لا أستطيع أن أبطئ في سفري

القرآنيون أو أهل القرآن هم دعاة وباحثون ينادون بالعودة إلى جوهر الاسلام الحقيقي أي القرآن الكريم وحده الذي يعتبرونه المصدر الوحيد للشريعة.

مراقب: أنيس محمد صالح

شارك بالموضوع
faraj
مشاركات: 249
اشترك: يونيو 16th, 2006, 12:45 am
المكان: yemen

يوليو 11th, 2008, 7:48 pm

لا أستطيع أن أبطئ في سفري
فرج المطري


مع بداية أولى خطواتي على الطريق تعلمت أن أواجه نفسي بصدق وأدركت خطورة أن يفعل الإنسان الخطأ وهو يظن أنه الصواب.... ولكني

لا أستطيع أن أبطئ في سفري
فإن البحر الذي يدعو كل الأشياء إليه يستدعيني، فيجب عليّ أن أركب سفينتي وأبحر في الحال.
ولو أقمت الليلة ها هنا، فإنني ومع أن ساعات الليل ملتهبة سأجمد و أتبلور وأتقيد بقيود الأرض الثقيلة.
و إنني أود لو يتاح لي أن يصحبني جميع الموجودين هاهنا ولكن أنى يكون لي ذلك؟
فإن الصوت لا يستطيع أن يحمل اللسان، ولا الشفتين اللتين أعطينه أجنحة، وعليه وحده أن يخترق حجب الفضاء.
أجل والنسر يا صاح لا يحمل عشه، بل يطير وحده محلقا في عنان السماء.
وعندما بلغ المصطفى سفح التلة التفت ثانية إلى البحر، فرأى سفينته تدنو من المرفأ و أبناء بلاده يروحون ويجيئون على متنها
فهتف لهم من صميم فؤاده و قال :
يا أبناء أمي الأولى، أيها الراكبون متون الأمواج، المذللون مدها و جزرها، كم من مرة أبحرتم في أحلامي! وها قد أتيتم ورأيتكم في يقظتي التي هي أعمق أحلامي .
إنني على أتم الاستعداد للإبحار، و في أعماقي شوق عظيم يترقب هبوب الريح على القلوع بفارغ الصبر.
و لكنني أود أن أتنفس مرة واحدة في هذا الجو الهادئ، وأن ابعث بنظرة عطف واحدة إلى الوراء.
و حينئذ أقف معكم ملاحا بين الملاحين.
أما أنت أيها البحر العظيم أيها الأم الهاجعة.
أنت أيها البحر العظيم الذي فيك وحدك يجد النهر والجدول سلامهما و حريتهما،
فاعلم أن هذا الجدول لن يدور إلا دورة واحدة بعد، ولن يسمع أحد خريره على هذا المعبر اليوم و حينئذ آتي إليك يا رب


بيد أني لا أستطيع أن أبطئ في سفري
فإن البحر الذي يدعو كل الأشياء إليه يستدعيني فيجب عليّ أن أركب سفينتي و أبحر في الحال واعرف نفسي

إنّ السبب في عملية التحول والتغير هو معرفة عالمك الداخلي "نفسك، عواطفك، أفكارك
حيث تتحول نفس الطاقة التي كَانت تَسْحبُك للأسفل لتُصبح قوة جديدة. حيث العاطفة لتصبح شفقة، وتتحول الرغبة لتصبح حبّاً. يصاحب العاطفة آلاف المشاكل، في حين أننا نرى الشفقة لَها مشكلة واحدة فقط.
وهذه تجربةُ كُلّ أولئك الذين استيقظوا وعرفوا أنفسهم ووجدوا حقيقتهم، وعرفوا الجانب الروحي في أنفسهم، وأنهوا وأتموا عملهم على أنفسهم، حيث لا يجب أن ينتظروا مدة أطول في الوديان المُظلمةِ للحياة، ولكنهم ينتظرون حتى يُسمح لهم بالمغادرة.

إذا استطعت أن تنتظر بصمت، فلا بد أن يطرق الضيف على أبوابك ذات يوم، ولا بد أن تصل السفينة.
السفينة تأتي دائماً وليس هنالك استثناءات من هذه القاعدة. ودليل ذلك والبرهان الحقيقي على أنك لا تحلم، ولا تهلوس، أنّك ترى عند ذلك، فجأة، وللمرة الأولى أن أبواب قلبك قد انفتحت.
لقد كنت، إلى الآن، ترى انفتاحك بشكل سطحي، ولكن فرحة وبهجة العودة للبيت قوية لدرجة تجعل كل أبواب القلب تنفتح.
إن قلبكَ بذرة، وعندما يفتح أبوابه بسعادة فسوف يصبح زهرة.
نعم لقد وصلت لبيتك الحقيقي.
لقد كان في حياتك العديد من الليالي المُظلمة وكان هنالك الكثير من العذاب والرعب والكوابيس المخيفة، ولكن كل هذا انتهى الآن.
إن سعادتك كبيرة بحيث تنتشر في جميع أنحاء المحيط. سعادتك كبيرة كالمحيط ......
بل أنت المحيط

و السبيل إلى معرفة ومحبة الله تعالى تبدأ من نفس الإنسان وقلبه، أي عكس معرفة الأشياء، حيث تبدأ في خارج النفس ومحيطها، ثم بعد المعرفة تصير حقائق تنطوي عليها النفس في داخلها.
واعلم أن مسمى العالم بالنسبة إلى الله تعالى : كالظل بالنسبة إلى الشخص . فهو ظل الله تعالى . و ما أوجد الله تعالى الظلال , و جعلها ساجدة متفيئة عن اليمين و عن الشمال إلا دلائل لك عليك و عليه لتعرف من أنت و من هو . محي الدين بن عربي

- ( من عرف نفسه، جل ّ أمره ).
- ( من عرف نفسه كان بغيره أعرف ومن جهل نفسه كان بغيره أجهل )
- ( من عرف نفسه فقد انتهى إلى غاية كل معرفة وعلم )
- ( من لم يعرف نفسه بعد عن سبيل النجاة وخبط في الضلال و الجهالات )
- (معرفة النفس أنفع المعارف )
- ( لا تجهل نفسك فإن من جهل معرفة نفسه جاهل بكل شيء )


بيد أني لا أستطيع أن أبطئ في سفري


عزيزي .....الحياة واحدة.
ليس لها بداية، ولا نهاية،
والمنبع والمصب يقيمان في قلبك.
أنت عالق
في ظلمة هذه الشِّقة الواسعة.

ليس للحياة من مذهب، ولا لها من معتقد،
لا تملكها أمة، ولا يحدها معبد،
لا تقيِّدها ولادة ولا موت،
وليست ذكرًا ولا أنثى.
هل في مقدورك أن تحبس "المياه في ثوب"
أو "تجمع الريح في راحتيك"؟

أجب، يا صاحبي.

اشربْ من ينبوع الحياة.
تعال،
وسوف أدلك على الطريق.

ابراهيم الخطيب
مشاركات: 89
اشترك: يوليو 18th, 2007, 8:30 pm

يوليو 15th, 2008, 8:48 pm

تبارك الذي خلق هذه النفس المتواضعه وصدق انه يرفعها فوق النفوس
انه الحق انه الفجر الجديد انها مملكه الله اتية لا محاله
الفرج ات يا فرج

faraj
مشاركات: 249
اشترك: يونيو 16th, 2006, 12:45 am
المكان: yemen

يوليو 15th, 2008, 9:19 pm

أخي ابراهيم
اشكرك ... انت ايضا رائع
,احبك في الله


سوف أكون مرآتك التي تعكس صورتك ...
ولأنني مرآتك فسوف أعكس صورتك بكل تفاصيلها
بياضها وسوادها ....
بكل درجات ألوانها حتى ننقي البياض ونزيل السواد ،
لكن سوف أعكس صورتك كما أنت ،
وليست معكوسة كما تخدعك المرآة دائماً .....
سوف أفعل هذا بكل حب و ود ، قد تتساءلي لماذا ؟!
وأقول لك أن الجواب هو....
لأننا أصدقاء

شارك معنا ايضا في منتدي محاور انت والاخت رشدية

تحياتي وتصبح علي خير

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر