بساط سليمان السحري

القرآنيون أو أهل القرآن هم دعاة وباحثون ينادون بالعودة إلى جوهر الاسلام الحقيقي أي القرآن الكريم وحده الذي يعتبرونه المصدر الوحيد للشريعة.

مراقب: أنيس محمد صالح

شارك بالموضوع
محمد البرقاوي
مشاركات: 33
اشترك: مارس 24th, 2008, 10:34 am
المكان: تونس
اتصل:

إبريل 24th, 2008, 11:35 am

  • بساط سليمان السحري.
    بسم الله الرحمان الرحيم.
    السلام عليكم.

    تعرضت في مقالتي السابقة ( النبي سليمان و الشياطين و نظام الإصلاحية ) إلى كون الشياطين التي كانت تعمل لدى سليمان عليه السلام كانت من جنس البشر اللذين يفسدون في الأرض و لا يصلحون, و بالتالي قام النبي سليمان عليه السلام بما يشبه نظام الإصلاحية بإعادة تأهيل المجرمين و إعادة إدماجهم في المجتمع من بعد تعليمهم صنعة يتكسبون منها و الله أعلم. و سأقوم في هذه المقالة بالتعرض للمزيد من الخزعبلات التي حيكت حول النبي سليمان بالإعتماد على القرآن الكريم وحده مع السعي إلى التفسير العقلي الذي يتماشى مع عقلانية النص القرآني, و بالله تعالى التوفيق.
    1- تعلمنا في صغرنا أن النبي سليمان عليه السلام كان يمتلك بساط الريح السحري الذي يجوب من خلاله العالم في لحظات, كما لا ننكر أننا استمتعنا بتلك القصة و أشربناها في قلوبنا و صارت مهيمنة على عقولنا البسيطة آنذاك. و مع محاولتي البحث عن الحقيقة تعرضت لتفسير جميل للبساط السحري للنبي سليمان عليه السلام. يقول الله تعالى في سورة الأنبياء ( وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ – 84 ) و كذلك في سورة سبأ ( وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ – 12 ). المفهوم من هذه الآيات أن الريح كانت مسخرة لسيلمان. و بالتدبر قد نستطيع استنباط كيفية التسخير, و هو أن النظام البحري لقيادة السفن آنذاك كان يعتمد على سواعد صناديد الرجال لتجذف سويا السفينة لتنطلق راكبة البحر بدلال. و قد يكون الله تعالى أرشد نبيه سليمان لإختراع نظام الأشرعة التي تعمل بالطاقة الهوائية أو الريح كما ذكر في القرآن الكريم و معلوم أن أسفل الشراع يكون على هيئة صليب مقلوب يتحكم من خلاله الربان في اتجاه الريح لتجري على هواه أو حسب التعبير القرآني تجري بأمره حيث يشاء بفضل الله تعالى. و الشاهد على كلامي أن الريح هي دلالة على إختراع الشراع هو تحديد الله تعالى للمدة الزمنية التي يستغرقها النبي سليمان للتنقل و هي شهر للذهاب و شهر للعودة و لو كان المراد بالريح كونها البساط السحري لكانت المدة المذكورة أقل من ذلك بكثير. فنحن نعلم أن سرعة الريح قد تصل إلى سبعين أو أكثر من مائة كيلومتر في الساعة و هي سرعة لم يتوصل الإنسان لإستغلالها إلى في عصر الحضارة و المواصلات السريعة من خلال مراكب متعددة تطوي الأرض طيا و قد يكون النبي سليمان قد حقق سبقا علميا آنذاك. و الله تعالى أعلم.
    2- اختلف المفسرون كثيرا حول معنى قوله تعالى في سورة النمل ( قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) ). فقالوا أن النبي سليمان عليه طلب من ملئه أن يؤتوه بعرش ملكة سبإ قبل أن تأتيه و قومها مسلمين, تطوع أحدهم يعلم إسم الله الأعظم فدعا ربه تعالى بإسمه الأعظم فجاء العرش لتوه و انهزم العفريت و فرح سليمان فشكر ربه. و حسب رأيي أن هذا التفسير فيه من المغالطات الشيء الكثير, إذ أن طلب الإتيان بعرش ملكة سبإ بدون علمها يعتبر من قبيل السرقة و حاشا نبي الله سليمان أن يكون سارقا, كما نلاحظ وجود تخاريف على شاكلة أن لله تعالى إسما أعظما لا يعلمه إلا القليل من عباده و في ذلك الكلام إفتراء على المولى تعالى الذي يقول (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ – الأعراف -180) و لم يستثن الله تعالى في تلك آية إسما أعظما و لا هم يحزنون. و لنقوم بتفسير الآيات على بد أن نركز على الفعل المحوري في القصة و هو ( أتى ) الذي سنحاول إيجاد تعريف له في القرآن الكريم. يقول الله تعالى في سورة الإسراء (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا – 88 ), و من الآية الكريمة نفهم أن فعل أتى يعني القيام بشيء مماثل لأمر ما سواء أن كان معنويا أو فكريا, فتحدى الله تعالى عباده إنسهم و جنهم أن يجتمعوا جميعا و يأتوا بكتاب معجز مثل القرآن الكريم. و لو أردنا قياس فعل أتى في سورة الإسراء على فعل أتى في سورة النمل فسنخرج بنتيجة أن الملك سليمان عليه السلام كان في استقبال ملكة أخرى, و لتكريم الملكة طلب من خدمه أن يصنعوا له عرشا مماثلا للعرش الذي وصفه الهدهد في قوله ( إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ – 23 ) فقال عفريت من الجن متقن لصنعته أنه سيأتيه بالعرش في غضون المدة التي سيقضيها النبي سليمان عليه السلام متفقدا لرعيته أو حاكما بينهم, إلا أن هنالك من أصنع و أعلم من ذلك العفريت فقال أنه قادر على صناعة العرش في مدة قدرها قبل أن يرتد طرف سليمان, و بقراءتنا للتاريخ القديم نرى أن نظام المخابرات كان يسمى بعيون الملك و آذانه أي هنالك أناس منتشرون في الأرض يعلمون الحاكم بكل صغيرة و كبيرة تحدث داخل و خارج المملكة. و بالتالي قد يكون معنى ( قبل أن يرتد إليك طرفك ) أي قبل أن يعود إليك الرقباء اللذين يراقبون مقدم الملكة و قومها و الرقيب يكون بمثابة عين أو طرف الملك, فحمد النبي سليمان عليه السلام ربه الذي سخر له أناسا لهم من العلم و الصنعة الشيء الكثير. و قد يتساءل سائل ما معنى قوله تعالى في سورة النمل ( فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ – 40) فأقول والله تعالى الأعلم أن ملكة سبأ لم تظن يوما أن هنالك حضارة أرقى من حضارتها و أسبق منها علما و إبداعا بحيث تكون تلك الحضارة قادرة على أن تصنع عرشا أعظم من عرش ملكة سبأ فقال لسان غرورها و تكبرها ( كأنه هو ) أي قللت من قيمة ذلك العرش الذي كان مهيئا لاستقبال الملكة المغرورة و قد أدعم رأيي بقول النبي سليمان عليه السلام في سورة النمل (قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ – 41 ) أي إجعلوا عرشها الذي في سبأ نكرة أمام جمال العرش الذي صنعه قوم سليمان صناع الحضارة و لو قلنا أن معنى كلمة ( نكروا ) تفيد تغيير شكل العرش القديم فإننا سنقضي على قوة المعجزة بفرض حدوثها لأنه لو كان إتيان العرش معجزة لكان أفضل له أن يكون على مرأى و مسمع ملكة سبأ لا قبل قدومها, فالنبي موسى عليه السلام مثلا لم يذهب إلى الصحراء أو الغابة ليأتي بحية تأكل ما يأفك السحرة بل كانت معجزة تحول العصا إلى حية تسعى أمام أعين الناس.
    أخيرا يقول القائل ما الفائدة في سرد هذا الإجتهاد الذي يخالف السائد المعهود لدينا, فأقول إن التفسير العلمي المنهجي للقرآن الكريم خير من التفسير الأسطوري للقرآن الكريم الذي حولته التفاسير إلى كتاب فصص خيالي و حكايات أمنا الغولة التي هدمها الله تعالى من أولى بدايات القرآن الكريم بكلمة إقرأ أي أنه بداية من عصر الإسلام لن يكون للخرافة مكان بيننا و لكن الخرافة ترجع من جديد في شكل ثوب ديني وجد ما يعضده من أقاويل إفتراها الأفاقون على لسان النبي محمد عليه السلام و من صدق من صحابته الكرام. و إلى اللقاء في الحلقة القادمة أن شاء الله تعالى.
    -تنويه: للأمانة العلمية هذا الإجتهاد ليس ملكا لي و لكنه لأشخاص آخرين سمعته منهم و كتبته كما فهمته.

    محمد البرقاوي
    brag@live.fr
    mohammedbergaoui@yahoo.fr

مووج الأصلي
مشاركات: 14
اشترك: إبريل 6th, 2008, 11:30 pm
المكان: أنجلترا

إبريل 25th, 2008, 2:15 pm

السلام عليكم

اولا اشكرك على المقاله

ثانيا انت قلت ان الريح تسخيرها لسليمان ليست المقصدود منه البساط السحري ، طيب لو ان ليس للأنبيا معجزات لم يكن ان يؤمن معهم احد فالريح كلمت غدوها شهر ورواحها شهر تعني مسيرتها من الصباح الى اليل تقطع شهر من المسافه العاديه فهمت ، بعدين كلمة سليمان حين قال من يأتيني بعرشها فأنت قلت يقصد من يعملي مثله ،مالفائده ان يعملو له مثل عرش ملكة سبا هوا حلف وقال لأتينهم بجنود لاقبلا لهم بها يعني تحاول ان تبريه من قول انه ارسل العفريت وسرق عرشها وهوا سيغزيها ويدمر مملكتها فهل انت احكم من الله ،فأين اقوى ان يرسرق عرشها او يقتل امه باكملها ، فأقول لك ان سليمان عليه السلام لكي لا يدمرهم بجنوده اتى بأختصار بعرشها هوا مكان السلطه والقوه واسلمت على طول حين رأئته هوا حين قالت كانئه هوا ، والعفريت اتى به في لحظه من النظر

محمد البرقاوي
مشاركات: 33
اشترك: مارس 24th, 2008, 10:34 am
المكان: تونس
اتصل:

إبريل 25th, 2008, 2:32 pm

السلام عليكم.
أخي السرقة هي سرقة مهما حاولنا أن نجد لها مبررات. و أخذ العرش بدون علم صاحبته هو سرقة و إن كانت من نبي مثل سليمان عليه السلام. ثم أنا قلت أن المعجزة تكون على مرأى و مسمع الناس المغاصرين لنبي ما و لا تكون في غيابهم ثم ما فائدة معجزة إتيان العرش و تغيير ملامحه. إن معنى ( قبل أن يأتوني مسلمين ) لا تعني بالضرورة معنى الإسلام كدين توحيد بل تعني الإستسلام و ملكة سبأ أسلمن فيما بعد و ليس وقت حضورها. إذا كانت الريح تفيد السفر عبر بساط طائر أو مثله فلماذا تأخذ تلك المدة الزمنية الطويلة و هي شهران. أخي مووج أصلي فكر دائما و لا تجعل ما ورثته من فكر قديم يسيطر عليك و يحرمك من لذة التدبر في كتاب رب الأرباب.. فكر و إن لم تقنع بالفكر فلا ضير وقتها أن تستمسك بالقديم لأنك لم تجد ما هو أحسن منه.

مووج الأصلي
مشاركات: 14
اشترك: إبريل 6th, 2008, 11:30 pm
المكان: أنجلترا

إبريل 25th, 2008, 2:45 pm

السلام عليكم

اوضح لك اكثر المعجزه صحيح تكون على مرائي الناس ولاكن هل كان عنده ناس حين اتى بعرش الملكه اكيد نعم 2 اذا اسلمت ملكه تحكم قوم سيسلم عدد كثير من قومها 3 السرقه تكون منها فائده اذا كانت كذا وليست حرام هل تعرف لماذا حرمت السرقه لئنها تأتي بالضرر على المسروق بس اذا كانت مثل اسلام امه واعتاقهم من النار هذه فضيله وليست سرقه

اما قولك قصة الريح اوضح لك اكثر ، تفسير الايه تعني ، اذا اراد سليمان عليه السلام ان يذهب ركب الريح مثلا من الصباح حتى المغرب كانه لو كان على بعير او جمل او خيل وقطع في السفر مسافة بالوقت وليس بالكيلو كانه قطع مسافة شهريين وهوا يمشي على الجمل او البخيل فهمت

والسلام عليكم

محمد البرقاوي
مشاركات: 33
اشترك: مارس 24th, 2008, 10:34 am
المكان: تونس
اتصل:

إبريل 25th, 2008, 4:28 pm

السلام عليكم.
أخي الفاضل لم تعطي أهمية كبرى للسرقة كما تسوغ لها مبررات. المعلوم أن يوسف عليه السلام كان نبيا بينما لم يكن أخوه الصغير كذلك. و لكنهما لم يسرقا قط عندما اتهم إخوة يوسف الذي لم يعرفوه أن الطفل الصغير سرق كما سرق أخوه من قبل فاستنكر يوسف عليه السلام ذلك لأن من تشبع بالإيمان و حسن الأدب في بيت النبوة يستحيل أن يسرق و سليمان عليه السلام تربى كذلك في بيت النبوة ثم أصبح نبيا فيما بعد و يستحيل أن يعتمد السرقة كحل دعوي لطريق الله تعالى كما أنه ليس من شيم الملوك التشبع بأفعال العامة التي تلام لضعف علمها و قلة حيلتها. ماذا قال يوسف عليه السلام لإخوته عندما قالوا ( إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل ) أرجوك أخي مووج أصلي أن تجيبني من عندك.
ما ألاحظه في كلامك أن دائما تحكم بالغلبة لنفسك و لا تقيم وزنا لكلام مخالفك و تذكر قوله تعالى ( و لا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى و اتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ) إذا كان العدل مطلوبا في الحكم على الظالمين فما بالك أخي بمن يقاسمك عقيدة لا إلاه إلا الله.

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر