هل الوحي ملاك من الملائكة كما يقولون ؟؟؟

القرآنيون أو أهل القرآن هم دعاة وباحثون ينادون بالعودة إلى جوهر الاسلام الحقيقي أي القرآن الكريم وحده الذي يعتبرونه المصدر الوحيد للشريعة.

مراقب: أنيس محمد صالح

شارك بالموضوع
محمد فادي الحفار
مشاركات: 106
اشترك: إبريل 22nd, 2008, 9:47 am
المكان: أوكرانيا

مايو 4th, 2008, 10:56 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كثير مانسمع مغالطة شائعة بأن الوحي هو ملاك كريم وعبد من عباد الله الصالحين ..
وكثير مانقول بأن الله سبحانه وتعالى هو من يختار من بين بني أدم الأصلح والأفضل بينهم لينزل عليه الوحي .
وكثيرا مانتسائل ونقول :
أليس الله هو خالقنا ؟؟......
أليس الله هو صانعنا ؟؟ ......
ألا يعلم من هو الأفضل ومن هو الأسواء بيننا مما يلغي الإختيار بالمعلوم المسبق ؟؟ .....
ثم ألم يكن قادر على أن يصنع منا جميعنا بشر صالحين كالملائكة ؟؟ ....
وبما أنه هو الصانع لنا بخيرنا وشرنا فكيف يختار بعدل بعدها بين الصالح والطالح فينا مفضلا بعضنا عن الأخر مع أننا جميعنا صنع يده تبارك وتعالى ؟؟ ....
ألآ يرفع هذا صفة العدل عنه لأنه هو الصانع لنا ولعيوبنا ليختار بعدها بطريقة لاعدل فيها الأفضل بيننا ؟؟....
فهل أصنع أنا جهاز وأفتعل عطل فيه لأقول بعدها بأن هذا الجهاز عاطل على حين أن الأخر هو الأحسن والأفضل منه مع أنني أنا من صنع الجهازين وإفتعل عطل بأحدهم ؟؟....

وعليه , ولكي تصلك فكرتي سيدي , فلابد لي أولا من أطرحها عليكم مع بعض التساؤلات والإستشهادات .

تقول الأية الكريمة التالي :

((( واوحى ربك الى النحل ان اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ))) النحل 68

ونرى في هذه الأية الكريمة سيدي بأن الله سبحانه وتعالى قد أوحى لجميع النحل دونما أي إستثتاء .
على حين أن مفهمونا الخاطئ للوحي يقول لنا بأن الوحي خاص بالرسل وحدهم بحيث يوحي الله سبحانه وتعالى لواحد من البشر ليقوم بدوره بتبليغ الباقي بما جائه من وحي .

والسؤال هنا يقول :

بأي لغة تحدث الله مع النحل عندما أوحى لها ؟؟؟
وهل الوحي خاص بالأنبياء ؟؟؟
فإذا كان خاص بالأنبياء فهل النحل جميعه أنبياء لله سبحانه وتعالى لأن الله كان قد أوحى لكل النحل ؟؟؟
أم أنه إختار نحلة واحدة من بينها لتكون هي رسوله لباقي النحل ؟؟؟
وهل خلق الله النحل في أحسن تقويم ليوحي لجميع النحل وينسى – والعياذ بنور وجهه الكريم من هذا - أن يوحي لجميع البشر بحيث يختار هنا واحد من البشر ليوحي إليه على حين أنه لم يختار واحدة من النحل لتخبر هي الباقي ؟؟؟
أليس الإنسان هو الذي خلق في أحسن تقويم ؟؟
أم أن النحل هو الذي خلق في أحسن تقويم ؟؟
أليس الله سبحانه وتعالى عادل ؟؟
وهل يتعامل الله سبحانه وتعالى مع النحل بطريقة أفضل من تعامله مع الإنسان الذي أسجد له حتى الملائكة بحيث يوحي لجميع النحل وكأنما النحل جميعه مجتمع من الرسل لتستلم بهذا كل نحلة فيهم على حدى هذا الوحي على حين أنه لم يجعل من كل البشر رسول له بدليل أن الوحي يتنزل على بعضهم دون الأخر ؟؟
أليس هذا دليل بأن طبيعة خلق النحل أفضل من طبيعة خلق الإنسان بفهومنا نحن الخاطئ للوحي والرسل من أن الله سبحانه وتعالى هو من فضلها بمنزلتها عنده عن باقي البشر بموضوع الوحي هذا مما يلغي بدوره صفة العدل عن الله سبحانه وتعالى والعياذ بنور وجهه من هذا لأنه هو من إختار إنسان دون الأخر وفضله عنه مع إنهما معا خلق الله ؟؟
ويؤدي أيضا هنا - وهذا هو الأخطر - إلى تقديس البشر لرسلهم وأنبيائهم حتى وصل الأمر عند بعضهم إلى الشرك بالله بأن جعل رسوله أله والعياذ بالله ؟؟

وعليه , فلابد لنا أولا من فهم معنى الوحي وكينونته فنقول :

هل الوحي ملاك من الملائكة كما يقول البعض ؟؟

تقول الأية الكريمة التالي :

((( اذ يوحي ربك الى الملائكة اني معكم فثبتوا الذين امنوا سالقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الاعناق واضربوا منهم كل بنان ))) الأنفال 12

أي أنه , وبما أن الملائكة أيضا من المخلوقات العاقلة التي يوحى لها فإن الوحي قطعا ليس من نوعها أو من فصيلتها بما أنها تتلقى الوحي كغيرها ....
لأنه لو كان من فيصلتها لإستطاعت أن تراه , وبهذا تلغى هنا عملية الوحي من أساسها وتتحول إلى مجرد رسالة بين مخلوقين من فصيلة واحدة كما هو حالنا مع رسلنا .

فما هو الوحي إذا ؟؟

تقول الأية الكريمة عن الوحي التالي :

((( وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط مستقيم ))) الشورى 52

إذا , وبناء على هذه الأية الكريمة فإن الوحي هو روح من أمر الله .

ولاكن ...

هل هذا معناه أن الروح عبد من عباد الله الصالحين أي أنه خارج عن الله سبحانه وتعالى ليكون بهذا لكل منهم كينونته الخاصة به - والعياذ بالله - بما أنه من أمره ؟؟
أو ..
هل تنفصل روح الله سبحانه وتعالى عنه بحيث تصبح كينونتان مستقلتان أي كينونة الله وكينونة روحه ؟؟

تقول الأية الكريمة حول هذا التالي :

((( فاتخذت من دونهم حجابا فارسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا ))) مريم 17

إذا , فالروح هي روح الله سبحانه وتعالى لقوله ( روحنا ) ....
فهي بذالك ملكه ومن أمره تبارك وتعالى ولا تنفصل عنه .

ولاكن .....
كيف يرسل الله روحه كرسول للبشر ودون أن تنفصل عنه ؟؟تقول الأية الكريمة حول هذا :
((( فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ))) ص 72

لو أدركنا سيدي الكريم عظمة خلق الإنسان وكونه قد نفخ فيه من روح الله سبحانه وتعالى لأدركنا بأنه وبمجرد النظر في أعماقنا بأن الإنسان لاينفصل عن الله سبحانه وتعالى مابقي حيا لأنه يحيى بروح الله سبحانه وتعالى والموجدة داخله .... ولإستطعنا مخاطبة الله خطاب الروح لروحها كخطاب النفس للنفس .
غير أن الذي يعيقنا عن خطاب الروح للروح هذا وفهمه هو خطاب النفس الأمارة بالسوء لنفسها كونها مبنية على حب الذات ( الأنا ) .

وعليه فإنني أقول :

بأن الوحي سيدي الكريم على علاقة مباشرة بالعقل , وهذا العقل غير خاص بالإنسان وحده وإن كان هو أعقل المخلوقات , فجميع المخلوقات تعقل الأمور ولكن بطرق مختلفة لقوله سبحانه وتعالى :

((( تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم انه كان حليما غفورا ))) الإسراء 44

كما أن الوحي ليس بملاك من الملائكة لما ذكرت من أية كريمة .
كما أنه ليس خاص بإنسان دون سواه فهو متاح للجميع والنحل دليلنا .
فالوحي هو الروح
والروح لاتتجزء لأنها روح واحدة محيطة بنا
وهي روح عادلة بحيث لاتختار أحد من بيننا لتتعامل معه دون سواه
وإنما الموضوع بأيدنا نحن بمقدار تفتح عقولنا وقلوبنا لتقبل هذا الوحي

((( رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من امره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق ))) غافر 15

وقوله هنا تبارك وتعالى ( على من يشاء من عباده ) تعني مشيئة العبد بأن يتقبل الروح من عند الله وليست مشيئة الله بأن يختار هو من يلقي عليه هذه الروح لأنه تبارك وتعالى منزه عن التفريق بين عباده لأنه الخالق الذي أحسن كل شيئ صنعا ..... أي أن الموضوع هنا بحاجة للخوض ب ( التسير والتخير ) .

وعليه فموضوع تقبل الوحي من عدمه بأيدنا ومتاح للجميع
فمنا من يضعف ويقف عند مرحلة معينة
فيصبح بهذا رسام مثلا
ومنا من يصبح شاعر
ومنا من يصبح عالم
ومنا من يصبح نبي
فهي نخبة من نخبة من نخبة .
أما نخبة النخبة سيدي وهم الرسل من الذين يجدون عزما لتقبل الوحي التشريعي والذي هو أعلى مراتب الوحي فإن حياتهم تكون قابعة بين الكثير من أنواع الوحي .....
فهناك الوحي العادي الذي لايفرض تشريع ( كأن أرسم لوحة أو أعزف مقطوعة موسيقية أو أقول مقولة مأثورة أو حكمة جميلة وغيرها ) .
وهناك الوحي التشريعي القائم على العدل والمساوة والرحمة المطلوبة منا جميعنا نحن بني البشر لنصل لدار السلام التي حدثنا عنها المولى تبارك وتعالى وهذا بحاجة إلى أولي عزم منا بتحمل مخاطر الأذى من الجميع بطرحهم الجديد لعقيدة وتشريع جديد مما يطغى على سابقه في التجديد وليس بإلغاء الثوابت كالعدل وغيرها من القيم المطلقة .
كما أننا يجب أن نعي هنا بأن الرسول المشرع يكون معه الكثير من حالات الوحي بمختلف درجاتها ........ غير أن أهمها بالنسبة له هو الوحي التشريعي والذي يطمس بعزمه كل أنواع الوحي الأخرى .
وهذا الوحي التشريعي نجده حصر في كتب الله السماوية ومن بينها والمهيمن عليها كتاب الله الكريم وقرأنه .
أرجوا أن أكون قد أوضحت طرحي قليلا ولكم الدور بالمداخلات .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شغل عقلك
مشاركات: 838
اشترك: ديسمبر 12th, 2007, 6:45 am

مايو 5th, 2008, 12:06 pm

السلام عليكم
الأخ الإستاذ محمد فادي الحفار
أحييك على شجاعتك في مناقشة قضية الروح والعدل
وقد كتبت لحضرتك رأيي سابقا أنني لا أتجرأ على الخوض في الحوار في قضية الروح لأن هذه الأية الكريمة اللاحقة مذكورة في القرأن الكريم وقد يؤدي التعمق في تلك الأمور إلى فتح باب للشيطان يتسلل منه وطريق للشرك والعياذ بالله تعالى من ذنب لا يغتفر
قال الله تعالى :((( فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ))) ص 72
وأيضا بالنسبة لقضية العدل فهو قضية محيرة للعقل البشري المحدود
لذلك أسمح لي من فضلك أن أتنحى عن الإجابة المباشرة
وبالنسبة للوحي فليس من الضروري أن يكون الوحي ملاك ولكن حسب ما أعتقد إذا أذن الله تعالى لرسول ليس من البشر وأكرر ليس من البشر وقد يكون ملاكا وقد لا يكون ملاكا حيث قد لا نعلم بعلمنا القليل تفاصيل هذه الأمور وأكرر إذا أذن له أن يعلم إنسانا من بني أدم علما ولو بشكل وحي وقد حصل على الإذن فلم لا ولا أجد أيات كريمة من القرأن الكريم تنفي ذلك
والله العليم أعلم
والسلام عليكم

محمد فادي الحفار
مشاركات: 106
اشترك: إبريل 22nd, 2008, 9:47 am
المكان: أوكرانيا

مايو 5th, 2008, 12:31 pm

الأخ الحبيب مؤمن مصلح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن فهمنا لمعنى الروح والوحي سيدي يقرب المسافة كثيرا بيننا وبين إخوننا المسيحين حول الروح القدس والذي ذكر في القرأن الكريم بشكل رائع .
غير أنني أحب أن أثبت وجهة نظري بالتدريج .
لك كل الإحترام والتقدير إيها الفنان الرائع :D
وأرجو منك أن تجيبني بمثل ماأجبت هنا إن أحببت على هذا الموضوع في موقع نهرو لأنني عرضته منذ الأمس ولم يظهر حتى الأن .
واسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.

شغل عقلك
مشاركات: 838
اشترك: ديسمبر 12th, 2007, 6:45 am

مايو 5th, 2008, 1:04 pm

السلام عليكم
الإستاذ محمد فادي الحفار
كتبت لحضرتك المداخلة وأيضا هذه الإضافة
قال الله تعالى : "وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ) – الشوري 51
والله العليم أعلم

محمد فادي الحفار
مشاركات: 106
اشترك: إبريل 22nd, 2008, 9:47 am
المكان: أوكرانيا

مايو 6th, 2008, 3:23 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
جاء من أحد المحاورين على أحد المواقع مداخلة منه على موضعي هذا - سأدمجها هنا مع موضعي لما فيها من التوضيح المهم للموضوع – ينقض فيها طرحي حول الروح ويقول بأن الرسل معصومين عن الخطاء كما أنه من أهل الحديث .

وقد إبتدئها على النحوا التالي والذي حددته باللون الأزرق :

عصمة الانبياء تعني انهم ممنوعون من الله من الاقدام على ارتكاب اي محرم صغير كان ام كبير فيما يتعلق بأمر الدعوة التي يدعون اليها. والا فكيف يؤمن الناس بنبي لايؤدي الأمانة ويقول لهم قال ربكم أدوا الامانات الى اصحابها ففي هذا تعارض منطقي اليس كذلك؟

إن قولكم هذا هنا يؤكد سيدي من أنكم من الذين يقولون بأن السنة النبوية كما يطلق عليها هي من الوحي الإلهي شأنها بذالك شأن القرأن الكريم - والعياذ بالله – بحيث أنني أرى من خلال قولك هذا بأن المصطفى (ص) رينطق عن الهوى مما يؤكد بأن كل أفعاله وأعماله وحياته الشخصية عبارة عن وحي !!! أليس كذالك ؟؟؟؟

ثم تتبع بعد ذالك قولك الذي يؤكد على هذه العصمة المزعومة بإشتشهادك بأيات من الذكر الحكيم ودون أن تدرجمها بمقالتك ومكتفي بأراقهم لتقول :

وتأتي هذه العصمة من الله بتوكيل ملائكته بهم مصداقا لقوله تعالى في الآيات 26-28 من سورة الجن, كذلك تدل نصوص القرآن على هذه العصمة بمراجعة الله للرسول الكريم في بعض تصرفاته الشخصية والتي تتعلق بحياة الناس والدعوة الاسلامية .

وأما الأيتان الكريمتان موضوع إستشهادكم سيدي فهما 27 و 28 وهذا تصحيح أولا , ويقولان :

((( إلا من ارتَضى من رسول فَإِنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ))) الجن 27

والرصد هنا سيدي هو عبارة عن رقيب يرصد أخطائه ولايحميه من الوقوع فيها كما ذكرتم ....... وسبب قولي هذا هي الأية التالية والتي إستشهدتم بها علينا من أنها أية العصمة على حين أنها أية تأكيد عدم وجود لعصمة لقوله :

((( ليعلَم أَن قَد أَبلَغوا رسالات ربهِم وأَحاطَ بِما لَديهِم وأَحصى كل شيء عددا ))) الجن 28

إذا فإنه سبحانه وتعالي يسلك بين يدي الرسول الذي يرتضيهم لتبليغ رسالته رصدا ليرصدهم ويحصي خطواتهم ليعلم الله سبحانه وتعالى بذالك أنهم حفظو الأمانة وبلغوها بأن حافظو هم على عهدهم معه ....... وعلمه هذا إضافة للرصد هو دليل بأنهم يخطؤن شأنهم شأن غيرهم وإلا لماذا يرصدهم ويحصي عليهم كل خطوة من خطواتهم ؟؟؟؟
صدقني ياحبيبي بأن غلطة الشاطر بكفرة ...... وغلطة الرسول بمصيبة يوم العرض عليه ... وأرجوا منك أن تأتين بأية أخرى حول العصمة المزعومة هذه لأن هذه الأية الكريمة دليل مراقبة وتشديد من الله سبحانه وتعالى على رساله وليست دليل عصمتهم من الخطاء كما تقولون .

ثم تتبع بعد هذا وتقول :

قولي يختلف عن قولك في نقطة جوهرية هي ان ما ذكرت من الهام بالنسبة للرسم والشعر والعلم قد تكون تعبيرا عما يعتلج في نفس الانسان من مشاعر واحاسيس فيصوغها شعرا او نثرا او موسيقى او اي ابتكار آخر وتندرج تحت مسمى الموهبة . وقد تتجلى في نفس العالم فكرة فيصوغها بشكل قانون علمي اونظرية أو فرضية.لكن ما افترضه انا عن الالهام هو ذلك الشعور الذي يدفعك الى الاعتقاد بامر ما دون مقدمات او القيام بتصرف ما بشكل عفوي دون التفكير فيه مسبقا ويكون له اثر كبير في حياتك وحياة من حولك . وهو ما يدخل في العلوم الحديثة تحت اسم ( باراسيكولوجي) اي ما وراء الاسباب . والحياة فيها شواهد كثيرة على ذلك فكثير من الناس قاموا بتصرفات عفوية انقذتهم من موت محتم وهم لايجدون في انفسهم تفسيرا لذلك.
ارجو ان اكون اوضحت وجهة نظري حول موضوع الالهام


أما في هذا فأقول لك سيدي ...... لآ ... إعذرني فأنت لم توضح ...
ويبدو وأنك لم تقرء مقالاتي بتمعن وتدبر لتقع بهذا ودون علم منك بالمحظور من إنقاصك للذات الإلهية والعياذ بالله عندم جزءة الروح التي لاتتجزء والذي سأتيك فيه لاحقا من هذه المداخلة .
ثم تتبع بعدها وتقول لنا مؤكدا على هذا من أنكم ممن يأخذون بالأحاديث والتي أكدنا لكم ومن خلال مقالتي من أنني لاأخذ بها لأنني قرأني وتقول :

بالنسبة للرقم 46 فهو من أحد الاحاديث النبوية التي تتكلم عن الرؤية الصالحة للعبد المؤمن فيما نصه( اذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب ورؤيا المؤمن جزء من ستة واربعين جزءا من النبوة. متفق عليه). فأنا ممن يؤمن بالحديث الصحيح وبالذات المتفق عليه. فاذا كنت لاتؤمن بذلك بامكانك ان تنسى الموضوع فلا توجد قاعدة مشتركة للنقاش. الاانني ارغب بلفت نظرك الى مصادفة في سورة يوسف سمعتها ممن يعملون بالاعجاز العددي للقرآن وهي الآية رقم 46 والتي تتكلم عن رؤيا الملك والتي يقال ان فيها اشارة للجزء 46 من النبوة .

نعم سيدي ...... قد لايكون هناك قاعدة مشتركة بيننا كما تفضلتم وذكرتم ......
غير أن العتب في هذا يقع عليكم سيدي وليس علينا .
فأنتم من تطلقون على نفسكم إسم مؤمن يحاول أن يفهم مما يدل على أنك تحاور وتناقش في الفكر للتصل إلى الحقيقة ....
وأما إن كان إسمك مؤمن بالحديث فصدقني ماكنت حاورتك أصلا .

ثم تتبع بعد هذا بالطامة الكبرى وتقول :

الروح هو جبريل والمقصود هنا (روح القدس) وهو موكل بالوحي لقوله تعالى (نزل به الروح الأمين), وهوعلى خلاف ما يعتقد البعض بأن الروح تعني روح الله لقوله تعالى( يوم يقوم الروح والملائكة صفا لايتكلمون الا من اذن له الرحمن وقال صوابا .النبأ-38). وهو بذلك مميز عن باقي الملائكة فقد ذكره الله بشكل منفصل عن الملائكة. وهو ممن سيقع عليهم قضاء الموت كباقي المخلوقات لقوله تعالى( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام). فلوكان المقصود بالروح روح الله لكان هناك تناقض . فكيف يقصي الله الموت على روحه.

والطامة الكبرى هنا هي ثلاث أخطاء خطيرة ولاتدل على أدنى تفكير وتدبر منكم مما يدفعني للأخذ بها واحدة تلوا الأخرى فأقول :

أولا : جزءتم الروح إلى أجزاء والروح واحدة لاتتجزء .
ثانيا : ذكرتم بأن الروح القدس هو جبريل عليه السلام وهذا لاأساس له من الصحة .
ثالثا : أكدتم بأن الروح الأمين هو الروح القدس وهذا خطاء شائع مع أن الفرق بينهما شاسع جدا .

وعليه :

ما هي الروح ؟

أتى القرأن الكريم سيدي على ذكر أنواع مختلفة من الروح وليس كما ذكرتم سيدي من أن الروح هو جبريل عليه السلام رغم أنه واحد من الروح ولا ينفصل عنها .

فهناك الروح , ثم الروح القدس , ثم الروح الأمين ثم الروح المنفوخة في البشر .

أما الروح سيدي :

فهي الروح الكل والتي لاتتجزء ومنها الروح النفوخة في البشر للحياة من خلالها لقوله تبارك وتعالى :

((( فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ))) الحجر 29

وكلمت من روحي تؤكد المصدر وتؤكد الملكية ولا تؤكد الإنفصال ... ومثال على ذالك أقول بأن مداخلتي هذا والتي أكتبها لك هي قطعا من فكري لأن مصدرها هو عقلي , غير أنها ليست بكل عقلي وإن كانت صادرة عنه لأن عقلي يحمل الكثير غيرها من الأفكار ولايقف عندها , وعليه فهي من عقلي ولاكنها ليست عقلي المجمل .
كما وأننا نستطيع بأن نقول أن السجود فيه ظلم كبير للملائكة التي لاتخطأ في حالت كونها مخلوقات كأدم لتسجد له وهو الذي يخطئ , على حين أن السجود كان لما يحمله أدم من روح الله مما يجعل السجود قائم لله فيما يحمله أدم معه من روح الله مما يرفع الظلم عن الملائكة ولايدخلنا في متاهة عدل الله سبحانه وتعالى لأن الملائكة قد سجدت لله في أدم .
وعليه فكل ماهوا صادر عن المولى سبحانه وتعالى من أفعال أو كلام ملقى بالطريقة المباشرة أو المحمول بواسطة روح أخرى - لاتنفصل عنها كونها منها – هو من الله سبحانه وتعالى من كل بد ولاكنه ليس الله بمجمله والعياذ بالله .

الروح القدس :

أما الروح القدس سيدي فهوا ماأيد الله سبحانه وتعالى به المسيح عيسى إبن مريم عليه السلام وليس الروح الأمين كما ذكرتم لقوله :

((( ولقد اتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل واتينا عيسى ابن مريم البينات وايدناه بروح القدس افكلما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون ))) البقرة 87

والروح القدس هنا هو ميكال عليه السلام .
وستفهم هنا الفارق سيدي بين كينونة الروحين الكريمين عندما تفهم كل رسول من رسله سبحانه وتعالى .....
فالمسيح عيسى إبن مريم (ص) جاء برسالة سمحة فيها شيئ من الظلم للذات بحيث أنها تصفح حتى عن المعتدي عليها لتدير له الخد الأيسر إذا ماضربت على الخد الأيمن ........ وسبب هذا هو الروح القدس المتسامح جدا والذي هو ( ميكال عليه السلام ) لأنه روح أرزاق وسلام وتسامح ولايحمل معه إلآ الكيل والعطاء .

الروح الأمين :

أما الروح الأمين سيدي فهوا جبريل عليها السلام والذي تنزل من عند الله سبحانه وتعالى حاملا معه الأمانة والعدل لأنه ( الروح الأمين ) الذي ينصف الجميع لقوله سبحانه وتعالى :

((( نزل به الروح الامين ))) الشعراء

وأما قولي هنا بالفارق بين الروح القدس والروح الأمين وبما أنهما معا ليسو من الملائكة فتعود على الأية الكريمة التي تقول :

((( من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فان الله عدو للكافرين ))) البقرة 98

وكما ترى هنا سيدي فإن الله سبحانه وتعالى قد فرق بين كل من الملائكة والرسل و جبريل وميكال بحرف الواو بين كل منها على حدا مما يدل على أنها أربعة حالات وكل حالة خاصة بذاتها , ولا أريد أن أقول هنا أربعة مخلوقات لأن بينها ماهو مخلوق وما هو موجود .
وعليه ...... فإن جبريل وميكال قطعا من الروح .... وبما أننا على شبه يقين من أن الذي نزل على المصطفى ( ص) هو الروح الأمين جبريل فيكون بذالك ميكال هو الروح القدس الذي تنزل مؤيدا ومناصر للمسيح عيسى إبن مريم (ص) .

فما هو الروح الذي تنزل على موسى (ص )

لم يتنزل سيدي الفاضل على موسى عليه السلام روح لأنه وبكل بساطة كان يخاطب الروح الكل في الله سبحانه وتعالى بقدسها وأمينها لأنه كليم الله في الأية الكريمة التي تقول :

((( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات واتينا عيسى ابن مريم البينات وايدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من امن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد ))) البقرة 253

لماذا نقول بأن الروح لا يتجزء

((( ولله ما في السماوات وما في الارض وكان الله بكل شيء محيطا ))) النساء 126

لو أدركت هذه الأية الكريمة سيدي لأدركت طرحي للموضوع والذي لاينفصل عن بعضه بأي فاصل من الفواصل بحمد الله سبحانه وتعالى وفضله بما أنعم علي .
ومثل على ذالك أقول لك :
بأنني أستطيع أن أصنع طاولة أو كرسي أو شيئ كان من المصنوعات وأنا أجلس داخل غرفتي لأنني أملك حيز من الوجود يتح لي أن أصنع شيئ وهو حيز غرفتي ........ أي أنني أنا وما أصنعه موجودون ضمن غرفتي والتي هي حيز أكبر من صنعي لتكون هي بذالك المحيط الذي يحيط بي وبما أصنع .....
فما رأيك بهذا يارعاك الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أتريد أن يكون هناك حيز من الوجود يستوعب الله سبحانه وتعالى والعياذ بنور وجهه من أن يستوعبه شيئ غير قلب عبده المؤمن ليكون بذالك ضمن حيز وجودي أكبر منه ؟؟؟؟؟؟؟

ثم ألآ تراه هنا هو الباطن والمضمون والجوهر ( الروح ) – والباطن من أسمائه - ليكون عبده وصنعه هو الظاهر والقشرة ( الجسد ) والظاهر ايضا من أسمائه .

وعليه :

فهو المحيط الذي يحيط بالظاهر والباطن

أي
المحيط الظاهر الباطن ( وحدة كاملة متكاملة )

فهل تسطيع أن ترى معي الأن عظمة الفكر المسيحي الذي تكفرونه دون علم منكم مع أنه من أرقى الأفكار العبودية ؟؟؟

الأب الإبن الروح القدس ( أله واحد أمين )

وأما الأية الكريمة التي تقول :

((( لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة وما من اله الا اله واحد وان لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب اليم ))) المائدة 73

فهذه ياعزيزي لاعلاقة لها بالمسيحيون الموحدون الذين يقولون ( الأب والإبن والروح القدس إله واحد أمين ) بأي حال من الأحوال لأنهم موحدون من دون أدنى شك عندي شأنهم بذالك شأن جميع الموحدين .
وإنما هذه الأية فتقصد البدعة المريمية التي قالت بأن مريم واحد من هذه الأقانيم مما يجعلهم هنا ثلاثة منفصلين من ذكر وإنثى وإبن ( عائلة ) وهذا هو التثليث الذي كفره الله سبحانه وتعالى .
ولايخرج عن هاؤلاء أيضا اؤلائك الذين غالو في دينهم وقالوا بأن المسيح هو إبن الله الوحيد مما يجعل الثالوث قائم هنا مرة أخرى كونهم يقولون بهذا بوحدانية الإبن مع أن الوحدانية لله سبحانه وتعالى وحده فتكون بذالك عائلة مرة أخرى :

((( يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه فامنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم انما الله اله واحد سبحانه ان يكون له ولد له ما في السماوات وما في الارض وكفى بالله وكيلا ))) النساء 171

أما الذين يقولون بالأب الذي هو ( الروح المحيط ) والإبن الذي هو ( الإنسان الظاهر ) والروح القدس الذي هو ( روح الله الباطن ) فهم قطعا موحدون من دون أدنى شك .

وعليه :

فإن المسيح هو إبن الإنسان وهو رمز الإنسان , وبهذا يكون هو وجميع بني الإنسان كالإبن الوحيد ...... ولا يكون له كشخص واحد أن يكون هو الإبن الوحيد لأن الوحدانية لله بوجوده في الجميع .
واسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وسام الدين اسحاق
مشاركات: 66
اشترك: إبريل 30th, 2008, 8:26 pm
المكان: California
اتصل:

مايو 6th, 2008, 10:00 pm

الأخ محمد فادي الحفار الموقر
لقد لاحظت أن لكم فلسفة جديدة في تعريف المحيط, والظاهر والباطن, ومن خلالها حاولتم أن تبرهنوا على الآب والإبن والروح القدس, ولكن مفهومكم في تأويل بعض المصطلحات قد جاء بباطن التأويل ولم أجد لكم أي برهان إلا في تعريف الروح والملائكة والوحي, فكان لابد أن أضع لكم وللقارئ الكريم تعريفي لتلك المصطلحات لكي يرى القارئ أنه هناك طريقة أخرى في قراءة هذه المصطلحات أيضاً قبل أن ينجرف إلى تصديق ما أردم أن تطرحوه عليهم.
لنبدأ بفرد المصطلحات التي ستقودنا إلى التفاهم
:

الله , هو... الخالق البارئ القدوس الجبار الرحمن الرحيم..... له الأسماء الحسنى ولا يقوم بلأفعال التي تنفي أسمائه فلأنه الواحد الأحد ليس معه شيء ولأنه الأول فليس قديم سواه, ويخلق من عدم.
وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ) 17/111
هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا ) 76:1
أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا ) 19:67

ولن أطول في الشرح لأنه ليس في صلب الموضوع.

الوحي

الوحي كلام الله للعالمين. وهناك (سبعة أوجه للوحي)الوجه الأول :
كلام الله للبشر : ولها ثلاث طرق
4- وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (42:51)
ويقال للملك جبريل أنه الوحي وهذا اعتقاد خاطئ لأن الملك جبريل هو رسول للوحي أي
لكلام الله, وكل حديث يتم بين البشر (نبي, أو رسول) والملائكة لا يندرج تحت كلام الله أو الوحي.

(فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاء مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ) 11/12هذا الوحي هو كلام الله عن طريق الملائكة (رسول) وللبشر (النبي) من أجل إرسال رسالة للناس (لكتاب الله).
والأمثلة عليه كثيرة في القرآن :سأكتفي بعرض ثلاثة أمثلة ثم سأعرض أرقام الآيات كمرجع :
1- قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (6:19)
1- اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (6:106)
1- كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِيَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَـنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ (13:30)
(17:73) (17:86) (18:27) (29:45) (35:31) (42:7) (42:13) (43:43) (6:50) (7:203) (10:15) (10:109) (11:12) (33:2) (46:9) (10:2) (12:109) (16:43) (21:7) (21:25) (21:73) (18:110) (39:65) (42:3) (20:13) (21:108) (41:6)
الوجه الثاني الوحي الإيحائي لكل مخلوقات الله :
(وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ) 16/68
3- فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (41:12)
3-إذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا .......... بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (99:5)

أمر الله لمخلوقاته بالقيام بعمل وتنفيذه من دون اعتراض.
الوجه الثالث للوحي النفسي للبشر :
(وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّـكُم مِّنْ أَرْضِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ ) 14/13
3- قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ (34:50)
(ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ اللّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَّدْحُورًا ) 17/39
( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ) 91/7-10

الوجه الرابع للوحي علم الغيب.

2- تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (11:49)
2- ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ(3:44)
2- نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (12:3)
2- ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (12:102)

الوجه الخامس للوحي الخطاب المباشر :
4- وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (10:87)
4- وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ (11:36)
4- وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ (11:37)

والأمثلة كثيرة : (7:117) (7:160) (16:123) (20:77) (23:27) (26:52) (26:63) .
الوجه السادس للوحي كلام الله للملائكة
6- إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (8:12) 1- 6-
إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (53:4)
الوجه السابع للوحي كلام الله لبعض الناس وليسو من الأنبياء :
3- وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (28:7)
7- فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا (20:114)
3- وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّـكُم مِّنْ أَرْضِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (14:13)

الوجه الثامن للوحي كلام الجن والإنس والملائكة بين بعضهم وليس وحياً من الله.
7- 5- فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ (12:15)
5- وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (6:112)
5- فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (19:11)
4- 5- قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (72:1)
الملائكة : هي مخلوق من مخلوقات الله لها الحق الكامل بالإختيار ولقد اختارت طاعة الله بشكل كامل, عرضت عليها الأمانة فلم تقبل بها لأنها ليست باستطاعتها.
ولن أطول في الشرح لأنه ليس في صلب الموضوع.
الروح :


الخلاصة, يتبين لنا أن الوحي هو خطاب الله للعالمين ويتم في ثلاث طرق :
1- وحي مباشر 2- من وراء حجاب 3- عن طريق رسول.
وهذه الطرق الثلاث للوحي تأتي بسبع أوجه خطاباً إللهياً للعالمين
الرقم 1 يرمز لرسالة أو كتاب
الرقم 2 يرمز لعلم الغيب
الرقم 3 يرمز للإيحاء النفسي لكل عباد الله بلا استثناء
الرقم 4 يرمز للخطاب المباشر من الله للرسول وليس له علاقة بطرق المخاطبة
الرقم 5 يرمز لخطاب الخلق في ما بينهم وليس خطاباً إلاهياً.
الرقم 6 يرمز لخطاب الله للملائكة
الرقم 7 يرمز للخطاب العلمي, والتعليمي.


أما الروح :

فالروح هو مخلوق والملائكة هي مخلوق آخر ولكل منهما وظيفته الخاصة.
فالروح يجب أن تكون وظيفته في توصيل الأمر من الله إلى الملاك, والملاك يوصل الأمر إلى النبي, والنبي يوصل الأمر إلى الناس, والناس ينفذو الأمر.
(يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ)16/2
(نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ) 26/193
أي القرآن من الله إلى الملائكة بواسطة الروح الأمين, وهو يختلف عن روح القدس ويختلف عن الملك جبريل أيضاً وهذا ما ستلاحظه في البراهين القادمة:
(وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)42/52
وهنا أتى للوحي الذي أتى من الله ومباشرة للرسول لتفهيم أمور الحكمة (الصراط المستقيم) والذي هو نور للهداية.
(رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ) 40/15
هذا الروح الذي سينزل على من يشاء الله من عباده للإنذار بيوم التلاق أي إلتقاء الناس بالله في يوم الحساب, سيأتي في زمن قادم أما طريقة الوحي فما زالت مجهولة.
والروح أيضا له علاقة في تنفيذ أمر الله في الخلق ويعمل مكان يد الله المجازية, فهو ينفخ في شيء فيجعله حياً :
(ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ) 32/9
(إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) 3/59
فإن كلمة كن هي التي أرسلت يد الله في الخلق (الروح).
(فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ) 15/29

فالروح هنا ليست روح الله أي من ذاته وإنما هي المخلوق الذي اسمه (الروح) والتابع له ويعمل بأمره لله.
(فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً) 19/17
وإذا ظننا أن روح الله هي ذات الله فإن تمثل الروح لمريم هو تمثل الله لها بصفة بشرية, طبعاً لا فإن الروح هنا هي مخلوق ورسول من الله.
(وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ) 21/91
(وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ) 66/12

فالله لم يذكر الملائكة هنا أبداً.
وكما أن لكل ملاك خاصيته, فملاك الموت يختلف عن الملك جبريل الذي كان يكرهه اليهود مثلاً لأنه كان يأتي بأخبار هلاكهم ويتنبأ بأمور سيئة ستحصل لهم كسبيهم وعذابهم ونهايتهم, وكذلك الملك ميكال الذي وعدهم بأمور مشابهة لهلاكهم الأخير في كتب العهد الجديد (رؤيا يوحنا) فقال الله تعالى :

(مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ) 2/98
هنا الله يذكر نفسه الله ثم يعطف اسمه على الملائكة ونحن نعلم أن الملائكة هي رسل الله, فعطف كلمة الرسل تأتي لتعريف الملائكة, ثم أتت كلمتي أسماء جبريل وميكال وهم من الرسل وهم من عند الله, وهم من الملائكة, فالمعتقد أن الله يتكلم عن ذاته وملائكته ورسله من البشر ثم ذكر جبريل وميكال على أنهم من الروح فهذا لم يأت بالقرآن أبداً على أن حبريل وميكال من الروح, وإن الآية التي أتت فقالت أن الروح الأمين هو من أنزل القرآن, فهي تعني أن الروح الأمين أنزله على الملك جبريل والملك جبريل أوصله للنبي محمد لأن الله ينزل بالرسالة على الملك بواسطة الروح كما شرحنا في الآية السابقة :

(يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ)16/2

لننظر في الفرق بين الملائكة والروح وما هي الأشياء التي يمكن أن يجتمعوا بها :
(تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ) ليلة القدر 97/4
(تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ)70/4

من هذه الآية يتبين لنا أن الروح والملائكة كلاهما من مخلوقات الله وكلاهما بطيء بالحركة ولكنهم متساويين فيها مقارنة مع الله الذي ليس كمثله شيء والذي يستطيع أن يكون مع كل خلقه في كل لحظة ولا ينطبق عليه الزمن فهو في كل مكان ولا يحتاج إلى زمن لوجوده في مكان وإنتقاله إلى مكان آخر, فلا يحده لا زمن ولا مكان, كما يحدث لمخلوقاته.
(يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً) 87/38
والروح ليس مخلوقاً واحداً فقط فالروح القدس ليس هو الروح الأمين وكلاهما ليس بالملك جبريل, أو ميكال, أو إسرافيل, الذي جاء ذكره في التوراة(نفخة الصور). حتى أن الروح الذي تمثل لمريم, والذي لم يذكر الله اسمه لنا بل جعله مجهول الهوية :
(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً) 16/2
(وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ)2/87
(إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ) 5/110


الخلاصة :
يتبين لنا من استعراض الوحي والروح والملائكة أن الوحي هو كلام الله وأن الروح والملائكة هي مخلوقات الله, وأن الله يرسل الوحي بالروح على الملائكة ومن الملائكة للرسل الذين هم عباد الله والنبي يوصلها إلى الناس لينفذو الأمر, وأن الله أيضاً له طريقة أخرى في الخطاب للناس فإنه يرسل الروح مباشرة ليتمثل للبشر وكأنه منهم من البشر كما حصل لمريم, وكما حصل لعيسى, وهناك طريقة أخرى وهي الخطاب المباشر ولكن من وراء حجاب, لأنه ليس هناك أي أحد يستطيع أن يرى الله مباشرة والدليل على ذلك هو الآية التالية :

وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ )7/143


وعلى هذا الساس في القراءة والتفريق بين الخالق والمخلوقات يا عزيزي تلاحظ ان مصطلح المحيط والظاهر والباطن والتي هي من أسماء الله الحسنى أي صفاته, فليس لها أي علاقة بالآب والإبن والروح القدس على الإطلاق, وإنما المحيط يا عزيزي هو الأول والآخر, والظاهر هو ما نراه من حولنا من خلقه لنعلم عظمة الخالق, والباطن هو ما لا نراه ولا نعرفه عنه ونجهله لأن عقلنا محدود في إمكانية فهم الأشياء ما عذا الحواس الخمسة التي نمتلكها, فأما في الحياة التي ستأتي فيما بعد سيكون لنا طبيعة أخرى غير فانية وحياة أبدية, بجسم لا يفنى وسندخل إلى الجنة لنستلم الأمانة ولتسجد لنا الملائكة والجن والروح وهذه ثلاث طرق, والله قد وعدنا بسبع طرق في الخلق لا نعلم عنها شيء بعد وهي كلها ستطيع الإنسان الذي استطاع أن ينتصر على عدوه الشيطان الذي يحاول أن يضله في اليوم سبعين مرة (هذه للمبالغة فقط ولكنها حقيقة).
ولا يسعني إلا أن أتمنى للجميع أن يكتبنا الله من هؤلاء.

وشكراً

وسام الدين اسحق
قراءة النص من جديد بشكلة الصافي الخالي من كل الإضافات الإنسانية التي وضعت في جميع العصور المتأخرة يجب التأكد منها.

محمد فادي الحفار
مشاركات: 106
اشترك: إبريل 22nd, 2008, 9:47 am
المكان: أوكرانيا

مايو 7th, 2008, 1:15 am

صديق صديقي هو صديقي
الأخ الفاضل والصديق الغالي وسام الدين إسحاق
السلام عليكم ورجمة الله وبركاته
لقد شرفتني مفكر وكاتب ومعلق بدخولكم مقالتي سيدي وتعقيبكم عليها .
وإنشاء الله سأقراءها بتمعن لأحاوركم وأناقشكم بما جاء فيها لأنني أراها أطول من مقالتي :lol: :lol: :lol:
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محمد فادي الحفار
مشاركات: 106
اشترك: إبريل 22nd, 2008, 9:47 am
المكان: أوكرانيا

مايو 7th, 2008, 3:03 pm

الأخ الفاضل وسام الدين إسحاق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يقولون بالعامية عندنا ( أول القصيدة كفر ) وهذا للمداعبة طبعا لأنني والله شهيد على كلامي معجب بطريقة تفكيرك وإن كنت أرى فيها خلط للأمور .
تقولون في مداخلتكم التالي :

الوحي كلام الله للعالمين . وهناك سبعة أوجه للوحي .
الوجه الأول كلام الله للبشر :


أي أنكم هنا قدمتم الوحي على كلام الله بحيث تقولون أن كلام الله سبحانه وتعالى هو جزء من الوحي أو وجه من وجوهه - والعياذ بالله – حيث أنكم تقولون أن للوحي سبعة أوجه وأن كلام الله سبحانه وتعالى هو واحد من هذه الأوجه وهذا لاأساس له من الصحة لأن العكس هو الصحيح تمام بدليل الأية التي ذكرتموها لنا والتي تقول :

((( وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء حجاب او يرسل رسولا فيوحي باذنه ما يشاء انه علي حكيم ))) الشورى 51

أظنك سيدي على علم بالمثتسنى بإلآ وكيف أنه يثتسني البعض من الأصل .....
وعليه فإن القول الصحيح هنا يقول بأن كلام الله سبحانه وتعالى هو الأصل ......... ونثتسني منه بإلآ ثلاث حالات لخاطبه مع البشر وهي :

أولا : عن طريق الوحي ( ماهو الوحي ) ؟؟؟
ثانيا : من وراء حجاب
ثالثا : يرسل رسول معه الإيحاء يحيث يصبح الرسول هنا هو الوحي .

وبهذا سيدي فإن طرحكم قد أصبح خاطئ من أساسه لأنكم بينتموه على قاعدة خاطئة .......
فأرجو منكم أخي الفاضل أن تعيد صياغة طرحكم بناء على المعطيات الجديدة لتتضح لك وجهة نظري في مقالتي والتي أظنها قد فاتتكم لأنكم مخطؤن بشأن الوحي وتحليلكم له من كل بد .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر