اللغط حول غروب الشمس في العين الحمئة

القرآنيون أو أهل القرآن هم دعاة وباحثون ينادون بالعودة إلى جوهر الاسلام الحقيقي أي القرآن الكريم وحده الذي يعتبرونه المصدر الوحيد للشريعة.

مراقب: أنيس محمد صالح

شارك بالموضوع
محمد فادي الحفار
مشاركات: 106
اشترك: إبريل 22nd, 2008, 9:47 am
المكان: أوكرانيا

يونيو 26th, 2008, 5:22 pm

إخواتي وأخواتي الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد
كثيرا ما أزعجني في بعض المواقع على الإنترنيت والتي تنال من رسولنا الكريم وقرأننا الحكيم بسبب الحديث المدسوس في رسالتنا السمحة من الباطل على لسان أشرف البشر وصاحب الأمانة سيدنا محمد ( ص ) ...
وأكثر ماأزعجني وأرقني قولهم بأن إله الإسلام والعياذ بالله لايدرك بأن الأرض كروية وأنها تدور حول الشمس مما يجعله يقول بأن الشمس تغرب في عين حمئة بقصة ذي القريني ....
ومشكلتي تكمن في أنني أعلمها علم اليقين بفضل المولى سبحانه وتعالى , غير أن أكثر المواقع تحذفها لي لأسباب في نفس يعقوب ....
وعليه :
وعلى بركة الله سبحانه وتعالى فإنني سأطرح عليكم هنا وعلى موقعنا الكريم هذا قصة ذي القرنين كما أرها عسى الله سبحانه وتعالى أن يفتح عليكم وتأخذوا بها لتقارعوا أهل الضلال على مواقعهم إذا ماطرحوا عليكم هذا السؤال ظن منهم بأنه سؤال تعجيزي للمؤمنين بالمولى سبحانه وتعالى ولكتبه الحكيمة .
يقول الذكر الحكيم حول ذي القرنين التالي :

1- ((( ويسالونك عن ذي القرنين قل ساتلو عليكم منه ذكرا ))) الكهف 83

2- ((( انا مكنا له في الارض واتيناه من كل شيء سببا ))) الكهف 84

3- ((( فاتبع سببا الكهف ))) 85

4- ((( حتى اذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما قلنا يا ذا القرنين اما ان تعذب واما ان تتخذ فيهم حسنا ))) الكهف 86

5- ((( ثم اتبع سببا ))) الكهف 89

6- ((( حتى اذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا ))) الكهف
90

7- ((( ثم اتبع سببا ))) الكهف 92

8- ((( حتتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا ))) الكهف 93

9- ((( قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننَا وبينهم سدا ))) الكهف 94

10- ((( قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما ))) الكهف 95

11- ((( آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتّى إذا جعله نارا قال آتوني أُفرغ عليه قطرا ))) الكهف 96

12- ((( فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا ))) 97

13- ((( قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا ))) الكهف 98


هذا ماجاء في كتاب الله الحكيم حول ذي القرنين ولاشيئ سواه ....
وعليه :
دعونا نتتبع أثر القصة لنرى الفراق الواضح بين سرد القرأن الكريم لها وبين شرح السلف بما إستلهموه من عقولهم وبحسب زمانهم ليكون إجتهادهم بالتفسير هذا عبارة عن كارثة للأجيل اللا حقة .....
وعليه :
من المعروف سيدي بأن القرأن الكريم كتاب قصص على أعلى مستوى , ناهيك عن أنه كتاب حكمة ونور وعلم .....
أي :
وبما أنه كتاب قصص فلابد أن يكون على أعلى درجة من السرد الفني لكي يطلق عليه كتاب أحسن القصص ......
ولكي تكون واثق من أنه كتاب قصص على أعلى مستوى فلك أن تقراء الأية الكريمة التالية :

((( نحن نقص عليك احسن القصص بما اوحينا اليك هذا القران وان كنت من قبله لمن الغافلين ))) يوسف 3

وعليه :

دعونا نتابع السرد القصصي في القرأن الكريم لقصة ذي القرنين ونرى كيف يرويها لنا المولى سبحانه وتعالى لنعياش أحداثها :
تبدء قصة ذي القرنين عزيزي القارء على النحوا التالي :

1- ((( ويسالونك عن ذي القرنين قل ساتلو عليكم منه ذكرا ))) الكهف 83

إذا فالبدية هي سؤال من الناس للراوي ,
ولاكن .... من هو الراوي بعد الله سبحانه وتعالى ؟؟
أنت تعلم سيدي القارء بأننا قرأنين ....
أي أننا لانأخذ بالأحاديث أيا كانت , لأننا وبكل بساطة نؤمن بأن أحسن الحديث والصادر عن لسان المصطفى (ص) هو القرأن الكريم .....
وعليه :
فواضع القرأن الكريم ومخرجه لنا – والذي هو محمد (ص) بما أنه قد خرج على لسانه - شيئ ... وراوي القرأن الكريم والمحدث به شيئ أخر تمام ....
أي :
دعوني أحدثكم هنا برؤيتي لبعض قصص القرأن الكريم والتي تجعل مني الراوي هنا ,
وهذا ليس بتشريف لي كما قد يظنه البعض وإنما هو تكليف من الله سبحانه وتعالى , بحيث أنه ولكل مجتهد نصيب كما وأنه لكل مؤمن برواية من روايات القرأن الكريم حظ في أن يصبح هو الراوي عوض عني .
وعليه :
سأتلو عليكم من قصة ذي القرينين ذكرا وأقول :
كان ذي القرنين ياسادة ياكرام وبحسب الوصف القرأني الكريم أميرا وحاكم وعلى درجة عالية من الحكمة لقوله سبحانه وتعالى :

2- ((( انا مكنا له في الارض واتيناه من كل شيء سببا ))) الكهف 84

ومكنا هنا تعني تقوية أركان ملكه من كل النواحي ...
ثم تأتي بعدها وأتيناه من كل شيئ سببا لتأكد لنا بأنه يملك تنوع من كل شيئ ... فهو صاحب مال وسلطان وعلم وجاه وغيره من كل سبب .
ولن أتسرع هنا وأقول جازم بأنه هو الإسكندر المقدوني وإنما سأترك هذا القول الفصل لكم وبعد أن أنتهي من سرد روايتي القرأنية الكريمة وأقول :
كان هذا الامير أو الملك كما قلنا صاحب جاه وسلطان ومال وحكمة وغيره .....
وقد قرر هذا الشاب أن يقوم بمغامرة إستكشافية لما حوله من العالم القديم ليزداد إطلاعه وملكه حيث أنه كان طموح جدا لقوله تبارك وتعالى :

3- ((( فاتبع سببا ))) الكهف 85

أي أن الأسباب التي كانت عنده من مال وجاه وسلطان وعلم لم تكن لتكفيه وإنما أراد أن يتبع فيها ويزيدها لقوله سبحانه وتعالى فأتبع سببا .
وعليه :
فقد خرج هذا الشاب من بلاده على رأس جيشه .....
وقد يقول لي البعض هنا ومن أتيت بهذا الجيش !!!
فأقول له بأننا قد أصبحنا نعلم بأن ذي القرنين قد إمتلك من كل شيئ سببا , مما يجعل السلطان الذي هو عليه والذي يندرج ضمن الخلق والعباد واحد من هذه الأسباب التي يملكها , وعليه ولرجل كهذا يريد أن يخرج برحلة إستكشافية بحثية فلابد له وأن يخرج معه في رحلته هذه حاشية ضخمة على أقل تقدير بحيث يصح أن نطلق عليه كلمة جيش .
وعليه :
فقد خرج هذا الملك الشاب مع جيشه من مدينته متخذا له الوجهة الغربية من بلاده لقول الأية الكريمة :

4- ((( حتى اذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما قلنا يا ذا القرنين اما ان تعذب واما ان تتخذ فيهم حسنا ))) الكهف 86

مما يدل بأن إتجاهه كان غرب بتجاه مغرب الشمس ,
وقد يكون سبب هذا الإتجاه نحوغرب الشكس هو السؤال الذي كان يدور في خلده منذ زمن طويل , وبما أن الحكمة هي إحدى الأسباب التي إمتلك منها فلابد وأنه كان يبحث لجواب عن تسؤلاته الكثيرة ومن بينها شروق الشمس وغروبها - تذكروا هنا حادثة الحصان الجامح مع الإسكندر المقدوني والتي تصلح لأن تكون الدافع المنطقي لهذا التساؤل - ليعرف إلى أين تذهب عندما تختفي في الأفق ومن أين تأتي كل صباح ....
وعليه :
فقد إتجه بحملته هذه بتجاه مغيب الشمس باحث عن جواب لسؤاله الذي كان يدور في خلده يوم من الأيام , وليصل بهذا لبحيرة عظيمة توحي للناظر لها بأنها بحر لكبرها بحيث لايستطيع أن يدرك أبعدها بنظره .
وقد شائت الصدف حينها أن تتفجر في هذه البحيرة وفي المكان الذي تواجد فيه هذا الشاب المغامر والباحث عن أجوبة لأسئلته حمم مائية بركانية جعلت من البقعة التي قد وصل إليها بحيرة من الماء المغلي مما جعله يتأكد بأن الشمس تغرب في هذا البحر العظيم من كل بد , حيث أن السائد حينها وفي عصره بأن الأرض مسطحة مما يؤكد بأن هذا الجهة من العالم هي حتما نهايته التي تغرب فيها الشمس .
وعليه , فقد إقتنع ذي القرنين بما لا يدع مجال للشك عندما رأى هذا المنظر بأن الشمس تغرب في هذه العين الحمئة ....
وبما أنه قد وجد جواب لسؤاله حول مغيب الشمس فقد قرر أن يلتف بجيشه ويعود بتجاه المشرق ليعرف من أين تطلع الشمس طالما أنه قد علم مكان مغيبها .
وقد يقول لي البعض هنا بأنني أؤلف رواية من عقلي ومخيلتي دون شواهد كافية من القرأن الكريم فأقول لك :
أنظر معي إلى الأية الكريمة لتفهم قولي بأن القرأن الكريم كتاب قصص رائع لمن أراد أن يقرءه بحب وشغف وإيمان وليس لأنه كتاب مقدس يوضع على الرفوف كرقية للبيت وأهله الجاهلين لما فيه من علم عظيم وممتع في نفس الوقت , ولتدرك حينها بأنه يقص عليك القصص من خلال وجهة نظر صاحبها ..... أي أنه يجعلك تعايش الحدث بأدق تفاصيله كما يقولون بلغة أهل الفن .
تقول الأية الكريمة التالي :

((( حتى اذا بلغ مغرب الشمس //////// فمن هوا الذي بلغ مغرب الشمس ؟؟؟؟ بالطبع فإن ذي القرنين هو من بلغ مغرب الشمس .
وجدها تغرب في عين حمئة /////// فمن الذي وجدها تغرب في عين حمئة ؟؟؟؟ من كل بد فإنه ذي القرنين من وجدها تغرب هكذا .
أي أن الله سبحانه وتعالى يخاطبنا خطاب قصصي من خلال وجهة نظر صاحب الحادثة لنعايشها معايشة واقعية وكأننا معه فيقول لنا بصريح العبارة بأن ذي القرنين هو من وجدها على هذا الحال
وعليه :
فإننا بهذا نسكت أولائك الذين يتقولون على الله سبحانه وتعالى من أنه يقول بأن الشمس تغرب في عين حمئة , على حين أنه يحدثنا بإخرج وإنتاج سنمائي قصصي على أعلى وأرقى مستوى للفن منذ 1400 سنة , ليعلمنا بهذا بأنه هناك مايدعى بالسرد القصصي الذي يروى من خلاله وجهة نظر صاحبه ... وهذا مايسمى بمعايشة الحدث .

ولماذا لم يوضح القرأن لنا هذا ياسيد فادي كما توضحه أنت الأن ؟؟؟؟؟؟

لأن القرأن ياصاحبي كتاب قصص جميلة , ويريد منك أن تعمل عقلك .... ويريد منك أن تعايش الحدث .... وأن تستمتع بالعلم ..... وأن تطور مواهبك وإمكاناتك البشرية نحوا الأفضل ... لا أن تحول قصصه الجميلة إلى كابوس مرعب يتلف أعصاب إخوتك الصغار إذا ماكنت أنت الراوي الذي يريد أن يجعل من نفسه الأخ الأكبر بين إخوته .

وكيف ترائت الشمس لذي القرنين على أنها تغرب في هذه البحر الكبير ذو الماء المغلي ياسيد فادي وهو رجل كبير بالغ ؟؟؟

بسيطة جدا ياحبيبي ......
عد بذاكرتك إلى الوراء وعندما ذهبت مع أهلك للبحر لأول مرة وتذكر إنطباعك الأول حول الغروب .... ألم تعتقد حينها بأن الشمس تغرب في البحر ؟؟؟؟
فالموضوع هنا ليس موضوع رجل كبير أم طفل صغير سيدي الفاضل وإنما هو موضوع رؤية بشرية مازالت في مراحل طفولتها والتي كانت تقول فيهخا بأن الأرض مسطحة ولها أطراف على هاوية مما يؤكد بأن الخداع البصري قائم حينها لأن مقوماته والتي هي النظر من خلال العين وليس من خلال العقل قائمة بأعلى درجتها .
ولكي لايقول لي هنا أحد المسفسطين من أن القرأن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى مما يؤكد بالدليل القاطع بالنسبة له على الأقل من أن الله سبحانه وتعالى هو من يقول بأن الشمس تغرب في عين حمئة لقوله ( وجدها ) أقول له :

إن وجود الشيئ بين البشر والبشر يعود على بعضهم بعض لأنهم في زمن واحد .
فعندما أقول أنا الإنسان بأنك أنت من وجد كنزا يكون كلامي هذا تأكيد صريحا وواضحا مني من أنك أنت من وجد هذا الكنز فعلا لأننا من جنس واحد هو الجنس البشري ونتحدث لغة واحدة ( لغة الزمن الواحد ) .
أما في حالت الإختلاف بين كينونتين فتختلف المعاير كلايا
فكلام الله سبحانه وتعالى لنا لن يكون في يوم من الإيام بلغة زماننا لأنه وبكل بساطة ( خارج الزمن ) .
أي أن الله عندما يخاطبنا فإنه يخاطبنا بلغتنا وعلمنا وعلى لسان واحد منا لكي نفهم كلامه أي (بلغة زمننا ) .
فخطاب الله سبحانه وتعالى لنا خطاب عام وليس خطاب خاص ....
وتستطيع أن تميز كلمت وجدها ومشتقاتها كحقيقة ثابته إذا كان الخطاب الإلهي يتحدث عن كون الذات الإلهية هي من وجدت الشيئ كقوله :
((( لقد وجدك يتيم فأوى )))
فالله سبحانه وتعالى هو من وجد الإنسان هنا وعلى هذه الحالة بخطابه الواضح والصريح لمحمد ( أو البشرية ) بشكل عام في شخص محمد(ص) فيقول :

لقد وجدك الله يتيما يامحمد ( أو أيها الإنسان ) وهذا صحيح هنا مئة بالمئة من حال الإنسان الذي وجده وأوجده الله عليه .....
لقد وجدك الله ضالا يامحمد ( أو أيها الإنسان ) وهذا صحيح أيضا مئة بالمئة من حال الإنسان .....
لقد وجدك الله عائلا يامحمد ( أو أيها الإنسان ) .....

وعليه :

فكل مايجده الله سبحانه وتعالى هو حقيقة علمية ثابته لاخلاف عليها لأن علم الله ثابت بخروجه عن ( الزمن ) .
وكل مايجده الإنسان هو عبارة عن حقيقة متغيرة لأنه في حالت تطور حيث أنه ( داخل الزمن ) .
إذا ......
فالذي وجد الشمس تغرب بالعين الحمئة هو ذي القرنين وليس الله سبحانه وتعالى , لأنه تبارك وتعالى يخاطبنا بلسان واحد منا ومن داخل زمننا ... أي أنه وحتى محمد الذي خرج كلام الله من بين شفتيه لم يكن ليعلم حينها أين تغرب الشمس , وما كان لله سبحانه وتعالى أن يعلمه علم سابق لأونه فيخرجه بذالك خارج الزمن ...

فقول الله سبحانه وتعالى على لسان محمد ( ص ) حول ذي القرنين :
فوجدها تغرب في عين حمئة هو قول واضح تمام بأن ذي القرنين هو من وجدها هكذا وضمن زمانه والذي هو ضمنه .....
ولو أنها كنت حقيقة ثابته عنده تبارك وتعالى لكان قال لنا :
ألم تجدها تغرب في عين حمئة
كقوله في الحقائق السابقة التي تقول :
ألم يجدك يتيم فأوى ...
ألم يجدك ضالا فهدى ....
ألم يجدك عائلا فأغنى ....
وهذه كلها وكما ترى هي الموجودات التي وجدها الله سبحانه وتعالى في البشر ....
فهل عندك أية كريمة عن موجودات ثابته أخرى تأكد لنا بأن الله هو من وجد الشيئ ؟؟؟؟؟
وعليه .... وعودة إلى قصتنا الجميلة نقول :
وما إن أدرك ذي القرنين أن الشمس تغرب في عين حمئة من الجهة الغربية حتى إلتف بجيشه عائد بتجاه مشرق الشمس ليرى من أين تشرق لقوله سبحانه وتعالى :
5- ((( ثم اتبع سببا ))) الكهف 89
وعليه , وأثناء مسيره الطويل الذي أخذ يتجه صعود بين الجبال - لأنه ومن كل بد وبحسب معطيات عصر وأفكاره كان سيبحث عن مصدرها في الأعالي - ليصل إلى قمة مرتفعة من هذه الجبال كانت قد توضعت عليها مدينة صغيرة لقول الأية الكريمة :
6- ((( حتى اذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا ))) الكهف 90
وعليه :
فقد وصل إلى هذا المكان المرتفع وهذه المدينة الصغيرة التي خيل له حينها بأنها سقف العالم ونهايته حيث أن الشمس تشرق عليها ومن خلف قمة مستدقة تخترق السحاب مما يعيدنا لخداع البصر مرة أخرى , وليحسم أمره حينها - ذي القرنين - حول سؤاله الثاني بالنسبة لمشرق الشمس بعدما حسم أمره حول مكان غروبها .
وليتابع بعدها طريقه وربما عائد لمملكته أو فاتح لبعض الممالك في طريق عودته لقول الأية الكريمة :
7- ((( ثم اتبع سببا ))) الكهف 92
وأثناء هذا المسير ياسادة ياكرام وصل صاحبنا ذي القرنين إلى التالي :
8- ((( حتتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا ))) الكهف 93
ومن الواضح في الأية الكريمة هنا بأنه قد وصل لبلاد فيها أناس لغتهم غريبة في أكثر جوانبها عن لغته الأم لأنهم كانوا يستطيعون فهمه ويستطيع فهمهم في بعض الأشياء ولاكن بصعوبة لغوية لقول الأية الكريمة ( لا يكادون يفقهون قولا ) أي أنهم لو لم يكونوا يفهمونه أو يعقلون قوله بتاتا وكأنهم أقوام من غير جنسنا البشري لجائت الأية الكريمة تقول وبشكل قاطع ( لا يفقهون قولا ) .
كما وأن هذه البلاد التي وصلها ذي القرنين كان فيها سدين , غير أننا لانعلم بعد ماهية هاذان السدان .... هل هما سدان ماء على نهر أم أنهما سدان بمعنا سوران وحاجزان ...
وهذا ماسيتضح لنا في الأيات الكريمة التالية التي تقول :
9- ((( قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننَا وبينهم سدا ))) الكهف 94
وهنا نرى بأن أهل هذه البلاد قد توسموا خيرا في ذي القرنين من أنه رجل علم ورجل حضارة فأرادوا منه أن يصنع لهم سدا ليحميهم من قبليتين كانتا تغيران عليهم وتدعيان بيأجوج ومأجوج .
وقولهم هنا لذي القرنين بأننا سنعطيك خراجا أو مال إذا ما ساعدتنا على بناء هذا السد والذي جاء هنا بمعنا السور المانع من الأعداء وليس بمعنا السد المانع من الماء يؤكد بأن السدين السابقين هما عبارة عن سوران كان قد صنعهم أهل هذه البلدة ليصدوا عنهم غزوات يأجوج ومأجوج .
غير أن هذان السدان الذين صنعهم أهل المدينة ولأسباب تقنية في الصنع لم يكونا بالقدر المطلوب منهما في عملية الدفاع والصد لأن حضارتهم المعمارية مازلت بدائية , مما دفعهم هنا لأن يطلبوا من ذي القرنين بناء سد ثالث وبأسلب وطريقة حضارية كما هو الحال في بلاده كونهم أيقنوا من أنه رجل حضارة وعلم وقادر على أن يصتع لهم سور خير من أسوارهم ليؤدي الغرض المطلوب منه من في عملية الدفاع ضد هاتان القبيلتان البربريتان واللتان تدعيا بيأجوج ومأجوج ....
كيف بنا ذي القرنين سده ؟؟؟
بعدما طلب سكان المدنية من ذي القرنين بناء هذا السد وعرضا عليه المال , قال لهم بأنه ليس بحاجة للمال وإنما بحاجة لأن يشتركوا معه في هذا البناء لينجز بسرعة لقول الأية الكريمة التالي :
10- ((( قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما ))) الكهف 95
غير أن ذي القرنين فكر مليا ليجد هنا بأن السورين الموجودين أصلا سيفيدا بالغرض المطلوب منهما لو عدل عليهم تعديلا تقنيا ... فهذان السدان كان يأخذان شكل خطين متوازين كحاجزي منع وصد بحيث لو إخترق الأول فيكون الثاني مازال صامدا , غير أن هذه التقنية لم تكن لتفيد تجدي نفع مع ألة الخرق التي يستعملها العدوا والتي قد تكون عبارة عن شجرة ضخمة وعريضة ومستدق رأسها ليحملها عدد كبير من الرجال مندفعون بها بقوة بتجاه السور فيحدثون فيه فجوة تجعل من دخولهم للمدينة أمرا سهلا .
وكيف علمت ياسيد فادي بهذه المعلومة التاريخة ؟؟؟ هل نزل عليك الوحي !!!!!
الموضوع هنا سهل جدا ياسادة ياكرام لمن أراد أن يعمل عقله وأن يرفع الظلم عن كتابه الذي يؤمن به بكل جوارحه فيقول :
فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما ////// والردم هنا هو تعبئة فراغ ياسادة ياكرام , ولا أظن بأنكم من الجهل بحيث تقولون لي بأنه قد حفر حفرة ثم ردمها .... أو أن تتقولن على القرأن الكريم مالم ينزل الله به من سلطان وبذنب ليس ذنبي أو ذنب خالقي وإنما ذنبكم أنتم في قلة إطلاعكم على مابين يدكم من كتاب عظيم .
فهذا الفراغ الذي كان يريد ردمه لا بد له وأن يكون بين سدين ضعيفين ليؤدي الغرض منه في عملية الدفاع هذه .... وبما أن الأيات الكريمة تشير إلى وجود سدين ثم تتبع بعدها بموضوع الردم هذا فلابد لنا من أن نعمل عقلنا للتتضح لنا الصورة .
حيث أنه لو كان الردم هنا عبارة عن حفرة في الأرض ليردمها ذي القرنين لإستطعنا بأن نقول بأن ذي القرنين قد عبد الطريق أمام يأجوج ومأجوج ليقدم لهم خدمة جليلة قد يشكرونه عليها .
وعليه :
فلننظر ماذا فعل ذي القرنين :
11- ((( آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتّى إذا جعله نارا قال آتوني أُفرغ عليه قطرا ))) الكهف 96
إذا فقد دعم ذي القرنين الفراغ الواقع بين السدين - حيث أن الصدفين هنا هم الوجه الداخلي لكلا السدين المتوازيين - بالحديد وغيره من الردم بالتراب ليصبح السدين هنا عبارة عن سد واحد عريض ومتين بحيث يصعب خرقه أو تسلقه إذا ماوقف النبالة فوقه ليأدي ماهوا مطلوب منه من عملية الدفاع والصد .
ودليل متانته هذه كانت واضحة عندما هوجمت المدينة أثناء وجود ذي القرنين بها وباء الهجوم بالفشل لقول الأية الكريمة :
12- ((( فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا ))) 97
أي أنهم لم يستطيعوا تسلقه ( يظهروه ) ولم يستطيعوا خرقه بألة الخرق - الشجرة المستدقة أو ماشابه - لقوله ( نقبا ) ليكون بهذا قد أعان أهل هذه المدينة المنكوبة على الوقوف بوجه أعدائهم البرابرة .
وبعد هذا الهجوم غادر ذي القرنين المدينة وقال لأهلها بأن سورهم المنيع هذا سيبقى وبعون الله يحميهم من هجوم هاؤلاء البربرين حتى ينتهي أمره بإنتهاء صلاحيته - لأنه مهما كان متين فسيسقط مع الزمن - غير أنه كافيا لهم حاليا وربما لأجيال التي من بعدهم في عملية الدفاع من هجوم الغزاة :
13- ((( قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا ))) الكهف 98
وعليه :
فهذه هي قصة ذي القرنين الرائعة كما حدثنا بها القرأن الكريم وكما قصصتها أنا عليك أخي القارء الكريم ومن خلال معايشتي للحدث ولك أن تحكم عليها .
كل الود والإحترام للجميع .

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر