و طلوع الشمس من مغربها

القرآنيون أو أهل القرآن هم دعاة وباحثون ينادون بالعودة إلى جوهر الاسلام الحقيقي أي القرآن الكريم وحده الذي يعتبرونه المصدر الوحيد للشريعة.

مراقب: أنيس محمد صالح

شارك بالموضوع
محمد البرقاوي
مشاركات: 33
اشترك: مارس 24th, 2008, 10:34 am
المكان: تونس
اتصل:

مايو 25th, 2008, 1:13 pm

و طلوع الشمس من مغربها.


بسم الله الرحمان الرحيم.


السلام عليكم.

في البداية إن كل مسلم موحد يؤمن بالقرآن الكريم وحده, كتابا منزلا من عند الله العلي الحكيم يعلم كيف كان حال النبي محمد عليه السلام مع عالم الغيب عامة و علامات الساعة خاصة. فالنبي محمد عليه السلام الذي أنزل عليه القرآن الكريم ليتبعه مثل جميع المؤمنين لا يعلم متى تقوم الساعة كما قال الله تعالى في سورة النازعات ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44) إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45) ), و حسب هذه الآيات البينات فعلاقة النبي بالساعة هي أن ينذر قومه بإقتراب الساعة فقط لا أن يعدد لهم علاماتها التي لا يعلمها إلا الله تعالى و الذي علمنا البعض منها في محكم التنزيل. و لكننا نتساءل اليوم كيف حالنا أمام جبال من الصحاح و التفاسير و أقوال العلماء المختلفة حول علامات الساعة المفتراة التي تناقلها أعلام و عوام المذهب السني عبر القرون الماضية من دون أن يفكروا فيها و لو للحظة صادقة ليحكموا فيها القرآن الكريم على جميع معتقداتهم. فأيهما أفضل للمؤمن العاقل : القرآن الكريم أم تلك الأقوال الداعية للجمود و التخلف و إضفاء قداسة على أناس عاديين مثلنا لإضفاء قداسة أخرى على أحاديث ظنية لا تغني من الحق الشيء مثل القول بأن البخاري ثاني أصح كتاب من بعد القرآن الكريم أو مقولة ' كيف يُسأل أحمد عن الحديث ' أي كل حديث رواه أحمد هو صحيح مائة في المائة, و لله في خلقه شؤون.
من إحدى علامات الساعة المفتراة التي خطرت ببالي لأعرضها على القرآن الكريم هي طلوع الشمس من مغربها.
1- أولا سأورد حديثين من صحيح مسلم كي أدلل على أن الحديثان موجودان و لم يفتريهما أهل القرآن كذبا على السنيين و من بعد سأورد الآيات المتناقضة مع الحديثين, و بالله التوفيق.
2- (2901) حدثنا أبو خيثمة، زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر المكي - واللفظ لزهير - (قال إسحاق: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا) سفيان بن عيينة عن فرات القزاز، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال:
اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر. فقال "ما تذاكرون؟" قالوا: نذكر الساعة. قال "إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات". فذكر الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، ويأجوج ومأجوج. وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب. وآخر ذلك نار تخرج من اليمن، تطرد الناس إلى محشرهم ". ( الرواية الأولى )

(2901) حدثنا عبيدالله بن معاذ العنبري. حدثنا أبي. حدثنا شعبة عن فرات القزاز، عن أبي الطفيل، عن أبي سريحة، حذيفة بن أسيد. قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم في غرفة ونحن أسفل منه. فاطلع إلينا فقال "ما تذكرون؟" قلنا: الساعة. قال "إن الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف في جزيرة العرب، والدخان، والدجال، ودابة الأرض، ويأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها، ونار تخرج من قعرة عدن ترحل الناس". ( الرواية الثانية )
3- آيات الذكر الحكيم:
- سورة البقرة (أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِى حَآجَّ إِبْرَٰهِيمَ فِى رِبِّهِ أَنْ ءَاتَـٰهُ ٱللَّهُ ٱلْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَٰهِيمُ رَبِّيَ ٱلَّذِى يُحْىِ وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْىِ وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَٰهِيمُ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَأْتِى بِٱلشَّمْسِ مِنَ ٱلْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ ٱلْمَغْرِبِ فَبُهِتَ ٱلَّذِى كَفَرَ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ – 258 ). لمّا تحدى الخليل إبراهيم ذلك الملك الظالم لنفسه بأن جعل نفسه ندّا لله تعالى في ظنه أنه إله يحيي و يميت, ردّ عليه إبراهيم عليه السلام بأن الله تعالى يؤتي بالشمس من مشرقها حسب القانون الإلهي الذي يسير الطبيعة و تحدى الخليل ذلك الظالم لنفسه بأن يأتي بالشمس من مغربها و بهت الكافر و لم يستطع الرد على تلك الحجة الدامغة. و نلاحظ أنه لم يأت في كلام إبراهيم أي إستثناء لإمكانية طلوع الشمس من المغرب و لو كان ذلك الإستثناء قبل يوم القيامة.
- سورة الأنعام ( فَالِقُ ٱلإِصْبَاحِ وَجَعَلَ ٱلَّيْلَ سَكَناً وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيم – 96 ). لئن كانت الآية جد واضحة على أن الشمس و القمر يجريان بإذن الله تعالى حسب حساب إلهي دقيق يتعاقب فيه الشمس و القمر بانتظام إلا أننا نستطيع أن نعزز تلك الآية الكريمة بما ورد في سورة ياسيين إيمانا منا بأن القرآن الكريم قائم بذاته و تفسر آياته بعضها البعض, فنقول ما قاله الله تعالى ( ِلاَ ٱلشَّمْسُ يَنبَغِى لَهَآ أَن تدْرِكَ ٱلقَمَرَ وَلاَ ٱلَّيْلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِ وَكُلٌّ فِى فَلَكٍ يَسْبَحُونَ – ياسين – 40 ). فالليل في القرآن الكريم لا يسبق النهار و لا طلوع للشمس من مغربها لأنه حسب ما ورد في أحد الأحاديث أن الصحابة سألوا النبي محمد عليه السلام عن الصلاة في ذلك اليوم الذي يتحول إلى ليل قبل طلوع الشمس من مغربها فقال لهم اقدروا له قدره أي صلوا فيه كما تصلون في الصباح و الله تعالى يقول أن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا, فلكل صلاة وقتها المعلوم و لن يتغير وقت الصلاة حسب ظرف طارئ مزعوم, و المؤمنون اللذين أمرهم الله تعالى باحترام أوقات الصلاة هم نفسهم الأخيرين مثل الأولين عامة لأن الساعة في القرآن الكريم تقوم بغتة على المؤمن مثل الكافر و الإستثناء الذي إستثنته السنة المزعومة بأن الساعة تقوم على الكافرين غير موجود في القرآن الكريم لأن قوله تعالى (يَسْـَلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَـٰهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَْرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْـَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِىٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ ٱللَّهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ – الأعراف – 187 ). هو كلام يشمل الجميع المؤمنين من اللذين تقدموا و تأخروا.
أخيرا يبقى الفارق شاسعا بين سنة الإنسان الظنية و سنة الله تعالى الحقيقية لأنه لا تبديل لسنة الله عز و جل و لا يبدل القول لديه, بل قوله الحق الجدّي الذي لا مزاح فيه و صدق الله تعالى الذي وصف خلقه و كونه أجمعين يما يلي (إِنَّ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَٱخْتِلاَفِ ٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ وَٱلْفُلْكِ ٱلَّتِي تَجْرِي فِي ٱلْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ وَمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن مَّآءٍ فَأَحْيَا بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ ٱلرِّيَاحِ وَٱلسَّحَابِ ٱلْمُسَخَّرِ بَيْنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ – 164 ) فآيات الله تعالى واضحة لولي الألباب اللذين يصدقون ربهم وحدهم و لا يؤمنون بحديث غيره من البشر. و الله أعلم.[/list]

أنيس محمد صالح
مشاركات: 479
اشترك: مارس 21st, 2008, 4:00 pm
المكان: أفغانستان
اتصل:

مايو 25th, 2008, 5:41 pm

أخي الأستاذ الرائع محمد البرقاوي المحترم
بعد التحية والتقدير والإحترام

فقط من باب المعلومة حول الكذاب والمُفتري ( صحيح مسلم ) الذي هو تلميذ الكذاب والمُفتري الكبير ( صحيح البخاري ) !! والكذاب ( صحيح مسلم ) كُتبت بعد 350 سنة من بعد موت الرسول محمد ( عليه السلام ) !! والكذاب الكبير ( صحيح البخاري ) كُتبت بعد 250 سنة من بعد موت الرسول محمد ( عليه السلام ) !! فكيف بالله عليكم من يكذبون ويفترون على الرسول بصيغة عن زعطان عن معطان عن عطشان عن زهقان ... وهم بعد قرون من موت الرسول ؟؟ وأنتهكوا كل الأعراض وسفكوا الدماء وحللوا وحرموا مالم ينزل الله به من سلطان بإسم أديانهم الأرضية الوضعية والمذاهب , عدوانا وحربا على الله ورسوله .. ويدَعون إنه من الإسلام ؟؟ والإسلام ( القرآن الكريم ) منهم براء.

المصيبة لا تكمن من خلال هذه الأكاذيب والطلاسم والإفتراءات المُختلقة لدى أعتى أعداء الله ورسوله, المكتوبة في البخاري ومسلم وصحيح الكافي ( مذهب السُنة والشيعة ) , المصيبة تكمن في بعض المتبلدين, المخدرين والمُبرمجين على أديانهم الأرضية الوضعية المذهبية ويعتقدون خطئا إنها من الدَين الإسلامي !! وإنه فعلا للرسول سُنة غير سُنة الله في الكتاب ( البيان - الفرقان الكريم ) عندما حولوا الرسول من مبلغا للرسالة ( القرآن الكريم ) وحولوه إلى إله آخر مُشرعا مع الله بعد ثلاثة قرون من موته .. هذه هي المصيبة .. ولا يعلمون إن هذه الأديان الأرضية الوضعية والمذاهب هي أُختلقت إختلاقا عن طريق سادة وكُفار وملوك قريش ( مذهب السُنة ) وسادة وكُفار وملوك فارس ( مذهب الشيعة ) وليشرعوا من خلالهما وجودهم غير الشرعي بنظام الوراثة والأسر الحاكمة !! والتي ينكرها الله جل جلاله في الكتاب ( القرآن الكريم ).. القائمة على الشورى بين الناس وبالتبادُل السلمي للسلطة, يكفل للإنسان قيمته الحقيقية وحقوقه الطبيعية وحريته وكرامته.

جهد مشكور, وتقبل مني كل التقدير والإحترام

محمد البرقاوي
مشاركات: 33
اشترك: مارس 24th, 2008, 10:34 am
المكان: تونس
اتصل:

مايو 25th, 2008, 6:36 pm

السلام عليكم.
شكرا أستاذي الفاضل أنيس محمد صالح على اهتمامك بمقالاتي و التكرم بالتعليق عليها. ما يدهشني في أكذوبة طلوع الشمس من مغربها هو التناقض الفاضح في روايتها و نحن نعلم أن الله تعالى على كل شيء قدير و لكن كل شيء خلقه الله تعالى بقدر و لتطلع الشمس من مغربها لا بد لها من سرعة جنونية لتفعل ذلك و حسب إن أي تغيير في سرعة الشمس أو الأرض فسيختل الكون تماما و لعل الساعة و الدمار يقومان قبل طلوع الشمس من مغربها كما يزعمون.
أخيرا فليصفح إخواني عني لطول المدة التي لم أزر فيها هذا الموقع الغالي لما رأيته من انحطاط في تفكير المكفرين لنا فلا يكفي أنهم متعصبون و لكنهم لا يعلمون ما يقولون و يعتبرون السباب و الشتائم جهادا في سبيل الله ليجعلوني أتساءل ما هو مفهوم الله لديهم. و هل هو إله يحب الدماء و سماع السباب أم ماذا؟ و أكيد أن ذلك الإه الذي يحبونه ليس ذلك الذي أؤمن به و الذي علمني أن أناقش المخالف بالحكمة و الموعظة الحسنة و علمنا حب السلام على الحروب و التعصب المذهبي الحمق. و الله الموفق.

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر