تعاويذ قرآنية

القرآنيون أو أهل القرآن هم دعاة وباحثون ينادون بالعودة إلى جوهر الاسلام الحقيقي أي القرآن الكريم وحده الذي يعتبرونه المصدر الوحيد للشريعة.

مراقب: أنيس محمد صالح

شارك بالموضوع
محمد البرقاوي
مشاركات: 33
اشترك: مارس 24th, 2008, 10:34 am
المكان: تونس
اتصل:

إبريل 14th, 2008, 6:37 pm

بسم الله الرحمان الرحيم.
السلام عليكم.

اتفق المسلمون جميعا باختلاف مللهم و نحلهم على تكفير الفكر القرآني لأن لذلك الفكر القرآني ذنبا وحيدا و هو اكتفاؤه بكتاب الله تعالى القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه, و هو الحق الكامل من لدن حكيم خبير. فأحببت في مقالتي هذه أن أبين بعض النقائص التي لصقت بالقرآن الكريم من مختلف المذاهب الإسلامية و لعلي ركزت بالأساس على المذهبين السني و الصوفي.
ما ألاحظه لدى مشاهدتي للقنوات الإسلامية و لدى حديثي مع أحبابي أن هنالك فكرا موحدا بين المسلمين و هو أن القرآن هو كتاب تعاويذ تقي الإنسان من شر الحساد و الكائدين من الإنس و الجن. نعم فالعقيدة المنتشرة في صفوف المسلمين بين جاهلهم و متعلمهم و بين صغيرهم و كبيرهم هي أن من وضع القرآن في جيبه أو تحت وسادته فهو آمن, و من هجر القرآن الكريم فهو آمن أيضا, كما اتفق الجميع أن لكل مشكلة أو أي نازلة تنزل بالمؤمنمن لا بد لها من تعويذة مناسبة للخروج منها. و سأورد في هذه المقالة بعض المشاكل و التعاويذ الخاصة بها.
1- إذا أصيب أي مؤمن بالصرع فإن أول ردود فعل المقربين إليه هي ( نادوا الشيخ الدجال ليقرأ عليه ما تيسر من الذكر الحكيم ). و يأتي ذلك الشيخ الدجال حاملا مسبحته و بخوره فيدخل الغرفة و يخرج منها الكبير و الصغير, كي لا يكتشف أحد من الحاضرين كذب ذلك الشيخ الدجال الذي تجمد يداه الماء بلمسته السحرية كما نقول في بلادنا. و يبدأ الشيخ الدجال بقراءة سورة الجن مرارا و تكرارا بينما عرق الإحباط يتصبب من على جبينه, ثم يهدد الشيخ الدجال العارف بالله ذلك الجني العنيد بأقبح الألفاظ و النعوت ليخرج و إلا سينال ذلك الشقي من العذب الأصغر – الضرب – دون العذاب الأكبر – الكي بالنار -. و في الأخير تكون النتيجة مجرد مصيبة تنزل على الصريع الذي سيكون مصيره إما الموت أو تمضية بقية عمره مريضا بين أربع جدران لأن سورة الجن لم تنفع في حرب الجني.
2- هنالك عادة جديدة انتشرت بيننا هذه الأيام و هي إهداء كتاب ( عذاب القبر ) لكل مريض يعاني من مرض مزمن كالسرطان – عافانا و عافاكم الله تعالى -. و يقوم الكتاب بتقديم نصيحة سحرية للمريض و هي حفظ سورة الملك للتحصن من عذاب القبر المزعوم. و يروون أن سورة الملك ستغضب من الله تعالى لو حاسب الملكان منكر و نكير رجلا يحمل سورة الملك في صدره و إلا فستطلب سورة الملك من الله تعالى أن يقبل إستقالتها من سور القرآن الكريم.
3- إذا مات ذلك المريض المسكين و فاتتنا فرصة بعث الأمل فيه بإهدائه كتاب عذاب القبر لرفع معنوياته, فلن تفوتنا فرصة قراءة سورة ياسين على ذلك المسكين فسورة ياسين قلب القرآن فلنقرأها على موتانا و لا يهم قوله تعالى في سورة ياسين ( لينذر من كان حيا و يحق القول على الكافرين ) و تفسير الآية أن القرآن أنزله الله تعالى لننذر به من كان ميتا حسب أعراف و تقاليد الجهل.
4- في كل ليلة جمعة تصدح المآذن و القنوات الإسلامية بأصوات مشايخ يرتلون سورة الكهف لحماية المسلمين الطيبين من فتنة الأعور الكذاب الذي سيبلغ شره أقاصي الشرق و الغرب, ثم ترى جميع المصلين في المسجد عاكفين على قراءة سورة الكهف مرة ثانية يوم الجمعة فالأعور الكذاب في الطريق إليهم. و من نفس سورة الكهف, تواضع البعض و قالوا يكفي حفظ الآيات العشر الأولى أو الأخيرة للتحصن من فتنة الأعور الكذاب.
5- لمحاربة الفقر و الجوع و القضاء على أسباب الفاقة لا يكفينا أن ندرس واقعنا الإقتصادي بمنهج علمي تحليلي لمجابهة عراقيل الفقر و المهانة, بل علينا أيضا أن نقرأ سورة الواقعة كل ليلة كي لا يصيبنا الفقر و العوز و لننام مطمئنين تحت شعار المال سيكون موجودا غدا و لا خوف من الفقر ما دمنا نقرأ يوميا تعويذة سورة الواقعة. و هنالك أيضا وصفة سحرية أخرى ذات علاقة بسورة الواقعة و هي أن تقرأ السورة أربعين مرة في ليلة ظلماء لتأتيك جنية جميلة ذات حسن و دلال لتلبي جميع طلباتك و رغباتك.
6- إذا أراد الكسول أن يختم القرآن الكريم في لحظات ليتجنب عناء لذة تدبر القرآن الكريم فعليه قراءة سورة الإخلاص ثلاث مرات متتالية ليتحصل على ثواب قراءة الذكر الحكيم كاملا و ثواب هجر القرآن الكريم. و إذا كان الكسول كريما قليلا فعليه أن يقرأ سورة ياسين عشر مرات ليفوز كذلك بثواب قراءة القرآن الكريم كاملا من دون شقاء.
7- نحن عندما نزور المريض نحمل معنا بعض الهدايا التي تطيب خاطر المريض و تفرح قليه, و لكن ما الحل إذا زرنا الموتى في قبورهم؟ الحل أخي القارئ أن تقرأ سورة الإخلاص أحد عشر مرة ثم تهديها للأموات و عليك كذلك أن تنسى قوله تعالى في سورة المدثر ( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ – 38 ). فكل إنسان سيحاسب على ما فعل من خير أو شر لوحده و لن تنفعه صالحات الآخرين من قرآن أو دعاء لأن رهن ما كسبنا و ما اكتسبنا.
8- أخيرا و ليس آخرا حول ذكر جرائم الكذب باسم القرآن لدي وصفة سحرية لأحبائي من عشاق الله لإزالة الهموم و كشف الغمة و طرد الجان و عين الحساد و إزالة التابعة و تقريب الحبيب و إنجاب الذكور و التخفي من الضرائب و ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟. و الوصفة تتكون ببساطة من 100 غرام مستحضر الزعفران و قارورة ماء معدني و قلم حبر و ورقة, ثم تكتب على التعويذة التالية الحروف المقطعة من القرآن الكريم مثل آلم و حم و ص و كهيعص, ثم تمزج الورقة بالماء و تشربها هنيئا مريئا و عند فقط ستحس بإحساس غريب و هو أنك مغفل قد تم الضحك عليك باسم القرآن الكريم و أخذ مالك بدون سلطان و لا عزاء للحمقى.
9- إذا كان المسلم إسمه محمد أو أحمد فلديه فرصة ذهبية لتوقيع عقد عمل في مدينة الجهل, و العقد هو أن يأخذ الإذن و الأمان من شيخه الكذاب ليستطيع معالجة الناس بقراءة الآيات الأربع الأخيرة من سورة الحشر على المرضى, و عندها فقط سيسمع الأطرش و سيتكلم الأبكم و سيرى الأعمى و سيهرول المعاق و ستنجب العاقرات, و ستضحك القردة على انحطاط المسلمين.
- أخيرا لا ننكر جميعا أن القرآن الكريم هو كتاب شفاء و طب روحي إذا تم الإعتماد عليه طليا للهداية و رضاء الله تعالى علينا باتباع أوامره و اجتناب نواهيه في الذكر الحكيم, بدون سوء الظن في القرآن الكريم و التقليل من شأنه لو قلنا أنه كتاب ترانيم وثنية أو تعاويذ فرعونية تستعمل في شكل أحجبة لحماية الشخص أيم ما حل و ارتحل. و لكن يبقى كلام الله تعالى في سورة الإسراء أروع ما قيل في شفاء القرآن للمؤمنين ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا – 82 ). فالشفاء هو الراحة النفسية التي سيحسها المسلم المتبع لهدي القرآن الكريم الهدي الرباني الذي سينجينا من سبل الشياطين و الكافرين لننال رضاء الرحمان عز و جل في الدنيا و الآخرة. و لكم مني كل التحية و التقدير.

أنيس محمد صالح
مشاركات: 479
اشترك: مارس 21st, 2008, 4:00 pm
المكان: أفغانستان
اتصل:

إبريل 14th, 2008, 7:53 pm

[quote="محمد البرقاوي"]بسم الله الرحمان الرحيم.
السلام عليكم.

و لعلي ركزت بالأساس على المذهبين السني و الصوفي.


أخي الأستاذ محمد البرقاوي
بعد التحية

شيء في منتهى الجمال وقد قلت لي في إحدى مراسلاتنا الخاصة بأنك أصغر الكُتاب سِنا , وأجدكم تكتبون بمستوى رائع كبير لا يتصور أحدا صغر سنكم ... ويبدو إن والدكم الكريم شجع لديكم موهبة القراءة والكتابة منذ الصغر أم إنكم لوحدكم ميالون إلى القراءة والكتابة !!!
فقط لي ملاحظة بسيطة في ذكركم في مقالكم الطيب أعلاه ذكرتم (و لعلي ركزت بالأساس على المذهبين السني و الصوفي. ) فقط أحببت أن أنوه إلى إن الطائفة الصوفية هي بالحقيقة تنتمي إلى المذهب الأصل ( السُني ) وليست مذهبا مستقلا. وللإستفاضة أكثر فسنجد إن الأديان الأرضية الوضعية المذهبية هي بالحقيقة مذهبان أرضيان ملكيان فقط – مذهب السُنة ومذهب الشيعة – كتشريعات أديان أرضية مذهبية كصحيح البخاري ومسلم ( مذهب السُنة ) وصحيح الكافي ( مذهب الشيعة ) والمذاهب الأرضية قامت على تأليه وتقويل الرسول وإبن عمه وأحفاده بعد موتهم بأكثر من 200 عام !! ويأتي الحنبلي والمالكي والشافعي وأصحاب السلف والصوفية وغيرهم من هذه الطوائف تحت المذهب الأصل السُني ( دين سادة وكفار وملوك قريش ) , ويأتي العلوي والفاطمي والإثني عشري والأباضي والزيدي وغيرهم ضمن الطوائف التابعة للمذهب الأصل الشيعي ( دين سادة وكفار وملوك فارس ) .. وليس كما عُلمنا خطئا إن الطوائف هذه هي مذاهب !!! فقط هذه الملاحظة البسيطة وقد أكون مخطئا.

تقبل تقديري وإحترامي لجهودكم

محمد البرقاوي
مشاركات: 33
اشترك: مارس 24th, 2008, 10:34 am
المكان: تونس
اتصل:

إبريل 15th, 2008, 7:34 am

السلام عليكم.
أشكرك أستاذ أنيس على مرورك الطيب على مقالتي و شكرا ثانية على فكرة أن الصوفية ما هي إلا إحدى الفرق المنتمية للسنة. بالفعل كلامك صحيح فكل مذهب يريد العسش في الكرامات و الأحلام بالتأكيد هو مذهب نشأ عن فكر آخر أكثر منه شدة, فالحلم الأمريكي بدأ كالصوفية و هو إنشاء أورشليم جديدة أو الأرض الطاهرة لتكون فيها العبادة لله تعالى وحده و لكن مادام المستقبل حلما فالنسيان أولى به.

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر