حكاية خيالية لصديقي مؤمن

القرآنيون أو أهل القرآن هم دعاة وباحثون ينادون بالعودة إلى جوهر الاسلام الحقيقي أي القرآن الكريم وحده الذي يعتبرونه المصدر الوحيد للشريعة.

مراقب: أنيس محمد صالح

شارك بالموضوع
faraj
مشاركات: 249
اشترك: يونيو 16th, 2006, 12:45 am
المكان: yemen

أغسطس 18th, 2008, 6:43 pm

حكاية خيالية لصديقي مؤمن
سوف أقص عليكم حكاية خيالية....منقولة عن الأدب الهندي
في أحد المرات ذهب الظلام شاكيا إلى الله قائلا بأن الشمس تلاحقه دائما..فهي له زاعجة...فهي تلاحقه في كل الأوقات من الصباح حتى المساء
مما يجعله تعباً جدا.. وأثناء المساء....وقبل أن يكمل الظلام راحته ليلا...تبدأ الشمس أيضا ...بملاحقته مرة أخرى...يقول الظلام ..أنا لا أتذكر بأني قد أسأت للشمس يوماً!! ولا اظن بأنني قد عملت على إستفزازها أو إغضابها!!...فلماذا إذا تلاحقني...لماذا ترهقني؟؟..ماهو ذنبي إذا؟؟؟ دعى الله تعالى الشمس وسألها عن سبب مطاردتها للظلام المسكين...والذي يحاول أن يتحرك ويختبيء هنا وهناك هاربا منها؟! لماذا تطاردالظلام لمدة أربع وعشرين ساعة؟؟ ماهو هدفها من ذلك؟؟ ردت الشمس قائلة معذرة ... من هو الظلام؟؟ أنا لم أقابله حتى إنني لا أعرفه...ماذا يقصد بالظلام؟؟ أنا لم أراه أبداً؟؟
ولكن إذا أقترفت أي ذنب غير متعمدة... فأنا مستعدة للأعتذار له..ولو أدركته مرة أخرى سوف لن ألاحقه أبداً!!...
كان الظلام يشكو الشمس منذ ملايين من السنين ...وهذه قضية أزلية موجودة في ملف العالم ولا يمكن البت فيها ...
من المستحيل أن يجمع كل من الضوء والظلام معاً؟؟!...سوف لم و لن يمكن الجمع يهما في المستقبل أبدا إلا أن شاء الله!!
لا بمكن الجمع بين النور والظلام أبدا....لأن هناك سبباً...لأن ليس هناك للظلام وجوداً!!...فهو يكاد أن يكون منعدما أمام النور... وجود الظلام فقط عند غياب الشمس!! إذن..كيف يمكن للحضور والغياب لشيء أن يكون معاً ..كيف لشروق الشمس وغروبها أن يصبحان في وقت واحد؟؟؟

بنفس الطريقة لا يمكن الجمع بين الحب... والأنانية ...فالأنانية مثل الظلام...تظهر عند غياب الحب ...وليس عند وجوده!!

لقد غاب الحب بداخلنا ...وبقى صوت الأنا يرن ويدوي فينا!! من خلاله نحن نقول نريد الحب....نريد أن نعطي حباً!! ونريد أن نتسلمه أيضاً!!هل أصبحت مجنوناً؟؟ ليس هناك أي علاقة بين الأنا والحب!! والأنا مستمرة تتكلم عن الحب...أنا...أريد أن أصلي ...أنا أريد أن أطيع الله...أنا أريد أن أكون متحرراً!!
مثلها مثل الظلمة التي تقول بانها تريد أن تعانق الشمس!! ...تريد أن تحب الشمس!! تريد أن تكون ضيفة في البيت الذي تكون فيه الشمس!! لا يمكن أن تتخيل الأنا بأن حضورها يكون عند غياب الحب ذاته!!الأنا تظهر عند غياب الحب نفسه..وكلما قمنا بتقوية صوت الأنا بداخلنا.. كلما قلت فرصة ظهور الحب فينا!!

تماما مثل ما عبرت الظلمة عن رغبتها بمعانقة الشمس!! و أن تكون ضيفة في البيت الذي تظهر فيه الشمس ..لا تتخيل الأنا بأن وجودها عند غياب الحب نفسه!! لا تدري بانها مرتبطة به !! فكلما قوينا نزعة الأنا بداخلنا... كلما... قل ... أو... مات... وجود الحب بداخلنا

صوت الأنا يرن مدويا بداخلنا طوال اليوم وباستمرار ، فنحن نتنفس ونشرب...بأنا... و نتعبد بكلمة أنا...فما هو الموجود أيضا في حياتنا؟؟ غير كلمة أنا!!؟؟

ملابسنا هي ملابس أنا ..أعمالنا..هي من أعمال أنا...وثقاقتنا هي من ثقافة أنا...ممارستنا الروحية ...مساعدتنا للآخرين...كلها جاءت بمساعدة أنا...كل شيء حتى مناسكنا ...جاءت من الأنا...شعور قوي بداخل ما يسمى بالأنا يقول أنا ناسك ...أنا لست مجرد مربي لأسرة...أنا لست بشخص عادي!!...أنا مساعد...أنا شخص عالم و مدرك...أنا غني!!...أنا هذا....أنا ذاك....الخ !!

جدران البيت لذي بني حول الأنا !! سوف لن يساعد على ظهور الحب بداخلنا أبدا...!!

من كل تلك النغمات التي تصدر من أعماق وجداننا والتي منها يمكن أن نلم ونعرف حقيقة حياتنا سوف لن تنهض من أوتار قلوبنا لأن... الأبواب... سوف... تبقى... دائما... مغلقة... أمامنا!!

من المهم أن تفهم كم قوية ...كم هي عميقة.. فيك الأنا...يجب وبكل وضوح أن ترى كيف يمكنك أن تقويها ...كيف يمكنك أن تجعلها عميقة....إذا تمكنت أن تجعلها أعمق...تجعلها.. أقوى وأقوى كل يوم ...إذا قمت بتقويتها بنفسك...ستشرق بداخلك قطرات من الأمل ..بظهور الحب بداخلك...أو بإمكان فتح عقدة الحب المغلقة فيك...أو يمكن كنز من الحب سينهمر بداخلك..

أهمل كل فكرة توهمك بعدم جدوى تمكنك من تحقيق ذلك.أنا لم أقول لك أن تبدأ الحب لأن الأنا فيك تمكنت أن تقول أنا عاشقة..و...أنا...أحب!! لأن الحب الذي يصدر من الأنا هو حب خاطئ تماما...لذلك...أنا أقول بأن كل حب يصدر منا هو حب خاطئ..لأنه يأتي من خارج ذاتنا...إنه مجرد ظلال من ذاتنا.

وتذكر...بأن الحب الذي يصدر من خارج ذاتنا هو حب أكثر خطورة من الكراهية!! لأن الكراهية شعور واضح... ومباشر...وبسيط!!ولكن للحب وجوه عديدة ...متغيرة... من الصعوبة معرفتها أو إدراكها

إذا أحببت من خارج ذاتك سوف تشعر بعد فترة وكأنك مقيد بسلاسلا حديدية بدلا من أن تكون بين احضان الحب...بعد فترة ستعرف بأن الحب الذي يكتب لك أجمل الكلمات....ويغني أجمل النغمات ...مجرد حب يخدعك منذ البداية !!

هناك الكثير من السم في تلك النغمات الجميلة!!......فإذا جاء الحب على شكل زهور...فإنه إنعكاس عن الذات !!...وذلك عندما تلمسها سوف تجد حولها أشواك قد تجرحك!!

عندما يصطاد الناس السمك فإنهم يضعون طعما على الصنارة !! كذلك...الذات تريد أن تكون السيد على الآخرين!!...إنها تريد أن تتملكهم...لذا فهي تخترقهم بكل عمق بإغراء الحب الذي على الصنارة!! الكثير من الأشخاص إنتهى الحب لديهم بمعاناة وألم!! والسبب لأنهم كانوا يتوهمون الحب فإنهم يتألمون من النار المشتعلة فيها قلوبهم!!

نحن البشر نعاني ونتألم بسبب وهم الحب...ولكننا مازلنا لا نفهم ولانعرف بأن الحب الصادر من الذات هو حب خاطئ...لذلك النار المضطرمة فينا مازالت مشتعلة بداخلنا!!

الحب المربوط ....بالذات... هو نوع من الغيرة...لهذا السبب ليس هناك أشد غيرة من المحبين!!...الحب المربوط بالذات هو مؤامرة!! ..إنها تعمل على تملك الآخرين!!

إنها مؤامرة...لذلك لا أحد يختنق عند الكلام ...إلا المتحدثين العاشقين عن الحب..إنه موقف يحدث... لأن الحب يأتي من الأنا...ليس هناك أي علاقة بين الحب وبين الأنا وحب الذات!!

حتى سعينا و بحثنا عن الله ستكون حاضرة فيه الأنا !! ( أنا أبحث عن الله) يجب علي.. أنا.. أن أصلي إلى الله... مثلما أقول... يجب .. أنا ..أن أحقق لي ثروة ضخمة و أحرز.. أنا ..في عملي إلى مركزا مرموقا...يجب علي ..أنا.. أن أبني لي بيتاً كبيرا...بقى لدي هدفا أخيرا... وهو... علي ..أنا .. أن أصل إلى الله!!...كيف يمكنني الحصول على هذا المقام بالسعي إلى الله!!؟ إنها ستكون آخر إنتصاراتي!!...يجب علي..أنا .. أن أحقق هذا النصر!!...هذا الأصرار وهذا الأعلان هو بحث عن الأنا ذاتها !!

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر