نظرات فى كتاب المُقَدِّمَةُ الزّهْرا في إيضَاحِ الإمامَةِ الكُبرى

خاص بمناقشة القضايا الإسلامية من عقيدة، و فكر، و فقه، و فتاوى، الخ.
شارك بالموضوع
رضا البطاوى7
مشاركات: 2402
اشترك: يناير 12th, 2010, 8:27 pm
المكان: طنطا مصر
اتصل:

يوليو 13th, 2020, 4:21 pm

نظرات فى كتاب المُقَدِّمَةُ الزّهْرا في إيضَاحِ الإمامَةِ الكُبرى
مؤلف الكتاب شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى: 748هـ)
موضوع الكتاب هو الإمامة الكبرى وهى ما يسمونه الخلافة وقد بين أن الفرق المختلفة اتفقت عليها إلا اثنين فقال:
"الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى اتفق أهل السنة والمعتزلة والمرجئة والخوارج والشيعة على وجوب الإمامة وأن الأمة فرض عليها الانقياد إلى إمام عدل، حاشا النجدية من الخوارج فقالوا لا تلزم الإمامة وإنما على الناس أن يتعاطوا الحق فيما بينهم، وهذا قول ساقط واتفق كل من ذكرنا على أنه لا يكون في وقت إلا إمام واحد، إلا محمد بن كرام وأبا الصباح السمرقندي وأصحابهما فإنهم أجازوا كون إمامين وأكثر في وقت واحد واحتجوا بقول الأنصار: "منا أمير ومنكم أمير" واحتجوا بأمر علي وابنه مع معاوية
قلنا: قال (ص): «إذا بويع أحد الخليفتين فاقتلوا الآخر منهما»
قال تعالى: {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا} فحرم التفرق ولو جوزنا إمامين لجاز الثالث، والرابع، بل في كل مدينة إمام أو قرية، وفي ذلك فساد عريض وهلاك"
الكتاب يدور حول أحداث لن تقع يدور حول روايات ليست من كتاب الله ولا تمت لدين الله بصلة فدين الله هو الوحى وليس حكايات التاريخ الذى معظمها كذب ظاهر وإن اتفق الناس على أنها صحيحة فكلام الناس تحت الأقدام وأما كلام الله فهو الرءوس وفى القلوب المؤمنة به
الكتب المؤلفة فى الفتن حول موضوع الخلافة كغيرها لم تحدث فما يسمى بحادث السقيفة وتولية أبو بكر لعمر وانسحاب على من البيعة لأبى بكر وعمل عمر لمجلس من ستة أو سبعة لاختيار خليفة منهم وتولى على وخلافا معاوية معه وصراعه وقتاله وقتل الحسن والحسين وتولى معاوية وتولى ابن الزبير ومقتله داخل الكعبة المزعومة وهدم الكعبة وتولى عبد الملك بن مروان وما تبع ذلك من أحداث كاذبة وهو ما يحكيه هذا الكتاب عبر صفحاته المختلفة
السؤال الذى يجب أن يطرحه القارىء هو :
لماذا تقول بهذا ؟
الإجابة : الأحداث تخبرنا بالتالى :
أولا أن الكثير من الصحابة كفروا لطمعهم فى الدنيا وحرصهم على القعود على الكرسى أو نيل الأموال ممن تولى الكرسى وهو ما لا يتفق مع قوله تعالى "رضى الله عنهم ورضوا عنه"
فالله لا يرضى عمن كفر وحوله دولة العدل لدولة كفر
ثانيا الأحداث تبين جهل كبار الصحابة بنصوص الوحى المعلومة وهى قوله تعالى " وأمرهم شورى بينهم " ولا يمكن لصحابى مؤمن أن يبيع دنياه بعصيان نص صريح من القرآن فيعين صاحبه خليفة من بعده ولا يمكن للثانى أن يجبر المسلمين على اختيار واحد من ستة فيعصى نفس النص ولا يمكن للثالث أن ينحاز لأسرته وأقاربه فيعينهم حكاما وولاة ويفرق عليهم أموال المسلمين مع وجود نفس النص
ثالثا الأحداث تبين كفر الكثير من الصحابة المؤمنين حيث حرصوا على قتال بعضهم البعض وتمزيق وحدة المسلمين مع قوله تعالى "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" هل يمكن ان يعصوا هذا الأمر الصريح ؟
رابعا الأحداث تبين جهل الصحابة المؤمنين بنصوص الوحى فى اختيار الحكام فالله نص على تولى المهاجرين والأنصار المجاهدين وحدهم المناصب فقط فقال" لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا"
فكيف تولى معاوية وغيره فى عهد عثمان ومن بعده المناصب وهم من مسلمى ما بعد الفتح ؟
خامسا الدولة المسلمة لا تتحول لكافرة- تحكم وراثيا ويستأثر فيه جمع من الناس بمال الله ويوزعونه على أنفسهم ويقتلون المؤمنين المعارضين..._ فى عهد المؤمنين بأى نبى وإنما تتحول فى عهد الخلف كما قال تعالى ""أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذ تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات"
المطلوب من المسلمين هو أن يكذبوا النصوص فى كتاب الله وأن يجعلوا الصحابة المؤمنين قتلة لبعضهم وطامعين فى متاع الدنيا الحرام وحريصين على الكراسى والأدهى جهلة بدين الله
من أراد أن يصدق ما سيأتى من أحداث مزعومة يدافع عنها الكاتب هو وغيره فليصدق ومن أراد تكذيبها فليكذب فهذا هو دين الله ولكل ان يختار
حكى ابن قايماز فقال :
" ثم الأنصار رجعوا عن قولهم وأطاعوا وأما علي والحسن فإن النبي (ص)أنذر بخارجة تخرج بين طائفتين تقتلها أولى الطائفتين بالحق، وكان قاتل تلك الطائفة أمير المؤمنين علي فهو صاحب الحق بلا شك ولذلك أخبر (ص) بأن عمارا تقتله الفئة الباغية"
ألم يسأل الكاتب نفسه كيف علم النبى(ص) بالغيب الممثل فى مقتل عمار والله طلب منه أن يقول " ولا أعلم الغيب" وطلب منه أن يقول "ولو كنت أعلم الغيب لأستكثرت من الخير وما مسنى السوء"؟
إنه اتهام صريح للنبى(ص) بالكذب على الله؟
ثم قال :
"وكان علي السابق إلى الإمامة، فمن نازعه فمخطئ مأجور مجتهد ثم قول الأنصار: "منا أمير" فمرادهم منا وال فإذا مات فمنكم وال، وهكذا أبدا؛ لا على أن يكون إمامان في وقت
وأما معاوية وعلي فما سلم أحدهما للآخر قط، وكذلك أمير المؤمنين الحسن ، إلى أن سلمها إلى معاوية ورأينا الأنصار دعوا إلى سعد، والمهاجرين دعوا إلى أبي بكر وقعد علي في بيته، فما معه غير الزبير وآل بيته؛ فلم يدعهم إلى نفسه ولا عقد بيعة، ثم تبين له الحق وأخبر أنه إنما تأخر عن مبايعة أبي بكر عتبا عليه إذ لم يشاوره، فأعلمه أبو بكر أنه استعجل خوفا من مبادرة أصحاب السقيفة ثم إن الكل رجعوا إلى طاعة الصديق لكمال أهليته -سوى سعد فقط- لا لرهبة من أبي بكر ولا لرغبة ولو قال من لا يعلم: بل خافوه؛ فترى ما الذي حملهم على طاعته وهو في السياق في استخلافه عليهم عمر؟ أكانوا يطعيون أخا بني تيم حيا وميتا في شأن الإمارة ويعصون سيد البشر ويميتون نصه لابن عمه ويكتمونه! هذا والله لو قاله أحد من الصبيان ليئس من فلاحهم، بل هذه المقولة سلم الزندقة ثم أن لو نازع الأمر علي وطلبه، مع فرط شجاعته وكمال رتبته وشرفه وسابقته، لبادر معه العباس سيد قريش، ومثل ابن عمته الزبير حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومثل أبي سفيان بن حرب في بني أمية وأمثالهم"
ألم يسأل ابن قايماز ومن كتبوا تلك الكتب أنفسهم كيف يتفق ما ذكروه من الاختلافات التى أدت إلى قتال ومشاحنات مع قوله تعالى" واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها"؟
وما زال الرجل يصدق التاريه المفترى فيقول :
"ولقد صدق الصادق المصدوق حين يقول: «يأبى الله والمؤمنون أن يختلف على أبي بكر» فقل لي: ما الموجب لمحبتهم لأبي بكر وتقديمه ومبايعته؟ ألفرط قواه أم لكثرة بني تيم وسؤددهم أم لكثرة عبيده وأمواله؟
رجل بويع فغدا على يده أبراد ليتكسب فيها وينفق على عياله، حتى ردوه وفرضوا له في بيت المال نفقته المعروفة، فقام به وبخليفته عمر الدين وفتحت الممالك وزال ملك كسرى وقيصر والمقوقس وذل الشرك؛ فأرغم الله بأنفك يا باغضهما ولكن حبك الشيء يعمي ويصم ولو شاء الله بك الفلاح لأكثرت من قوله تعالى: {ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم}
ثم العجب من الأنصار -الذين حبهم إيمان والذين بايعوا نبيهم على الموت وآووه ونصروه وعادوا جماهير العرب، بل وحاربوا جيوش الروم والفرس والقبط، مع كثرتهم والتفافهم على سيدهم وكبيرهم سعد- كيف تخلوا عنه بمجيء ثلاثة أنفس من قريش غرباء عن بلدهم فوالله ما انقادوا لهم وبايعوا الصديق إلا لما نبهوا على الحق
فرضنا أنهم عجزوا عن الثلاثة وجبنوا -وهذا فرض محال- أما كانوا يقولون: لا لنا ولا لكم أيها الثلاثة، بل لمن نص الرسول عليه بالخلافة، بزعمك فقدتك يا دائص، ما أبطل حجتك وأشد هواك وشنعتك، ففيك شائبة من اليهود الذين جحدوا الحق وقتلوا الأنبياء لك نفس أبو جهلية ومعاندة إبليسية؛ فلو تركت الهوى ونابذت الجهل وترديت بالعلم وانقدت للإنصاف لأفلحت"
ألم يفكر ابن قايماز أن الناس لم يجتمعوا على الرسل(ًص) وكذبوهم كيف يتفقون على أبى بكر أو غيره ؟
ألم يفكروا أن القاعدة التى وضعها الله وهى اختيار الخليفة شرط العلم بالوحى وصحة الجسم كما قال تعالى فى اختيار طالوت(ص) "وزاده بسطة فى العلم والجسم" وان القاعدة الأخرى أن يكون مجاهدا فى سبيل الله من المهاجرين أو الأنصار لكونهم من جاهدوا قبل فتح مكة بقوله " لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا""
والرجل هنا يقول أن تلك الخلافات أمور عادية ويجب أن نحب كل هؤلاء القوم الذين اختلفوا وقتل بعضهم بعضا فيقول:
"فكر فيما تقول؛ فإنك عمدت إلى السابقين الأولين من أهل بدر وأهل بيعة الرضوان و {خير أمة أخرجت للناس} ومن قال الله تعالى فيهم: {أولئك هم الصادقون} فرميتهم بخزية لا تكاد تقع من أوباش الأجناد ولا من مسلمة التتار، بل ولا من كفرتهم ولا من حرامية الخوارزمية ولا من أذلة المنافقين؛ فأين يذهب بعقلك؟
فانظر -ويحك- ما تقول وما يترتب على ما تزعم فإنك تجعلهم شر الأمم وأظلم الطوائف وتنسبهم إلى النفاق وكتمان الدين فوالله لو جرى بينهم منافسة وخصام على الإمرة -والعياذ بالله تعالى- لما ثنانا ذلك عن حبهم وتوقيرهم، فما زال الأصحاب يتنافسون ويغضب بعضهم من بعض ثم يفيئون إلى الصلح والمودة فقد تألم موسى (ص) من أخيه هارون (ص)وانزعج منه وأخذ بلحيته، ثم سكن واستغفر لنفسه ولأخيه ثم هذان الخيران أبو بكر وعمر قد اختصما كما في الحديث الثابت ثم هؤلاء الذين تأبوا عن بيعة أبي بكر قد وقع بينهم، فقد اختصم علي والعباس ما في قضية فدك وتحاكما إلى عمر، فكان ماذا؟ ثم وقع بين علي وبين الزبير، وبين علي ومعاوية، وبلغوا إلى السيف باجتهاد كل واحد منهم، والله يغفر لهم ويرضى عنهم"
هل ما يطلبه الكاتب طبيعى ؟
الرجل يطالبنا أن نحب بعضنا البعض حتى ولو قتل الأخ أخيه او ابنه أو غيرهم يطالبنا أن تحب بعضنا وبعضنا يأخذ حقوقنا ويظلمنا ويعصى الله ماذا بقى للكفار لم نصنعه ؟
الغريب أن الرجل يستشهد على الخلاف بمسك موسى(ص) لشعر هارون(ص) ولحيته فالرجلان لم يختلفا وإنما الغضب ملأ نفس موسى(ص) لأنه أوصى أخاه بشىء لم يفعله وظن الخير فى غيره فهما لم يتقاتلا وعاد موسى(ص) لرشده فاستغفر لأخيه كما استغفر لنفسه كما قال تعالى ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتمونى من بعدى أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفونى وكادوا يقتلوننى فلا تشمت بى الأعداء ولا تجعلنى مع القوم الظالمين قال رب اغفر لى ولأخى وأدخلنا فى رحمتك وأنت أرحم الراحمين"
ثم ذكر الرجل التالى:
"ثم هذا نبينا (ص)قد تألم لابنته فاطمة وغضب لها لما بلغه أن أمير المؤمنين عليا عازم على أن يتزوج عليها ابنة الشقي أبي جهل، فلما رأى علي انزعاج النبي (ص)للبغيضة النبوية ترك الخطبة، وما نقصت أصلا رتبته بذلك عند النبي (ص)فقبح الله الجهل والهوى"
ألم يسأل ابن قايماز وغيره كيف يتزوج على فاطمة وهو عمها حسب أحاديث "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي" وحسب المؤاخاة وكون أم على فاطمة بنت أسد كانت أما للنبى(ص) ربته
ثم كيف يغضب نبى الله (ص) على أمر حلال بسبب ابنته وهم ينسبون له " لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها " فالرجل يقيم العدل بغض النظر عن أقاربه ؟
ثم ناقش الرجل ما يسمى بنص خلافة على وهو كلام لم يقع لا هو ولا غيره فقال :
"ثم أين كان علي والزبير وبنو هاشم في قوتهم وشجاعتهم عن قتل رجل تاجر يأخذ الأبراد على يده ويتكسب، قليل المال قليل العشيرة والخدم عديم الحرس والحجاب والتحرز، قد نافق وظلم وللنص كتم؟ وما الذي أخر عليا وذويه عن اغتياله دفعا للباطل وإقامة للحق؟ بل علم الفضل لأهله وبايع أبا بكر لسابقته وفضله ما
ثم لو قيل: إن كل الصحابة نسوا النص، فمن أين وقع للرافضة، ومن نقله إليهم؟ فهذا كله هوس محال
وإن قالوا: قد قتل علي طائفة من قريش فأثر ذلك نفورا منه لعشائرهم وحقدا في نفوسهم؛
قلنا: هذا تمويه ضعيف وكذب صريح، لأنه إن ساغ لكم ذلك في بني عبد شمس وبني مخزوم وبني عبد الدار وبني عامر، فإنه قتل من كل قبيلة من هؤلاء رجلا أو اثنين، فقتل من بني عامر واحدا وهو عمرو بن عبد ود، وقتل من بني مخزوم وبني عبد الدار رجالا، وقتل من بني عبد شمس الوليد بن عتبة والعاص بن سعيد بن العاص، وقتل عقبة بن أبي معيط، في قول فقد علم من له أدنى علم بالأخبار أن هذه القبائل لم يكن ولا لواحد منهم يوم السقيفة ذكر ولا عقد ولا حل، اللهم إلا أبا سفيان، كان مائلا إلى علي عصبية ومنافسة لوصول الأمر إلى بني تيم لا للدين وكان ابنه يزيد بن أبي سفيان وخالد بن سعيد بن العاص والحارث بن هشام مائلين إلى الأنصار تدينا والأنصار هم قتلوا أبا جهل، وهو أخو الحارث بن هشام ثم كان محمد بن أبي حذيفة بن عتبة مع علي على معاوية فدعوا القحة وعرفونا من الذي قتل علي من الأنصار حتى يؤول بهم الحقد على كتمان حقه والتخلف عنه، فإن أكثرهم ما حاربوا معه ثم قد كان لطلحة والزبير وسعد من قتلى المشركين عدة كما لعلي، فما الذي خصه بحقد ونفور دون هؤلاء؟ ثم آل بالرافضة قلة الحياء وصفاقة الوجوه وعدم الفكر فيما يتفوهون به إلى أن قالوا: حمل الحقد والشحناء سعد بن أبي وقاص وربيعة بن زيد وابن عمر وأسامة ومحمد بن سلمة وأبا أيوب وأبا هريرة وزيدا، في أمثالهم من المهاجرين والأنصار، على التأخر عن بيعة علي
قلت: ليت شعري أي كلمة خفية نقلت أنها جرت بينهم وبينه؟ وإنما كان رأي هؤلاء وأشباههم أنهم لا يرون القتال في الفرقة، فانجمعوا عن المحاربة فلما وقع الاتفاق على معاوية ونزل له السيد الحسن عن الأمر سمي عام الجماعة واتفقت الأمة كلها على رجل وهذا يبين لك أن كل الموجودين في المملكة الإسلامية عامئذ رأوا جواز خلافة المفضول مع وجود الأفضل، فقد كان جماعة من الصحابة بايعوا معاوية وهم بيقين أفضل منه، كسعد وابن عمر والحسن وعدة من أهل بدر والحديبية، فكان ماذا؟ كان خليقا للإمارة شريفا مهيبا شجاعا حليما جوادا كثير المحاسن، على هنات له، فالله يسامحه ويعفو عنه، فهو أول الملوك وأحزمهم، ولم يبلغ إلى رتبة الخلفاء الراشدين، حاشا وكلا
وكذلك قعد عن ابن الزبير ومروان جماعة من الفضلاء، فلما انفرد عبد الملك بن مروان بالأمر بايعوه وأجمعوا عليه، لا رضا عنه ولا عداوة لابن الزبير ولا تفضيلا لعبد الملك على من هو خير منه وأفضل وإلى خون الرافضة المنتهى
ثم لو كان ما افتروه ممكنا، فما الذي دعا عمر إلى إدخاله في أهل الشورى، فقد أخرج من أهل الشورى قرابته: سعيد بن زيد العدوي البدري أحد العشرة، لكونه من عشيرته، وولده عبد الله بن عمر فصح أن أهل الحل والعقد هم خير أمة
أنزلوا الإمام عليا منزلته، غير مغالين فيه ولا جافين عنه
ثم لما دعاهم إلى البيعة وبايعه الملأ من المهاجرين والأنصار، ما رأينا أحدا منهم خاف منه لما سلف منه في كتمان النص -على زعمكم وإفككم- ولا اعتذر إليه من المبايعة لمن قبله، ولا عنف هو أحدا منهم على جحد النص ولا سبه، فإنه صار إليه أزمة الأمور وزال مقتضى التقية وتمكن من الأضداد
تلك عقول لكم كادها باريها وأضلها ولم يرد أن يهديها
ولا -والله- رأينا الإمام أبا الحسن قال للصحابة وقد قتل أمير الناس عمر وراح من يخشى ويخاف: ويحكم كم هذا الظلم وحتى متى هذا الجحد وإلى كم تكتمون نص نبيكم (ص) في، وإلى كم تعرضون عن فضلي البائن عليكم؟
هب أنه كظم وسكت، أما كان في بني هاشم أحد له شهامة وصدع بالحق يقول لهم هذا الكلام؟ أما كان العباس في جلالته ووقاره قادرا على أن يصرح فيهم بذلك، ولا عقيل بن أبي طالب الذي كان يداريه معاوية؟
فيا لله العجب من الهوى الذي في غلاة الشيعة والكذب ثم قل لي: أزالت الرأفة والمراقبة من قلوب سائر المؤمنين وسادة المجاهدين أن يعملوا في حق مثل علي بمقتضى أمر المصطفى ونصه ولا يبوحون بذكره إلى أن يقتل عثمان صبرا ويبادر قتلته حينئذ وغيرهم من الكبراء إلى نصب علي إماما باجتهادهم، ولا يقوون ذلك بإظهار ما يكتمونه من النص؟
لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
إنها والله لإحدى الكبر، اتفاق جميع خير أمة أخرجت للناس من أوائل المغرب إلى خراسان ومن الجزيرة إلى أقصى اليمن على السكوت عن حق علي ومنعهم حقه، وليس ثم شيء يخافونه قط ولا أحد يشاقونه هذا هو المحال الممتنع ثم من الغد يبايعونه ويطيعونه ويبذلون نفوسهم، مثل يوم صفين والجمل، والرؤوس تندر والدماء كالسيول والمصاحف ترفع على الرماح، والحالة هذه، ولا أحد ينعق بين القوم: ويحكم اتقوا الله وهلموا إلى نص نبيكم
وهلا نطق الإمام علي بذلك يوم صفين، بل أجاب إلى حكم الحكمين
وقال هشام بن الحكم الرافضي: كيف لا يجوز عليهم كتمان النص وقد قتل بعضهم بعضا؟
قلنا: يا جاهل، هذا أعظم حجة عليك، لأن عليا أول من قاتل حين افترق الناس، فما لحقهم لحقه ولكن كان الفريقان
مجتهدين متأولين، والله يغفر لهم، وعلي أولى بالحق ممن قاتله من الشاميين وغيرهم، فقد سماهم النبي صلى الله عليه وسلم: "فئة باغية" ونحن نكف عما شجر بين الصحابة وأنت بجهلك تفرق بينهم وتحط على سائرهم فيما لم يتشاجروا فيه فأي الفريقين أحق بالأمن وأقرب إلى الورع؟
فلما استشهد الإمام علي وقام الحسن ثم أقبل في كتائب أمثال الجبال ومعه مئة ألف عنان يموتون لموته، فما الذي جعله في سعة من تسليم الأمر إلى معاوية وإعانته على الضلال وإبطال حقه من العهد النبوي إليه وإلى أبيه؟ ثم يوافقه على ذلك أخوه الحسين الشهيد ويسكت، فما نقض يوما بيعة معاوية أبدا فلما مات معاوية قام الحسين وسار يطلب الإمارة وتحرج من القعود عن الحرب، فقاتل حتى استشهد فلولا أنه رأى مبايعته لمعاوية سائغة لفعل معه كما فعل مع يزيد هذا ما
لا يماري فيه منصف فإن السبطين سلما الأمر إلى معاوية طائعين غير مكرهين وهما في عز ومنعة وجيش لجب؛ فدل ذلك على أنهما فعلا المباح، وأصلح الله تعالى بين الأمة بالسيد الحسن، وحقنت الدماء وسكنت الدهماء وانعقد الإجماع على مبايعة المفضول الكامل السياسة مع وجود الأفضل الأكمل ولله الحمد
ولو امتنع السبطان في ذلك الوقت ونواصي العرب في يد الحسن لا شك أن يكون لهم النصرة على أهل الشامفهذا زياد، ومن هو زياد، امتنع، وهو فقعة القاع لا عشيرة له ولا نسب ولا سابقة، فما أطاقة معاوية إلا بالمدارة والملاطفة، حتى ولاه واستلحق به أخا، وفي هذا عبرة لمن أنصف
سلمنا سابقة علي وتجربته وجهاده وفضائله وأنه أفضل أهل زمانه، فما الذي جعل السيدين السبطين بمنزلته وفي الوقت من هو قريب من أبيهما في المرتبة، كسعد وسعيد، ثم كابن عمر الذي لولا شيء لقلد الخلافة يوم الحكمين وكذلك لا نجد لزين العابدين علي بن الحسين سبوقا -مع عظمته وشرفه- في علم ولا عمل على سعيد بن المسيب والقاسم وسالم وعروة وكذلك لا تجدون لأبي جعفر محمد بن علي سبوقا في العلم والعمل -مع أهليته للخلافة- على أخيه زيد وابن شهاب وعبد الرحمن بن القاسم وعمر بن عبد العزيز؛ ولا لجعفر بن محمد -مع صلاحيته للإمامة- على عبد الله بن عمر وابن أبي ذئب؛ ولا لموسى بن جعفر على عبد الله بن عمر بن عبد العزيز الزاهد العمري؛ ولا لعلي بن موسى الرضا على محمد بن إدريس الشافعي المطلبي وأما ولد الرضا وحفيده علي بن محمد ونافلته الحسن بن محمد العسكري، فهؤلاء لهم شرف وسؤدد في الجملة، ولكن بينهم وبين زين العابدين وابنه الباقر وحفيده الصادق بون بعيد في العلم والفضل
وأما ثاني عشرهم المنتظر المعدوم، ففيه قولان لا ثالث لهما البتة: إما إنه وجد ثم مات، أو لم يكن قط، وهو الأشبه فأما أن يكون دخل وهو صبي في سرداب بلد سر من رأى من نحو أربعمائة وسبعين عاما وهو إلى الآن حي يرزق ولا بد أن يخرج ويملأها عدلا وقسطا، وأنه يعلم علم النبي (ص)جميعه وعلم الإمام علي كله، لا بل علم الأولين والآخرين وأنه لا يجوز عليه سهو ولا نسيان وأنه معصوم وأنه وأنه فهذه خرافات الكذابين من الرافضة الذين لا يستيحيون من الله فيما يدعونه وما نعلم المنتظر الذي هو الآن حي ومن قبل الإسلام بدهر إلا المسيحين، مسيح الهدى الذي هو الآن في السماء، ومسيح الضلال المغلول في جزيرة ببحر الروم، وهو الدجال شر منتظر، الذي يقتله المسيح عيسى بن مريم عليه السلام بباب لد
ثم هذا ريحانة رسول الله (ص)الحسين قد تأخر، وقلما روى أو أفتى، لعل مجموع ذلك المروي عنه لا يبلغ ورقتين؛ وهذا ابن عمه عبد الله بن عباس حبر الأمة قد جمع فقهه في عشرين جزءا، ويبلغ حديثه نحوا من ذلك وكذلك علي بن الحسين لا يبلغ حديثه وفتياه ثلاث ورقات أو أرجح؛ وسعيد بن المسيب لو جمع علمه وفقهه وحديثه لبلغ مجلدا تاما وأما أبو جعفر فله روايات وأقوال تبلغ جزءين وكذلك ولده جعفر، بل أكثر من ذلك وأما موسى الكاظم فلا يبلغ نصف ذلك
وهم يقولون إن الإمام من هؤلاء الاثني عشر عنده علم جميع الشريعة فما بال من ذكرنا مع حرمتهم وتمكنهم من البلاغ أظهروا النزر اليسير منه وكتموا سائره؟ فإن كان غرضهم كتمان العلم فهذه سماجة عظيمة ومصيبة
ثم لماذا أعلنوا ما يجب كتمانه؟
فدعوا الأباطيل والدعاوى الكاذبة، فإنما العلم بالتعلم
وإن زعمتم أن الله يعلمهم أو يأتيهم بذلك وحي فقد ساويتموهم بالأنبياء"
وبعض ما قاله ابن قايماز هنا من الاحتجاج على الشيعة صحيح وأما الأحداث المذكورة وحتى الشخصيات التاريخية كثير منها لا وجود له فى الواقع فلا ولدت ولا وجدت وإنما هو تاريخ مزور ألفه الكفار ونسبوه للصحابة المؤمنين حتى يظل الخلاف قائم على أمور لا وجود لها وشخصيات لم توجد فى التاريخ وعلى المغفلين أن يظلوا بعد هذا على غفلتهم طالما هم يقدسون اشخاص وبعدوا عن النصوص التى هى دين الله
الدين ليس أبو بكر ولا عمر ولا على ولا عثمان ولا الحسن ولا الحسين ولا سعد ولا ابن الزبير ولا معاوية....... الدين هو وحى الله فمن كان يظن أن الدين هو هؤلاء الأشخاص وما فعلوه فليظل مصدقا للتاريخ الكاذب ومن كان يعبد الله فعليه بكلام الله فهو الحق الصراح
رضا البطاوى

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر