رسالة إنسان إلي الصديق مؤمن...

القرآنيون أو أهل القرآن هم دعاة وباحثون ينادون بالعودة إلى جوهر الاسلام الحقيقي أي القرآن الكريم وحده الذي يعتبرونه المصدر الوحيد للشريعة.

مراقب: أنيس محمد صالح

شارك بالموضوع
faraj
مشاركات: 249
اشترك: يونيو 16th, 2006, 12:45 am
المكان: yemen

أغسطس 18th, 2008, 6:34 pm

رسالة إنسان إلي الصديق مؤمن...

عزيزي مؤمن ....سوف أسمعك ... وكلي آذان صاغية لحديثك ...صدري رحب لهمومك
...وحصن منيع لأسرارك ...وخيالي أرض خصبة لأحلامك....
سوف نطير معاً.. حتى نجد الحقيقة... سوف أكون مرآتك التي تعكس صورتك ...
ولأنني مرآتك فسوف أعكس صورتك بكل تفاصيلها
بياضها وسوادها ....
بكل درجات ألوانها حتى ننقي البياض ونزيل السواد ،
لكن سوف أعكس صورتك كما أنت ،
وليست معكوسة كما تخدعك المرآة دائماً .....عزيزي مؤمن
سوف أفعل هذا بكل حب و ود ، قد تتساءلي لماذا ؟!
وأقول لك أن الجواب هو نفسه دائما ....لأنني أحبك
أنت يا عزيزي لم تعد تعرف الصحيح من الخطأ الجميل من القبيح الصالح من الطالح فقد أصبحت معتقد بان فكرك ومعرفتك هي عسلا صافيا ولكنك للأسف لا تشرب يوميا إلا سما زعافا. ..
ومن أكبر الموانع التي تردع الإنسان إن يحمل صفات الأخلاق هي اضطراب الميزان الذي يزن به القضايا ويقيم به الأمور.... أنت تحاول إن تكون مخلق ومهذب... ولكنك لا تستطيع
لا يوجد في الصحراء ماء ولا سعادة. لكن السراب يوحي بوجود شيء كالماء. والحقيقة الذي وجدتها يا صديقي ليست سوي سراب.

لقد قال لك الأستاذ/ محمد فادي الحفار التالي ( رأيتك في الآونة الأخيرة عزيزي تكثر من الحديث عن عذاب جهنم وحال الكافرين فيها وغيره من الكلام المرعب المخيف والذي هو أقرب للتنفير منه للتنوير , فكان لابد لي من وقفة صريحة معك عللي أوضوح لك شيء هام جدا)
واسمح لي إن أضيف التالي:

لقد تساءلت يا عزيزي مؤمن أين سيذهب السيد فرج بعد الموت....وإنا أقول لك.... المؤمن يرى ان للحياة مبدأ ومعنى وغاية، وان الله هو مبدأ الكائنات ومعناها وغايتها. لذلك يستطيع ان يتغلّب على ما يشعر به من قلق. فالموت لن يعود في نظره المؤمن الحقيقي نهاية كل شيء بل دخول في حياة الله بداية كل شيء الروح هي ملك لله ومن روحة هو ولذلك لا يمكن ان تموت ابدأ ولا يمكن إن يعذب الله جزاء من روحة؛ ولذلك تظل روح المؤمن الحقيقي حية لا تمت أبدا وتدخل هذه الروح مرحلة الفناء.....أه يا عزيزي لو تعرف ما أجمل هذه المرحلة.... حيث تترقى الروح إلى التوحيد بالله، وترحل إلى جنة الخلود الأبدي دون أية عودة إلى الوجود الفردي، فتذوب في بحر الغبطة الأبدية والفناء الكلي.
وقريبا سأنشر مقالا مفصلا يشرح تفاصيل هذه المرحلةا.... وأيضا الخطيئة لن تقود الإنسان إلى اليأس والخوف من الهلاك الأبدي، بل تحمله على الرجاء برحمة الله اللامتناهية. وهكذا يجد في الله الحلّ الله الذي ينشده للخروج من قلقه والسيطرة على تناقضات حياته والعيش في أمان وسلام. لسوء الحظ، ما زالت التكنولوجيا الحديثة عاجزة (لحد الآن) عن رصد مسيرة الروح بعد الموت. ولا زالت عاجزة أيضاً عن إحياء الجسد بعد الموت وبعد مغادرة الروح له. وغني عن القول أن الأثير، حتى بالنسبة إلى أتباع النظرية القائلة بالذرة، ما زال مادة مجهولة التكوين فما قولك بمادة الروح.
بحكمته تعالى، أعطى الله حرية الخيار للنفس ووفر لها التوجيه السليم من خلال العقل. فالنفس غير مجبرة في اتجاهاتها مع العلم أن حكمة العقل متوفرة لها، ولكن يبقى الخيار للنفس لإطاعة العقل أم لا.
وكثيراً ما يقع الإلتباس ويحدث الخلط في الكلام عن النفس والروح، والفهم الدقيق لذلك يقتضي التمييز بين النفس الأزلية الجوهرية التي هي الروح، والنفس النباتية أو الحيوانية التي ينمو بها الجسم ويتطور من حال الى حال، وهي الحياة الطبيعية للمواليد التي تخضع لأحكام المدبرات والإجرام السماوية، والغذاء والهواء والبيئة، وما إلى ذلك من مؤثرات وقوانين طبيعية تتحكم بالمادة زماناً ومكاناً.

إن جذور الإنسان ممتدة عميقاً في الوجود كشجرةٍ مباركة ... فلماذا تقاوم الحياة؟ لمن هذه الـ لا ؟ أهي لأمك الأرض؟ أم للسماء الزرقاء التي تحلق روحك فيها؟ أو للشمس التي تتغسل بنورها..؟
إن من يقاوم الحياة يموت شيئاً فشيئاً ... هذه الحياة التي تتدفق فيك مع كل نَفَس ... وتنعش قلبك مع كل لحظة وكل آن ... فكن ناي الحياة ... يعزف لحناً إلهياً أبدياً ... يا صاحب المكان والزمان...

الإنسان الشجاع ينظر حوله، ويشعر بقلبه ... ليرى بروحه أنه جزء من هذا الوجود الواحد ... من هذا الكل اللامتناهي في هذه اللحظة وكل لحظة ... فيصمت فكره وتتطمئن نفسه في سكينة الساكن في كل جسد وكل أحد يـا واحد يـا أحد... ليقولها بكل محبة وثقة ... نعم للحيـاة.

إنه مستعد ليغامر بكل شيء عرفه طوال عمره لأجل هذه الـ نَعم ... من أجل تلك اللحظات التي رشف بها قليلاً من نبع الحياة الأبدية ... لكي يستسلم لماء النهر العذب الصافي الذي يسير رقراقاً متلألئاً في ضوء القمر والشمس إلى المحيـط الواسع اللامحدود.



الشجاعة الحقيقية هي أن تكون حاضراً لتغامر بنفسك أيضاً في سبيل نفحة من الحب الصافي ... وتستمر المغامرة ... حتى بتلك النفحات إلى أن تفنى في المحبة ... لأنك لن تعرف المحبة الحقيقية إلا عندما تذوب تماماً وتتوحد مع المصدر... مع الأكوان والمكوِّن...

هذا هو الفناء في البقاء ... فلا تقف متفرِّجاً على الشاطئ مع كل تلك الكتب والخرائط و الإعتقادات المعقَّدة... ارمها بعيداً واقفز في أحضان المحيـط... أحضان الحيـاة...

لقد سألتني يا عزيزي مؤمن ما الهدف لخلقنا ووجودنا على الأرض.... ما زلت تسأل وتسأل وتسأل... وما زلت تبحث وتبحث ولكن البحث الحقيقي ليس لكي تجد جواباً على سؤالك، بل يجب أن تفكر فقط كيف سترمي الأسئلة، كيف سترى الوجود والحياة بدون تساؤلات الفكر.
هذا هو معنى الثقة بالكون ومُبدعه، هذا هو أعمق معنى للثقة والتسليم...
أن تنظر للوجود بذهنٍ خالٍ من الأسئلة.


في الوجود ليس هناك أسئلة. الأسئلة تأتي منك أنت، وسوف تأتي وتأتي... ويمكنك أن تُكدّس الكثير من الأجوبة كما يحلو لك..

لكن تلك الأجوبة لن تساعدك.
عليك أن تصل إلى الجواب، ولتصل إليه عليك أن ترمي كل الأسئلة.
عندما يخلو الذهن من الأسئلة ستصبح الرؤية واضحة، وذهنك صافٍ، وأبواب البصيرة ستصبح نظيفة ومفتوحة، وفجأة... يصبح كل شيء شفافاً.
تستطيع أن تغوص في العمق حيثما نظرتَ، فنظرتك تخترق إلى المركز، إلى الجوهر... وهناك فجأة ستجد نفسك.
ستجد نفسك في كل مكان. تجد نفسك في صخرة إذا نظرت إلى العمق،العمق الكافي عندها المُشاهد يصبح المَشهود، والناظر يصبح المنظور، والعالِم يصبح المعلوم.

تتكلم عن الثواب والعقاب وعن عذاب جهنم.....أنت تعرف أنها مصطلحات ومبدأ قديم رافق التدين منذ الأزل وكان يعتبر الحجر الأساس لأي دين كألية تضمن له الديمومة والتأثير .. الثواب والعقاب لا يرتبط مع الحياة الدنيا ولكن يرتبط بقوة مع عالم أخر ينتظر البشر بعد مماتهم وهنا جاءت سر قوته وخلوده عبر التاريخ ، الثواب يعني الجنة وهي مدينة مجانية أباحية لا فيها سلطة أو قانون ....والعقاب هو الجحيم مدينة تشمل مرافق مختلفة لأنواع من التعذيب لا حصر لها و نتيجة حسنات يقوم بها البشر في الحياة الدنيا والعقاب على العكس من الحالة الأولى نتيجة للسيئات التي يقوم بها البشر ، وفي كتاب الحكمة للدروز : اصل النار هي انكار آيات الله والمجادلة بما ينزل من عنده والاعراض عنه والاستكبار عليه"
وأغلب الأديان ( القديمة والحديثة ) تتفق في الخطوط العريضة لدراما هذا اليوم ولكنها تختلف بشدة في التفصيلات والديكورات والملابس والأدوار.
إذن فلا يمكننا القطع أو الجزم بأن ما ورد في القرآن من ماهيات لألوان النعيم الموجودة في الجنة والتي يعلم جميعنا ماهيتها، لا يمكن القطع أو الجزم بأن ذلك النعيم هو على حقيقته التي نعلمها جميعا، أو هو نفسه الذي نعرفه في الدنيا، وإنما ذلك النعيم هو مثالا ومتشابها مع ما رزقنا الله به في الدنيا وليس هو على الحقيقة، وذلك لأن الله قطع بأن نفسا لا تعلم ما أخفاه الله لها من قرة أعين، وما ذكر الله ما ذكر من ألوان وأصناف نعيم الجنة التي ذكرها في القرآن إلا ليقرب لنا بقدر ما تدركه عقولنا في الدنيا من ألوان الملذات والنعيم.

تتكلم عن الصلاة يا عزيزي مؤمن .... ماذا تعرف عن الصلاة لمن تصلي كم تصلي ثلاثا خمسا الف... مليون صلاة.......ملايين الناس تصلي كل يوم وأنت وإنا منهم، ولكن ليس في صمت أرواحهم. الناس تردد كلمات فقط: كلمات مسيحية، كلمات هندوسية، كلمات اسلامية، بالعربية، بالسنسكريتية، بالعبرية بالانجليزية. . . .
الصلاة التي هي عبارة عن ترداد كلمات ليست صلاة مطلقاً.
الصلاة الحقيقة يجب أن تحتوي على الصمت والحب.....الصمت الداخلي الذي ينعكس علي سلوك الإنسان نفسه.... اذا لم تنعكس صلاتك علي سلوكك فا أنت لا تصلي ... بل ترد كلمات... بمختلف اللغات.
يجب أن يكون الحب... كالصلاة لله تعالى...عندما نقف بين يدي الله خاشعين...قلوبنا خفاقة بالحب له...مؤمنين...إذا لم نعش تلك الحالة في صلاتنا...فهي صلاة خاوية (اننا ننفخ في قربة مقطوعة)...إنها مضيعة لوقتنا وجهدنا...الصلاة بدون حب...هي رحلة خاطئة إلى الله......يجب أن تكون فيها أوتار قلوبنا متناغمة...وفي حب الله ...ذائبة... يجب أن تكون له عاشقة...وبعدها يمكن من خلالها نكون موفقين ...وإلى طريق الله واصلين.. لذلك فهناك أمورا عن الحب يجب أن تعرفها...وتدركها.


عزيزي مؤمن أسالك مرة أخيرة....ألم تلاحظ بان جميع من دخل معك في نقاش أو حوار ... ينتهي .... به وبك المطاف إلي المجهول ..

نصيحتي لك.....

تنفس بعمق ... أغمض عينيك ... شاهد نفسك من الداخل.... استحضر ربك.... قل بسم الله اخرج من صندوق أفكارك الضيق.... انسحب من فكرك المشوّش كما تسحب الشعرة من العجين... عندها ستصبح صامتاً بعمق أعماقك ...


عزيزي مؤمن أنت تعيش في الأفكار، تعيش في الماضي.. ربما أيضا في المستقبل، لكنك لا تعيش هنا والآن... ولذلك يبرز السؤال



تظنّ أنك تعيش، لكنك لا تعيش .........تظن أنك تُحب، لكنك لا تُحب


تظن انك مؤمن .... وأنت بالفعل مؤمن....ولكن أنت فقط تفكر في الحب، تفكر في الحياة، تفكر في الوجود، وهذا التفكير هو السؤال، هذا التفكير هو الحاجز بينك وبين الحقيقة ..... نصيحتي لك ..... إن ترمي% من الناس الذين ماتوا على هذه الأرض قد ماتوا في تعاسة....
وقليلون جداً قد ماتوا بفرح.... بنفسٍ راضيةٍ مَرضيّة....
قليلون جداً قد ماتوا وهم في سلام واستسلام...
قليلون جداً الذين ماتوا وهم مُدركين مُختبرين لحالة اللافكر...
حالة التأمل التي تتجاوز الفكر وسجونه...
وأولئك القليلون لا يتركون أي أثر وراءهم...
لا يُحمّلون أي شخص همَّ ذاكرتهم أو أفكارهم...
بل إنهم ببساطة يتلاشون ويذوبون في الكون في فناء ونقاء...
ليس لديهم أي فكر ولا نظام ذاكرة... لقد ذابوا من قبل أن يموتوا من خلال تأملاتهم.... لقد ماتوا قبل أن يموتوا......

ولهذا: الشخص المستنير لا يولد مرةً ثانية... أما غير المستنيرين يستمرون في كل موت يموتونه برَمي جميع أنواع ونماذج التعاسة والأحزان..كل المخزون الفكري الذي لديك وانظر بتجرد ، لن تجد سؤالاً واحداً، ما يوجد هو الجواب فقط !

هل نحن نعرف الحب؟؟؟ سؤال يحتاج إلي إجابة منك ... ولنفسك فقط
تحياتي لك

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر