نظرات فى كتاب شبيه الخسيس بأهل الخميس

خاص بمناقشة القضايا الإسلامية من عقيدة، و فكر، و فقه، و فتاوى، الخ.
شارك بالموضوع
رضا البطاوى7
مشاركات: 2402
اشترك: يناير 12th, 2010, 8:27 pm
المكان: طنطا مصر
اتصل:

يوليو 15th, 2020, 5:03 am

نظرات فى كتاب شبيه الخسيس بأهل الخميس
الكتاب من تأليف الشيخ العلامة الحافظ شمْس الدِّين أبو عَبْد الله محمد بن أحْمَد بِنْ عُثمان الذهبي وسبب تأليفه للكتاب هو ارتكاب العوام الجهلة مثلما ارتكبت الأمم السابقة من الذنوب حيث قال :
"من الأسف من العوام الجاهلين اضمحلالُ كثير مما كان عليه السلف من الصالحين، ومن تمسكهم بالصراط المستقيم، ومجانبتهم للبدع، وشعار أهل الجحيم، وقيام جهله الخَلفِ بموافقة كل ضال أثيم
فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، إذ وقع ما هددنا بوجوده
الرسول الكريم: حيث يقول: "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القُذَّة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه"، قيل: يا رسول الله! اليهود والنصارى؟! قال: "فمن"؟! أي فمن أعْني غيرهم!وقال النبي (ص): (من تشبه بقوم فهو منهم) قلت: رواه أبو داود من حديث ابن عمرو قال النبي (ص): (اليهود مغضوبّ عليهم, والنصارى ضالون) وقد أوجب الله عليك يا هذا المسلم - أن تدعُوَ الله تعالى كل يوم وليلة سبع عشرة مَرَةً بالهداية إلى الصراط المستقيم, صراط الذين أنعمت عليهم, ولا الضَّالين فكيف تَطيبُ نفسُك بالتشبه بقوم هذه صفتهم, وهم حصب جهنم؟! ولو قيل لك تشبّه بنشاري أو مسخرة لأنفْت من ذلك وغضبت!! وأنت تَشَبَّه بأقْلف , عابد صليب في عيده, وتكسو صغارك وتفرِّحهم, تصبُغُ لهم البيض , وتشتري البخور, وتحتفلُ لعيد عَدُوِّكَ كاحتفالك لعيد نبيِّك (ص)
فأين يُذهبُ بك إن فعلت ذلك؟ إلى مقت الله وسَخَطِه إن لم يغفر الله لك, أما علمت أنَّ نبيك محمدًا (ص) كان يُحض على مخالفة أهل الكتاب في كل ما اختصُّوا به, حتى إنَّ الشيب الذي هو نور المسلم الذي قال فيه النبي (ص): (من شاب شيبة في الإسلام، كانت له نورًا يوم القيامة) قد أمرنا نبيُّنا (ص) فيه بالخضاب لأجل مخالفتهم، فقال (ص): (إن اليهود لا يخضبون فخالفوهم) ففرض علينا مجانبة ما اختصوا به في صور كثيرة"
والأخطاء فى الفقرة عدة:
الأول كون القلف وهو عدم الختان من صفات النصارى بينما هو من صفات المسلمين لأن الختان تغيير لخلقة الله استجابة لقول الشيطان الذى قصه الله علينا فقال " ولآمرنهم فليغيرن خلق الله "
الثانى أن اليهود مغضوبّ عليهم, والنصارى ضالون بينما اليهود والنصارى كلاهما مغضوب عليه وكلاهما ضال فمثلا وصف الله اليهود بكونهم اضل عن السبيل فقال :
"قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل" كما بين أن كل من كفر مغضوب عليه فقال :
"ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله"
كما بين أن كل كافر ضال فقال :
"ومن يكفر بالله وملائكته ورسله واليوم الأخر فقد ضل ضلالا بعيدا"
وأهل الكتاب يهودا ونصارى وعيرهم كفرة كما قال تعالى"إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين فى نار جهنم خالدين فيها أولئك شر البرية"
الثالث أمر النبى(ص) بالخضاب وهو ما يخالف أن من يغيرون خلقة الله هم المستجيبون لقول الشيطان الذى قصه الله علينا فقال " ولآمرنهم فليغيرن خلق الله "
الرابع قوله أن أوجب الله عليك يا هذا المسلم - أن تدعُوَ الله تعالى كل يوم وليلة سبع عشرة مَرَةً بالهداية إلى الصراط المستقيم فالله لم يوجب قراءة الفاتحة 17 مرة وإنما أوجب قراءة ما تيسر من القرآن دون تحديد فقال " فاقروا ما تيسر منه "
ثم انتقل الذهبى للتالى :
"قلت منها : قول النبي (ص): (إذا كان لأحدكم ثوبان فليُصلِّ فيهما، فإن لم يكن له ثوب فليتزر به ولا يشتمل اشتمال اليهود) رواه أبو داود من رواية ابن عمر"
الاشتمال ليس خاص باليهود فهناك روايات تقول ان الرسول(ص) نفسه اشتمل فى الصلاة كما فى الرواية التالية:
38147- جاء رجل فقال : يا نبى الله ما ترى فى الصلاة فى ثوب واحد فأطلق النبى - صلى الله عليه وسلم - إزاره فطارق به رداءه ، ثم اشتمل بهما ، ثم صلى بنا فلما قضى الصلاة قال : أكلكم يجد ثوبين (عبد الرزاق ، وابن أبى شيبة) [كنز العمال 21686]
والمفترض فى الصلاة هو تغطية العورة سواء كان باشتمال أو بدونه
وقال الذهبى:
"ومنها:قول النبي (ص): (خالفوا اليهود وصَلوا في نعالكم، فإنهم لا يصَلون في نعالهم ولا خفافهم) هو من رواية شداد بن أوس وقال مالك بن دينار: أوحى الله تعالى إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل أن قل لقومك: لا يدخلوا مداخل أعدائين ولا يلبسوا ملابس أعدائي ولا يركبوا مراكب أعدائي ولا يطعموا مطاعم أعدائي، فيكونوا أعدائي كما هم أعدائي "
الخبل هو أن الرجل يبيح الصلاة فى النعال والخفاف مع أن الله طالب كل من يدخل الوادى المقدس حيث بيت الله أن يخاف نعليه فقال " اخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى" فمكان الصلاة تخلع فيه النعال والخفاف ولا صلاة بهما لكون هذا ذنب إلا أن الله اسثنى من ذلك الصلاة فى الحرب
والخبل الاخر هو أن ألا نقتدى بركوب الكفار الخيل مثلا مع ان الله طلب ركوبها فقال"والخيل والبغال والحمير لتركبوها"وأيضا ألا نأكل طعامهم حتى ولو كان حلالا وهو ما يخالف قوله تعالى" اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم"
ويستمر الخبل فى الكتاب فيقول الرجل :
"وأيضًا ألا ترى أن العمامة الزرقاء والصفراء كان لبسهما لنا حلالًا قبل اليوم؟ وفي عام سبع مئة فلما ألزمهم السلطان الملك الناصر، حرُمت علينا أفيطيبُ قلبك أيها المسلم أن تلبس اليوم عمامة صفراء أو زرقاء؟!وإنما أنت في سكرة وغفلة ( إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ]( وقد قال النبي (ص): (خالفوا المشركين ) "
والخبل هنا أن يجعل الكاتب كلام سلطان ظالم وليس حاكم عادل سنة فى الدين فيحرم على المسلمين لبس العمامات الزرقاء والصفراء مع انه جاء فى الرواية التالية إباحتها وهى:
35561- عن أبى المليح عن أبيه قال : نزلت الملائكة يوم بدر عليها العمائم وكانت على الزبير يومئذ عمامة صفراء (الطبرانى ، وابن عساكر) [كنز العمال 30019]أخرجه الطبرانى (1/195 ، رقم 518) ، وابن عساكر (18/353) ."
بالقطع هذا افتراء على الله فالدين ليس ما يقوله الملوك وإنما ما يقول ملك الملوك وحده الله تعالى
ثم قال الكاتب:
"وقال عليه (ص): (فرقُ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر) "
بالقطع الرسول (ص) لا يمكن ان يقول هذا لأن الله أخبرنا أن ما فرضه عليهم فى الصيام فرضه علينا فقال"يا أيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم"
ثم تحدث الرجل عن الأعياد فقال :
"وقد جاء عن جماعة من السلف كمُجاهد وغيره في قوله تعالى: ( وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ ( قال: الزُّور: أعياد المشركين وقال النبي : (إنَّ لكل قوم عيدًا، وإن عيدنا هذا اليوم) فهذا القول منه عليه (ص) يوجب اختصاص كل قوم بعيدهم، كما قال تعالى: ( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً ( فإذا كان للنصارى عيدٌ، ولليهود عيد، كانوا مختصين به فلا يشركهم فيه مسلم، كما لا يُشاركهم في شرعتهم ، ولا في قبلتهم ومن المعلوم أن في شروط عمر ، أن أهل الذمة لا يظهرون أعيادهم واتفق المسلمون على ذلك فكيف يسوغ لمسلم إظهار شعائرهم الملعون من خضاب الأولاد، وصباغ البيض، وشراء الأوراق الصوَّرة المصبغة والبخور الذي دُقَّ عليه بالطاسات تنفيرًا للملائكة، وطلبًا لحضور الشياطين، وتقريرًا لإظهار شعار الملاعين المبتدعين، المتعدِّين ونواقيسهم في الأسواق، وتَرْك الرجال الصبيان يتقامرون بالبيض والله ما يستحل فعل هذا ولا يرضى به مسلم فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وقد قال النبي (ص): (إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يُغيِّروه، أوشك أن يعُمَّهم الله بعقاب من عنده) وقال رسول الله (ص): (ما من قوم يُعْملُ فيهم بالمعاصي هم أعزُّ وأمنَعُ ممن يعملها، ثم لا يُغيِّرون ذلك، إلا عَمَّهم الله بعقاب منه) "
ما قاله الرجل عن كون كل عيد خاص بدين صحيح ولا ينبغى تقليد الكفار فى أحكامهم المخالفة للإسلام كتغيير لون البيض والخضاب وإطلاق البخور والمقامرة
الغريب أنه هنا حرم الخضاب علينا بقوله "إظهار شعائرهم الملعون من خضاب الأولاد "مع انه فى فقرة سابقة اعتبره حلالا فقال " قد أمرنا نبيُّنا (ص) فيه بالخضاب لأجل مخالفتهم، فقال (ص): (إن اليهود لا يخضبون فخالفوهم) ففرض علينا مجانبة ما اختصوا به في صور كثيرة"
ثم تحدث عن تقليد النصارى فى أفعالهم فقال :
"ومن أقْبح القبائح, وأعظم المصائب؛ إنك ترى أخاك الجاهل يشتري البخُّور, والورق المصبغ لزوجته الحمقى الجاهلة فتضعه تحت السماء تزعم أن مريم تجر ذيلها عليه ومريم عليها السلام قد ماتت، وهي تحت الأرض من نحو ألف وثلاث مئة سنة وتعمل بالقطران صليبًا على بابك طردًا للسحر وتلصق التصاوير في الحيطان تهريبًا للحيَّات والهوام وإنما تهربُ الملائكة الكرام بذلك فوالله ما أدري ما تركت من تعظيم النصرانية ووالله إنك إذا لم تنكر هذا فلا شك أنك لراض به وأنت جاهلُ
نعوذُ بالله من الجهْل"
ما قاله الرجل عن التقليد الأعمى هنا صحيح وأما حكاية هرب الملائكة بسبب تلك الذنوب فهو تخريف لأن الله الملائكة فى السموات لا تنزل الأرض لعدم اطمئنانها كما قال تعالى :
"قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
وقال الرجل فى المشابهة :
وقد قال رسول الله (ص): (من تشبه بقوم فهم منهم) فإنْ قال قائلُ: إنَّا لا نقصد التَّشبَّه بهم؟ فيقالُ له: نفس الموافقة والمشاركة لهم في أعيادهم ومواسمهم حرامُ, بدليل ما ثبت في الحديث الصحيح عن رسول الله (ص) أنه (نهى عن الصلاة وقت طلوع الشمس ووقت غروبها) , وقالإنَّها تَطلعُ بين قرنْي شيطان, وحينئذ يسجُد لها الكُفارُ) , والمصلى لا يقصدُ ذلك, إذ لو قصده كفر, لكنَّ نفس الموافقة والمشاركة لهم في ذلك حرامُ"
والمشابهة فى الأفعال المشتركة بين الإسلام وأديان الكفر عديدة فهى بقايا دين الله فى كتب الكفار المقدسة عندهم ولا يمكن لمسلم أن يترك فعلها لوجودها فى كتبهم كالزواج والطلاق وأكل النباتات وأكل الأنعام
وحكاية قرن الشيطان والصلوات لا أصل لها فالصلاة تكون فى أى وقت طالما نسيها المسلم أو كانت هناك ظروف اضطرته لتركها لأخر الوقت كالقتال او المرض
وقد بين ان التقليد الأعمى فى الأعياد يجعل اطفال المسلمين يتعودون على حب أعياد الكفار فقال :
" وفي مُشابهتهم من المفاسد أيضًا:أنَّ أولاد المسلمين تنشأ على حُب هذه الأعيادِ الكُفريَّة لما يُصنعُ لهم فيها من الرَّاحات والكسوةِ والأطعمةِ, وخُبزِ الأقراص, وغير ذلك! فبئس المربِّي أنت أيُّها المسلم - إذا لم تَنْه أهلك وأولادك عن ذلك, وتعرفهم أنّ ذلك عند النَّصارى, لا يحل لنا أن نشاركَهم ونشابههُم فيها وقد زَيَّن الشيطانُ ذلك لكثير من الجهلة, والعلماء الغافلين - ولو كان منسوبًا للعلم, فإنَّ علمهُ وبالُ عليه, كما قال (ص): (أشدُّ النَّاس عذابًا يوم القيامةِ عالمُ لم ينفعه الله بعلمه) وكلُّ مَن علم شيئًا وعمل بخلافهِ عاقبهُ اللهُ يومَ القيامة(00)والله لا يسع وليُ السكوت عن هذا, بل يجب على محتسب البلد القيامُ في ترك هذا بكلِّ ممكن, فإنَّ في بقائه تجرِّيًا لأهل الصليب على إظهار شعارهم وقد رُوي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه, قال: "لا تتعلموا رَطَانة الأعاجم، ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم،فإنَّ السخط ينزل عليهم" فينبغي لكل مسلم أن يتجنب أعيادهم، ويصون نفسه وحريمهُ، وأولاده عن ذلك، إن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، ولا نقولُ كما قال بعض المعاندين إذا نهي عن ذلك:
ماذا علينا منهم؟! فقد قال السيد الجليل الفضيل بن عياض: "يا أخي! عليك بطرق الهدى وإن قلَّ السَّالكون، واجتنب طرُق الرَّدى وإن كثر الهالكون" وقد زيَّن الشيطان لكثير من الفاسقين الضالين من يسافر من بلد إلى بلد، أو يرحل من قريته للفُرجةِ على الفاسقين الضالين، وتكثير سوادهم وفي الحديث: (من كثر سواد قوم حشر معهم) وقال الله عز وجل: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ( قال العلماء: ومن موالاتهم التشبُّه بهم، وإظهارُ أعيادهم، وهم مأمورون بإخفائها في بلاد المسلمين، فإذا فعلها المسلم معهم، فقد أعانهم على إظهارها وهذا منكرٌ وبدعةٌ في دين الإسلام، ولا يفعلُ ذلك إلا كل قليل الدين والإيمان، ويدخل في قول النبي (ص): (من تشبَّه بقوم فهو منهم) وقد مدح الله مَنْ لا يشهد أعياد الكافرين، ولا يحضرُها ، قال تعالى: ( وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ ) فمفهومه أنَّ من يشهدها ويَحضُرها يكون مذمومًا ممقوتًا؛ لأنه يشهد المنكر ولا يُمكنه أن يُنكره، وقد قال النبي (ص): (من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) "
كلام مضمونه صحيح ولكن نسبة بعض الأقوال للصحابة تخالف وحى الله كالنهى عن تعلم رطانة الأعاجم أى لغاتهم وتعلم ألسنة الناس واجب على الدعاة فكيف ندعو قوم للإسلام ونحن نجهل لغتهم وأحكام دينهم
وكرر الكاتب كلامه فقال :
"وأيُّ منكر أعظم من مشاركة اليهود والنصارى في أعيادهم ومواسمهم، ويصنع كما يصنعون من خبز الأقراص، وشراء البخور، وخضاب النساء والأولاد، وصبغ البيض، وتجديد الكسوة، والخروج إلى ظاهر البلد بزيِّ التبهرج، وشُطوط الأنهار وهم أذلة تحت أيدينا، ولا يُشاركون، ولا يُشابهوننا في أعيادنا، ولا يفعلون كما نفعل! فبأي وجه تلقى وجه نبيك غدًا يوم القيامة؟! وقد خالفت سنته وفعلت فعْل القوم الكافرين الضالين أعداء الدين!فإن قال قائل: إنما نفعل ذلك لأجل الأولاد الصغار والنساء؟
فيُقال له: أسوأ الناس حالًا من أرضى أهله وأولاده بما يُسخط الله عليه، وقد قال الحسن البصري رحمه الله: "ما أصبح رجلًا يطيع امرأته فيما تهوى إلا أكبَّه الله في النار، فالله سبحانه وتعالى قد قال في كتابه العزيز: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً ( "
ومعناه: علموهم، وأدبوهم، وأمروهم بالمعروف، وانهوهم عن المنكر، لتتقوا النار التي من صفتها أنها توقدُ بالناس والحجارة، قيل: حجارة الكبريت أجارنا الله منها وعن عبد الله بن عمرو أنَّه قال: "مَنْ صنع نيروزهم، ومهرجانهم، وتشبَّه بهم، حتى يموت وهو كذلك، ولم يتب حشر معهم يوم القيامة" رواه عوفٌ الأعرابي عن أبي المغيرة عن عبد الله وهذا القول منه يقتضي أنَّ فعْل ذلك الكبائر، وفعل اليسير من ذلك يجُرُّ إلى الكثير فينبغي للمسلم أن يسُدَّ هذا الباب أصلًا ورأسًا، وينفِّر أهله وصغاره من فعله ، فإن الخير عادةٌ، وتجنُّب البدع عبادة
ولا يقولنَّ جاهلٌ، أفرِّح أطفالي! ويقول: أخاف أن يأتيهم الموتُ، فيحول بينهم وبين ذلك، وتبقى غصَّة ذلك تجول في قلبي! أنا أصبغ لهم البيض، وأخضبهم بالحناء وأشري لهم الأوراق التي في الصور، وأفرِّحهم حتى لا يبقى في خاطرهم!!
أفما وَجدْت يا مسلم ما تفرحهم به إلا ما يسخط الرحمن، ويرضي الشيطان، وهو شعار أهل الكفر والطغيان؟!فبئس المربي أنت!! ولكن كذا تربيت!
يا أخي ما أقواك إن خالفت هواك! وما أغواك إن وافقت هواك! ولا يعني التوبيخ سواك، ما أسقمك وأنت لا تشرب دواك!ما أكرمك إن كانت الجنان مأواك! ما أفظع دينا شرعهُ العامة والرهبان! ما أرقع جاهلًا يدرا عن داره السحر بصلبان القطران! ما أشدَّ خذلان من مكَّن من القمار الصبيان! ما أشنع رائحة اللاذن والأظفار وحصا اللبان! إلى أين تذهبين يا عجوز السوء؟ إلى القبور؟؟ إلى كم تضرب نواقيسُ النُحاس، ويتلى عليها كلمات الباطل والفجور ؟"
كلام الفقرات السابقة سبق ان قاله فى فقرات سابقة أخرى وما يقوله يبدو أن الكثير منه ينطبق على ما يسمى بمصر الحالية فيما يسمى بعيد شم النسيم الذى يلى عيد النصارى فهو الأحد وشم النسيم الاثنين ثم احدث عن الخميس واصفا إياه بالحقير وهو كلام لا يعى صاحبه أنه يشتم به الدهر أى الزمن دون ذنب ارتكبه فيقول مكررا بعض من كلامه السابق :
"ذلك وَمن يعظمُ حُرُمات الخميس الحقير لا الكبير فإنها من أعظم الشُّرور،ومن يتق الله ويعظمُ حرمات الله ، فإنها من تقوى القلوب يا مصَّرِف القلوب ألهمنا اتباع سنة نبيك، وجنبنا الابتداع والتشبه بالكفار قال النبي (ص): (من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو ردٌ) وفي لفظ الصحيحين: قال: (من أحدث في أمرنا ما ليس فيه فهو رد) أي مردود وقال النبي (ص) : (خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد (ص)]، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة) وقال رسول الله (ص): (لا يمكن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به) وقال: (ص)]: "تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك" وقال (ص): (من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة)
وقال (ص): (إن الله عزَّ وجلَّ إذا علم من عبد أنه يبغض صاحب بدعةٍ غفر الله له وإن قلَّ عملهُ) وروي عن النبي (ص): أنه قال: (من انتهر صاحب بدعة ملأ الله قلبه إيمانًا وأمنًا) وعن النبي (ص): (من أهان صاحب بدعةٍ آمنه الله من الفزع الأكبر) وهذه آثار مشهورة
ومِن التَّشبُّه بالنصارى ما يفعله جهلة أهل بعلبك والبقاع من إيقاد النيران ليلة عيد الصَّليب في الكروم, وهذا أيضًا من إظهار شعار النَّصارى, قُبحًا لفاعلهِ ومن ذلك: إيقادُ النيران والقناديل ليلة الميلاد, وشراءُ الشمع والتوسعةُ والتلذذ بالحلوى والقطايف, وإظهارُ السرور والرّهج وإعطاء المدحْرجين فإنَّ في هذا إحياء لدين الصليب وإحداث عيد ومشاركة المشاركين, وتشبهًا بالضالين! وقد قال النبي (ص)من تشبه بقوم فهو منهم) فيا مسكينُ: أين تذهب بعقلك؟!إلى كم تهربُ من متابعة سنّةّ نبيك محمد (ص) إلى متابعة شعار أعدائك؟! إلى كم هذه التفرقة والتململ من سُلوكِ الصِّراط المستقيم إلى سبيل الشياطين الضالين ؟! إنْ تعبدت سردْت في العبادة, أو تسللت لواذًا يمينًا وشمالًا وإنْ سلكت في طريق العلم دخلت في الحيل والرُّخص وقلت: أنا مُقلدُ الأئمَّة !"
وبالقطع التشبه فيما خالف كلام الله ذنب ينبغى التوبة منه وعلى المسلمين البعد عنه نهائيا
ثم ذكر الذهبى فقرة يبدو أنها محشورة فى الكلام عن التجارة لا دخل بها بموضوع الكتاب فقال :
"وإنْ دخلت في التجارة والبيع احتلت في المعاملة الرَّبوية بكل طريق, وأكثرت الحلف الذي يحرم على التاجر فعله, ونهى عنه الرسول (ص) حيث يقول: ( إياكم وكثرة الحلف عند البيع, فإنَّهُ يُنفّق ثم يَمحقُ) وفي لفظ آخر: (فإنها منفقة للسلعة, ممحقة للبركة) ] وقال رسول الله (ص) في المتابعَين: (إنْ صدقا وبيَّنا بورك لهما في بيعهما, وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما)"
ثم تعرض بكيفية الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فقال :
"واعلم انَّك إن أمرْت بمعروف أو نهيت عن منكر, فربما انحرفت إلى الشرور وثارت نَفَسُك واعتديْت, فيكون ما أفسدتَ أكثر مّما أصلحت وإن ليَّنت لقرابتك ولذي الجاه والسلطان وأقمت الحد على الضعيف والجاهل, دون القوي والعالم, فقد عصيت بذلك, وإن غضبت لنفسك في إنكارك حيث ينُلُ منك فلا بدَّ لك في علِمِك من أن تكون حكيمًا حليمًا, ولا بدَّ في العمل من الإخلاص, قال الله تعالى ( وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ( وقال تعالى: ( أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ( فليكن رفقُك بالمبتدع والجاهل حتى تردهما عن ارتكباه بلين ولتُكنْ شدَّتك على الضَّال الكافر, ومعَ هذا فارْحم المبتلى, واحمد الله على العافية, ( كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا( وانظر إلى نفسك وقت النهي عن المنكر وعند الأمر بالمعروف بعين المقت, وانظر إلى أخيك العاصي الجاهل بِعين الرَّحمة, من غير أن تترك أوامر الله تعالى أو حدًا من حدود الله ويروى أن النبي (ص) قال: (ما أحدث قوم بدعةً إلا نزع الله عنهم من السُّنة مثلها) "
وعاد مرة أخرى لشتم يوم الخميس وليس أهل الذنوب المرتكبة فى الخميس فقال :
"فاتباعُ السُنةِ حياة القلوب وغذاؤها فمتى تعوَّدت القلوبُ بالبدع وألفتها
لم يبقَ فيها فضلُ للسُّنن ثم فعْلُ المنكرات في الخميس الخسيس على مراتب بعضها أخف من بعض"
وبين الذهبى الحلال والحرام فى تلك الأفعال فقال :
"فقبول الهديَّة من الجارِ النصراني إذا أهدى لك في عيده من البيض وغيره ذلك مُباحُ وشراء البيض وصبغهُ مذمومُ وتمكين الصبيان من القمار به؛ حرام وقمار الشباب والرجال به من الكبائر الموبقات قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ ( وقال رسول الله (ص): (مَنْ قالَ لصاحبه تعال أقامرك ,فليتصدق) , رواه البخاري ومسلم فإذا كان مجرَّد القوْل معصية موجبة للصَّدقة المكفرة, فما ظنك بالفعل وهو داخلُ في أكْل أموالِ الناس بالباطِل, والله تعالى قد أنزلِ غير آية في مقت أكل أموال النََّاس بالباطل فالله تعالى حَرَّم الميْسر في كتابه, واتفق المسلمون على تحريم الميسر , سواءُ كان بالشِّطرنج, أو بالنرْد , أو بالكعاب , أو البيض, أو بالجوز فإنَّ غير واحدٍ من التابعين كعطاء, ومجاهد, وإبراهيم, النخعيِّ وطاوس قالوا: كُلَّ شيء من القمار فهو من الميسْر, وهو حرامُ حتى لعب الصِّبيان بالجوز واعلمْ أنَّ بيع البخور وضرب الطاسات عليه من الفضائح, وعمل الصُّلبان والورقِ المصوَّر في البيوت من العظائم التي من اعتقد حلها ونفعها فقد ضلَّ ضلالًا مبينًا أما سمعت نبيَّك (ص) يقول: (لا تدْخُل الملائكة بيتًا فيه صورة) أما تستحي يا هذا من الله عز وجلَّ, تجعل بيتك كنيسة, فيه صلبان وصورُ روى هشام بن حسان عن ابن سيرين رحمه الله قال : "أتى عليُّ بن أبي طالب بهدية يوم النيروز, فقال: ما هذه؟ قالوا: يا أمير المؤمنين هذا يوم النيروز, قال, فاصنعُوا كلَّ يوم نيروزًأ معنا" قال بعض العلماء: معناه أن عليًا كره أن يقال: نيروز وأنْ يخص به يومًا دون يوم"
وبعض ما استشهد به الذهبى باطل مدخول الملائكة البيوت التى ليس بها صور لأنها لا تنزل الأرض إلا مضطرة للقتال او للوحى وفى كونها فى السماء قال تعالى "قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
ثم تحدث الذهبى عن النيروز فى مصر فقال :
"فأمَّا النيروز, فإن أهلَ مصرَ يبالغون في عمله, ويحتفلون له وهو أول يوم من سنة القبط, ويتخذون ذلك اليوم عيدًا يتشبه بهم المسلمون, وهو أول فصل الخريف وقال حذيفة رضي الله عنه: "من تشبَّه بقوم فهو منهم و ولا يُشبه الزِّيُّ الزِّيّ حتى يشبه الخلق الخلق" وقال ابن مسعود: "لا يشبه الزي الزي حتى تشبه القلوب القلوب" وإذا كانت مشابهتهم في القليل ذريعة إلى هذه العظائم كانت مُرمة, فكيف إذا أضيف إلى المشابهة ما هو محضُ الكفر من التبُّرك بالصليب, والتعميد بماء المعمودية أو قول القائل:المعبود واحد" يعني "الإله واحد والطرق إليه مختلفة" !!فها هنا يهون صبغ البيض، والخضابُ ولطخُ قرون المعزَى والمواشي بالمغرة وإنْ كان الكل باطلًا "
والنيروز فى مصر الحالية هو يوم شم النسيم والنيروز يختلف موعده من دين لأخر وهم يسمونه الأديان حاليا العادات والتقاليد
رضا البطاوى

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر