سؤال ماهي أول لغة كتب بها الإنجيل؟؟؟

خاص بمناقشة القضايا والمسائل التي تهم الحوار المسيحي الإسلامي من إيمان و عقيدة و فكر إلخ
شارك بالموضوع
شغل عقلك
مشاركات: 838
اشترك: ديسمبر 12th, 2007, 6:45 am

أغسطس 21st, 2008, 8:33 pm

سلام وتحية
عندي سؤال وليس مناظرة
أحب أن أستفسر عن أول لغة كتب بها الإنجيل وهو الهدى والنور
هل هي العبرية أم سريانية أم أرامية أم يونانية أم
مع بعض التوضيح من فضلكم؟؟؟
وشكرا مقدما للمشاركين

ELIYA ALGHYOR
مشاركات: 55
اشترك: أغسطس 1st, 2008, 3:35 pm

أغسطس 21st, 2008, 11:40 pm

الرب معكم

أخي الحبيب (مصطفى)

سؤال بغاية الاهمية وانا من ناحيتي استفدت منه كثيرا والشكر لله الذي عرفني سبله .

اسمح لي ببعض الشرح عن معنى ( الانجيل) وهذا يفيدك كثيرا في دراساتك وحواراتك
ـــــــــــــــــــــــــــــ


كلمة "إنجيل فى اللغة اليونانية "إيوا نجليون – euangelion" وتعنى بصورة عامة "الأخبار السارة" أو "البشارة المفرحة" good News. وقد أخذت كما هى تقريباً فى اللاتينية والقبطية "إيفا نجليون – evangelion" وبنفس المعنى ويرادفها فى اللغة العبرية "بشارة" أو "بشرى" وقد وردت فى العهد القديم ست مرات بمعنى البشارة أو البشرى بأخبار سارة. (2صم 20:18،25،27؛ 2 مل 9:7) أو المكافأة على أخبار سارة(2 صم 10:4؛22:18).. ويرادفها فى اللغة العربية أيضاً "بشارة" كما تنطق أيضاً "إنجيل"ويبدو أن نطق "إنجيل" فى العربية جاء من اللغة الحبشية التى تنطق الكلمة "ونجيل" أو من اللغة الحميرية التى كانت لغة مسيحى العرب جنوبى الجزيرة العربية (البشائر الأربعة. إنجيل واحد. د. مراد كامل ص5)، وربما جاء من اللغة السريانية. وفى كل الأحوال فهى نطق محرف عن اليونانية.
وتعنى كلمة "إنجيل" فى العهد الجديد وبصفة خاصة فى الأناجيل الأربعة "بشارة الملكوت"متى 23:4.،"بشارة ملكوت الله"مر 14:1. الذى جاء فى شخص السيد المسيح وبشر به:
"وكان يسوع يطوف كل الجليل ويُعلم فى مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفى كل مرض وكل ضعف فى الشعب"متى 23:4؛35:9.،
"ويكرز ببشارة الملكوت هذه فى كل المسكونة شهادة لجميع الأمم"متى 14:24.،
والكلمة المترجمة "بشارة" فى هذه الآيات هى "إيوانجليون" أى "إنجيل الملكوت" كما ترجمت بشارة" و "إنجيل" فى آية واحدة:
"جاء يسوع إلى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله. ويقول قد كمل الزمان وأقترب ملكوت الله. فتولوا وآمنوا بالإنجيل"مر 14:1..
هذا "الإنجيل" أو هذه "البشارة" هو "إنجيل المسيح" وقد تكررت عبارة "إنجيل المسيح" رو 16:1؛19:15،29؛ 1كو 15:4؛18:9؛ 2كو 12:2؛4:4؛13:9؛14:10؛ غل 7:1؛ فى 27:1؛ 1تس2:3.و"إنجيل ربنا يسوع المسيح"2تس 8:1. و "إنجيل أبنه" رو 9:1.أي ابن الله، 14 مرة فى رسائل القديس بولس الرسول فى الكلام عن البشارة بالمسيح:
"أنى من أورشليم وما حولها إلى إلليريكون قد أكملت التبشير بإنجيل المسيح"رو 19:15.،
"جئت إلى ترواس لأجل إنجيل المسيح"،2كو 12:2.
"عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح"فى 27:1..
وهذا الإنجيل ليس مجرد رسالة حملها المسيح إلى العالم بعد أن نزلت عليه من السماء سواء عن طريق الوحى أو بواسطة ملاك أو فى حلم أو فى رؤيا أو بوسيلة أخرى كما حدث مع أنبياء العهد القديم "الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة"عب 1:1.، وإنما هو شخص وعمل وتعليم المسيح نفسه "جميع ما أبتدأ يسوع يفعله ويعلم به إلى اليوم الذى أرتفع فيه"أع 1:1،2.، فالمسيح هو ذاته الرسالة، محورها وجوهرها، هدفها وغايتها، كما أنه هو أيضاً حاملها وبعثها ومقدمها إلى العالم، فالإنجيل ليس نصوصاً نزلت على المسيح من السماء، وليس وحياً أوحى إليه أو رؤيا رآها أو حلماً حلم به، ولا هو رسالة سمائية نقلت إليه بواسطة ملاك من السماء ولا كان بينه وبين الله وسيط من أى جنس أو نوع، إنما هو شخص المسيح ذاته، عمله وتعليمه، فهو نفسه كلمة الله النازل من السماء، وكلمة الله هو الله الذى نزل من السماء فى "ملء الزمان" وحل بين البشر:
"فى البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. كل شئ به كان وبعيره لم يكن شئ مما كان… والكلمة صار (أتخذ) جسداً وحل بيننا ورأينا مجده مجداً…"يو 1:1،2،14.،
"ولما جاء ملء الزمان أرسل الله أبنه مولوداً من امرأة"غل 4:4.،
"الذى إذ كان فى صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون مساوياً لله. لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد صائراً فى شبه الناس. وإذ وجد فى الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع.." فى 5:2-7.،
"أجاب يسوع وقال لهم هذا هو عمل الله أن تؤمنوا بالذى هو أرسله… الحق أقول لكم ليس موسى أعطاكم الخبز من السماء بل أبى يعطيكم الخبز الحقيقى من السماء. لأن خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم… أنا هو خبز الحياة. من يقبل إلى فلا يجوع ومن يؤمن بى فلا يعطش أبداً… كل ما يعطينى الآب فإلى يقبل ومن يقبل إلى لا أخرجه خارجاً. لأنى قد نزلت من السماء ليس لأعمل مشيئتى بل مشيئة الذى أرسلنى. وهذه مشيئة الآب الذى أرسلنى أن كل ما أعطانى لا أتلف منه شيئاً بل أقيمه فى اليوم الأخير. لأن هذه مشيئة الذى أرسلنى إن كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة أبدية وأنا أقيمه فى اليوم الأخير.. ليس أن أحداً رأى الآب إلا الذى من الله . هذا قد رأى الآب. الحق الحق أقول لكم من يؤمن بى فله حياة أبدية"يو 29:6-47..
والإنجيل هو أيضاً "البشارة المفرحة" والخبر السار" good News المقدم للعالم كله فى شخص المسيح النازل من السماء ليقدم الخلاص والفداء للعالم أجمع ولينقذ البشرية من الهلاك الأبدى:
"هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. لأنه لم يرسل الله أبنه إلى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم. الذى يؤمن به لا يدان والذى لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد"يو 16:3،17..
"هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم"يو 29:1.،
"هذا هو بالحقيقة المسيح مُخلص العالم"يو 24:4.،
"أنا قد جئت نوراً للعالم حتى كل من يؤمن بى لا يمكث فى الظلمة… لأنى لم آت لأدين العالم بل لأخلص العالم"يو 46:12،47.،
ينبغى أن يكرز بالإنجيل أولاً لجميع الأمم"مر 10:13.،
"أذهبوا إلى العالم أجمع وأكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها. من آمن وأعتمد خلص ومن لم يؤمن يدان"مر 15:16،16.،
ويكرز ببشارة الملكوت هذه فى كل المسكونة شهادة لجميع الأمم"متى 14:24..
والخلاصة هى أن كلمة إنجيل سواء فى الأناجيل الأربعة أو فى كل العهد الجديد أو فى المسيحية بصفة عامة تعنى كما عبر بالروح القدس القديس لوقا الإنجيلى:
"جميع ما أبتدأ يسوع يفعله ويُعلم به إلى اليوم الذى أرتفع فيه"أع 1:1،2.
والسيد المسيح يوحد بين ذاته وبين الإنجيل ويعتبر أن ما له هو ما للإنجيل وما للإنجيل هو له، فيقول "من يهلك نفسه من أجلى ومن أجل الإنجيل فهو يخلصها"مر 35:8.، "لأجلى ولأجل الإنجيل"مر 29:10.. وعندما سكبت امرأة الطيب على رأسه قال: "حيثما يكرز بهذا الإنجيل فى كل العالم يخبر بما فعلته المرأة تذكاراً لها"متى 13:26؛ مر 9:14.. الإنجيل هو شخص وعمل وتعليم السيد المسيح، فهو ذاته الرسالة النازلة من السماء وهو أيضاً الرسول الذى قدم الرسالة بذاته وفى ذاته. هو نفسه جوهر هذه الرسالة ومضمونها:
"أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتى إلى الآب إلا بى. لو كنتم عرفتمونى لعرفتم أبى أيضاً. ومن الآن تعرفونه وقد رأيتموه … الذى رآنى فقد رأى الآب … أنا فى الآب والآب فى"يو 6:14-10..

بأية لغة كان يتحدث السيد المسيح، وبأية لغة كرز الرسل وسلموا الأخبار السارة؟
كان هناك فى فلسطين فى القرن الأول للميلاد ثلاث لغات رئيسيه هى: اللاتينية وكانت لغة أهل روما وبعض المقاطعات الرومانية الرسمية وان كان كثيرون من الرومان أنفسهم يتحدثون اليونانية، ولذا فقد كتب القديس بولس إلى روميه باليونانية، كما كتب القديس أكليمندس أسقف روما رسالته الأولي باليونانية. واللغة اليونانية العامية "الكوينية – Koine" وكانت منتشرة بدرجة كبيرة فى القرن الأول فى دول حوض البحر المتوسط، وكان كثيرون فى فلسطين يتحدثون اليونانية، فقد كان هناك مدن يونانية مثل قيصرية وديكابوليس وغيرهما وذلك إلى جانب التجار والمسافرين وبصفة خاصة اليهود الذين كانوا يأتون من دول كثيرة وبأعداد كبيره تزيد على المليون لقضاء الأعياد الدينية، خاصة عيد الفصح، فى أورشليم. وبسبب انتشار هذه اللغة بين يهود المشتات فقد ترجمت أسفار العهد القديم إلى اليونانية حوالى سنه 282ق.م. ولذا فقد كان من الطبيعى أن نجد بين تلاميذ المسيح من تلاميذ المسيح من يتحدث اليونانية.
ثم اللغة الآرامية(السريانية) التي كانت منتشرة في فلسطين وما بين النهرين، وكانت الآرامية الغربية هى اللغة الرئيسية ليهود فلسطين، وكان المسيح وتلاميذ يتحدثون هذه اللغة بلهجة أهل الجليل والتى كانت مميزه وقد عُرف بها بطرس فى أورشليم عندما أنكر المسيح "أنت أيضاً منهم فأن لغتك تظهرك"متى 73:26.، "هذا أيضاً كان معه لأنه جليلى أيضا".لو 59:22.
وإلى جانب الآرامية واليونانية كانت هناك اللغة العبرية لغة أسفار العهد القديم والتى كان لابد أن تقرأ بها الأسفار فى الهيكل والمجامع أو فى أى مكان.
كان السيد المسيح يتحدث بالآرامية مع عامة الشعب ويقرأ العبرية فى الهيكل ويتحدث اليونانية مع الأجانب من أمثال بيلاطس وقائد المئة واليونانيين الذين أرادوا أن يروه وغيرهم، وكان فى إمكانه كالإله المتجسد أن يتحدث بأى لغة، وبرغم أنه أتخذ جسداً وصورة العبد وصار إنساناً إلا أنه، كإنسان، كان "يتقدم فى الحكمة والقامة عند الله والناس"لو 52:3، وكإله، ابن الله الوحيد، فهو كلى القدرة والمعرفة والعلم.
وكان التلاميذ يتحدثون الآرامية وقد تعلموا أن يقرأوا الأسفار المقدسة بالعبرية وكان بعضهم يجيدون إلى جانب ذلك، اليونانية، خاصة بعد حلول الروح القدس فقد كتبت جميع أسفار العهد الجديد باللغة اليونانية كما كتبت كتب تلاميذ الرسل وخلفائهم باليونانية أيضا حتى دعوا بالأباء اليونانيين. وعندما حل الروح القدس على الرسل جعلهم "يتكلمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح القدس أن ينطقوا"أع 4:2.
وعندما بدأ الرسل الكرازة فى أورشليم واليهودية كانوا يكرزون فى الهيكل والمجامع لسنوات طويلة بالآرامية ويستشهدون بآيات العهد القديم فى العبرية، كما كانوا يكرزون للمتحدثين باليونانية، مثل كرنيليوس القائد الرومانى وأهله، كانوا يستخدمون اليونانية، وتدل بعض أسماء الشمامسة السبعة على أن بعضهم كانوا يتحدثون اليونانية، ولما خرجت الكرازة خارج فلسطين وكرز الرسل فى قبرص واليونان وإيطاليا(ربما قصد الكاتب انطاكية العظمى) وبقية الدول التى تنتشر فيها اللغة اليونانية باليونانية وغالبا كان الرسل يبدأون الكرازة فى مجمع اليهود فى أيام السبت ثم يتحولون بعد ذلك إلى الأمم وهذا يعنى أنهم كانوا مضطرين لاستخدام اللغات الآرامية والعبرية واليونانية حسب الضرورة وحسب نوعية المستمعين سواء كانوا يهود أو يونانيين. أو يهود يتحدثون لغة فلسطين أو لغة البلاد التى يقيمون فيها.
ولذلك فقد نقلت الأخبار السارة، الإنجيل، وسُلم التقليد الرسولى، التسليم الرسولى بهذه اللغات الثلاث، خاصة اليونانية، الآرامية والعبرية أولاً، ثم اليونانية التى كانت منتشرة فى معظم البلاد التى بشروا فيها. وحافظ الروح القدس الساكن فيهم والذى كان يتحدث على لسانهم على كل حرف وكلمة فى التسليم الرسولى للأخبار السارة، فكان يقودهم ويذكرهم ويعلمهم ويرشدهم ويعصمهم من الخطأ والذلل.

باركك الرب أخي الحبيب وارجوا ان اكون قد قدمت لك ما احببت الاستفسار عنه

شاكرا الرب اولاً وألى الابد

نقلا عن كتاب (الكتاب المقدس والنقد الحديث ) للأب الجليل عبد المسيح بسيط ابو الخير راعي كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد. (مصر)
+ غيرة غرت لربِّ الصباؤوت +

شغل عقلك
مشاركات: 838
اشترك: ديسمبر 12th, 2007, 6:45 am

أغسطس 22nd, 2008, 7:57 am

تحية وسلام
شكرا على التوضيح المفصل
سؤال أخر من فضلك
أما أسفار العهد الجديد فكتبت

باللغة اليونانية (الكونية Koine)

السؤال من فضلك هل اللغة الكونية هي نفسها المتداولة في زمننا هذا في اليونان أم تختلف إختلافا كبيرا أم الإختلاف بسيط؟؟؟

وتقبل تحياتي

ELIYA ALGHYOR
مشاركات: 55
اشترك: أغسطس 1st, 2008, 3:35 pm

أغسطس 23rd, 2008, 11:53 am

أخي الحبيب:
لقلة معلوماتي حول هذه النقطة بالذات قمت بتوجيه سؤالك الى احد الأخوة ممن يتقنون اللغة اليونانية وهذا الرد:
وانتظر رده على سؤال وجهته له حول( الأرخي والكونية )وما الفرق بينها؟


الانجيل بحسب النسخ التي وصلتنا مكتوب باليونانية ، ولكن لا يستبعد الباحثون أن تكون أول نسخة كتبت بالآرامية وتمت ترجمتها لليونانية هذا بالنسبة لانجيل متى حصراً لأنه وجه الى اليهود
أما لوقا ويوحنا ومرقس فكتبوه باليونانية التي كانت دارجة في ذلك العصر .
اللغة اليونانية التي كتب بها الانجيل هي اللغة المستعملة بالليتورجيا البيزنطية(صلوات الكنيسة الأرثوذكسية) وهي اللغة اليونانية القديمة ( الأرخي )وهي تختلف عن اليونانية الحديثة قليلاً من حيث القواعد وبعض المفردات تماماً كاختلاف لغة القرآن عن اللغة العربية المحكية في سوريا مثلا..(يقصد اننا مثلا اليوم كثيرا من مفردات القرآن مثلا لا نستعملها في المحادثة) يعني يوجد الكثير من المشتركات ولكن هناك الكثير من المفردات والقواعد التي لم تعد تستخدم

انشالله كون أفدتك
+ غيرة غرت لربِّ الصباؤوت +

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر