سلسلة الإيمان من وجهة نظري

القرآنيون أو أهل القرآن هم دعاة وباحثون ينادون بالعودة إلى جوهر الاسلام الحقيقي أي القرآن الكريم وحده الذي يعتبرونه المصدر الوحيد للشريعة.

مراقب: أنيس محمد صالح

شارك بالموضوع
محمد فادي الحفار
مشاركات: 106
اشترك: إبريل 22nd, 2008, 9:47 am
المكان: أوكرانيا

إبريل 25th, 2008, 2:01 pm

بسم الله الرحمان الرحيم
إبتدء معكم أخوتي الكرم سلسلة الإيمان من وجهة نظري لنتحاور ونتناقش بها لعلنا بهذا وبعون الله سبحانه وتعالى نضع النقاط فوق الحروف فترتاح لهذا أروحنا الخائفة منذ لحظة خروجها من مصدرها والذي تتمنى العودة إليه مرة أخرى .
مقدمة لابد منها

ماهو اللإيمان ؟؟؟

إن الجذر الثلاثي لكلمت إيمان هو ( أمن ) والأمن يعني الطمئنينة والراحة والأمان بمن يحميك ويرعاك ويحرسك من كل شر لأن الخوف هو طبيعتك البشرية التي وجدت عليها .
وعليه فإنني أريد من الذي يحميني أن أكون - أنابالنسبة له - بالدرجة الأولى عنده لتطمئن له روحي ونفسي الخائفة دوما .
وعليه فإن الإيمان يكون مع من أتمنه على نفسي بإيماني به عن يقين , وهذا اليقين يأتي عندما تدركه كل حاوسي البشرية التي تشرح لي بالتفصيل كل ماهو حولي .
فهل يحميني مالي ؟؟؟ أم ربما هو صديقي ؟؟؟؟ ولعله هو إبني ؟؟؟؟ أو أمي وأبي ؟؟؟؟ أو ربما جميعهم مجتمعين لأنجو مما أنا فيه ؟؟؟؟
لا أدري ....... فقد جربت كل هذا ومع ذالك لم أصل للإيمان بمعنى الإطئمنان واليقين .
ولاكنني لم أجرب بعد معنى كلمت الحبيب !!!! فهل يكون الحل عندها ؟؟؟؟
والله من وراء القصد .

الجزء الأول من سلسلة الإيمان من وجهة نظري

لما كانت العقيدة الصحيحة هي أصل الإيمان ولما كان الإيمان هوا أصل الدين وأساس الملة المتبعة من قبل المؤمنين بها رأيت أن تكون هي فاتحة لموضوعي هذا بعون الله سبحانه وتعالى والذي سأبدئه بالصلات والسلام على رسول الله أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد فإنه من المعلوم بالأدلة المنطقية ومن الكتاب السماوية وسنن من سبقنا وعاصرنا من أن الأعمال والأقوال إنما تصح وتقبل إذا ما صدرت عن عقيدة صحيحة , مثلها بذالك مثل الصروح الضخمة التي إذا ماشيدت على أساس صالح ومتين لبقية شاهدة على عظمة مشيدها أمدا طويل .
وعليه فإن كانت العقيدة غير صحيحة بطل كل ما يتفرع عنها من أعمال وأفعال لقوله سبحانه وتعالى : ((( ومن يكفر بالإيمــــان فقد حبط عملهُ وهو في الآخرة من الخاسرين ))) المائدة :5 .
والآيات في هذا المعنى كثيرة , كما وقد دل كتاب الله على أن العقيدة الصحيحة تتلخص في الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره ,
وأدلة هذه الأصول الستة في الكتاب كثيرة ومنها قوله سبحانه وتعالى :

((( ءامن الرسول بما أٌنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله ))) البقرة : 285

((( ليس البر أن تٌولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من ءامن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين ))) البقرة : 177

((( يا أيها الذين ءامنوا ءامنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً ))) النساء : 136

وعن هذه الأصول الستة يتفرع جميع ما يجب على المؤمن اعتقاده في حق خالقه ومعبوده ومارتضاه له من طريق للوصول إليه وهوا راض عنه.
وعليه وللوصول إلى الإيمان اليقين لابد لنا أولا من فهم هذه الأصول الستة فهم صحيحا دون لبس أو شك فيها بما ليس لنا به علم ودون تحجر لأرائنا لنكون بذالك كمن سبقنا من أمم التي قالت لرسلها لتحجر عقولها هكذا سنبقى لأننا على طريق أبائنا نسير ((( واذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما الفينا عليه اباءنا اولو كان اباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون ))) البقرة 170

الإيمان بالله :

يتلخص الإيمان بالله سبحانه بأن تعبده وكأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك . وعليه وبناء على رئيتك له سبحانه وتعالى تتلخص طريقتك في عبادتك له بين الحب والهيام من كماله ولطفه وبين الخوف والطمع من جبروته وعقابه أوجنته وثوابه .
إذا ولكي تؤمن بالله سبحانه وتعالى يقينا وتدرك وجوده الذي لاوجود لسواه لابد لك أولا من أن تراه , فإن لم يتثنى لك ذالك فلابد لك من أن تدرك يقين من أنه يراك .
وعليه وبما أن الشق الأول من هذا القول يعتمد على أن ترى الله سبحانه وتعالى وهذا صعب جدا حتى على رسله وأنبيائه الذين شق عليهم هذا - بمن فيهم كليمه موسى عليه أفضل الصلاة والسلام والذي لم يستطع مع عظمة إيمانه سوى سماع صوت المولى سبحانه – فسنضطر لأن نأخذ الشق الثاني منه ونناقشه بكل ما أتيح لنا من علم علنا بهذا نكون من المؤمنين الذين سيرضى الله عنهم ويرضيهم برحمته سبحانه وتعالى .

لماذا أريد أن يراني الله :

أذكر عندما كنت شباب يافع تلك الفتاة الغنية - بكل شيئ من مال والجاه والسلطان - والتي أحببتها كثيرا وأردت أن أمضي كل حياتي معها , وأذكر أيضا كيف كنت أهيئ نفسي للقائها بأفضل ماعندي من ثياب وروائح عطرة كي إسعدها بهيئتي وما أنا عليه لأجلها , ولكي يتثنى لها أيضا أن تفخر بي بين أصحابها إذا ماشاهدنا أحدهم صدفة ونحن نسير في شوارع المدينة جنب إلى جنب .
وأذكر أيضا كيف كنت ألتزم حبها وأنشغل بالتفكير بها وهي بعيدة عني علها تدرك مدى حبي لها إذا ماوصلتها مشاعري مع نسيم الصباح أو المساء .
وأذكر أيضا بأن لكثيرا ممن كانوا حولي كانوا على شك من أمرهم من أنني قد أكون مخادع وأنني ربما أتودد لها طمعا في مالها .
ومن الممكن أيضا بأن هذه الفكرة كانت قد راودتها كونها جميلة بمعنى الكلمة وكونها على شبه يقين من أن مالها قد لايذهب عنها لكثرته .
وعليه فلابد من أنها كانت تبحث عمن يحبها لأجل الحب وحده والذي لاينتهي بنتهاء ممتلاكاتها .
من خلال هذا المثل الصغير سيدي الكريم أستطيع بأن أقول لك بأننا نريد من الله سبحانه وتعالى أن يرانا ليعلم مدى حبنا العظيم له , لا لنأخذ منه ثمن لهذا الحب بأن تكون لنا جنة الخلد التي لنا فيها ماتشتهي أنفسنا إذا لم يكن هوا سبحانه وتعالى جل ماتشتهيه أنفسنا .
وعليه فإن كل حب لما سيمنحنه الله سبحانه وتعالى لنا من عطأ سيبقى دون المستوى المطلوب في حبه ( الإيمان ) ويدخل حتما تحت قائمة النفاق إذا لم يكن الله سبحانه وتعالى هوا ذاته جل ما أتمناه لنفسي من عطاء .
ولاكن كيف لي أن أتمنى بأن يكون الله لي وحدي - فالمحب لا يرغب بوجود شريك له في من يحب - وأنا على يقين من أن حبه هذا حاجة ضرورية بل حجر الأساس للوجود البشري الذي لا ولن يكون بغير حبه لله سبحانه وتعالى وحب الله سبحانه وتعالى له .
وعليه :
هل توافقني على شرحي لمعنى اللإيمان ؟؟؟؟؟
وهل الغيرة هي دليل الحب ؟؟؟؟؟

إذا وبما أننا متفقون مبدأيا حول شريحي لمعنى الإيمان من أنه هو ( الأمن والأمان والإطمئنان بالدرجة الأولى ) فإنني أقول :
بأنه قطع لن أطئن لمالي لأن مالي سيزول عني .... فكلمت مالي كما يدخل ضمنها الكثير من الأشياء غير القطع النقدي ( فكل ماهو ملكي هو مالي ... لذالك نقول ما لي ) فجسدي هو مالي وبيتي هو مالي وملابسي هي مالي ومركزي الإجتماعي هو مالي إلآ الروح فهي معي وليست بمالي وهذا هو مصدر خوفي أنا االإنسان الذي يموت في نهاية المطاف .............. حيث أن كل ماأملك معرض للزوال والفناء ... فمالي فاني ... أما الروح فلاتفنى وللأسف فهي ليست بمالي وإنما معي مؤقتا مما يخفيني أنا الإنسان الذي عجن بالخوف .
وهذا ماجعلني أبحث عمن تطمئن له روحي ويذهب عنها خوففها , ,,, فحاولت أن أجعل من الصداقة أعلى رموزي وتابعة فيها لأبعد مستوى ...
فوجدة بأن صديقي قد يقدم لي الرخيص والغالي ... فهو قد يعطيني كل ماله ولو بقي هو من غير المال ... وقد يضحي بالحب إذا ماأحببنا شخص واحد ( أفلام هندي ) وقد يضحي بحياته وحياة ولده للدفاع عني ........

ولاكن ألآ ترون معي بأن تضيحاته هذا كلها سببها هو إدراكه في ألآوعي بأنه سيموت ؟؟ أي أن كل مايضحي به من أجلي هو ليس بشيئ حقيقي وباقي لأنه فاني أصل - بمعنا أنه لاقيمة حقيقة له في عالم الحق - وكأنه بذالك يضحي بلآ شيئ ؟؟؟؟
وعليه فولو إمتلك صديقي الخلود ثم عرض عليه أن يضحي بنفسه من أجلي ليدخل النار خالد فيها عوض عني فهل سيقبل ؟؟؟
وبما إنه قطعا سيرفض ذالك ويقول نفسي نفسي لأنه حينها سيدرك ماله الحقيقي الذي لايفنى فيتمسك به فنستطيع بأن نقول بأن الصداقة كرمز مطلق للإيمان لاتكفي لتطمإن لها روحي أنا الإنسان , لأن الصداقة ستخذلني في هذه الحالة , وإنما أنا أبحث عن الإيمان بمن لايخذلني بأي حالة من الأحول لتستقر عندها حالت الإيمان عندي بالإطمئنان فأكون مؤمن .
ولهذا السبب تحديد تتابعت الرسل بعد إبراهيم الخليل ولم تتوقف عنده لأن الحل ليس في الصداقة بما أنه هو رمز الصداقة كونه خليل الله ......
فهل الحل موجود عند قومي أو شعبى – وأنتم تعرفون معن الشعب – وهل سيفتديني شعبي ليدخل النار عوضا عني ؟؟؟؟؟؟
أم ربما أبي وإبني ؟؟؟؟؟؟؟
فليناقش كل واحد فيكم هذا لتجيبونني بعدها بنظرية فداء مقنعة لأؤمن بها بمن هو قادر على يفديني ويحمل كل مسؤليتي بحيث يدخل النار عوضا عني لو إضطر الأمر لأكون بهذا مؤمن به دون أي تردد ؟؟
فالفداء بحد علمي لايكون بالكلام ... أي لايكون لي بأن أفديك دون أن أدفع مما هو مالي ... وبما أنني ميت أصلا فالروح قطعا ليست بمالي لأفتديك بها لأنها معي مؤقتا......


وعليه وعندما تصبح الروح معي في حالت خلود لايفنى يتضح حينها الفادي الحقيقي لي والذي لا ولن أؤمن بسواه .

الإيمان بملائكته

بما أننا متفقون مبدئيا حول شريحي لمعنى الإيمان من أنه ( الأمن والأمان والإطمئنان بالدرجة الأولى ) فإنني أقول بأنني ولكي أطمئن للملاكة وأؤمن بها لابد لي أولا من أن يكون لي عنها بعض الخبر .
والخبر هنا يقول بأن الملائكة مخلوقات نورانية لاترى بالعيين المجردة وإنما ترى بعين الحكمة وبمشيئة الله لأنها خلقت من نور وجهه الكريم !!!! .
كم ويقولون بأنها مخلوقات أرفع شأن من الإنسان لإقترابها من الرحمان ولأنها معصومة عن الخطيئة لأنها مخلوقات وجدت لتطيع الأوامر دون معصية (( يفعلون مايؤمرون ولايعصون لله أمرا )) .
وقد أوافقهم الرأي من الملائكة مؤمرة ومطيعة ولا تعصي أمر من أوامر الله سبحانه وتعالى لأن إسم ملاك لو رددته لفعله الثلاثي لأصبح ( م ل ك ) أي مملوك من ضمن ممتلكات لله سبحانه وتعالى وليس له من أمره شيئ سوى الطاعة , كما أملك أنا جهاز الحاسوب خاصتي والذي يحمل ضمنه الكثير من المعلومات المخزنة على قرصه الصلب والذي قد يظنه الجاهل من العصور الغابرة إذا ماسنحت له الفرصة ورأه من أنه عالما بخفايا الأمور لما يحمله ضمن طياته من علم كان قد خزن مسبقا على ذاكرته .
أما الذي لاأوفقهم الرأي فيه فقولهم عنها بأنها مخلوقات أرفع شأن من الإنسان أو أنها مخلوقات نورانية كانت قد خلقت من نور وجه سبحانه وتعالى للأسباب التالية :
أولا :
إستغرابي الشديد الذي صادفني وأنا أتعمق في كتاب الله سبحانه وتعالى وحكمته في موضوع سجودها الأدم عليه السلام مع العلم بأنها مخلوقات نورانية كما يقولون ومنزهة عن الخطيئة على حين أن أدم عليه السلام كان خاطئ - على إعتبارما سيكون منه لاحقا - أو بما نعتقده به نحن عنه من خطيئة نسبة له وكانت قد فسرت بغير معناها الصحيح .
ووجه إستغرابي هذا لم يكن من الملائكة التي أعلم بأنها مخلوقات مأمورة تفعل مايطلب منها وحسب , وإنما كان من الله سبحانه وتعالى والذي أذللها وأخضعها ل بسجودها لأدم مع العلم بأنه يعلم الغيب ويعلم ماسيكون من أدم ونسله من قتل وتخريب وإفساد في الأرض مع أن المخلوقين – الملائكة والإنسان – هم من خلق الله سبحانه وتعالى .
مما دفعني حينها لأتدبر الأمر تدبر شديد من أن أدير الموضوع برمته على نفسي ومن خلال ميازن العدل البشري الذي أعرفه أنا كإنسان أو يعرفه عقلي المحدود – وربما لا - متسائلا بقولي من أنه لو كان لي ولدان من صلبي ليكون أحدهما مطيع طاعة عمياء لي بحيث لايعصي أمرا من أوامري على حين أن الأخر عاص ولا يمتثل لكل أوامري ويفعل مايحلوا له ووفق مشيئته ...
فهل من العدل إذا ماكنت عادلا أن أجعل ولدي المطيع يتذلل لولدي للعاص بالخضوع والطاعة له ؟؟؟
أظنك ستقول بالطبع لا فهذا ليس من العدل الإنساني بأي وجه من الأوجه .
وعليه ولكي أفهم ماكان من الله سبحانه وتعالى من عدل قد أراه مفقودا بين خلقين من خلقه كان لابد لي من العودة إلى مثل حاسوبي كي أرى ماكان منه تبارك وتعالى بالعقل والحكمة والمنطق .
فحاسوبي الشخصي الذي أستخدمه في تخزين أموري ليس بإبن لي وإن كان من ممتلكاتي العزيزة على قلبي - لما فيه من معلومات خزنتها بيدي - أي أنه ليس بأحب إلى قلبي من إبني الذي هوا مني والذي أريد له أن يملك العلم كله من علمي مما يدفعني لأن أجعل من حاسوبي الشخصي خادم مطيع لأبني بأن أعلمه عليه وأعلمه طريقة إستخدامه .
وعليه :
فهل توافقني الرأي هنا من أن الملائكة مخلوقات - أومصنوعات - ذكية غير أنها لاتملك الإرادة بحيث تكون بالنسبة لله سبحانه وتعالى كما هو حاسوبي الشخصي بالنسبة لي ؟؟؟
قد أرى البعض قد يقول لي هنا بأن الملائكة مخلوقات مفكرة وليست مجرد خازنة للمعلومات لأن الآية الكريمة تقول على لسانهم ((( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ))) مما يؤكد على أنها مفكرة وصاحبة مشيئة شأنها بذالك شأن أدم عليه السلام لمعرفتها التقيدرية بفكرها لما سيكون , غير أن إيمانها بالله سبحانه وتعالى هو الذي جعلها مطيعة له طاعة عمياء .
لأقول لهم بدوري أن الأبداع والخلق من العدم بما فيه إبداع الكلمة هوا صفة المولى سبحانه وتعالى فقط , وعليه وبما أنها قد أوجدت هذه الفكرة من العدم بمعرفتها للغيب الخاص بالله سبحانه وتعالى فإنها بذالك تكون قد خرجت عن كونها تفعل ما تأمر لتصبح بذالك صاحبة وفكر ومشيئة خاصة بها ومستقلة عن الله سبحانه وتعالى ولو أنها لم تعصيه .
فهل يرضيك هنا القول القائل بأن علم الغيب ليس خاص بالله سبحانه وتعالى وحده ؟؟؟
وعليه فإن تشبيهي لها بحاسوبي الشخصي مقرون مع إسم ( م ل ك ) يوضح تمام ماهيتها من حيث علمها المقدر بقدر معلوم والمخزن بذاكرتها .
أي أنها لم تكن في يوم من الأيام على علم بالغيب , وإنما معلوماتها هذه عبارة عن معلومات خطت بذاكرتها لما سيكون لاحقا من دورها في إيصالها للمعلومة لمن هو قادرعلى التعامل معها بقراءته لما تحمله له من خبر .
كما وقد يعترض علي البعض هنا بقوله بأن أدم عليه السلام ليس بإبن لله عز وجل , مما يجعل مثلي السابق الذي ذكرته حول إخضاعي لأحد ولدي الذان هما من صلبي للأخر بعيدا كل البعد عن الصواب .
لأقول له بدوري بإن موضوع التكاثر هذا والذي نعلمه نحن بعلمنا البشري المحدود حاليا ليس بنهاية المطاف ونهاية العلم بالنسبة لنا لأننا نؤمن بأنه وفوق كل ذي علم عليم .
فالآية الكريمة تقول ((( فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ))) لتكون بذالك عمليت التسوية هذا كانت قد تمت قبل عملية نفخ الروح مما يجعلها عبارة عن عملية صنع للكساء الجسدي الذي سترتديه روح الله التي ستخرج عنه ودون إنفصال كما هي عملية تكون الجنين في رحم أمه لتدخل في الجسد المصنوع ( لاحظ فكرة الروح في اليوم الأربعين من تكون الجنين ) .
مما يجعل من سجود الملائكة لأدم عليه السلام عبارة عن سجود لروح الله سبحانه وتعالى في جسد أدم عليه السلام لقوله سبحانه وتعالى ((( من روحي ))) ولواضحة هنا تمام .
كما وقد يقول لي البعض هنا بأنني قد أجبت عن ماهية الروح التي لم يجب عنها المصطفى (ص) وهوا سيد العارفين بالله سبحانه وتعالى لعدم علمه بها حيث أنها من علم الله سبحانه وتعالى وحده كما تقول الآية الكريمة

((( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلآ قليلا ))) الإسراء 85 .لأقول له بأن المصطفى (ص) كان يعلم ماهيتها بشهادة القرآن الكريم وبشهادة هذه الآية تحديدا , غير أنه لم يشرحها ويفسرها حينها لقصور العقل البشري في زمانه عن إدراكها وفهمها والذي سيتضح لك عندما تقطع الأية الكريمة على النحو التالي

(( ويسألونك عن الروح ... يا محمد , فقل لهم أنها ... من أمر ربي ... وقل لهم أيضا ودون أن تدرج ذاتك معهم ... وما أوتيتم ... أنتم دوني... من العلم إلآ قليلا ... بحيث أنني لو كنت دمجتك معهم بعدم العلم والمعرفة هذه كنت قلت ... وما أوتينا من العلم إلآ قليل ... لأدمجك بذالك وإياهم بما أن كلامي هذا صادرا عنك , وعليه فأنت تعلم يامحمد وهم لايعلمون بعد )) .

وعليه فإن الملائكة التي هي ملك لله سبحانه وتعالى كانت قد سجدة - أي أخضعت - ووضعت تحت تصرف أدام بعدما وافق على حمل الأمانة والتي هي روح الله سبحانه وتعالى العاقلة والتي حلت في جسده المصنوع .
والسؤال هنا يقول ...
ماهي الملائكة ؟؟؟؟ وهل هي حق أجسام نورانية لاترى ؟؟؟؟ أم أن بعضها يرى وبعضها لايرى ؟؟؟؟
وإذا كانت شيئ يفوق تصورنا أو شيئ لا يرى فكيف رأها أدم عليه السلام عندما سجدة له ؟؟؟؟
ثم كيف لم يصلنا شيئ من خبرها أو بعض منه على أقل تقدير وبالتواتر البشري بما أن أدم عليه السلام كان قد رأها وعرف أشكالها عندما سجدة له ؟؟؟؟
وأخيرا وليس أخر , فإنني أطلب منك التفكر بكون إبراهيم الخليل عليه السلام وهو أبو الأنبياء الكرام الذين ورثوا عنه عقيدتهم الإيمانية بالتواتر البشري لترنا نتسأل ونقول :
كيف لم يرث إبراهيم الخليل عليه السلام الإيمان ممن كان قبله بحيث لايكون محتار في أمره من عبادته بين الكواكب مع العلم بأنه قد كان هناك رسل قبله - ونوح عليه السلام واحد منهم - مما يدل على أن بعض المعلومات الإيمانية أو الشيئ اليسير منها كان لابد له من أن يصله بطريقة أو بأخرى ؟؟؟؟

ثانيا :

وأما السبب الثاني في رفضي المنطقي لما جاؤا به من أن الملائكة مخلوقات نورانية من نور وجه الله سبحانه وتعالى فيتلخص في الأيات الكريمة التالية :

((( واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه افتتخذونه وذريته اولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا ))) الكهف 50


وهذه الأية الكريمة هي الأية الوحدية في القرأن الكريم والتي تجمع بين ثلاث مخلوقات - كما يعتقد المطالع البسيط للقرأن الكريم وهم ( الملائكة ... إبليس ... الجن ) والذي فسرها بعد بحثه في كتاب الله الحكيم عن ماهية خلق الملائكة والعنصر الأساسي في تركيبتها فلم يجد في القرأن الكريم أية واحدة كانت قد أتت على عنصر تركيبها فإبتدع بدعة من عنده ومن خلال عقله المحدود والضيق الأفق ليقول بأنها خلقت من نور وجه الله سبحانه وتعالى والعياذ بالله - على حين أنها مخلوق واحد عنصره الأساسي هو النار وإن كان هناك فارق بسيط في كينونتها سأتي عليه لاحق .
وسبب قولي أن ( الملائكة وإبليس والجن ) مخلوقات نارية هو الأيات الكريمة الخمسة التالية والتي لايوجد غيرها في القرأن الكريم والتي تؤكد بأنهم جميعا خلقوا من نار :


((( واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس ابى واستكبر وكان من الكافرين ))) البقرة 34

((( ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس لم يكن من الساجدين ))) الأعراف 11

((( واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس قال ااسجد لمن خلقت طينا ))) الإسراء 61

((( واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس ابى ))) طه 116

لاحظ معي أخي القارء الكريم وجود ( إلآ ) التي تستثني شيئ من الشيئ نفسه بأن تفرقه عنه مع تأكيدها بأنه منه , وعليه فقد سجدة الملائكة جميعها إلأ ملاك منها يدعى إبليس فقد لأبى هذا السجود وهذا الأمر .
ثم لاحظ هذه الأية الكريمة التالية وماذا تقول :

((( وما جعلنا اصحاب النار الا ملائكة وما جعلنا عدتهم الا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين اوتوا الكتاب ويزداد الذين امنوا ايمانا ولا يرتاب الذين اوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا اراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم جنود ربك الا هو وما هي الا ذكرى للبشر ))) المدثر 31

وعليه ... فإن هذه الأية أيضا تأكد بأن الملائكة مخلوقات نارية لأن الله جعلهم خزنة النار والقائمين عليها لأنه أيضا قد إستثناهم منها ب إلآ الإستثنائية بأن فصلهم عنها ( خلقهم منها ) ولتكون هذه الأية الكريمة فتنة للذين كفروا من أهل الكتاب لأنهم شرحوا كينونة الملائكة على هواهم وقالوا بأنها من الإناث على حين تكون هذه الأية أيضا زيادة في إيمان الذين أمنوا من أهل الكتاب بأن القرأن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى .
وأما مثلي الصغير والذي سأسوقه لك هنا للتميز بين الملائكة المطوعة بطاعة الله سبحانه وتعالى وبين الملائكة الخارجة عن طاعته فهوا النار ذاتها والتي لو أشعلتها في مكان تسهل عليك مراقبتها فيه جيد فستجدها تنفصل عن بعضها لشدتها بحيث يخرج منها لهب ليتلاشى في الهواء بعد إنفصالها عنها .... وهذا اللهب تحديدا هوا الذي صنع منه الجان وإبليس - على حين أن النار الأم المتوضعة على الأرض هي باقي الملائكة المطوعة - وهذا الإنفصال للهب عن النار الأم بمثابت إعلان بالخروج عن النار الكل والمتوضعة على الأرض برغبة منه بأن يتميز عنها ....
غير أنه لايدرك بأن رغبته هذه هي دليل فنائه وإنطفائه لأن إنفصاله عنها وخروجه عن الكل متجها نحوا الفضاء الذي لم يوجد لأجله هو دليل إنطافائه وفناءه .

وإنتظروا مني باقي سلسلة الإيمان من وجهة نظري بعون الله والتي ستأتي على ( الإيمان بكتبه ورسله واليوم الأخر وبقضاء الله خيره وشره ) .
وحتى حينها وريثما يتسنى لي الإجابة على مداخلاتكم فإنني إستوعدكم من لاتضيع عنده وديعة وأقول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

rahal
مشاركات: 19
اشترك: مارس 15th, 2008, 10:23 am
المكان: البلاد العربية

إبريل 25th, 2008, 3:59 pm

أخي محمد فادي

تحية ونعمة وسلام

موضوع جريئ ورائع

بانتظار المزيد منكم
هو الطريق والحق والحياة

أنيس محمد صالح
مشاركات: 479
اشترك: مارس 21st, 2008, 4:00 pm
المكان: أفغانستان
اتصل:

إبريل 26th, 2008, 8:32 am

أخي الأستاذ الرائع محمد فادي الحفار
بعد التحية والتقدير والإحترام

بحث ومجهود رائع وجريء ... وفي ما يخص مفهوم وأركان الأيمان في القرآن الكريم هي في الحقيقة لا تقل عن أربعين ركن من أركان الإيمان , وليس كما عُلمنا خطئا في الأديان الأرضية الوضعية المذهبية بأن أركان الإيمان هي ستة أركان . فكما وعدتكم مسبقا فقد نشرت ( مفهوم الإسلام في القرآن الكريم ) , والإسلام الذي يقوم على ركن واحد فقط وهو ( التوحيد لله بالعبادة له والإستعانة بتشريعاته وحده لا شريك له ) وليس كما عُلمنا خطئا بأن أركان الإسلام خمسة !!!
ولأفي بوعدي لكم فقد قمت بنشر الدراسة التالية ( الفرق بين الإسلام والإيمان من القرأن الكريم ) ... وهو إجتهاد آخر يضاف إلى جهودكم المشكورة في تبيين أقرب الصواب إلى القارئ الكريم.

تقبل تقديري وإحترامي لجهودكم.

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر