الطهارة والجنابة

القرآنيون أو أهل القرآن هم دعاة وباحثون ينادون بالعودة إلى جوهر الاسلام الحقيقي أي القرآن الكريم وحده الذي يعتبرونه المصدر الوحيد للشريعة.

مراقب: أنيس محمد صالح

شارك بالموضوع
شغل عقلك
مشاركات: 838
اشترك: ديسمبر 12th, 2007, 6:45 am

سبتمبر 30th, 2008, 5:20 pm

السلام عليكم


الكاتب مؤمن مصلح ( شغل عقلك)

مقال عن الطهارة
والجنابة

معنى كلمة الجنابة



إذا بحث الباحث عن معنى الكلمة في القرأن الكريم وردها ل (جُنُبَّ ) أو ما شابها ،فلن يجد ولا دليل في القرأن الكريم يؤكد أن هذه الكلمة تعني المتعارف عليه عند
الأكثرية أي نتيجة للجماع أو القذف
ولو بحث الباحث في معاجم اللغة العربية وخصوصا الأمثلة المذكورة من الشعر العربي القديم لوجد أنه من القليل يكون في هذه الأمثلة من الشعر العربي كلمة الجنابة
بالمعنى المتعارف عليه عند الأكثرية بل معظم الأمثلة من الشعر العربي التي تتناول هذه الكلمة أو أصلها ومرادفاتها يجد فيها و
بشكل عام معاني كثيرة لأصل هذه الكلمة ومرادفاتها تدور معانيها تقريبا حول الجنب أي القرابة أو الإجتناب أي البعد
وما ينتج عن ذلك من سياق الكلام
أما كيف تطورت كلمة جنب للمعنى المتعارف عليه جنابة أي نتيجة الجما ع أو القذف فلم أجد البيان أو التفسير لتطور الكلمة في القرأن الكريم ولا حتى إشارة لذلك
،وكذلك لم أجد البيان لتطورالكلمة من المعاجم
.

ما هو الهدف من الشريعة؟؟؟

الشريعة هي مجموعة من الإمتحانات أو الإختبارات المؤقتة التي يمتحن الله تعالى بها عباده الطائعين ، ومن مفاهيم الشريعة أن يكون حجم الفائدة والخير من هذه
الإمتحانات أكبر من حجم العطل و الضرر، أي يحصل مطبق الشريعة كمحصلة نهائية على فوائد كثيرة تفوق الضرر ،وهذا الموضوع يحتاج لمقال مستقل توضيحي
ولكني أشرت له لغرض يتعلق بالمقال عن الطهارة


قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ
أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا )سورة النساء - سورة 4 - آية 43


قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم
مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ
وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )سورة المائدة - سورة 5 - آية 6


(تَغْتَسِل ) كلمة عامة تدل على فعل ما يجب إتمامه ولا علاقة لها بغسل كل البدن كأمر ضروري ، أي هذا يعني أنه ليس ضروريا غسل كل البدن ولا يوجد في
الأيتين الكريمتين عبارة تدل على غسل كل البدن مثل( تغتسلوا كل البدن)


أشرت لمفهوم الشريعة حسب رأيي بأن من مفاهيمها أن تكون حجم الفائدة أكبر من حجم الضرر للذي يتبعها

ما هو الأمر المنطقي من إغتسال كل البدن بعد حدوث الجنابة المتعارف عليها عند الأكثرية
قرأت بحوثا فيها مبالغات شديدة عن فوائد الإغتسال من الجنابة المتعارف عليها عند الأكثرية
بينما البعض يعانون صعوبة من مفهوم الجنابة المتعارف عليها عند الأكثرية ‘ وقد يصل الأمر إلى الإمتناع عن إداء الصلاة بسبب هذه الصعوبة
الجماع يحدث بشكل مختلف من إنسان لأخر حسب مقدرة الإنسان وظروفه، و أيضا من عمر لأخر فقبل سن العاشرة وبعد سن الستين يصبح الجماع من النوادر

ويتدرج الجماع حسب الزمن فقد يكون في سن الثلاثين أكثرمنه من سن الخمسين ،هذا الكلام بصفة عامة !!!
إذا كانت الغاية هي الحصول على نظافة كل البدن فهذه الغاية لا تتحقق عند الجميع بشكل متقارب فما هو الهدف من غسل كل البدن ؟؟؟


فهل كلمة الجنابة المتعارف عليها عند الأكثرية هي الكلمة الوحيدة التي يتناسب معناها مع سياق الكلام في الأيتين الكريمتين

لكلمة الجنابة معنى أخر وهو ضدُّ القرابة، البُعْدُ والغُربَةُ؛ عاد إلى بلاده بعد جنابة دامت طويلاً
هذا المعنى يوجد الكثير من الأدلة في القرأن الكريم التي تؤيده ويوجد الكثير من الأدلة في المعاجم والأمثلة فيها من الشعر العربي التي تؤيد هذا المعنى


وأفترض فرضا من عندي وهذا الفرض لم أجد أصح منه حتى تاريخ كتابة هذا المقال
كلمة (جنبا ) أيضا قريب معناها من الإجتناب ويصبح المعنى حسب السياق في الأية الكريمة ( بعيدين أو حالة البعد )ويتناسب المعنى مع سياق الكلام في الأيتين
الكريمتين ، وغير محدد ماهو البعد وغير محدد أين البعد ،أي فرضا إذا كان الشخص بعيدا عن دياره أو فرضا كان الشخص بعيدا عن إمكانية النظافة فلا يقرب الصلاة
حتى يغتسل أي حتى يجد مغسلا فيما بعد يغتسل به ، والمعنى في الأية الكريمة ( وإن كنتم جنبا فأطهروا ) تعني التأكيد على قضية الغسل حتى في حالة البعد ، أي لا يجوز أن تكون
حالة البعد حجة للمصلي أن يصلي بدون طهارة إلا في حالة عابر سبيل ،
لأن عابر سبيل قد لا يكون عنده إمكانية أن يغتسل

عابر سبيل : مسافر ، خَرَجَ عَابِراً الطَّرِيقَ" : الْمَارُّ مِنَ الطَّرِيقِ بِلاَ تَوَقُّفٍ.
حسب التعريفين يميز المسافر عابر السبيل عن فقط المسافر بأنه مسافر بدون توقف


إذا كان البعد سببا لعدم القيام بطهارة الصلاة ففي حال زوال السبب يجب القيام بالطهارة
ذكر (تغتسلوا ) في الأية الكريمة المتعلقة بالطهارة يدل على أن الأمر أعم من الطهارة الخاصة بالصلاة
وأيضا ذكر( فأطهروا )في الأية الكريمة المتعلقة بالطهارة يدل على أن الأمر أعم من الطهارة الخاصة بالصلاة
قد يكون الغسل أيضا بسبب إنعدام النظافة إنعدام جزئي أو أن كل البدن بحاجة لنظافة
في حالة الإنعدام الجزئي للنظافة عندها الغسل يكون في مكان الوساخة (مثلا عامل توسخت ثيابه)
في حالة البدن كله بحاجة للنظافة فإذا كان هناك إمكانية لغسل البدن كله حسب رأيي يجب الغسل



ملاحظاتي الشخصية

بما أن القرأن الكريم حسب رأيي الخاص ليس ليس ليس حمال أوجه
أي المعنى الأصح والأكثر منطقية والأكثر تناسبا مع سياق الكلام ، هو الوجه الوحيد الصحيح حسب رأيي

فيجب أن يكون خيارا بين المعنيين لكلمة الجنابة أي الخيار بين معنى الجنابة التي هي نتيجة الجماع أو القذف

و بين معنى الجنابة التي تعند معنى البعد

وقد وجدت الأكثر منطقية لمعنى كلمة الجنابة هو معنى البعد لأنه لا يوجد تخصيص للطهارة ، بينما في حالة الجنابة التي هي نتيجة الجماع أو القذف يوجد تخصيص
للطهارة فقط لهذه الحالة

الطهارة هي كلمة عامة لتنظيف ما يحتاج الشيء أو البدن دون تخصيص فغسل الثياب من الطهارة والتيمم من الطهارة وغسل جزء من البدن أو كل البدن من الطهارة

كما أنني وجدت الأكثر منطقية هو معنى البعد لأن الدلائل التي تشير لهذا المعنى من القرأن الكريم دلائل كافية أو من اللغة الأدبية العربية القديمة دلائل كثيرة بينما
المعنى المتعارف عليه عند الأكثرية لا دليل عليه من القرأن الكريم والدلائل قليلة نسبيا من اللغة العربية الأدبية القديمة

ومن الملاحظات

قياسا على الوساخة والبكتيريا التي قد تحصل في حالة المرض أو السفر أو دخول الغائط فأن ملامسة النساء تعني أكثر من مجرد اللمس ، وإنما حسب رأيي الشخصي
يحدث لقاء ، ولا يهم إن حصل قذف أو لم يحصل ، فالتيمم ليس ذلك الأمر الصعب في حال عدم توفر الماء ، و لا يحدث التيمم كثيرا بشكل عام
الطهارة بالحالة العامة مطالب بها كل المصلين وتكون تماما كما ذكر في الأية الكريمة و من أراد أن يزيد فهذه مشكلته ولكن لا يكذب ويقول أن الله عز وجل قد قال
مضمضمة وأستنشاق وثلاث مرات وهكذا

لا تلاعب بالتشكيل على حساب سياق المعنى حسب رأيي الشخصي (لا يهمني رأي الشيعة و لا يهني رأي اللا سنة ) ولكن التطبيق حسب رأيي الشخصي يجب كما
هو مذكور في الأيتين الكريمتين
مسح الرأس ومسح الرجلين وليس غسل الرجلين
والدليل أيضا على ذلك أنه في حالة التيمم يكون التيمم فقط للأيدي والوجوه
لإزالة الأكثر ضرورة من المكروب من حول الفم والأنف والوجه بشكل عام والأيدي

طهارة الصلاة تكون في كل مرة عندما يقوم المصلي للصلاة

إنفلات الريح لا علاقة له بالطهارة ولكنه من الأداب أن لا يحدثه الإنسان

كلمة الغائط هي المكان ( الحفرة سابقا ) الذي يحدث به الفعل وليس الفعل نفسه وفي زمننا هذا يكون مثلا التواليت أي المقصود هو الدخول لهذه الأماكن يتطلب الغسل
أو التيمم ولكن هذا لا يعني إعادة الطهارة للصلاة ،لأن الطهارة للصلاة تكون في كل مرة يقوم بها المصلي للصلاة

المسافر إذا كان في حالة عابر سبيل أثناء سفره فحكمه مثل حكم عابر السبيل ، أما إذا أستقر مؤقتا مثلا في هوتيل مثلا ، فيتطهر


ملاحظة لست أول من أشار لذلك ولكني كتبت إضافات جديدة وحسب رأيي مهمة

المكتوب من أراء وملاحظات وتفسيرات هي أرائي وملاحظاتي وتفسيراتي ومعتقداتي الشخصية فمن وجدها بعد تفكر وتمعن أكثر صحة من غيرها وأراد هو أن يأخذ بها فهو
حر في ذلك


وهذا المقال تمت كتابته بفضل الله عز وجل وبإذنه والحمد والشكر له
وأرجوا الرحمة والغقران منه وأن نكون طائعين خاشعين له
فيكون الفوز في الدنيا ويستخلفننا في الأرض و الفوز الأهم والأبدي في الأخرة

والسلام عليكم
آخر تعديل بواسطة شغل عقلك في ديسمبر 3rd, 2009, 6:15 am، تم التعديل مرة واحدة.

faraj
مشاركات: 249
اشترك: يونيو 16th, 2006, 12:45 am
المكان: yemen

أكتوبر 1st, 2008, 8:37 pm

مقالك أعلاه جميل جدا....

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر