عظمة والدة الإله

خاص بمناقشة القضايا والمسائل التي تهم الحوار المسيحي الإسلامي من إيمان و عقيدة و فكر إلخ
شارك بالموضوع
ELIYA ALGHYOR
مشاركات: 55
اشترك: أغسطس 1st, 2008, 3:35 pm

أغسطس 1st, 2008, 7:57 pm

عظمة والدة الإله

للقديس بروكلّس رئيس أساقفة القسطنطينية



كل الاحتفالات بشأن قديسي الله تستحق الاعجاب وتضاهي لمعان النجوم الثابتة في السماء بنظام معلوم، وعلى أبعاد محدودة تنير الكرة الأرضية كلها. الواحدة تُرى في الهند، ولا تخفى عن سكان شمالي أروبا متلألئة فوق الأرض ومنيرة لبحار. هذه النجوم لا تُحصى ولا تظهر حقيقتها جهاراً وكلها مدهشة تبهج النظر لفرط جمالها وحسن ضيائها. وهكذا كل قديس من قديسي الله. فقوة القديس لا يحدها العالم مع أن رفاته محفوظة ضمن القبر: "إن قبر موسى مجهول" (تثنية 6:34) لكن عصاه التي شقّ بها البحر الأحمر تخبر عنه بعد موته. لا نعلم أين دُفن أشعياء لكن الكنيسة تعلن نبوءته: "ها إن العذراء تحبل وتلد ابناً" (إشعياء 14:7). قد دُفن دانيال في بابل أما نبوءته فتُسمَع في جميع أنحاء الأرض: "فإذا بمثل ابن البشر آتياً على سحاب السماء" (دانيال 13:7). مات حنانيا ورفيقاه في بابل لكن المسكونة كلها ترتل يومياً نشيدهم: "باركي الرب يا جميع أعمال الرب" (دانيال 57:3). لقد دُفن حزقيال في بلاد فارس لكنه يصرخ مع الشاروبيم: "مبارك مجد الرب في مكانه" (حزقبال 12:31).

إن ذكرى القديسين مجيدة، لكن لا شيء يعادل مجد احتفال اليوم. قد تمجد هابيل بالذبيحة، ويذكَر أخنوخ لأنه أرضى الله، وتمجد ملكصادق كمثال للمسيح، وتعظم ابراهيم من أجل غيمانه، ويمدح اسحق كرمز، ويُغبَّط يعقوب من أجل المناجزة والوفاء، وتمجد يوسف من أجل العفاف، واتحق أيوب الاعجاب لصبره، واشتهر موسى كمعطي الشريعة، ويُذكَر يشوع بن نون كقائد عظيم، واستحق إيليا المديح، وإشعيا المجد للاهوته، ودانيال الغبطة لإدراكه وحذقه، ونال حزقيال المجد لحكمته في ما يعجز القلم عن وفه، ويُلقّب داود بأبي السر بالجسد، وارتفع سليمان كحكيم. ولكن كل ما ذُكر لا شيء بالنسبة إلى مريم والدة الإله. فكل مَن ذكرنا شاهد المسيح بالتفاؤل والخيال، أمّا العذراء النقية فقد حملت المتجسّد في أحشائها. لا يوجد في العالم شيء يمكن أن يقاس بالعذراء القديسة أو يعادلها أو يتفوّق عليها. فكِّر أيها الأرضي بهذا. اقطع الأراضي وفتّش البحار والهواء وتأمّل جيداً في السماء، وافحص القوات المنظورة كلها وقل هل توجد معجزة تماثل العذراء القديسة في المخلوقات كلها: "السماوات تنطق بمجد الله" (مزمور 2: 18الملائكة تخدم الله بخوف. رؤساء الملائكة تسجد له بارتعاش، الشاروبيم لا يستطيعون أن يروا مجده. الساروفيم يطيرون فوق تلك الأنحاء ويصرخون بلا انقطاع: "قدوس قدوس قدوس رب الجنود الأرض كلها مملوءة من مجده" (إشعياء 3:6). "المياه لم تقدر أن تحتمل صوته" (لوقا 34:8 وكان السحاب مركبته لدى الخوف من القيامة. الشمس لم تُطِق إهانة الخالق فاضطربت. والجحيم أخرج الأموات من الخوف وتحطمت أبوابه بنظرة واحدة. والجبل الذي هبط عليه الرب دخّن (خروج 18:19) والعليقة لم تقدر أن تحتم الرؤيا فاشتعلت والأردن خاف وارتد إلى الوراء. والبحر انشقّ مطيعاً إشارة السيّد. عصا هارون أزهرت بقوة الزمن وتجاوزت ناموس الطبيعة. وصف الثلاثة أخجل لهيب النار في بابل.

عدّد أيها الأرضي كل العجائب، وتعجّب من سموّ العذراء النقية وتفوقها. قد قبلت العذراء النقية في جوفها بصورة لا تُفسّر ذلك الذي تمجده الخليقة بأسرها بخوف ورعدة. قد تطوبت النساء كلهن بواسطة والدة الإله ولم يعرَّض نسلهم للعنة بعد، بل فاق مجد الملائكة. إن حواء تُداوى لتشفى، فينبغي للمرأة المصرية أن تسكت, قد دُفِنت داليده، ونُشيَت إيزابل، ولم تُذكَر هيروديا بعد. أمّا الآن فقد تستحق النساء الإعجاب. قد تمجدت ساره كحقل لأنها أنبتت الشعوب، وتُحتَرَم رفقة كمذنبة حكيمة في مسألة البركة، وتعظمت ليئة كأم لجدّ السيد بالجسد وتُمدَح دابورة كقاضية خلافاً لجنسها وتغبَّط أليصابات كممتلئة نعمة من السابق وتغبَّط العذراء النقية كأم وسحابة وقصر وصندوق للسيد. أمٌّ لأنها ولدت الذي أراد الولادة، واَمَة لأن الطبيعة اعترفت بها وبشّرت بالنعمة، وسحابة لأنها حبلت من الروح القدس الذي وُلد منها بلا تأثر، وقصر لأن الله الكلمة حلّ فيها كما يحلّ في قصر معدٍ للعرس. وصندوق لأنها لم تحمل الشريعة بل حملت في أحشائها معطي الشريعة.

وعليه لنصرخ إلى القديسة العذراء مريم. مباركة انتِ في النساء أنت وحدك شفيت أحزان حواء. أنت وحدك مسحت دموع الباكية. أنت وحدكِ حملت ثمن فداء العالم، وأخذتِ الكنز الذي لا يُثمَّن لتحفظيه. وحدك حبلتِ بلا رغبة، وولدتِ بلا ألم، وحدك ولدت عمانوئيل كما شاء هو. فمباركة أنت في النساء ومباركة ثمرة بطنك.

عن موقع التراث الأرثوذكسي.

ملاحظة : ربما ورد بعض الالفاظ او المعاني او الاسماء صعبة الفهم او ليس لدى البعض معرفة سابقة بها فارجوا منكم الاستفسار ان وجد .

شفاعة القديسة مريم والدة الاله وجميع القديسين معكم



ملاحظة أخرى :
هذا الموضوع ليس للنقد والانتقاد او توجيه اي تهم من اي طرف ولو كان مسيحي او من كان
ان كان لدي اعتراض على ما كتب فاعرض... واحتفظ به لنفسك
عذرا لذلك لكن ما يكتب على صفحات المنتدى هو ما دفعني سامحوني ان اسأت الظن
+ غيرة غرت لربِّ الصباؤوت +

faraj
مشاركات: 249
اشترك: يونيو 16th, 2006, 12:45 am
المكان: yemen

أغسطس 2nd, 2008, 7:30 am

أخي العزيز أشكرك علي كتاباتك الرائعة
وأحب ان أضيف إن أعظم اكتشاف لجيلي ، هو أن الإنسان يمكن أن يغير حياته ، إذا ما استطاع أن يغير اتجاهاته العقلية

ELIYA ALGHYOR
مشاركات: 55
اشترك: أغسطس 1st, 2008, 3:35 pm

أغسطس 2nd, 2008, 11:42 am

نعم العقل هو العاصفة الكبرى في حياة كل عاقل وحين تبدأ نشاطها تشق طريقها الى ما خلف الاشياء ترتبط مع السماء وقوتها ثابته على الارض ولكنها متحركة وتستمد الحكمة من فوق..
فطوبى لمن يدير دفتي هذا العقل في الطريق الصواب

احييك اخونا فرج واشكرك من قلبي على مرورك المميز
+ غيرة غرت لربِّ الصباؤوت +

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر