مجددون.. وقرآنيون...؟.!.

القرآنيون أو أهل القرآن هم دعاة وباحثون ينادون بالعودة إلى جوهر الاسلام الحقيقي أي القرآن الكريم وحده الذي يعتبرونه المصدر الوحيد للشريعة.

مراقب: أنيس محمد صالح

شارك بالموضوع
ابن عساكر المعاصر
مشاركات: 117
اشترك: سبتمبر 7th, 2008, 1:07 pm
المكان: مصر

نوفمبر 3rd, 2008, 9:38 am


ابن عساكر المعاصر عبد الفتاح عساكر يقدم هذا الموضوع الذى نشر فى مجلة روز اليوسف بالعدد رقم:
(4194) الصادر فى 25/10/3008م .صـ :66-67.
مجددون.. وقرآنيون...؟.!.
كعادتها دائما تظل «روزاليوسف» ساحة للحوار.. وميدانا لطرح الأسئلة الحرجة.. والمهمة.. فى العدد الماضى طرحنا سؤالا مهما هو: «أى إسلام يريدون»؟! وكان الملف عن تصورات وتجليات مختلفة يتخيل أصحابها أنهم يعبرون عن صحيح الإسلام من وجهة نظرهم، كان هناك ثلاثة أوجه لثلاث شخصيات، المختلف والسياسى والإرهابى، وكان المقصود بالمختلف هو المفكر الإسلامى جمال البنا، الذى توافق الملف مع صدور كتابه الجديد «جناية قبيلة حدثنا»،
وكان الكتاب الصغير تحقيقا تاريخيا عن الأشخاص الذين قاموا برواية الأحاديث النبوية الشريفة وتدوينها فى القرن الثانى الهجرى، وكان يحتوى على فصل عن نهى كبار الصحابة والخلفاء الراشدين عن تدوين السنة النبوية فى السنوات الأولى بعد وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - حيث كان الآلاف يدخلون فى الإسلام كل يوم، وكانت هناك خشية من أن يحدث نوع من اللبس بين القرآن والحديث، وإلى جانب عرض الكتاب الذى احتوى على آراء جمال البنا كان هناك تحقيق كبير استطلع آراء علماء الأزهر الشريف فى الأفكار التى وردت بالكتاب، ورغم ردود الفعل الطيبة التى جاءتنا من كل الأطراف، والتى وجدت أفكارها معروضة على صفحات المجلة، إلا أننا وجدنا أن علينا أن نوضح نقطة مهمة، حيث ورد فى كلام علماء الأزهر تصنيف لبعض الأفكار التى أوردها جمال البنا على أنها آراء مجموعة تسمى نفسها أو يطلق عليها «القرآنيون» أو منكرى السنة، والحقيقة أننا كنا حريصين على أن نعرض لآراء الكاتب حول السنة النبوية المطهرة وإيمانه بها، واعتقاده أن منكرها كافر، وإن كان يفرق بين السنة الفعلية التى تعلمها المسلمون من الرسول - صلى الله عليه وسلم - مباشرة وبين الأحاديث المروية التى تواترت روايتها جيلا بعد جيل.

لقد لفت نظرنا اتهام علماء الأزهر الذين علقوا على كتاب جمال البنا (جناية قبيلة حدثنا)، الآراء الواردة فيه بأنها آراء (القرآنيين).. رغم أن الرجل يرى أنه لا يوجد شىء اسمه (القرآنيون) وإن وجدوا فهو ليس منهم، والحقيقة أنه طوال تاريخ الإسلام لم توجد فرقة تسمى القرآنيين، وإن كانت بعض المنتديات الفكرية على شبكة الإنترنت قد أطلقت على نفسها هذا الاسم وكان هناك حديث عن مجموعة ترى أن القرآن الكريم هو المصدر الرئيسى التشريع، ولا يعتد أصحاب هذه الفكرة كثيرا بالأحاديث المروية ليس اعتراضا على أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام، ولكن اعتقادا منهم بأن الأحاديث تم تسجيلها فى وقت متأخر للغاية عن زمن روايتها وهو ما يدفع للشك فى صحتها أو فى دقتها، وهم فى هذا يستشهدون بعدد من الآيات القرآنية التى تشير إلى أن القرآن الكريم هو أساس الدين وعماده، وفى كل الأحوال فإن هذا ليس موضوعنا الرئيسى، ومن الأكيد أن مثل هذه التصنيفات لم تكن فى أذهاننا عندما طرحنا الأفكار التى عبر عنها جمال البنا.. وآخرون، خاصة أن بعض الذين يتبنون هذا الرأى يستندون لفتوى سابقة لدار الإفتاء، تقول إن (منكر حديث الآحاد) ليس بكافر.. وحديث (الآحاد) هو أدنى درجات رواية الحديث، والمعنى أن الحديث لم يجمع على روايته وسماعه أكثر من سند على أن الحكم على مثل هذه الأفكار وليس محاكمتها يبقى دور علماء الدين الكبار والثقات.. الذين ستتسع الصفحات لعرض آرائهم ، ضمن سياسة الباب المفتوح التى تتسع لعرض كل الآراء..
فى هذا الإطار تلقت روزاليوسف تعقيبا سريعا من المفكر الإسلامى جمال البنا يعقب فيه على آراء علماء الأزهر الذين ناقشوا كتابه يقول فيه. السادة الذين تولوا الرد عادوا لمماحكتهم للحقيقة، وزاد بعضهم فأباح لنفسه مجاوزة الحقيقة، عندما قال لقد كان للرسول كُتَّابٌ للسنة وطلب منهم أن يكتبوا الحديث، وهذا شىء لم يقل به أحد، وقد كان كتاب الرسول للقرآن وحده، ولكن الشيخ جاء بها من عندياته ليدحض بباطله الحق المبين وبفكره أن هذا سيجوز على القراء، أما عدم التباس الحديث بالقرآن فإن أى واحد يلم بأوليات اللغة العربية لابد أن يعرف الفرق بين أسلوب القرآن وأسلوب الحديث بحيث لا يكون هناك أقل احتمال للبس بينهما، وهل ينكر أحد من السادة أن السنة لم تدون طوال عهد الخلفاء الأربعة؟ أما النسخ فهو الذى كانوا يقولون لمن يجهله «جهلت النسخ هلكت وأهلكت»! وهو أكبر «علوم القرآن»، ويخلط الشيخ فى «وما ينطق عن الهوى» والضمير والسياق هو على القرآن، ليس عجيباً أن يطلق كل هذه الأباطيل من يعتقد أن البخارى هو أصدق كتاب بعد كتاب الله، وأنه صدر مقاله «للأحاديث قواعد يجهلها البنا»، وما علمك بالبنا ياشيخ؟ ولعلك لم تقرأ صفحة واحدة من أربعين كتاباً، أما الثانى فإنه يكرر ما قلناه بالحرف الواحد، ولكن أنى له أن يعلم؟ وهؤلاء السادة يظنون أنهم قد أحاطوا بكل شىء، ولم يتركوا شيئا لغيرهم، أما الثالث الذى عهدت فيه نوعا من السمت والتهذيب فإنه انساق فى تيار «المشيخة المحتكرة» فقال: إن جمال البنا غير متخصص ولا يعتد بكلامه فى قواعد علم الحديث.. الخ، فهل يعلم الشيخ أن جمال البنا ولد فى مهاد السنة وأنه هو الذى أتم شرح الجزءين الأخيرين من «الفتح الربانى» للشيخ الوالد الذى قضى 35 عاماً كاملة فى تبويبه، وهل قرأ كتابه «السنة ودورها فى الفقة الجديد» فى 280 صفحة؟

فلماذا ترددون الباطل وتلوذون بالمماحكة والحق أبلج؟! ولماذا تنكرون الحق على أهله؟ وتلقون بساقط القول؟! إنكم تحتمون بوظائفكم.. فهل تظنون أن وظائفكم ستتبعكم يوم القيامة؟!

ولعل أهم ما يعنينا أن نوضحه هو أننا نرحب بالتجديد وبالاجتهاد مادام ذلك فى إطار المتعارف عليه من إجماع علماء المسلمين واجتهادات المؤسسة الإسلامية الأعرق فى العالم الإسلامى وهى الأزهر، ولا نظن أن رجالا مثل محمد عبده ومصطفى عبدالرازق ومحمود شلتوت وآخرين غيرهم كانوا فى حاجة لأن ينكروا ثابتا من الثوابت التى تعارف عليها المسلمون طوال تاريخهم رغم اجتهادات مختلفة وتحفظات متعددة جاء بها ذلك العالم أو ذاك، ولا يعنى هذا عدم ترحيبنا بأى أفكار أو اجتهادات يطرحها مفكرون وباحثون وأفراد ماداموا يلتزمون بالثوابت الإسلامية والمنطق العلمى، ويحرصون على إبراز ذلك.
فى هذا الإطار نواصل فى هذا العدد نشر ردود وتعقيبات أرسلها لنا كل من د. مأمون البسيونى والكاتب محمود عامر والباحث والكاتب الإسلامى عبدالفتاح عساكر الذى يرد على ما قاله د. أحمد عمر هاشم، على أن ننشر رأى د. هاشم وآخرين من علماء الحديث فى العدد المقبل، ولعلنا بذلك نحيى فريضة الحوار، وهى فريضة كادت أن تندثر من حياتنا الثقافية والفكرية حتى جاز أن نطلق عليها الفريضة الغائبة.

ودائما لكم دعاء وتحيات ابن عساكر المعاصر عبد الفتاح عساكر .
عبد الفتاح عساكر

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر