نقد كتاب المرأة الجديدة لقاسم أمين

القرآنيون أو أهل القرآن هم دعاة وباحثون ينادون بالعودة إلى جوهر الاسلام الحقيقي أي القرآن الكريم وحده الذي يعتبرونه المصدر الوحيد للشريعة.

مراقب: أنيس محمد صالح

شارك بالموضوع
رضا البطاوى7
مشاركات: 2402
اشترك: يناير 12th, 2010, 8:27 pm
المكان: طنطا مصر
اتصل:

إبريل 25th, 2019, 6:02 am

نقد كتاب المرأة الجديدة لقاسم أمين
المرأة الجديدة أحد كتب قاسم أمين وهو المشهور فى إعلامنا الكاذب بمحرر المرأة والكتاب يذكرنا ببعض كتب طه حسين فالكتب تبدأ بداية حسنة ثم يوضع السم فى العسل فالكتاب يبدو انه دفاع عن الإسلام ولكنه نلاحظ فى بعض فصول الكتاب أنها تذم فى الإسلام وأتخيل أن تلك الكتب كانت توضع بأوامر عليا كما هو حال إعلامنا الحالى فالمخابرات وأمن الدولة هم من يقومون بتوجيه الإعلاميين كتاب ومذيعين وصحافيين وروائيين ....ويبدو أن الموجه كان فى تلك الفترة كانت مخابرات الاحتلال وتابعها القلم السياسى
قال قاسم:
"ومن ذلك الحين، دخلت المرأة الغربية في طور جديد، وأخذت في تثقيف عقلها وتهذيب أخلاقها شيئا فشيئا، ونالت حقوقها واحدًا بعد الآخر واشتركت مع الرجال في شئون الحياة البشرية، وشاركتهم في طلب العلم في المدرسة، وسماع الوعظ في الكنيسة وجالستهم في منتديات الأدب، وحضرت في الجمعيات العلمية، وساحت في البلاد، ولم يمض على ذلك زمن طويل حتى اختفت من عالم الوجود تلك — الأنثى — تلك الذات البهيمية التي كانت مغمورة بالزينة، متسربلة بالأزياء، منغمسة في اللهو، وظهر مكانها امرأة جديدة، هي المرأة شقيقة الرجل، وشريكة الزوج، ومربية الأولاد، ومهذبة النوع هذا التحول هو كل ما نقصد غاية ما نسعى إليه هو أن تصل المرأة المصرية إلى هذا المقام الرفيع "ص 10
يبدو أن قاسم أمين رجل جاهل بالتاريخ وما كان يجرى فى أمم أوربا فالرجل هنا يتحدث عن نساء القصور المغمورة بالزينة، المتسربلة بالأزياء، المنغمسة في اللهو وليس عن نساء الشعب فعامة الشعب كانت النساء فيه يعملن فى الحقول والبيوت والمصانع وعامة الشعب ومنه النساء غالبا على وجه الخصوص ما يكون حاضرات فى المعبد سواء كان كنيسة أو غيرها فهم غالبا ما يخافون مما يقال لهم على لسان الوعاظ والقسس وأما حكاية مشاركتهن فى العلم والجمعيات العلمية فكن يشاركن فيها وواحدة من جامعات الحفريات كانت شبه جاهلة فى طفولتها وشبابها الأول وهى مارى آننج ومع هذا زودت العلماء بالحفريات وتعلمت ودخلت تلك الجمعيات
والخطأ هو قوله "هذا التحول هو كل ما نقصد غاية ما نسعى إليه هو أن تصل المرأة المصرية إلى هذا المقام الرفيع" فعن أى مقام رفيع يتحدث ؟
الرجل يتكلم عن نساء القصور ونساء القصور العاهرات من أسرة محمد على وغيرهن من أسر الأغنياء أو الأغبياء بالأحرى كن متعلمات وأقمن الندوات وجالسن الرجال وفى عصره كان مفتى الديار محمد عبده يجالس نازلى بحضوره وحضور الرجال وهى تلبس الخمار والجلباب بل كانت عارية الشعر والرقبة وجزء من الصدر
قال قاسم:
"وقد كتب صاحب مجلة (المنار) 1 كلمة في الحجاب نوردها هنا تأييدا لرأينا. قال:وأما الأمر الثالث، وهو حكم الشرع في هذه المكالمة، فالمعروف أن الشرع إنما حرم الخلوة بالمرأة الأجنبية، وأخبار الصدر الأول مستفيضة بمكالمة النساء للرجال، وحديثهم معهم في الملأ دون الخلوة، وكفاك أن نساء النبي — وهن اللاتي أمُرن بالمبالغة في الحجاب — كن يحدثن الرجال، حتى إن السيدة عائشة كانت قائدة عسكر، ومديرة له في وقعة الجمل المعروفة، وما إخال أن مكابرًا يقول إنها لم تكن تكلّم أحدًا منهم إلا ذا محرم. ص11
الخطا الأول أن الشرع إنما حرم الخلوة بالمرأة الأجنبية وهو ما يخالف كون المصحف أباح مجالسة المرأة خالية لكلامها فى الزواج بها فقال بسورة البقرة:
"ولا تواعدوهن سرا إلا أن تقولوا قولا معروفا"
كما أن النبى (ص) نفسه خلا بالمرأة التى ظاهر منها زوجها حيث قال تعالى بسورة المجادلة:
"قد سمع الله قول التى تجادلك فى زوجها"
وزوجته كما قيل فى الروايات لم تسمع شيئا من المحاورة فالخلوة بالأجنبية جائزة للضرورات كطلب الزواج او حل مشكلة
والخطا الثانى أن السيدة عائشة كانت قائدة عسكر، ومديرة له في وقعة الجمل المعروفة وهو كلام جنونى فزوجات النبى(ص) كلهن وقرن فى بيوتهن حتى الموت لم يشاركن فى حرب كقائد أو مدير للحرب كما قال تعالى لهن بسورة الأحزاب:
" وقرن فى بيوتكن "
كما أن أخبار الفتن كواقعة الجمل كلها كذب ألف فيما بعد انهيار الدولة الإسلامية بقرون فى عهد الخلف وغالبا ما يكونون بعد الجيل الثالث فلا يمكن أن يحدث الانهيار فى عهد المؤمنين أنفسهم تصديقا لقوله تعالى بسورة مريم :
" فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات"
قال قاسم:
"محرومة من بعض الحقوق، وهي الآن مشتغلة بالمطالبة بها فإذا كانت شريعتنا قررت للمرأة كفاءة ذاتية في تدبير ثروتها والتصرف فيها، وحثت على تعليمها وتهذيبها، ولم تحجر عليها الاحتراف بأيّة صنعة، أوالاشتغال بأي عمل،وبالغت في المساواة بينها وبين الرجل إلى حد أن أباحت لها أن تكون وصية على الرجل،وأن تتولى وظيفة الإفتاء والقضاء، أي وظيفة الحكم بين الناس بالعدل، وقد ولى عمر —رضى الله عنه — على أسواق المدينة نساء، مع وجود الرجال من الصحابة وغيرهم، مع أن القوانين الفرنسية لم تمنح النساء حق الاحتراف بصنعة المحاماة، إلا في العام الماضي "ص12
الخطا الأول أن المرأة تتولى وظيفة الإفتاء والقضاء والأسواق وهو كلام يناقض تحريم الله صلاة النساء فى المساجد فى قوله تعالى بسورة النور :
"فى بيوت أأذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه رجال "
وقوله بسورة التوبة:
"لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا"
فإذا كان الله جعل المساجد للرجال فقط فكيف تقوم المرأة بالحكم والفتوى ؟
بالقطع المرأة لا تفتى لأنها مجرد مبلغة لما تسمعه من الرجال لغيرها فلو كانت تصلح للقضاء والفتيا لصلحت الرسالة التى قصرها الله على الرجال فقال بسورة النحل :
"وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحى إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"
قال قاسم:
"ذكر شيخ المؤرخين (هيروديت) 1 أن علاقات الرجل بالمرأة كانت متروكة إلى الصدفة ولا تفترق عما يشاهد بين الأنعام وكان الشأن إذا ولدت المرأة ولدًا أن يجتمع القوم متى وصل الولد إلى سن البلوغ، وينسبوه إلى أشبه الناس به وهذه العادة كانت معروفة -أيضًا — عند القبائل الجرمانية وعند العرب في الجاهلية وقد جاءت روايات السياح المعاصرين لنا مؤيدة لما جاء به التاريخ؛ فإن جميع السياح الذين طافوا بلاد (تايتي) وجزائر (مركيز) وغيرهما من أقاليم أستراليا وزيلندا الجديدة، وبعض بلاد الهند وأفريقيا، ذكروا أن الزواج غير معروف في تلك البلاد ولا خلاف في أن المرأة التي هذه حالها، تعيش مستقلة، تعول نفسها بنفسها، مساوية للرجل في جميع الأعمال، بل لها من المزية عليه أن نسب الأولاد في الغالب بها وحدها،فالمرأة في هذا الدور الأول هي ذات الشأن في الهيئة الاجتماعية، وربما كانت تشترك في الدفاع عن قبيلتها مع الرجال، ويدل على ذلك ذكر وقائع الفارسات في التواريخ القديمة ووجود عادة منتشرة إلى الآن في بعض البلاد، تقضي بتجنيد النساء كما تجند الرجال "ص13
يبدو قاسم هنا مغيبا عن الإسلام فالرجل يقول أن الزواج والنسب لم يكن معروفا بين الناس وما زال فى كثير من القبائل وهو ما يخالف أن الزواج كان بداية البشرية فى الجنة وفيما بعد فى الأرض كما قال تعالى
" اسكن أنت وزوجك الجنة"
الرجل يستشهد هنا بهيردوت والسياح وكأنهم رسل من عند الله لا يكذبون وكأن من نقلوا عنهم لم يحرفوا كلامهم والكلام المذكور هنا يخالف أن كل الأديان المعروفة فيها زواج وأن الأسرة هى أساس المجتمعات عدا مجتمعات العراة والمنكرين لوجود الله
قال قاسم:
"وترتب على دخول المرأة في العائلة حرمانها من استقلالها؛ لذلك نرى رئيس العائلة عند اليونان والرومان والجرمانيين والهنود والصينيين والعرب مالكا لزوجته، وكان يملكها كما يملك الرقيق بطريق الشراء، بمعنى أن عقد الزواج كان يحصل على صورة بيع وشراء، وهذا أمر يعلمه كل مطلع على القانون الروماني، وذكره المؤرخون، ورواه السياح المعاصرون لنا، يشتري الرجل زوجته من أبيها فتنتقل إليه جميع حقوق الأب عليها ويجوز له أن يتصرف فيها بالبيع لشخص آخر فإذا مات انتقلت مع تركته إلى ورثته من أولادها الذكور أو غيرهم "ص14
قاسم هنا مازال يصدق روايات التاريخ الكاذبة وروايات السياح عن كون المرأة عند معظم الشعوب سلعة تباع وتشترى وهو كلام ليس صادقا فالمرأة كزوجة كانت مكرمة عند كثير من الأمم ولم تكن سلعة تباع وتشترى وهناك مجتمعات كانت تعبد والعياذ بالله آلهات وهناك حسب التاريخ الكاذب ملكات حكمن بلاد العالم والمشهورات تاريخيا حتشبسوت وزنوبيا وبلقيس ومعنى ملكية هاتيك النساء كون المجتمع يحترمهن ويقدرهن وقد قص القرآن قصة ملكة سبأ التى يطلقون عليها بلقيس ولا اسم لها فى القرآن فقال حتى على لسان الهدهد بسورة النمل:
"إنى وجدت امرأة تملكهم "
كما بين الله أن الرجال خاضعون لها كما قص الله على لسانهم بنفس السورة :
"والأمر إليك فانظرى ماذا تأمرين "
وقاسم فى الفقرة السابقة يعتبر دخول المرأة فى العائلة هو حرمان لها من الاستقلال وهى دعوة للكفر فهى تدعو النساء لعدم الزواج وماذا بعد رفض الزواج الذى يؤسس العائلات ؟
لا شىء سوى الزنى
وقاسم يعتبر فى الفقرة داعية جاهل للفجور فهو يعتبر أن المرأة لا تنال استقلالها إلا خارج العائلة والسؤال ومتى كانت المرأة خارج العائلة ؟
قال قاسم:
"فالمرأة المصرية هي اليوم في الدور الثالث من حياتها التاريخية، بمعنى أنها في نظر الشرع إنسان حرٌ، له حقوق، وعليه واجبات، ولكنها في نظر رئيس العائلة وفي معاملته لها ليست بحرة، بل محرومة من التمتع بحقوقها الشرعية، وهذه الحال التي عليها المرأة اليوم هي من توابع الاستبداد السياسي الذي يخضعنا ونخضع له "ص22
هذه الفقرة فقرة صحيحة نوعا فرؤساء العائلات كثير منهم يظلمون المرأة وأما الشرع فقد أعطاها حقوقها دون نقص ولكن يوجد كثير من رؤساء العائلات يعطون النساء حقوقهن التى كتب الله لهن
قال قاسم
"لا أظن أن القارئ يختلف معي في الرأي إن قلت: إن المرأة في نظر المسلمين على الجملة ليست إنسانا تاما، وإن الرجل منهم يعتبر أن له حق السيادة عليها، ويجري في معاملته معها على هذا الاعتقاد، والشواهد على ذلك كثيرة. ص27
الخطأ الأول إن المرأة في نظر المسلمين على الجملة ليست إنسانا تاما وهو كلام يخالف أن المسلم يكفر ما لم يسلم بكلام الله من كون المرأة إنسان كامل ومن ثم لو كان الناس ممن يسميهم مسلمين يعتقدون هذا الاعتقاد لكان كفارا وليسوا مسلمين لعصيانهم أمر الله وفى هذا قال تعالى بسورة الأحزاب :
"ما كان لمؤمن ولمؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله فقد ضل ضلالا مبينا"
الخطا الثانى اعتبار سيادة الرجل على المرأة أمر ليس من الإسلام مع أن الله وصف الرجل بسيد المرأة فقال بسورة يوسف:
" وألفيا سيدها لدى الباب"
وقال بسورة النساء:
"الرجال قوامون على النساء"
والسيادة لا تعنى أنها عبدة مملوكة وإنما تعنى أن الرجل هو من يقوم أى يعدل سلوك المرأة عندما تعصى أوامر الله ومع هذا عاد قاسم للاعتراف بتلك السلطة وهى السيادة فقال:
"ما قررته الشريعة الإسلامية من حقوق المرأة — وقد أشرنا إليه في ما تقدم —يقودنا إلى أن هذه السلطة الأدبية هي التي ترمي إليها الآية الشريفة التي ذكرت أن الرجال قوامون على النساء"ص34
وقال قاسم:
"فالمرأة في رأي أعظم العلماء وأدقهم بحثا مساوية للرجل في القوى العقلية، وتفوقه في الإحساسات والعواطف، وإنما يظهر للناظر وجود فرق عظيم بينهما في العقل؛ لأن الرجال اشتغلوا — أجيالا عديدة — بممارسة العلم، فاستنارت عقولهم، وتقوت عزيمتهم بالعمل، بخلاف النساء، فإنهن حرمن من كل تربية، فما يشاهد الآن بين الصنفين من الفروق هو صناعي لا طبيعي لا نريد بهذا التساوي أن كل قوة في المرأة تساوي كل قوة في الرجل، وكل ملكة فيها تساوي كل ملكة فيه، ولكنا نريد أن مجموع قواها وملكاتها يكافئ مجموع قواه وملكاته،وإن كان يوجد خلاف كبير بينهما؛ لأن مجرد الخلاف لا يوجب نقص أحد المتخلفين عن الآخر" ص33
يناقض قاسم نفسه فى الفقرة فهو يقرر المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة بقوله " فالمرأة في رأي أعظم العلماء وأدقهم بحثا مساوية للرجل في القوى العقلية" ومع هذا يناقض المساواة الكاملة بقوله" لا نريد بهذا التساوي أن كل قوة في المرأة تساوي كل قوة في الرجل، وكل ملكة فيها تساوي كل ملكة فيه"
المساواة الكاملة هى عبث إذا اعتبرنا الخلقة الجسدية فلا يوجد تساوى بين رحم يحمل ورحم يطمث ورحم يلد وأثداء ترضع وبين جسد لا يفعل شىء من ذلك هو جسد الرجل وطبقا لزيادة تلك الوظائف الجسدية فهناك زيادة فى تركيب النفس النسوية ونقص
قال قاسم:
"ما قررته الشريعة الإسلامية من حقوق المرأة — وقد أشرنا إليه في ما تقدم —يقودنا إلى أن هذه السلطة الأدبية هي التي ترمي إليها الآية الشريفة التي ذكرت أن الرجال قوامون على النساء، وقد نحت الشرائع الأوربية هذا النحو فخولت للرجل مثل هذه السلطة على زوجته وسمتها: سلطة الزوجية، ومع ذلك فكل إنسان يرى النساء الغريبات متمتعات بحريتهن" ص34
هنا قاسم يظن أن الغرب كله شىء واحد لا فروق بين تلك التشريعات رغم وجود النصارى واليهود والملاحدة والأديان الوثنية وغيرها ورغم وجود زواج معبدى ووجود زواج مدنى وما نعرفه من خلال النصرانية هو أن الرجل رأس المرأة وكذا اليهودية وما زالت المرأة فى أمريكا الجنوبية خاصة حيث الكاثوليكية تعيش فى ظل الرجل وحقوقها مهضومة وفى كل الدول تقريبا نجد من يكرم النساء ونجد من يهين النساء
قال قاسم:
"ولكن، دعنا الآن من المزايا والحقوق السياسية، فإني ما طلبت المساواة بين الرجل والمرأة في شيء منها؛ لا لأني أعتقد أن الحجر على المرأة أن تتناول الأشغال العمومية حجرا عامًا مؤبدًا — هو مبدأ لازم للنظام الاجتماعي، بل لأني أرى أننا لا نزال الآن في احتياج كبير لرجال يحسنون القيام بالأعمال العمومية. وأن المرأة المصرية ليست مستعدة اليوم لشيء مطلقا، ويلزمها أن تقضي أعوامًا في تربية عقلها بالعلم والتجارب؛
حتى تتهيأ إلى مسابقة الرجال في ميدان الحياة العمومية ص 47
يعود قاسم عن دعوته للمساواة فى الحقوق والمزايا السياسية بين المرأة والرجل عندنا بسبب عدم استعداد نساء بلادنا فى ذلك الوقت للتمتع بتلك الحقوق نتيجة جهلهن وعدم وجود تربية سليمة لهن
قال قاسم:
"ولا نرى في تمثيل المرأة في أذهاننا بهذا إلا توارثنا آراء العرب فيها؛ ذلك أن حياة العرب كانت حياة حرب وقتال، وأرزاقهم كانت من الغنائم، وغنيٌّ عن البيان أن أمة معاشها متوقف على القتال لا يمكن أن يكون فيها للمرأة شأن كبير؛ إذ المرأة في هذه المعيشة لا تستطيع أن تجاري الرجل؛ ولذلك نزلت درجتها عندهم وسقطت منزلتها بينهم، حتى حسبت من المتاع وأدوات الزينة، وتناولها السلب وعُدَّت من الغنائم كما عد غيرها من الأموال ومن هذا نتج التسري وتعدد الزوجات وكما أن المرأة لم يكن لها عمل عند الأمة العربية؛ لانحصار المعيشة كلها في الغزو والدفاع عن القبيلة كذلك لم يكن لها عمل في العائلة؛ لأن التربية عندهم كانت قاصرة على تغذية جسم الطفل بالرضاعة والأكل؛ حتى ينشأ رجلا مقاتلا، لا عالما فاضلًا فلا عجب إذا رأينا في كلام العرب وشعرهم وقصصهم، بل وفي مؤلفات فقهائهم وعلمائهم وفلاسفتهم، ما يدل على احتقارهم للمرأة هذا هو منشأ تولد صورة المرأة في عقول المسلمين، وهي صورة حقيقية إذا نظر إلى الماضي، ولكنها مزورة إذا نظر إلى الحال والمستقبل" ص50
يصر قاسم على أن نظرة المسلمين للمرأة هى نظرة العرب السابقة وهو كلام تخريفى فلا يمكن أن يكون المسلم هو العربى الكافر فى جاهليته فالإسلام جب ما قبه بما أتى به من تشريعات ومن لا يلتزم بها هو كافر وليس مسلما كما سبق واستشهدنا بسورة الأحزاب
والخطأ الأول هو اعتقاد قاسم أن حياة العرب كانت حياة حرب وقتال، وأرزاقهم كانت من الغنائم فلم تكن كل حياة العرب حرب وكانت هناك أرازق من الزراعة والتجارة والصناعة فطبقا للتاريخ المعروف كانت مكة آمنة لم يحدث فيها حروب وكانت يثرب والطائف واحات خضراء تزرع واليمن كان به دول منها من صنعت سد مأرب وكان الجنات من حول سبأ ولم تكن الحروب بتلك الصورة التى صورها القوم فى كتب التاريخ المزعومة
والخطأ الثانى أن المرأة لم يكن لها عمل عند الأمة العربية؛ لانحصار المعيشة كلها في الغزو والدفاع عن القبيلة كذلك لم يكن لها عمل في العائلة؛ لأن التربية عندهم كانت قاصرة على تغذية جسم الطفل بالرضاعة والأكل؛ حتى ينشأ رجلا مقاتلا
بالقطع هذا كلام يدل على الجهل فالمرأة فى أى مجتمع لها عمل فقد كانت زارعة وتاجرة كخديجة رضى الله عنها وشاعرة كالخنساء وجليلة بنت مرة ومقاتلة وصانعة كما فى أشعار القوم وكانت تربى الرجال على الأخلاق سواء كانت أخلاق حسنة أو سيئة وإلا فبما نسمى النصرانيات واليهوديات وغيرهن فى تلك البيئات؟
ومع هذا ناقض نفسه فقال أن الفطرة تجعل المرأة تعمل فقال:
""



نحن لا نجادل في أن الفطرة أعدت المرأة إلى الاشتغال بالأعمال المنزلية وتربية الأولاد"ص53
قال قاسم:
" نحن لا نجادل في أن الفطرة أعدت المرأة إلى الاشتغال بالأعمال المنزلية وتربية الأولاد، وأنها معرضة لعوارض طبيعية كالحمل والولادة والرضاع لا تسمح لها بمباشرة الأعمال التي تقوى عليها الرجال، بل نصرح هنا أن أحسن خدمة تؤديها المرأة إلى الهيئةص52الاجتماعية هي أن تتزوج وتلد وتربي أولادها، هذه قضية بدهية لا تحتاج في تقريرها إلى بحث طويل، وإنما الخطأ في أن نبني على ذلك أن المرأة لا يلزمها أن تستعد بالتعليم والتربية للقيام بمعاشها وما يلزم معيشة أولادها إن كان لها أولاد صغار عند الحاجة "ص53
هذه الفقرة تعود بنا إلى نقطة أن هذا الكتاب كتب تحت ضغط من العسكر سواء محتلين أو من بنى البلد أو كتب فقراته قاسم وكتب أخر من العسكر الفقرات الأخرى فالفقرة تناقض فقرات أخرى تدعو للمساواة التامة والتحلل من الأسرة وهناك فقرات مثلها تدعو لاتباع الدين من خلال قيام المرأة بالزواج وتربية الأولاد ولكن بعد التعلم
قال قاسم:
"ويوجد حرفتان أود أن تتوجه نحوهما تربية البنات عندنا:
الأولى: صناعة تربية الأطفال وتعليمهم هذه الصنعة هي أحسن ما يمكن أن تتخذها امرأة تريد أن تكسب عيشها؛ لأنها محترمة شريفة، والمرأة أشد استعدادا لها من الرجال وأدرى منه بطرق استمالتهم، واكتساب محبتهم، وبلادنا أشد البلاد حاجة إلى نساء يعرفن هذه الصناعة، فإنه لا يكاد يوجد عندنا امرأة يوثق بها في تربية الأولاد، والعائلات المصرية في احتياج إلى عدد من مربيات الأطفال؛ حتى تستغنى بهن عن المربيات الأجنبيات، كذلك لا يوجد في مصر مدارس للبنات تتولى إدارتها والتعليم فيها مصريات، وهذا نقص كبير في بلادنا حيث أننا جميعا مضطرون إلى تربية بناتنا في المدارس الأجنبية والحرفة الثانية: هي صناعة الطب، كل رجل يعرف مقدار الصعوبة التي يكابدها عندما تكون إحدى النساء من أقاربه مريضة ويلح عليها أن تعرض نفسها على طبيب من الرجال خصوصا إذا كان المرض من الأمراض الخاصة بالنساء فإذا وجد عدد من النساء يعرفن صناعة الطب فلا شك أن صناعتهن تروج رواجا عظيما بما يجدنه من الحاجة إليهن في البيوت المصرية وهنا نقول أيضا: إن فن الطب هو مهن الفنون التي تلائم استعداد النساء الطبيعي وما نشاهده الآن في المستشفيات العمومية وفي العائلات من الخدمات الجليلة التي تقوم بها النساء هي أعظم برهان على أن المرأة بماص57جبلت عليه من الرأفة والجلد والاعتناء الشديد صالحة لمثل ما يصلح له الرجال من معالجة الأمراض، إن لم تكن أشد صلاحية لذلك منهم كذلك يمكن للمرأة أن تشتغل بجميع الأعمال التي قوامها الترتيب والتنظيم ولا تحتاج إلى قوة العضلات والأعصاب كالتجارة فكم من بيوت تجارية ارتفعت بأيدي النساء بعد أن كانت سقطت من أيدي الرجال، وكذلك يمكن للنساء مزاولة جميع الحرف الأدبية"ص58
فى هذه الفقرة يبين قاسم ما يصلح للنساء من المهن فى المجتمعات التى نعيش فيها وهو يخص حرفتى التعليم والطب لحاجة المجتمع لوجود مربيات للبنات وحاجة المجتمع خاصة النسوة للطبيبات حيث أن النساء أنفسهم كن يمتنعن عند الذهاب للأطباء الرجال فضلا عن أن الرجال كثير منهن فى ذلك الزمن كانوا يرفضون كشف الأطباء الرجال على نساءهم المريضات كما يبين أن ما ينفع النساء من الحرف ألأخرى حرفة التجارة والحرف الأدبية وهذه الفقرة تؤكد أن الرجل كتبها بمحض إرادته وليس تحت ضغط ولكن كغيره كثيرين لم يبينوا متى يباح للمرأة أن تمارس تلك الحرف ولا فى أى ظروف
قال قاسم:
"ظن المسلمون أن تمتع المرأة بحريتها، واشتغالها بما يهتم به الرجال والتوسع في تربيتها يفضي إلى إهمالها في القيام بما يجب عليها في الشئون العائلية، فوضعوا بينها وبين العالم الخارجي حجابًا تامًا؛ حتى لا يشغلها شيء عن معاشرة زوجها وإدارة منزلها وتربية أولادها. ولكن انظر إلى النتيجة تجد أنها خلاف ما قصدوه؛ حيث إن المرأة المصرية لا تعرف كيف تعاشر زوجها، ولا يمكنها أن تشتغل بإدارة بيتها ولا تصلح لأن تربي أولادها.ص59
هذه الفقرة هى من الفقرات التى بها ضغط أو كتابة الغير لها فالكاتب يدخل كلمة المسلمون اتهاما لهم ومن ثم للإسلام بأنهم من وضعوا بين المرأة وبين العالم الخارجي حجابًا تامًا وبالقطع لا يوجد ذلك الحجاب المحرم فى الإسلام وإن كان ينسب تاريخيا للترك والفرس فالإسلام أباح للمرأة الخروج للتسوق والتعلم والعلاج والشراء وزيارات الأقارب والصاحبات وغير ذلك ولم يحبسها فى البيت حبسا مطلقا
قال قاسم:
"لهذا لا يوجد بين الغربيين من يجهل مقام المرأة في الوجود الاجتماعي وشأنها في العائلة ولا بأس من أن نورد هنا شيئا من كلام بعض فلاسفتهم؛ لنبين للقراء منزلة النساء في رأيهم.ص64
هذه الفقرة من الفقرات الغريبة فالكاتب يجعل الغربيين كلهم متعلمين ومثقفين وهو كلام ليس صحيحا فالكثير منهم كانوا أميين أيام قاسم وما زال الكثيرون منهم يهينون النساء يوميا ومهنة التجارة الجنسية المنتشرة فى العالم الغربى تبين وجهة نظر الرجال المهينة للنساء فالنساء فى نظرهن سلعة تروج سلع أخرى فأدوات التجميل والملابس أو الفاشون والخمور والأثاث وغير ذلك كما أن من ينظر حتى للرياضات التى تشترك فيها النساء هى مجرد ترويج لسلع تلبسها اللاعبات وكذلك أدوات تجميل فالمسألة هى عبودية للمرأة وحتى للرجال فى أشكال يعتبرها البعض جديدة
قال قاسم:
"هذه الحياة التي لا يشعر الرجال عندنا بشيء منها هي من أعظم الينابيع للأعمال إذا لم تبلغ رقة الإحساس عندنا إلى حد يرتبط العظيمة، وأقول ولا أتردد فيما أقول الرجال فيه مع النساء على نحو ما ذكرنا، واستمر الرجال على إهمال النساء وتركن في هذه الحالة الساقطة التي يتألم الكل من آثارها وهم لا يشعرون، ولم يبادروا بإعداد المرأة بالتربية إلى أن تكون رفيقة مساوية للرجل، وعشيرة عارفة بإدارة بيتها وصديقة تفدي زوجها بأعز ما لديها. وأما محيطة بما يجب عليها لأولادها، عارفة بطرق تربيتهم، فكل ما فعلناه إلى الآن وكل ما نفعله في المستقبل لترقية شأن أمتنا يضيع هباء منثورًا! هذا هو الحق الذي انتهينا إليه عند بحثنا عن أسباب تأخر الأمم الشرقية عموما والإسلامية خصوصا ص68
الفقرة دعوة كريمة لتربية المرأة ولكن الجملة أو السطر الأخير تحتوى على خطلين :
الأول وجود أمم إسلامية وهو ما يتناقض مع كونها أمة واحدة كما قال تعالى :
" وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون"
الثانى أن سبب تأخر هذه الأمة أو الأمم كما كتب هو إهمال المرأة وعدم تربيتها وهو كلام يتناقض مع كون سبب أى تأخر هو عصيان الله فى كل أو بعض من أحكامه كما قال تعالى بسورة المدثر:
"إنها لإحدى الكبر نذيرا للبشر لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر"
قال قاسم :
"لا خلاف في أن الأمم الإسلامية في حالة ضعف تستدعي المبادرة إلى علاجها، فيتعين علينا أن نشخص هذا الداء بمعرفة أسبابه أولا، ثم نبحث عن دوائه، كما يفعل كل طبيب يهتم بعلاج مريض، فما هي أسباب الداء؟ أسبابه تنحصر إما في الإقليم، أو في الدين، أو في العائلة، أما الإقليم فلا يصح أن يكون سبب الداء؛ لأنه من المعلوم أن الأمة المصرية من أقدم الأمم، ويعترف لها المؤرخون ص68بالسبق في الابتكار ثم إلى العرب ثم إلى أوربا. وظهر فيها أول دين كبير في العالم،وتمتعت مدة قرون بمدينة مشهورة لا تزال آثارها إلى الآن، وستبقى خالدة في ما لا يزال، وحكمت نفسها ودبرت أمورها مدة أجيال، بل أتى عليها زمن تغلبت فيه على ما جاورها، وبعد عنها من الأمم العظيمة، وقهرتها وأخضعتها لحكمها ص69
الفقرة مليئة بالأخطاء وهى :
الأول وجود أمم إسلامية وهو ما يتناقض مع كونها أمة واحدة كما قال تعالى :
" وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون"
الثانى أن الأمة المصرية من أقدم الأمم وهو كلام لا أساس لها فالأمة لا تسمى باسم البلد وإنما ألأمم بأديانها سواء سموها أديان أو مذاهب أو فلسفة أو دستور أو قوانين أو تقليد وعادات أو غير ذلك ومن يسكنون مصر الحالية لا يمكن أن يكونوا أمة واحدة
الثالث لا تزال آثارها إلى الآن، وستبقى خالدة في ما لا يزال وهو كلام لا يقوله عاقل ينتمى للإسلام ويعرف انه فيه يوم القيامة حيث تزول الأرض والسموات كما قال تعالى بسورة إبراهيم :
"يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات "
فالخلود للبشر كفار ومسلمين فى النار والجنة وأما البلاد فتمحى من الوجود
قال قاسم:
"وأما نسبة تأخر المسلمين في المدنية إلى الدين الإسلامي فهو خطأ محض، من ذا الذي يقول: إن الدين الإسلامي، الذي يخطاب العقل ويحث على العمل والسعي، يكون هو المانع من ترقي المسلمين؟ وقد برهن المسلمون أن دينهم عامل من أقوى العوامل للترقي في المدنية، ولا يجوز بعد سطوع هذا البرهان التاريخي أن يرتاب أحد في هذه المسألة. نعم إن الدين الإسلامي الصحيح قد تحول اليوم عن أصوله، واستتر تحت حجب من البدع، ووقف نموه، وانقطع ارتقاؤه من عدة قرون، وظهر لهذا الانحطاط الديني أثر عظيم في أحوال المسلمين، ولكن هذا الانحطاط الذي ينسب إليه بعض الكتاب الغربيون تأخر المسلمين في المدنية يحتاج نفسه إلى سبب يرد هو إليه، فهو سبب ثانوي لا أولي ص69
الفقرة تبدو فى بدايتها مبشرة صادقة ولكن السم دس فيها فى التالى :
الأول جعل الدين وهو الإسلام أحد عوامل الترقى وهو كل عوامل الترقى وليس جزء منها فمن شاء التقدم فطاعة الإسلام هى الطريق الوحيد كما قال تعالى بسورة الأنعام:
" وأن هذا صراطى مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله"
الثانى أن الدين الإسلامي الصحيح قد تحول اليوم عن أصوله، واستتر تحت حجب من البدع، ووقف نموه، وانقطع ارتقاؤه من عدة قرون
السؤال هل الدين هو من يتحول عن أصوله أم الناس هم من يتحولون عنه أو يحولونه بمعنى يحرفونه ؟
والسؤال هل ينمو الدين ؟
بالقطع سؤال لا يطرحه مسلم لأن الدين اكتمل فلا ينمو ولا ينقص كما قال تعالى بسورة المائدة:
" اليوم أكملت لكم دينكم"
قال قاسم:
"فانحطاط المسلم كانحطاط الهندي والصيني وجميع سكان الشرق ما عدا اليابان، ناشئ من حالة العائلة في هذه المجتمعات"ص69
الخطأ الأول هو وصف المسلم بالانحطاط فلا يوجد مسلم منحط وإنما المنحط هو من يصفه بذلك لأن الانحطاط يعنى تحول المسلم من الإسلام إلى الكفر
والخطأ الثانى أن سبب الانحطاط نابع من العائلة وهو كلام جنونى فالانحطاط سببه إرادة الإنسان فمن يريد الانحطاط انحط ومن يريد التقدم يتقدم كما قال تعالى بسورة الإسراء:
" من اهتدى فإنما يهتدى لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها"
وقال قاسم:
"وليس لذلك من سبب سوى أن التربية لم تتناول وجدانهم في كل السنين، هذا الوجدان الذي هو المحرك الوحيد للعمل لا يظهر ولا يقويه ولا ينميه إلا التربية البيتية، ولا عامل لها في البيت إلا الأم، فهي التي تلقن ولدها احترام الدين والوطن والفضائل،وتغرس في نفسه الأخلاق الجميلة، وتنفث فيها روح العواطف الكريمة، وأشد من هذا كله أثرًا في نفسه ظهورها في عينيه متحلية بهذه الصفات، فيقلدها من غير فكر، ثم يعتاد على ذلك شيئا فشيئا؛ حتى تصير هذه الصفات حاجات لنفسه لا يمكن أن تنسلخ عنها "ص 71
الخطأ الأول أن الوجدان الذي هو المحرك الوحيد للعمل وبالقطع الإرادة وهى المشيئة هى المحركة للعمل حسنا أو سيئا كما قال تعالى بسورة الكهف:
"فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"
الخطأ الثانى أن الأم هى العامل الوحيد للتربية البيتية وهو كلام يناقض كونها مشتركة بين الأبوين كما قال تعالى بسورة الإسراء:
"وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا"
قال قاسم:
"فانحطاط المصري إنما هو ناشئ من حرمانه من هذه التربية الأولى ينمو الطفل بيننا كما ينمو النبات، ولا يهتم أحد من أهله إلا بإعطائه التغذية والملبس، فهم يعتنون به كما يعتني أيّ إنسان بحيوان يحبه، فكل بناء يقام بعد ذلك على هذا الأساس هو بناء على الرمل لا يلبث أن ينهار مهدوما"ص73
الخطا أن الانحطاط ينشأ من التربية المادية كتربية الحيوان وهو كلام يتناقض مع كون كثير من الرسل (ص) تربوا فى بيئات منحطة أى ليست على الإسلام ومع هذا تركوا الانحطاط نتيجة تفكيرهم فى العدل ومن ثم أنعم الله عليهم بالرسالة نتيجة كونهم من فكروا فى العدل وأرادوا تطبيقه وكم من ولد تربى فى بيئة مسلمة ولكنه كفر كما حدث مع ابن نوح (ص)
قال قاسم:
"أما التربية العقلية فمنبعها المكاتب والمدارس وأما التربية الروحية فلا تكتسب إلا في العائلة، ولا يمكن اكتسابها في العائلة إلا إذا كانت الأم في أول من يدبرها، ولا يمكن أن تدبرها الأم إلا إذا كانت على جانب عظيم من الرقي العقلي والأدبي؛ لهذا قلنا: إن المصريين إذا أرادوا أن يترقوا وجب عليهم أن يعملوا لارتقاء شأن المرأة المصرية"ص73
الخطأ أن التربية العقلية فمنبعها المكاتب والمدارس وأما التربية الروحية فلا تكتسب إلا في العائلة وهو كلام خاطىء فكل أنواع التربية يشترك فيه الأفراد فى المؤسسات المختلفة فالعقل يوجد فى المدرسة والمسجد والبيت وغيرهم والروح المزعومة يشترك فيها الثلاثة وغيرهم
والخطأ كون التربية الروحية الأم في أول من يدبرها وبالقطع لا ينفع مجتمع بفرد واحد وإنما يتشارك كل الأفراد فى التربية
قال قاسم:
"وأضيف على ذلك أنه ينبغي على البنت أن تتعلم صناعة الطعام وترتيب البيت ولا بد هنا من استلفات النظر إلى وجوب الاعتناء بتربية الذوق عند المرأة، وتنمية الميل في نفسها إلى الفنون الجميلة. وإنى على يقين من أن أغلب القرّاء لا يستحسنون أن تتعلم البنات الموسيقى والرسم؛ لأن منهم من يرى ألا فائدة في الاشتغال بهذه الفنون، ومنهم من يعدها من الملاهي التي تنافي الحشمة والوقار، وقد ترتب على هذا الوهم الفاسد انحطاط درجة هذه الفنون في بلادنا إلى حد يأسف عليه كل من عرف مالها من الفائدة في ترقية أحوال الأمم فن التصوير والرسم له فائدة لا تقل عن فائدة العلم؛ لأن العلم يعرفنا الحقيقة،وهذا الفن يحببها إلينا؛ لأنه يبديها لنا على الشكل الأكمل الذي يتخيله صاحب الفن، فيبعث فينا بذلك الميل إلى الكمالِ، والكمالُ شيء يدركه عقلنا، لكنه لا يقع تحت حواسنا، فلا يمكننا أن نتصوره إلا إذا صار مجسما أمامنا في شكل لطيف نحس به، ومتى رأيناه في هذا الشكل تعلقت نفسنا بمحبته، وكلما كان صاحب الفن ماهرًا في صناعته كان صنعه أقرب للكمال، وكانت النفس أكثر ميلا إليه، وأشد إعجابا به، وأعظم سرورًا بالإحساس به ولفن الموسيقى مثل هذه المزايا فإنها أفصح لغة تعبر عما في ضمائرنا، وألذ ما يرد على مسامعنا، ومن أحسن ما وصفت به قول أفلاطون:ص81
بدأت الفقرة مشجعة مطالبة بالحق ولكن دس فيها السم من خلال المطالبة بتعليم المرأة الموسيقى والرسم والنحت على إطلاقهم باعتبارهم مفيدين وبالقطع قاسم سواء كان الكاتب أو غيره يهدم ما قاله فهناك رسم مطلوب وهو رسم الأجهزة والآلات وأما الرسم الذى يقصده كالرسم الغربى الذى لا هدف محدد من خلفه إلا التجارة أو التعبير عن الشهوات فمحرم وأما الموسيقى التى يترافق معها الكلام الطيب فلا بأس بها وأما الموسيقى الغربية كالسيمفونيات والأوبرالية فهى أنواع محرمة لكونها تضيع الوقت وتجعل الناس ينظرون للمحرمات فيما هو مطلوب مننهم غض النظر كما قال تعالى بسورة النور:
" قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم " و" قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن"
وأما الرسم المجسم وهو النحت فليس لها فائدة وإنما كل المنحوتات فى القرآن تم تكسيرها كأصنام قوم إبراهيم(ص) أو نسفها كما فى العجل الذهبى
قال قاسم:
"فالتجارب هي أساس العلم والأدب الحقيقيين والحجاب مانع للمرأة من ورود هذا المنبع النفيس؛ لأن المرأة التي تعيش مسجونة في بيتها، ولا تبصر العالم مالا من نوافذ ملتفة الجدران أو من بين أستار العربة، ولا تمشي إلا وهي كما قال الأمير عليّ القاضي لا يمكن أن تكون إنسانا حيا شاعرًا خبيرًا بأحوال الناس قادرا على أن يعيش بكفن بينهم"ص84
الخطأ كون التجارب هي أساس العلم والأدب الحقيقيين فالعلم الحقيقى مصدره الوحى والتجارب قد تخطىء وقد تصيب
قال قاسم:
"على هذين الأساسين شيدت المدنية الإسلامية:
الأساس الديني الذي كوّن من القبائل العربية أمة واحدة خاضعة لحاكم واحد ولشرع واحد.
والأساس العلمي الذي ارتقت به عقول الأمة الإسلامية وآدابها إلى الحد الذي كان في استطاعتها أن تصل إليه في ذلك العهد ولكن لما كان العلم في تلك الأوقات في أول نشأته، وكانت أصوله ضروبًا من الظنون لا يؤيد أكثرها بشيء من التجارب، كانت قوة العلم ضعيفة بجانب قوة الدين، فتغلب ص85الفقهاء على رجال العلم، ووضعوهم تحت مراقبتهم، وزجوا بأنفسهم المسائل العلمية وانتقدوها. وحيث إنهم لم يأتوا إليها من بابها، ولم يجهدوا أنفسهم في فهمها، أخذوا يؤولون الكتاب والأحاديث بتأويلات استنبطوا منها أدلة على فساد المذاهب العلمية وحملوا الناس على أن يسيئوا الظن بها، وما زالوا يطعنون على رجال العلم ويرمونهم بالزندقة والكفر حتى نفر الكل من دراسة العلم وهجروه، وانتهى بهم الحال إلى الاعتقاد بأن العلوم جميعها باطلة إلا العلوم الدينية ص86
الخطأ كون المدنية الإسلامية شيدت على أساس الدين والعلم والخطأ مأخوذ من تعلم قاسم فى الغرب فالدين فى الإسلام هو العلم لا فرق بينهما فالتفرقة بين الدين والعلم حسب المشهور مأخوذة من الصراع بين الكنيسة وأهل الدنيا الذين يسمونهم العلمانيين حسب ما جاء فى كتاب تعاليم الرسل فى النصرانية وقد أثبت هذا من يسمونهم علماء وفلاسفة الغرب
قال قاسم:
"هذا النزاع الذي قام بين أهل الدين وأهل العلم، ولا أقول بين الدين والعلم، لم يكن خاصًا بالأمة الإسلامية، بل وقع كذلك عند الأوربية، ولكن لما كانت هذه الأمم قد ورثت علوم اليونان والرومان والعرب،ص86
يكرر الرجل الخطأ وهو الصراع بين العلم والدين وهو صراع لا أصل له فالصراع الحقيقى هو بين الفسدة الذين يمسكون السلطات ويفسرون الدين أى العلم على هواهم وبين من يريدون إصلاح الفساد يستوى فى ذلك أن يكون المفسدون الملوك والحكام أو رجال الكنيسة أو رجال الكهنوت
قال قاسم:
"ربما يقال: إن هذا الخليفة كان يولى بعد أن يبايعه أفراد الأمة، وأن هذا يدل على أن سلطة الخليفة مستمدة من الشعب الذي هو صاحب الأمرونحن لا ننكر هذا، ولكن هذه السلطة التي لا يتمتع بها الشعب إلا بعض دقائق هي سلطة لفظية، أما في الحقيقة، فالخليفة هو وحده صاحب الأمر، فهو الذي يعلن الحرب ويعقد الصلح، ويقرر الضرائب ويضع الأحكام ويدير مصالح الأمة مستبدا برأيه ولا يرى من الواجب عليه أن يشرك أحدًا في أمره. ومن الغريب أن المسلمين في جميع أزمان تمدنهم لم يبلغوا مبلغ الأمة اليونانية، ولم يتوصلوا إلى ما وصلت إليه الأمة اليونانية من جهة وضع النظامات اللازمة لحفظ مصالح الأمة وحريتها، فقد كان لتلك الأمم جمعيات نيابية ومجالس سياسية بها من الحكام في إدارة شئونها"ص87
الفقرة اعتراف بأفضلية اليونان على المسلمين وهى كلمة لا يقولها إلا كافر حيث يفضل دين اليونان المزعوم على دين الله
بالقطع مفهوم الخلافة المشهور هو غير الخلافة الحقيقية فى الإسلام فالخليفة ليس سوى فرد من أمة لايعلن الحرب ولا يعقد الصلح، ولا يقرر الضرائب ولايضع الأحكام ولايدير مصالح الأمة مستبدا برأيه فإعلان الحرب يعلنه من يدافع بسلاحه على الحدود وليس الحاكم البعيد والصلح قد يعقده أى مسلم محارب وليس الخليفة نفسه كما أن الخليفة لا يفرض ضرائبا لحرمتها فى الإسلام ولا يشرع أحكاما فكل هذا موجود فى الإسلام
هناك فهم خاطىء للنصوص فالبيعة المزعومة ليست موافقة لما أتى فى القرآن
قال قاسم:
"وأغرب من هذا أن أمراء المسلمين وفقهاءهم لم يفكروا في وضع قانون يبين الأعمال التي وجدوا أنها تستحق العقاب ويحددوا العقوبات عليها، بل تركوا حق التعزير إلى الحاكم يتصرف فيه كيف يشاء، مع أن بيان الجرائم وعقابها هما من أوليات أصول العدالة ولست محتاجا أن أقول: إنهم ما كانوا يعرفون شيئا من العلوم السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فإن هذه العلوم حديثة العهد، وإذا أراد مكابر أن يتحقق من ذلك، فما عليه إلا أن يتصفح مقدمة ابن خلدون، وهو الكتاب الفرد الذي وضع في الأصول الاجتماعية عند المسلمين يرى أن الأصول التي اعتمد عليها لا يخلو معظمها من الخطأ، ويندهش على الخصوص عندما يرى أن هذه الكتاب الذي وضع للبحث في المسائل الاجتماعية، لم تذكر فيه كلمة واحدة في العائلة التي هي أساس كل هيئة اجتماعية، فإذا كانت حالتهم السياسية هي كما ترى، فما الذي يطلب منها أن تستعيره منها؟ص88
الخطأ الأول أن أمراء المسلمين وفقهاءهم لم يفكروا في وضع قانون يبين الأعمال التي وجدوا أنها تستحق العقاب ويحددوا العقوبات عليها، بل تركوا حق التعزير إلى الحاكم يتصرف فيه كيف يشاء وهو كلام ناتج من جهل قاسم ومن نقل عنهم فلا يوجد شىء اسمه التعزير فى القرآن وكل الجرائم لها عقوبات كما قال تعالى بسورة البقرة:
"وتلك حدود الله يبينها لقوم يعلمون"
كما أن الإسلام ليس فيه ناس يشرعون فمن يشرع يكون كفر لأنه شارك الله فى الحكم وهو وضع ألأحكام التى قال فيها بسورة يوسف:
"إن الحكم إلا لله "
الخطأ الثانى ان المسلمين ما كانوا يعرفون شيئا من العلوم السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فإن هذه العلوم حديثة العهد
وهو كلام لا يقوله إلا جاهل بكتاب الله وحتى بالتراث فهناك كتب كثيرة قد لا تكون طبعت فى عهد قاسم أو عرف بوجودها ككتاب السير على ما أتذكر للشيبانى وقانون البحار لأحمد بن ماجد وغيرهم كما أن القوم ترجموا كتاب أرسطو فى السياسة وجمهورية أفلاطون ومع هذا يتحدث الرجل عن كونهم جهلة بتلك العلوم
قال قاسم:
"بقي علينا أن نلتفت إلى التمدن الإسلامي من جهة الآداب، يعتقد أهل عصرنا أن المسلمين السابقين كانوا حائزين لجميع أنواع الكمالات الأخلاقية الصحيحة، وهو اعتقاد غير صحيح، أو على الأقل مبالغ فيه أما من جهة أصول الأدب، فالمعلوم أن المسلمين لم يأتوا للعالم بأصول جديدة، فقد سبق المسلمين أمم كاليهود والنصارى والبوذيين والصينيين والمصريين وغيرهم،وقد كانت تلك الأمم تعرف تلك الأصول، وضمنتها كتبها، ونزلت على بعضها في وحي سماوي"ص88
نلاحظ نغمة الانكسار أو الانحطاط فى كلام الكاتب التى تحط من الإسلام والمسلمين فمن قال أن ألمسلمين أتوا بالأصول من عندهم إن الأصول موجودة فى كتاب الله والأمم السابقة كلها أرسل الله لها الرسل(ص) بنفس الأصول فليس هناك أمة أتت بالأصول من عندها فالأصول هى من عند الله
قال قاسم:
"متى تقرر أن المدنية الإسلامية القديمة هي غير ما هو راسخ في مخيلة الكتاب الذين وصفوها بما يحبون أن تكون عليه، لا بما كانت في الحقيقة عليه، وثبت أنها كانت ناقصة من وجوه كثيرة، فسيان عندنا بعد ذلك أن احتجاج المرأة كان من أصولها أولم يكن، وسواء صح أن النساء في أزمان خلافة بغداد أو الأندلس كن يحضرن مجالس الرجال أو لم يصح، فقد صح أن الحجاب هو عادة لا يليق استعمالها في عصرنا ونحن لا نستغرب أن المدينة الإسلامية أخطأت في فهم طبيعة المرأة وتقدير شأنها، فليس خطؤها في ذلك أكبر من خطئها في كثير من الأمور الأخرى وغني عن البيان أننا عند كلامنا على المدينة الإسلامية لم نقصد الحكم عليه من جهة الدين، بل من جهة العلوم والفنون والصنايع والآداب والعادات ص90
يضحك الكاتب علينا بتفرقته بين المدنية الإسلامية من جهة الدين وبين جهة العلوم والفنون والصنايع والآداب والعادات حين يتهمها بكونها ناقصة حتى فى أزهى عصورها وهو العصر القديم عصر النبى(ص) وبالقطع لو كان صادقا ما وصفها بالإسلامية فلا يجوز أن تصف الكامل وهو الإسلام بالناقص وهو أعمال البشر فقل مدنية الناس مدنية من سكنوا بلاد المسلمين ولكن لا تطلق عليها إسلامية ولا حتى أن ناسها كانوا مسلمين فالمسلمين فى الإسلام ليسوا ناقصين ولا يفعلون أفعال الانحطاط ولا يكونون جهلة
قال قاسم:
"من هذا يتبين أن نتيجة التمدن هي سوق الإنسانية في طريق واحد، وأن التباين الذي يشاهد بين الأمم المتوحشة أو التي لم تصل إلى درجة معلومة من التمدن منشؤه أن أولئك الأمم لم تهتد إلى وضع حالتها الاجتماعية على أصول علمية هذا هو الذي جعلنا نضرب الأمثال بالأوربيين ونشيد بتقليدهم، وحملنا على أن نستلفت الأنظار إلى المرأة الأوربية"ص91
نلاحظ النتيجة التى انتهى لها الكاتب وهى نتيجة التمدن هي سوق الإنسانية في طريق واحد وهى كلمة لا يقولها إلا كافر أو مجنون فمعنى هذا أن يتحد الناس فى دين واحد ويكونون جميعا متشابهون وهو كلام لم يتحقق ولن يتحقق فى الدنيا
والفقرة تمدح الأوربيين وتشيد بوجوب تقليدهم وهو كلام لا يقوله إلا مجنون فمن نقلد فى السياسة المزعومة مثلا فى أوربا حيث ممالك وجمهوريا ومثلا من نقلد فى الاقتصاد الرأسمالية أم الشيوعية أم الاشتراكية ومن نقلد مثلا فى اللباس أهل الكنيسة أم العراة أم الهنود الحمر ....... بالقطع من يتكلم فى الموضوع يحسب أن أوربا شىء واحد مع أنها مختلفة اختلافا شديدا
قال قاسم:
"إن العداوة القديمة التي استمرت أجيالا بين أهل الشرق والغرب، بسبب اختلاف الدين، كانت ولا تزال إلى الآن بسبب في جهل بعضهم أحوال بعض، وأساء كل منهم الظن بالآخر، وأثرت في عقولهم حتى جعلتهم يتصورون الأشياء على غير حقيقتها؛ إذ لا شيء يبعد الإنسان عن الحقيقة أكثر من أن يكون عند النظر إليها تحت سلطان شهوة من الشهوات؛ لأنه أن كان مخلصا في بحثه محبا للوقوف على الحقيقة، وهو ما يندر وجوده، فلابد أن شهوته تشوش عليه في حكمه، وأدنى آثارها أن تزين له ما يوافقها وتستميله إليه،وإن كان من الذين لا منزلة للحق من نفوسهم — وهم السواد الأعظم
ضربوا دون الحق أستارًا من الأكاذيب والأوهام والأضاليل مما تسوله لهم شهوتهم؛ حتى لا يبقى لشعاع من أشعة الحق منفذ إلى القلوب"ص93
نلاحظ أن الفقرة تبث الجهل وهى حكاية عداوة الشرق للغرب والغرب للشرق وهو كلام لا أصل له فالعداوة كانت دينية سواء كانت بين الفرس المجوس وبين اليونان عبدة الأوثان أو بين الجوس والنصارى ممثلين فى الروم أو بين المسلمين والصليبين وهى كلها عداوات معروفة فى التاريخ المعروف ولكن الغريب أنها لم تكن عداوة بين جهات لأن كل تلك الدول كانت تقع فى الشرق ومع هذا سميت عداوة الشرق والغرب
قال قاسم:
"وما هو الإحساس الذي يرضي القسيس بالمعيشة بين المتوحشين مع ما يتكبده من أنواع العذاب، وما يحيط به من الأخطار؟ وما هذا الوجدان الذي يسوق الغني إلى أن يبذل آلافا من الجنيهات لجمعية من الجمعيات الخيرية أو لعمل يعود نفعه على أمته أو على الإنسانية؟ص96
نلاحظ الجنون الذى لا يقوله مسلم وهو مدح الكفار كالقساوسة والجمعيات الخيرية الغربية إعجابا بأعمالهم وما درى قاسم ان أولئك القساوسة كانوا يحاربون الإسلام من خلال التبشير والخير المزعوم من علاج الفقراء وتعليمهم القراءة والكتابة
هذه الفقرة وكثير من الفقرات تؤكد ان هذا الكتاب لم يكتبه كله قاسم وإن كتبه فتلك الفقرات مكتوبة بضغط من العسكر المحتلين أو من السلطات الكافرة التى كانت وما زالت تحكم القطر
قال قاسم:
"والحقيقة أنهم درسوها درسا تاما، كغيرها من المسائل الأخرى وقارنوا بينها وبين عاداتنا الشرقية، ولا أعلم أن واحدا منهم قام ينادي قومه يوما ويحثهم على تغييرها، بل الكل متفقون على أن حجاب النساء هو سبب انحطاط الشرق وأن عدم الحجاب هو السر في تقدم الغرب، وإنما الخلاف يوجد بينهم في تحديد حقوق المرأة السياسية كما بيناه.ص100
نفس الإصرار على أن الكل متفقون على أن حجاب النساء هو سبب انحطاط الشرق وهو كلام خارج سياق التفكير فالسبب الوحيد هو البعد عن دين الله والحجاب بمعنى سجن النساء حكم واحد من أحكام الدين الكثيرة
رضا البطاوى

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر