حكاية الجبل الذي نزل من الجنة

القرآنيون أو أهل القرآن هم دعاة وباحثون ينادون بالعودة إلى جوهر الاسلام الحقيقي أي القرآن الكريم وحده الذي يعتبرونه المصدر الوحيد للشريعة.

مراقب: أنيس محمد صالح

شارك بالموضوع
faraj
مشاركات: 249
اشترك: يونيو 16th, 2006, 12:45 am
المكان: yemen

أغسطس 18th, 2008, 6:44 pm

حكاية الجبل الذي نزل من الجنة
وهذه حكاية قديمة جدا رواها أحد حكما الهند..... ارويها لصديق أنيس محمد صالح
كان هناك جبلا ..طويلا...ممتدا يقال إنه من الجنة نازلا...وكان الملوك والحكام في ذلك الزمان هم الذين يحظون بشرف توقيع أسمائهم على ذلك الجبل ... حتى يكون الملك مخلدا وعلى الأرض سيداً !! حاول أحد الملوك أن ينال ذلك الشرف فذهب مع جيشه إلى ذلك الجبل ...وعندما قابلة حارس الجبل طلب منه أن يدخل الجبل وحيدا بدون تلك الجيوش الجرارة ...آخذا أدواته التي سيستعين بها في كتابة اسمه...

دخل الملك ومعه الحارس مصطحبا...تلفت يمنة ويسارا...إلى هذا الجبل العظيم في الكبر....ولكن على الرغم من مساحته الممتدة...لم يتسنى له أن يرى ولو مساحة صغيرة خالية بدون أسماءً ليكتب إسمه فيها!!....فقال للحارس كل المكان مغطى بأسماء من يبتغون السيادة على الأرض!! حتى إني لم أجد مساحة ولو صغيرة أكتب فيها أسمي!! صار الملك حزينا ومضطربا...لكن رد عليه الحارس مطمئنا ...لا تقلق يمكنك أن تمسح أحد الأسماء وتكتب أسمك فيه...ألتفت الملك إلى الحارس مستغربا ...ثم رد قائلا !! من الجنون أن يكتب الفرد أسمه ويأتي آخر يمسحه ليضع أسمه مكانه!! قد أكتب إسمي في هذه اللحظة...و يأتي آخر يمسحه غدا!!! إذا ما الهدف من كتابة إسمي هنا....رد عليه الحارس هذا الفعل قام به أباؤنا... و أجدادنا...إن هذا الجبل موجود من عصور قديمة جدا جدا وعلى الرغم إنه عظيم المساحة ممتدا ألا إن مساحته تغطت جميعها بأسماء من يرغبون البقاء والخلود في هذه الحياة أبداً!!! تراجع الملك معتذرا عن كتابة أسمه فوق الجبل !! وقال مستغربا...كل هذا الجبل العظيم صار بالأسماء مغطيا!!...من هو الذي سيأتي ليقرأ كل هذه الأسماء!!؟؟...وما الفائدة التي ستعود عليهم من قرائتهم...إني أعتذر ... لن أكتب أسمي على هذا الجبل!!! أبدا!!! ورجع الملك متقهقراً....

إن هذا الملك واعياً جدا ... لقد أستدرك مدى سذاجة الآخرين... في الحرص على كتابة أسمائهم على ذلك الجبل العظيم إنهم لأنفسهم مخادعين!!

هناك آخرين حريصين على كتابة أسمائهم على الأحجار... والآثار وفي المعابد و في كل مكان معتقدين إنها طريقة ستجعل أسمائهم للذكرى في ذلك المكان مخلدين !!..ناسين بأنهم ولدوا ... وجاؤا إلى هذه الحياة بدون أسماء!!

ليس لديهم أسماء يملكونها!!... فهم يشوهون الأحجار ويضيعون وقتهم والكثير من جهدهم في سبيل كتابة أسمائهم...تخليدا لذكراهم!!! ثم بعد أن يموتون وإلى الدنيا يودعون ...يغادرون!! بدون أسماء!!

نحن لا نملك أي أسم!!...إنه... مجرد خدعة تظهر إلى العالم الخارجي ... وكلمة ... أنا ... خدعة أيضا ظهرت لعالمنا الداخلي إنها عملة ذات وجهين !! وطالما موجود هذا الوهم فينا ..فإن مساحة الحب بداخلنا لن تنهض أبداً!! لذلك يجب عليك أن... تبحث ...الحب... ولو قليلاً !!

اذهب إلى ذلك الجبل... تفكر.... و تأمل وانظر إلى الأسماء الكثيرة المكتوبة عليه......هل تريد أن تمسح أحد هذه الأسماء من على سطحه... واضعاً أسمك مكانه؟!... متأملا أن تكون سيدا للعالم .. مخلدا!!!!... إذهب وتجول في أنحاء الجبل قليلا ...ألا تظن إن أغلب صخوره عبر السنين تحولت إلى رمالاً ؟؟! تماما مثلما كتب الأطفال أسمائهم على رمل شاطيء البحر...ثم جاءت موجة متدفقة ومسحت أسمائهم!!!

إذا أدركنا مدى الوقت و الجهد الذي ضيعناه في سبيل حرصنا على كتابة أسمائنا على الصخور متأملين بأنها ستبقى على وجه الأرض مدى الدهور!! إذا أدركت وعرفت كم نحن نخدع أنفسنا وبالخلود في هذه الحياة هدفنا !!...بعد ذلك تأمل أكثر في داخلك وتفكر!!! ...و ستعرف في يوم ما... بأن الكلمة التي نطلقها على أنفسنا والتي هي ....أنا.... يقصد بها.... لا أحد....لأن هناك صمت وسكون عميقين تعم داخلك ...هناك سلام تحتويها روحك... لا وجود لكلمة أنا في الداخل وعندما تدرك يوما ذلك... بأن ليس هناك مكان... للأنا فيك!!

ستصبح عارفا بأن ليس هناك وجود حقا... إلا... وجه الله تعالى باقيا......أنه أقرب إلينا من حبل الوريد ... إنه حولنا إنه الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم......إنه ربنا .

من كل هذا أردت أن أقول لك... بأن الحب... هو الطريق إلى الله ... والأنا وحب الذات هو الأبتعاد عنه...

الحب هو النور الذي إلى الله يأخذنا... والأنا هي الظلام والتي عن الله تحجبنا ...

أكتشف الحب من خلال هذا الأتجاه... هذا الأكتشاف الذي سيبدأ مع الذات وسينتهي بتحقيق الحب ..لذا ليكن إكتشافك له بهذا الأتجاه

هل هناك حقا سحابة من الأنا مازال موجود فينا ؟؟

الأنسان الذي يبدأ مفكرا وللحقيقة مكتشفا سوف لن يكون فقط للأنا واجدا ولكن... إلى الله ....واصلا وبه مؤمناً...

الإنسان الذي يبدأ يكتشف بهذه الطريقة ...سوف لن يجد ذاته فقط ولكن سيجد الله في أعماقه...مؤمناً به متوكلا عليه!! إن الأنسان الذي يربط نفسه بعصاة الأنا سوف لن يتمكن أن يصل نفسه بالمحيط... إنه النقطة التي لن تتمكن ان تسقط بالمحيط...لن تتمكن أن تكتشف الطريق إلى الله!!

كل ما أردت أن أقوله أولا و أخير

إن...الأنا تبدأ في أول حياة الإنسان وفي آخر حياته..إنه يتألم من خلال إصراره على تمسكه بذاته....ولكنه حالما يتخلص منها سوف يصبح قادرا على تحقيق ذاته... وإلى النعيم واصلا....كل القصص والحكايات تتعلق بالأنا ...كل الأحلام ...كل االكذب فقط من أجل الأنا !!..أكتشف هذه الأنا بداخلك!! أبحث عنها!!

بعد ذلك كل..... أبواب النعيم ستفتح لك
!!


إذا تمكنت من تحطيم صخرة الأنا فيك....خيوط الحب سوف تبدأ تجري و تتدفق بداخلك...و ستبدأ تسمع موسيقى الحب من داخل قلبك بازقة.... عازفة أجمل الأنغام ..تجعلك تعيش في سعادة غامرة و كأنك تعيش لحظات في أجمل الأحلام....الحب نغمات نسمعها من خلال ضربات قلوبنا...دقاته ..أجراس توقظ أرواحنا من بعد نوم الذات فينا وسباتها !! رحلة جديدة ...سعادتها لا توصف بالكلمات....رحلة ستأخذك إلى مركز الحياة...لتعلمك هدف الوجود في هذه الحياة!!!

هذا ما أردت قوله لكم في آخر اللحظات من هذا الأجتماع...داعيا لكم...العيش في نعيم أجمل اللحظات!!

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر