويفتح معامله لإستقباله والإحتفاء به، والحديث يقول "إذا وقع الذباب فى شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه فإن فى إحدى جناحيه داء وفى الأخرى شفاء "، ويعلق قائلاً أنه من الناحية العلمية ثبت أن الذباب يتغذى على النفايات والمواد العضوية المتعفنة حيث تنتشر الفيروسات والبكتيريا والجراثيم ولكى ينفرد ربنا بالوحدانية خلق كل شئ فى زوجية واضحة فخلق البكتيريا وأَضدادها وقد أعطى الله للذباب القدرة على حمل الفيروسات والبكتيريا على جناح والمضادات على جناح، وأكد الدكتور زغلول على أن مجموعات من أبحاث المسلمين قامت بإجراء أبحاث على أنواع مختلفة من الأشربة وغمست الذباب فى بعضها ولم يغمس فى الباقى وعند الفحص المجهرى إتضح أن الأشربة التى غمس فيها الذباب خالية من كل الجراثيم المسببة للمرض !!، وبالطبع لايصمد هذا الكلام أمام أى تحليل علمى والسؤال ومادام الدكتور زغلول بهذه العبقرية لماذا لم ينشئ لنا مصنعاً إسلامياً لإستخراج المضادات الحيوية من أجنحة الذباب ويكفينا شر الجات وغلاء المضادات الحيوية؟، والمدهش أن هذه البديهية كنا قد تصورنا أنها حسمت فى العشرينات حين تبنى المفكر الإسلامى محمد رشيد رضا فى مجلته المنار ذات التوجه الإسلامى فكرة أن هذا الحديث غريب ويجب ألا نتمسك به حين قال فى المجلد 29 الجزء الأول " حديث الذباب المذكور غريب عن الرأى والتشريع، فمن قواعد الشرع العامة أن كل ضار قطعاً فهو محرم قطعاً، وكل ضار ظناً فهو مكروه كراهة تحريمية أو تنزيهية على الأقل"، وكان بعض الشيوخ قد كفروا د.محمد توفيق صدقى حين هاجم هذا الحديث فى العشرينات فى نفس المجلة وقد دافع عنه رشيد رضا قائلاً " ذلك المسلم الغيور لم يطعن فى صحة هذا الحديث إلا لعلمه بأن تصحيحه من المطاعن التى تنفر الناس من الإسلام، وتكون سبباً لردة بعض ضعفاء الإيمان، وقليلى العلم الذين لايجدون مخرجاً من مثل هذا المطعن إلا بأن فيه علة فى المتن تمنع صحته، وماكلف الله مسلماً أن يقرأ صحيح البخارى ويؤمن بكل مافيه وإن لم يصح عنده " لذلك لجأ المُحْدَثون من المشتغلين بالإعجاز العلمي إلى إعلان التقيد بالحقائق العلمية القاطعة التي لا رجعة فيها، أما النظريات العلمية فاستخدموها في التفسير العلمي دون الإعجاز (كما يقول زغلول النجار/ موقع أهل التفسير). المشكلة الأساسية فى مدَّعى ومتبعى الإعجاز العلمى فى الأديان هو تصميمهم الذى لا يقبل الجدل على أن هذه الإعجازات مجال البحث لا يتطرق إليها الباطل أبداً ، متصورين أنه لو تم دحض أحد هذه الإعجازات فإن هذا يعنى دحض الدين ذاته. طبعاً هذه رؤية خاطئة تماماً.
ونجد فى المقابل تمسُّك اللادينيين بأن أى وكل إعجاز علمى مزعوم هو خاطئ ، وقد ظهر لى بوضوح أن كثيراً من الزملاء اللادينيين لا يكاد يرى دينياً يذكر إعجازاً علمياً إلا وقام بتكذيبه أولاً ، ثم البحث بعد ذلك عن أدلة هذا التكذيب. أنا أعتقد أن الموقفين كليهما خاطئ ويحتاج لتعديل. لكن على كل حال ، ليس هذا هو محور النقاش فى هذه البحث.
هنا سأحاول أن أناقش فكرة الإعجاز العلمى فى الأديان بنظرة شمولية خارجية نوعاً ، مع مقارنتها ببعض الظواهر الأخرى التى سأقوم بذكرها هنا ، ثم أنهى الكلام بمحاولة استقراء المعطيات الموجودة والوصول بها إلى نتيجة قد تكون أرضاً محايدة يقف عليها الدينيون وغيرهم فى نقاشاتهم حول هذا الموضوع.
البحث عن براهين الإعجاز يعرض معتقدات المؤمنين الثابتة والمستقرة للتبدل في ظل تغير مجريات الاكتشافات العلمية ومعانيها . فالاكتشافات تتعاظم وتتسع طارقة مجالات جديدة . وأحياناً كثيرة ينسخ بعضها الآخر أو يفتح مجالاً لم يكن في الحسبان أو البيان سابقاً . فهكذا تتجدد معرفة الإنسان في الحياة والكون وظواهرهما من حوله . والعلم الحديث يقوم على الشك بينما العقيدة الدينية تقوم على الإيمان باليقين . فديدن منهج العلماء الحقيقيين هو التشكيك والتحري الدائم عن البدائل . فما هو صحيح اليوم في كافة العلوم قد تأتي نظرية أو اكتشاف جديد ينسفه من الأساس أو يبدله أو يطوره . هكذا تتقدم العلوم ويتبارز العلماء . فلا ثابت لديهم إلا ما تبرهن عليه التجارب القاطعة وفي حينه فقط . ولا يجد العلماء الأحقاق حرجاً في ذلك .. بل متعة في التحدي الذهني والمعرفي . فمن أساسيات منهج البحث العلمي أن آلاف الشواهد والنتائج الإيجابية ليست بالدليل الكافي أو القاطع على صحة نظرية ما . فنتائج تجربة متقنة سلبية واحدة فقط قد تكون كافية لإسقاط هذه النظرية أو إثارة الشبهات حولها . فتتكرر المحاولات والتجارب حتى يستقر الرأي العلمي . وإلى حين فقط .
والإيمان الديني لا علاقة له بالدليل المادي ، وهو في غنى عنه . والمؤمن يعيش حياة روحية خاصة تربطه بخالقه دون وسيط . ويعيش حياته راضياً عن قناعة لا تؤثر فيها تبدلات الحياة المادية من حوله . فالمؤمنون الإحقاق في كل الديانات والمعتقدات ، بما فيهم المسلمون ، لا يجدون حرجاً في هذا المنظور المتوازي للحياة حياة الإيمان المطلق بالمعتقدات الدينية وطقوسها وقيمها وبعدها الروحاني .. جنباً إلى جنب مع الاستكشافات العلمية والاستمتاع بما تثيره من فضول والاستفادة مما توفره من تسهيلات لحياتهم . ولا يجد هؤلاء حاجة إلى برهان على صحة معتقداتهم من قبل العلماء . وكثير من العلماء ينتمون إلى معتقدات دينية مختلفة ويمارسون طقوسها بينما مهنتهم اليومية هو البحث العلمي عن أسرار الحياة عبر أدواته المادية . بل يجد المؤمنون أن في الاكتشافات العلمية المذهلة (مثل النسبية والجينات والفضاء والكيمياء والاتصالات) تجليات على صنع الخالق .
لذلك لا يستقيم ربط النظريات والاكتشافات العلمية وشواهدها بالنصوص الدينية الثابتة ومعانيها . بل من يحاول ذلك فقد أساء إلى النص الديني الثابت والمعتقدات المرتبطة بها . وعرض عقيدة المؤمنين إلى الاختلال والتشكيك مع تبدل النظريات والاكتشافات . والجريمة تتضخم عندما نعرف أن الذين يحاولون البحث عن الإعجاز العلمي في القرآن ليسوا بباحثين علميين حقيقيين (رغم تصدير أسمائهم بحروف الدال) وإنما هم من يتعاطون البحث القسري عن التوافق اللغوي وتفسير المعاني بين نصوص القرآن الكريم والترجمة العربية للاكتشافات العلمية . فيختصرون البحث العلمي التجريبي بالبلاغة اللغوية . وشتان بين النهجين .
يغلب على نشاط المشتغلين في "الإعجاز العلمي" غياب المنهج المتكامل . فنشاطهم يقوم على الانتقائية المتفرقة للنصوص وتحوير معانيها لمطابقة مقاصدهم . فمن علوم الكون الواسعة لا يختارون إلا قصص الكواكب والنجوم . والجيولوجيا عبارة عن زلازل وجبال . ويختزلون علوم الطب المتشعبة في علم الأجنة والتداوي بالحبة السوداء والحجامة وفوائد العسل . بينما نجد هؤلاء أنفسهم يهرولون إلى أحدث مستشفيات العالم للعلاج عندما يصيبهم مرض .
وفي الغالب، تميل معظم الأطروحات الإعلامية في الخطاب الإلكتروني لقضية الإعجاز إلى التمجيد من دلالة الإعجاز على بلاغة القرآن وتقدم المسلمين خاصة وأن الجهود "الإعلامية" النقدية لفكرة "الإعجاز العلمي" مشتتة، وقليلاً ما تجد مثل جهود (صفحة الإسلام وقضايا العصر), في تكثيف نقد فكرة الإعجاز في شكل إعلامي واضح ومتسع لكبار العلماء ذوي المصداقية، لأن مطارحة الأفكار الإعلامية الرائجة، تحتاج إلى صك وصياغة رسائل إعلامية "موثوقة" و"مُلحة".
تهدف هذه الورقة إلى التعرف على دور الإعلام - وتحديداً الانترنت - في تسويق الفكرة واستقطاب مريديها، ونظراً للاقتباسات الكثيرة في مواقع الإعجاز بعضها من بعض، واعتماد بعضها على ذات المصادر، سأعكف على دراسة خمسة مواقع فقط، وأترك البعض الآخر لمن يود الاطلاع عليها، في قائمة الروابط الخارجية.
والمواقع الخمس هي:
موقع الدكتور زغلول النجار
الهيئة العالمية للإعجاز العلمي
موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
المدخل الدعوي الماضوي العاطفي
يصوغ المؤمنون بفكرة "الإعجاز العلمي" رسائلهم الإعلامية على شكل قالب دعوي بعيد كل البعد عن قالب البحث العلمي الذي يتسم بخصائص جوهرية هي: المنهجية، والحيادية، والرغبة في الوصول إلى "الحقيقة".
دعونا، نبدأ من مقالات الدكتور زغلول النجار، لأنها الأكثر رواجا إعلامياً، فضلا عن تبني العديد من مواقع الإعجاز لنشرها، ومحاكاتها أسلوبا ومنهجاً. يعتمد النجار في طرحه للموضوعات المتخصصة عن الإعجاز على تقنية ثابتة في الكتابة، وهي:
- اختيار آية (تتصل بجسد الإنسان أو معالم الكون) لتتصدر عنوان المقال.
- اعتماد مقدمة طويلة جدا (تقترب من نصف مساحة المقال)، عبارة عن معلومات عن السورة التي نزلت فيها الآية (عنوان المقال)، وهل هي مدنية أم مكية، والركائز الأخلاقية والعقدية التي طرحتها السورة إجمالاً وتفصيلاً.
- المزج في النصف الثاني من المقال بين المعلومات العلمية (غير موثقة المصادر) والأحاديث النبوية والآيات القرآنية (مع الحرص التام على نسبتها إلى المصادر التراثية)، ويتم تناول المعلومات العلمية على أنها حقائق مؤكدة غير قابلة للشك أو المراجعة.
- خاتمة المقالات (التي يسميها أبحاثا علمية!) عبارة عن دعاء وصلاة على النبي .
ومن الأمثلة الواضحة في هذا الشأن، مقال (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ..) [6]، حيث اتخذ النجار من الآية 233 من سورة البقرة عنواناً للمقال، يقع المقال في ما يقرب من 3800 كلمة، تبلغ مقدمة المقال أكثر من 2000 كلمة، يتحدث فيها عن معلومات تعريفية بالسورة (مدنية أم مكية، عدد الآيات، ومحاور السورة)، وتحدث أيضا في المقدمة عن ركائز العقيدة الإسلامية كما توضحها السورة، وأسس العبادة فيها، ومكارم الأخلاق، التشريعات الإسلامية، ثم زاوج بين "الحقائق" العلمية، والدلالات أو "الحكم" التشريعية في بقية المقال.
وقد لاقى التفسير والإعجاز العلمي رواجا حديثا، وذلك كوجه جديد من وجوه الصحوة الإسلامية التي تستقطب الشباب، وتم استثماره من قبل بعض الدعاة الجدد الذين يبحثون عن أنماط تجذب شرائح لم يستقطبها الخطاب الدعوي المسجدي والتقليدي، وساعد في بروزها توظيف وسائل الإعلام والفضائيات واستخدام التقنية في تبسيط القضايا العلمية وعرضها، ونشوء مؤسسات وجوائز للإعجاز العلمي الذي اتسع ليشمل السنة مع القرآن، وزاد في انتشارها توظيفها في دعوة غير المسلمين إلى الإسلام وادّعاء إيمان كثيرين منهم بواسطة ذلك، مع خلط في هذا المجال بين انسجام القرآن مع العلم المؤثر الأول في الإيمان بالنص وبين ما يُدّعى إعجازا علميا.
وتوسع التفسير العلمي إلى كل ميادين العلوم فراج الحديث عن طب مستخرج من القرآن مرافق للطب النبوي، فضلا عن الفلك وعوالم النبات والحيوان وأنظمة الكون، حتى أصبح في الحديث إسقاط وسخف بالعقول، وأصبح الموضوع شغل من لا شغل له، مع جهل فاضح بقوانين اللغة وأبجديات تفسير النصوص وسياقاتها، بل انتقلت العدوى إلى غير المسلمين فظهر من يدعي الإعجاز العلمي في الكتاب المقدس ويتم توظيفه في التبشير.
وتميل معظم الأطروحات العلمية إلى استخدام الاستمالات العاطفية المغلفة بالخطاب العقلاني، فالاستشهاد بالقرآن والسنة، والتأكيد على أن الإعجاز العلمي يعطي مزيدًا من الهيبة للقرآن في عصر العلم، فإن كنت محباً للدين؛ كيف تكره أن تُلبسه ثياب العظماء (السبق العلمي) لتتباهى به أمام أعدائه (غير المسلمين) ويتزين بحبه قلبك (زيادة الإيمان عند المسلمين)؟
والمدخل العاطفي، له أكثر من لون في مواقع الإعجاز، فيفتتح موقع "الإعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية، بصوت أحد المنشدين متغنياً: "إلى القرآن يا صاحبي"، ويأخذك التأثير البصري للمواد (الفيلمية) التي يعرضها موقع "الإعجاز العلمي في القرآن الكريم".
والأفلام عبارة عن مواد بصرية تتناول موضوعات متنوعة، لمجرات أو مراحل نمو الجنين، يصحبها شرح يجمع بين المعلومات العلمية غير الموثقة، والآيات القرآنية بصوت أحد المقرئين.
وللمزيد من التأكيد على "تفشي" الإعجاز في سور القرآن، يوجد على موقع "الإعجاز العلمي في القرآن، جدول بياني بموضوعات الإعجاز مفهرسة بالسور والآيات.
وتهتم مواقع الإعجاز بنقل الأخبار المتصلة باهتماماتها من المواقع العالمية الغربية، مثل: رويترز،CNN، BBC وتهتم مواقع الإعجاز بنقل التجارب والتصريحات الغربية التي تتفق وأطروحاتها، مثل إجراء موقع الهيئة العالمية للإعجاز العلمي حواراً صحفياً مع الدكتور جون هونوفر لارسن كبير أطباء المستشفى الرسمي في كوبنهاجن, وأخذ تصريحات منه تؤكد على أن ذبح الحيوان قبل موته ضمان لطهارة لحمه من الجراثيم والميكروبات. هذا يعطي مصداقية للفكرة في استضافة غير مسلمين ممن تألقوا في العلم ليصدّقوا على معلومات أوامر ونواهٍ أتى بها الشارع الحكيم، واستثمارٌ لـ "عقدة الخواجة".
إن تصدير الفكر، ووضع مناهج جديدة لقراءة القرآن، يحتاج إلى المناهج العلمية الرصينة، التي تضع النظارة المحايدة غير العاطفية وغير الدعوية في النظر إلى القرآن. فالانفتاح على العلوم المختلفة؛ لا يعني الإتيان بالعلم وزرعه بين سطور القرآن، ولكن الخروج بالقرآن إلى الحياة المعاصرة.
المواقع المتبنية للإعجاز العلمي، أكدت "نظرياً" على "منهجية" الكتابة العلمية في الإعجاز العلمي للقرآن الكريم، إلا أن الواقع والأمثلة السابقة –وبعضها مضحك-، لا تدل إطلاقاً على اتباع أي منهجية في التناول، ولا حتى بذل أي جهد بحثي يقدّر خطورة الإدلاء بمصباح العلم، في كهوف المعاني والدلالات.

ويمثل "التناول الإعلامي لـ "الإعجاز العلمي" إحدى الشطحات الدعوية، التي تدخلنا في مجاهل جديدة، لطالما دخلنا إليها من باب "النوايا الحسنة"، والرغبة في التأثير الكمي لا النوعي.
ثم إن الإعجاز صفة ملازمة للقرآن باعتباره كلاما إلهيا، ولا يمكن أن يوجد في عصر دون عصر، ولو كان هناك إعجاز علمي لفصَّله القرآن للناس وهم به جاهلون وتحداهم أن يكتشفوا خلافه، أما ما يجري اليوم فهو حراك بجهد الغير؛ فالعلم المكتشف لم يباشره المسلمون، وما اكتشفه علماء المسلمين لم يدّع أيٌّ منهم كونه تدبرا في القرآن أو اكتشافا فيه رغم معرفتهم العميقة بالقرآن.
يبقى سؤال جوهري حول وظيفة ذكر القرآن لإشارات ذات بعد علمي في النفس أو الكون، فأي وظيفة لتلك الآيات إن لم يوظف العلم الحديث في تفسيرها؟ والإجابة أنها دعوة للبحث العلمي الجدي الذي دعا إليه القرآن عندما وجهنا إلى آيات الله الكونية والشرعية ولم يقل إننا قادرون على اكتشافها من النصوص التي وظيفتها الهداية والتربية الخلقية التي تحض على النظر والعمل ولا تقدم نفسها بديلا لهما.
إن دعاوى التفسير والإعجاز العلمي المعاصرة إنما هي ظاهرة تدل على فقدان الثقة بالخطاب الإسلامي الدعوي التقليدي وعجزه عن اجتذاب الناس، ومن جهة أخرى عجز علماء الدين المختصين عن إقناع شريحة من الناس برؤاهم، ما فتح الطريق أمام دعاة جدد لم يتخرجوا في مدارس العلم الشرعي التقليدية، إنما أتقنوا أدواتها ومصادرها في الوعظ ووظفوا معارف العصر التقنية والعلمية في الدعوة وسط عالم من النجومية صنعته لهم وسائل الإعلام، ما أجج موقف الشيوخ التقليديين منهم، إذ إن الدعاة الجدد أضافوا إلى تطفلهم انتزاع جمهورهم.
لقد كانت ظاهرة التفسير والإعجاز العلمي ظرفية تعكس الوهن الحضاري والثقافة السائدة، وستبقى في حالة مد وجزر وهي الآن في حالة طفرة ورواج سيعقبها زوال وكمون لانكشاف هشاشتها لدى المخدوعين بها وعدم تأثيرها في دفع الحراك الحضاري للمسلمين، بل إنها تؤدي دورا سلبيا خادعا وهو تضخيم وهم الأسبقية واعتبار الإعجاز العلمي نصرا إسلاميا في زمن الهزائم الحضارية.
ومن خلال معالجة العديد من التطبيقات والأمثلة يرى الباحث أن بعض التفاسير العلمية عكست الأهداف التي يريد المفسر العلمي تحقيقها، من إظهارٍ للصلة بين العلم والقرآن، وأن آيات القرآن دالة على ما يقول به العلم، فكان كل ذلك على حساب النص؛ حيث طغت المادة العلمية التي يريد المفسر أن يربطها بالنص القرآني على تفسيره، فلم يلتفت إلى موضوع الآية ولا إلى سياقها ولا إلى دلالات ألفاظها...، وإنما كان همه أن يجعلها دالة على ما يقول به العلم، هذا الذي أدى إلى تفسيرٍ للظواهر الكونية وليس إلى تفسير آيات القرآن الكريم.
فمثلا تصور دور الجبال في تثبيت الأرض كان موجودا في العصور السابقة، ويظهر ذلك في بعض الروايات الواردة عن علي وغيره، ولكن الذي اختلف في العصر الحديث هو أن هناك تفسيرا علميا لهذه الظاهرة، بينما كانت تعليلاتهم في العصور السابقة مرتبطة بأمور غيبية. ومثل هذا لا يمكن القول فيه بأسبقية أو إعجاز قرآني.
والباحث يخلص إلى أن ما سماه المفسر العلمي سبقا للقرآن الكريم في ذكر العلوم الحديثة -عدا ما هو متكلف به- يرجع إلى أمرين هما:
الأول: وصف المفسر الظاهرة التي ذكرها القرآن الكريم على ضوء ما كشف عنه العلم الحديث، والذي ساعده على ذلك دقة الوصف القرآني لهذه الظاهرة التي كانت معروفة في عصر النزول، بالإضافة إلى عدم ذكر القرآن للتعليلات التي كانت سائدة في ذلك العصر.
الثاني: يرجع هذا السبق إلى احتمال اللفظ لإحدى الدلالات التي اختارها المفسر لتوافق ما يقول به العلم، ولكن هذه الدلالة رغم احتمالية اللفظ لها فإن السؤال المطروح هو: هل هذه الدلالة التي اختيرت كانت مستخدمة في عصر نزول القرآن أم أنها اصطلاح حادث؟ هذا بالإضافة إلى أن ما يسميه المفسر العلمي سبقا قرآنيا لا يعد سبقا بالنسبة لنا؛ لأن هذه الدلالة لم تفهم إلا بعد كشف العلم لها، ولا يصح أن يقال: إنها سبق قرآني لأهل عصر نزول الوحي لأنهم ما كانوا يفهمون منه هذه العلوم، فالسؤال هو: هذا السبق بالنسبة لمن؟.
يظهر واضحا من خلال الأمثلة التطبيقية أن اعتماد المفسر العلمي على التفسير بالقرآن الكريم لم يكن مفصولا عن أفقه المعرفي وثقافته العلمية؛ بل كان ذلك دافعا إلى أن يبحث في الآيات القرآنية عن إجابات لتساؤلات أثارها العلم. فالعلم هو المنطلق وهو الأساس بالنسبة له، والقرآن هو القابل للتشكل حسب نتائج العلم لديه، ولكن هذا ليس مطلقا، فهناك تفاسير كان منطلق المفسر فيها من النص وثقافة العصر.
والمفسر العلمي استند في تفسيره على عدة ركائز أساسية أسهمت في وجود هذا النوع من التفسير، يمكن حصرها في ثلاثة أمور هي: استشهاد القرآن بأمور واقعية خاضعة للحس، وطبيعة اللغة، وثقافة العصر.
إن المتأمل في أدوات المفسر العلمي المستدل بها يجد أن أهمها يرتكز على طبيعة اللغة، واكتفى الباحث هنا ببيان دور دلالات الألفاظ التي تتفرع إلى دلالات مختلفة بحسب الزاوية التي ينظر منها. فللفظ في اللغة العربية دلالات متنوعة تبدأ بالدلالة الوضعية، مرورا بدلالة منطوقه ودرجة شموله إلى مجازه.
ن القول بالسبق القرآني في ذكر العلوم قبل اكتشافها حسب ما قدمه البحث من تطبيقات، يعتبر مستندا ومسوغا للقراءات المعاصرة التي تسعى إلى جعل النص القرآني مادة هلامية يشكلها قارئه كما يريد، وخاصة أنها تتجاوز معهود الخاطبين في عصر التنزيل في استعمالاتهم اللغوية والبلاغية التي تعتبر شرطا أساسيا في التفسير؛ لذا علينا أن نكون موضوعيين أولا، ومنسجمين مع أنفسنا ثانيا، وفاء لقدسية القرآن الكريم، وإبرازا لفاعليته البعيدة عن القراءة الإسقاطية، مما يعكس المبادئ والقيم والمقاصد التي جاء بها ولأجلها، دون أن نلجأ إلى مثل هذه القراءات التي كان من أبرز أسباب وجودها ردة الفعل تجاه التقدم العلمي في الغرب.
و هذا يفتح أمامنا باب طويل عريض للمدعين و الدجالين و الادعاءات المضادة؟ و إن كان أمثال هذا قليل في عصرنا إلا أنه كان منتشرا و بشده في عصور سابقة من مدعي الخرافات و المعجزات و النبوات و كلهم فاعلين اجتماعيين و دينيين و سياسيين بدرجات متفاوتة؟
الحديث الذى أخرجه الشيخان عن حركة الشمس والذى يقول " كنت مع النبى فى المسجد عند غروب الشمس، فقال ياأبا ذر ! أتدرى أين تغرب الشمس ؟، قلت: الله ورسوله أعلم !، قال : فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فذلك قوله تعالى والشمس تجرى لمستقر لها "، وللعلم إعتمد على هذا الحديث بن باز فى فتواه التى كفر بها من يقول بكروية الأرض وحركتها حول الشمس، وفى رواية أخرى يتحدث الرسول عن أن الشمس يقال لها إرتفعى وإرجعى فتطلع وتغرب ...الخ، ومن المعروف الآن لطلاب المرحلة الإعدادية فى الجغرافيا أن الشمس مستقرة فى مكانها وأن الشروق والغروب ليس سببه حركتها هى بل سببه دوران الأرض حول نفسها، وأن هذا الشروق والغروب مستمران طيلة الأربع والعشرين ساعة وفى كل لحظة تكون فى حالة شروق بالنسبة لمكان فى الأرض، وفى الوقت نفسه فى حالة غروب بالنسبة للمكان المقابل من الأرض، ومن الواضح أن الحديث يتماشى مع ثقافة أهل هذا الزمان ومفاهيمهم التى تعتبر الأرض ساكنة ومسطحة وأن الشمس هى التى تتحرك، ولم يكن مطلوباً من الرسول أن يكون عالماً بنظريات الفلك فى القرن العشرين ولم يكن تقصيراً منه أن يتحدث بلغة وعلوم قومه وإلا لرفض أهل البادية إعتناق دينه حينذاك

حديث خلق الله آدم طوله ستون ذراعاً وأن الخلق لم يزل ينقص بعده حتى الآن والذى أخرجه الشيخان أيضاً، وهنا تبرز إشكالية علمية هامة فالذراع عند العرب إما 24 أصبع أى حوالى 48 سم أو 32 أصبعاً أى حوالى 64 سم، يعنى بهذا القياس فإن أبانا آدم لن يكون طوله أقل من ثلاثين متراً بأى حال من الأحوال وهذا يخالف كل ماإكتشفه علماء الآثار والحفريات عن أقدم هياكل البشر العظمية التى لايختلف طولها عماعليه الإنسان الآن إلا قليلاً !، وأيضاً لم يلاحظ هذا القصر التدريجى من ثلاثين إلى عشرين إلى عشرة متر ...الخ، والغريب أن هذا الحديث مثلما أدهشنى أدهش الحافظ بن حجر العسقلانى فقد كتب فى كتابه فتح البارى " ويشكل على هذا مايوجد الآن من آثار الأمم السالفة كديار ثمود، فإن مساكنهم تدل على أن قاماتهم لم تكن مفرطة فى الطول على حسب مايقتضيه الترتيب السابق، ولاشك أن عهدهم قديم، وأن الزمان الذى بينهم وبين أول هذه الأمة، ولم يظهر لى إلى الآن مايزيل هذا الإشكال ".

حديث آخر أخرجه الشيخان يقول " إذا سمعتم صياح الديكة فإسألوا ألله من فضله، فإنها رأت ملكاً، وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان، فإنه رأى شيطاناً "، وهذا الحديث من غرائب مرويات أبى هريرة، وسنناقش بالمنطق هذا الحديث فالقرآن والحديث ينصان على أن لكل إبن آدم ملائكة حفظة وملكان يكتبان أعماله وعلى ذلك فلابد أن تصيح الديكة طيلة الأربع والعشرين ساعه، وكذلك الحال مع الحمار لابد هو الآخر أن ينهق أربعاً وعشرين ساعة لأن لكل إنسان شيطاناً موكلاً به وقريناً يضلله، وفى القرى المصرية نشاهد حميراً كثيرة أمام المساجد وفى الشوارع فيجب عليها طبقاً للأحاديث أن تنهق عند الآذان لأن هناك حديثاً يقول أنه إذا نودى للصلاة أدبر الشيطان له ضراط، فهنا كان لابد للحمار أن ينهق عند سماع صوت المؤذن لأنه سيشاهد الشيطان الذى خرج وأدبر !!.

الحديث الذى أخرجه البخارى والذى يقول أن التثاؤب من الشيطان، والمختصين درسوا التثاؤب فى كلية الطب بأنه إنعكاس فسيولوجى عند التعب أو النعاس ولاعلاقة له بشيطان أو خلافه

وكذلك الحديث الذى أخرجه الشيخان والذى يقول " مامن مولود يولد إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخاً من نخسة الشيطان إلا إبن مريم وأمه "، وبالطبع يعرف جميع أطباء النساء والولادة أن سبب صراخ المولود هو دخول الهواء للرئتين لأول مرة بعد أن كان يعتمد الجنين على الحبل السرى فى الغذاء والأوكسيجين.

حديث آخر أخرجه الشيخان مروى عن أبى هريرة ويتعارض مع العلم الحديث ويقول " إشتكت النار إلى ربها فقالت رب أكل بعضى بعضاً، فأذن لها بنفسين :نفس فى الشتاء، ونفس فى الصيف، فأشد ماتجدون فى الحر، وأشد ماتجدون من الزمهرير "، وبالطبع ينكر علم الجغرافيا هذا الكلام فسبب الحر والبرد عوامل جغرافية وجوية مثل ميل الشمس وعموديتها وحركة الرياح والضغط الجوى والقرب والبعد عن سطح البحر .....الخ، والسؤال إذا كان هذا النفس يخرج على العالم كله فكيف نفسر تفاوت وإختلاف درجات الحرارة فى بقاع العالم المختلفة فى نفس الوقت .
وفى النهاية نقول نحن ننتقد دعاة الإعجاز العلمى وكان هدفنا الأول هو الدفاع عن الدين وعن العلم أيضاً، ويجب علينا أن ننظر إلى كم التخلف والجهل الذى نعيش فيه كمسلمين ونعترف بأننا فى الحظيظ فكرياً وعلمياً، والحل هو أن نتسلح بالمنهج العلمى فى التفكير ونؤمن بأن معجزة ديننا فى أفكاره وثورته الإجتماعية وتفاعله مع رغبات البشر وحياتهم البسيطة، وليس عيباً أو نقيصة أو قدحاً فى الدين ألا نجد فيه نظرية فيزياء أو معادلة كيمياء ورياضيات فيكفيه أنه نصحنا بأن نسير فى الأرض ونقرأ وندرس ونحلم بتغيير المستقبل .
أقول لا يمكن التحقق بشكل موضوعي من هذا القول " بأن الله وحده يستطيع خرق هذه النواميس؟!"
ليس المقصود من نقاشيً رفض الإلوهية , و لكن إقرار مفهوم للإلوهية يتفق مع البداهة و الفطرة, مفهوم ايجابي ينمي المصالح المشتركة للبشر , مفهوم :
1- يتفهم الظاهرة الدينية و يدرس طرق تشكلها كبعد إنساني وجودي و ليس كظاهرة علمية, فالعلم و الدين حقلان منفصلان لكل منهما هوية
2- الرقي باللاهوت الإسلامي من مستوى المفبركات و علم الكلام, إلى منظومة معرفية للعقائد و الإيمان قائمة بذاتها غير متكلة و ليست عالة لا على العلم و لا على غيره
فالعلم لا يؤدي لنفي الدين , و الدين لا يؤدي لنفي العلم بالضرورة , و العلم لا يؤدي للإيمان بدين أو تصور محدد دون غيره , بل يترك الايجابه أمام احتمالات متعددة أمام كل إنسان و له الحق في خياره الخاص الذي ترتاح نفسه إليه, و قد يعرضه على الآخرين من دون الادعاء أنه قد وقع على كنوز المعرفة و استملك أرض الحقيقة.
ومن المفارقات المضحكة والمبكية في موضوع الاعجاز القرآني قصة الاعجاز العددي في القرآن ، فكثيرا ما نقرا عن حسابات عجيبة وغريبة حقا تتعلق بكلمات تتكرر في القرآن بتواتر دقيق ( على حد زعم المنظرين الاسلاميين .. !!!!!
ولا ننسى في هذا المقام ان اول من ابتكر صرعة الاعجاز العددي في القرآن هو الدكتور رشاد خليفة في كتيب نشره في الثمانيات سماه "عليها تسعة عشر" يومها هلل الكثيرون لهذا الكتيب دون ان يحاول شخص واحد ان يتحقق من صحة الحسابات والأرقام التي ذكرها خليفة .
"الإعجاز العلمي" يحتاج الي معرفة العلوم الطبيعية الكثيرة : مثل علوم الكيمياء والفيزياء والطب والرياضيات والجيولوجيا والعلوم النووية والذرية والكهربائية والنبات والحيوان والمواد والكمبيوتر وتكنلوجيا المعلومات . أو حتى علوم التاريخ والآثار وعلوم الإنسان (الأنثروبولجي) والاجتماع التي تزخر الإشارات عنها في القرآن الكريم .وهذه العلوم والمعارف الهائلة التي تتشعب إلى مئات المجالات المعرفية الدقيقة والمتخصصة التي تغطي أبحاثها أكثر من عشرة آلاف كتيب ومئة ألف مجلة علمية متخصصة حول العالم وتناقش نتائجها في آلاف المؤتمرات والندوات . وليس بين هذا الكم الهائل من النشاط العلمي أي حضور عالمي لمن يعرفوا بدعاة الإعجاز العلمى في الكتب المقدسة.. إلا في بعض ديار المسلمين المتخلفة وبحضور محدود جداً .. تغلب عليه المجاملة وانبهار البسطاء .
هذا الموضوع أصاب الإسلام في السنوات الأخيرة أضرار بالغة وخطيرة وكان أمل المخلصين والمصلحين دائماً أن للخلاص من التعصب والجهل والفقر والتخلف هو بتمكنهم من ناصية العلوم الحديثة وتقنياتها والتعرف على الحياة واكتشاف أسرارها والتمتع بمباهجها والمساهمة الحقة في دفع التطور البشري إلى آفاق جديدة عبر العمل المتقن والجاد والبحث الرصين . وهنا تبرز أهمية مساهمة المشتغلين في العلوم من المسلمين تجاه شعوبهم وأمتهم : عبر نقل المعارف المفيدة وتوطين الخبرات والتنوير وتحفيز الشباب على الإبداع والتفكر . أما الاتجار في العلوم الحديثة باسم الدين فهو مضرة للعلم ومضرة للعقيدة ووصفة أكيدة وجديدة لمزيد من التخلف .
إن الاهتمام بالإعجاز العلمي هو من باب تبرير عقدة نقص موجودة في اللاوعي الديني,إذ لو كانت كل هذه الكنوز و الإعجازات العلمية موجودة في الكتب المقدسة منذ أربعة عشر قرنا , ً فلماذا لم يكتشف الأوائل و هم العباقرة - من أجيال الصحابة و أجيال الأئمة و المحدثين الثقات الجهابذة و هم الضليعين بعلوم اللغة و دلالاتها - النظريات العلمية و يسخرونها على أرض الواقع لينتجوا حضارة علمية و ثورة صناعية و قنبلة ذرية ؟ لماذا؟
لماذا لم يكتشفوا الميكروبات و الجراثيم المسببة للأمراض؟
لماذا لم يكونوا يعرفوا أن الدماغ هو مركز التفكير و المشاعر و ليس مضخة القلب؟
لماذا لم يعرفوا أن الهواء يتألف من أكسجين و نتروجين؟ و أن الجسم يحتاج الأوكسجين و يطرح غاز co2؟ و لماذا لم يكتشفوا وجود مرض يدعى الداء السكري مثلا ً؟
واخيرا اريد ان أوكد بأن هذا الموضوع سيؤدي إلى ظهور ما يمكن تسميته بالعلم الكاذب pseudo-science وهو (العلم الزائف) اتجاه يحظى بالانتباه في هذا الجزء من العالم لأنه يخاطب مشاعر الشارع الإسلامي بعاطفية دينية، غير علمية، ليبتعد به بعيدا عن العلم والمعرفة، وليغرقه في أوحال الجهل والخرافة...آلاف من النظريات والحقائق والاختراعات أبدعها الإنسان الآخر بدون الحاجة إلى الكتب المقدسة، أو أي كتاب ديني آخر. الكهرباء والميكانيكية وأشعة اكس، الفيروس والبكتيريا والخلية، النواة والجزيء والهرمونات، القنبلة الهيدروجينية والطيران والإرسال الرقمي، والـ - دي أن أي- وزراعة الأعضاء والاستنساخ، كلها ذات تطبيقات عملية يستفيد منها المسلم ايضا في كل لحظة من حياته...ولن تجد لأي من ذلك ذكرا في القرآن، أو في التوراة أو في الإنجيل أو في أي كتاب ديني آخر.. [وان كنت تجد ذكرا لـ ياجوج وماجوج والجن، في النصوص الدينية للأديان التوحيدية ولكنك لن تجد ذكرا لـ ديناصورات] اختراعات لانهائية من إبداع الإنسان الذي لا يقرأ القرآن، يمكن أن يبدعها أيضا الذي يقرأ القرآن، لو درس العلوم الطبيعية بدلا من "العلوم" اللاهوتية.. أو لو درسهما معا من خلال ربط العلم والإيمان .ويمكن "لعلماء" الدين الاهتمام بالجانب الأخلاقي في الدين.. المحبة والغفران والصدق في المعاملة والتسامح.. والمبادئ التي تؤكد عليها ثقافة إنسان اليوم.. من العدالة والمساواة والحرية. كنت أشاهد برنامجا وثائقيا عن عاصمة الصين القديمة وضمن البرنامج لفت انتباهي وجود أقلية مسلمة فيها، وان أهل المدينة يصفون المسلمين هناك بالنزاهة والصدق والنظافة، قالوا للصحفي الغربي: اذهب إلى الحي الإسلامي إذا أردت أن تشتري أو أن تأكل، فهناك لا يغشك أحد والأكل نظيف.. مفهوم راقي لمعنى الانتماء إلى "فكرة" دينية.. ولكن كيف أتى لهم ذلك؟ ترى لماذا اصبح المجتمع المسلم، في اكثر من مكان واحد، لا يوصف سوى بأنه مستنقع من الكراهية والغضب والعنف والكذب والخداع؟.. هل هم أعداء الإسلام كالعادة؟ أو ربما كانت اسرائيل والموساد خلف هذا الموضوع,,,,,, أم أننا فعلا كذلك؟.. هل المجتمع الإسلامي يتسم بالمحبة والتسامح والفرح والمرح هذه الأيام؟ هل هم الآخرون؟ ..أم أن لدينا فعلا أزمة أخلاقية؟
مرة أخرى على "منظري الاعجاز العلمي والديني" التأكيد على الجانب الأخلاقي للدين.. بدلا عن تأكيدهم على الجانب العدواني "اللاأخلاقي" هناك أشياء كثيرة أخرى يمكن لـ "شيوخ" الدين ورجال الدعوة وفقهاء السلطان والاعجاز العلمي أن يشغلوا أنفسهم بها بدلا من محاولة اكتشاف معادلات علمية حديثة في النصوص المقدسة! على "علماء" الدين أن يكتشفوا المبادئ التي يمكن أن يقام عليها نظام قانوني إسلامي عصري.. وأن يكتشفوا النواحي القانونية في النصوص الإسلامية المقدسة، لتكون اكثر ملائمة لإنسان هذا العصر.. وتعزز المبادئ الأخلاقية الإنسانية.. وذلك بدلا عن شتم القوانين الوضعية، وبدلا عن القراءة المفرطة في النصوص المقدسة بحثا عن حقائق أو نظريات علمية غير موجودة أصلا! فالنص الديني اصعب وأعمق مما يتخيلونة وهذا ما سنوضحة من خلال المقالات والبحوث الذي سنعرضها لاحقا في بحثنا هذا.
فالقرآن – من وجهة نظري كتاب هداية و عقيدة و قيم , و ليس كتاب علوم و جيولوجيا و طب , فليست المشكلة في القرآن بل المشكلة في عقول من يقرؤون القرآن و يدافعون عنه بهذا الشكل العاطفي المنفعل التلفيقي المضحك؟
فلماذا يدَّعي اليهود و النصارى و البوذيين و الهندوس و غيرهم أن كتبهم كذلك تحتوى إعجاز من نوع أو آخر , فقد ازدهرت الكتابات حول الإعجاز العلمي للإنجيل في القرون الوسطى , فهي ظاهرة عالمية و ليست خاصة بالمسلمين؟
و هي كتابات تزدهر في عصور انحطاط الأمم و عصور انغلاق المجتمعات و تقوقعها عبر فهم سلبي للهوية ولقد فشلت كل هذه الدراسات حول الإعجاز العلمي – وفي كل الأديان حول العالم- في صناعة حتى تلفون جوال أو ولاعة أو أو دراجة عادية و لا أقول نارية؟
من يتكلم عن الإعجاز العلمي عليه أن يحترم العلم كمنظومة قائمة على البرهان والتجربة و المنطق فقط , فالعلم هو العلوم بالمعنى الخاص " الطبيعية و التجريدية " و ليس شيء آخر
(استيقظوا أنهم يضحكون عليكم)
[/b]

اسلام 7
مشاركات: 58
اشترك: ديسمبر 4th, 2009, 2:37 pm
المكان: القاهرة
اتصل:

ديسمبر 9th, 2009, 8:59 pm

الإعجاز العلمى هو الصدق فى التعبير عن أى شىء وهو صفة الوحى كله من آدم (ص)وحتى النبى الخاتم (ص)ولو قلنا أن الصدق فى التعبير أسطورة لكان القرآن كله أسطورة وهو ما لا نقره
ما أبغى سوى الحق

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر