النفس فى القرآن

القرآنيون أو أهل القرآن هم دعاة وباحثون ينادون بالعودة إلى جوهر الاسلام الحقيقي أي القرآن الكريم وحده الذي يعتبرونه المصدر الوحيد للشريعة.

مراقب: أنيس محمد صالح

شارك بالموضوع
عطيه البطاوى
مشاركات: 78
اشترك: يوليو 25th, 2008, 3:16 pm

أغسطس 12th, 2008, 2:55 pm

النفس
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد :
هذا كتاب عن النفس الإنسانية فى الوحى من مختلف الجوانب .
ما هى النفس ؟
حارت نفوس الناس فى معرفة كنه النفس لبعدهم عن وحى الله ،يقول تعالى بسورة الزمر "الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى "تدلنا الآية على أن النفس التى لم تمت يبعثها أى يعيدها الله لجسم الإنسان بعد مدة هى مدة النوم وهذا يعنى أن النفس تكون خارج
الجسم أثناء النوم وهذا يعنى أنها ليست أى عضو أى شىء فى الجسم لأن الأعضاء أى الأشياء ثابتة فى الجسم وترشدنا الآية إلى أن الموت يشابهه النوم مع فارق هو عمل جسم النائم وعدم عمله فى الميت ومن ثم وجب أن نتساءل ما الشىء الذى يتوقف فى الإنسان عند النوم ؟والجواب إنه الكلام الداخلى الذى تعبر عنه أجهزة الصوت فى بعض الأحيان وهو كلام يحدث بلا أجهزة نطق أو سمع ومن هنا نعلم أن النفس هى الكلام وهو لا يقتصر على القول وإنما يشمل الرمز أيا كان نوعه مصداق لقوله بسورة آل عمران "قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا "فالكلام قول ورمز وهو النفس
ما هو القلب ؟
يطلق اللفظ على القلب العضلى فى الجسم وهو من لحم مخصوص والقلب بمعنى العقل بدليل قوله تعالى بسورة الحج "فتكون لهم قلوب يعقلون بها "وقوله بسورة الأعراف "لهم قلوب لا يفقهون بها "ومن ثم فالقلوب هى التى تعقل أى تفهم فتعرف الحق من الباطل ومن ثم يجب أن نلغى من حياتنا التفرقة بين العقل والقلب والقول بأن العقل للفكر والقلب للحب أو العقل للعلم والقلب للعواطف والقلب أى العقل جزء من النفس أى الصدر بدليل قوله بسورة الحج "فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور "أى فإنها لا تلغى العيون ولكن تلغى العقول التى فى النفوس ومما ينبغى قوله أن القلب بمعنى العقل يؤثر على القلب العضلى بحالته من السعادة أو التعاسة ويتأثر به فإذا كان العضلى واهنا انشغل بعلاجه وألمه العقل والجسد إذا كان متألما فإنه يؤثر بالسلب على قدرة العقل على التفكير كما أن العقل إذا كان مهموما أو سعيدا يؤثر على حالة الجسم .
العقل :
هو البصيرة المميزة بين الحق والباطل ولم يرد لفظ العقل بالقرآن ووردت تعقلون ويعقلون كقوله بسورة البقرة "ويريكم آياته لعلكم تعقلون " وأما معناه البصيرة فقد ورد بقوله بسورة الإنسان "بل الإنسان على نفسه بصيرة "أى إن الإنسان فى نفسه عقل يميز به بين الحق والباطل .
الروح:
لم يرد لفظ الروح بمعنى النفس أى سر الحياة فى القرآن وورد بمعنى جبريل كما فى قوله بسورة النبأ "يوم يقوم الروح والملائكة صفا "وبمعنى الرحمة كما بقوله بسورة يوسف "إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون "وبمعنى قدرة الله بكلمة كن على الإحياء كما بقوله بسورة الحجر "إذ سويته ونفخت فيه من روحى "وبمعنى الراحة كما بقوله بسورة الواقعة "روح وريحان وجنة نعيم "وبمعنى الوحى الإلهى كما فى قوله بسورة النحل "ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده "فالملائكة تختص من يشاء الله من عباده وهم الرسل (ص)بالوحى النازل من عند الله وقوله بسورة الإسراء "يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى " تعنى الوحى بدليل قوله فى الآية التالية "ولئن شئنا لنذهبن بالذى أوحينا إليك "وبدليل أن الله فسرها فقال بسورة الشورى "كذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الإيمان"وليقارن القارىء بين قوله "الروح من أمر ربى "وقوله "أوحينا إليك روحا من أمرنا "إذا فكلمة الروح لا تطلق على النفس فى القرآن وإن وردت فى غيره بهذا المعنى كقول الإنجيل المحرف "أما الروح فنشط وأما الجسد فضعيف ".
ألفاظ تطلق على النفس :
فى الوحى يطلق الله على النفس عدة ألفاظ هى الفؤاد والصدر والوازرة والوجه واليد ومن أراد التأكد فليقارن بين كل جملتين من الجمل التالية :
قوله تعالى بسورة إبراهيم "أفئدة من الناس تهوى إليهم" وقوله بسورة المائدة "بما لا تهوى أنفسهم "،وقوله بسورة آل عمران "إن تخفوا ما فى صدوركم أو تبدوه يعلمه الله "وقوله بسورة الأحزاب "وتخفى فى نفسك ما الله مبديه " ،وقوله بسورة الزمر "ولا تزر وازرة وزر أخرى "وقوله بسورة المدثر "كل نفس بما كسبت رهينة "،وقوله بسورة لقمان "ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن "وقوله بسورة الصافات "ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين ".
تركيب النفس :
تنقسم النفس للتالى :
1-البصيرة وهى العقل المميز بين الحق والباطل ويشمل المفكرة والمتذكرة والمتخيلة وفيه قال تعالى بسورة القيامة "بل الإنسان على نفسه بصيرة ".
2-الشهوات وهى تشمل النساء عند الرجال والرجال عند النساء أو اشتهاء غير ذلك والبنين وكنز المال الممثل فى الذهب والفضة والقوة المعبر عنها بالخيل المسومة والطعام والشراب المعبر عنهما بالأنعام والحرث وفيها قال تعالى بسورة آل عمران "زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث "ويترتب على انتصار العقل على الشهوات أو العكس حاجات أى أقوال وأفعال تحتاج للتنفيذ ومثال هذا حاجة يعقوب(ص) لدخول أولاده من أبواب متعددة فى المدينة وفى هذا قال تعالى بسورة يوسف "إلا حاجة فى نفس يعقوب قضاها ".
الصراع النفسى :
حياة الإنسان قائمة على أساس واحد هو الصراع أى التنافس فى نفسه وللصراع ثلاث صور هى :
1-الصراع الرئيسى وهو صراع بين الخير وممثله العقل والشر وممثله الشهوات أى القرين ومن أمثلته من تحدثه شهواته بالزنى ويحدثه عقله بالبعد عنه .
2-صراع الخير ويكون بين الخير والخير الأفضل مثل إنسان يحدثه عقله بأخذ الدين من المدين ويحدثه أيضا بالتنازل عن الدين ويندرج تحت هذا الصراع ما يسمونه الصواب والخطأ فى العلوم المختلفة .
3-صراع الشر ويكون بين الشر والشر الأكبر ومن أمثلته إنسان تحدثه شهواته بأكل بعض أموال أبناء أخيه الميت وتحدثه أيضا بأكل الأموال كلها وهذه الصراعات كلها حوارية أى كلامية فى نفس الإنسان .
أنواع النفوس :
تنقسم النفوس حسب الصراع بين العقل والشهوات لنوعين هما :
1-النفس المطمئنة وهى المطيعة لحكم الله وهو حكم العقل وفيها قال تعالى بسورة الفجر "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربك راضية مرضية "وهذه النفس هى التى تلوم نفسها إذا عصت بعض أحكام الله ومن ثم تعود للطاعة وبها أقسم الله بسورة القيامة "ولا أقسم بالنفس اللوامة "
2-النفس الأمارة بالسوء وهى المطيعة للشهوات أى لأحكام الشيطان وقد ورد ذكرها على لسان امرأة العزيز بسورة يوسف "إن النفس لأمارة بالسوء "وهى نفس الكافر .
المخلوقات والنفس:
لكل مخلوق نفس والفارق بين نفوس الجن والإنس وباقى الأنواع هو أن نفوس الثقلين مخيرة بين الحق والباطل ونفوس الأنواع مسيرة ولذا قال تعالى بسورة الذاريات "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "ولذا يسبح أى يطيع الله الكل عدا كفار الإنس والجن وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "إن من شىء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم "
أساس معرفة النفس :
فى بداية البشرية كانت المعرفة مصدرها الله مصداق لقوله بسورة البقرة "وعلم آدم الأسماء كلها "وقوله بسورة العلق "علم الإنسان ما لم يعلم "والإنسان بعد ذلك كلما بعد عن المعرفة الحقة أرسل الله رسلا إليه ليعرفه الحق ليعمل به حتى خاتم النبيين (ص) الذى حفظ الله بعده الوحى فى الكعبة حتى يعود الناس لها عند اختلافهم ،والإنسان يتعلم فى سنيه الأولى على أساس أن ما يتعلمه صحيح فالطفل عندما نعلمه الكلام الذى هو المنفذ الذى يتعرف به على الكون لا يعترض على أى شىء ثم يبدأ يعترض بعد ذلك وإن كنا لا نلاحظ ذلك وهو يتعلم عند ذاك على أساس المطالبة بالبراهين ويستمر التعلم إما بالاستسلام لما يقال وإما بالمطالبة بالبراهين .
مراحل النمو النفسى :
المراحل هى :
1-الضعف الأول وهو الطفولة وهى نفسيا تبدأ من انعدام المعرفة للزيادة التدريجية فى المعرفة وفيها قال تعالى بسورة النحل "والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا "ومن ناحية البدن بالضعف المتدرج للقوة .
2-القوة وهى الشباب وقمتها سن الأربعين وتتميز بالقوة النفسية والبدنية وفى هذا قال تعالى بسورة الأحقاف"حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعنى أن أشكر نعمتى التى أنعمت على وعلى والدى وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لى فى ذريتى إنى تبت إليك وإنى من المسلمين ".
3-الضعف الثانى أى الشيبة أى الشيخوخة وتتميز بفقد الإنسان لعلمه تدريجيا أو فجأة حتى لا يعلم شىء فى أرذل العمر وفى هذا قال بسورة النحل "ومنكم من يرد لأرذل العمر لكى لا يعلم بعد علم شيئا "ومن ناحية البدن بالضعف التدريجى وقد ذكرت المراحل الثلاثة بقوله بسورة الروم "الله الذى خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة ".
تعبير النفس :
تعبر النفس عما تريد بطريقين :الأول الجهر وهو الإعلان وهو إفهام الغير مراد الإنسان بالكلام قولا أو رمزا ،الثانى الإسرار وهو الإخفاء وهو إفهام الإنسان مراده لنفسه وفيهما قال تعالى بسورة النحل "والله يعلم ما تسرون وما تعلنون "وقال بسورة البقرة "وإن تبدوا ما فى أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله "
النفس بين الرجل والمرأة :
يوجد فارق بين نفس الرجل ونفس المرأة هو أن ذاكرة الرجل أقوى من ذاكرة المرأة وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى "فشهادة الرجل تساوى شهادة امرأتين وكما زاد الله الرجل فى الذاكرة زاد الله المرأة الحمل والولادة والرضاعة فجعلها نفسيا أشد اهتماما بالأطفال
النفس والجسم :
خلق الله الجسم قبل النفس التى نفخها فيه فقال بسورة ص"إذ قال ربك للملائكة إنى خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحى "والنفس والجسم يعتمدان على بعضهما حيث يتم التأثير فحال النفس من سعادة أو حزن تؤثر إيجابا أو سلبا على حالة الجسم وحال الجسم من مرض أو صحة يؤثر على حال النفس سلبا وإيجابا وهما ينفصلان موتا ولكنهما يعودان للاتصال مرة أخرى فى البرزخ والقيامة حيث يتزاوجان مصداق لقوله بسورة التكوير "وإذا النفوس زوجت ".
الوراثة والنفس :
زعموا أن الفرد يرث من أبويه الصفات الرذيلة والحميدة وهو قول يخالف المثل القائل يخلق من ظهر العالم فاسد ومن ظهر الفاسد عالم وقد بين الله فى القرآن أن إبراهيم (ص)كان مسلما ووالده كافر ونوح(ص)مسلم وابنه كافر والغلام الذى قتله العبد الصالح (ص)كان كافرا وأبواه مؤمنين وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف " وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا "وكذلك غلام سورة الأحقاف كان كافرا ووالديه مسلمين وفى هذا قال تعالى "والذى قال لوالديه أف لكما أتعداننى أن أخرج وقد خلت القرون من قبلى وهما يستغيثان الله ويلك أمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين ".
النوم والنفس :
النوم هو سبات أى راحة للنفس والجسم كما قال تعالى بسورة النبأ "وجعلنا نومكم سباتا "والنوم عبارة عن موت مؤقت حيث تخرج النفس من الجسم فى بداية النوم وبعد أن تمر المدة المسماة عند الله للنوم تعود النفس مرة أخرى للجسم وفى هذا قال تعالى بسورة الزمر "الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى ".
الموت والنفس :
الموت هو خروج النفس من الجسم سواء كان طبيعيا أو غير طبيعى والكل من عند الله وفى هذا قال تعالى بسورة الزمر "الله يتوفى الأنفس حين موتها"وقرينة الموت هى توقف الجسم عن العمل وتعرضه للتحلل والفساد .
الأحلام والنفس :
الأحلام هى الرؤى هى المنامات وهى الأحداث التى نراها خلال عودة النفس للجسم لمدة دقائق أثناء النوم وهى عودة ليست عادية فليست يقظة كاملة والأحلام أنواع هى
- الحلم الشهوانى وفيه يمارس الحالم الجنس ويقذف المنى .
- الحلم المخيف وهو الكابوس وفيه يصاب الجسم بشلل تام يحاول فيه الحركة أو الاستغاثة ولكنه لا يقدر إلا نادرا .
- الحلم العادى وهو أحداث تقع ولكنها ليست شهوانية أو مخيفة .
والحلم عبارة عن رموز لأحداث تقع فى المستقبل القريب أو البعيد وقد ذكر الله بالقرآن عدة أحلام هى :
حلم يوسف وفيه قال بسورة يوسف "يا أبت إنى رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لى ساجدين "وقد تحقق الحلم وهذا قوله "فلما دخلوا على يوسف أوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر
إن شاء الله آمنين ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياى من قبل قد جعلها ربى حقا "فالسجود تحقق وكان القمر رمز للأب والشمس رمز للأم والكواكب رمز للأخوة الأحد عشر .
حلم الرسول(ص) بدخول المسجد الحرام وقد تحقق وفيه قال بسورة الفتح"لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رءوسكم ومقصرين ".
رؤيا الساقى وفيها قال بسورة يوسف "إنى أرانى أعصر خمرا "والرمز فيها هو أن عصر الخمر رمز لسقى الساقى الخمر للملك وفى هذا قال "يا صاحبى السجن أما أحدكما فيسقى ربه خمرا "
رؤيا الملك وفيها قال تعالى بسورة يوسف "إنى أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات "وفيها رمز الله لسنوات الخصب بالبقرات السمان والسنابل الخضر ولسنوات الجفاف بالبقرات العجاف والسنابل الجافة وفيها قال بسورة يوسف "تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه فى سنبله إلا قليل مما تأكلون ثم يأتى من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون "
والأحلام تؤثر على الحالم بعد اليقظة بدليل أن الله أخبر رسوله (ص)أنه لو جعله يرى الكفار كثيرا فى المنام هو والمسلمين لفشلوا وتنازعوا وانهزموا ولذا جعلهم يرونهم قلة وفى هذا قال تعالى بسورة الأنفال "وإذ يريكهم الله فى منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم فى الأمر ولكن الله سلم "إذا الحلم السعيد يجعل النفس سعيدة والحلم المحزن يجعلها حزينة والسبب هو تفسير الإنسان للحلم فإن فسره بالسعد سعد وإن فسره بالحزن حزن وللأحلام تفسير أى تأويل للأحلام وهو إرجاع الرموز فى الحلم لأصلها ومعظم الأحلام يحتاج لتفسير والقليل منها يقع كما جاء بالحلم ولا يوجد من يقدر على التفسير الصحيح لكل الأحلام وإنما هناك من يفسر بعضها خبط عشواء فتكون صحيحة .
الفروق الفردية :
هى الاختلافات الموجودة بين الأفراد فى النواحى الجسمية والعقلية والنفسية وفى الإسلام هى فى النفس والجسم لأن العقل جزء من النفس يسمى البصيرة مصداق لقوله تعالى بسورة القيامة "بل الإنسان على نفس بصيرة "وأسباب الاختلافات الجسمية بين الأفراد هى تركيب أى تصوير الله للجسم فى أثناء الحمل حيث يتخذ كل فرد شكل محدد مصداق لقوله بسورة الانفطار "الذى خلقك فسواك فعدلك فى أى صورة ما شاء ركبك "وحدوث الأمراض يغير فى شكل الجسم حتى ولو كان بين توأمين وممارسة الرياضة تؤدى لاختلاف فى البناء العضلى بين الممارس وغيره وأيضا أنواع الطعام والشراب وكميتهما تؤدى لاختلافات وأشعة الشمس تؤدى لاختلاف الألوان وتدخلات الإنسان الجراحية والصبغات والوشم وطريقة حلق وتقصير الشعر وأما سبب الاختلافات فى الناحية النفسية فهى إرادة الإنسان التى تغير للأفضل أو للأسوأ وفى هذا قال تعالى بسورة الرعد "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "وتصنف الفروق عدة تصنيفات منها :
1- حسب مكونات الإنسان فهناك فروق جسمية كالشكل واللون وفروق نفسية كقوة التذكر وقوة الانتباه .
2- حسب خالق الفروق فهناك فروق خلقها الله كالشكل واللون وهى غالبا فى مجال الجسم وفروق خلقها الله وفعلها الإنسان وغالبا تكون فى مجال النفس عن طريق اتباع للحق أو للباطل
وللفروق الفردية خصائص هى :
- أنها فروق فى الكم من ناحية الجسم حيث يمتلك كل فرد جسم ولكن توجد بين كل جسم والأخر فروق عديدة .
- أن الفروق الجسمية إذا قيست –وهذا عبث- فإنها تأخذ صورة المنحنى المعتدل فأغلبية الناس متوسطين فى كل الجوانب .
- أنها فروق فى الكيف من ناحية النفس فكل إنسان له نفسه ولكن حالها عند كل أمر تختلف من واحد لأخر .
- أن الفروق النفسية إذا قيست فإنها تأخذ صورة المنحنى المتطرف لأن القلة سليمة نفسيا لإسلامها والكثرة مريضة لكفرها وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "فأبى أكثر الناس إلا كفورا " .
وتوجد فروق بين الذكور والإناث تتمثل فى التالى :
- ضعف ذاكرة المرأة عن الرجل بمقدار النصف بدليل أن شهادته تساوى شهادة امرأتين مصداق لقوله بسورة البقرة "فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى ".
- أن المرأة لها تكوينها الجسمى الخاص بها وللرجل تكوينه وقد نتج عن الاختلاف فى التكوين فرق نفسى هو اهتمام المرأة أكثر بالأطفال لأنها تحملهم وتلدهم وترضعهم والرجل يهتم بالسعى وراء الرزق وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف " .
تأثير الأبوين على الإنسان :
يؤثر الأبوان على نفسية الأولاد بدليل قوله تعالى بسورة الإسراء "وقل ربى ارحمهما كما ربيانى صغيرا " فالتربية هى تأثير الوالدين على الصغار ويستمر التأثير الأبوى على الأولاد حتى مرحلة البلوغ وقد يستمر طوال الحياة بدليل أن الكفار ساروا على دين الآباء فقالوا "إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون "وقد لا يستمر التأثير بعد مرحلة البلوغ بدليل إسلام بعض الكفار مع كون الأبوين من الكفار .
المقاييس النفسية :
اخترع القوم المقاييس النفسية لعزل المجانين عن المجتمع وعلاج المرضى النفسيين والحاجة لوظائف جديدة هى أطباء النفس ومساعديهم والتمييز بين المتقدمين لشغل الوظائف والمقياس النفسى فى الإسلام تظهر إباحته من تحريمه من خلال معرفتنا بالهدف فإذا كان مثلا يريد معرفة مستوى التلاميذ فى مواد الدراسة لعلاج المتخلفين منهم ومساعدة الباقين على الاستمرار فى التفوق كان سليما والمقاييس المباحة هى المستخدمة فى المواد الدراسية واختبار العمل المناسب وعلاج المرضى وأما المحرمة فهى الهادفة للتعرف على أسرار الإنسان أى التجسس وقد حرمه الله بقوله بسورة الحجرات "ولا تجسسوا "وهو أمر قد يجر للإيقاع بين الناس باستخدام هذه الأسرار وأسس المقاييس النفسية هى :
لا يمكن للطبيب معرفة كل ما يخفيه الإنسان عن الأخرين معرفة كاملة والله يعلم وحده لقوله "إنه عليم بذات الصدور "
العدل فى القول من المريض والطبيب لقوله تعالى "اعدلوا ".
ألا يزكى المريض نفسه عند الطبيب وينصحه الطبيب بالصدق لقوله تعالى "فلا تزكوا أنفسكم ".
أن يكون مقياس الجنون هو أحكام الشريعة وليس غيرها ومن ضمن الأحكام الأمور المعاشية كالحساب فى البيع والشراء والطعام والشراب واللباس .
أن يكون مجرى الاختبار عالما فى مجال عمله .
ألا تكشف نتائج الاختبار إلا للجهات المعنية وهى القضاء .
هل تشيب النفس ؟
يشيع بين الناس أن الجسم يشيب أى يعجز والنفس لا تشيب حتى قال أحدهم :
وفى الجسم نفس لا تشيب بشيبه ولو أن ما فى الوجه منه حراب
لها ظفر إن كل ظفر أعده وناب إذا لم يبق فى الفم ناب
يغير منى الدهر ما شاء غيرها وأبلغ أقصى العمر وهى كعاب
وهو خطأ فالنفس تشيب أى تعجز حتى أنها فى مرحلة أرذل العمر تنسى كل ما تعمله وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكى لا يعلم بعد علم شيئا "والشيخوخة تصيب النفس بالضعف العام الممثل فى النسيان وتصيب الجسم بوهن منه وهن العظام والشيب وهو ابيضاض الشعر وفى هذا قال تعالى بسورة الروم "الله الذى خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة ".
عجائب :
يثار فى الغرب منذ عدة عقود والآن انتقلت العدوى للشرق قضية الحياة بعد الموت وهى ليست حياة البرزخ وإنما حياة الإنسان بعد عودته من الموت لحياتنا الدنيا ويقول العائدون أنهم يمرون فى سرداب طويل مظلم فى نهايته نقطة من نور أو أنهم يذوبون فى النور ويتحدون معه أو أنهم يطيرون كالفراشات أو أنهم يرون الجنة والشعور المشترك بين الكل هو السعادة وحب عدم العودة للدنيا وهو كله تخريف سببه شرب الخمر ومنها المخدرات أو حالات نفسية مختلة وهو تخريف لأن الله حرم على الميت الهالك العودة للدنيا فقال بسورة الحج "وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون "ثم إن الإنسان إذا أتى أجله لا يمكنه تقديمه ولا تأخيره لقوله بسورة يونس "إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون "
ماهية البصيرة
هى العقل الذى يبصر الحق والباطل فيختار الحق ويبعد عن الباطل وهى جزء من النفس لقوله بسورة القيامة "بل الإنسان على نفسه بصيرة "وفى إبصار العقل للحق قال تعالى بسورة الأنعام "قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه "والبصيرة تسمى التدبر والفقه والقلب وغير ذلك من الألفاظ التى تعنى اختيار الحق والبعد عن الباطل .
تركيب البصيرة :
تتركب من :
1- المفكرة وهى التى تقلب أى أمر من كل النواحى المتاحة لإصدار القرار السليم
2- الذاكرة وهى تسترجع الكلام رمز أو قول لهدف ما .
3- المخيلة وهى التى تتصور الأشياء سواء أشكال أو أقوال أو أحداث لهدف ما .
وهذا التركيب يبين لنا أن الله جعل فى البصيرة الماضى ممثلا فى الذاكرة وفائدتها تجنيب الإنسان ما حدث فى الماضى من أخطاء والمستقبل ممثلا فى المخيلة التى فائدتها التخطيط للمستقبل على ضوء الحاضر والحاضر ممثلا فى المفكرة وهذا التركيب دليل على أن الله لم يرد أن يشغل الإنسان بشىء واحد وإنما أراد أن يشغله بالأزمان الثلاثة حتى لا يمل من السير على وتيرة واحدة .
الصراع بين البصيرة والشهوات :
هو الصراع الرئيسى فى النفس حيث أعطى الله البصيرة حق القيادة والشهوات حق إتباع البصيرة ولكن يدور فى النفس صراع بينهما على من يتولى القيادة وهو ينتهى بأحد أمرين:
-انتصار البصيرة ويحدث هذا مع المسلمين وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ".
-انتصار الشهوات ويحدث مع الكفار وفيه قال بسورة مريم "فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ".
ويترتب على انتصار طرف على الأخر حاجات فإن كانت البصيرة المنتصرة كانت حاجات النفس وهى أقوالها وأفعالها موافقة للإسلام وإذا كانت الشهوات كانت الحاجات موافقة للكفر .
كيف تتكون البصيرة ؟
يولد الإنسان دون أن يعرف أى شىء مصداق لقوله تعالى بسورة النحل "والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا "ومن ثم فأجزاء النفس تبدأ فى العمل بعد الولادة وتتكون البصيرة فى مرحلة الرضاعة عن طريق التالى :
-السماع فالرضيع يسجل ما يسمعه من أصوات فى الذاكرة ثم يتذكرها ويميزها إذا سمعها مرة أخرى .
-الرؤية فالرضيع يسجل الصور التى يراها فى ذاكرته ويتذكرها ويميزها عند رؤيتها مرة أخرى ولذا نجد الوليد إذا تذكر صورة أمه ولم يجدها يبكى حتى تحضر .
-اللمس فالرضيع يسجل فى ذاكرته ما يلمسه من أشياء ساخنة أو باردة ،خشن أو ناعم وغيره ثم يتذكرها مرة أخرى إذا لمسها مرة أخرى.
وأما فيما بعد – وفى أثناء الرضاعة – فتتكون البصيرة عن طريق السماع والرؤية واللمس وتقليد الأخرين والتربية مصداق لقوله بسورة الإسراء "وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا"وبعد مرور مرحلة الصغر تستمر البصيرة فى التكون عن طريق نفس الأشياء وإن كان يزيد عليه التفكير الذى يبدأ فى الصغر بصورة قليلة ثم يتزايد حتى يصل عند بلوغ سن النكاح فى بعض الأفراد إلى ما نسميه الرشد وفى هذا قال تعالى بسورة النساء"وابتلوا اليتامى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم "ويتزايد التفكير السليم حتى يتم فى سن الأربعين وفى هذا قال تعالى بسورة الأحقاف"حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعنى أن أشكر نعمتك "
الذاكرة :
أ?- الفرق بين الرجل والمرأة :
إن الفرق بينهما هو أن ذاكرة الرجل أقوى من ذاكرة المرأة ولذا جعل شهادة الرجل تساوى شهادتى امرأتين حيث قال "فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى " ويرجع هذا لأوضاع المرأة الجسمانية من حمل وولادة ورضاعة وحيض حيث تؤثر على قوة الذاكرة .
ب?- ذاكرة الأطفال :
تكون بيضاء خالية عند الولادة مصداق لقوله بسورة النحل "والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا "وبعد الولادة تبدأ فى التكون عن طريق تسجيل الطفل للأصوات التى يسمعها ويدل على هذا ترديدهم لكلمات مثل بابا وماما وتسجيله للأشكال التى يراها ويدل على هذا أن الطفل إذا تذكر شكل أمه يبكى حتى تحضر فيسكت وتقليده للأخرين سواء فى الكلام أو فى الفعال والتقليد عبارة عن تذكر لعمل شخص معين ثم القيام به ومن هنا نعلم أن الذاكرة تنمو من العدم وتظل تكبر فى مرحلة الطفولة والشباب حيث تتميز الذاكرة فى الشباب بقوتها .
ج-ذاكرة الشيوخ :
تضعف الذاكرة فى الشيخوخة تدريجيا حتى تنعدم فى نهاية أرذل العمر فلا يعلم شىء بعد أن كان يعلم وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكى لا يعلم بعد علم شيئا "ومن هنا نعلم أن الذاكرة تسير من الزيادة للعدم
أسس الذاكرة :
أسس عمل الذاكرة هى :
- أن استرجاع الشىء المراد تذكره قد يتم على الفور أو بعد مدة قد تطول أو تقصر أو لا يتذكر أبدا .
-أن الذاكرة تتذكر حسبما يريد الإنسان فى بعض الأحيان فهو لا يريد تذكر ما يؤلمه وتتذكر حسبما لا يريد الإنسان حيث تذكره أحيانا بما يؤلمه .
وهذا الأساس يعنى أن الإنسان لا يتحكم فى معظم الذاكرة والقليل الذى لا يتحكم فيه سبب عدم تحكمه فيه أن الله يريده أن يخاف أو يتذكر ذنوبه حتى يستطيع التوبة .
-أن الذاكرة تتذكر المعلومات التى يحتك بها الإنسان يوميا أو على فترات متقاربة وأما المعلومات المتباعدة فقدرة الذاكرة على استرجاعها مختلفة فى طول مدة الاسترجاع .
أنواع التذكر :
هناك عدة أنواع من التذكر هى :
-تذكر القول وهو مجرد سرد للقول المراد فقط .
-تذكر حدث وهو سرد للأقوال فى الحدث مع تخيل المتذكر للأفعال المصاحبة للأقوال كما حدثت أمام البصر .
-تذكر شكل وهو تخيل المتذكر للشكل المراد أمام عينيه كما هو فى الحقيقة .
والملاحظ هو أن نقل التذكر بنوعيه الثانى والثالث غير ممكن لأنها صور خيالية ساعة التذكر إلا إذا كان الأخرون قد شاهدوا الحدث أو الشكل من قبل وأما نقل القول فسهل.
مساعدة الذاكرة :
تتطلب مساعدة الذاكرة من الإنسان التالى :
أن يكتب ما يحدث له خلال يومه فى مذكرات يومية وأن يحتفظ من كل شىء يكتبه بنسخة أو أكثر غير ما يرسلها أو يهديها للأخرين وأن يسجل أكثر من شريط صوتى ويحتفظ بنسخة مما يرسله أو يهديه للأخرين وأن يقرأ القرآن مرة كل شهر على الأقل وأن يراجع مذكراته كل سنة مرة وهى معينات للذاكرة وليست مثبتة لها .
النسيان والذاكرة :
يجب أن نفرق بين نوعين من النسيان وهما النسيان المتعمد لأحكام الله ونسميه التناسى ومثاله نسيان أدم (ص)أمر الكل من الشجرة وفيه قال تعالى بسورة طه "ولقد عهدنا إلى أدم من قبل فنسى "والدليل على كونه متعمد أى تناسى هو أن الشيطان ذكره بنهى الله فقال كما بسورة الأعراف "ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين "والنسيان الطبيعى ومن أمثلته نسيان معلومة فى مادة دراسية وهو المراد هنا وهو نعمة إلهية حيث لا يتحكم الإنسان فيه قليلا أو كثيرا وإنما يتحكم فيه خالق النسيان ولو تأملنا أنفسنا لوجدنا أن الشىء المراد بتعبيرنا يكون على طرف ألسنتنا من لحظات ومع هذا مهما بذلنا من جهد لا نتذكره إلا بعد أن نلغى من عقولنا أننا نريد تذكره والنسيان ليس له علاج لأنه ليس مرضا إلا فى مرحلة أرذل العمر وهو مرض بلا علاج لقوله بسورة النحل "ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكى لا يعلم بعد علم شيئا " والحفظ ليس علاجا لأن الإنسان لو ظل يحفظ فإن ذلك سيشغله عن الأحداث والمستجدات وستتراكم مما يؤدى إلى أن يصبح إنسانا يعيش فى الماضى .
الحاسب والنفس :
يقولون أن جانب العقل فى النفس قلد نفسه وصنع الحاسوب فلما نظر للحاسوب بدأ يفهم كيفية عمل العقل فى نفسه وهو قول خطأ للتالى :
-أن ذاكرة الحاسوب ليست سوى جانب واحد من العقل وهو الذاكرة .
-أن ذاكرة الحاسوب تختلف عن ذاكرة العقل فذاكرة العقل تتذكر حسب الظروف فقد تتذكر على الفور أو بعد مدة قد تطول أو تقصر وذاكرة الحاسوب تتذكر على الفور حسبما يريد مستخدمه وذاكرة العقل تتذكر حسبما يريد صاحبها وحسب ما لا يريد .
ولا يمكن أن يخترع الإنسان شىء كالعقل أبدا مهما فعل وفائدة الحاسوب هى توفير بعض الوقت والمال والجهد فقط .
المفكرة :طرق عملها :
إن أسس عمل المفكرة هى :
- الربط بين أجزاء الشىء نتيجة وجود تشابه بين الأجزاء أو نتيجة تكامل بين الأجزاء
- تفصيل الشىء أى تحويل الشىء إلى أجزاء وذلك لمعرفة كل شىء عنه ويسمى هذا الاستنباط .
- تجريب الحلول المختلفة ويسمى التجريب طريقة المحاولة والخطأ .
- حذف أشياء من ضمن مجموعة أشياء وذلك حتى تنسجم الأشياء مع بعضها ويسمى هذا التنسيق .
- إضافة أشياء لمجموعة أشياء حتى تكتمل وتصبح متناسقة مع بعضها ويسمى هذا التنسيق .
- مقارنة شىء بشىء أخر سابق ويسمى هذا القياس .
- الاختيار بين عدة أشياء ويسمى هذا الحكم على الحدث .
- تذكر بعض المعلومات لإصدار حكم بناء على ما سبق ويسمى هذا الحكم التذكرى.
- تكرار القرار عند نفس الموقف ويسمى هذا الإقتداء.
- تخيل المطلوب ويسمى هذا التخيل الفكرى .
وسائل سلامة التفكير :
إن التفكير- ولا يوجد تفكير خاطىء- لكى يسلم من الخطأ يتبع وسائل معينة أو بعضها وهى :
-تكرار النظر وهو الفكر فى الأمر مرات عدة وهذه الوسيلة مأخوذة من قوله بسورة الملك "الذى خلق سبع سموات طباقا ما ترى فى خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير"ففى الآيات يأمر الله بإرجاع النظر لخلقه عدة مرات حتى يتأكد من الحقيقة .
-عدم الركون للظن وهو الهوى مصداق لقوله بسورة النجم "إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ".
-المشاورة فى الأمر مصداق لقوله بسورة الشورى "وأمرهم شورى بينهم "وهو استجابة للتفكير المثنوى أى المشترك بين اثنين الذى أمر الله الناس به فى قوله بسورة سبأ"قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة ".
-سؤال العلماء عند الجهل لقوله تعالى بسورة النحل "اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " .
-التفكير فى مخلوقات السموات والأرض وليس فى ذات الله وفى هذا قال تعالى بسورة يونس "قل انظروا ماذا فى السموات والأرض ".
-عدم التفكير فى الغيبيات لقوله تعالى بسورة الإسراء "ولا تقف ما ليس لك به علم"
-عرض القضايا كلها على الوحى فإن وافق فبها وحسنت وإن عارض فهو مردود وفى وجوب طاعة وحى الله المنزل على رسوله (ص)قال تعالى بسورة الأحزاب "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا بعيدا ".
المخيلة:طرق عملها :
تتمثل الطرق فى التالى :
- تصور الشىء الناقص لإكماله ويسمى هذا الإكمال أو الإتمام .
- تزويد شىء على الشىء الأصلى ويسمى هذا الإضافة .
- إنشاء شىء لا أصل له فى الواقع ويسمى هذا التشكيل أو الاختراع.
ومثال الأول رسم الناقص من رسم دائرة كهربية مقفلة ومثال الثانى رسم الطفل لعسكرى المرور طويل الذراع ومثال الثالث رسومات السرياليين ولا يقتصر التخيل على الرسم وإنما يشمله والقول والصور الذهنية التى يتخيلها الإنسان دون أن تكون مجسمة أمامه فى الواقع .
أنواع التخيل :
تتمثل أنواع التخيل فى التالى :
القول مثل الحوارات التى يتخيلها الإنسان أنها ستجرى بينه وبين الأخرين .
الحدث مثل الحكايات التى يتخيلها أنها ستجرى ويضم الحدث أقوالا وأفعالا .
الفعل مثل تخيل الإنسان لفعل يفعله أو يفعله غيره .
شكل الشىء مثل تخيله لشكل مر به مثل شجرة أو مبنى ويسمى الناس هذا أحلام اليقظة .
وظائف المخيلة :
تتمثل فيما يلى :
- المساعدة على اجتياز الصعوبات التى تواجه الإنسان بابتكارها لأشياء تسهل الصعوبات وتذللها والدليل هو أن كل الاختراعات رسمت أولا فى المخيلة بعد التفكير ثم نفذت فى الواقع .
- إسعاد الإنسان لمدد قصيرة عن طريق أحلام اليقظة السعيدة .
- المساعدة على نسيان الآلام والمواقف المحرجة .
- التنفيس عن الغضب المحبوس .
والتخيل مفيد إذا سار فى طريق الاعتدال وأما إذا زاد عن حده فإنه ينقلب على صاحبه بالمرض والتصادم مع الواقع .
هل يتحكم الإنسان فى مخيلته ؟
يتحكم الإنسان فى مخيلته فى اليقظة تحكم تام وهذا ما يسمونه السرحان والشطحات والوهم وأما فى النوم فلا يتحكم فيها حيث يرسل الله النفس فترات قصيرة للجسم وفيه يتم تخيل الأحلام وبعد ذلك تعود النفس للنوم وهو ترك الجسم والأحلام تحدث بعودة النفس للجسم عودة غير طبيعية فالإنسان لا يسترد وعيه كاملا والأحلام تخيلات فى نفس الإنسان دون إرادته .
النداهة وهم تخيلى :
النداهة عند بعض الناس شخصية تنادى على الإنسان وهو نائم فيقوم ويتبع النداء فيسير وهو نائم ولا يستيقظ أثناء السير إلا إذا اصطدم بشىء أو تيقظ فجأة بفضل الله وتعتبر النداهة عندهم مرض نفسى وهو تخريف حسبما نراه على الشاشات وفى الحق فليس لها وجود حقيقى إلا أن الإنسان يسمع من ينادى عليه فى الحلم فيستيقظ لمدة قصيرة جدا ليسمع من ينادى هل هو حقيقى أم لا ثم ينام مرة أخرى وهو الغالب أو يستيقظ ويفتح الباب وعندها يعلم أنه ليس سوى حلم .
هل يمكن قياس قوة الذاكرة أو المفكرة أو المتخيلة ؟
لا يمكن قياس أيا منهم لاختلاف أسس عمل كل منهم كما أن الظروف المحيطة بهم متغيرة والمتغير لا يمكن قياسه ورغم عدم قياس القوى الثلاث فإن الواقع يلزمنا باستخدام قياس قوة الذاكرة فى امتحانات طلبة العلم لمعرفة إجادتهم لما تعلموه أو فشلهم فيه وكذلك علاج بعض المرضى .
هل يوجد تفكير خاطىء؟
التفكير كله سليم وأما ما يسمى التفكير الخاطىء فهو اتباع الشهوات أى الشيطان أى الهوى الضال أى القرين وهو لا يسمى تفكير لأن الإنسان فيه لا يستخدم عقله وإنما يستخدم شهواته ولا يعنى هذا أن المسلمين هم وحدهم من يفكرون وإنما يعنى أن المسلمين قد يمسهم طائف من الشيطان فيتبعون الشهوات والكفار أيضا يفكرون فى أحيان ثم يعودون لإتباع الشهوات ومثال تفكيرهم ما جاء بسورة المدثر "إنه فكر وقدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر ثم نظر ثم عبس وبسر ثم أدبر واستكبر فقال إن هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر" وأما الأخطاء فى الآلات والاختراعات وما يسمى العلوم فهو ضمن التفكير إلا أنه اجتهاد يؤدى لخطأ غير متعمد .
ترتيب موضوعات التفكير :
الموضوعات المرادة هى الموضوعات المشتركة بين البشر كلهم فى كل زمان ومكان وترتيبها يكون حسب أهميتها فأولها الألم فالألم ينسى صاحبه كل شىء ما عدا الألم نفسه ومن ثم يلغى التفكير فى أى شىء ويلى الألم نقص الهواء اللازم للتنفس وبعده العطش وبعده الجوع ويليهم جمع المال وإنفاقه لأن بالمال يتم علاج الألم وإرواء العطش وسد الجوع ثم يأتى الإشباع الجنسى ثم إنجاب البنين ثم القوة أى السلطة والموضوعات الأربع الأخيرة تتبدل مع بعضها فى المكانة والمستنتج من هذا هو أن راحة الجسم مقدمة على راحة النفس لأن راحة النفس لا تتم إلا براحة الجسم.
أنواع التفكير حسب العدد :
ينقسم لتفكير فردى حيث يحاور الإنسان نفسه ومثنوى أى ثنائى حيث يحاور الإنسان إنسان غيره وفيهما قال تعالى بسورة سبأ "قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا "والتفكير الجماعى بين أكثر من اثنين وللتفكير الفردى ميزة هى مصارحة النفس دون خوف من الأخرين وللثنائى والجماعى ميزة هى أن كل واحد يبين للأخرين جانب قد يكون غامضا عليهم أو على بعضهم .
كيف تنتصر الشهوات على البصيرة ؟
تنتصر الشهوات على العقل بأمرين :
1- تشويه أدلة العقل بإدخال الباطل أى اللغو فيها وفى هذا قال تعالى بسورة الزخرف "لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تفلحون ".
2- أن تعد الشهوات النفس بما يسعدها بالغنى أى التمتع بكل المتع وهذا المتع هو فقر وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا"والإنسان إذا نجحت شهواته فى الأمرين اتبعها وأما إذا أصرت البصيرة على أدلتها ووضحتها أكثر وكشفت عيوب الاستجابة للشهوات فإنها تكون المنتصرة بإذن الله .
تعلم طرق التفكير :
يولد الإنسان دون أن يعلم شىء ومن ثم فهو يتعلم طرق التفكير عن طريق المعلمين الآتين :
-الناس المحيطون به وهم يعلمونه الطرق التالية :
الحكم على الحدث بحكم الله أو حكمهم ،القدوة وهذه الطرق يتعلمها من الأبوين وغيرهما فى الصغر عن طريق التربية وفيها قال تعالى بسورة الإسراء "وقل ربهما ارحمهما كما ربيانى صغيرا "
- نفسه وهو يتعلم من نفسه الطرق التالية:
الربط بين أجزاء الأشياء مثل الربط بين الرضاعة والأم والراحة .
الاستنباط مثل معرفة أن الأم هى أهم شخص حوله .
المحاولة والخطأ مثل إرادة الطفل الوصول للعبته وفشله عدة مرات فى الوصول لها .
التنسيق الحذفى مثل حذف الطفل للشخص المضايق له من عائلته .
التنسيق الإضافى مثل اعتبار الطفل الأشخاص الذين يحبهم من عائلته وإن لم يكونوا منها.
القياس مثل معرفة الطفل أن المشروب الغازى كالماء سائل .
الحكم التذكرى مثل معرفة الطفل الشخص المخيف له عند رؤيته ومن ثم يبكى .
التخيل الفكرى مثل تخيل الطفل حكاية ما كى يصل لمصلحته من وراء حكايته .
الذكاء عند الأقوام :
الذكاء مفهوم يختلف من قوم لقوم لاختلاف حكم أى دين كل منهم والتعريف الجامع للذكاء عند الأقوام كلها هو طاعة الإنسان لأحكام دينه أى تنفيذه لما يرضاه من الأحكام ومما ينبغى ذكره أن الدين أى الحكم ليست أنواعه الأديان المكتوبة أو الأديان الجماعية وإنما الأديان سواء مكتوبة أم لا وسواء جماعية أم فردية فهناك عدد كبير من الأديان لأن هوى كل إنسان كثيرا ما يختلف عن الأخرين ولذا قال تعالى بسورة الفرقان "أرأيت من اتخذ إلهه هواه "ومن ثم يكون الغباء فى تلك الحالة هو مخالفة الإنسان لما يرضاه من الأحكام ويعبر عن الذكاء بألفاظ عدة فمثلا هو أن ينال الإنسان الفوائد من عمله وهذه الفوائد تختلف من دين لأخر فمثلا فى الإسلام عمل الجهاد ثوابه إما النصر أو الغنيمة وإما الشهادة أى دخول الجنة ونفس العمل فى دين أخر يعتبر غباء ومثلا فى اليهودية عمل الربا مع الأغيار ذكاء وفى الإسلام غباء ومثلا فى النصرانية تبجيل المسيح (ص)ذكاء وفى اليهودية غباء .
الذكاء فى الإسلام :
لم ترد كلمة الذكاء فى الوحى وورد منها كلمة ذكيتم بقوله بسورة المائدة "وما أكل السبع إلا ما ذكيتم "والمعنى إلا ما ذبحتم أى ما حللتم ومن ثم فالذكاء هو الذبح أى فصل الأشياء عن بعضها فالذابح يفصل نفس البهيمة عن جسدها إذا فالذكاء هو فصل الحق عن الباطل بالعمل أى عمل الحق واجتناب الباطل وليس الذكاء العلم بالحق والباطل فقط والدليل أن الله شبه العالم غير العامل بالعلم كالحمار الذى يحمل أسفارا وفى هذا قال تعالى بسورة الجمعة "مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل الذين كذبوا بآيات الله "وقد مقت أى حرم الله العلم دون عمل فقال بسورة الصف "يا أيها الذين أمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون " .
مراحل الذكاء :
الذكاء الممثل فى العقل يتكون بالتدريج فكل الأطفال يولدون وهم لا يعلمون شىء مصداق لقوله بسورة النحل "والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا"وبعد ذلك يبدأ الإنسان فى التعلم من الأخرين ويمرون بمرحلة الضعف العقلى المتدرج للقوة وهو الطفولة ولذا سمى الله الأطفال سفهاء بقوله بسورة النساء "ولا تؤتوا السفهاء أموالكم "وبعد البلوغ يبدأ الذكاء فى النمو الكبير بدليل قوله بعد الجملة السابقة "وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا "ويستمر الإنسان فى صعود فى العقل حتى يبلغ سن الأربعين الرشد التام وفى هذا قال تعالى بسورة الأحقاف "حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال ربى أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت على "وبعد مرور مدة يتحول النضج العقلى لضعف عقلى حتى يصل الإنسان لأرذل العمر فيفقد عقله تماما أى لا يعلم بعد علم شيئا مصداق لقوله بسورة النحل "ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكى لا يعلم بعد علم شيئا "ومن ثم فالذكاء يمر بطورى ضعف
وبينهما طور قوة لو عاش الإنسان للشيخوخة .
الذكاء فى كل البشر :
الذكاء وهو العقل جزء من تركيب كل النفوس ويسميه القرآن البصيرة وفيها قال بسورة القيامة "بل الإنسان على نفسه بصيرة "أى فى نفسه عقل يميز به بين الحق والباطل وأما المجانين فهم على نوعين :
- المجانين وهم الكفار وهم يتركون العمل بالعقول بإرادتهم ويتبعون الشهوات ممثل الباطل فى النفس .
- المجانين بمعنى من هم فى طور من أطوار الضعف العقلى وفى أحيان يكون طور العقل طور ضعف بسبب الصدمات أو الإهمال فى التربية والعلاج.
الاجتهاد فى إطار الذكاء :
الاجتهاد يطلق على إصدار حكم بعد تفكير والناس فى الاجتهاد يختلفون بمعنى أنهم فى مسألة واحدة بعضهم يصيب وبعضهم يخطىء وكل منهم مثاب على اجتهاده وقد أورد الله مثلا على هذا فى القرآن هو قضية الزرع الذى أفسدته غنم القوم فاجتهد داود (ص)وحكم بأخذ أصحاب الزرع للغنم واجتهد سليمان (ص)فحكم بأن يزرع أصحاب الغنم الأرض حتى تعود لحالتها ويأخذ أصحاب الزرع الغنم ثم يردوها لأصحابها عند استلام الأرض صالحة وهو الحكم السليم وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء "وداود وسليمان إذ يحكمان فى الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهما شاهدين ففهمناها سليمان وكلا أتينا حكما وعلما "إذا فسليمان (ص)فهم القضية فهما سليما وفهمهما داود(ص)خطأ وكلاهما مثاب على عمله ولا يمكن اتهام داود (ص)بالغباء لمجرد أنه أخطأ فى الحكم وهو لا يعرفه فالغباء أن تفهم وتحكم بالباطل وهنا داود (ص)ظن أنه حكم بالحق نتيجة فهمه .
هل الذكاء سرعة الفهم ؟يقال أن الذكاء عند العرب هو سرعة الفهم والحق أن السرعة والبطء لا علاقة لهما بالذكاء طالما كانت النتيجة هى اتباع الحق فإن سريع الفهم ذكى وبطىء الفهم ذكى بدليل أن من آمن قبل فتح مكة ذكى أى مسلم ومن أسلم بعده ذكى أى مسلم والفارق بينهما سرعة الفهم فهى التى أدت بالأوائل للإسلام قبل الأخرين ،زد على هذا أن الإنسان مرة يكون سريع الفهم كداود(ص) كما فى قضية النعاج وفيها قال بسورة ص"لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغى بعضهم على بعض إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم "ومرة أخرى يكون بطىء كما فى قضية الحرث والغنم فلم يفهمها إلا بعد أن عرف حكم ولده سليمان (ص).
هل الذكاء هو المعرفة ؟
يقال أن الذكاء عند الفلاسفة هو النشاط الإدراكى المعرفى وهو خطأ لأن الله وصف حملة العلم الممثل بالتوراة بأنهم يشبهون الحمير التى تحمل الكتب حيث قال بسورة الجمعة "مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا "وقد مقت الله من يعرف ويقول العلم دون أن يفعل فقال بسورة الصف "كبر مقتا أن تقولوا ما لا تفعلون "والكفار رغم علمهم بالحق كما قال تعالى بسورة البقرة "وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم "فقد وصفهم الله بأنهم لا يعقلون فقال بسورة الفرقان "أم تحسب أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا "إذا فالعلم ليس هو الذكاء .
هل الذكاء هو التكيف :
يقول العاملون بعلم الحياة أن الذكاء هو تكيف الكائن الحى تكيفا صحيحا مع البيئة المتغيرة وهو خطأ للتالى :
أن التكيف يعنى مسايرة الأخرين والإسلام لا يساير من فى البيئة فمثلا إذا كان الخضوع للأقوى يكفل حياة الإنسان فهذا محرم على المسلم لأنه يجب عليه ألا يخضع حتى ولو كانت النتيجة قتله ولذا قال تعالى بسورة التوبة "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون فى سبيل الله فيقتلون ويقتلون "ومثلا إذا كان الإسلام يأمر بالجهاد فإن التكيف يفرض على الإنسان تركه لأنه سينهى حياته أو سيتسبب فى جرحه وهو خطأ فاحش والذكاء يعنى فى هذا القول المحافظة على الحياة بكل الطرق والحياة الدنيوية ليس مطلوبا منا أن نحافظ عليها إلا من خلال أحكام الإسلام وأما أن تكون هى الهدف من الحياة فذلك قلب للحقيقة لأن الهدف من الحياة هو العمل من أجل دخول الجنة .
هل الذكاء زيادة خلايا فى المخ؟
يقول العاملون بعلم وظائف الأعضاء :أن الذكاء هو زيادة عدد خلايا القشرة المخية أى كبر حجم النتوءات فى المخ والحق هو أن الذكاء لا علاقة له بأى عضو جسمى لأن النفس شىء يخرج خارج الجسم عند النوم مصداق لقوله بسورة الزمر "الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى "فهنا نلاحظ أن النفس خارج الجسم عند النوم وأن الله يرسلها عند اليقظة لتدخل الجسم ولو كان المخ له علاقة بالذكاء لكان الجسم يعمل الأعمال وهو فى حالة النوم وهو أمر غير ملاحظ فالجسم ومنه المخ لا يتصرف وقت النوم كما فى وقت اليقظة ولو كان الأمر كما يقولون لكان السمان والبدناء والمصارعون هم الأكثر ذكاء لكون أجسامهم ضخمة ومنها أمخاخهم ولكن هذا غير ملاحظ .
هل الذكاء قدرة على التعلم ؟
يقال إن الذكاء هو القدرة على التعلم وهو تعريف خاطىء للتالى :
أن الكل قادر على التعلم بدليل قوله تعالى بسورة العلق"علم الإنسان ما لم يعلم "فإذا كان الإنسان الأول قادرا على التعلم فكل ذريته قادرة عليه والقدرة على التعلم تسوى بين المسلم والكافر وأولهما عاقل والثانى غبى والسبب هو أن المسلم يعمل بما يعلم والثانى لا يعمل بالحق الذى يعلمه ولذا وصفهم الله بالجهل فى قوله بسورة الزمر "قل أفغير الله تأمرونى أعبد أيها الجاهلون ".
هل الذكاء تفكير مجرد ؟
يقال إن الذكاء هو القدرة على التفكير المجرد وهو استعمال المفاهيم والرموز المختلفة للتصرف فى المواقف المختلفة وهو تعريف يركز على جزء من الذكاء وهو التفكير والأدلة على ذلك هى أن بعض الناس أمنوا بعد التفكير فى الإسلام ولكنهم لم يصبحوا مسلمين أى أذكياء لأنهم لم يستعملوا التفكير فى العمل من أجل ذلك حذرهم الله فقال بسورة الصف "يا أيها الذين أمنوا لما تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون "وأيضا شبه الذين عرفوا التوراة بالتفكير ومع ذلك لم يستعملوا التفكير فى العمل بالتوراة بالحمار الذى يحمل أسفارا بها علم وفى هذا قال تعالى بسورة الجمعة "مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا ".
هل الذكاء توافق مع الظروف ؟
يقال إن الذكاء هو القدرة على التوافق مع الظروف أى القدرة على تنويع السلوك كلما تغيرت الظروف وهذا نفسه هو تعريف الذكاء بأنه التكيف وهو تعريف خاطىء لأن السلوك فى بعض الأحكام لا يتغير بتغير الظروف مثل الزواج والحج والصيام ومن ثم هناك مجموعة من الأعمال السلوكية أحكامها لا تتغير بتغير الظروف وحتى الأعمال السلوكية التى تتغير أحكامها بتغير الظروف أحكامها ثابتة لأنها وضعت لكل ظرف حكم معين فمثلا الحديث فى ظرف الأمن يكون حكمه الصدق وفى ظرف الخوف من أذى الكفار يكون حكمه الكذب وفى ظرف توقع حدوث ضرر بين المسلمين وبعضهم البعض يكون حكمه هو الكذب كالإصلاح بين الزوجين المتخاصمين .
هل الذكاء هو الحكم السليم ؟
يقال إن الذكاء هو الحكم السليم فى أى موضوع وهذا التعريف هو نصف الذكاء لأن الذكاء حكم سليم يتبعه العمل السليم وهو إما عمل حق أو اجتناب باطل والدليل مثلا أن المؤمنين يعرفون الحكم السليم فى المواقف المختلفة ولكنهم إذا لم يعملوا كانوا أغبياء ولذا طالبهم الله بالعمل لأنه يمقت أى يكره أى يحرم القول أى الحكم السليم دون فعل وفى هذا قال تعالى بسورة الصف "يا أيها الذين أمنوا لما تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ".
هل الذكاء هو العمل الهادف؟
يقال عن الذكاء هو قدرة الفرد على العمل فى سبيل هدف وأيضا على التعامل بكفاءة مع البيئة وهو تعريف خاطىء للتالى
أن العمل فى سبيل أى هدف ليس كله حلال فالعمل الحلال هو ما كان من أجل الخير حسب شرع الله وأما ما كان هدفه إبطال حق أو إحقاق باطل فهو محرم ولذا يكون العمل من أجل هذا الهدف باطل ،زد على هذا أن التعريف أهمل العلم والعمل لا يكون إلا بناء على العلم ومما ينبغى قوله أن الذكاء هو العمل المباح المبنى على العلم الإلهى والتعامل مع البيئة بكفاءة هو جزء من التعامل فى الإسلام و فى غير الإسلام مخالفة للإسلام ومن ثم تصبح إهمال فمثلا فى الإسلام محرم صيد الخنزير للأكل بينما فى غيره حلال ومثلا محرم أكل الحيوانات الميتة فى الإسلام بينما فى بعض الأديان حلال .
هل الذكاء نجاح فى المدرسة أو الجامعة ؟
هذا تخريف للتالى لأن القدرة على النجاح إنما هى قدرة على التعلم والعلم الحق هو نصف الذكاء لأنه نصفه الأخر هو العمل بالحق ،زد على هذا أن النجاح فى الدراسة قد يعتمد على الغش فهل يكون الغشاش ذكيا ؟بالقطع لا .
هل الذكاء قدرة على حل المشكلات؟
حل المشكلات ليس هو الذكاء للتالى :
أن هناك أمور ليس بها مشاكل ومع ذلك إذا لم يؤمن الإنسان بها يكون غبيا مثل أن الله واحد وأن الجن موجودون كما أن الحلول تنقسم لحلول سليمة تتفق مع الإسلام وحلول خاطئة تتبع أحكام الباطل فهل كل من المخطىء والسالم ذكى وقد قال تعالى بسورة القلم "أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون "؟
هل الذكاء فى الذكور والإناث مختلف ؟
إن الذكاء فى الكل واحد طالما عمل الذكر والأنثى بالحق وأمنا به وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "فاستجاب لهم ربهم أنى لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض "ومما ينبغى قوله أن هناك ذكور يتفوقون على إناث وإناث يتفوقن على ذكور فى الذكاء .
المجانين والذكاء :
إن المجانين بمعنى السفهاء وهم ضعاف العقول على درجة من الذكاء لأن الذكاء لو إنعدم فيهم نهائيا لأدى ذلك إلى لكونهم كالحجارة ينقلها إنسان من مكان لأخر ولكن المشاهد هو أن المجانين لهم ارادات يتصرفون بناء عليها بعض التصرفات الصحيحة مما يدل على وجود نسبة ذكاء فيهم والمجنون لا يولد مجنونا لأن الناس يولدون كلهم فى حالة واحدة وهى عدم العلم وهو الجهل مصداق لقوله بسورة النحل "والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا "إذا فالمجانين يصنعهم الأخرون ويكون ذلك عن طريق الإهمال فى التربية إهمال شبه كامل والإهمال فى علاج أمراضه الجسدية خاصة والصدمات وهى الضربات العظيمة الوقع على النفس مثل خيانة الزوجة أو إفلاس الإنسان أو عقوق الابن لوالديه.
الشهوات
أنواع الشهوات :
إن الشهوات هى ممثل الباطل فى النفس الإنسانية وهى :
- شهوة النساء عند الرجال والرجال عند النساء أو اشتهاء غير ذلك وهى الجنس .
- شهوة إنجاب البنين وهم الصبيان .
- شهوة المال وعبر الله عنها بالذهب والفضة .
- شهوة القوة أى السلطة وعبر الله عنها بالخيل المسومة .
- شهوة الطعام والشراب وعبر الله عنها بالأنعام والحرث وفيهم قال تعالى بسورة آل عمران "زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ".
تركيب الشهوة :
تتكون الشهوة من ثلاثة أجزاء هى :
- المجادلة وهى التى تقوم بالجدال بالباطل مع المفكرة فى العقل .
- الذاكرة وهى التى تقوم باستدعاء الشرور على اختلاف أشكالها من الماضى لإضلال الإنسان.
- المتخيلة وهى التى تتصور الشرور كلها لكى توضح للإنسان كيف ينفذ الشرور مستقبلا .
الشهوة الجنسية :
أ?- وقت ظهورها فى الإنسان :
الشهوة الجنسية هى القدرة على النيك من قبل الرجل أو المرأة وهى تظهر بعد فترة من الطفولة وسنها غالبا يبدأ من العاشرة فما بعدها والدليل على بلوغ الأطفال هو قوله بسورة النساء "وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح"والواقع يثبت هذا فقذف المنى لا يبدأ إلا فى تلك السن والخصيتين والمبايض تبدأن فى العمل فى هذه السن والحيض يحدث بعد أن كان لا يحدث والأطفال الصغار قبل العاشرة لا يحدث لهم هذا
ب?- مظاهر التغير عند ظهور الشهوة الجنسية:
فى بداية ظهور الشهوة الجنسية تحدث تغيرات نفسية جسمية ففى الذكر يظهر الشعر تحت الإبط وحول العانة وفى الذقن والشارب وتكبر الخصية ويخشن الصوت وفى الأنثى يظهر الشعر تحت الإبط وحول العانة وتكبر بعض الأعضاء كالنهود ويستدير الجسم فى مناطق الأثداء والأرداف والأكتاف وفى نفس الذكر تدخل موضوعات جديدة أهمها حبه أو إعجابه بفتاة معينة واهتمامه بجماله ونظافة جسمه وملابسه وبحثه عما يشبع شهوته كالصور ومشاهدة الأجزاء العارية من النساء وفى نفس الأنثى تدخل موضوعات مماثلة أهمها حبها أو إعجابها بفتى معين واهتمامها بجمالها ونظافة جسمها وملابسها وبحثها عما يشبع شهوتها .
ت?- الفارق بين المرأة والرجل فى قوة الشهوة الجنسية :
إن قوة الرجل الشهوانية تساوى قوة امرأة أو اثنين أو ثلاثة أو أربعة بدليل أن الله أباح له الزواج الفردى والمثنوى والثلاثى والرباعى فقال بسورة النساء"فإن خفتم ألا تقسطوا فى اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعولوا فواحدة "والغالب هو أن قوة الرجل تساوى قوة امرأة بدليل أن زواج الواحدة هو الغالب .
ث?- أهداف اشباع الشهوة الجنسية :
يهدف الإشباع إما للحصول على متعة النيك أو الحصول على الأولاد أو تحقيق أرقام قياسية فى مرات النيك وإما إلى إذلال الأخر وقد تجتمع عدة أهداف فى الإشباع والمهم أن الله خلق الشهوة للحصول على اللذة فى المقام الأول والإنجاب فى المقام الأخير .
ج?- أنواع العلاقات الجنسية :
العلاقات أنواعها هى :
العلاقة بين الرجل والمرأة بالزواج أو الزنى .
العلاقة بين الرجل والرجل ويسمونها خطأ اللواط .
العلاقة بين المرأة والمرأة ويسمونها السحاق .
العلاقة بين الإنسان وغيره كالبهائم والعرائس المصنوعة من اللدائن .
العلاقة الموحدة ويسمونها الاستمناء.
وقد حرم الله كل العلاقات عدا العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة لأنها كلها زنى فقال مثلا فى علاقة الزنى بين الرجل والمرأة بسورة النور "الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة "وعلاقة زنى المرأة بالمرأة قال فيها بسورة النساء "واللاتى يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن فى البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا "وقال فى علاقة الرجل بالرجل "واللذان يأتيناها منكم فأذوهما فإن تابا فأعرضوا عنهما "وقال فى حرمة الكل عد الزواج بسورة المؤمنون "والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم".
ح?- وضع الشهوة فى العلاقة الزوجية :
تتمثل أسس العلاقة الزوجية فى السكن وهو إشباع الشهوة بين الزوجين وفى المودة أى الرحمة وهى مساعدة الزوجين لبعضهما ومسامحتهما لبعضهما على الأخطاء التى قد يرتكبها طرف منهما فى حق الأخر وفى هذا قال تعالى بسورة الروم "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة".
خ-الحرام والحلال فى النيك الزوجى :
الحرام فى العلاقة الشهوانية الزوجية هو :
-إيتاء الزوجة من حيث لم يأمر الله وهو إدخال القضيب فى مكان غير المهبل مثل الدبر والفم وفى هذا قال بسورة البقرة "فأتوهن من حيث أمركم الله "وهو المهبل .
-ممارسة الإشباع فى فترة الحيض وفى حرمته قال تعالى بسورة البقرة "ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء فى المحيض ".
-ممارسة الإشباع فى فترة الحج وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج " .
-الجماع فى نهار رمضان حرام وفى ليله حلال لقوله بسورة البقرة "أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نساءكم ".
-أن يكون الجماع فى مكان مفتوح يرى الأخرون فيه الزوجين ولذا طالب الله بالاستئذان فى مكان جماع الزوجين المغلق فقال بسورة النور "يا أيها الذين أمنوا ليستئذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض ".
-رضاعة الزوج لأثداء زوجته أو مص مهبلها أو رضاعة الزوجة لقضيب زوجها محرم لأن الرضاعة للأطفال فقط وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين "وأما الحلال فهو ما عدا ذلك من تقبيل وتحسيس ودعك وقذف وغيره ولوضع القضيب فى المهبل طرق عديدة كثيرة .
خ?- كيف يجعل الزوجان الشهوة مستمرة؟
لكى تستمر الشهوة مستمرة بين الزوجين لابد من عمل التالى :
-تلافى المشاكل بكل شكل ممكن بين الزوجين .
-لبس الزوجة لملابس مثيرة مختلفة فى كل مرة لو أمكن ولبس الزوج لملابس نظيفة.
-رقص الزوجة لزوجها ورقصها معه ورقصه لها .
-تنويع طرق إدخال القضيب فى المهبل .
-وضع بعض الروائح الزكية .
-أن تظل الزوجة محجبة أمام زوجها خارج حجرة النوم .
د-أن تغير المرأة تسريحة شعرها كل مرة .
ر-مرات الإشباع اليومى :
يقدر الإنسان على ممارسة الجماع عدة مرات يوميا وقد خصص الله لهذا ثلاثة أوقات هى قبل صلاة الفجر ووقت الظهيرة وما بعد صلاة العشاء وفى هذا قال تعالى بسورة النور "يا أيها الذين أمنوا ليستئذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم "ومن ثم فمرات الجماع يوميا قد تكون ثلاثة مرة فى كل وقت وقد يكون أكثر أو أقل حسب رغبة الرجل والمرأة والجماع يعتمد فى المقام الأول على الحالة النفسية ثم على الطعام الذى يعمل على تكوين المنى الذى يتدفق فى الجماع .
ز-كيف تثار الشهوة الجنسية ؟
تثار عن طريقين :
1- المظاهر الخارجية مثل تعرى أجزاء من جسم المرأة أو لباسها ملابس شفافة أو لبس زوجها ملابس نظيفة أو شم روائح زكية من بعضهما أو رؤية المرأة لبعض جسم الرجل .
2- تحديث الرجل أو المرأة لنفسه عن إشباع الشهوة بتخيل مناظر الشهوة أو سماع كلام لين أو رائحة عطرة أو ممارسة الجماع 00000
س- ليلة الدخلة :
المفروض قبل دخول الزوجين أن يعرفا كيف يمارسان الجنس بالقراءة أو السماع من المحيطين بهم ولكن للأسف معظم الزيجات خاصة النساء لا يعرفن شىء عن الجماع لأن الأهل يعتبرون ذلك عيبا وقلة أدب والمفروض على العروسين أن يصليا صلاة الوقت الذى هما فيه ثم يأكلا الطعام ثم يتجالسا للحديث مع بعضهما فى أى موضوع ثم يقومان للجماع ويراعى الزوج التى زوجته عذراء أن عليه أن يفض غشاء البكارة بإدخال قضيبه بهدوء حتى لا يتسبب فى إحداث نزيف لها وحبذا لو امتنعا بعد فض البكارة عن الجماع لمدة يوم أو اثنين حتى يلتئم الجرح وإن كانا يتمتعان بكل الوسائل عدا إدخال القضيب فى المهبل .
ش- الحيض والشهوة :
الحيض هو نزول دم من مهبل المرأة بسبب انفجار البويضة أو الولادة وليس له عدد معين من الأيام فى النساء كلهن وإنما هو مختلف والحيض أذى لمن يمارس الجماع فيه وهو ملامسة جسم المرأة بتقبيل أو قذف أو غيرهما ومن ثم يحرم على الرجل جماع المرأة حتى ينتهى نزول الدم وتغتسل أى تتطهر وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "يسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء فى المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإن تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله ".
ص- الربط والشهوة :
يشيع بين الناس اعتقاد خاطىء يسمى عملية الربط ويقصدون بها أن السحرة يمنعون الرجل أو المرأة من ممارسة الجماع وهو تخريف للتالى :
أن سبب عدم القدرة على الجماع خاصة فى بداية الزواج هو إصابة الزوجين أو أحدهما بالخواف فمن حولهم يوحون لهم بعدم قدرتهم على ذلك ومن ثم يهابون الإقدام عليه ويزيد من خوفهم أحاديث الناس معهم عن قدرة السحرة على الربط .
جهل الزوجين بإشباع الشهوة .
اعتقاد الزوجين أو أحدهما بأن الربط شىء حقيقى وهو كذب .
ض- علاج المشاكل الزوجية والشهوة :
لا تخلو الحياة الزوجية من المشاكل حتى أنها تصل للطلاق وقد جعل الله الشهوة علاجا لهذه المشكلات إما بالإشباع كما فى إبقاء المطلقة فى بيت الزوجية فى العدة فهذا إغراء لهما على العودة لبعضهما من خلال التشوق للإشباع وفى هذا قال تعالى بسورة الطلاق "يا أيها النبى إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن "وأما المنع حيث يهجر الزوج فراش الزوجية عقابا للمرأة الناشز فى حالة عدم استجابتها لنصح ووعظ الزوج فإذا لم يأت بنتيجة وجب ضربها حتى تطيعه فى المعروف وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "واللاتى تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا".
ط- وسائل منع العلاقات المحرمة :
وضع الله فى الوحى وسائل لمنع وقوع الزنى وهى:
-إلزام النساء بارتداء أثواب تغطى الجسم عدا الوجد والكفين وهى أثواب واسعة غير شفافة طويلة وفى هذا قال تعالى بسورة الأحزاب "يا أيها النبى قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن "وفى وضع الخمار على الرأس والصدر قال بسورة النور "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ".
-ألزم الله الرجل بارتداء ملابس تغطى عورته وهى ملابس واسعة غير شفافة لا تظهر العضو .
-حدد الله للنساء الرجال المباح لهم رؤية بعض عوراتهن وهن البعولة أى الأزواج وأباء المرأة (الأب والجد والعم والخال ومن فوقهم أو بجوارهم مثل أخو الجد وعم الخال )وأباء الأزواج(أبو الزوج وعمه وخاله وجده ومن فوقهم أو بجوارهم)وأبناء المرأة وأبناء الأزواج واخوة المرأة وأولاد أخوة وأخوات المرأة ،ملك اليمين والتابعين غير أولى الإربة وهم المجانين والأطفال الذين لم يبلغوا الحلم وفى هذا قال تعالى بسورة النور "ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آباءهن أو أباء بعولتهن أو أبناءهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بنى إخوانهن أو بنى أخواتهن أو نساءهن أو ما ملكت أيمانهن والتابعين غير أولى الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ".
-ألا تضرب أى ألا ترفع النساء أرجلهن إلى أى جهة حتى لا يرى الرجال سيقانهن وفى هذا قال تعالى بسورة النور "ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن ".
-أن يستعفف أى يصبر الفقراء الذين لا يجدون مالا للزواج مصداق لقوله بسورة النور "وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله ".
-ألا يكره الإنسان الفتيات وهن الجوارى الإماء على ممارسة البغاء وهى الدعارة مصداق لقوله بسورة النور "ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء ".
-أن يغض الرجال أبصارهم عن النساء مصداق لقوله بسورة النور "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم "وأن تغض النساء أبصارهن عن الرجال مصداق لقوله "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ".
-تطبيق العذاب الإلهى الممثل فى قتل من يشيع الفاحشة فى المسلمين وهو العقاب الدنيوى وفى هذا قال تعالى بسورة النور "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين أمنوا لهم عذاب أليم فى الدنيا والأخرة "والممثل فى جلد الزناة مصداق لقوله بسورة النور "الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ".
-ألا يدخل المسلم بيوت الأخرين إلا بعد الاستئذان والتسليم على أهل البيت وذلك حتى لا يرى عوراتهم أو غيرها وفى هذا قال تعالى بسورة النور "يا أيها الذين أمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ".
-أن يتعود الأطفال وملك اليمين على الاستئذان عند الدخول على الزوجين فى أوقات الظهيرة وبعد صلاة العشاء وقبل صلاة الفجر وفى هذا قال تعالى بسورة النور "يا أيها الذين أمنوا ليستئذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن ".
-التفرقة بين الإناث والذكور عند سن العاشرة فى المضاجع وهى سن البلوغ الجنسى غالبا .
-تحريم زواج الزناة إلا من بعضهم مصداق لقوله بسورة النور "الزانى لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك ".
-طرد الزوجة الزانية من بيت الزوجية دون حقوق وجلدها مصداق لقوله بسورة الطلاق "ولا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة "
-تطليق زوجة الزانى مع أخذها كافة حقوقها منه مصداق لقوله تعالى بسورة النور"الزانى لا ينكح إلا زانية أو مشركة" وطلاق الزانية بلا حقوق لقوله أيضا"الزانية لا ينكحها إلا زان أو شرك "وقوله بسورة الطلاق"لا تخرجوهن من بيوتهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة"
ظ- كيف يتقى المسلم الزنى؟
المسلم إما زوج أو أعزب وفى العزوبية على المسلم الاستعفاف وهذا يتطلب منه البعد عن مجالسة النساء الأجنبيات وأن يجالس الناس كلما اشتدت به الرغبة أو يصوم حتى يحرم على نفسه الجماع بالصوم وأما المتزوج فعليه إن وقع نظره على مفاتن امرأة أن يسارع لجماع زوجته وأن يتجنب مجالسة النسوة الغريبات إلا للضرورة وألا يخلو بإحداهن أو يكلمها كلاما لينا وأن يذكر نفسه بعقاب الزنى .
ع- أعضاء الإشباع :
يعتقد كثير من الناس أن الإشباع يكون عن طريق القضيب والمهبل فقط وإن زاد فالشفاه والأثداء ولكن كل الأعضاء الظاهرة للعين هى أعضاء إشباع فالعين تنظر والسمع يسمع والثدى يدعك واليد تحسس 0000 وخلاصة القول هو أن كل عضو ظاهر ينال لذته ولذا أوجب الله غسلها كلها فقال بسورة المائدة "وإن كنتم جنبا فاطهروا ".
غ- تصوير شريط لتعليم إشباع الشهوة :
محرم على المسلمين تصوير أى شرائط لتعليم الناس طرق إشباع الشهوة لأن الله حرم النظر للرجال والنساء الأجانب فقال بسورة النور "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم "و "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن "ويمكن الاستعاضة عن التصوير بالرسم ولكن بدون إظهار وجه للرجل أو المرأة حتى وإن كانا من الخيال فهو رسم تعليمى لا حرمة فيه.
ف- الاستمناء :
هو قضاء الشهوة عن طريق دعك عضو القذف حتى يخرج المنى عن طريق اليد أو غيرها وهو أمر محرم لأن الشهوة لا تقضى إلا مع الأزواج وقبل النسخ ملك اليمين وفى هذا قال تعالى بسورة المؤمنون "والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم وما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ".
ق- الجنس الثالث والشهوة :
خلق الله الناس ذكرا وأنثى ولكن فى بعض الحالات يوجد ما يسمى عند الناس الجنس الثالث وما هو بموجود وهو فى الحقيقة للجهل بحقيقته يسمى الخنثى والجهل صادر منا وأما الله فيعلم بكون الإنسان ذكرا أو أنثى ويجب على الأطباء عند الولادة تقرير حالة الإنسان من ذكورة أو أنوثة بما عندهم من أدوات العلم حتى لو كان يوجد فى الإنسان الواحد جزء من جهاز تناسلى وجزء من جهاز تناسلى مخالف ولا يجب الاستماع لأهل الإنسان فى تقرير مصيره من حيث الذكورة والأنوثة وبعد تقرير الأطباء للحالات المشتبهة يجرون عملية جراحية لاستئصال الجهاز التناسلى الدخيل فى رأيهم إلا إذا كان وجوده داخل الجسم لا يسبب ضرر بدنى أو نفسى للإنسان .
ك- المرض الشهوانى :
يقصد به المرض الناتج من مخالفة شرع الله فى مجال إشباع الشهوة الجنسية ومن أمثلة هذه الأمراض الزهرى والسيلان والسادية وفقدان المناعة المكتسبة والماسوشت وهذه الأمراض تصيب البعض ممن لا يخالفون شرع الله نتيجة اتصالهم الشرعى بالمخالفين أو نتيجة نقل الدم أو العدوى .
شهوة البنين :
أ?- وقت ظهورها :
تظهر فى بداية سن النكاح غالبا وأما وقت ظهور شهوة إنجاب البنين فيبدأ عقب الزواج أو الزنى فليس هناك شىء معين يبين اهتمامهم بإنجاب البنين من الزانيات إلا فى القليل من الأحيان .
ب?- مظاهر الشهوة :
مظاهرها قبل الزواج فى الكل هى :
تمنى الإنسان فى أحلام اليقظة إنجاب بنين يتميزون بالقوة والجمال ويكونون مصدر عزة وفخار ويكون هو أب مثالى لهم .
استعمال ألفاظ مثل يا ابنى وولدى فى الحديث عما يريد فعله فى المستقبل مع أولاده البنين .
وبعد الزواج مظاهرها هى :
استعجال ظهور الحمل والتحدث فى تسمية المولود وإعداد ملابس ولعب للمولود ومراعاة الزوجة أثناء الحمل طبيا وبيتيا وادخار بعض المال للمولود والاستفهام عن تربية الأولاد وقراءة كتب التربية والحمل والولادة والتحدث عن الحمل والولادة .
إثارة الشهوة :
تثار الشهوة عن طريق كثير من الطرق كمشاهدة أطفال الأخرين وسماع أصوات الأطفال أو حديث عنهم أو قراءة موضوعات عن الأطفال أو وجود مشكلة يعير فيها الإنسان بقلة عزوته أو يكون حلها عن طريق كثرة الأولاد أو بالتفكير فى شىء مرتبط بالأطفال ومأكولاتهم وعاداتهم ورضاعتهم وحملهم ومرضهم أو تربيتهم .
طرق إشباع الشهوة :
إشباع الشهوة له طريقين الحلال بالزواج والحرام بالزنى ومع هذا قد لا ينجب لأن الله أراده عقيما أو لا ينجب سوى بنات والحرام بالتبنى.
أبناء الإنسان :
من الأمور المشاهدة أن الابن الأول ينال عناية أكثر من اخوته الذين يأتون بعده بسبب شوق الأبوين وعدم تجربتها لهذا ولكن هذه العناية تزول فى كثير من الأحيان بسبب إنجاب غيره والواجب على كل أبوين هو عدم التفرقة بين البنين أو بين البنين والبنات شهوة كنز المال :
أ?- ماهية كنز المال :
كنز المال هو الحرص الإنسانى على جمع المال بكل الطرق الممكنة وإكثاره بكل الطرق ويسمى هذا حب المال مصداق لقوله تعالى بسورة الفجر "وتحبون المال حبا جما".
ب?- طرق الإشباع :
للإشباع طريقين :
-الحلال ومن أمثلته الورث والهدية والهبة وأجر العمل الوظيفى والتجارة .
-الحرام ومن أمثلته الربا ومنع الزكاة والسرقة والبخل .
ج-إثارة الشهوة :
تثار الشهوة عن طريق مشاهدة أموال الغير أو السماع عنها أو القراءة عنها أو التفكير فى حال الإنسان المالى وحال غيره .
د-وقت ظهور الشهوة :
تظهر عند رغبة الطفل فى الاستحواذ على شىء معين مثل اللعبة أو الملابس .
هـ- مظاهر الشهوة :
للشهوة مظاهر عديدة بكاء الطفل عند أخذ الأخرين للعبه وطلبه للنقود من أفراد الأسرة وغيرهم وجمعه للنقود فى الأعياد وادخاره مبلغ معين وأما فى الكبر فمظاهرها هى العمل للحصول على المال وابتكار طرق جديدة لجمع المال والشجار حول أى مال يخصه أو لا يخصه للحصول عليه .
و- الكافر والشهوة :
يحب الكافر الخير وهو المال حبا شديدا لقوله تعالى بسورة العاديات "وإنه لحب الخير لشديد "وفى سبيل تحقيق حب المال يجمع الكافر المال من كل الطرق ويحرص على عده لمعرفة مقداره مصداق لقوله بسورة الهمزة "ويل لكل همزة لمزة الذى جمع مال وعدده "ويدفع المال الكثير الغنى للطغيان وهو الكفر مصداق لقوله بسورة العلق "كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى "ومن مظاهر هذا الطغيان أنه لا يعطى اليتيم ولا يطعم المسكين مصداق لقوله بسورة الماعون "أرأيت الذى يكذب بالدين فذلك الذى يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين "وهو يبذر المال حتى أنه يقول أهلكت مالا لبدا وفى هذا قال بسورة البلد "يقول أهلكت مالا لبدا "وإن لم يبذره فهو يبخل به على من يستحقه وإذا أفلس الكافر نتيجة الإسراف أى بسط اليد فإنه يلوم نفسه ويتحسر وفى هذا قال بسورة الإسراء"ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا "والكافر إذا أعطاه ربه الرزق الكثير يقول ربى أكرمنى وإذا قدره أى قلل العطاء قال ربى أهانن وفى هذا قال بسورة الفجر "فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربى أكرمن وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربى أهانن "والكافر له وسائل متعددة فى الحصول على المال أغلبها محرم كالسرقة والربا وأكل مال اليتيم والزوجة.
ز- المسلم وشهوة المال :
المسلم يتبع العقل فى التعامل مع المال إنفاقا وتحصيلا .
شهوة القوة :
أ?- ماهية الشهوة :
هى رغبة الإنسان فى فرض رأيه على الأخرين بمختلف الوسائل المتاحة .
ب?- طرق الإشباع :
هى الحرام ممثل فى الاعتداء على الأخرين وحقوقهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة والحلال الممثل فى ضبط النفس ورد العدوان عند حدوثه بصورة مباشرة أو غير مباشرة .
ج-إثارة الشهوة :
تثار عن طريق سماع أخبار الاعتداء أو رؤية الاعتداء أو القراءة عنه أو عن طريق الاهتمام بالعدو فى النفس لردعه أو القضاء عليه أو تحبيب الكبار العدوان للصغار .
د?- وقت الظهور :
ظهر فى الطفل من خلال عضه وخربشته للأخرين وضربه لهم ومن مظاهرها الاهتمام بالرياضات البدنية والاشتراك فى المشاجرات وشراء أدوات الضرب والتدريب والتخطيط للهجوم على الخصوم وتحمل الضرب .
ه- القوة بين المسلم والكافر :
القوة عند الكافر تسير حسب مبدأ واحد هو البدء بالعدوان متى سنحت الفرصة وإلا السكوت وأما المسلم فهو لا يبدأ بالعدوان أبدا وإنما يرده مصداق لقوله تعالى بسورة البقرة "ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم "وهو يعد القوة حتى يخيف الأعداء بها مصداق لقوله بسورة الأنفال"وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم "وهو يحذر العدو فيراقبه مصداق لقوله بسورة النساء "خذوا حذركم "والمسلم فى القوة القصوى يغلب عشرة من الكفار وفى الدنيا يغلب اثنين وفى هذا قال تعالى بسورة الأنفال "إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين "و"فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين " .
شهوة الطعام :
أ?- ماهية الشهوة :هى الرغبة فى تناول الأكل والشرب المتاح للإنسان.
ب?- ظهور الشهوة :تظهر بمجرد رضاعة الطفل أول مرة ومن مظاهرها الرضاعة وطلب إعداد الطعام والشراب وشراء الطعام والشراب وشراء الأدوية الفاتحة للشهية .
ت?- طرق الإشباع:هى الحلال ممثل فى الطعام والشراب المحلل والحرام ممثل فى تناول المحرمات من الأطعمة والمشروبات .
ث?- إثارة الشهوة :تثار إما بمشاهدة الطعام والشراب أو السماع عنهم أو القراءة أو وجود ضعف جسمى أو نداء لإشباع الجوع أو إرواء العطش أو الاهتمام بالطعام والشراب .
ج?- الطعام بين المسلم والكافر :تقود الشهوة الكافر لأكل وشرب المحرمات كالميتة والدم ولحم الخنزير والخمر كما تقوده إما للإسراف فيها أو البخل على نفسه ومن حوله وهم فى الأكل كالأنعام كما قال تعالى بسورة محمد "
والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام ".
وأما المسلم فهو يتبع العقل الذى يرشده لاتباع أحكام الإسلام فى الطعام والشراب ومنها عدم الإسراف مصداق لقوله بسورة الأعراف "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا " ومنها الامتناع عن المحرمات الطعامية والشرابية .
الأمراض النفسية :
ماهية المرض النفسى :
المرض سواء كان نفسيا أو جسديا يعنى اختلال فى وظائف النفس أو الجسم وتتعدد أسباب الاختلال .
أسباب المرض النفسى :
ينتج المرض من سبب أو أكثر مما يأتى :
- الإهمال حيث يهمل الأهل الطفل تربويا وعلاجيا فى النفس والجسد .
- الصدمات حيث يعتقد الإنسان اعتقادا معينا ثم يرى ما يخالف هذا الاعتقاد تماما مثل خيانة زوجته التى يعتقد إخلاصها وكإفلاس تجارته التى يعتقد رواجها .
- المرض الجسدى فمعظم المصابين عندهم أمراض جسدية فى الدماغ أو القلب أو فى عضو أخر .
- إرادة الإنسان نفسه .
المرض النفس هل هو المرض العقلى ؟
المراد بالمرض النفسى يشمل نوعين من المرض :
-المرض العقلى حيث يصيب المفكرة والذاكرة والمتخيلة .
-المرض الشهوانى حيث يصيب إحدى الشهوات الخمس الجنس والبنين والقوة والمال والطعام والشراب ومن أجل هذا ينقسم الجنون لنوعي:
1-الجنون العادى وهو جنون ناتج من أسباب خارجة عن المجنون وهى الإهمال والصدمات والمرض الجسمى وقد سماهم الله المؤلفة قلوبهم أى المركبة عقولهم أى بعقولهم خلل فى التركيب .
2-الجنون الإرادى وهو ما نسميه الكفر بالله وسمى الله أصحابه السفهاء فى قوله بسورة الفرقان "أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم كالأنعام بل هم أضل سبيلا "ونحن نتحدث هنا عن الجنون العادى وليس عن الجنون الذى هو الكفر .
هل الجنون وراثى ؟
الإنسان يولد صفحة بيضاء لا يعلم شىء وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا "إذا الجنون يصيب الإنسان بعد ولادته بفترة قد تطول أو تقصر وما يسمى الجنون الوراثى وهم فلو حدث جنون فى أولاد المجانين المتزوجين فهو ليس بوراثة وإنما نتاج البيئة الفاسدة التى يسودها الإهمال فهل نتوقع أن يربى المجنون طفلا ليكون عاقلا ؟قطعا لا .
هل هناك شفاء من الجنون ؟
إن الجنون يشفى عدا مرض النسيان فى أرذل العمر حيث لا يعرف الإنسان شىء بعد أن كان يعلم وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكى لا يعلم بعد علم شيئا "وكل الأمراض قابلة للشفاء عدا النسيان لقوله بسورة الأنبياء "وإذا مرضت فهو يشفين "والملاحظ فى شفاء الأمراض العقلية أنه شفاء جزئى وليس كلى .
أسباب الأمراض العقلية :
تنتج الأمراض العقلية من التالى :
-الإهمال وهو ترك الواجب كله أو بعضه فى رعاية أى تربية الطفل ومن ذلك عدم علاج الأمراض والتشوهات والعاهات الجسمية وعدم تعليمه التبول والتبرز بعيدا عن أعين الناس وعدم تعليمه الحق والباطل وعدم تعويده على تغطية عورته .
-الصدمات وهى أن يعلم الإنسان من الواقع ما يخالف اعتقاده اليقينى مثل اعتقاده فى إخلاص زوجته ثم رؤيته خيانتها ومثل اعتقاده صلاح ابنته وعفتها ثم علمه بزناها أو حملها دون زواج .
-المرض الجسمى وهى أمراض معينة تصيب الدماغ والجهاز العصبى على الأخص وتصيب أعضاء أخرى فهذه الأمراض تتسبب فى آلام تجعل الإنسان فى انشغال مستمر بها مما ينسيه غيرها من الضروريات .
-الوحدة وهى انفراد الإنسان بنفسه مدد طويلة فى أماكن خالية من الناس مما يجعله يخاف ويولد الخوف فى نفسه أوهام تؤدى لجنونه كرؤيته للأشباح .
أعراض الجنون :
إن الجنون على اختلاف مسميات الأمراض العقلية له أعراض تظهر على المريض يجمعها شىء واحد هو مخالفة الإنسان ما عليه الناس من الأمور التى لا يختلف عليها أحد فى المجتمع الذى يعيش فيه ومن أمثلتها :
التبول والتبرز دون حياء أمام الناس والتحدث بصوت عالى مع النفس فى الشارع أو فى البيت أو فى الأماكن الأخرى والسير عاريا وقذف الناس بالحجارة أو غيرها دون سبب وافتعال المعارك معهم وحكاية حكايات خيالية لا أساس لها عن نفسه أو غيره .
أنواع الجنون :
الأمراض العقلية هى :
مرض الذاكرة وهو النسيان غير العادى ويسمونه تشوش الذاكرة .
مرض المفكرة وهو عدم القدرة على اتخاذ قرارات صائبة ومن ثم أن يعمل المريض أعمال مخالفة للناس فى مجتمعه فى ضروريات الحياة كالمال والطعام والشراب واللبس .
مرض المتخيلة وهو التخيل المستمر لأشياء لا أساس لها على أنها وقعت للمريض أو لغيره .
مرض الثلاثى ونعنى به اجتماع الأمراض الثلاثة السابقة أو اثنين منها فى إنسان واحد وحسب تقسيم ما يسمونهم أطباء النفس نجد هناك العديد من الأمراض داخل المرض الواحد فمثلا مرض المتخيلة يشمل أمراض عدة منها الخواف والعظمة والحقارة ومما ينبغى قوله أن كل الناس يصابون بالأمراض النفسية الشهوانية منها والعقلية فمنهم من يستمر معه المرض طوال حياته ومنهم من يأتيه المرض على شكل لحظات متقطعة فكلنا يصاب بأمراض عقلية فى فترات من حياته وهى فترات قصيرة ومتقطعة خصوصا القلق والخوف والكآبة.
من جنايات المجتمع:
إن كثير من أفراد المجتمع يتسببون فى جنون بعض العقلاء أو فى إلصاق الجنون بإنسان عاقل من مولده حتى مماته وسلوك هؤلاء الأفراد يتمثل فى ظاهرتين هما :
-الأخذ بالشكل فما أن يروا طفلا شكله الجسمى غير متناسق ويفعل بعض أفعال الأطفال الأخرين كسيلان الروال من فمه أو اللعب بالطين حتى يسمونه مخبول أو عبيط أو أهبل ومن أجل ذلك نرى أن غالبية مرضى العقل شكلهم الجسمى غير متناسق .
الاستهزاء حيث يتخذ الأفراد هؤلاء الأشخاص الذين يطلقون عليهم مجانين وسيلة للمتعة والضحك عن طريق استغلال طيبتهم حيث يصفعونهم على قفاهم أو على وجوههم أو يأخذون ما معهم من نقود أو إغاظتهم وفى هذا يقول الطبيب ر0د0لانك"لقد اختار المجتمع والعائلة بالخصوص هؤلاء الأشخاص ككبش فداء بعد وصفهم بالجنون تبريرا لإخفاقها فى بلورة علائق

أنيس محمد صالح
مشاركات: 479
اشترك: مارس 21st, 2008, 4:00 pm
المكان: أفغانستان
اتصل:

أغسطس 12th, 2008, 6:58 pm

الأستاذ الرائع عطية البطاوي المحترم
بعد التحية والتقدير والإحترام

حاليا أنا مرقد في المستشفى على أمل إجراء عملية جراحية في العمود الفقري خلال اليومين القادمين وخرجت خلسة من المستشفى لأرى أية رسائل ... ففوجئت إن هناك أستاذ متدبر رائع دخل إلى منتدانا الرائع هذا بمواضيع تستحق كل التقدير والإحترام. لا أدعي إنه لدي الوقت الكافي لقراءتها كاملة إلا إنني أحببت أن أرحب بكم ترحيبا حارا في منتدانا الإسلامي القرآني. أعدكم بقراءتها كاملة لمجرد نزولي من المستشفى باذن الله وحده لا شريك له.

تقبل مني كل الحب والتقدير والإحترام

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر