المؤمنون بالقرآن من اهل الكتاب

خاص بمناقشة القضايا والمسائل التي تهم الحوار المسيحي الإسلامي من إيمان و عقيدة و فكر إلخ
شارك بالموضوع
تامر شتيوى
مشاركات: 58
اشترك: أغسطس 23rd, 2009, 5:06 pm
المكان: الإسكندرية - مصر .

أغسطس 28th, 2009, 6:23 pm

(1) التبشير :
يقول الله :
( واذ قال عيسى ابن مريم يا بنى اسرائيل انى رسول الله اليكم مصدقا لما بين يدى من التوراة ومبشرا برسول ياتى من بعدى اسمه احمد ) .
يبين الله أن النبى عيسى إبن مريم قد قال لقومه من بنى إسرائيل أنه رسول الله إليهم .. ويتصف بما يلى :
1- أنه مصدق ومتفق مع ما بين يديه أو ما سبق نزوله من التوراة .
2- أنه مبشر يفصل لهم الوعد بأن يبعث الله من بعده رسول إسمه أحمد .
فالله بشر ووعد بنى إسرائيل فى كل من التوراة والإنجيل بقدوم نبى من الأميين الذين لم ينزل عليهم كتاب من الله من قبل .
فى حين أن الله لم يبشر فى القرآن بقدوم من أسماه أهل السنة بالمهدى المنتظر .. أو المسيخ الدجال .. أو نزول المسيح عيسى للأرض .. فالله توفى المسيح ولم يذكر أنه سيعود للحياة الدنيا مرة أخرى .
(2) أنصار الله :
يقول الله :
( يا ايها الذين امنوا كونوا انصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من انصارى الى الله قال الحواريون نحن انصار الله فامنت طائفة من بنى اسرائيل وكفرت طائفة فايدنا الذين امنوا على عدوهم فاصبحوا ظاهرين ) .
يتبين من قول الله ما يلى :
(1) أن الله أمر المؤمنين بالله أن ينصروا الله وينصروا رسول الله محمد كما فعل أنصار النبى عيسى عليه السلام .
(2) أن النبى عيسى الكريم آخر أنبياء بنى إسرائيل بالأرض المباركة عندما أحس أو فصل من قومه الكفر بالله وبرسوله بعدما بين لهم رسالة الله وبين لهم آيات نبوته أراد أن يفصل بين قومه .. ليظهر المؤمنين منهم .. الذين آمنوا بالله .. ويقبلوا أن ينصروه ويقاتـلوا معه .. فقال للحواريين من أنصارى إلى الله .. من يقبل أن ينصرنى ابتغاء وجه أو ثواب الله .. وجهاداً فى سبيل الله .. والحواريون هم المنفصلون للنبى عيسى .. يتبعونه وينفصلون لأمره .
(3) أن الحواريين قالوا له نحن أنصار الله .. نحن ننصر دين الله فى الأرض .. نحن آمنا بالله .. فاشهد علينا أننا من المسلمين المنفصلين لأمر الله ورسوله .. الناصرين لدين الله .
(4) أنه بعد هذا النصر من الحواريين فقد انقسم بنو إسرائيل لطائفتين منفصلتين .. طائـفة من المؤمنين ينصرون النبى .. وطائفة من الكافرين يعادون المؤمنين .. فأيد الله وفصل ونصر الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين عليهم .. أى يفصلون حكمهم وأمرهم عليهم .
(3) الرهبانية :
يقول الله :
( ثم قفينا على اثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم واتيناه الانجيل وجعلنا فى قلوب الذين اتبعوه رافه ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم الا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فاتينا الذين امنوا منهم اجرهم وكثير منهم فاسقون ) .
يبين الله فى قوله ما يلى :
(1) أن الله قفى وفصل قولاً للناس على آثار وقول الرسل السابقين من خلال رسل آخرين معهم آثار وقول من علم الله .
وكلمة آثارهم مشتقة من الإسم ثر .. الذى يعادل بر بعد نزع النقاط .. ويعنى الفصل .. يقول الله :
( فلعلك باخع نفسك على اثارهم ) اثار القوم هو قولهم المفصول منهم .
( وانا على اثارهم مهتدون ) اثار القوم هو قولهم المفصول منهم .
( ائتونى بكتاب من قبل هذا او اثارة من علم ) آثارة أى قول مفصول من الله فيه علم منه .
( فارتدا على اثـارهما قصصا ) ارتدا طاعة لقولهما الذى قالاه وفصلاه لبعضهما .
( فقال ان هذا الا سحر يوثر ) قال أن القرآن قول منفصل عن الحق يؤثره النبى ويفصله قولاً للناس .
( ويوثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ) أثر على نفسه أى أطاع القول المأثور المنفصل من الله على نفسه .
( بل توثرون الحياة الدنيا ) تحبون وتفصلون وتفضلون الحياة الدنيا .
( فانظر الى اثار رحمت ربك كيف يحيى الارض بعد موتها ) أنظر إلى ما إنفصل للأرض من الرحمة المنفصلة من الله بالمطر على الناس ليحيى الأرض بعد موتها .
( فقبضت قبضة من اثر الرسول ) قبض قبضة أى فصل لنفسه جزءً منفصلاً من الأثر والعلم والوعد المنفصل من الرسول موسى .
( قال هم اولاء على اثرى ) هم على موعد وعهد ووعد وقول منفصل لى بأن يطيعوا أمرى ولا يشركوا .
( ولكن البر من اتقى ) البر هو الثر أو القول المفصول للناس من الله .
( سيماهم فى وجوههم من اثر السجود ) أثر السجود هو ما فصله السجود لوجوههم .
( كانوا هم اشد منهم قوة واثارا فى الارض ) أثار فى الأرض أى فصل فيها شيئاً منه .
( واثاروا الارض وعمروها اكثر مما عمروها ) أثاروا الأرض أى فصلوا فيها شيئاً منهم .
(2) أن الله قفى وفصل قولاً للناس من خلال النبى عيسى إبن مريم .. وآتاه الله وفصل له الإنجيل .
وقفى كلمة مشتقة من الإسم قف .. وتعنى الفصل .. يقول الله :
( ولا تقف ما ليس لك به علم ) لا تفصل للناس قولاً لم ينفصل لك به علم منزل من الله .
(3) أن الله جعل وفصل فى قلوب المؤمنين بالمسيح والذين إتبعوه وصدقوه ما يلى :
1- رأفة .. أى يفصلون الخير والفضل والجزاء الحسن للمؤمنين .
2- رحمة .. أى يفصلون المؤمنين لفضل الله ونعمته .
3- رهبانية .. أى تقوى وطاعة وإنفصال لأمر وحكم الله .. كما فى قول الله :
( للذين هم لربهم يرهبون ) .
أى للذين هم لربهم ينفصلون طاعة لحكمه وأمره .
وتتصف هذه الرهبانية بما يلى :
1- أن هؤلاء المؤمنين قد إبتدعوها .. أى إتبعوها وأطاعوها وإنفصلوا لها .. فالإبتداع ليس هو البدعة والإنفصال عن دين الله كما يظن أهل السنة فى كتبهم وفق تفسيرهم .
وإبتدع كلمة مشتقة من الإسم بدع .. وتعنى الفصل .. يقول الله :
( بديع السموات والارض ) الله بدع السموات والأرض أى فصلهن وخلقهن .
( قل ما كنت بدعا من الرسل ) ما كنت منفصلاً من دين الرسل السابقين .
2- أن الله لم يكتب ويفرض عليهم هذه الرهبانية والحكم والأمر المنزل إلا إبتغاء رضوان الله .. أى أن الله كتبها وفرضها على بنى إسرائيل إبتغاء طاعة رضوان وأمر الله .. فالله لم يفرضها إلا لتطاع منهم .
ورضوان الله هو قوله وحكمه المنزل كما فى قوله :
( افمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ) .
( واتبعوا رضوان الله ) .
3- أن الذين كفروا من بنى إسرائيل لم يرعوا ويطيعوا وينفصلوا لهذه الرهبانية والأحكام حق رعايتها أو طاعتها .
4- أن الله آتى وفصل للذين آمنوا من بنى إسرائيل أجرهم وجزاء عملهم الصالح .. وأن كثير منهم كانوا فاسقين منفصلين عن أمر وحكم الله .
(4) النبى الأمى :
عندما نزل القرآن على الرسول محمد الكريم بمكة بالأرض المباركة كان فى هذا البلد الأمين عدد من أهل الكتاب النصارى الذين آمنوا بالنبى عيسى الكريم .. وهم من أبناء النبى إسرائيل الكريم إبن النبى إبراهيم عليه السلام الذى أقام بيت الله الحرام بمكة .. وهؤلاء القوم من أهل الكتاب كانوا علماء فى الإنجيل .. يعرفونه ويتلون آياته .. ويقيمون الصلاة لله .. ويعلمون وعد الله لهم وتبشيره بالنبى الأمى .. وقد آمنوا بالرسول محمد النبى الأمى الذى ولد فى الأرض المباركة بمكة .. ووجدوا أن القرآن جاء مصدقاً للإنجيل .. يقول الله :
( الذين يتبعون النبى الامى الذى يجدونه مكتوبا عندهم فى التوراة والانجيل يامرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم اصرهم والاغلال التى كانت عليهم فالذين امنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذى انزل معه اولئك هم المفلحون ) .
يتحدث الله عن المؤمنين من أهل الكتاب .. وهم الذين إتبعوا النبى محمد .. وهذا النبى يتصف بما يلى :
(1) أنه النبى الأمى الذى لم ينزل عليه كتاب قبل القرآن .
(2) أن أهل الكتاب يجدون هذا النبى مذكور ومكتوب عندهم فى التوراة والإنجيل .. وهما كتبهم المنزلة عليهم من قبل القرآن .. أى أن الله بشرهم ووعدهم بقدوم نبى أمى فى كتبهم .
(3) أن من صفات هذا النبى فى كتبهم أنه :
1- يأمرهم بالمعروف .. أى يأمرهم بما أمر وفصل الله فى كتابه .
2- ينهاهم عن المنكر .. أى ينهاهم عن الفعل المنفصل عن دين الله .
(4) من صفات هذا النبى أيضاً أنه :
1- يحل لهم الطيبات .. أى يحل لهم ما أحله وفصله الله لهم من رزقه .
2- يحرم عليهم الخبائث .. أى يحرم عليهم ما حرمه وفصله الله عنهم من رزقه .
(5) أنه يضع ويفصل عنهم ما يلى :
1- يضع ويفصل عنهم إصرهم .. أى يفصل عنهم فى القرآن ما فصل لهم الله من أحكام بالعقاب مع أنبيائهم بسبب ظلمهم وكفرهم بالله .
2- يضع ويفصل عنهم الأغلال والقيود والفواصل والمحرمات التى كانت عليهم منزلة على أنبيائهم بسبب ظلمهم وإنفصالهم عن دين الله .. فلقد حرم الله عليهم أنواع محددة من الطعام .. إقرأ مقال [ بنو إسرائيل ] ضمن مجموعة مقالات الطعام .
ويبين الله فى كتابه أن المفلحون المنفصلون لجنة الله من أهل الكتاب وغيرهم هم من يلى :
(1) الذين آمنوا وصدقوا ما جاء به هذا النبى الأمى من قول الله .
(2) الذين عزروا أو عززوا – بعد فصل النقاط – هذا النبى الأمى وفصلوه وفضلوه على غيره .
(3) الذين نصروه وأيدوه وفصلوه على عدوه .
(4) الذين إتبعوا وإنفصلوا وأطاعوا النور الهادى الذى أنزل معه من الله .. وهو كتاب الله المنزل عليه .
(5) الإستيقان :
( فقال ان هذا الا سحر يوثر ان هذا الا قول البشر ساصليه سقر وما ادراك ما سقر لا تبقى ولا تذر لواحة للبشر عليها تسعة عشر وما جعلنا اصحاب النار الا ملائكة وما جعلنا عدتهم الا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين اوتوا الكتاب ويزداد الذين امنوا ايمانا ولا يرتاب الذين اوتوا الكتاب والمومنون وليقول الذين فى قلوبهم مرض والكافرون ماذا اراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء ويهدى من يشاء وما يعلم جنود ربك الا هو وما هى الا ذكرى للبشر ) .
يبين الله فى قوله ما يلى :
(1) أن أحد الكفار عندما سمع القرآن قول الله قال عنه ما يلى :
1- أنه سحر يؤثر .. أى قول منفصل عن الحق يؤثره النبى ويفصله قولاً للناس .
2- أنه ليس إلا قول البشر .. وليس قولاً منزلاً من الله .
(2) أن الله توعده بأن يصليه ويفصله لنار سقر .. وأدرك الله وفصل لنبيه صفات هذه النار .. وهى كما يلى :
1- أنها لا تبقى ولا تذر وتفصل وتترك من البشر شيئاً .
2- أنها لواحة فاصلة مهلكة للبشر .
3- أن عليها تسعة عشر من ملائكة الله الغلاظ الشداد .
(3) أن الله لم يجعل أصحاب النار المنفصلين عليها لحرق الكافرين إلا من الملائكة .
(4) أن الله جعل عدتهم أو عددهم تسعة عشر تحديداً للأسباب التالية :
1- فتنة وعذاب مفصول من الله فى الآخرة للذين كفروا به .
2- ليستيقن ولينفصل الذين آتاهم الله وفصل لهم الكتاب من قبل لوعد القرآن ويصدقوه ويؤمنوا به .. ذلك لأن فى الكتاب السابق قد حدد الله نفس هذا العدد للملائكة الذين على النار .. وبالتالى فالقرآن كتاب مصدق متفق لما بين يديه أو لما سبقه من الكتب .
3- يزداد الذين آمنوا بالله وصدقوه من الأميين إيماناً وتصديقاً به .. لأن شهادة الذين آمنوا من أهل الكتاب على صدق كتاب القرآن هو آية للمؤمنين الأميين تزيدهم إيماناً .
4- ألا يرتاب وينفصل عن تصديق القرآن كل من :
- الذين آمنوا من أهل الكتاب السابق .
- الذين آمنوا من الأميين .
5- أن يقول كل من :
- الذين فى قلوبهم مرض وإنفصال عن دين الله .
- الكافرون بالله وغير المصدقين لقوله ووعده بأن الساعة آتية .. وبأن هذا القرآن هو قول الله .
هؤلاء وهؤلاء يقولون ما الذى أراد الله أن يوصله لنا بضرب هذا المثل فى عدد الملائكة الذين على النار .
(4) أن الله يضل ويفصل من يشاء عن طريقه المستقيم .. ويهدى من يشاء ويفصل ويفضل إلى هذا الصراط المستقيم .
(5) أن هؤلاء الملائكة من جنود الله .. ولا يعلم جنود الله إلا هو وحده .
(6) أن آيات هذا القرآن ما هى إلا ذكرى وهدى وفصل للبشر إلى طريق الله المستقيم المؤدى للجنة .
ويقول الله :
( وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبى الا اذا تمنى القى الشيطان فى امنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله اياته والله عليم حكيم ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة للذين فى قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وان الظالمين لفى شقاق بعيد وليعلم الذين اوتوا العلم انه الحق من ربك فيومنوا به فتخبت له قلوبهم وان الله لهاد الذين امنوا الى صراط مستقيم ولا يزال الذين كفروا فى مرية منه حتى تاتيهم الساعة بغتة او ياتيهم عذاب يوم عقيم ) .
يبين الله لرسوله محمد ما يلى :
[1] أنه ما من نبى ولا رسول أرسله الله من قبله إلا تمنى .. أى قال للناس أمنية وقول ووعد مفصول منه .. بأن الساعة آتية .. وأن الجنة هى جزاء المؤمنين خالدين فيها أبداً .. وأن النار هى جزاء الكافرين خالدين فيها أبداً .
[2] أن أى نبى إذا تمنى فإن الشيطان يلقى ويفصل قولاً منفصلاً عن الحق فى أمنيته .. مثلما قال اليهود أنهم لن تمسهم النار إلا أياماً معدودات فقط .. وذلك إلقاء فى أمنية ووعد الأنبياء بأن الكفار يدخلون النار خالدين فيها أبداً فلا يخرجون .
[3] أن الله ينسخ ويفصل ما ألقاه الشيطان وما فصله من باطل وقول منفصل عن الحق فى أمر وعد الله مع رسله .. وذلك من خلال كتبه المنزلة .. ثم يحكم الله آياته وقوله ووعده الحق فيفصله للناس ويؤكد ما ذكره فى كتبه السابقة من قول ووعد .. فيكون قول الله هو النور والهدى الهادى لطريق الله المستقيم المؤدى للجنة .. والله عليم حكيم .
[4] أن الله عندما يحكم آياته ويفصل للناس قوله فى كتابه ليؤكد ما ذكره من قبل .. مثل قوله المنزل على رسوله محمد .. فإنه يفعل ذلك لسببين .. هما :
(1) أن يجعل الله ما ألقاه الشيطان وما فصله من باطل وقول منفصل عن الحق فى أمر وعد الله مع رسله السابقين فتنة وعذاب وعقاب لكل من :
1- الذين فى قلوبهم مرض وإنفصال عن دين الله .
2- القاسية قلوبهم .. المنفصلون عن دين الله .
هذه الفتنة والعذاب تنفصل لهم إذا آمنوا بقول الشيطان الذى ألقاه وفصله لهم بعد وعد الله المنزل .. فالظالمون المنفصلون عن دين الله فى شقاق وإنفصال بعيد كبير عن الإيمان والتصديق لوعد الله .
(2) ليعلم الذين آتاهم الله العلم من قبل القرآن وهم أهل الكتاب أن قول الله المنزل فى القرآن هو قول مفصول من عنده .. فيؤمنوا به ويصدقوه ويستيقنوه .. فتخبت وتنفصل قلوبهم إلى تصديقه .. لأن القرآن قول مصدق لما معهم يؤكد ما سبق أن قاله الله فى العلم المنزل لهم .
[5] أن الله يهدى ويفصل الذين آمنوا به وصدقوا وعده إلى صراط وطريق الله المستقيم المؤدى للجنة .
[6] أن الذين كفروا بكتاب الله وقوله المنزل ولم يصدقوه ما يزالون فى مرية وإنفصال عن تصديقه حتى يحدث لهم ما يلى :
(1) تأتيهم الساعة بغتة فجأة .. أى تقوم عليهم وهم أحياء .
(2) يموتون أو يقتلون فيأتيهم عذاب وعقاب وجزاء يوم عقيم لا خير ينفصل فيه لهم .
(6) الشهادة والعلم :
يقول الله :
( اولم يكن لهم اية ان يعلمه علماء بنى اسرائيل ) .
يبين الله أن علماء أهل الكتاب الذين علمهم الله وفصل لهم العلم فى كتبه السابقة من النصارى قد علموا بالقرآن وصدقوه .. وعلموا أنه منزل من الله لأنه يتفق ويصدق ما نزل عليهم من القول والعلم .. وكان إيمانهم بالقرآن آية مبينة واضحة لمن لم يؤمن بالقرآن ولا يصدق أنه كتاب من عند الله من المشركين بمكة وما حولها من القرى المباركة .
ويقول الله :
( ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بينى وبينكم ومن عنده علم الكتاب ) .
يبين الله أن الذين كفروا قالوا عن رسول الله محمد أنه ليس رسولاً مرسلاً من الله .. وبالتالى فلم يؤمنوا برسالته ولم يصدقوا أنها من عند الله .. وأمر الله رسوله أن يقول لهم أنه يكفى أن يشهد بأن هذا القرآن صدق كلاً من :
1- الله .
2- من شهد من بنى إسرائيل بأن القرآن من عند الله .. وهو من آتاه الله من قبل علم وقول مفصول من الكتاب والقول فى كتاب الله السابق .
فكفى بهما أن يكونا شاهدين وحكمين يفصلان بين الرسول والكفار .
ويقول الله :
( قل ارايتم ان كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بنى اسرائيل على مثله فامن واستكبرتم ان الله لا يهدى القوم الظالمين ) .
يخاطب الله كفار مكة وما حولها الذى كفروا بالقرآن ولم يصدقوا أنه من عند الله .. ويبين لهم ما يلى :
1- أن هذا القرآن هو كتاب منزل من عند الله .
2- أنهم كفروا به ولم يصدقوه .
3- أن شاهد من بنى اسرائيل قد شهد وفصل قولاً بصدق ما جاء فى القرآن .. وأنه مصدق لمثله أو للكتاب السابق من الله وهو الإنجيل .
4- أن الله لا يهدى القوم الظالمين المنفصلين عن دينه لطريق المستقيم المؤدى للجنة .
والله لم يذكر فى كتابه أن الذى آمن من بنى إسرائيل يسمى عبد الله إبن سلام اليهودى .. فذلك قول باطل فى كتب أهل السنة .
ويقول الله :
( قل امنوا او لا تومنوا ان الذين اوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم يخرون للاذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للاذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ) .
يخاطب الله كفار مكة وما حولها أيضاً الذى كفروا بالقرآن ولم يصدقوا أنه من عند الله .. ليبين لهم أنهم سواء آمنوا بالقرآن وصدقوه أو لم يؤمنوا به فإن العلماء من بنى إسرائيل الذين أوتوا العلم من قبل القرآن إذا تلى عليهم رسول الله محمد القرآن فعلوا ما يلى :
1- خروا وإنفصلوا لله سجداً للأذقان .. أى لامست لحاهم النابتة فى الأذقان الأرض أثناء وضع رؤوسهم على تلك الأرض .
2- يقولون سبحان ربنا .. إنفصلت علوا وتفضيلاً عمن سواك .. إن وعدك الذى وعدته لنا بقدوم نبى أمى بكتاب من عندك كان وعداً مفعولاً محققاً منفصل لنا .
3- خروا وإنفصلوا لله سجداً للأذقان يبكون وتفيض أعينهم من الدمع .
4- زادهم القرآن خشوعاً وإنفصالاً لله وحده .
يقول الله :
( شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم ) .
إن التوحيد أمر حق بينه الله للناس .. فالله واحد لا إله إلا هو .. لا إله غيره .. ولقد شهد وفصل القول بهذا الحق كل من :
1- الله :
فالله شهد وقال أنه إله واحد .
2- الملائكة :
فلقد قال الملائكة وشهدوا بأن الله واحد .
3- أولو العلم .. وهم المؤمنون الذين إنفصل لهم العلم من قبل من بنى إسرائيل .. فهؤلاء يعلمون الحق الذى نزل وإنفصل من ربهم فى كتب على رسلهم .. وقد شهدوا بأن الله واحد .. وأن القرآن كتاب الله .
ويقول الله :
( لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا ولتجدن اقربهم مودة للذين امنوا الذين قالوا انا نصارى ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون واذا سمعوا ما انزل الى الرسول ترى اعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا امنا فاكتبنا مع الشاهدين وما لنا لا نومن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع ان يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين فاثابهم الله بما قالوا جنات تجرى من تحتها الانهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين ) .
يبين الله لرسوله ما يلى :
(1) أن أشد الناس عداوة للمؤمنين من مكة وما حولها هم من يلى :
1- اليهود .. الذين كفروا برسالة النبى عيسى ولم يصدقوه .
2- المشركون الأميون .. الذين لم ينزل عليهم كتاب من قبل .
والعداوة هى فصل العمل والقول المؤذى للعدو .
(2) أن أقرب الناس مودة وفصلاً للقول والعمل والجزاء الحسن للمؤمنين من مكة وما حولها هم النصارى الذين آمنوا بالقرآن .. وهم من قالوا للنبى عيسى نحن أنصار الله .. وبين الله أسباب هذه المودة للمؤمنين .. كما يلى :
[1] أن منهم قسيسين .. أى منفصلون لله وحده .. وهم ليسوا القسيسين الموجودين حالياً ممن لا يؤمنون بالقرآن .. ويؤمنون أن الله ثالث ثلاثة وأن المسيح إبن الله .
[2] أن منهم رهبان .. أى منفصلون لطاعة حكم الله .. وهم كذلك ليسوا الرهبان أو الراهبات الموجودين فى العصر الحالى ممن لا يؤمنون بالقرآن .. ويؤمنون أن الله ثالث ثلاثة وأن المسيح إبن الله .
[3] أنهم لا يستكبرون ولا ينفصلون عن أمر الله .
[4] أنهم إذا سمعوا ما أنزله الله على رسوله محمد فعلوا ما يلى :
1- يرى الرسول أعينهم تفيض وتنفصل من الدمع وهم يبكون .. ذلك بسبب ما عرفوه وإنفصل لهم من الحق فى كتاب الله وما فيه من تصديق للإنجيل وتصديق للوعد المفصول من الله بقدوم رسول أمى .
2- أنهم يقولون لله أنهم آمنوا وصدقوا أن القرآن هو قول منزل من عنده .. ويدعونه أن يكتبهم من الشاهدين الذين شهدوا بالحق .. وشهدوا أن القرآن كتاب منزل من عند الله وليس قول البشر كما يزعم الكافرون .
3- أنهم يقولون أنه لا ينبغى ولا يحل لهم ألا يؤمنوا ويصدقوا ما يلى :
- الله .
- ما جاءهم وإنفصل لهم من الحق المنزل فى كتاب الله .
4- أنهم يطمعون وينفصلون ليدخلهم ربهم فى الجنة مع القوم الصالحين الذين عملوا العمل الصالح الذى أمر به فى كتابه .
وبين الله أنه أثاب وفصل أجراً لهؤلاء المؤمنين الذين قالوا ذلك .. وهذا الأجر هو جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً .. وذلك جزاء أو أجر المحسنين الذين يعملون الحسنات والأوامر التى أمر بها الله .
ويقول الله :
( ليسوا سواء من اهل الكتاب امة قائمة يتـلون ايات الله اناء الليل وهم يسجدون يومنون بالله واليوم الاخر ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون فى الخيرات واولئك من الصالحين وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين ) .
يبين الله أن أهل الكتاب كلهم ليسوا سواء .. فمن أهل الكتاب أمة وفريق منفصل من المؤمنون ليسوا سواء مع الكافرين .. ولا يتعادلون معهم .. لأنهم يتصفون بما يلى :
1- أنهم أمة قائمة منفصلة لله وحده .
2- أنهم يتلون ويقرأون آيات ونعم الله المنزلة فى كتابه آناء الليل .. أو فى جزء منفصل من الليل .. ويسجدون لله فى هذا الليل .
3- أنهم يؤمنون بالله .
4- أنهم يؤمنون بيوم القيامة .
5- أنهم يأمرون بالمعروف .. أى يأمرون بما أنزل الله وفصل فى كتابه .
6- أنهم ينهون عن المنكر .. أى ينهون عن الفعل الذى فصله الله وحرمه .
7- أنهم يسارعون فى الخيرات .. أى الإنفصال لفعل ما أمر الله به .
وبين الله ما يلى :
1- أن هؤلاء هم الصالحون .. الذين يفعلون العمل الصالح الذى أمر الله به فى كتابه .
2- أن ما يفعل هؤلاء من خير وعمل أمر الله به فلن يكفروه ولن ينفصل عنهم أجر هذا العمل .
3- أن الله يعلم المتقين المنفصلون لطاعة حكمه وأمره .
ويقول الله :
( ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون الذين اتيناهم الكتاب من قبله هم به يومنون واذا يتلى عليهم قالوا امنا به انه الحق من ربنا انا كنا من قبله مسلمين اولئك يوتون اجرهم مرتين بما صبروا ويدروون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون ) .
يبين الله ما يلى :
(1) أنه وصل وفصل قوله للناس .. والقول هو القرآن .. ذلك كى يتذكروا ويهتدوا لطريق المستقيم المؤدى للجنة .
(2) أن الذين آتاهم وفصل لهم الله الكتاب من قبل هذا القول أو من قبل القرآن وهم أهل الكتاب يتصفون بما يلى :
1- أنهم يؤمنون ويصدقون بهذا القول وهذا القرآن .
2- أنه إذا تلى وفصل وقرأ عليهم هذا القرآن قالوا ما يلى :
- أنهم آمنوا به وصدقوه .
- أنه هو الحق المنزل المنفصل من الله .
- أنهم كانوا من قبل هذا القرآن مسلمين منفصلين طائعين لأمر الله .
وبين الله عن هؤلاء المؤمنين ما يلى :
1- أن الله سيؤتيهم ويفصل لهم أجر عملهم مرتين .. بسبب صبرهم وإنفصالهم على دينهم وعدم إنفصالهم عن دين الله .
2- أنهم يدرؤون ويفصلون عنهم السيئة أو الفعل المنفصل عن دين الله وذلك بفعل الحسنة أو العمل الذى أمر الله به فى كتابه .
3- أنهم ينفقون ويفصلون عنهم مما رزقهم الله من رزقه .
ويقول الله :
( والذين اتيناهم الكتاب يفرحون بما انزل اليك ) .
يبين الله أن الذين آتاهم الله الكتاب من قبل القرآن يفرحون ويفصلون لأنفسهم ما أنزله الله لنبيه محمد من القرآن .. ويؤمنون به .
ويقول الله :
( افمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى اماما ورحمة اولئك يومنون به ومن يكفر به من الاحزاب فالنار موعده فلا تك فى مرية منه انه الحق من ربك ولكن اكثر الناس لا يومنون ) .
يبين الله ما يلى :
(1) أن رسوله محمد على بينة من ربه .. أى أن الله آتاه وفصل له وأنزل عليه قول بين يبين له طريق الله .
(2) أن هناك شاهد من أهل البينة أو أهل الكتاب السابق قد شهد وفصل قولاً بأن القرآن هو كتاب منزل من الله .. وهذا الشاهد المؤمن من بنى إسرائيل يتلو البينة .. أى يتلو ويقرأ كتاب الله الذى أنزله .
(3) أن من قبل الكتاب السابق وهو الإنجيل يوجد كتاب آخر هو التوراة .. الكتاب المنزل على النبى موسى .. ويتصف بما يلى :
1- أنه إمام .. أى هادى وفاصل لطريق الله المستقيم المؤدى للجنة .
2- أنه رحمة لأنه يفصل من آمن به لجنة الله .
(4) أن أهل البينة من الكتاب السابق يؤمنون بالقرآن المنزل .. ويصدقون أنه من عند الله .
(5) أن من كفر بالقرآن من أهل الكتاب ولم يصدقه من الأحزاب والملل المختلفة المنفصلة عن دين الله فإن النار هى موعده أو وعد الله له فى الآخرة .
(6) بناء على ذلك فقد أمر الله رسوله ألا يكون فى مرية أو فى ريب وإنفصال عن تصديق أن هذا القرآن من عند الله .. وبين له الله أنه الحق المنزل من عنده .. ولكن أكثر الناس لا يومنون ولا يصدقون قوله .
ويقول الله :
( فان كنت فى شك مما نزلنا اليك فاسال الذين يقروون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ) .
يبين الله لرسوله الكريم محمد أنه إن كان فى شك وإنفصال من تصديق الوحى الذى أنزله الله عليه بإعتباره من الأميين الذين لم ينزل عليهم كتاب من قبل .. فعليه أن يسأل أهل الكتاب المؤمنين الذين يقرؤون كتابهم المنزل من قبل القرآن .. ليعرف أن الله يوحى قوله لرسل من البشر يصطفيهم ويختارهم ويفصلهم ليبلغوا هذا القول للناس .. وبين له أن الحق والقول العدل المفصول من ربه قد جاءه بالفعل من الله من خلال الوحى .. وأمره ألا يكون فى مرية منه .. أو لا يكون من الممترين المنفصلين عن تصديق قول ووعد الله .
ويقول الله :
( وما ارسلنا من قبلك الا رجالا نوحى اليهم فاسالوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ) .
يأمر الله أهل مكة وما حولها من الأميين المنفصلين عن نزول كتاب من الله عليهم من قبل وغير المصدقين بأن الرسول يمكن أن يكون بشراً يوحى إليه أن يسألوا أهل الذكر أو أهل الكتاب السابق وهم علماء بنى إسرائيل الذين آمنوا ليعلموا أن كل الرسل السابقين من قبل القرآن كانوا رجالاً من البشر يوحى الله لهم .
وأهل الذكر كما تبين ليسوا هم أهل السنة كما يزعمون ويقولون عن أنفسهم .. فأهل السنة هم أهل الجهل وأهل القول المنفصل عن الحق والمفترى على الله كذباً .. وهم ليسوا علماء .. لأنهم يقولون على الله قولاً بغير علم .
ويقول الله :
( واسال من ارسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون ) .
حيث يأمر الله رسوله محمد أن يسأل أو ينفصل لأهل الذكر المنزل على من سبقه من الرسل ليعلم أنه لم يجعل فى الكتب السابقة ولم يوحى لرسول بأن هناك آلهة دونه أو غيره تعبد فى الأرض .
ويقول الله :
( ام اتخذوا من دونه الهة قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معى وذكر من قبلى بل اكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون ) .
يبين الله أن الكفار إتخذوا من دونه أو بخلافه آلهة .. وأمرهم أن يأتوا ببرهان أو قول منزل من الله يقول فيه أنه قال ذلك الباطل .. وأمر الله رسوله أن يقول لهم أن هذا هو ذكر وهدى من معى لطريق الله المستقيم المؤدى للجنة .. وهذا ذكر وهدى من قبلى لطريق الله المستقيم المؤدى للجنة .. فليس فى هذا الهدى وما قبله أن الله قال أن هناك آلهة من دونه يتخذها الناس .. ولكن أكثر الناس لا يعلمون الحق ولا ينفصلون للعلم الحق المنزل .. فهم معرضون منفصلون عن دين الله .
ويعنى ذلك أن الإنجيل الحقيقى كان مع المؤمنين من النصارى بمكة وما حولها من قرى مباركة .. أى أن الرسول كان فى بلد يتواجد فيها أصل المؤمنين بالنبى عيسى الكريم .. وهى مكة أو القدس .. وليس فى مكة أو المدينة الحجازية .
ويقول الله :
( وان من اهل الكتاب لمن يومن بالله وما انزل اليكم وما انزل اليهم خاشعين لله لا يشترون بايات الله ثمنا قليلا اولئك لهم اجرهم عند ربهم ان الله سريع الحساب ) .
يبين الله أن هناك فريق منفصل من أهل الكتاب يتصف بما يلى :
(1) أنهم يصدقون ويؤمنون بما يلى :
1- بالله .
2- ما أنزله الله على المؤمنين الأميين .. وهو القرآن .
3- ما أنزله الله عليهم هم .. وهو الكتاب السابق على القرآن .
(2) أنهم خاشعون منفصلون طائعون لأمر الله .
(3) أنهم لا يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً .. فلا يفصلون عنهم آيات الله وقوله الذى فصله لهم مقابل ثمن قليل هو القول الباطل المفترى على الله والمنفصل عن الحق .
وبين الله أن هؤلاء المؤمنين لهم أجرهم المنفصل لهم مقابل عملهم عند الله .. والله سريع الحساب .. أى سريع فى فصل الأجر والجزاء للناس مقابل عملهم .
ويقول الله :
( الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته اولئك يومنون به ومن يكفر به فاولئك هم الخاسرون ) .
يبين الله أن الذين آتاهم وفصل لهم الكتاب من قبل يتلون هذا الكتاب حق تلاوته .. أى يقرأونه كما أنزله الله عليهم .. دون إفتراء .. دون أن يغلوا فى دينهم غير الحق .. ودون أن يقولوا على الله قولاً منفصلاً عن الحق .. وهؤلاء يؤمنون بما نزل عليهم ويومنون بالقرآن ويصدقونه .. ومن كفر بالقرآن والقول المنزل فلم يصدقه فهؤلاء هم الخاسرون الذين ينفصل لهم الجزاء السيئ .
ويتبين من ذلك أن التلاوة ليست هى الغناء ولا علامات الوقف والضبط والتشكيل والتجويد كما يظن بعض أهل السنة .. فتلاوة القرآن وترتيله هى قراءته وفصله قولاً من الإنسان .. أما تلاوته حق التلاوة فذلك قراءة القرآن دون تغيير أو إنفصال عما أنزل الله من قول .
ويقول الله :
( وكذلك انزلنا اليك الكتاب فالذين اتيناهم الكتاب يومنون به ومن هولاء من يومن به وما يجحد باياتنا الا الكافرون ) .
يبين الله لرسوله ما يلى :
1- أنه أنزل عليه الكتاب .. وهو القرآن .
2- أن الذين آتاهم الله الكتاب من قبل القرآن يؤمنون بالقرآن .
3- أن من هؤلاء الأميين من أهل مكة وما حولها من يؤمن بالقرآن .
4- أنه لا يجحد بآيات الله فلا يشكر لله نعمته عليه إلا القوم الكافرين المنفصلين عن تصديق كتاب الله .
ويقول الله :
( والذين يمسكون بالكتاب واقاموا الصلاة انا لا نضيع اجر المصلحين ) .
يبين الله أن كلاً من :
1- الذين يمسكون وينفصلون لكتاب الله المنزل عليهم من أهل الكتاب .
2- الذين يقيمون الصلاة منهم .
فإن الله لا يضيع أو يفصل الأجر عن المصلحين الذين يعملون العمل الصالح الذى أمر به فى كتابه .
ويقول الله :
( لكن الراسخون فى العلم منهم والمومنون يومنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك ) .
يبين الله فى قوله لرسوله أن كلاً من :
(1) الراسخون المنفصلون فى العلم المنزل من الله من أهل الكتاب .. أى المتبعون لعلم الله من أهل الكتاب .
(2) المؤمنون بالله من الأميين .
هؤلاء وهؤلاء يتصفون بما يلى :
(1) أنهم يؤمنون بما أنزله الله على الرسول .
(2) أنهم يؤمنون بما أنزله الله عليهم هم من قبل القرآن .
ويقول الله :
( ومن اهل الكتاب من ان تامنه بقنطار يوده اليك ) .
يبين الله لرسوله أن هناك من أهل الكتاب قوم مؤمنون .. إذا أمن رسول الله أحدهم بقنطار أو على قنطار أو على جزء مفصول من الثروة ليصبح مؤتمناً عليه أداه وفصله إليه .. والقنطار يمثل أكبر جزء من الثروة يمكن أن يؤتمن عليها فرد .. وهم يفعلون ذلك طاعة لأمر الله بأن يؤدوا الأمانات إلى أهلها .
ويقول الله :
( وان من اهل الكتاب الا ليومنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا ) .
يبين الله أن فريقاً من أهل الكتاب يؤمن بالمسيح قبل موته .. أى يؤمن أنه رسول الله ويؤمن بما جاء به بإعتباره قول الله .. وهذا الفريق يكون من الشهداء الذين يشهدون بالحق على قومهم من الناس .
ويقول الله :
( الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم الذين خسروا انفسهم فهم لا يومنون ) .
يبين الله أن الذين آتاهم الله الكتاب من قبل يعرفون ما قاله الله فى هذا الكتاب كما يعرفون أبناءهم .. وأن الذين كفروا ولم يؤمنوا ويصدقوا هذا الكتاب قد خسروا وفصلوا وأهلكوا أنفسهم .
ويقول الله :
( ولو امن اهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المومنون واكثرهم الفاسقون ) .
يبين الله ما يلى :
1- أنه لو آمن أهل الكتاب السابق بالله وكتابه المنزل لكان خيرا وأفصل وأفضل لهم .
2- أن أهل الكتاب فريقان .. منهم المؤمنون .. وأكثرهم من الفاسقين المنفصلين عن دين الله .
(7) الجدال :
ويقول الله :
( ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتى هى احسن الا الذين ظلموا منهم وقولوا امنا بالذى انزل الينا وانزل اليكم والهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون ) .
يأمر الله المؤمنين الأميين الذى أنزل عليهم القرآن بما يلى :
(1) ألا يجادلوا ويفصلوا قولاً لأهل الكتاب إلا بالقول الحسن المنفصل المفضل عن غيره .. وهو قول الله .
(2) أن الجدال بالقول الحسن وبالقرآن يكون للمؤمنين من أهل الكتاب .. ولا يكون للذين ظلموا وإنفصلوا عن دين الله منهم .
(3) أن يقولوا للمؤمنين من أهل الكتاب ما يلى :
1- أننا آمنا بالكتاب الذى أنزل علينا .. وهو القرآن .
2- أننا آمنا بالكتاب الذى أنزل إليكم من قبل القرآن .
3- أن إلهنا وإلاهكم هو إله واحد .. هو الله رب العالمين .
4- أننا مسلمون لله الواحد .. طائعون منفصلون لأمره .
(8) الطعام والمحصنات :
يقول الله :
( اليوم احل لكم الطيبات وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم اذا اتيتموهن اجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذى اخدان ) .
من الأحكام السابقة يتبين أن الله فصل للمؤمنين الأميين ما يلى من الحلال بعد إيمان عدد من أهل الكتاب بالقرآن :
( 1 ) الطيبات من الرزق .. وهو النبات الذى يؤتى ويفصل ثمره كل حين .
( 2 ) طعام أهل الكتاب المؤمنين .. لأنهم مؤمنون مثلهم .. يحرمون ما يحرمون .. ويحلون من الطعام ما يحلون .. وبالمثـل طعام المؤمنين الأميين حلال للمؤمنين من أهل الكتاب .
( 3 ) نكاح المحصنات الحرائر من المؤمنات الأميات .
( 4 ) نكاح المحصنات الحرائر من المؤمنات من أهل الكتاب السابق .
وسواء المحصنات المؤمنات الحرائر الأميات .. أو المؤمنات من أهل الكتاب السابق .. فيتبع فى نكاحهن ما يلى :
[1] أن تؤتى أجرها وفقاً لشرع الله .. إقرأ مقال [ النكاح ] .
[2] أن يكون هذا الأجر المعطى مقابل تحصين .. أى مقابل انفصال بالنكاح وأخذ الميثاق .. ولا يكون الأجر مقابلاً للزنا والفجور .. وهو نوعان :
1- السفاح :
وهو فصل المرأة بالحرام من أى رجل يدفع أجر السفح .
2- إتخاذ أخدان :
وهو أن تتخذ ملك اليمين المؤمن خادناً لها .. يقول الله :
( ولا متخذات اخدان ) .
فالخادن هو الرجل الذى يفصل المرأة عن الآخرين لنفسه فقط دون نكاح .. ويكون الأجر مقابل هذا الأمر .

... والله أعلى وأعلم ... [/size][/color][/b]

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر