خاص بمناقشة القضايا والمسائل التي تهم الحوار المسيحي الإسلامي من إيمان و عقيدة و فكر إلخ
-
AL-ATHRAM
- مشاركات: 268
- اشترك: سبتمبر 24th, 2004, 1:42 am
أغسطس 12th, 2021, 7:22 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
مشاركةبواسطة AL-ATHRAM » الأربعاء يناير 18, 2006 3:05 pm
Saif
أيها المسلمون هل ماتت قلوبكم إلى هذا الحد. هل عميتم إلى هذا الحد حتى لا يهزكم أمر كهذا :
والان تعال معي الى موضوع تعدد الزواجات ..
المراد بتعدد الزوجات أن يجمع الرجل في عصمته بين أكثر من زوجة . وقد كثر كلام المستشرقين والمستغربين حول هذا الأمر بين منكر له ومفرط فيه وطاعن في الإسلام بسببه ...
{ لم يكن الإسلام أول نظام عالمي يُشَّرعْ التعدد ويقره .} . ولقد كان التعدد معروفا عند الأُمم القديمة كاليونان والرومان والبابليين والهنود وقُدامة المصريين كما عرفه الأوربيون في العصور الوسطى .. {{ والتعدد لدي هذه الأُمم كان لا يحدده عدد .. ولا يُقيدْ بشرط ولم يكن له من هدف إلا قضاء الشهوة .. }}
أما الأديان السابقة فقد ورد فيها ما يدل على إباحة التعدد :-
فاليهودية كانت تبيح التعدد بلا حدود .. وجاء في التوراة وأعني بها (العهد القديم) إباحة الزواج بغير عدد محصور من النساء .. إلا أن بعض أحبار اليهود حدد ذلك بثماني عشر زوجة ( وأنبياء التوراة ) بلا استثناء كانت لهم زوجات كثر.
فهذا النبي يعقوب عليه الصلاة والسلام كان متزوجا من ( ليتا وراحيل .. ) ..
(سفر التكوين الإصحاح 29 ) وكلٍ منهما قدمت جاريتها ليعقوب ليتزوجها..
وهذا النبي إبراهيم عليه الصلاة والسلام { فله أكثر من زوجة } ( التكوين 16 : 1 - 16 ) ...
وأما سليمان عليه الصلاة والسلام فقد تزوج حسب زعم العهد القديم المحرفة {{ سبعمائة امرأة }} .. وداود وغيرهم ..
ولما جاءت المسيحية لم تنقض حكما من أحكام الناموس في أمر الزواج ، فقد جاء المسيح عليه السلام مصدقا في كثير من التشريعات لِمَا جاء به موسى ومكملا لشريعته لا ناقضا لها .
يذكر إنجيل (متى) أن المسيح عليه الصلاة و السلام قد استهل حديثه إلى قومه قائلا : -
** " ( لا ) تظنوا أني جئت لأنقض { بل } لأتمم " ... الخ حديثه ).
*** فيعني هذا إقرار المسيح لِمَا جاء قبله بما في ذلك تعدد الزوجات
وقد حكى القرآن الكريم عن المسيح عليه الصلاة السلام ما يؤيد هذا قال الله تعالى في سورة الصف :
" وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ {6}. "
لم ينه المسيح إذن عن التعدد الزوجات .. ولم يرد شيء من النهي في المصادر المسيحية الأصلية .. وإنما ورد فيها على سبيل الموعظة إن الله سبحانه وتعالى خلق لكل رجل زوجة وهذا لا يفيد أكثر من الترغيب في الاقتصار على زوجة واحدة في أحسن الاحتمالات ..
بل إن في رسائل (بولس) ما يفهم منه جواز التعدد حيث يقول :
( فيجب ان يكون الاسقف بلا لومٍ بعل امرأةٍ واحدة )
هذا يدل على إباحة ذلك لغيره ..
ومنه تعلم أن تعدد الزوجات لم ينفرد به الدين الإسلامي وإنما كان موجوداً في الديانات والأُمم السابقة والفضل للإسلام في تنظيمه ووضع القيود المنظمة له والشروط التي لم يكن لها وجود في الديانات السالفة والعصور الغابرة التي لم يكن التعدد فيها محدود بعدد وإنما كان من حق الرجال أن يتزوجوا من النساء ما يشاؤون من العدد بلا مبرر للتعدد .. بل إتباعاً لأهوائهم في قضاء شهواتهم الجنسية مع ما كان لهم من حق الطلاق متى شاءوا .. أو تبديل زوجة بزوجة أُخرى في أي وقت أرادوا . حرية غير مقيدة بقيد ... { لم يكن في قوانين تلك الملل ما يردع عن ذلك العمل الجائر } ..
*** ولما جاء الإسلام قام بمعالجة هذا الموضوع الحيوي معالجة حكيمة .. حيث لم يمنع تعدد الزوجات وإنما حدده بحدود وقيده بشروط .
شروط الإسلام لإباحة التعدد : -
أباح الإسلام التعدد ولم يجعله طليقاً كما كان في الجاهلية لِما يتعلق به من حقوق الغير وإنما قيده بقيود وجعل له شروط لا يباح بدونها وهذه الشروط تتمثل فيما يأتي :-
1- العدد :-
أربعة نسوة . وهو الحد الأعلى الذي يجوز للرجل أن يجمعه في عصمته في آن واحدٍ وهذا إنما هو وضع حدٍّ لفوضى التعدد التي كانت شائعة قبل الإسلام حيث كانت المرأة كسقط المتاع. يعدد الرجل كما شاء..
فرفع الإسلام الظلم عنهنَّ وأعطاهنَّ مكانتهنَّ اللائقة بهنَّ ..
ومعلوم أن الرجل بما وهبه الله سبحانه وتعالى من قدرات جسمية ونفسية لا يستطيع أن يوفق بين الجمع بين أكثر من أربع زوجات وبين تحقيق العدل المطلوب .. فجاء التحديد بأربع زوجات يتجاوب مع طبيعة الرجل ، ويلائم قدراته في تحمل المسئولية .
2- العدل :-
اشترط الإسلام لجواز التعدد العدل بين الزوجتين أو الثلاث أو الأربع وذلك يكون في المسكن والملبس والمأكل والمبيت فمن أنس من نفسه عدم العدل بيقين أو غلب على ظنه حُرِّمَ عليه التعدد ومن جار بعده فقد ارتكب معصية يستحق عليها العقاب الدنيوي والأخروي .
ودليل اشتراط العدد الكتاب وهو ( القرآن الكريم) قول الله سبحانه وتعالى في ( سورة النساء 3- وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ (3) )
وبهذا حفظ الإسلام حقوق الزوجات وسدَّ باب الجور عليهنَّ والدليل من (السنة) وهو كلام الرسول محمد عليه الصلاة والسلام :
1- حديث عائشة رضيَّ الله عنها زوجة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام :
" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقسم بين نسائه فيعدل ويقول : اللهم هذه قسمتي فيما أملك {{ فلا تلمني فيما تملك ولا أملك }} "
ومعنى قوله : ( لا تلمني فيما تملك ولا أملك ) .. إنما يعني به الحب والمودة ..
2- حديث أبي هريرة : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “ إذا كانت عند الرجل امرأتان فلم يعدل بينهما جاء يوم القيامة وشقه ساقط .
3- حديث عائشة رضي الله عنها قالت : "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفراً أقرع بين نسائه { فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه } "
فهذه النصوص قاضية بوجوب العدل فمن وجد من نفسه ذلك جاز له التعدد { وإلا وجب عليه الاقتصار على واحدة } والعدل المأمور به والمشروط لجواز تعدد الزوجات والذي يؤاخذ الزوج ويأثم إن لم يلتزم به هو العدل في الأُمور الظاهرة التي يملكها بإرادته وذلك كالتسوية بينهما أو بينهنَّ في النفقة والمبيت أما ما لا يستطيعه وهو الميل القلبي والمحبة فلا يؤاخذ به لأن المحبة وميل القلب شعور يغلب على إرادة الإنسان فلا يملك التصرف في ذلك بإرادته .
ومعلوم أن الشهوة تابعة للمحبة وبهذا ينتفي الإشكال الذي قد يظهر بين قوله ( فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة ) (النساء 3 )
وقوله تعالى ( وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً) ( النساء 129)
فظاهرة الآية الأولى جواز التعدد عند أمن الخوف من الحيف وظاهر الآية الثانية إنتفاء العدل وبمعرفة نوعي العدل يزول هذا الإشكال وبذلك بحمل قول الله تعالى ( فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة ) على الأفعال الظاهرة التي يستطيعها المكلف بطوعه واختياره ..
هناك العدل في المعاملة ، العدل في القسمة (المبيت) العدل في النفقة ، العدل في الحقوق الزوجية كلها ، حتى الابتسامة في الوجه ، والكلمة الطيبة باللسان .
وحمل قوله تعالى ( ولن ..... ولو حرصتم ) ..
على الأمور الباطنة كالمحبة وميل القلب فهذا أمر فطري جبلي خارج عن قدرة المكلف وطوعه وإختياره فهذا معفو عنه ...
لقوله صلى الله عليه وسلم " ...فيما تملك ولا أملك ) والمراد بذلك محبة القلب ولا ريب أنه صلى الله عليه وسلم كان يحب عائشة أكثر من غيرها ومع هذا كان يقرع بين نسائه إذا أراد السفر وأيتهن خرج سهمها خرج بها معه . .. وإنما كان يفعل ذلك تطييباً لقلوبهن ونفياً لتهمة الميل عن نفسه . إن في السفر ببعضهنَّ من غير قرعة تفضيلا لها وميلا إليها ..
3- القدرة على النفقة : -
من شروط جواز التعدد قدرة الزوج على الإنفاق على زوجاته جميعاً وأولادهن لما هو معلوم من وجوب النفقة على الأزواج ، فإذا عدد الرجل وهو عاجز عن نفقة الكل حصل الضرر للزوجة والزوجات وهذا مما لا يرتضيه الإسلام أن العدل شرط لجواز التعدد ومن لا يقدر على الإنفاق على جميع الزوجات وأولادهن. سينفق على بعضهن دون بعض وهذا ظلم يمنع من التعدد .
4- أن لا يكون الجمع بين من يحرم الجمع بينهن :-
كالجمع بين الأخوات أو بين المرأة وعمتها وبين المرأة وخالتها .. ودليله من القرآن الكريم قوله تعالى ( وان تجمعوا بين ... إلا ما قد سلف ) . ( النساء 23 ).
التعدد شُرِّع تحقيقا للمصلحة :_
من المعلوم إن الإسلام يراعي في تشريع الأحكام تحقيق المصلحة للفرد والمجتمع . ومن هنا نقول ما الهدف من تشريع التعدد ؟ وما المصلحة التي ينشدها الإسلام من إباحته ؟
أقول : لاشك عند النظر والتأمل والاستقراء أن التعدد شُرِّع لمصلحة الفرد والمجتمع . أما مصلحة الفرد التي يحققها التعدد فتتمثل فيما يأتي :- 1
- عقم الزوجة : -
إن الزوجة قد يظهر عليها العقم بعد زواجها فلا تنجب الأولاد ، ولا شك أن هذا الأمر يفوت أمراً هاماً ومقصداُ عظيماً من مقاصد الزواج ويحرم الزوج من رغبته الفطرية في العقب والذرية .. حيث يكون أمامه طريقان لا ثالث لهما :-
إما أن يطلقها ليستبدل بها زوجة أُخرى تلبي رغبة الإنسان الفطرية في النسل . أو أن يتزوج بأُخرى ويبقى على عشرته مع الزوجة الأولى .
2- وجود الخلاف بين الزوجين :
قد يوجد الخلاف بين الزوجين وتتعمق جذوره بينهما ويتعذر الصلح بينهما ويحقق الزوج فيما يسديه إليها من وسائل الإصلاح وهنا يكون بالخيار بين أن يطلقها فتتشرد فتعود إلى أهلها وبين أن يبقيها ويتزوج بأخرى تحقق في كنفها المودة والسكن .
3- سن اليأس وانقطاع الإنجاب :-
لا شك أن سن اليأس وانقطاع الإنجاب يبدأ في فترة مبكرة عند الأنثى وربما مضى على الرجل عشرون عاماً أو اكثر من عمره بلا إنجاب بعد بلوغها سن اليأس ، فإباحة الزواج بأخرى يعطيه فرصة الإنجاب في هذه الفترة الطويلة ، وبذلك يتحقق غرض الإسلام من إكثار النسل .
5- القوة الجنسية لدي بعض الرجال : -
من المعلوم أن لدي بعض الرجال من القوة الجنسية وشدة التوقان للنساء ما لا يمكنه منع الصبر على زوجة واحدة لا سيما وأنه قد يعتريها من الحالات ما يمنع المعاشرة الحيض والنفاس (بعد الولادة ) ونحوهما وفي هذه الحالة يكون في إباحة التعدد حفظاً له مع الاحتفاظ للزوجة الأخرى بحقوقها .
6- صيانة المرأة من الوقوع في حمأة الرذيلة :
بالتعدد يصون كرامتها ويعفها وينقذها من مخالب الطامعين الذين يريدونا متاعاً يلهون به .
7- إصابة الزوجة بمرض يمنع من المعاشرة الزوجية :-
قد تصاب الزوجة بمرض مزمن أو عضال أو منفر يمنع من المعاشرة الزوجية ، قد يكون بها من الضعف الناشئ عن المرض أو الصغر أو الكبر ما يحول بينها وبين القيام بواجباتها البيتية والزوج يحبها ولا يرغب في مفارقتها وهنا يكون أمام خيارات ثلاثة : -
1- أن يطلقها ، لأنه بحاجة إلى زوجة ، رغم أنه يحبها ، ورغم إنها بحاجة إلى الرعاية ، وفي هذا ظلم كبير.
2- أن يستبقيها زوجة ، وهنا إما أن يتحمل الكبت نظراً لمنعه من مزاولة نشاطه الغريزي ، أو أن يلجأ إلى إشباع رغباته بطرق غير مشروعة ، وفي كل ذلك يكمن الشر والفساد .
3- أن يبقيها في رعايته وتتمتع بكافة حقوق الزوجة ومكانتها وفي الوقت نفسه يتزوج غيرها كي يتمكن من تلبية متطلبات الفطرة ، ولكي تتولى رعايته والقيام بواجباته .
ولا شك أن الخيار الثالث هو الأمثل لأنه يتجاوب مع الفطرة والواقع وينسجم مع طبيعة هذا الدين الأخلاقية من حيث الوفاء للزوجة .
فإن قيل هل من العدل أن نمنع الرجل حق التعدد عند مرض الزوجة في حين نحرمها من أن تطلب الطلاق إذا مرض الزوج ونأمرها بالصبر ؟
إن الإسلام أعطى للزوجة حق طلب الطلاق لدي القاضي إذا ما تضررت بسبب مرض زوجها وفي الوقت نفسه ليس التعدد أمراً واجباً بالنسبة للزوج في هذه الحالة بل هو مباح ويخير الزوج بين أن يتولى أمر رعايتها دون أن يعدد .. .
** أما ما يحققه التعدد لمجتمع من المصلحة فيتمثل فيما يأتي :-
1- لا ريب أن العنصر البشري يسهم إسهاماً فعَّالاً في قوة الأمة من صناعة وزراعة وتجارة ونحو ذلك ولا شك أن التعدد يوفر قدراً أكبر من النوع البشري الذي ينهض بهذه المهمة ومن هنا أمر نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم بتكثير الأمة بقوله:
" تناكحوا تكاثروا فإني مباهي بكم الأمم يوم القيامة " .
2- وأهم الحالات التي يحتاج المجتمع فيها إلى هذا التشريع هي حالات الحروب التي تفني عدداً كبيراً من الشباب ، فيختل الميزان ويزيد عدد النساء على عدد الرجال . وعند ذلك يكون تعدد الزوجات ضرورة لاتقاء الفساد الخلقي والفوضى الاجتماعية التي تنشأ لا محالة عن وجود نساء بلا رجل .
*** وقد تعمل المرأة لتعول نفسها وأهلها ، نعم ، ولكن حاجها الطبيعية إلى الجنس كيف تقضيها . وما لا تكن هذه المرأة قدِّيسة أو ملاكاً فهل أمامها سبيل إلا الارتماء في أحضان الرجال لحظات خاطفة في ليل أو نهار ؟ ***
ثم حاجتها إلى الأولاد .. كيف تشبعها ؟ والنسل شهوة بشرية لا ينجو منها أحد ، ولكنها عند المرأة أعمق بكثير منها عند الرجل إنها كيانها الأصيل الذي لا تشعر دونه بطعم الحياة .
فهل من سبيل إلى قضاء تلك الحاجات كلها بالنسبة للمرأة ذاتها ..
وهل من سبيل إلى ذلك بغير اشتراك أكثر من امرأة في رجل واحد ، علانية وبتصريح من القانون ، على أن تكون كل منهن أصيلة ذات حقوق متساوية في كل شيء إلا عواطف القلب المضمرة فهذه ليس لأحد عليها سلطان ..
فالتعدد نظام إنساني فيه يرتفع عن كاهل المجتمع عبء امرأة بلا زوج ، ويجعل منها زوجة محصنة تحظى بالرعاية والإنفاق ، وبه يعترف بالأولاد ويتولى رعايتهم حتى يقدمهم نبتة صالحة للمجتمع .
تلك هي بعض المصالح التي يحققها تعدد الزوجات ونحن إذا نظرنا نظرة إنصاف يا أخ Saif وجدنا أن إباحة التعدد إنما هو كالدواء الذي يعالج بعض الأمراض ..
** فالنظام الذي وضعه الإسلام لحفظ الأعراض والأنساب لا يوجد في أي دين ولا أي قانون وضعي ..
*** وهنا نسأل المنصفين والعقلاء فنقول {{ أي الأمرين خير للفرد والمجتمع تعدد الزوجات أو اتخاذ الخليلات }} الذي استبدلت به أوروبا النظام الإلهي والتشريع الربَّاني ؟
وبالطبع الجواب معلوم وهو :
أن التعدد خير للفرد والمجتمع بل لا توجد نسبة بينه وبين اتخاذ العشيقات الذي يكون معه ضياع الأنساب وانتهاك الأعراض وانتشار الأمراض الفتَّاكة التي يتعذر أو يتعسر علاجها كما هو الحال في كثير من الدول التي يمنع قانونها تعدد الزوجات ويسمح باتخاذ الخليلات .
فالإسلام قد نبه العالم الإنساني بأن وحدة الزوج كالغذاء الحيوي للمجتمع ، وتعدد الزوجات كالدواء لمعالجة بعض الأمراض الاجتماعية .
قد يقول قائل .. لماذا المرأة لا يحق لها أن تتزوج بأربعة رجال ؟
هذا بسيط . لنفترض إن معك زجاجة ماء وأربعة كؤوس ملونة وهناك أربعة من النسوة جالسات أمامك ثم قمت بتوزيع هذه الكؤوس عليهن وقمت بملئها بالماء . ثم سألت كلٍ منهم سؤال .
لمن هذا الكأس المملوء بالماء ؟
بالطبع كل واحدة منهن ستتعرف على كأسها بسهولة دون أن يحدث أي التباس .
ولكن لو أمرت كلٍ منهمن أن تفرغ كأسها في الزجاجة ، ماذا سيحدث هنا ؟
سوف يختلط الماء كله مع بعضه البعض . هنا لن تقدر أي واحدة منهن أن تتعرف على مائها . بسبب الاختلاط بزجاجة واحدة .
أرأيتم لماذا لا تتزوج المرأة بأربعة رجال . لأن المرأة سوف تنجب ولداً ، وتكون أمه معروفة ولكن الأب غير معروف ، مَنْ مِنْ هؤلاء أباه.
أما إذا تزوج رجل بأربعة نساء وحملن كلهن فيكون لكل طفل أم واحدة وأب واحد وهنا يسهل التعرف على الأب والأم .
وللحديث بقية ...
أخوكم : الاثرم
-
AL-ATHRAM
- مشاركات: 268
- اشترك: سبتمبر 24th, 2004, 1:42 am
سبتمبر 7th, 2021, 7:16 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
(((( 2 ))))
هذا هو تعليقك يا اخ Saif
أيها المسلمون هل ماتت قلوبكم إلى هذا الحد. هل عميتم إلى هذا الحد حتى لا يهزكم أمر كهذا:
لقد أعلن المسيح في مستهل دعوته الاطار العام لتعاليمه ، فقال مخاطباً الجموع التي تبعته ووقفت تسمع إليه من بني اسرائيل :
متى الاصحاح الخامس :
" 17( لاَ تَظُنُّوا ) أَنِّي جِئْتُ لأُلْغِيَ الشَّرِيعَةَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ . {{{{{ مَا جِئْتُ لأُلْغِيَ، بَلْ لأُكَمِّلَ }}}
. 18فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ الأَرْضُ وَالسَّمَاءُ، لَنْ يَزُولَ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ الشَّرِيعَةِ، حَتَّى يَتِمَّ كُلُّ شَيْءٍ. 19 فَأَيُّ مَنْ خَالَفَ وَاحِدَةً مِنْ هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى، وَعَلَّمَ النَّاسَ أَنْ يَفْعَلُوا فِعْلَهُ، يُدْعَى الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ . وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ بِهَا وَعَلَّمَهَا، فَيُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ . 20فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى بِرِّ الْكَتَبَةِ والْفَرِّيسِيِّينَ، لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ أَبَداً. }
وفي نهاية دعوته .. دعا السيد المسيح تابعيه وكل بني اسرائيل أن يتمسكوا بكل ما يأمرهم به .. الحفاظ على شريعة موسى من كتبة وفريسيين . حيث يقول متى في الاصحاح 23 :
{ 23عِنْدَئِذٍ خَاطَبَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَتَلاَمِيذَهُ، 2وَقَالَ: «اعْتَلَى الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ كُرْسِيَّ مُوسَى: 3فَافْعَلُوا كُلَّ مَا يَقُولُونَهُ لَكُمْ وَاعْمَلُوا بِهِ. وَلَكِنْ لاَ تَعْمَلُوا مِثْلَ مَا يَعْمَلُونَ: لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ، }
وبين بداية دعوة المسيح ونهايتها ( نجده في كل حين مرتبطاً تماماً بناموس موسى ، حريصاً عليه ) .. داعياً الى الاستمساك به .. بدءا من الوصايا {{ حتى أدق تفاصيل }} الشريعة اليهودية .
لقد تقدم اليه واحد قائلا: { 16وَإِذَا شَابٌّ يَتَقَدَّمُ إِلَيْهِ وَيَسْأَلُ:
«أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لأَحْصُلَ عَلَى الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ؟» 17فَأَجَابَهُ: «لِمَاذَا تَسْأَلُنِي عَنِ الصَّالِحِ؟ وَاحِدٌ هُوَ الصَّالِحُ. وَلكِنْ، إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ، فَاعْمَلْ بِالْوَصَايَا». 18فَسَأَلَ: «أَيَّةِ وَصَايَا؟» أَجَابَهُ يَسُوعُ: «لاَ تَقْتُلْ؛ لاَ تَزْنِ؛ لاَ تَسْرِقْ؛ لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ؛ 19أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ؛ وَأَحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ...» }
وحين شفا أبرصا قال له : { 44قَائِلاً: «انْتَبِهْ! لاَ تُخْبِرْ أَحَداً بِشَيْءٍ، بَلِ اذْهَبْ وَاعْرِضْ نَفْسَكَ عَلَى الْكَاهِنِ، وَقَدِّمْ لِقَاءَ تَطْهِيرِكَ مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى، فَيَكُونَ ذَلِكَ شَهَادَةً لَهُمْ!» مرقس }
وفي لوقا { 12 : 13وَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنْ بَيْنِ الْجَمْعِ: «يَامُعَلِّمُ، قُلْ لأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي الإِرْثَ!» 14وَلكِنَّهُ قَالَ لَهُ: «يَاإِنْسَانُ، مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِياً أَوْ مُقَسِّماً؟»
*** من هذا وغيره يتبين أن السيد المسيح {{{ لم يأت بشريعة جديدة }}} .. ((( وانما جاء ليحافظ على شريعة موسى وتعاليم النبيين من بعده ))) .. ويدعو بني اسرائيل الى السمو الأخلاقي والتخفيف من الماديات .. فاذا كانت شريعة موسى عليه الصلاة والسلام تسمح بالقصاص .. وهذا حق وعدل ، فالأفضل منه ولا شك العفو والتسامح .. وهكذا ..
وكما ذكرت فهذا إقرار المسيح لما جاء قبله بما في ذلك تعدد الزوجات ... واي مسيحي يخالف هذا فهو ليس مسيحي وبمعنى أصح فقد كفر بالمسيح ... أليس كذلك ..
ان السيد المسيح كما قلت لم ينه عن تعدد الزوجات صراحةُ ولم يرد شيء من النهي في المصادر المسيحية الاصلية .. وانما ورد فيها على سبيل الموعظة ان الله سبحانه وتعالى خلق لكل رجل امرأة .. وهذا لا يفيد أكثر من الترغيب في الاقتصار على زوجة واحدة في احسن الاحتمالات وقلت ايضا ..
ان في رسائل القديس بولس ما يفهم منه جواز التعدد حيث يقول :
" ( ويلزم ) أن يكون { الاسقف } زوجاً لزوجة واحدة "
وان القديس بولس { خصص } قال الاسقف (( ولم يعمم )) "ويقول أيها الناس" .. كيف تفهمونها على الفرض ..
والكنائس هي التي منعت التعدد فقط بعد عصور طويلة من اقراره .. تمعن معي يا اخ Saif بوصايا بولس وهو يصف من اراد ان يكون اسقفا {{ والشروط }} التي يجب ان يتصف بها .. رسالة بولس الاولى تيموثاوس 3 :
" 1-صادقةٌ هي الكلمة ان ابتغي احدٌ الاسقفية فيتشتهي عملاً صلاحاً 2- {{ فيجب ان يكون الاسقف بلا لومٍ بعل امرأةٍ واحدة صاحياً عاقلاً متحشماً مصيفاً للغرباء صالحاً للتعليم 3- غير مدمن الخمر ولا ضرَّاب ولا طامع بالربح القبيح بل حليماً غير مخاصم ولا محب للمال }} ..
12- {{ ليكن الشمامسة }} كلٌ بعل امرأة واحدة مدبرين اولادهم وبيوتهم حسناً .. الى اخره "
** حتى الشمامسة يجعله كالاسقف .. وهذا التنبيه للمرة الثانية .. خصص لهم .. هذه هي الشروط التي يجب ان يتصف بها الاسقف ..
الأخ الكريم Saif ..
** اليهود الذين نزلت عليهم التوراة قبلكم يقرون بالتعدد ..
*** ونحن المسلمين جئنا من بعدكم ونقر بالتعدد ..
**** وهناك مخلوقات اخرى تقر بالتعدد كالحيوانات اعزكم الله هناك ذكر يملك عشرات من الاناث .. ويكون هناك قتال بين الذكور للسيطرة على الاناث فيفنى الذكور بسسب ذلك وهذا كالحروب عندنا والتي تفني عدد كثير من الشباب ..
وقد يسأل سائل ويقول أني ارى أنه لا يطبق بشكل صحيح ؟!!
نقول له:
أن التعدد في الاسلام رخصة من الرخص وليس الزامي بشرط ألا يظلم ويجور .. كما في ردي السابق ..
** فاذا أسيىء استعمالها فليس ذلك خطأ التشريع وانما هو خطأ من لم يفهم حكمة التشريع .. سأضرب لك مثالين :
المريض أبيح له الفطر في رمضان فاذا لم يكن مريضاً فليس له أن يفطر فاذا أفطر استحق عقاب ربه ..
والقانون يبيح للمرء الدفاع عن النفس حتى لو أدى الدفاع الى قتل المعتدي ولكن اذا اسيىء استعمال هذه الرخصة {{ فليس العيب في التشريع }} وانما في الذي أساء استعمال هذه الرخصة .. ..
وللحديث بقية ..
اخوكم / الاثرم
-
AL-ATHRAM
- مشاركات: 268
- اشترك: سبتمبر 24th, 2004, 1:42 am
أكتوبر 5th, 2021, 7:34 pm
(((( 3))))
:
هذا هو تعليقك يا اخ Saif :
أيها المسلمون هل ماتت قلوبكم إلى هذا الحد. هل عميتم إلى هذا الحد حتى لا يهزكم أمر كهذا:
لديكم استغراب من زواج نبينا محمد عليه الصلاة والسلام بعائشة رضي الله عنها التي هي اصغر منه سنا .. وسبحان الله العظيم .. وفي تاريخ الانبياء السابقين مثل ذلك ، بل واكثر من ذلك .. فهاهو سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام وأبو الانبياء .. يخبرنا كتبة التوراة المحرفة أنه لما خرج مهاجراً الى أرض كنعان (( كان ابن خمس وسبعين سنة .. سفر التكوين 12: 4 ))
بعد ذلك حدثت مجاعة اضطرته أن ينحدر ( الى مصر ليتغرب هناك ) . وبعد ما حدث من فرعون مصر لسارة زوجة ابراهيم عليه الصلاة والسلام ، وما منح ابراهيم بسببها من عبيد وجواري وأنعام ، عاد ثانية الى ارض كنعان ((رتكوين 12: 10-20 )) .
ولما كان لا يزال بلا ذرية بسبب ((( عقم سارة ))) فقد أخذت هذه (( هاجر المصرية جرايتها من بعد عشر سنين لاقامة ابرام الذي هو ( ابراهيم ) في ارض كنعان واعطتها لابرام رجلها زوجة له ، فدخل على هاجر فحبلت _ تكوين 16:16- كان أبرام ابن ستةٌ وثمانين سنة لما ولدت هاجر اسماعيل لابرام. ))
هل سارة زوجة ابراهيم اهانت نفسها أو ذلتها حين زوجت ابراهيم بهاجر ( بسبب عقمها ) ..انظروا هذا هو السبب .. وهذا الكلام مكتوب في الكتاب المقدس ( العهد القديم ) الذي الزمكم به المسيح ربكم ..
وباعتبار أن هاجر عندما قدمت لابراهيم وسارة كهدية فرعونية كانت لم تتعد العشرين ربيعاً ، وهي السن المقبولة لمثل هؤالاء الفتيات ، انظر الى فارق السن:
عمر هاجر عندما تزوجت ابراهيم : 20 + 10 = 30
85 – 30 = 55 سنة وبذلك يكون فرق السن 55 سنة .
وفي حالة النبي داود عليه الصلاة والسلام يقول سفر الملوك الاول : 1: وَشَاخَ الْمَلِكُ دَاوُدُ وَطَعَنَ فِي السِّنِّ ، فَكَانُوا يُدَثِّرُونَهُ بِالأَغْطِيَةِ فَلاَ يَشْعُرُ بِالدِّفْءِ . 2فَقَالَ لَهُ عَبِيدُهُ: « لِيَلْتَمِسْ سَيِّدُنَا الْمَلِكُ فَتَاةً عذْرَاءَ تَخْدُمُكَ، وَتَعْتَنِي بِكَ وَتَضْطَجِعُ فِي حِضْنِكَ، فَتَبْعَثُ فِيكَ الدِّفْءَ ». 3فَبَحَثُوا لَهُ عَنْ فَتَاةٍ جَمِيلَةٍ فِي أَرْجَاءِ إِسْرَائِيلَ، فَعَثَرُوا عَلَى أَبِيشَجَ الشُّونَمِيَّةِ فَأَحْضَرُوهَا إِلَى الْمَلِكِ. 4وَكَانَتِ الْفَتَاةُ بَارِعَةَ الْجَمَالِ، فَصَارَتْ لَهُ حَاضِنَةً، تَقُومُ عَلَى خِدْمَتِهِ، ...
ولما مات داود يقول الاصحاح الثاني من نفس السفر :
( 1- ثم جاء أدونيا ابن حجيث الى بثشبع أم سليمان النبي .. ثم قال . لي معك كلمة . فقالت تكلم .. 17- فقال قولي لسليمان الملك لأنه لا يردك أن يعطيني أيشج الشونية أمراة ...)
لصغرها وجمالها طمع فيها أدونيا ابن حجيث .. وكان عمر داود عليه السلام كما تروي لنا التوراة المحرفة 75 سنة .
وكان لسليمان عليه الصلاة والسلام كما يروي لنا سفر الملوك الاول 1: 3:
وكانت له سبعُ مئةِ من النساء السيدات وثلاثُ مئةِ من السراريّ فأمالت نساؤه قلبيه ..)
تعالوا .. نقارن .. بالعدد ..
سليمان عليه الصلاة والسلام له (( 1000 امرأة ))
محمد عليه الصلاة والسلام له (( 9 نساء ))
1000 - 9 = 991 امرأة
وللحديث بقية ..
اخوكم : الا ثــــر م
-
AL-ATHRAM
- مشاركات: 268
- اشترك: سبتمبر 24th, 2004, 1:42 am
نوفمبر 30th, 2021, 7:22 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
إن موضع العجب هو أن الدين الإسلامي وحده هو الذي يوجه إليه النقد ، في موضوع التعدد مع أن الأديان الكتابية الأخرى لا تمنعه .. ولكن لعل ذلك راجع إلى أن هذه الأديان لم يلتزم معتنقوها بشرائعها .. بل وضعوا لهم شرائع دنيويه تختلف عن الشرائع السماوية في حين أن الإسلام لم يضع شريعة تخالف شريعته السماوية .. {{ ولذلك بدأ كأنه الدين الوحيد الذي يبح التعدد }} ..
فقد كان التعدد قائما قبل الاسلام بلا حد فكأن الاسلام جاءَ بحد التعدد وقصره على أربع بالنسبة لغير الرسول عليه الصلاة والسلام .. حتى أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم خاطب من كان عنده أكثر من أربعة بقوله:
"أمسك أربعا وفارق سائرهن " ..
مما يدل على أن الواقع كان أكثر من أربع .. فالذين لا يفهمون هم الذين يرمون الإسلام بأنه جاء بالتعدد ... والحق أنه جاء بوضع حد للتعدد ..
** ولكن خصوم الإسلام ينتقلون إلى شيء آخر .. وهو أن الرسول لم يلتزم بقوله :
" أمسك أربعا وفارق سائرهن " .
ولكن بالنسبة للرسول عليه الصلاة والسلام لو أنه أمسك أربعا وفارق خمسا .. لأن زوجاته (( وقت هذا التشريع )) كن تسعاً …
وزوجات الرسول عليه الصلاة والسلام {{ أمهات المؤمنين }} ويحرم على أي مؤمن أن يتزوجهن ..
فمعنى ذلك أنه سيفارق خمسا لا إلى عوض .. لهذا استبقى الله كل نساء الرسول (( ساعة التشريع له ))
اي انه عليه الصلاة والسلام كان في عصمته تسع نساء .. {{ قبل التشريع }} ..
وبما انكم تستخدمون الكيل والميزان ... تعالوا معي لنبحث معا رسالته أولا ... أنا آمنت بالرسول بواسطة المعجزة التي جاءت على يده فاصبح الرسول عندي هو الحكم في كل كمال .. لا آخذ تصرفا من الرسول ثم أنصب أنا ميزانا من موازين الكمال أضعه لأقيس تصرفات الرسول عليه لأقول هذا يليق وهذا لا يليق .. لأن الأصل أن يكون فعله هو الكمال وهو المقاس .. .. إذن فالأصل ان الرسول عليه الصلاة والسلام ما دام ثبت عندي أنه رسول صادق في التبليغ عن الله ففعله هو الميزان ..
والآن بعد ذلك نأتي : لماذا يتهرب الناس الذين يتكلمون في الزوجات من موقفهم من الله إلى موقفهم من الرسول ؟
محمد صلى الله عليه وسلم { لم } يتزوج { وانما } زُوّج.. إذن المفروض أن يصعد الخلاف في المسألة إلى الله وليس لمحمد لأن الآية تقول :
" عَسَىٰ رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ (( أَنْ )) يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (5)." سورة التحريم .
فكأن الله هو الذي يطلق لمحمد .. وهو الذي يزوجه .. وآية امرأة زيد بن حارثة:
" وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا {{{ زَوَّجْنَاكَهَا }}} لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا غڑ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (37)." سورة الأحزاب
** فمن الذي زوّج .. الذي زّوج هو الله ..
اذن محمد منفعل .. وليس فاعلا للعملية .. فمن يريد أن يبحث .. عليه أن يصعد المسألة إلى الله تعالي : لماذا فعل ربنا هكذا ؟ ..
ثم الذين يبحثون هذا البحث نقول لهم :
تعالوا .. ما دام أن المسألة إحصائية . {{ هل }} الرسول عليه الصلاة والسلام وُسّع عليه أم ضُيّق ؟
صحيح ان النبي محمد عليه الصلاة والسلام كان جامعاً لتسعة .. ومن كان جامعا لأكثر من أربعة من أصحابه قاله له :
" أمسك أربعاً وفارق سائرهن "
** لكن هو لم يفعل هذا نفسه .. لماذا ؟؟ ... كان يجب ان يسأل لماذا ؟ ..
فنقول له : هؤلاء بخصوصهن مطلوبات .. بدليل أننا لو بحثنا لوجدنا {{ الإباحة في المعدودات لا في العدد }} .. وهنا فرق أن يكون المباح المعدود .. والمباح العدد ..
يعني أن يكون عددهن تسعة بحيث إذا ماتت واحدة أو طلقها فعليه أن يأتي بواحدة غيرها .. هذا يكون ( لو أبيح ) للرسول عليه الصلاة والسلام العدد وانما الذي أبيح له معدودات بحيث إذا نقصت واحدة فليس له أن يأتي ماكنها واحدة .. وليس له أن يستبدل واحدة مكان أخرى فيقول الله سبحانه وتعالى :
" {{ لَا }} يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا (52)." سورة الأحزاب
اذن نتكلم عن المعدودات لا عن العدد .. بدليل أنه لم يكن هناك نسق عاطفي في كل هذا الزواج..
** والصحابة لم يحتجوا على مخالفته لامر الله الذي حدد الزوجات .. وقد كانوا لا يسكتون أبداً عندما يرون منه شيئاً مخالفاً لما يعرفون من الدين فدل ذلك على أن التحديد جاء بعد زواج هؤلاء جميعاً ..
*** وان نساء النبي كبشريات اجتمعن عنده لكي يسألنه النفقة عندما رأين عنده أشياء أخذها من بني قريظة وأموالا أخذها من اليهود فأردّن أن يكون هذا المال سببا في رفع متسواهنّ .. لما اجتمعن يسألنه النفقة أنزل الله تعلى قوله :
" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا ( 28 ) ." سورة الاحزاب.
**** لو أن النسق العاطفي موجود أو الاستمتاع موجود لأحضر لهن ما يتزينّ به ويرفهن وينعمنّ به.. ولكن قال لهنّ ان هذه مسألة مقطوع منها ولا كلام فيها وبعد ذلك يعطي المنهج النبوي :
( 28 سورة الأحزاب .) .. هذا لا يتفق مع الاستمتاع ... ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف :
" حُبب الي من دنياكم الطيب والنساء " ..
(( حُبب أي لم أحب )) .. فهو لم يقل أحببتْ حتى ينصرف الأمر إلى أن هذه من غريزته ، حُبب اليّ كأنه أمر تكليفي عابه عليه من جعل في قلبه .. وحُبب الى ً من دنياكم يعني لست فاعلاً هذا الحب مثل ( زوجناكها ) تماماً .. كأن رسول الله عليه الصلاة والسلام لا يجب أن نأتي بتصرفاته ونقول كان يصح كذا أو لا يصح كذا وانما الأصل أن نقول : فعل أو لم يفعل ؟ ... فعل .. فهذا عين الكمال .. وكوني لم افهم هذا الكمال فهو موضع أخر ..
وان جمع الرسول عليه الصلاة والسلام بين تسع وفي وقت واحد كان خصوصيه من خصوصياته عليه الصلاة والسلام .. و الله يقول في سورة الاحزاب :
" لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا (52). "
وهذه الخصوصيه خاصة به لا يجوز لأحد من الأمة أن يقتدي بها وذلك باجماع المجتهدين والفقهاء في كل عصر ..
هذا بالاضافة الى خصوصياته الكثيرة التي عددتها كتب السنة وتكلم عنها الفقهاء والمفسرون .. وأذكر على سيبل المثال :
وصاله عليه الصلاة والسلام الصوم ، يعني وصل صيام اليوم بالذي بعده دون الافطار بينهما .. {{ ولما واصل الصحابة نهاهم }} رسول الله عن صوم الوصال ثم قال لهم :
" أني لست مثلكم ، اني أُبيت يطعمني ربي ويسقيني .. "
ومن خصوصياته أنه لا يحل له أن يتزوج على نسائه التسع أو يطلق واحدة منهنّ ، مكافأة لهنّ على اختيارهن مرضاة الله ورسوله وثواب الدار الآخرة على نعيم الحياة الدنيا وزينتها ..
ومن خصوصياته : أنه لا يحل لأحد من المسلمين أن يتزوج بعد وفاته عليه الصلاة والسلام من نسائه ، لأنهن امهات المؤمين .. الى غير ذلك .. وأيضا لا يأخذ الصدقة ولا الزكاة ..
وللحديث بقية ..
اخوكم / الاثرم
-
AL-ATHRAM
- مشاركات: 268
- اشترك: سبتمبر 24th, 2004, 1:42 am
يناير 5th, 2022, 6:08 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزي " Hussam " ..
هذا ما قاله احد النصارى .. ساقتبس كلامه ..
هناك أيضا من يذكر نكاح محمد لخالته
وكان ردي عليه .. هكذا ..
سبحان الله يا اخ ( .... ) ... هذا كذب والله .. كل هذه الاشياء موجودة في الكتاب المقدس .. ( وتقول هناك أيضا من يذكر ..) من الذي ذكر هذه القصة .. هل هو القرآن الكريم ..
اخي الكريم .... هذه اخت نصرانية عندما كنت احاورها طرحت هذا السؤال ..
ساقتبس كلامها ..
حيث يخبرنا التاريخ أن محمدا أعجب بإمرأة متزوجة .. فأرسل زوجها للقتال حتى يقتل فقتل .. فتزوجها!! فهل هذه شهامة؟!!
وهنا بدأت أرد عليها ..
سـأتحدث الان عن الجندي الذي ارسله النبي محمد صلى الله عليه وسلم واسمه ((( زيد بن حارثة ))) رضي الله عنه .. كما ذكرتي وهذا كلامك :
،، حيث يخبرنا التاريخ أن محمدا أعجب بإمرأة متزوجة، فأرسل زوجها للقتال حتى يقتل فقتل، فتزوجها!! فهل هذه شهامة؟!!
ولنرى يا اخت ( نرمين ) اي تاريخ هذا الذي يخبرنا ................. ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ طبعا هو الكتاب المقدس ... الذي الزمكم به كما قلت السيد المسيح فاي مسيحي ينكر ذلك سيكفر بالسيد المسيح .. سأخرج لك هذه القصة من كتابكم المقدس .. لكن ليس الان ..
والان انتقل الى الحديث عن قصة .. (( زيد بن حارثة )) رضي الله عنه وكان يلقبه الصحابة (( حِبّ رسول الله ) .
كان حارثة والد زيد يودع زوجته وطفلهما الصغير (( زيد )) التي كانت ستزور أهلها في بني مَـعـنْ وكان ابوه يحبهُ حباً شديداً ... .. ومكثت ((سُعْدى)) ام زيد في قومها ما شاء الله لها أن تمكُث .. وذات يوم فوجىء الحيُّ بأحدى القبائل المناوئة له تُـغير عليه وتنزل الهزيمة ببني مَـعنْ .. وعادت الام حزينة الى زوجها .. ولم يكد ((حارثة )) يعرف النبأ حتى خرَّ صعقاً .. ومضى يجوب الديار ، ويقطع الصحاري وُسائل القبائل والقوافل عن ابنه .. .. وكان زيد من بين الاسرى ..
كان الرِّق في ذلك الزمان البعيد يفرض نفسه كظرف اجتماعي يحاول ان يكون ضرورة .. بيع (زيد) في سوق عكاظ .. ووقع الطفل (زيد) في يد ((حكيم بن حزام)) الذي وهبه بعد أن اشتراه لعمتهُ (خديجة ام المؤمنين رضي الله عنها) .. ووهبت خديجة بدورهاخادمها (زيد) لزوجها رسول الله عليه الصلاة والسلام .. فتقبله مسروراً وأعتقه من فوره .. وراح يمنحه من نفسه العظيمة ومن قلبه الكبير كل عطف ورعاية ..
وفي احدى مواسم الحج التقى نفر من حي (حارثة) بزيد في مكة .. وبلغوا والده الذي جاء مع اخيه لمحمد عليه الصلاة والسلام .. ليفدوه .. وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يعلم تعلق زيد به , وكان في نفس الوقت يُقدَّر حق أبيه فيه ..
هناك قال الرسول لحارثة { ادعوا زيدا ، وخيّروه ، فإن اختاركم فهو لكم بغير فَداء وإن اختارني فوالله ما انا بالذي أختارُ على من اختارني فداء } وتهلل وجه حارثة الذي لم يكُن يتوقع كل هذا السماح ، وقال لقد انصفتنا وزدْتنا النصف ..
ثم بعث النبي عليه الصلاة والسلام الى زيد , ولما جاء سأله { هل تعرف هؤلاء؟ قال زيد نعم هذا أبي وهذا عمي .. وأعاد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ما قاله لحارثة .. وهنا قال زيد { ما أنا بالذي أختار عليك أحداً .. انت الأب والعم .. ونَدِيَتْ عينا رسول الله عليه الصلاة والسلام بدموع شاكرة وحانية ، ثم أمسك بيد زيد ، وخرج به الى فناء الكعبة .. حيث قريش مجتمعة هناك .. ونادى الرسول صلى الله عليه وسلم :
" اشهدوا أن زيداً ابني .. يرثني وأرثُهُ "..
كاد قلب (( حارثة )) يطير من الفرح .. فابنه لم يعد حُرّا فحسب بل وابنا للرجل الذي تسميه قريش ((الصادق الامين)) سليل بني هاشم وموضع حفاوة مكة كلها .. وصار لا يُعرف في مكة كلها الا باسمه هذا ((( زيد بن محمد ))) وكانت تقول عائشة رضي الله عنها :
" ما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة في جيش إلى أمرهُ عليهم ولو بقى حياً بعد الرسول لا ستخلفه .. "
الى هذا المدى كانت منزلة زيد عند الرسول .. وتمر السنوات وكبر زيدا ..
هذه نبذه عن قصة هذا الجندي ...
وللحديث بقية ..
اخوك : الا ثــرم
-
AL-ATHRAM
- مشاركات: 268
- اشترك: سبتمبر 24th, 2004, 1:42 am
يناير 30th, 2022, 11:21 am
بسم الله الرحمن الرحيم
سـأتحدث الان عن زوجة الجندي الذي ارسله النبي محمد صلى الله عليه وسلم واسمها " زينب بنت جحش " رضي الله عنها .. كما ذكرتي .. وهذا تعليقك :
حيث يخبرنا التاريخ أن محمدا أعجب بإمرأة متزوجة، فأرسل زوجها للقتال حتى يقتل فقتل، فتزوجها!! فهل هذه شهامة؟!!
ولنرى يا اخت نرمين .. اي تاريخ هذا الذي يخبرنا ................. ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ طبعا هو الكتاب المقدس ... الذي الزمكم به كما قلت السيد المسيح فاي مسيحي ينكر ذلك سيكفر بالسيد المسيح .. سأخرج لك هذه القصة من كتابكم المقدس .. لكن ليس الان ..
والان انتقل الى الحديث عن قصة .. " السيدة زينب بنت جحش أم المؤمنين رضي الله عنها "
وقبل ان أبد بقصتها أحب ان اوضح لك يا اخت نرمين .. إن الحكمة من ( تعدد زوجات ) النبي محمد عليه الصلاة والسلام كثيرة ومتشعبة ويمكننا أن نجملها فيما يلي :
1- الحكمة التعليمة
2- الحكمة التشريعية
3- الحكمة الاجتماعية
4- الحكمة السياسية .
سأتكلم الان عن الحكمة التشريعية حتى تتظح لك الرؤيا .. والتي هي جزء من تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم :
** وهذه الحكمة ظاهرة تدرك بكل بساطة .. وهي أنها كانت من أجل إبطال العادات الجاهلية المستنكرة .. ونضرب مثلاُ " بـدعـة الـتـبـنّــي " التي كان يفعلها العرب قبل الاسلام ...
**** فقد كانت ديناً متوارثاً عندهم ... يـتـبـنّـى أحدهم ولداً ليس من صلبه .. ويجعله في حكم الولد الصلّبي .. ويتخذه ابناً حقيقياً له حكم الأبناء من النسب في جميع الأحوال .. {{ في الميراث .. والطلاق .. والزواج .. ومحرمات المصاهرة .. ومحرمات النكاح }} .. إلى غير ما هنالك مما تعارفوا عليه (( وكان ديناً تقليدياً متبعاً في الجاهلية )) ..
كان الواحد منهم ( يـتـبـنّـى ) ولد غيره فيقول له : " أنت ابني .. أرثك وترثني "
وما كان الإسلام ليقرّهم على باطل .. ولا ليتركهم يتخبّطون في ظلمات الجهالة .. فمهّد لذلك بأن ألهم رسوله عليه السلام أن يـتـبـنـى أحد الأبناء .. وكان ذلك قبل البعثة النبوية فتبنّى زيد بن حارثة رضي الله عنه على عادة العرب قبل الاسلام ..
وفي سبب تبنّيه قصة من أروع القصص .. حكمة من أروع الحكم .. قصة أم المؤمنين زينب رضي الله عنها .. وان رغبتي بباقي الحكم ان ابينها لك فعلت ذلك ...
ام المؤمنين زينب رضي الله عنها .. تزوجها الرسول عليه السلام وهي ثيب وهي ابنة عمته وكان قد تزوجها (( زيد بن حارثة )) ثم طلَّقها فتزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم لحكمة لا تعلوها حكمة في زواج أحدٍ من أزواجه ..
وهي إبطــــال ((( بدعة الـتـــبــــــنـــي ))) ..
** وهنا يحلو لبعض المغرضين .. الحاقدين على الاسلام وعلى نبي الاسلام .. من المستشرقين الماكرين .. هم اصحاب المصادر الموجودة بين يديك والتي ترجعين اليها بين كل حين .. وهي كلها شبهات وأكاذيب حول الاسلام .. وهم يتخذون من قصة تزوج الرسول الكريم بزينب منفذاّ للطعن في النبي الطاهر الزكيّ .. ويلفِّقوا الأباطيل .. بسبب بعض الروايات الاسرائيلة ..
إن نظرة بسيطة إلى تاريخ (( زينب رضي الله عنها )) وظروفها في زواج ( زيد ) تجعلنا نؤمن بأنَّ سوءَ العشرة التي كانت بين زيد وزينب إنما جاءت من اختلافهما اختلافاً بيناً في الحالة الاجتماعية .. فزينب شريفة .. وزيد كان بالأمس عبداً .. وقد أراد الله امتحانها بزواج زيد لتحطيم مبدأ (( العصبية القبلية )) والشرف الجاهلي ..
** وجعل الإسلامُ الشرف في " الدين والتقوى " فحين عرض الرسول على زينب الزواج من ( زيد ) امتنعت واستنكفت اعتزازاً بنسبها وشرفها فنزل قول الله سبحانه وتعالى :
" وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا (36) ".
فخضعت زينب لأمر الرسول .. وأسلمت لزيد جسدها دون روحها فكان من وراء ذلك الألم والضيق ..
*** ومحمد صلى الله عليه وسلم كان يعرف زينب من الصغر .. لأنها ابنة عمته .. فمن كان يمنعها منه ؟
**** وكيف يقدّم انسان أمرأة لشخص وهي (( بــــكـــــر )) حتى اذا تزوجها وصارت ( ثيباً ) رغب فيها ؟!
حقاً يا اخت نرمين حنا .. إنهم قوم لا يعقلون .. فهم يهرفون بما لا يعرفون .. ويقولون على الرسول كذباً وزوراً .. وبهتاناً وضلالاً .. ثم انظري .. إليهم وهم يقولون :
إنّ الذي أخفاه محمد هو حبه لزينب كما نقلتي انتي عنهم (( مصادرك )) ..
وهذا هو تعليقك حيث يخبرنا التاريخ أن محمدا أعجب بإمرأة متزوجة، فأرسل زوجها للقتال حتى يقتل فقتل، فتزوجها!! فهل هذه شهامة؟!! )
ولهذا عوتب .. فهل يعقل مثل هذا البهتان ؟ وهل يعاتب الشخص لأنه لم يجاهر بحبه لامرأة جاره ؟ سبحانك هذا بهتان عظيم "
ثم ان الآية صريحة كلَّ الصراحة .. وواضحة كل الوضوح .. في هذا الشأن .. فقد ذكرت الآية الكريمة أنَّ الله سيظهر ما أخفاه الرسول ..
" وتخفي في نفسك ما الله مُبْديه "
فماذا أظهر الله تعالى ؟
هل أظهر حب الرسول أو عشقه لزينب ؟ كلا.. ثم .. كلا .. إنما الذي أظهره هو رغبته عليه الصلاة والسلام في تنفيذ أمر الله بالزواج لإبطال حكم (( الـتـبـنـي )) .. ولكنه كان يخشى من ألسنة المنافقين أن يقولوا :
تزوج محمد حليلة ابنه .. ولهذا صرّح الباري جلَّ وعلا بهذا الذي أخفاه الرسول :
" فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا ".
وللحديث بقية ...
اخوكم : الاثرم
-
AL-ATHRAM
- مشاركات: 268
- اشترك: سبتمبر 24th, 2004, 1:42 am
مارس 21st, 2022, 7:52 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
الزميل " Hussam "
قبل ان اخرج لك القصة من كتابكم المقدس احب ان اقول لك :
ان هناك نقطتان جوهريتان .. تدفعان الشبهة عن النبي الكريم .. وتُلقمان الحجر لكل مفتر أثيم .. يريد أن ينال من صاحب الرسالة محمد بن عبدالله يجب ألأّ نغفُل عنهما .. وأن نضعهما نُصْب أعيننا حين نتحدث عن أُمهات المؤمنين .. وعن حكمة تعدّد زوجاته الطاهرات رضوان الله عليهن أجمعين :
هاتان النقطتان هما :
أولاً :
لم يعدَّد الرسول صلى الله عليه وسلم زوجاته إلا بعد بلوغه سن الشيخوخة .. أي بعد أن جاوز من العمر الخمسين .
ثانياً :
جميع زوجاته الطاهرات ثيبات " أرامل " ما عدا السيدة عائشة رضي الله عنها فهي بكر .. وهي الوحيدة من بين نسائه تزوجها صلى الله عليه وسلم وهي في حالة الصبا والبكارة .
ومن هاتين النقطتين ندرك _ بكل بساطة _ تفاهة هذه التهمة .. وبطلان ذلك الادعاء الذي ألصقه به المستشرقون الحاقدون هم أصحاب المصادر التي بين أيديكم ..
فلو كان المراد من الزواج الجريَ وراء الشهوة .. أو السيرَ مع الهوى .. أو مجَّردَ الاستمتاع بالنساء .. لتزوَّجَ في سنَّ " الشباب " لا في سنَّ " الشيخوخة " ولتزوج الأبكار الشابات ، لا الأرامل المسنَّات ..
وهو القائل لجابر بن عبدالله حين جاءَه وعلى وجهه أثر التطيب والنعمة :
" هل تزوجت ؟ قال : نعم ..قال : بكراً أم ثيباً ؟ قال : بل ثيباً .. فقال له صلوات الله عليه :
فهَّلا بكراً تلاعبها وتلاعبك .. وتضاحكها وتضاحكك ؟
فالرسول الكريم أشار عليه بتزوج البكر .. وهو عليه السلام يعرف طريق الاستمتاع وسبيل ( الشهوة ) فهل يعقل أن يتزوج الأرامَل ويترك الأبكار .. ويتزوج في سنِّ الشيخوخة ويترك سنّ الصَّبا .. إذا كان غرضه الاستمتاع والشهوة ؟!
إن الصاحبة رضوان الله عليهم كانوا يفدون رسول الله صلى الله عليه وسلم بمُهَجهم وأرواحهم .. ولو أنه طلب الزواج لما تأخر أحد منهم عن تزويجه بمن شاءَ من الفتيات الأبكار الجميلات ؟
فلماذا لم يعدد الزوجات في مقتبل العمر .. وريعان الشباب ؟ ولماذا ترك الزواج بالأبكار ، وتزوج الثيبات .
إن هذا _ بلا شك _ يدفع كل تقوُّل وافتراء .. ويدحض كل شبه وبهتان ويردُّ على كل أفاَّك أثيم ... يريد أن ينال من قدسيَّة الرسول أو يشوَّه سمعته الطاهرة ..
فما كان زواج الرسول بقصد ( الهوى ) أو ( الشهوة ) وإنما كان لحكم جليلة ، وغايات نبيلة ، وأهداف سامية سوف يقر الأعداء بنبلها وجلالها .. إذا ما تركوا التعصب الأعمى .. وحكَّموا منطق العقل والوجدان .. وسوف يجدون في هذا الزواج " المثل الأعلى " في الإنسان الفاضل الكريم .. والرسول النبي الرحيم الذي يضحَّي براحته في سبيل مصلحة غيره ، وفي سبيل مصلحة الدعوة والإسلام .
وللحديث بقية ..
اخوكم : الاثرم
-
AL-ATHRAM
- مشاركات: 268
- اشترك: سبتمبر 24th, 2004, 1:42 am
يونيو 3rd, 2022, 10:52 am
بسم الله الرحمن الرحيم
وساكتب ... الايات من سورة الاحزاب متصلة يا اخت نرمين حنا.. يقول الله تعالى :
" 36 وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا {36} وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا {37} مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا {38} الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا {39} مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا {40} ".
وباختصار .. فهذه الآيات تعرض أمر زواج النبي محمد عليه الصلاة والسلام من زينب رضي الله عنها بعد أن قضى زيد منها وطراً – وهي تدل على أمور منها :
- ان عادة الجاهلية كما قلت أن الابن المتبني {{ يعتبر ابناً من كل الوجوه }} .. فألغى الله تلك العادة وقال :
" ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ "
- كذلك اقتضت حكمة الله أن يبطل هذه العادة الجاهلية التي تدخل في الاسرة {{ من ليس منها }} .. فتفسد العلاقات الاسرية .. وان يكنون فعل النبي عليه الصلاة والسلام تأكيداً لهذا الابطال اذ يتزوج زوجة دعيه بعد أن يطلقها كما قال تعالى :
" لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ".
- كما دلت الآيات على أن محمداً عليه الصلاة والسلام لم يكن أباً لأحد من رجال العرب .
- كذلك فان الزواج من زينب كان بأمر الله سبحانه وتعالى .. وليس برغبة النبي عليه الصلاة والسلام .. ولذلك يُؤثر عن زينب رضي الله عنها قولها لضراتها :
" زوجكن آباؤكن وزوجني ربي ".
- قال تعالى :
" فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها "
وهكذا يا اخت نرمين حنا تبطل مزاعم المفترين أمام الحجج الدامغة .. والبراهين الساطعة .. التي تدل على عصمة سيد المرسلين محمد عليه الصلاة والسلام {{ وعلى نزاهته وطهارته }} مما ألصقه به الدسّاسون المغرضون .. هم أصحاب مصادرك ..
اقتباس:
نرمين حنا
،، حيث يخبرنا التاريخ أن محمدا أعجب بإمرأة متزوجة، فأرسل زوجها للقتال حتى يقتل فقتل، فتزوجها!! فهل هذه شهامة؟!!
بعد التصحيح :
حيث يخبرنا الكتاب المقدس .. العهد القديم ( التوراة المحرفة ) ببراءة محمد صلى الله عليه وسلم من تهمة اعجابه بامرأة وارسال زوجها .. .. ليقتل .. فقُتل .. ليتزوج زوجته..
فالمتهم كان : محمد صلى الله عليه وسلم ..
المرأة كانت : هي زينب بنت جحش أم المؤمنين رضي الله عنها ..
زوجها كان : زيد بن حارثة رضي الله عنه ..
والآن .. ساسرد لك القصة من الكتاب المقدس ( المحرف ) كما اخبرنا به الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم ..
وكما اخبرنا الكتاب المقدس :
فالمتهم والعياذ بالله هو : داود عليه الصلاة والسلام براءه الله من ذلك ..
*** وقد اثنى الله تعالى على داود عليه السلام فقال عز وجل :
" وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآَتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (20) " سورة ص .
المرأة هي : بَـثْـشَـبَعُ بِـنْـتُ أَلـِيـعَـامَ
زوجها هو : أوريــا الحـــــثي
تأملي معي .. صموئيل الثاني : ( 11 : من فقرة 1 إلى 27 )
هذا النص .. باختصار :
" وَفِي إِحْدَى الأُمْسِيَاتِ نَهَضَ دَاوُدُ عَنْ سَرِيرِهِ وَأَخَذَ يَتَمَشَّى عَلَى سَطْحِ قَصْرِهِ، فَشَاهَدَ امْرَأَةً ذَاتَ جَمَالٍ أَخَّاذٍ تَسْتَحِمُّ. فَأَرْسَلَ دَاوُدُ مَنْ يَتَحَرَّى عَنْهَا .. .. فَبَعَثَ دَاوُدُ يَسْتَدْعِيهَا. فَأَقْبَلَتْ إِلَيْهِ وَضَاجَعَهَا ( استغفر الله ) .. وَحَمَلَتِ الْمَرْأَةُ فَأَرْسَلَتْ تُبَلِّغُ دَاوُدَ بِذَلِكَ .. وَفِي الصَّبَاحِ كَتَبَ دَاوُدُ رِسَالَةً إِلَى يُوآبَ (قائد جيشه) ... اجْعَلُوا أُورِيَّا فِي الْخُطُوطِ الأُولَى حَيْثُ يَنْشُبُ الْقِتَالُ الشَّرِسُ، ثُمَّ تَرَاجَعُوا مِنْ وَرَائِهِ لِيَلْقَى حَتْفَهُ .. فَمَاتَ بَعْضُ رِجَالِ دَاوُدَ وَمِنْهُمْ أُورِيَّا الْحِثِّيُّ .. وَحِينَ انْقَضَتْ فَتْرَةُ الْحِدَادِ .. أَرْسَلَ دَاوُدُ وَأَحْضَرَهَا إِلَى الْقَصْرِ وَتَزَوَّجَهَا وَوَلَدَتِ ابْناً. )
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الاسراء :
" وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا "
والحق هو : ما أوحاه الله الى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم .. فأمره الله أن يقول ويعلن .. قد جاء الحق الذي لا يقوم له شيء وزهق الباطل .. اي اضمحل وتلاشى ... ( ان الباطل كان زهوقا ) أي : هذا وصف الباطل .. ولكنه قد يكون له صولة ورواج .. إذا لم يقابله الحق .. فعند مجيىء الحق يضمحل الباطل .. فلا يبقى له حراك ...
وهذا هو النص كاملا .. :.. كما يروي لنا الكتاب المقدس المحرف ..
" خطيئة داود وخداعه .. (استغفر الله )
11- وَفِي رَبِيعِ الْعَامِ التَّالِي، فِي الْمَوْسِمِ الَّذِي اعْتَادَ فِيهِ الْمُلُوكُ الْخُرُوجَ لِلْحَرْبِ، أَرْسَلَ دَاوُدُ قَائِدَ جَيْشِهِ يُوآبَ عَلَى رَأْسِ قُوَّاتِهِ حَيْثُ هَاجَمُوا بَنِي عَمُّونَ وَقَهَرُوهُمْ، وَحَاصَرُوا مَدِينَةَ رِبَّةَ، أَمَّا دَاوُدُ فَمَكَثَ فِي أُورُشَلِيمَ. 2وَفِي إِحْدَى الأُمْسِيَاتِ نَهَضَ دَاوُدُ عَنْ سَرِيرِهِ وَأَخَذَ يَتَمَشَّى عَلَى سَطْحِ قَصْرِهِ، فَشَاهَدَ امْرَأَةً ذَاتَ جَمَالٍ أَخَّاذٍ تَسْتَحِمُّ. 3فَأَرْسَلَ دَاوُدُ مَنْ يَتَحَرَّى عَنْهَا. فَأَبْلَغَهُ أَحَدُهُمْ: «هَذِهِ بَثْشَبَعُ بِنْتُ أَلِيعَامَ زَوْجَةُ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ»، 4فَبَعَثَ دَاوُدُ يَسْتَدْعِيهَا. فَأَقْبَلَتْ إِلَيْهِ وَضَاجَعَهَا إِذْ كَانَتْ قَدْ تَطَهَّرَتْ مِنْ طَمْثِهَا، ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا. 5وَحَمَلَتِ الْمَرْأَةُ فَأَرْسَلَتْ تُبَلِّغُ دَاوُدَ بِذَلِكَ. 6فَوَجَّهَ دَاوُدُ إِلَى يُوآبَ قَائِلاً: «أَرْسِلْ إِلَيَّ أُورِيَّا الْحِثِّيَّ». فَبَعَثَ بِهِ يُوآبُ إِلَى دَاوُدَ. 7وَحِينَ مَثَلَ لَدَى دَاوُدَ اسْتَفْسَرَ مِنْهُ عَنْ سَلاَمَةِ يُوآبَ وَالْجَيْشِ وَعَنْ أَنْبَاءِ الْحَرْبِ. 8ثُمَّ قَالَ دَاوُدُ لأُورِيَّا: «امْضِ إِلَى بَيْتِكَ وَاغْسِلْ رِجْلَيْكَ». فَخَرَجَ أُورِيَّا مِنْ بَيْتِ الْمَلِكِ، وَأَرْسَلَ لَهُ هَدِيَّةً إِلَى بَيْتِهِ. 9غَيْرَ أَنَّ أُورِيَّا لَمْ يَتَوَجَّهْ إِلَى بَيْتِهِ، بَلْ نَامَ مَعَ رِجَالِ الْمَلِكِ عِنْدَ بَابِ الْقَصْرِ. 10فَأَخْبَرُوا دَاوُدَ قَائِلِينَ: «لَمْ يَتَوَجَّهْ أُورِيَّا إِلَى بَيْتِهِ». فَسَأَلَهُ دَاوُدُ: «أَلَمْ تَرْجِعْ مِنْ سَفَرٍ؟ فَلِمَاذَا لَمْ تَمْضِ إِلَى بَيْتِكَ؟» 11فَأَجَابَ: «التَّابُوتُ وَجَيْشُ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا مُعَسْكِرُونَ فِي الْخِيَامِ، وَكَذَلِكَ سَيِّدِي يُوآبُ، وَبَقِيَّةُ قُوَّادِ الْمَلِكِ مُخَيِّمُونَ فِي الْعَرَاءِ، فَهَلْ آتِي أَنَا إِلَى بَيْتِي لِآكُلَ وَأَشْرَبَ وَأُضَاجِعَ زَوْجَتِي؟ أُقْسِمُ بِحَيَاتِكَ، لَنْ أَفْعَلَ هَذَا الأَمْرَ». 12فَقَالَ دَاوُدُ لأُورِيَّا: «امْكُثْ هُنَا الْيَوْمَ وَغَداً أُطْلِقُكَ». فَمَكَثَ أُورِيَّا فِي أُورُشَلِيمَ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى صَبَاحِ الْيَوْمِ التَّالِي. 13وَلَبَّى دَعْوَةَ الْمَلِكِ، فَأَكَلَ فِي حَضْرَتِهِ وَشَرِبَ حَتَّى أَسْكَرَهُ دَاوُدُ. ثُمَّ خَرَجَ عِنْدَ الْمَسَاءِ لِيَرْقُدَ فِي مَضْجَعِهِ إِلَى جِوَارِ رِجَالِ سَيِّدِهِ، وَلَمْ يَتَوَجَّهْ إِلَى بَيْتِهِ أَيْضاً.
*** مقتل أوريَّا
14وَفِي الصَّبَاحِ كَتَبَ دَاوُدُ رِسَالَةً إِلَى يُوآبَ، بَعَثَ بِهَا مَعَ أُورِيَّا، 15جَاءَ فِيهَا: «اجْعَلُوا أُورِيَّا فِي الْخُطُوطِ الأُولَى حَيْثُ يَنْشُبُ الْقِتَالُ الشَّرِسُ، ثُمَّ تَرَاجَعُوا مِنْ وَرَائِهِ لِيَلْقَى حَتْفَهُ». 16فَعَيَّنَ يُوآبُ أُورِيَّا فِي أَثْنَاءِ مُحَاصَرَةِ الْمَدِينَةِ، فِي أَشَدِّ جَبَهَاتِ الْقِتَالِ ضَرَاوَةً، حَيْثُ احْتَشَدَ أَبْطَالُ الأَعْدَاءِ. 17فَانْدَفَعَ رِجَالُ الْمَدِينَةِ لِمُحَارَبَةِ يُوآبَ فَمَاتَ بَعْضُ رِجَالِ دَاوُدَ وَمِنْهُمْ أُورِيَّا الْحِثِّيُّ. 18فَبَعَثَ يُوآبُ رَسُولاً لِيُطْلِعَ دَاوُدَ عَلَى أَنْبَاءِ الْحَرْبِ، 19وَأَوْصَاهُ قَائِلاً: «إِنْ رَأَيْتَ أَنَّ الْمَلِكَ بَعْدَ إِبْلاَغِهِ أَنْبَاءَ الْحَرْبِ 20قَدْ ثَارَ غَضَبُهُ وَقَالَ لَكَ: لِمَاذَا اقْتَرَبْتُمْ مِنْ سُورِ الْمَدِينَةِ لِلْقِتَالِ؟ أَمَا عَلِمْتُمْ أَنَّهُمْ يَرْمُونَ بِالسِّهَامِ مِنْ فَوْقِ السُّورِ؟ 21مَنْ صَرَعَ أَبِيمَالِكَ بْنَ يَرُبُّوشَثَ؟ أَلَمْ تَرْمِهِ امْرَأَةٌ بِحَجَرِ رَحًى مِنْ عَلَى السُّورِ فَمَاتَ فِي تَابَاصَ؟ لِمَاذَا اقْتَرَبْتُمْ مِنَ السُّورِ؟ فَقُلْ لَهُ: قَدْ مَاتَ عَبْدُكَ أُورِيَّا الْحِثِّيُّ أَيْضاً».
*** تبليغ داود بمقتل أوريَّا
22فَانْطَلَقَ الرَّسُولُ إِلَى دَاوُد وَأَطْلَعَهُ عَلَى آخِر أَنْبَاءِ الْحَرَبِ الَّتِي كَلَّفَهُ بِهِا يُوآبُ. 23وَقَاَل: «لَقَدْ قَوِيَ عَلَيْنَا الْقَوْمُ وَخَرَجُوا لِقِتَالِنَا فِي الْعَرَاءِ، وَلَكِنَّنَا انْكَفَأْنَا عَلَيْهِمْ وَطَارَدْنَاهُمْ حَتَّى بَوَابَةِ الْمَدِينَةِ. 24فَرَمَى الرُّمَاةُ عَلَى عَبِيدِكَ بِالسِّهَامِ، فَقُتِلَ بَعْضُ ضُبَّاطِ الْمَلِكِ، وَمَاتَ عَبْدُكَ أُورِيَّا الْحِثِّيُّ». 25فَقَالَ دَاوُدُ لِلرَّسُولِ: «هَذَا مَا تُخْبِرُ بِهِ يُوآبَ: لاَ يَسُوءَنَّكَ هَذَا الأَمْرُ، فَإِنَّ السَّيْفَ يَلْتَهِمُ هَذَا وَذَاكَ. شَدِّدْ حِصَارَكَ عَلَى الْمَدِينَةِ وَدَمِّرْهَا. قُلْ هَذَا لِتَشْجِيعِ يُوآبَ».
*** زواج داود من بثشبع
26وَعِنْدَمَا عَلِمَتْ زَوْجَةُ أُورِيَّا أَنَّ زَوْجَهَا قَدْ قُتِلَ نَاحَتْ عَلَيْهِ. 27وَحِينَ انْقَضَتْ فَتْرَةُ الْحِدَادِ، أَرْسَلَ دَاوُدُ وَأَحْضَرَهَا إِلَى الْقَصْرِ وَتَزَوَّجَهَا وَوَلَدَتِ ابْناً وَلَكِنَّ الرَّبَّ اسْتَاءَ مِنْ هَذَا الأَمْرِ الَّذِي ارْتَكَبَهُ دَاوُدُ. ) "
****** انها كما قلت .. أكاذيب وشبهات حول الاسلام ..
أختي الكريمة نرمين حنا ... وفي الآيات المشتملات على هذه القصة من سورة الاحزاب ( من 26 الى 40 ) في ردي السابق فوائد : منها :
الثناء على زيد بن حارثة رضي الله عنه وذلك من وجهين :
أحدهما : أن الله سماه في القرآن الكريم {{ ولم }} يسمِ من الصحابة باسمه غيره ..
والثاني : أن الله أخبر أنه أنعم عليه .. اي : بنعمة الإسلام والايمان ..
وهذه شهادة من الله له أنه مسلم مؤمن .. ظاهراً وباطناً .. وإلا .. فلا وجه لتخصيصه بالنعمة .. إلى أن المراد بها النعمة الخاصة .. وغيرها ..
وللحديث بقية ...
اخوكم : الاثرم
-
الموجودون الآن
الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر