الأدلة القرآنية على حجية السنة النبوية - الجزء الثاني ( أقيم

القرآنيون أو أهل القرآن هم دعاة وباحثون ينادون بالعودة إلى جوهر الاسلام الحقيقي أي القرآن الكريم وحده الذي يعتبرونه المصدر الوحيد للشريعة.

مراقب: أنيس محمد صالح

شارك بالموضوع
شغل عقلك
مشاركات: 838
اشترك: ديسمبر 12th, 2007, 6:45 am

يونيو 14th, 2008, 10:39 pm

السلام عليكم
الزميل abu_abdelrahman
القرآن وحده
مارأي حضرتك في هذه الأية الكريمة هل ننسخها
قال الله تعالى

"وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا" (الإسراء : 46)

abu_abdelrahman
مشاركات: 4
اشترك: يونيو 14th, 2008, 9:34 pm

يونيو 14th, 2008, 10:54 pm

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خير المرسلين أما بعد:
فقد جرت العادة عند الناس أنه متى ما تكلم أحدهم عن العقل أشار مباشرة إلى الرأس قاصداً الدماغ.

فهل الدماغ فعلاً هو مكان العقل.
دقق معي في كلام الله لمعرفة أين مكان العقل.
- يقول الله تعالى "إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد"
والمقصود بالقلب هنا هو العقل، وقد جاء الله تعالى بكلمة القلب للدلالة على أهم وظائفه ألا وهي وظيفة العقل.
وقد فسر جُل المفسرين القلب هنا بالعقل
ففي تفسير الجلالين يقول عبد الرحمن بن أبي بكر:
"إن في ذلك" المذكور "لذكرى" لعظة "لمن كان له قلب" عقل "أو ألقى السمع" استمع الوعظ "وهو شهيد" حاضر بالقلب.
وإسماعيل بن كثير ذكر في تفسيره:
وقوله عز وجل: "إن في ذلك لذكرى" أي لعبرة "لمن كان له قلب" أي لب يعي به وقال مجاهد: عقل "أو ألقى السمع وهو شهيد" أي استمع الكلام فوعاه وتعقله بعقله وتفهمه بلبه.
كما ذكر محمد بن علي الشوكاني في كتابه فتح القدير في تفسير هذه الآية ما يلي:
"إن في ذلك لذكرى" أي فيما ذكر من قصتهم تذكرة وموعظة "لمن كان له قلب" أي عقل.
- ويقول الله سبحانه في كتابه "أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون"
وفي هذه الآية أيضا دلالة على أن مكان العقل هو القلب ، فمن ختم الله على سمعه فهو لا يسمع الحق ، ومن ختم على قلبه فهو لا يعقل الحق ، وجعل على بصره غشاوة فهو لا يرى الحق.
- وانظر لقوله تعالى "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها"
لقد قرن الله عز وجل صفة التدبر بالقلب وهو مكانها ، وهو دليل على أن العقل المتدبر في الجسم إنما مكانه القلب، وليس في غيره، فالأقفال التي على القلوب أدت إلى عدم التدبر.
- انظر أيضاً لقوله عز من قائل "ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون"
انظر اقتران الفقه بالقلب كما اقتران البصر بالعين واقتران السمع بالأذن، وهذا دليل على أن تعقل الشيء وفقهه يأتي في القلب حصراً كما البصر محصور في العين وكما السمع محصور في الأذن.
- وتمعن معي هذه الآية "أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور"
وهذه الآية من أقوى الآيات التي تؤكد أن مكان العقل هو القلب، فجملة "فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها" تدل بأن الوظيفة الأهم للقلب هي العقل ، كما أن الوظيفة الأهم للأذن هي السمع، وهذا لا ينفي وجود وظائف أخرى مهمة لكل منهما.
ولعل تتمة الآية الكريمة فيها ما يؤكد لنا مكان القلب من الجسم فلا نتأول بعض التأويلات، فتقول الآية الكريمة "فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" وهذا دليل على أن المقصود بالقلب هو القلب الموجود في الصدر ولا مجال لتأويلات أخرى.
فقد يتأول البعض بأن كل ما هو داخل القالب فهو قلب فقد يكون جاء بالكل لتخصيص الجزء وهو الدماغ، ولكن تحديد المكان (في الصدر) ينفي أن يعنى به الدماغ ولعل كلمة "التي " جاءت للتوكيد على أن المعنية بالقول هي القلوب فعلاً.
وانظر إلى الآيات التالية:
- ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا جاؤوك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين
-وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا
- ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبداً"
لاحظ في الآيات الثلاث السابقة بأن الأكنة - وهي الأغطية - جاءت لتكون سبباً في منع الكفار من أن يفقهوا القرآن أو أن يفقهوا آيات الله، ولاحظ أن هذه الأكنة أو الأغطية التي تمنع عملية الفقه إنما هي موضوعة على القلوب، وهذا دليل على أن مكان الفقه هو القلب. فبتغطيته عدم الفقه.
وانظر في الآيتين التاليتين تأثير الطبع على القلب وهو عدم الفقه:
- رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون"
- ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون"
وانظر إلى هذه الآية أيضاً:
- بل قلوبهم في غمرة من هذا ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون"
ومعنى كلمة غمرة أي غفلة وجهالة، فوصفت قلوب الكافرين بأنها جاهلة أو غافلة وهذا يؤكد أن مكان الفقه هو القلب.
وهنا أود التأكيد بأن ما تقدم من القول لا ينفي أن مكان التفكير في الجسم هو الدماغ، ولكن أود التأكيد بأن المكان الذي نعقل به ما فكرنا به إنما هو بالقلب.
وهذا أيضاً ما يجب أن نلاحظه بالنسبة للدواب والحيوانات.
فهل يوجد للدواب أدمغة ؟
نقول "نعم"
وهل تفكر الدواب بهذه الأدمغة ؟
نقول "نعم"
فلماذا لا تعقل بأدمغتها؟
نقول "لأن مكان العقل هو القلب"
فهل للدواب قلوب ؟
نقول "نعم"
فهل يعقلون بها ؟
نقول "لا"
سيقول البعض وما أدراك أنهم لا يعقلون بها ؟
فنقول تدلنا الآية التالية "لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل"
هذا ما يؤكد لنا أن الأنعام لا تفقه بقلوبها.
ولاحظ بعد وصفهم بالأنعام قوله تعالى "بل هم أضل" ومحله أن الأنعام لا تفقه بطبيعتها ومع ذلك اهتدت لوجود الخالق فسبحت بحمده أما الكافرين فهم لا يعقلون ولا يفقهون كالأنعام وزادوا عليه أنهم أشد ضلالة حيث أنهم لا يسبحون الله ولا يعبدونه. "إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلاً"

وهذه بعض الآيات التي تتحدث عن أولي الألباب ولاحظ علاقتها بالقلوب.
- "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون"
في تفسير فتح القدير للشوكاني يقول:
قرأ أبو الجوزاء "ولكم في القصاص حياة" قيل أراد بالقصص القرآن: أي لكم في كتاب الله الذي شرع فيه القصاص حياة، أي نجاة، وقيل: أراد حياة القلوب، وقيل: هو مصدر بمعنى القصاص، والكل ضعيف
وفي تفسير البيضاوي يقول:
وقرئ في القصص أي فيما قص عليكم من حكم القتل حياة، أو في القرآن حياة للقلوب. " يا أولي الألباب " ذوي العقول الكاملة
وهنا نرى بأن بعض المفسرين رأوا أن الخطاب جاء لأصحاب العقول والألباب وذلك لحياة قلوبهم التي تعقل بطبيعتها، فتتزايد حيوية هذه القلوب بفقهها الحكمة من القصاص، فجاء الخطاب مباشراً لأولي العقول والألباب دون غيرهم. والله اعلم
- انظر للآيات التالية
"الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب"
"أعد الله لهم عذابا شديدا فاتقوا الله يا أولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا"
"قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون"
تذكر معي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكره الإمام مسلم في صحيحه _ كتاب البر والصلة والآداب – باب تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره :
في حديث)لا تحاسدوا)حيث قال "التقوى ههنا" وأشار إلى صدره ثلاثاً قاصداً القلب.
لاحظ في الآيات "واتقون يا أولي الألباب" "فاتقوا الله يا أولي الألباب"
جاء الخطاب يدعوا أولي الألباب للتقوى، وحيث أن مكان التقوى في القلب فيأتي الخطاب لذوي القلوب المستعدة وذات الأرضية الخصبة لتقبل التقوى ألا وهي القلوب العاقلة ولذلك خصص أولي الألباب دون غيرهم. والله أعلم
- أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألباب"
جاء في تفسير البيضاوي :
"أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق"فيستجيب ."كمن هو أعمى "عمى القلب لا يستبصر فيستجيب ، والهمزة لإنكار أن تقع شبهة في تشابهها بعدما ضرب من المثل ."إنما يتذكر أولو الألباب"ذوو العقول المبرأة عن مشايعة الألف ومعارضة الوهم.
ومن التفسير هنا نرى أن أعمى القلب كان نقيضاً لمن يعلم في قوله "أفمن يعلم" وجاء الخطاب هنا لأولي الألباب ليتذكروا... فنفي عنهم عمى القلب بعقلهم وفقههم. والله أعلم
- "يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولو الألباب"
يقول عبد الله الشيرازي في تفسير البيضاوي:
" وما يذكر " وما يتعظ بما قص من الآيات ، أو ما يتفكر ، فإن المتفكر كالمتذكر لما أودع الله في قلبه من العلوم بالقوة . " إلا أولو الألباب " ذوو العقول الخالصة عن شوائب الوهم والركون إلى متابعة الهوى .
وفي هذا التفسير ما يدل على أن التفكر في العلم يكون بالقلب، على خلاف التفكير الذي يكون بالدماغ. والله اعلم
- هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب"
قوله" فأما الذين في قلوبهم زيغ " يدل على أن العلم الذي في قلوبهم لم يكن راسخاً ما أدى إلى اتباعهم ما تشابه منه. ويدلل على قلة علم قلوبهم تتمة الآية وهو قوله" والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا " وهو يدل على رسوخ العلم في قلوبهم ما أدى إلى إيمانهم بمجمله. وقد حصر أولئك بأنهم هم أولي الألباب.
ثم يأتي دعاؤهم في الآية التي تليها "ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب" وهذا دعاء من أولي الألباب بأن يثبت الله قلوبهم على فهم الكتاب والإيمان بمجمله من محكم ومتشابه.
وفيه ما يدل على أن مكان العقل في القلب. والله أعلم.

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر