جائعاً، برداناً، مرذولاً... مع ذلك أمجّد اللّه

خاص بمناقشة القضايا والمسائل التي تهم الحوار المسيحي الإسلامي من إيمان و عقيدة و فكر إلخ
شارك بالموضوع
ELIYA ALGHYOR
مشاركات: 55
اشترك: أغسطس 1st, 2008, 3:35 pm

أغسطس 2nd, 2008, 11:33 am

تبارك الله إلهنا كلّ حين الآن وكل آوان والى دهر الداهرين آمين.


كان هناك رجل (من علماء هذا العصر) ظل ثماني سنوات يطلب من الّله أن يريه إنساناً يعّلمه الطريق الصحيح. مرة من المرات أحسّ بإلحاح شديد في أن يحقق له الّله هذه الرغبة، فجاءه صوت من الله: اذهب إلى الكنيسة، وهناك ستجد إنساناً يرشدك.

ترك بيته للتو وذهب إلى الكنيسة، فوجد هناك رجلاً فقيراً حافي القدمين وقد غطتهما الأتربة والقذارة، وكل ثيابه التي يلبسها لا تساوي سوى ليرات قليلة، فحيّاه قائلاً: ليعطِكَ الّله يوما طيّباً. فأجاب الرجل: لم يكن عندي أبداً يوم رديء. فقال له العالِم: إذن فليعطك الّله حظاً حسناً. فأجاب: لم يكن عندي أبداً حظاً سيئاً. فقال له العالِم: فلتكن سعيداً!!! فأجاب: لم أكن أبداً غير سعيد. حينئذٍ تعجّب العالِم وسأله قائلاً: ولكن لماذا تجاوبني هكذا؟! فسّر لي ذلك لأني لا أستطيع أن أفهمه؟

فأجاب الرجل الفقير: بكل سرور، لقد تمّنيت من أجلي يوماً طيباً، لكني لم أجد أبداً يوماً رديئاً، لأني إن كنت جائعاً فإني أمجد الله، وإذا نزل الصقيع أو البرد أو الثلج أو المطر، أو إذا كان الجو صحواً أو عكراً فإني لا أزال أمجّد الله. وإن رُذلتُ أو أُهنتُ فإني أمجّد الله، فلهذا لم أجد أبداً يوماً سيئاً.

وتمنيت من أجلي حظاً حسناً، لكن لم يكن لي أبداً حظ سيء، لأني أعرف كيف أعيش مع الله، وأنا أعلم أن ما يعمله هو الأفضل وما يعطيني إياه الّله وما يرسمه لي، سواء كان حسناً أم لا، فإني أقبله بسرور كامل من الّله كأفضل ما يمكن أن يكون، لهذا لم يكن حظي سيئاً أبداً ثم تمنيت أن يجعلني الّله سعيداً، وأنا لم أكن أبداً تعيساً لأن رغبتي الوحيدة أن أعيش في مشيئة الله، وهكذا سلَّمت إرادتي تماماً لمشيئته، حتى أن ما يريده الّله هو ما أريده أيضاً.

فسأله العالِم: لكن إذا أراد الّله أن يلقيك في الجحيم فماذا تفعل عندئذٍ؟

أجاب الفقير: يلقيني في الجحيم!؟ صلاحه يمنع ذلك. ولكن إذا ألقاني هناك فسأمسكه بذراعين، ذراع الاتضاع الحقيقي إذ أخضع له تماماً فأتحد ببشريته المقدسة، وذراع الحب اليمنى المتحدة بألوهيته، أمسك به، وهكذا أعانقه حتى يضطر للنزول معي للجحيم. عندها بوجود الّله لن يكون الجحيم جحيماً.

فاستطرد العالم سائلاً: من أي مكان أتيت؟ أجاب: من الله.

ومتى وجدت الله؟ - عندما ترتكت كل الخلائق.

وأين تجد الله؟ - في القلوب النقية.

واي نوع من الناس أنت؟ - أنا ملك.

وأين مملكتك؟ نفسي هي مملكتي، لأني هكذا أستطيع أن أحكم نفسي في الداخل والخارج، حتى أن كل الرغبات وقوى نفسي مخضعة لي، وهذه المملكة أعظم من أي مملكة على الأرض.

وما الذي أوصلك إلى هذا الكمال؟ - صمتي وأفكاري المتحدة بالله، لأني لا أستطيع أن أستريح في أي شيء غير الله. والآن لقد وجدت الّله وفي الّله نلت راحة أبدية وسلاماً.
+ غيرة غرت لربِّ الصباؤوت +

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر