نقد كتاب حديث الغدير سند الولاية الناطق

خاص بمناقشة القضايا الإسلامية من عقيدة، و فكر، و فقه، و فتاوى، الخ.
شارك بالموضوع
رضا البطاوى7
مشاركات: 2402
اشترك: يناير 12th, 2010, 8:27 pm
المكان: طنطا مصر
اتصل:

أغسطس 5th, 2020, 5:11 am

نقد كتاب حديث الغدير سند الولاية الناطق
الكتاب تأليف لجنة المعارف والأبحاث الإسلامية بقم وحديث الغدير عند الشيعة هو حديث تم فيه كما يزعمون تنصيب على كخليفة للنبى(ص) فى الحكم من جانب النبى(ص)
استهل الكتاب بتعريف منطقة الغدير المزعومة جغرافيا فقالت المقدمة:
"كلنا سمعنا باسم الغدير، وهي أرض تقع بين مكة والمدينة بالقرب من «الجحفة» والتي تبعد 200 كيلومتر عن مكة، وهي في الواقع مفترق طرق يصل اليها الحجاج بعد اتمامهم لمناسكهم، وكل يتوجه إلى بلده:
فطريق يتوجه إلى المدينة باتجاه الشمال وأخر يذهب إلى العراق باتجاه الشرق وطريق يذهب إلى مصر باتجاه الغرب وطريق يذهب إلى اليمن باتجاه الجنوب وهذه الأرض هي اليوم أرض قفراء، ولكنها شهدت حادثة من أهم حوادث التاريخ الإسلامي، وهي تنصيب الإمام علي في الثامن عشر من ذي الحجة في السنة العاشرة للهجرة"
وبينت اللجنة أن الحكام عبر التاريخ حاولوا محو حادثة الغدير من التاريخ فقالت:
"أراد الخلفاء في السابق وبعض المتعصبين اليوم محو هذه الحادثة من ذاكرة التاريخ، ولكن هيهات فتأصلها في التاريخ أكبر وأوسع من أن يمحى"
ومنهج اللجنة كما بينت هو ذكر الأدلة من كتب أهل السنة وليس من كتب الشيعة وفى هذا قالت:
"وستجد في هذا الكراس مصادر وحقائق دامغة، وتتساءل متعجبا: إن مسألة بهذا العمق في التاريخ كيف يمكن تجاهلها والإعراض عنها؟!
نأمل أن يكون هذا التحليل المنطقي للأحداث التاريخية المذكور في طيات هذا الكراس، والتي أخذت كلها من مصادر السنة، وسيلة للتقارب بين المسلمين أكثر من ذي قبل، ونأمل أن تؤخذ الحقائق التاريخية بنظر الاعتبار والاهتمام بعد أن وضعت في الماضي في زاوية الغفلة والتجاهل"
كالعادة فى كتب المذاهب عندما يختلفون فى مسألة يتجنبون القرآن تماما وحججهم الواهية قائمة على روايات بشرية لا قيمة لها ومن يفكر فيها سيجدها متناقضة بل أحيانا يكون أقوى أدلتهم ليس فيه أى نص على أصل المسألة
تقول اللجنة :
"حديث الغدير السند الناطق للولاية:
حديث الغدير هو من الأدلة الواضحة لولاية وخلافة أمير المؤمنين بعد الرسول الأعظم(ص) حيث يتمتع بأهمية لدى المحققين خاصة
وللأسف نجد أن البعض وقعوا أسرى المسبوقات الفكرية بالنسبة إلى ولاية أمير المؤمنين فتارة يقبلون سند الحديث ويشككون في دلالته، وأخرى يشككون ومن دون علم بنفس السند ولأجل توضيح أبعاد الحديث واستجلاء مكنوناته رأينا من الضروري أن نتناول بالبحث كلا الموضوعين مع إيراد الوقائع المعتبرة:
البعد التاريخي للغدير:
أتم المسلمون «حجة الوداع» في الشهر الاخير للسنة العاشرة للهجرة، وتعلموا أعمال حجهم على يد الرسول الأعظم(ص)، وعندها قرر الرسول(ص) التوجه نحو المدينة المنورة، وصدر فعلا الأمر بالحركة، وعند وصول الركب الى مدينة «رابغ» (الجحفة) «غدير خم» مخاطبا الرسول بهذه الآية: (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) فلحن الآية يبين مدى أهمية وخطورة الامر الذي القي على عاتق الرسول(ص)، والذي يعتبر مساويا للرسالة في الأهمية والموجب ليأس الكفار وأعداء الإسلام، وهل يوجد أمر أهم من تنصيب الأمير بالإمامة والخلافة، أمام مرأى ومسمع من مائة ألف أو يزيدون؟
ولأجل ذلك صدر أمر بالتوقف، فمن تقدم من الركب ارجعوه، ومن تأخر انتظروه وهكذا حتى اجتمعوا كلهم في مكان واحد، وكان الحر شديدا"
أمر غريب فى هذه الحكاية جماعة يسافرون من مكة إلى المدينة حيث مسكنهم بدلا من أن يتوجهوا شمالا حيث الطريق المعروف والأسرع فى الحر يتوجهون غربا ليطيلوا الطريق مائة ميل فأى جماعة هذه التى تسير بلا عقل ؟
لقد علم النبى(ص) والمؤمنون عقاب من أراد إطالة الأسفار من قصة سبأ ومع هذا يكررون نفس الذنب بالقطع هذا لم يحدث
الخبل الثانى فى الحكاية هو أن القائد(ص) وهو لم يفعل قطعا يأخذ معه مائة ألف مسافر وهو لا يحسب حساب كم الماء الذى يحتاجه هؤلاء فى صحراء يسيرون فيه حوالى ثلاثمائة ميل إنهم لو نزلوا على خمسين بئرا لجففوها من الماء وهذا الغدير إن كان له وجود فإنه لن يكون له وجود بعد نزولهم حوله لأنهم سيشربون مائه ويتركونه صحراء قاحلة
الخبل الثالث هو أن عدد الحجاج كان مائة ألف ومن المعروف انهم كانوا من بلاد مختلفة ومن سيعودون لبلادهم وليس للمدينة ومن المعروف أن عدد المسلمين المشاركين فى الفتح كان عشرة آلاف من سكان المدينة ومن ثم لو زاد عدد السكان فيها لكان عشرين ألف أو ثلاثين ألفا لأن مساحتها لم تكن لتتحمل هذا العدد
الخبل الأخر كما تقول الفقرة التالية:
"وكان الناس يتوقوه بأيديهم ويضعون الثياب تحت أرجلهم من حرارة الرمل، ونصبوا للرسول(ص) منبرا وضلا تحت شجرة قائمة هناك وأخذ الرسول(ص) بايراد الخطبة بصوت جهوري، وخلاصتها"
الجو حار جدا ومع هذا نبى الرحمة(ص) يعذب الناس بوقوفهم أيضا على الرمال الملتهبة هل يمكن أن يفعل هذا ؟
اجيبوا بأنفسكم
ثم بعد هذا ذكرت اللجنة ما تظن أنه نص الخطبة وهو :
"خطبة الرسول (ص) في غدير خم:
فبعد أن حمد الله تعالى واثنى عليه، ووعظ فأبلغ في الموعظة ونعى إلى الامة نفسه، قال: «أيها الناس إني قد دعيت ويوشك أن اجيب وقد حان مني خفوق من بين أظهركم و إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ثم قال: إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن ومؤمنة وأخذ بيد علي وقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، فقال: «من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه واحب من احبه وابغض من ابغضه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار»
هذا هو النص السؤال الذى يجب طرحه:
أين الجملة التى عينت على خليفة أو إماما ؟
لا توجد جملة واحدة تكلمت عن الخلافة او الإمامة
الرواية فيها مخالفات عديدة لكتاب الله :
الأولى وجود حوض واحد فى الجنة أو القيامة للنبى (ص)وكل مؤمن له عينان أى حوضان أى نهران فى الجنة كما قال تعالى "ولمن خاف مقام ربه جنتان فبأى آلاء ربكما تكذبان ذواتا أفنان فبأى آلاء ربكما تكذبان فيهما عينان تجريان"
الثانية علم النبى(ص) بالغيب ممثلا فى موته قبل الحاضرين وهو قولهم" وقد حان مني خفوق من بين أظهركم " وعلمه ببقاء أهل بيته بعده فى قولهم"و إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي"
كيف يعلم النبى(ص) الغيب خاصة موته والموت من الخمس الممنوعة عن الخلق كما قال تعالى "إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما فى الأرحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأى أرض تموت" وكيف يعلمه وقد طالبه الله أن يقول "ولا أعلم الغيب" كما طالبه بإعلان هذا بقوله أيضا "قل لا أملك لنفسى نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء"
الثالثة كون أهل بيته عند القوم على وأسرته مع أن أهل البيت يكونون نساء كما فى قوله تعالى لزوجة إبراهيم (ص) على لسان الملائكة" قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد"
الرابعة تحريم بغض على ووجوب حبه وهو كلام نفاه الله عندما أعلن أن الكراهية تقع بين المؤمنين ولكنها لا تتحول بكراهية أذى فقال" وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا "
بعد هذا الكلام تقول اللجنة أن حكاية الغدير خالدة فتقول:
"خلود قصة الغدير:
تعلقت مشيئة الباري تعالى الحكيمة بتخليد هذه الذكرى في كل العصور والأزمان، وهي حادثة حضرت بأحرف من نور في القلوب المسلمين ولا تخلو كتب التفسير والتاريخ والحديث والكلام في كل عصر وزمان من تلك الواقعة، وقد تحدث بها الخطباء والوعاظ في مجالسهم، فهي من الفضائل المسلمة لأمير المؤمنين بل تعدت إلى الشعراء حيث صارت هذه الواقعة منهلا يسترفدون منه قصائدهم ويروون منه أفكارهم ومفاهيمهم، فكان أن سردوا فيها أبدع أشعارهم وأسمى منظوماتهم بصورة متنوعة وبلغات مختلفة (وقد ذكر العلامة الأميني في غديره تلك الاشعار وقائليها وتراجمهم) وبعبارة أخرى: لا نرى واقعة وحادثة تاريخية قد تناولها الجميع من فيلسوف وكلامي ومحدث ومفسر وخطيب وشاعر ومؤرخ سوى حادثة الغدير ومن العوامل المهمة في خلود الواقعة هو نزول الآيتين الشريفتين والجدير بالذكر أنه عند مراجعة التاريخ نرى أن يوم الثامن عشر من ذي الحجة الحرام يوم عرف بيوم الغدير بين المسلمين ففي معرض حديث ابن خلكان عن المستعلى بن المستنصر يقول: إنه وفي سنة 487 للهجرة في يوم الغدير المصادف للثامن عشر من شهر ذي الحجة بايعه الناس المصادف ليوم الغدير وافته المنية وقال ابو ريحان البيروني في كتاب الآثار الباقية أن عيد الغدير عيد كان يحتفل به المسلمون وليس فقط عد ابن خلكان وأبو الريحان البيروني ذلك اليوم عيدا، بل وقد جاء أيضا على لسان الثعالبي، وهو من علماء السنة المعروفين وجذور هذا العيد ممتدة إلى عصر الرسول الاعظم(ص) حيث أمر الناس من المهاجرين والأنصار وأزواجهم أن يبايعوا لعلي ويهنئوه على مقام الولاية والإمامة قال «زيد بن الأرقم»: أول من بايع الإمام علي من المهاجرين هم، أبوبكر وعثمان وطلحة والزبير، واستمرت المراسم حتى الغروب"
بالقطع حكاية الخلود على ألسنة البشر بالشعر والحكاوى المكتوبة فى الكتب لا يمكن أن تكون خلودا لأنه بمجرد انتهاء الدنيا سيزول كل هذا الكذب لأن الحقيقة ستظهر فى القيامة للكل
لو كانت الحكاية حقيقة لذكرها الله تعالى فى القرآن ولكننا لا نجد نصا واحدا أو جملة تشير للحكاية
لو كان للحكاية أصل وهى حسب زعمهم تتعلق بشىء كبير جدا يتعلق بمصلحة كل المؤمنين لتم ذكرها بذكر اسم على وخلافته لأن الله ذكر اسم زيد فى قصة لا تهم سوى قلة من المؤمنين وهى التبنى
بالقطع هذا لم يحدث لأن الله ذكر نصا قطع بها حكايات الغدير وحكاية صلاة أبو بكر وغير هذا وهو قوله تعالى " وأمرهم شورى بينهم "
ومن ثم فحكايات أهل كل مذهب عن تولية فلان أو علان خليفة هى مجرد أكاذيب وتخاريف
وتستدل اللجنة على صحى الرواية بكثرة رواة الحديث والكتب التى ذكرت فيها حكاية الغدير فتقول:
"110 من رواة الحديث:
يكفي اهمية لهذا الحديث أن 110 من اصحاب الرسول نقل علماء السنة رووه وفي القرن الثاني للهجرة والذي يسمى بعصر التابعين نقله 89 نفر من اولئك ورواة الحديث في القرون اللاحقة هم أيضا من أهل السنة، و360 نفر منهم رووه في كتبهم واعترفوا بصحة سند الحديث، ولم يكتفوا بنقل الحديث فقط، بل ألفوا كتبا مستقلة في صحة اسناده
والعجيب في الأمر أن المؤرخ الاسلامي الكبير وهو «الطبري» ألف كتابا باسم «الولاية في طرق حديث الغدير» ونقله عن الرسول(ص) من 75 طريقا ونقله ابن عقد الكوفي في رسالة الولاية عن 105 راوي ونقله أبو بكر محمد بن عمر البغدادي المعروف بالجمعاني عن 25 طريق
من مشاهير أهل السنة:
احمد بن حنبل الشيباني ابن حجر العسقلاني الجرزى الشافعي ابو سعيد السجستاني أمير محمد اليمني
النسائي ابو العلاء الحمداني وابو العرفان الحبان
وقد نقلوا هذا الحديث بطرق عديدة ونقله الشيعة ايضا والفوا فيه الكتب القيمة، واهم وأجمع تلك الكتب هو كتاب «الغدير» التاريخي للعلامة المجاهد المرحوم آية الله الأميني وقد استفدنا في كتابة هذا الفصل من ذلك الكتاب غاية الاستفادة وعلى أية حال، فبعد أن نصب الرسول(ص) الأمير نزلت آية: (اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) وبعدها ارتفعت الاصوات بالتكبير، وقال رسول الله(ص) لعلي«اجلس في خيمة كي يبايعك الناس ووجوه القوم» وقد بادر ابو بكر وعمر بالبيعة له قبل الجميع وجاء حسان بن ثابت إلى رسول الله(ص) أتأذن لي أن أقول في هذه المقام يرضاه الله؟ فقال له: قل يا حسان على اسم الله، فوقف على نشز من الأرض وتطاول المسلون لسماع كلامه فأنشأ يقول:
يناديهم يوم الغدير نبيهم بخم وأسمع بالرسول مناديا
وقال فمن مولاكم ووليكم؟فقالوا ولم يبدو هناك التعاديا
إلهك مولانا وأنت وليناولن تجدن منا لك اليوم عاصيا
فقال له قم يا علي فانني رضيتك من بعدي اماما وهاديا
فمن كنت مولاه فهذا وليه فكونوا له اتباع صدق مواليا
هناك دعا، اللهم والى وليه وكن للـــــــــــــــــــــــــــذي عادى عليا معاديا "
الاستدلال بكثرة الرواة والكتب للحكاية ليس دليلا فلكى نصدق أى رواية لابد أن توافق كلام الله فإن عارضته فاضرب بها عرض الحائط ولو اجتمعت البشرية عليها ألم يجتمع النصارى وهم بالمليارات على ألوهية مخلوق كالمسيح (ص)؟ألم تؤلف عشرات الآلاف من الكتب فى تلك الألوهية المزعومة ؟
ولذا وضع الله قانونا وهو أن كثرة الخبيث لا تغيره من كونه خبيث بيكون حقا فقال "قل لا يستوى الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث"
والغريب أن تذكر اللجنة الحكاية التالية:
"وعند موت الخليفة الثاني وعند انعقاد مجلس الشورى لتعيين الخليفة بعده احتج أمير المؤمنين بحديث الغدير هذا وكثير من الشخصيات الكبيرة تحدثوا به من موقع الاستدلال مثل الزهراء حيث كانت تستدل به دائما أمام مرأى ومسمع المخالفين، وتشيد بمقام الإمام علي"
السؤال لماذا لم يحتج على على الخليفة الأول واحتج على الخليفة الثانى ؟
إذا كان النص موجودا فى الحالين فقد أثم على لأنه ترك ما هو حق له وعصى الله بالسكوت على ذلك
ثم تعرضت اللجنة لمعنى كلمة مولى فقالت:
"ما المقصود من كلمة مولى؟
المسألة المهمة هنا هو تفسير كلمة «مولى»، فإنها على وضوحها اسائوا الاستفادة منها، وبعد أن لم يجدوا طريقا ولم يستطيعوا للتشكيك بالسند تحركوا على مستوى التشكيك في مفهوم الحديث ودلالته، وخاصة كلمة «مولى» ولكنهم رغم ذلك لم يحققوا نتيجة كلمة «مولى» وبكل طراحة لا تحمل في اغلب المواضع إلا معنى واحد، وهو الأولوية والجدارة، وبعبارة أخرى: «الرئاسة»، وجاء في القرآن لفظ «المولى» بمعنى الرئيس أو المدير أو الأولى وجاءت كلمة «مولى» في 18 آية في القرآن الكريم، وعشرة منها تعبر عن مولوية الباري تعالى ولم تأت بمعنى الصديق إلا في موارد قليلة جدا ولذلك لا يمكن الشك في أن كلمة المولى هي بالدرجة الاؤلى بمعنى الأولى والاجدر، ولم تأت في حديث الغدير إلا في هذا المعنى، والشواهد والقرائن كلها تشير الى ذلك المعنى
أدلة تؤيد المدعى:
لنفرض انه يوجد لكلمة «مولى» معان متعددة، ولكن القرائن وشواهد الحال التي اكتنفت الحدث يوم الغدير التاريخي ترفع كل ابهام وشبهة، وتتم الحجة على كل أحد:
الشاهد الأول:
نرى حسان شاعر الرسول الاعظم(ص) وبعد اخذ الرخصة من الرسول(ص)قال:
فقال له قم يا علي فانني رضيتك من بعدي اماما وهاديا
لم يستفد حسان من لفظ المولى غير معنى الإمامة والقيادة والهداية، والحال أنه يعتبر من أهل اللغة ومن فصحاء العرب ولولا أن الشواهد والقرائن لم تفد الا ذلك المعنى لما تجرأ حسان لأن يقول ما قال ولأشكل عليه باقي العرب وعابه باقي الشعراء"
وما رأى اللجنة فى قول كل المسلمين وهم المتقين فى القرآن"واجعلنا للمتقين إماما"ألا يدل على أن كل واحد من المسلمين إمام ؟
وقالت"الشاهد الثاني:
ما كتبه الأمير في اشعاره لمعاوية حيث قال:
وأوجب لي ولايته عليكم رسول الله يوم غدير خم
فهل يوجد شخص أفضل من الإمام يفسر لنا ما هو المقصود من كلمة مولى في الشعر أعلاه، ولم يستفاد منها إلا الزعامة والقيادة؟"
هذا الشعر ذنب ممن قاله لأن الرجل يزكى نفسه والله يقول " فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"
وقالت"الشاهد الثالث:
قبل أن يقول الرسول(ص) كلمته المباركة والشهيرة سأل الحاضرين: «ألست أولى بكم من أنفسكم»؟ وبعد ما أخذ الإقرار بذلك من الناس قال: «من كنت مولاه فهذا علي مولاه» فما فائدة هذا التقارن والتوالي؟ وهل هو إلا لكي يثبت له ذلك المقام الرفيع الثابت للنبي(ص) بنص القرآن؟ مع فارق مقام النبوة للنبي والإمامة لعلي، ويكون معنى الحديث أن كل من أكون أولى من نفسه فعلي أولى به من نفسه ويتحاشى القرينة المذكورة التي لا تخفى الا على المعاند الذي لا يريد أن يرى الحق والنور"
المولى هنا بمعنى الناصر فالنبى(ص) ينصر المؤمنين وعلى مثله ينصرهم
وقالت"الشاهد الرابع:
ثم إن رسول الله(ص) أخذ الاقرار من الناس بالأصول العقائدية الثلاثة، حيث قال لهم:«ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وان الجنة حق والنار حق»
فما هو الهدف من أخذ هذا الإقرار؟ وهل هو إلا لتنبيه الناس وتهيئة الأرضية لهم لما سيثبته فيما بعد لإبن عمه وأخيه وأن ولايته كباقي الاصول الاسلامية الدينية الثلاثة؟ فإذا كان المقصود من كلمة المولى الصديق والناصر، فلن يعود للكلام معنى، وسوف تتناثر المعاني في الجمل كلها"
لا يوجد شاهد هنا ولا ذكر لكلمة مولى وكذلم الشاهد التالى حيث قالت اللجنة:
"الشاهد الخامس:
تنبأ الرسول الأعظم(ص) بقرب حلول أجله في بداية الخطبة فقال:«اني اوشك أن ادعى فاجيب» وهذه العبارة تحكي أنه(ص) كان يريد بذلك تعيين الخليفة من بعده، بحيث يمكنه أن يسد الثغرة التي ستحدث بموته(ص)، ويجب أن يكون كفوا لذلك المنصب والمقام، ولا تحتمل معنى أخر، وإذا ما فسرناها بغير الخلافة فستنتفى العلاقة المنطقية في كلام الرسول(ص)، والحال أنه(ص) افصح وابلغ من نطق بالضاد، وهل هناك قرينة أقوى من هذه؟"
والكلام كما سبق القول ادعاء علم الغيب وهو أمر لا يفعله النبى(ص)وأما قول اللجنة:
"الشاهد السادس:
الرسول(ص) بعد جملة «من كنت مولاه» قال: «الله اكبر على اكمال الدين واتمام النعمة ورضى الرب برسالتي والولاية لعلي من بعدي»
فإذا كان المراد هو اعلان المحبة لواحد من المسلمين، فكيف يمكن من أثبات المودة لعلي ونصرته، اكمال الدين وإتمام النعمة؟ والأوضح من ذلك أنه(ص)قال: «رضى الرب برسالتى والولاية لعلي من بعدي»
فهل يبقى شك في أن المقصود من كلمة «الولي» هو معنى الخلافة؟"
فالكلام المذكور ليس فى النص الذى ذكرته اللجنة على أنه خطبة النبى(ص) ويقال فيه نفس الحجة السابقة وهو أنه لا يعلم الغيب ممثلا فى وفاته قبل على
وقالت "الشاهد السابع:
الشاهد الأقوى هو تهنئة الشيخين (أبي بكر وعمر) وجمع غفير من أصحاب رسول الله(ص) للإمام علي بعد نزول النبي(ص) عملية التهنئة إلى وقت الغروب، وكان الشيخان من أول من بادر إلى التهنئة، حيث قالا له:«هنيئا لك يا علي ابن ابي طالب اصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة»فأي مقام ناله علي في ذلك اليوم حتى يستحق من الشيخين ذلك التبريك؟ وهل هو الا الزعامة والخلافة والقيادة للامة، لانها لم تكن قد بلغت للناس بشكل رسمي، وأوصلها الرسول(ص) في ذلك اليوم؟ وإلا فان المحبة لم تكن شيئا جديدا تستحق التهنئة"
هذا الكلام لم يذكر فى نص الرواية الذى اعتمدته اللجنة فى بداية الكتاب كما أن الكلمة الكلام الذى لو كان قيل فى على فقد قاله الله فى كل المؤمنين حتى يوم القيامة بقوله"والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض"ومن ثم فلا دليل على شىء هاص بغلى بل إن قول الله الخالق أفضل من قول المخلوق النبى(ص)
وقالت اللجنة"الشاهد الثامن:
إذا كان المقصود من كل تلك الأمور مما ذكر سابقا هو تبيين محبة الناس للإمام علي فلا يلزم طرح هذه المسألة في ذلك الهواء الحار والمناخ المحرق بأن يتوقف مسير الركب المكون من مائة ألف نفر، ويجلس الناس لاستماع خطبة طويلة في هذا الهواء الحار على أرض الصحراء المحرقة) وما الداعي للتكرار؟ ألم يذكر القرآن الكريم: (إنما المؤمنون إخوة) من المؤمنين كما ذكر مرارا وتكرار، فلم تكن حاجة لتلك المقدمات الصعبة، وكان بالإمكان طرح هذه المسألة في المدينة، كل ذلك يشير بصورة قاطعة إلى وجود أمر أهم وأكبر خطورة من ذكر مسألة الصداقة والعلاقة الحميمة"
سبق الكلام حول الحكاية غير المعقولة التى لم تحدث لأن معظمها ارتكاب لذنوب متعددة فالرجل وهو ليس النبى(ص)يعذب أتباعه بالحرارة والسير فى طريق طويل جدا وهو لا يعى كيف يدبر مياه الشرب لهذا العدد مسيرة مئتى ميل ويزيد
وتحت عنوان لنجلس الآن للتحكيم تقول اللجنة:
"بعد كل ما تقدم من الشواهد والقرائن هل يبقى شك في أن مقصود النبي الأكرم(ص) هو الخلافة والولاية المطلقة على المسلمين؟ وكيف يغالط نفسه من يشك في ذلك؟ وبم يلاقي ربه من ينكر تلك الأمور؟ من المسلم أن المسلمين إذا تركوا التعصب والرسوبات الفكرية، وشرعوا في دراسة حديث الغدير بنظرة جديدة، فسوف يصلون إلى نتائج مطلوبة مما سيكون سببا في اتحاد المسلمين أكثر وأكثر"
والسؤال بدلا من أن تحاكمونا لرواية قالها بشر تعالوا نحتكم لكلام الله كما قال تعالى " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" قهذا هو مبدأ التحكيم الوحيد والنص موجود ينفى خلافة على وأبو بكر وغيرهما بتلك الروايات المعروفة وهو قوله تعالى "وأمرهم شورى بينهم "
وتأتينا اللجنة بالتالى :
"ثلاثة احاديث لها معنى:
وفي الختام نذكر ثلاثة أحاديث نبوية عميقة المغزى:
1 ـ الحق مع من؟عن ام سلمة وعائشة قالتا: سمعنا من رسول الله(ص) يقول:«علي مع الحق والحق مع علي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض»ذكر هذا الحديث في كثير من مصادر أهل السنة، ونقله العلامة الأميني عن تلك المصادر بدقة بالغة في المجلد الثالث من كتابه الغدير
قال الفخر الرازي المفسر الكبير في ذيل تفسير سورة الحمد:
إن علي كان يجهر بذكر: «بسم الله الرحمن الرحيم» وهو متواتر، وكل من يقتدي بعلي فقد هدي الى صراط مستقيم، لأن الرسول الأعظم(ص) قال: «اللهم أدر الحق مع علي حيث دار»"
حديث مخالف للقرآن فى أمر الحوض وهو العين وأيضا لو فهمته اللجنة لعرفت أن باطل وأن ما تدافع عنه باطل بناء على الرواية فعلى مات الحق معه فكيف عرفت اللجنة الحق وقد مات مع على ولم يقل أن الحق مع أحد غيره "
وقالت:
2 ـ المؤاخاة:
نقل هذا الحديث صحابة رسول الله(ص) المعروفين، حيث قالوا: «آخى رسول الله(ص) بين أصحابه فآخى بين أبي بكر وعمر وفلان وفلان فجاء علي فقال: آخيت بين أصحابك ولم تواخ بيني وبين أحد؟ فقال رسول الله: أنت أخي في الدنيا والأخرة» وجاء هذا المضمون مع تعبيرات مشابهه في 49 مورد وكلها من مستقاة من مصادر أهل السنة
ألا تعتبر المؤاخاة بين النبي الأكرم(ص) والإمام علي دليلا على أفضليته في كل شيء على سائر الأمة؟ وهل مع وجود الأفضل يحق للمسلم أن يتخطاه إلى غيره؟"
اللجنة فى سبيل أن تثبت شىء تقوم بإلغاء مذهب الشيعة من أساسه فهذه الرواية مانعة لزواج على وفاطمة فكيف يتزوج الأخ ابنة أخيه مع قوله تعالى " وبنات الأخ"؟
ومن ثم فطبقا للرواية لا وجود للعائلة العلوية الفاطمية ولا للحسن ولا للحسين لأن هذا الزواج لم يحدث طبقا للرواية
وقالت:
3 ـ الطريق الوحيد للنجاة:
قال أبو ذر وهو ممسك بباب الكعبة بأعلى صوته:
«من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر سمعت النبي(ص) يقول: مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق»
مصادر هذا الحديث كثيرة جدا؟
وبناءا على ما جاء في الحديث، هل تبقى وسيلة للنجاة إلا التمسك بآل البيت؟
رواية لم يقلها الصحابى لأنها تخالف كلام الله فطريق النجاة قاله الله فى قوله "يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون فى سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعملون"
هذا هو الطريق الإيمان بكتاب الله والجهاد
ألم تلاحظ اللجنة أن الرواية هنا تناقض رواية الغدير فى قولها "إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي" فهنا المنجى كتاب الله والعترة وفى روايتنا المنجى أهل البيت ؟
لو صدقت اللجنة الرواية المنسوبة لأبى ذر وجب عليها أن تكذب حديث الغدير
رضا البطاوى

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر