الخوف لن يأخذك إلى الله بل الحب سيجلبه إليك

القرآنيون أو أهل القرآن هم دعاة وباحثون ينادون بالعودة إلى جوهر الاسلام الحقيقي أي القرآن الكريم وحده الذي يعتبرونه المصدر الوحيد للشريعة.

مراقب: أنيس محمد صالح

شارك بالموضوع
faraj
مشاركات: 249
اشترك: يونيو 16th, 2006, 12:45 am
المكان: yemen

يونيو 21st, 2008, 9:03 pm

[size=18]عزيزي شغل عقلك [/size]

أن لحظات المشاعر والأحاسيس الجميلة الذي وصفتها لا يمكن إن تعيدك إلي الخلف فالأحداث الجارية حالياً، والتي تجري في عالم اليوم، لهي امتحان للناس جميعا ومناسبة لكي يظهر كل منهم بجوهر عمله فيما آمن به واعتقده و والواقع الطبيعي المُعاش هو إن الله أعطاك كل ما أنت بحاجة إليه، منحك النور الداخلي. وهو دائماً الى جانبك ومعك ليساعدك على التمييز بين الصح والغلط، يغمرك بغبطته ورضاه. لا تكن مثل أولئك المستلقين على قارعة الطريق بانتظار من يقلهم معه، فهذا مضيعة للوقت وهدر للطاقة الكامنة فيك. و مبدأ التسليم والاستسلام، هو من المبادئ الأساسية في العلاقة الدينية مع الله والوصول الي حبة ما عليك إلا إن تستسلم وتسلم وجهك لله. وهذا هو المبدأ و هو الذي يفتح الطريق أمام المؤمن للوصول إلى الحضرة الإلهية ومحبة الله.

و حقيقة الحُب لله وحده لا شريك له لا تدعوك إلي إن تكره من يعتدون ويحاربون الله ورسوله فعندما تغيب الأفكار ويبقى ذهنك صافياً عندما لا يكون عندك خيار وتكون لأمر الله مسلّماً,عندما لا يكون هناك كلمات ويكون قلبك فاعلاً عندها ستدخل في الدين الحقيقي

الخوف لن يأخذك إلى الله.... بل الحب سيجلبه إليك... الله معنا كل لحظة، إنه في قلوبنا النابضة، في رئتينا حين نتنفس لكن المشكلة هي أننا ـ أحياناً ـ لسنا مع الله. نريده أن يكون معنا ولنا، في حين لا نحاول التقرّب منه. حين تصبح مع الله، نعي أهمية الحياة، نعي أن علينا الإحساس بالشكر والامتنان ونعي أهمية وجودنا. الحكيم اوشو

والله في الأصل لا يكره أحد وتحقيق القانون والتشريع الإلهي الذي طرحته كلام عظيم جدا ولا نستطيع أن نفهم معناه الا إذا أصبح ذهننا نقيًّا متجردا، لا يعكر صفو سكينته شيء، حرًّا من الآراء والأديان المذاهب الضيقة والانفعالات والجدالات الغير مجدية – إذ وحدها تلك الحال تصلح أرضًا طيبة لنبات الإدراك الروحي القادر على استشفاف الحقيقة.
و الشرط الأول والرئيسي الذي يجب أن يلبِّيه مَن يريد أن يتبع "دين الحقيقة" هو شوق عميق متواصل إلى الكشف عنها. وهذا يتطلب قطعًا تقويض أحكامه المسبقة وقناعته بأنه يعرف أصلاً. فالحقيقة لا يكتشفها ذهنٌ أسير للعادة والرأي والتعصب ، ومن أكبر الموانع التي تردع الإنسان عن الوصول إلى الحق هي اضطراب الميزان الذي يزن به القضايا ويقيم به الأمور، لأن هذا المانع يدفع الإنسان إلى إدراك الحقيقة بصورة ناقصة ومن دون استيعاب كل عناصرها وأجزائها وصفاتها، ومن هنا تلتبس الأمور على الإنسان.

فلماذا يا عزيزي تبحث عن النور وحب الله خارج ذاتك؟
"ان عالمنا اليوم أصبح بحاجة إلى مؤمنيين يعيشون مع الله ويعرفونه أكثر ممّن يتكلمون عنه".
فالمحب حقيقة يجب أن يتجرد عن كل ما يشغل عن الله وأن لا يحب إلا الله, بمعنى أن لا يكون في قلبه شيء غير الله , فالذي ليس في قلبه إلا حب الله يستوي عنده وجود كل ما سوي الله وعدمه لأن من وجد الله وجد كل شيء ومن لم يجد الله فما وجد شيء, فكل ما سوي الله وجوده جائز سبقه عدم ويلحقه عدم فهو عدم.

وأنت يا عزيزي لم تجد الله بعد ما وجدته حتي الآن واعذرني لرأي هذا هو مجموعة من التناقضات الغريبة عن الله وهي ما ذكرتها في ردك (خليط من الخير والشر والحب والكراهية والهدى والضلال والإيمان والكُفر وخليط من كونه إنسان وفي جانبه الآخر لا يخلو من الحيوانية بوحشيتها وسكونهاوووووو)

وهي مجرد أسماء وعبارات وشعارات من مخزون وتراث الأديان تلبِّي أذواق البشر وتُضاعِف – جهلاً – الاختلافاتِ فيما بينهم وهذا الأمر هو الذي فطن إليه كبار العلماء، من فيزيائيين وبيولوجيين ونفسيِّين ودينيين وأطباء ومربِّين وموجِّهين، فأخذوا، أكثر فأكثر، يعودون ببصيرتهم ليستكشفوا ويتحقَّقوا ما كانوا، في سعيهم وشغفهم وإلحاحهم المثابر للوصول الي معرفة انفسهم اولا ليصلوا الي معرفة ربهم
من عرف نفسة فقد عرف ربة
وهكذا تبدأ رحلة التغيير والسفر من الفرد لتعمّ المجتمعات والأمم، والعائلة الإنسانية بأجمعها بعودتها الى رؤية ذاتها، وفي مرآتها النورانية المستمدة أنوار جمالها وكمالها وعزتها من العزة الإلهية، فيبحث الإنسان عن الله في ذاته ويكتشفه في أعماق نفسه الشريفة ذمة وضميراً، وأمانة يجب أداؤها وهذا هو الصدق الذي هو الإيمان والتوحيد بكماله، وهذه هي الصلاة الحقيقية، ومهما كانت الطقوس والتعبدات، والعادات التي يمارسها تقليداً أصبحت مقدسة على مر الزمن، بل أصبحت القداسة محصورة في مثل تلك التقاليد والمظاهر والممارسات، والمناسك والعبادات والفروض، والواجبات يقوم بها المتدين، ويظن أنه أدى حق الله عليه، تكليفاً تقليدياً دون تعقل وروية في معنى وغرض الصلاة التوحيدية التي لا تتم إلا عندما تتصل الإرادة بالمشيئة، فتكون الصلاة صحيحة، وتشرق أنوار الشمس الأحدية، وتبعث الدفء في القلوب النفية، فتمتلئ بالحب والثقة والإيمان، ويخاطب العقل النفس بكلمة الإخلاص لتكميل المعرفة بجد، ويفتح الخير أبوابه فتشع بروق خيال النور، وتفوز العقول الصافية والنفوس المتصافية الراضية المرضية بمملكة المعالم الإلهية، وهذه هي نعمة الديّان وحقيقة الصلاة التوحيدية الموصولة بالثقة والإيمان والبرهان.

تذكر... عندما تمتلئ الغيوم ماءاً فعليها أن تُمطر. وعندما تمتلئ الأزهار عطراً فإن عليها أن تهبه إلى الرياح لتنشره. وعندما يُضيء المصباح فمن المفروض أن يشعّ الضوء منه...لقد حدث شيء مشابه، وتقوم الرياح بحمل بعض بذور الثورة مني...ليس لدي أي فكرة في أي حقل ستهبط ومن سيعتني بها... كل ما أعرفه أنه من مثل هذه البذور حصلتُ على أزهار الحياة والحياة الأبدية، واقتربتُ من الله. الحكيم اوشوالحَمْدُ للهِ الّذي يُنَزِّلُ ما يَشآءُ بِأمْرِهِ سُبحانَهُ وَتَعالَى عَمَّا يَصِفُونَ يَا إِلَهِي كَيْفَ أُثْنِي عَلَيْكَ بَعْدَ عِلْمِي بِقَطْعِ الكُلِّ عنْ عِرْفانِكَ وَكَيْفَ لا أَدْعُوكَ وَأَنَّ فُؤادِي لَمْ يَسْتَقِرّ إِلاَّ بِذِكْرِكَ فَأَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللهُ المَحْبُوبُ الَّذِي لَنْ يَعْرِفَكَ شَيْءٌ وَلا قَدَّرْتَ لأحَدٍ سَبِيلاً إِلَيْكَ إِذَاً ذَاتِيَّتُكَ هِيَ الكَيْنُونِيَّةُ الكافُورِيَّةُ الَّتِي هِيَ بِنَفْسِها مُقَطَّعَةُ الجَوْهَرِيّاتِ عَنِ البَيَانِ وأنَّ كَينُونِيّتِكَ هِيَ الذَّاتِيَّةُ السَّاذَجِيَّةُ الَّتِي بِنَفْسِها مُمْتَنِعَةُ المادِّيَّاتِ عَنْ العِرْفانِ فسُبْحانَكَ وَتَعَالَيْتَ لَمَّا أَيْقَنْتُ بَأَنْ لا سَبِيلَ لِي إِلَيْكَ. حضرة الباب

ولو تتبعنا خطى الرسالات الإلهية التي أوحى الله بها إلى الموكب الكريم من الأنبياء والمرسلين في القرآن الكريم، لوجدنا أن الرسالات الإلهية جميعها من حيث مضمونها تهدف إلى حقيقة واحدة وحيدة، هي: تعريف الإنسان بحقيقة وجوده في هذه الدنيا، ومصيره بعد رحيله منها، ومن ثم علاقة الله الخالق به، وعلاقته بالخالق.
لقد ذهب الدين كما جاء ولا يغير من هذه الحقيقة صورة الدين الشكلية التي ظلت معلقة على جدران الحياة عبر القرون فقد خلط ومنذ البداية علماء وفقهاء ومفسري السلف بين موضوعات الكتب والرسالات الإلهية، حيث يعتقدون أنها جملة أسماء لموضوع واحد، فينتج عن هذا الخلط كثير من المعلومات والمفاهيم الخاطئة، التي تشوش على الناس فهمهم لموضوعات كتاب الله ودينه، و إنا لست ضد الدّين؛ ولكني ضد أدلجة وتسييس وتأويل وتفسير الدين.

عزيزي أعذرني فمن الجائز أن أكون قد أخطأت أو بالغت في بعض ما طرحتة، ولكن أمرين يجب ألا يقع عندهما خلاف ولا يسوء فيهما فهم؛ أحدهما أني كنت مخلصاً في جميع ما كتبت، وأني ما أردت إلا خدمة الحق وخدمة أمتنا العزيزة. وليكن هذا شفيعاً لي عند من يخالفني في بعض المسائل أو بعض الشروح والتفصيلات. وثانيهما أني لم أحاول إلا أن أكون مؤمناً بالله ورسله وكتبه واليوم الآخر..
يقول فراس السواح: [الدِّين محرِّر، لكنه من أكبر المقيِّدات إذا تحوَّل إلى إيديولوجيا ناجزة وضاغطة على الفرد..
يقول الدكتور محمد الحلواني في احد مقالاتة إن الإنسان يعتنق الأديان لأسباب عقلية و حاجات منطقية ،و لكنه يؤمن على خلفية عاطفية . وهناك أسباب متعددة لهذا الإيمان ، فمثلا يتعلم الإنسان منذ الصغر أنه لابد أن يؤمن بالله ليكون إنسانا طيبا يحبه المجتمع ،و أن الله سيساعده لو آمن به، وأيضا سيعاقبه لو لم يفعل ، و أن الإيمان و التدين يجعلان الإنسان فاضلا ، رغم أن هذه الفضيلة لم ألاحظها في المتدينين !.

هناك حقيقة ثابتة يدركها الجميع (متدينون كانوا أم علمانيون )؛ وهي استحالة إلغاء الشعور الديني عند الإنسان. هذا الشعور الروحي ترسّخ في النفس البشرية منذ آلاف السنين، وتعزّز بالتوارث والتربية، وغدا مستحيلا انفكاكها عنه. الشعور أو الإيمان بقدرة ما ورائية (بغض النظر عن مسمياتها وصفاتها في النص الإلهي) يولِّد حاجة للدين في نفس الإنسان فعلي الإنسان إن يبحث عن نفسه وربة فلماذا نبحث عن النور خارج أنفسنا.
الطريقة الوحيدة لبلوغ الحقيقة هي أن يكون المرء، من دون أيِّ وسيط، تلميذ الحقيقة نفسها
وأخيرا إنا لم أيأس وفهمت وعرفت إن اليأس وكما يقول الباحث الإسلامي محمد فتح الله كولن عفريت يقطع عليك الطريق، وفكرة العجز وانعدامِ الحيلة مرض قاتل للروح، والذين برزوا في تاريخنا المجيد برزوا لأنهم ساروا بكل عزم وإيمان. أما الذين تركوا أنفسهم لمشاعر العجز والقنوط فلم يقطعوا أرضاً، ولا ساروا مسافة، بل ضاعوا في الطريق، فمن ماتت عندهم المشاعر والأحاسيس، ومن فقدوا قابلية الحركة لن يقطعوا طريقاً، والنائمون لا يستطيعون الوصول إلى الهدف. أما الذين فقدوا عزمهم وإرادتهم فلن يستطيعوا البقاء قطعاً على أرجلهم مدة طويلة.
ويقول المفكر عبدالله القصيمي

إيماني بالله والأنبياء والأديان ليس موضوع خلاف بيني وبين نفسي أو بيني وبين تفكيري. ولا ينبغي أن يكون موضوع خلاف بيني وبين قرائي.. ولو أردت من نفسي وعقلي أن يشكا لما استطاعا، ولو أرادا مني أن أشك لما استطعت. ولو أني نفيت إيماني لما صدقت أقوالي. فشعوري أقوى من كل أفعالي ! (...) إن الحقائق الكبرى لا تسقطها الألفاظ, كذلك الإيمان بالله والأنبياء والأديان من الحقائق القوية التي لا يمكن أن تضعفها أو تشك فيها الكلمات التي قد تجيء غامضة أو عاجزة أو حادة لأن فورة من الحماس قد أطلقتها. إن إيماني يساوي: انا موجود، إذن أنا مؤمن. أنا أفكر, إذن أنا مؤمن. أنا إنسان إذن أنا مؤمن ).

اعتذر عن الإطالة وأشكرك لتفهمك
فرج

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر