مريم الصغيرة في بلاد عجائب البخاري.

القرآنيون أو أهل القرآن هم دعاة وباحثون ينادون بالعودة إلى جوهر الاسلام الحقيقي أي القرآن الكريم وحده الذي يعتبرونه المصدر الوحيد للشريعة.

مراقب: أنيس محمد صالح

شارك بالموضوع
محمد البرقاوي
مشاركات: 33
اشترك: مارس 24th, 2008, 10:34 am
المكان: تونس
اتصل:

يونيو 2nd, 2008, 5:59 pm

مريم الصغيرة في بلاد عجائب البخاري.

بسم الله الرحمان الرحيم.

السلام عليكم.

مريم فتاة صغيرة بلغت عامها الثاني عشر منذ يومين فقط, فأهداها والداها تلك القصة الجميلة ' ألس في بلاد العجائب ' التي تحث عقول الصغار البريئة لتسبح في عالم الخيال الغريب و اللامتناهي. حفظت مريم القرآن الكريم كاملا لمّا أتمت سنتها العاشرة على يد أبيها ذلك المسلم البسيط المؤمن بكتاب الله تعالى وحده و هو الأمر الذي جعله أضحوكة من حوله من المجتمع و أحيانا يتندر أحبابه عليه بكلمة ( منكر السنة ) إنقاصا لقدره أمام الجميع. و من مزايا والد مريم أنه لم يعلم إبنته كيف تحفظ القرآن الكريم فقط ثم تمر عليه مرور اللئام و تهجره للأبد, بل علمها أن القرآن الكريم كتاب مبارك منزل من عند الله العلي العظيم هدى لجميع المؤمنين المسلمين اللذين أسلموا لله رب العالمين. و لا ينسى والد مريم أن يخصص كل عصر يوم جمعة ليعلم إبنته علوم القرآن التي فتحها الله تعالى عليه, و كانت مريم لا تعلم عن السنة إلا أنها مما حفظه البخاري و مسلم في كتابيهما الصحيحين و أنها المصدر الثاني في التشريع الإسلامي من بعد القرآن الكريم. في ليلة السبت صلت مريم صلاة العشاء بعفوية و في خشوع الطفولة البريئة و راجعت جزء يسيرا من القرآن الكريم ثم راحت تكمل قصتها الشيقة ' ألس في بلاد العجائب ' ممنية نفسها برحلة عجيبة و سحرية كالتي حظيت بها ألس مع ذلك الأرنب الظريف, و أخيرا أخلدت مريم لنوم عميق و مخيلتها لم تنس أمانيها للقيام بتلك الرحلة الشيقة.
في المنام رأت مريم أنها تدخل مكتبة والدها المتواضعة و وقعت عينها على كتاب عظيم إسمه ' صحيح البخاري ' فقالت هذا هو إذن ثاني أصح الكتب من بعد كتاب الله تعالى, سأقرؤه بنفسي حتى أعلم ما بداخله. و بمجرد أن فتحت مريم أولى صفحات صحيح البخاري حتى أحست بيد تجذبها نحو الكتاب لتُدخلها داخل عوالمه المتناقضة و ترى العجب العجاب. في البداية ظنت مريم أن اليد التي جذبتها كانت للأرنب الذي صحب ألس في رحلتها, و لكنها علمت من بعد أنها يد البخاري التي كتبت صحيحه هي من جاءت لتأخذ مريم لتتجول في عالم السنة. و في عالم السنة رأت مريم أبوابا كثيرة مكتوب عليها ' الفتن, النكاح, المغازي, أشراط الساعة, عذاب القبر و .... من الأبواب و المسميات ' و رأت كذلك قطارات طويلة من العنعنات و الروايات التي ينتهي آخرها إلى النبي محمد عليه السلام, و مع بداية الجولة بدأ الحوار التالي بين مريم و البخاري.
- مريم : من أنت ؟
- البخاري : أنا المحدث البخاري الذي جمع جميع الأحاديث الصحيحة التي قالها النبي محمد عليه السلام في حياته.
- تجيبه مريم في براءتها المعهودة : عظيم أيها البخاري لقد كرست حياتك لتمشي وراء النبي محمد عليه السلام و تكتب كل صغيرة و كبيرة قالها, أ ليس كذلك أيها الشيخ ؟
- البخاري متعجبا : ألا تعرفين جيدا من أكون أيتها الفتاة الصغيرة ؟ لقد جئت من بعد النبي محمد عليه السلام بقرنين من الزمن ثم كتبت أحاديثه فيما بعد.
- مريم : كيف تكتب كلاما لم تسمعه عن المتكلم ؟
- البخاري : كلام النبي محمد عليه السلام نقله الثقات من المسلمين اللذين حفظوا سنته و خدموها.
- مريم تسأله محتارة : كيف علمت أنهم لم يكذبوا على النبي محمد عليه السلام و ينسبوا له بعض الأكاذيب ثم من أدراك بنوايا و خفايا أولئك المحدثين, أ ليس الله تعالى وحده من يعلم سر عباده و ما يخفون كما أخبرنا في سورة التغابن ( يَعْلَمُ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَْرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَٱللَّهُ عَلِيمُ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ – 4 ).
- البخاري : نعم, و لكن حتى علماء الجرح و التعديل لهم باع طويل في علم السرائر و الضمائر.
- مريم تسأل ثانية : و ما الذي تعنيه بسنة محمد عليه السلام ؟ فوالدي علمني أن السنة هي القوانين و النظم الإلهية المحكمة في القرآن الكريم و هي غالبا ما تكون مخالفة لأهواء الضالين كما ورد في سورة الأحزاب لما تحدى الله تعالى قوم النبي في قضية التبني ( مَّا كَانَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ ٱللَّهُ لَهُ سُنَّةَ ٱللَّهِ فِي ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ ٱللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً (38) ٱلَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاَتِ ٱللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ ٱللَّهَ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيباً (39) – الأحزاب ) أي السنة هي دين الله الذي يبلغه الرسل للعباد.
- البخاري : نعم.
- مريم : و هل للنبي سنة أو دين خاص به مثل الله تعالى ؟
- البخاري : لا طبعا و لكن اصطلح الناس على تسمية أفعال النبي و أقواله سنة.
- مريم : دعني أخالفك يا شيخ بخاري, النبي محمد عليه السلام بشر مثلنا و جميع أقواله و أفعاله إجتهادات يتلاءم أكثرها مع العصر الذي عاش فيه و نحن لنا عصرنا الخاص الذي يجب أن نجتهد فيه وفقا للقرآن الكريم و كما قال الله تعالى ( وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَّا فَرَّطْنَا فِي ٱلكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ – الأنعام – 38 ) أي لكل أمة منهجها الذي تعيش عليه و من أجله.
- البخاري متمتما : بنيتي أنت منكرة للسنة.
- مريم تسأل من جديد : رأيت في كتابك بابا يُجلد فيه الزاني, خبرني عن ذلك أرجوك.
- البخاري : نعم, إذا زنى الرجل المتزوج أو المرأة المتزوجة فإنهما يرجمان, و أما الزاني الأعزب و الزانية و العزباء فإنهما يجلدان فقط.
- مريم : ألا ترى أن الأمر مخالف لكتاب الله المجيد في قوله تعالى ( ٱلزَّانِيَةُ وَٱلزَّانِى فَٱجْلِدُواْ كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِاْئَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِى دِينِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلأَْخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةٌ مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ – النور 2 ), ثم أيها البخاري إن لفظ الزاني و الزانية هو لفظ مطلق و لم يحدده الله تعالى بأن يكون المخطئ متزوجا أم لا و لكن لفظ الزاني هو صيغة مبالغة تدل على كل من أدمن فعل الزنا و لم يتب عنه.
- البخاري : نعم, و لكن رجم الزاني و الزانية المحصنان كان آية في كتاب الله تعالى ثم أبطل الله تعالى قراءتها و أبقى حكمها, و الآية هي ( و الشيخ و الشيخة إذا ذنيا فاجلدوهما البتة نكالا من الله ) و معنى الشيخ هنا هو الزاني المحصن, و بمعنى آخر هو الزاني المتزوج.
- مريم : لا أظن ذلك يا شيخ فكلام الله تعالى لا مبدل له كما أن الله تعالى لا يمزح في كلامه و اقرأ معي هذه الآيات التالية : ( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ – الأعراف 115 ) و ( إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هوَ بِٱلْهَزْلِ (14) – سورة الطارق ).
- البخاري متمتما ثانية : بنيتي أنت منكرة للسنة.
و تستمر مريم في أسئلتها العفوية للبخاري و تقول له : - ما معنى رضاع الكبير؟
- البخاري : رضاع الكبير هو أن يرضع الرجل البالغ من ثدي المرأة كي يجوز له أن يختلي بها, كم أني أملك شاهدا على ذلك و هو إرضاع عائشة رضي الله عنها للصحابة, و كل ذلك مذكور في السنة.
- تجيبه مريم : هل تعني أن بواب العمارة محمود يستطيع أن من ثدي أمي كما يفعل أخي حمادة ذو السنة الواحدة حتى يختلي بها و يركب لها قارورة الغاز مثلا في غياب والدي. و ما العلة في ذلك ؟
- البخاري يجيب مريم ظانا منه أنه سيقنعها هذه المرة : يهدف رضاع الكبير لتنظيم العلاقات الإجتماعية و الإختلاط بين الرجال و النساء. هل فهمت ما أقصده, بنيتي الغالية.
- مريم : نعم. و قاطعها البخاري قائلا : الحمد لله.
- تسأله مريم : على ماذا تحمد الله تعالى يا بخاري ؟
- البخاري متعجبا : أحمد الله تعالى لأنك إقتنعت بأن رضاع الكبير هو الحل الأمثل لتنظيم الإختلاط.
- مريم تجيبه و هي واثقة في نفسها : لا يا شيخ بخاري أنا لست متفقة معك على ذلك الحل الشهواني لأن أساس التنظيم في العلاقات بين الرجل و المرأة يكون بالتقوى فقط.
- البخاري متعجبا للمرة الثانية : من أخبرك بذلك ؟
- مريم : أخبرني بذلك والدي الذي علمني القرآن الكريم و علمني أنني لما أقابل الرجال أتقي الله تعالى في ذلك و امتثالا لقول الله تعالى في سورة الحجرات ( يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَـٰكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَـٰكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ لِتَعَـٰرَفُوۤاْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ ٱللَّهِ أَتْقَـٰكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ – 13 ) و إن المؤمنة الصالحة عليها بالتأدب في علاقاتها مع الطرف الآخر كما قال الله تعالى (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَـٰتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَـٰرِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ءَابَآئِهِنَّ أَوْ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِىۤ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى أَخَوَٰتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُهُنَّ أَوِ ٱلتَّـٰبِعِينَ غَيْرِ أُوْلِى ٱلإِرْبَةِ مِنَ ٱلرِّجَالِ أَوِ ٱلطِّفْلِ ٱلَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَىٰ عَوْرَٰتِ ٱلنِّسَآءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ – الأحزاب – 31).
- البخاري متمتما للمرة الثالثة : بنيتي أنت منكرة للسنة.
- مريم تسأل من جديد : حدثني عن باب النخامة و البصاق و التبرك ببول النبي محمد عليه السلام ؟
- البخاري : نعم, لقد جمعت الأحاديث الصحيحة على جواز التبرك بفضلات النبي محمد عليه السلام لأنه شخص مقدس ليس كباقي البشر. هل فهمت ما أقول أيتها الفتاة.
- مريم : نعم فهمتك و لكن ليس على مرادك بل على مراد الله تعالى و اسمح لي أن أقول لك أولا . ( هنا قاطعها البخاري قائلا : و هل هنالك ثانيا ) و تجيبه مريم قائلة : أولا و ثانيا و ثالثا. و تكمل كلامها قائلة : أولا النبي محمد عليه السلام هو بشر مثلنا لا يحظى بالتقديس لأن الوحيد الذي نقدسه هو الله تعالى.
- البخاري : و كيف ذلك ؟
- مريم : يقول الله تعالى في سورة الكهف مؤكدا على بشرية محمد عليه السلام ( قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَىَّ أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَـٰلِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَا – 110 ) و الميزة الخاصة بمحمد عليه السلام هو أنه بشر صاحب رسالة في شكل القرآن الكريم الكتاب السماوي المنزل من عند الله تعالى وحده.
- البخاري : و ماذا عن التقديس من القرآن ؟
- مريم : على رسلك يا شيخ, فالتقديس لا يكون إلا الله تعالى لأن التقديس لا يكون إلا لمن يتميز بالكمال وحده و لا يشبهه أحد من الخلائق و اقرأ معي قوله تعالى ( فَاطِرُ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَْرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجاً وَمِنَ ٱلأَْنْعَـٰمِ أَزْوٰجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ – سورة فاطر 11) و ( هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِى لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْمَلِكُ ٱلْقُدُّوسُ ٱلسَّلَـٰمُ ٱلْمُؤْمِنُ ٱلْمُهَيْمِنُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْجَبَّارُ ٱلْمُتَكَبِّرُ سُبْحَـٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ – الحشر 23 ) و المعلوم أن التسبيح هو الإعتراف و التسليم لله تعالى فقط لأنه يتميز عن باقي المخلوقات بصفات اختصها لنفسها فقط و من أبرزها التقديس في صفة القدوس.
- البخاري : آه و ماذا عن ثانيا.
مريم : ثانيا لا يجوز عقلا أن نتبرك بفضلات الغير لأنها نجاسة و لأننا مأمورون كذلك بالطهارة و النظافة في القرآن الكريم و تأمل معي قوله تعالى في سورة البقرة ( ... إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَٰبِينَ وَيُحِبُّ ٱلْمُتَطَهِّرِينَ – 222 ) و في سورة المدثر ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ – 4 ). فالخطاب موجه للنبي الكريم بالتطهر و التطيب و المؤمنون مأمورون باتباعه باعتباره أسوة حسنة لنا.
- البخاري ظانا أنه قد انتصر : نعم و لكنني لم أخالف القرآن بخصوص النظافة و التطهر و قلت أن النبي محمد عليه السلام كان يحب الطيب.
- مريم : نعم أنت لم تناقض القرآن و لكنك تناقض نفسك بأن تصور النبي محمد عليه السلام يحب الطيب و التطيب بينما أتباعه يتكالبون على الأوساخ و البول و النخامة.
- البخاري متمتما للمرة الرابعة : بنيتي أنت منكرة للسنة و أضاف بصوت عال : هل تريدين أن أحدثك عن عوالم الغيب بخصوص عذاب القبر و أشراط الساعة.
- مريم تجيبه رافضة : لا, لا تخبرني عن عالم الغيب لأن علاقة النبي محمد عليه السلام بالغيب محسومة في القرآن الكريم بقوله تعالى ( قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ وَلاۤ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ وَلاۤ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ – الأنعام 50 ) و ( قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنَ ٱلرُّسُلِ وَمَآ أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَآ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ – الأحقاف 9 ).
- البخاري متمتما للمرة الخامسة : بنيتي أنت منكرة للسنة و يضيف أنت متعبة بأسئلتك المشاغبة.
- مريم : لا تظن أني لم أكن أسمعك عندما تقول في كل مرة ( بنيتي أنت منكرة للسنة ). نعم فأنا منكرة للسنة مثل والدي و جميع المؤمنين المتبعين لهدي القرآن الكريم إمتثالا لقوله تعالى عن القرآن الكريم ( هدى للمتقين ) و لن أتشرف بإتباع كتاب متناقض مع بعضه البعض و زد على ذلك فمعظم أحاديثه مخالفة للقرآن الكريم و لكنها قيلت زورا و بهتانا على لسان النبي محمد عليه السلام و ليس التابعين بأعظم من معاصري النبي محمد اللذين تقولوا عليه الأقاويل ليطفئوا نور الله تعالى كذبا و لكن الله تعالى فضحهم في قرآنه الكريم قائلا ( وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ ٱلَّذِى تَقُولُ وَٱللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلاً – النساء – 81 ) و يكفي حديث الله تعالى مهيمنا على ما سواه من أحاديث البشر الظنية مصداقا للآية الكريمة ( تَلْكَ ءَايَـٰتُ ٱللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِٱلْحَقِّ فَبِأَىِّ حَدِيثٍ بَعْدَ ٱللَّهِ وَءايَـٰتِهِ يُؤْمِنُونَ – الجاثية 6 ).
- البخاري حائرا و متسائلا : يا مريم أنّى لك هذا العلم الوفير.
- مريم : هو من عند الله منّ به على المؤمنين من أهل القرآن ليهتدوا بالكتاب المنير المنزه عن الباطل و المنزل من لدن حكيم خبير. و اسمح لي يا شيخ بخاري بسؤال.
- البخاري : تفضلي و اسألي.
- مريم : لماذا كتبت كتابك الذي أسميته صحيحا و بسببه يكفر القرآنيين في عصرنا الحالي.
- البخاري في خجل : وجدت قومي يفعلون ذلك ففعلت مثلهم.
- مريم : ليتك ما فعلت ذلك يا شيخ, ليتك انشغلت بالقرآن و علومه عن الظن الذي لا يفيد إلا الظن.
- البخاري في خجل مرة أخرى : نعم.
و يقطع حديثهما صوت أذان صلاة الصبح قائلا ( الله أكبر الله أكبر ) لتستيقظ مريم نشطة و فاتحة نافذة غرفتها المطلة على مسجد الحي ممنية نفسها بالصلاة فيه و لو لمرة واحدة لأن إمام المسجد يرفض أن تصلي المرأة في المسجد, و لكن شعلة هائلة من العزيمة و التحدي تغمر مريم التي توضأت و انتظرت أباها لدى الباب لتذهب معه إلى المسجد. و لما رآها أبوها استغرب من فعلها و قال لها : أما تعلمين أن إمام الحي يرفض صلاة النساء في المسجد. و سكتت مريم للحظة قصيرة ثم تبسمت إبتسامة المنتصر و الواثق في نفسه و قالت في سرها ( سيأتي ذلك اليوم الذي أتحدى فيه إمام الحي كما تحديت البخاري إن شاء الله تعالى ). و تعلقت بتلابيب جلباب والدها ليلحقوا صلاة الصبح في المسجد. و في طريقهم إلى المسجد أيقنت مريم مدى فائدة دروس والدها القرآنية التي كانت تهدف لتطهير عقل و فكر مريم من عفن خطب الجمعة حول الثعبان الأقرع و المسيح الدجال الذي لولا عوره لما ميزناه عن الله تعالى و غير ذلك من الأكاذيب التي تسمعها من شرفة غرفتها من إمام مسجد الحي.

( أخيرا سيبقى القرآنيون يتعبون أتباع البخاري كما أتعبت مريم البخاري في منامها ).

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر