نقد كتاب الصلاة

القرآنيون أو أهل القرآن هم دعاة وباحثون ينادون بالعودة إلى جوهر الاسلام الحقيقي أي القرآن الكريم وحده الذي يعتبرونه المصدر الوحيد للشريعة.

مراقب: أنيس محمد صالح

شارك بالموضوع
وارث علم النبوة
مشاركات: 32
اشترك: نوفمبر 30th, 2008, 6:36 pm
المكان: مصر

ديسمبر 30th, 2008, 8:06 pm

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد
هذا نقد لكتاب الصلاة لأحمد صبحى منصور
ملاحظة أقوال الأخ أحمد يليها أقوالى وتبدأ بكلمة الخطأ
كتاب الصلاة
وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ.هود 41 " لم يقلها نوح باللغة العربية التي لم تكن موجودة وقتها، قالها بلغة قومه التي اندثرت ولا نعرف شيئا عنها. النبي سليمان عليه السلام حين كتب رسالة إلى بلقيس يدعوها إلى الإسلام وليس إلى غيره قال في مطلع خطابه لها:" إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ. النمل 30-31 " أى كتب البسملة ودعا للإسلام باللغة العبرية- وليس العربية - وأعلنت بلقيس إسلامها بلغة اليمن العربية الجنوبية " قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ:النمل 44
الخطأ الأول هنا أن اللغة العربية لم تكن موجودة أيام نوح (ص) وهو ما يخالف تعلم آدم الأسماء كلها فمعنى هذا هو تعلمه كل اللغات ومن ثم فالعربية كغيرها من اللغات موجودة منذ آدم (ص)مصداق لقوله تعالى "وعلم آدم الأسماء كلها " زد على هذا أن أسماء آلهة قوم نوح عربية ود وسواع ويعوق ويغوث ونسرا وفى هذا قال تعالى "ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا "كما أن اسم نوح(ص)عربى هو الأخر
الخطأ الثانى هو كتابة سليمان(ص) للبسملة بالعبرية وهى مكتوبة بالعربية لسبب هام هو أنه يخاطب طبقا لكلام أخى أحمد ملكة اليمن العربية وليس من المعقول أن يخاطبها بلغة لا تعلمها
الخطأ الثالث أن اسم الملكة بلقيس ولا أدرى من أين أتى أخى أحمد بهذا الاسم وهو غير موجود فى القرآن وهو دوما يقول لنا أن فى القرآن الكفاية ومن ثم لا نزيد عما أتى فى القرآن من أن حاكمة سبأ هى ملكة فقط دون أن نورد اسم لا نعرف هل هو صحيح أم لا
والله تعالى أوجب عليهم الصلاة فرضا يتكرر في أوقات معلومة " إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا. النساء 103" الآية هنا عامة تتحدث عن كل المؤمنين قبل نزول القرآن وبعده في تقرير إلا هي مؤكد مكتوب أي مفروض.
فى كلام أخى أحمد شىء غير مفهوم هو المراد قبل وبعد نزول القرآن فهل يقصد المؤمنين من الأمم السابقة قبل نزول القرآن والمؤمنين بعد نزول القرآن أم يقصد المؤمنين فى عهد النبى(ص)؟
إذا كان يقصد المؤمنين من الأمم السابقة هنا بقبل القرآن فقد أخطأ لأن الجملة قبلها تخاطب أحياء فتقول "فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة "والجملة بعدها تقول مخاطبة الأحياء "ولا تهنوا فى ابتغاء القوم " والصلاة هنا فى هذا المكان لا تعنى الصلاة الخماسية وإنما تعنى الدين أى الإسلام فهو الكتاب الموقوت أى الفرض المفروض على المؤمنين لأننا لو فسرنا موقوتا بأنها أوقاتا معلومة ستقابلنا عقبات هى وجود فرائض موقوتة كالحج وفيه قال تعالى "قل هى مواقيت للناس والحج "وأيضا الصيام فرض له وقت
وفى هذا الحساب الموحد العام لكل البشر تأتى الصلاة فيه بندا أساسيا، والخاسرون في كل زمان ومكان هم الذين أضاعوا الصلاة ولم يصدقوا بكتاب الله " وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى. القيامة 29 -"
الخطأ هنا هو أن الصلاة الخماسية بند أساسى فى الحساب والحق هو أن الله يا أخى أحمد لا يحاسب عباده حسابا منفصلا على كل فريضة وإنما الحساب واحد على الكل فالله لا يقول أنت لم تكن تصلى أو لم تكن تصوم أو لم تكن تطعم المسكين وإنما الحساب يعرف بمجرد أن يعطى كل واحد كتابه بيمينه أو بشماله كما قال تعالى بسورة الانشقاق "فأما من أوتى كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا " وكما قال بسورة الحاقة "وأما من أوتى كتابه بشماله فيقول يا ليتنى لم أوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه " وكلمة صلى فى الآية التى استشهدت بها لا تعنى الصلاة الخماسية وإنما تعنى أطاع أى نفد حكم الله فصدق مقابلها كذب وصلى مقابلها تولى والتولى هو الإعراض والعصيان ومن ثم فمعنى صلى هنا أطاع
وبعد أن يدخلوا جهنم يعترفون بالذنب، إذ أضاعوا الصلاة بالعصيان " مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ.المدثر 42 -"
إذن هي صلاة واحدة لإله واحد في دين إلاه واحد، ويوم الحساب واحد للجميع.
الخطأ هنا هو أن سبب دخول جهنم أنهم أضاعوا الصلاة بالعصيان فقط وهو ما يخالف أن بقية القول تقول "ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين "إذا فسبب دخولهم جهنم هو مجموع ما عملوه من الذنوب من عدم الصلاة وعدم إطعام المسكين والخوض والتكذيب بيوم الدين وكل هذا يسمى الكفر أى التكذيب بالإسلام وهو ما جاء فى قوله تعالى بسورة الملك "قالوا بلى جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شىء إن أنتم إلا فى ضلال كبير وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا فى أصحاب السعير فاعترفوا بذنبهم "
استمرت ذرية نوح بعد هلاك قومه المعاندين، وكان من هذه الذرية من عاند الأنبياء اللاحقين فعوقبوا بالابادة مثل قوم وعاد وثمود ومدين في منطقة الشرق الأوسط.
قال تعالى عن البشر بعد طوفان نوح ": وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ "الصافات 77"،. يقول تعالى عن البائدين من ذرية نوح كقوم عاد وثمود " فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ؟؟ الحاقة (8) ويقول تعالى " وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الأُولَى وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى ". النجم (50 -)
الخطأ هو تفسير ذرية نوح (ص)بأنهم نسله الذين بقوا فكان منهم المعاندين وهو ما يناقض أن من ركبوا معه السفينة وهم الباقين لم يكونوا من نسله فوالداه ليسا من نسله وهو ما جاء فى قوله فى سورة نوح "رب اغفر لى ولوالدى ولمن دخل بيتى مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات "والمؤمنين به كانوا من قومه وليسوا من نسله مصداق لقوله تعالى بسورة هود "وأوحى إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد أمن "وقد نفى الله أن يكون بنو إسرائيل من ذريته أى نسله فهم نسل من أمنوا معه وركبوا السفينة وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "وأتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبنى إسرائيل ألا تتخذوا من دونى وكيلا ذرية من حملنا مع نوح "إذا الذرية فى قوله "وجعلنا ذريته هم الباقين"تعنى الشيعة أى المؤمنين بنوح(ص) ومن ثم فعاد وثمود ليسوا من نسله لأن نسله انتهى بموت الولد الكافر غرقا وتسمية القرآن الولد ابنه تعنى أنه لم يكن لديه أخر
فقوم شعيب يتهكمون عليه وعلى صلاته " قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ "هود:87)
الخطأ هنا هو تفسيرك أخى لكلمة صلاتك بأنها تعنى الصلاة الخماسية وطبقا لكلام قوم شعيب(ص)فالصلاة تأمر والصلاة الخماسية أو غيرها لا تأمر وإنما من يأمر هو الدين وأنت تعرف من القرآن أن المنافقون كانوا يصلون ومع هذا لم تأمرهم صلاتهم بالعدل والإحسان ومن ثم فالصلاة هنا تعنى الدين الذى يأمر وينهى
و يساعده في ذلك ابنه إسماعيل الجد الأكبر للعرب المستعربة"
الخطأ هنا هو أن إسماعيل الجد الأكبر للعرب المستعربة ولا أدرى من أين استقيت هذه المعلومة التى ليس عليها دليل من القرآن إن كان من كتب التاريخ فليس لكتب التاريخ عندنا قيمة لأننا نكذب بجزء هام من التاريخ الإسلامى هو الحديث فإذا كنت تكذب الحديث ولا تكذب كتب التاريخ فأنت مخطىء لأنك تعلم أن معظم رواة كتب التاريخ هم أنفسهم رواة كتب الحديث وكما قلت أنت معنونا أحد كتبك القرآن وكفى
وحرص إبراهيم ثم الأنبياء من ذريته على أن يوصى كل نبي ذريته - وهو على فراش الموت - بالتمسك بالإسلام وبالصلاة وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ. أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) البقرة 132
الخطأ هنا أن إبراهيم(ص)والرسل من ذريته أوصوا بالصلاة مع الإسلام وهو أمر لم يذكر إطلاقا فى آية الوصية التى توصى بالموت على الإسلام وهو عبادة الله وهى قوله " وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) البقرة 132
ولا توجد كلمة فى الآية أو الآيتين تدل على الصلاة
أنجب إبراهيم ولدين كلاهما صار نبيا لله تعالى وهما: إسماعيل في مكة واسحق في الشام،
الخطأ هنا هو أن إسحق فى الشام ولا أدرى أخى أحمد من أين جئت بهذه المعلومة التى لا توجد فى القرآن إن كان من كتب التاريخ فليس لكتب التاريخ عندنا قيمة لأننا نكذب بجزء هام من التاريخ الإسلامى هو الحديث فإذا كنت تكذب الحديث ولا تكذب كتب التاريخ فأنت مخطىء لأنك تعلم أن معظم رواة كتب التاريخ هم أنفسهم رواة كتب الحديث وكما قلت أنت معنونا أحد كتبك القرآن وكفى
ثم تكاثر أبناء إسرائيل في مصر أبان حكم الهكسوس، وبعد أن طرد المصريون الهكسوس تولى الفراعنة الحكم فأسرفوا في اضطهاد بنى إسرائيل لأنهم كانوا أعوان الهكسوس. فبعث الله تعالى موسى لينقذ بنى إسرائيل من الاضطهاد. وبعد غرق فرعون موسى يذكر القرآن الكريم انتشار بنى إسرائيل بين مصر والشام والحجاز ( الأعراف137 – القصص 48 الشعراء 57 /59 – الدخان25/ 28 ) ثم ما لبث أن أقاموا لهم ملكا في فلسطين بلغ الذروة في عهد النبيين داود وسليمان عليهما السلام.وتتابع فيهم الملك والرسالة ( النساء 54 ) إلى أن دمّر بختنصر البابلي ملكهم، ولكن وجودهم البشرى استمر ومعه الرسالات السماوية إلى أن كان زكريا ويحيى وعيسى عليهم السلام آخر النبيين من بنى إسرائيل.
الخطأ الأول هنا المعلومات عن الهكسوس والفراعنة وبنو إسرائيل أعوان الهكسوس والشام والحجاز وبختنصر البابلى فلا يوجد عليها دليل من القرآن فإن كانت من كتب التاريخ فليس لكتب التاريخ عندنا قيمة لأننا نكذب بجزء هام من التاريخ الإسلامى هو الحديث فإذا كنت تكذب الحديث ولا تكذب كتب التاريخ فأنت مخطىء لأنك تعلم أن معظم رواة كتب التاريخ هم أنفسهم رواة كتب الحديث وكما قلت أنت معنونا أحد كتبك القرآن وكفى
الخطأ الثانى أن القرآن ذكر انتشار بنى إسرائيل بعد غرق فرعون فى مصر والحجاز والشام فى سور الأعراف والقصص والشعراء والدخان واكتفيت أخى بذكر أرقام الآيات دون إيرادها ولا يوجد لفظ واحد فيها بل فى القرآن كله يذكر الشام والحجاز والقرآن يخالفك فى ذلك فالقوم ظلوا أربعين سنة فى التيه لم يذهبوا لأى بلد من البلاد "قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون فى الأرض " فالأرض المقدسة حرمت عليهم ومصر لم يقدروا على نزولها لما طلبوا تعدد الطعام عندما قال لهم بسورة البقرة "اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم "ومن ثم فقد مكثوا أربعين سنة فى التيه بين مصر والأرض المقدسة لم يخرجوا منه أبدا لأى موضع إلا بعد مضى الأربعين سنة فكيف تقول انتشروا بعد غرق فرعون ؟
وأولئك الأنبياء من ذرية اسحق بن إبراهيم حافظوا على الصلاة التي تعلموها من ملة إبراهيم وأقاموا هذه الصلاة بين العراق والشام ومصر بمختلف اللهجات واللغات، وكان كل نبي يوصى بها قومه كما ذكر القرآن عن احتضار إبراهيم ويعقوب ووصيتهما عند الموت. على أن الذرية كانت في اغلبها تضيع الصلاة بالوقوع في الشرك وفى المعاصي.
يقول تعالى عن إبراهيم ولوط واسحق ويعقوب "وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ. الأنبياء 73) أي كانوا أئمة للناس في عصرهم يهدون للحق ويقيمون الصلاة التي تعلموها من ملة إبراهيم ويؤتون الزكاة ويعبدون الله جل وعلا.
الخطأ هنا هو تفسيرك الصلاة بالصلاة الخماسية ففعل الخيرات هو نفسه إقام الصلاة أى طاعة الدين هو إيتاء الزكاة أى فعل الطهارة من الذنوب بطاعة الله هو العبادة لله فالله لا يوحى أجزاء معينة من الإسلام وإنما يوحى كل الفرائض ولو قلت أن الصلاة من ضمن فعل الخيرات لأصبت
بل انه حين بدأ الوحي لموسى وهو في طريق عودته إلى مصر قال له ربه جل وعلا مؤكدا على عدم تضييع الصلاة بالوقوع في الشرك:" إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي. طة 14-) إذ قد يصلى المؤمن لله تعالى ولكن يذكر في صلاته – على سبيل التعظيم – أسماء مخلوقات من الأنبياء وغيرهم، مخالفا بذلك إخلاص العبادة لله تعالى وحده
وبعد أن أنجى الله بنى إسرائيل اخذ عليهم الميثاق ورفع فوقهم جبل الطور، وكانت إقامة الصلاة أهم شروط الميثاق: وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ)المائدة 12).
لقد قال الله تعالى لبنى إسرائيل في عهد نزول القرآن: " وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ. البقرة 45 ) ولأنها نفس الصلاة التي يصليها المسلمون الذين يقرءون القرآن فأن القرآن يكرر نفس الأمر للمسلمين في نفس السورة:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ. البقرة 153).
وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) الأعراف 170 ) أي توارثوا الكتاب السماوى فالتمسك بالكتاب وحده وإقامة الصلاة أهم مظاهر الصلاح في كل زمان ومكان.
الخطأ المتكرر فى الثلاث فقرات السابقة هو تفسير الصلاة فى الميثاق بأنها الصلاة الخماسية وهى تعنى شىء واحد هو الدين أى الإسلام فأقمتم الصلاة هى أتيتم الزكاة أى تعزير الرسل والإيمان بهم هى إقراض الله القرض الحسن فكل هذا يعنى شىء واحد هو طاعة حكم الله وهو عبادة الله كما قال تعالى بسورة البقرة "وإذ أخذنا ميثاق بنى إسرائيل لا تعبدون إلا الله " وهو نفسه أخذ المأتى وهو الميثاق بالقوة كما قال تعالى بسورة البقرة "وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما أتيناكم بقوة "
وحكاية الاستعانة بالصبر أى الصلاة هى الاستعانة بطاعة دين الله على الشيطان فالاستعانة كما تعلم يا أخى هى الاستعانة بالله كما قال تعالى بسورة الفاتحة على لسان المؤمنين "وإياك نستعين "فلو كان الصبر وهو الصلاة شىء أخر غير دين الله ما نفعت الاستعانة وهى طاعة دين الله والصلاة الخماسية أو غيرها لا تعين وحدها وإنما يطاع الدين كله
والغريب أن بعض الضالين يشكك في القرآن متسائلا لماذا لم يذكر أوقات الصلاة وكيفيتها ليثبت نقص كتاب الله تعالى وليكذّب تأكيد الله تعالى بأنه ما فرّط في الكتاب من شيء وانه أنزل القرآن تبيانا لكل شيء.
نعود إلى حديث رب العزة عن بنى إسرائيل والذي جاء في الآيات السابقة والذي ختمها الله تعالى بالإشارة إلى العهد والميثاق الذي أخذه على بنى إسرائيل في عهد موسى حين رفع فوقهم جبل الطور في سيناء المصرية وكانوا ينظرون إليه في رعب يخشون أن يقع عليهم: " وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) الأعراف 171 )
الخطأ هنا هو أن سيناء القرآنية هى سيناء المصرية فلم يذكر فى القرآن كونها فى مصر وإنما ذكر إنها خارج مصر بدليل أن بنى إسرائيل لما طلبوا الطعام المتنوع فى أرض التيه قال لهم موسى (ص)كما فى سورة البقرة "اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم " فهذا يدل على كونها خارج مصر فيما لو اعتبرنا أرض التيه كانت فى سيناء
ويفهم من ذلك أن المحراب كان المكان المفضل لنبي الله داود. وإذا تمثلت القصة وجدتها طبيعية تنطبق في عصرنا على أي مسلم صالح يصلى في المحراب ويقصده الناس ليحكم بينهم في خلافاتهم، وشأن نبي الله تعالى داود عليه السلام فانه حين شكّ في احتمال وقوعه في الخطأ بادر بالاستغفار والركوع والصلاة في خشوع وإنابة.
الخطأ هنا هو مبادرة داود(ص)بإحدى الصلوات الخماسية وهو ما لم يذكر فى الآية حيث تقول فى سورة ص "فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب " فلا يوجد فى القول أى ذكر للصلاة وذكر الركوع لا يدل على الصلاة لأن الصلاة الخماسية بها قيام وركوع وقيام وسجود وجلوس وسجود بالإضافة للجلوس التشهدى فليس ذكر حركة واحدة دليل على الصلاة والركوع هنا يعنى الإنابة لله وهى العودة لدين الله
ومثله زكريا عليه السلام فقد بشرته الملائكة بمولد ابنه يحيى وهو قائم يصلى في المحراب (فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ) أل عمران 39) وجاءت تفصيلات أخرى في سورة مريم " فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ) مريم 11)
الخطأ هنا هو أن صلاة زكريا(ص) فى المحراب فى تلك الحادثة كانت إحدى الصلوات الخماسية وهى تعنى الدعاء فهو كان يدعو طالبا الولد كما فى سورة مريم "فهب لى من لدنك وليا يرثنى ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا يا زكريا إنا نبشرك بغلام "وقوله بسورة آل عمران "هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لى من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء فنادته الملائكة وهو قائم يصلى فى المحراب أن الله يبشرك بيحيى"فهنا البشارة خلف الدعاء ومن ثم لابد أن يكون معنى الصلاة هنا هو الدعاء
وقد كفل زكريا عليه السلام الطفلة النقية مريم بنت عمران فعاشت معه في المسجد، في بيئة غاية من الطهر لا نجد تعبيرا أفضل مما حكاه رب العزة في سورتي آل عمران ومريم. في تلك البيئة النقية كانت الملائكة تكلم الطفلة العذراء الطاهرة المطهرة تنصحها بالصلاة:" وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ)آل عمران 43) فاعتادت مريم الاعتكاف عن الناس في المحراب فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ ) آل عمران 37)
الخطأ هنا هو تفسير قوله "اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ" بأنه الصلاة الخماسية وهو ما ليس عليه دليل لأن الصلاة الخماسية تضم قيام وركوع وقيام وسجود وجلوس وسجود وهنا لا يوجد منهم سوى اثنين أضف لهذا أن السجود سبق ذكر الركوع وهو ما يخالف الصلاة الحالية وأنا أعرف أن الواو لا تفيد الترتيب ولكن ما أعرفه حقا أن السجود والركوع والقنوت هنا لهم معنى واحد هو طاعة دين الله
وحين ولدت العذراء المطهرة عيسى عليه السلام معجزة حية بدون أب نطق المولود عيسى في المهد قائلا " وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ) مريم 31)
الخطأ هنا هو تفسير الصلاة بالخماسية وهو ما يخالف أن الله يوصى بالدين كله وهو عبادته كما قال تعالى بسورة الشورى "شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذى أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين "فما وصى به عيسى هنا هو الدين وهو نفسه الصلاة أى الزكاة
وقبل ذلك كان لقمان ينصح ابنه قائلا " يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ) لقمان 17)
الخطأ هنا هو تفسير الصلاة بالخماسية وهى تعنى الدين كما فى قوله تعالى بسورة الروم "فأقم وجهك للدين حنيفا "وإقامة الدين هى الأمر بالمعروف أى العمل بالدين والنهى عن المنكر أى البعد عن الباطل وهو نفسه الصبر عند الإصابة وهو الطاعة عند أى حادث يصيب الإنسان خيرا أو شرا
كان أول نبي نعلمه في العرب - وهو إسماعيل عليه السلام- يأمر أهله بالصلاة والزكاة. وكان حفيده محمد عليه السلام - آخر نبي في العرب وفى العالم- يأمر أهله بنفس الأمر.
وبين إسماعيل ومحمد عرف العرب الصلاة بنفس الكيفية التي علّمها الله تعالى لإبراهيم وإسماعيل حين سألا الله تعالى - وهما يبنيان الكعبة- قائلين له جل وعلا :" رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا " البقرة 128 ) والصلاة أهم المناسك .
الخطأ هنا هو ذكر أن الصلاة وردت فى الآية وكلمة المناسك تدل على كل أحكام الدين وليس فى الدين شىء اسمه أهم فكل الأحكام مهمة لها نفس الأهمية فعصيان واحد منها يدخل النار كما يدخل عصيان أى واحد أخر فيها ومن ثم فالكل فى حالة تساوى إلا أن الصلاة ليست كيفية فقط من حركات قيام وركوع وسجود
فبعد أن تحدث رب العزة جل وعلا عن إبراهيم وذريته اسحق ويعقوب وموسى وهارون وإسماعيل وإدريس قال عنهم " أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا " ثم يقول عن الخلف الذين جاءوا من نسل يعقوب أي بنى إسرائيل ومن نسل إسماعيل أي العرب " فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) مريم 58-59)
الخطأ هنا هو تحديدك أخى الخلف بأنهم من نسل يعقوب( ص)وإسماعيل(ص) والحق هو أنهم الخلف الذى بعد كل نبى فلم يحدد الله كونهم من نسل يعقوب (ص)أو إسماعيل(ص) فكلمة بعدهم تعنى كل الأنبياء زد على هذا أن لا ذكر لإسماعيل فى الآيات إلا ضمنا فى ذرية إبراهيم (ص)
مشكلتنا الكبرى هي إضاعة الصلاة مع أننا نؤديها. نصلى ولكن لا نحافظ على الصلاة. نركع ونسجد ونقوم ونقعد ونسبح ونفعل كل حركات الصلاة ونقرأ الفاتحة ونسبح ولكن أداء تلك الحركات بدون المحافظة على الصلاة يصبح كما قال تعالى " مكاء وتصدية". باختصار إننا نصلى ولكن لا نقيم الصلاة، فإقامة الصلاة شيء آخر غير تأدية الصلاة. إن أقامة الصلاة أو المحافظة على الصلاة هي نقيض إضاعة الصلاة. ونحن – في الأغلب – قد أضعنا الصلاة مثلما فعل الخلف.
الخطأ هو تفسيرك الصلاة فى آيات سورة مريم بالصلاة الخماسية بينما هى تعنى الدين أى الإسلام فهم أضاعوا الإسلام ولم يضيعوا الصلاة لأنها لو كانت الصلاة الخماسية ما احتاج الله لبعث الرسل لأن الدين موجود وتنفيذه هو الغير موجود طبقا لكلامك وهذا ما يخالف ما أتى فى القرآن من تحريف الأمم للإسلام وهو الوحى المنزل على نبيهم وهو ما سماه الله إلقاء الشيطان فى أمنية الرسول أى تغيير الكافر فى قول النبى وفى هذا قال تعالى بسورة الحج "وما أرسلنا قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى ألقى الشيطان فى أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته "

بين إضاعة الصلاة وإقامة الصلاة
الصلاة ليست هدفا في حد ذاتها وكذلك كل العبادات، فهي جميع وسائل للتقوى، يقول تعالى للبشر " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. البقرة
هذا هو معنى المحافظة على الصلاة. وهو نفس معنى إقامة الصلاة.
هو أيضا معنى إيتاء الزكاة.وهذا يستحق توضيحا.
معنى إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة
التط أي أن يوم المؤمن المصلى ينقسم إلى قسمين: قسم أصغر هو الدقائق التي يؤدى فيها الخمس صلوات الموزعة على أوقات اليقظة في اليوم. والقسم الأكبر هو بقية الوقت الواقع بين تـأدية الصلوات الخمس، وفى تلك الأوقات يجب المحافظة على الصلوات بالتقوى والالتزام الخلقي القويم. بيق العملي لإقامة الصلاة هو الجمع بين الخشوع في الصلاة والمحافظة عليها.
فالخشوع أن يِؤكد المؤمن على إخلاصه في كل كلمة يناجى بها ربه جل وعلا في صلاته خصوصا وهو يقول في كل ركعة في الفاتحة " اهدنا الصراط المستقيم "
إقامة الصلاة في مصطلحات القرآن تعنى الخشوع في أثناء الصلاة والتزام التقوى والسمو الخلقي بين الصلوات. لكن إقامة الصلاة في حياتنا الدينية التراثية تعنى رفع الأذان للمصلين في المسجد بأداء الصلاة بعد الأذان العام للصلاة.
ويفهم معظم المسلمين – تبعا للفقه التراثي – أن إيتاء الزكاة هو إعطاء الصدقة فقط، وبذلك يفهمون الأمر بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة على انه أمر بشيئين مختلفين هما الصلاة وإعطاء الزكاة وهى عندهم لا تعنى سوى شيء واحد فقط هو إعطاء الصدقة للفقراء والمستحقين.
طبقا لمفاهيم القرآن الكريم ومصطلحاته فان إقامة الصلاة هي نفسها إيتاء الزكاة، أي أنه أمر واحد بشيء واحد هو التطهر والسمو الخلقي والتقوى. الخلاف الوحيد هو أن وسيلة إقامة الصلاة تتركز في الخشوع في الصلاة أثناء تأديتها - ثم بعد تأديتها تكون المحافظة عليها بالتزام السلوك القويم. أما الزكاة فهي تزكية النفس وتطهيرها والسمو بها بوسائل كثيرة من الصلاة والذكر لله تعالى وإعطاء الصدقات وكل فعل صالح مقصود به وجه الله تعالى.
وخلافا لما قاله الفقهاء فان الله تعالى لم يحدد نسبة معينة لإخراج الصدقة، لأن الأساس فيها هو التنافس في الخير والسعي لتزكية النفس والتعامل المباشر مع الله تعالى
الخطأ هنا هو أن الله لم يحدد نسبة معينة فى إخراج الصدقة وهو ما يخالف قوله تعالى بسورة المعارج "والذين فى أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم "فكلمة حق معلوم تعنى نسبة ثابتة معروفة وقطعا هذه النسبة موجودة فى القرآن الكامل فى الكعبة الحقيقية فالمعلوم كما تعرف لابد أن يكون محددا وإلا كان مجهولا
الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) التوبة 60 ) الدولة هنا هي التي تحدد وتعين مستوى الفقير، والمسكين، والغارم، و المؤلفة قلوبهم، والعاملين عليها وابن السبيل أي الأجنبي الغريب السائح الزائر الذي يجب إكرامه وليس تكفيره وقتله - وعتق الرقيق –
الخطأ هنا هو تفسيرك ابن السبيل بأنه الأجنبى الغريب السائح الزائر والحق هو أن ابن السبيل لابد أن يكون مسلما لأن الصدقات تؤخذ من المسلمين الأغنياء وتوزع على مصارف المسلمين كما أن الجزية تؤخذ من أهل الذمة الأغنياء وتوزع على مصارف أهل الذمة،أضف لهذا أن الأجنبى السائح قد يكون غنيا وقد يكون فقيرا فهل نعطى الغنى ؟قطعا لا ،زد على هذا أن السياحة على طريقة عصرنا ممنوعة فى الدولة الإسلامية فلا يحق للأجنبى أن يزور الدولة الإسلامية إلا أن يكون حلقة وصل بين المفاوض المسلم والكافر كما قال تعالى بسورة النساء "إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق "أو يكون مستجيرا أى لاجئا سياسيا بلغة العصر وهذا لا يبقى فى أرضنا إلا مدة توصيلنا له كلام الله وتوصيلنا إياه الحدود إلى الدولة التى يأمن فيها على نفسه وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه" ومن ثم لا يسمح للأجنبى أن يمكث فى بلادنا لأن السياحة فى هذا العصر وما سبقه هدفها إما التجسس وإما نشر الفساد فى البلاد من خلال جلب العاهرات والزوانى وممارسة القمار والعرى وأما من يأتى بنية الدراسة العلمية الخالصة فهم قلة نادرة
الدليل أن الدولة الإسلامية ليس لها أن تفرض على الناس تأدية الصلوات الخمس، وليس لها أن تجمع الصدقات من الناس بالقوة والإرغام، إذ لا إكراه في الدين – أي لا إكراه في دخول الدين أو في الخروج منه، كما لا إكراه في تأدية شعائره من صلاة وصيام وحج وصدقات وقراءة للقرآن وقيام لليل وتسبيح للمولى عز وجل.
الخطأ هنا أن الدولة وهى مجموع المسلمين ليس له أن يفرض على المسلمين أداء الصلاة أو جمع الصدقات بالقوة
يا أخى أحمد الإسلام واضح يقول اختر الإسلام أو غيره فإذا اخترت الإسلام فلست مخير بين طاعتك له وبين عصيانك له وإنما لك حالة واحدة هى الطاعة كما قال تعالى بسورة الأحزاب "ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا بعيدا "إذا الفرد عندما يختار الإسلام يكون قد رضا لنفسه حكم الله ومن ثم عليه أن يطيع محبا أو كارها والدولة وهى مجموع المسلمين لا تكره الفرد على أداء الفرائض وإنما هى تنصحه أولا بالأداء وبعد هذا إن أصر على العصيان فقد كفر وهنا إما أن يعود للإسلام مكرها فينفذ حكم الله وإما ينفذ فيه حكم الردة لأنه بعصيانه المتكرر لحكم الله وإصراره يكون قد طعن فى الدين ومن طعن فى الدين يجب قتاله حتى يقتل وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "فإن تابوا وأقاموا الصلاة وأتوا الزكاة فإخوانكم فى الدين ونفصل الآيات لقوم يعلمون وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا فى دينكم فقاتلوا أئمة الكفر "
وقد بين الله لنا أمثلة منها أن المسلم المرابى إن كفر فرفض التخلى عن الربا يجب قتاله وهذا القتال هو إكراه له على تنفيذ حكم الله فإن أعلن عودته وهى التوبة قبل قتله قبلت منه سواء كان مكرها خوفا من القتل أو اعتقادا منه أن العودة هى الحق وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وذروا ما بقى من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون "
إن المشركين في الجاهلية كانوا يؤدون الصلاة ولكن لم يقيموا الصلاة
الخطأ هو أن الكفار كانوا يصلون فى الجاهلية الصلاة الخماسية
يا أخى أحمد كيف تقول هذا إذا كان النبى نفسه لم يكن يعرفها لأنه لم يكن يدرى ما الكتاب ولا الإيمان وفى هذا قال تعالى بسورة الشورى "ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الإيمان"والسؤال لك كيف عرف الكفار السلام على محمد (ص)قبل مبعثه وكيف شهدوا أنه رسول الله فى التشهد وكيف صلوا عليه فى التشهد مع أنه لم يبعث ولم يذكر فى الصلاة الإبراهيمية ؟
قطعا لو كان التشهد موجودا كما فى الصلاة الخماسية الحالية لم يكن الكفار سيكذبونه لأنهم يشهدون يوميا بصدقه فى صلاتهم من خلال شهادتهم أنه رسول الله وهو ما يناقض القرآن الحالى الذى يبين لنا أنهم رفضوا رسوليته فقالوا كما بسورة الرعد" ويقول الذين كفروا لست مرسلا" وكذبوه وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران " فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات والزبر والكتاب المنير"زد على هذا أن الله وصف الكفار بأنهم كانوا لا يعلمون بالدين فقال فى سورة الأنعام "وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم "
وقد كان المنافقون في عهد النبي عليه السلام يؤدون الصلاة ولا يقيمونها ، أي يتظاهرون بالصلاة رياء ونفاقا، لذا لم يقبلها الله تعالى منهم واعتبرها خداعا ليس لله تعالى وإنما لأنفسهم (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً 142 )النساء
الخطأ هنا هو أن المنافقين كانوا لا يقيمون الصلاة واستشهدت أخى بآية هى دليل عليك وليس لك فقوله "قاموا إلى الصلاة "دليل على إقامة الصلاة ولكنها صلاة المكره فالكسالى تعنى المكرهين أى الرافضين فهم يصلون خوفا
إذ أنه ليس لهذا الشرك العقيدي عقوبة في الدنيا اكتفاء بالخلود في النار يوم القيامة. الله تعالى – وهو الأعلم بالقلوب – أكد في القرآن أن أغلبية البشر يقعون في الشرك العقيدي وإنهم لا يؤمنون بالله تعالى إلا وهم مشركون. ( يوسف 103- 106 )
وقوله تعالى لهم " أقيموا الصلاة" يعنى الصلاة المعهودة المعروفة لكم فاللام في كلمة (الصلاة ) تسمى" لام العهد" التي تأتى لوصف الشيء المعهود المعروف للسامع والذي لا يحتاج إلى إيضاح.
وكانت للعرب المشركين مساجد يؤدون فيها الصلاة ولكنهم لوقوعهم في الشرك كانوا يسمون هذه المساجد بأسماء الأولياء الذين يعبدونهم كما نفعل نحن الآن، وحين دعا النبي إلى أن تكون هذه المساجد لله تعالى وحده تكالبوا عليه يريدون إيذاءه، واقرأ معنى ذلك في قوله تعالى " وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا الجن
الخطأ فى الفقرتين السابقتين هو معرفة القوم الصلاة الخماسية وصلاتهم لها وهو ما يناقض أن الله علم القوم وآباؤهم الذى لم يكونوا يعلمون وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم " وقال بسورة البقرة"كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلوا عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون" وفى عدم علم الناس بالصلاة قبل نزول الوحى قال بسورة البقرة " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين فإن خفتم فرجالا أو ركبانا فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون "وقال"ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين
لم يتعرض القرآن لكيفية عقد الزواج لأنهم قبل الإسلام كانوا يتزوجون بنكاح صحيح فوالدا رسول الله (عبد الله وآمنة ) تزوجا بنكاح صحيح، والشاب محمد بن عبد الله قبل أن يكون نبيا تزوج خديجة بنكاح صحيح بنفس التراث الذي كان سائدا في عقد الزواج. ولأنه تراث صحيح فلا حاجة لتوضيحه فهو معروف في كل زمان ومكان.
ولم يذكر القرآن الكريم وجوب وجود شاهدين في عقد الزواج لأن ذلك كان ولا يزال عرفا يميز الزواج عن العلاقات السرية غير المشروعة
الخطأ الأول يا أخى أحمد من أين أتيت باسم والد ووالدة النبى (ص)عبد الله وآمنة وزواجه من خديجة ؟قطعا من كتب الحديث أو من كتب التاريخ ومن ثم فأنت تؤمن بمصدر خارج القرآن لأن هذه المعلومات ليست فى القرآن وهو ما يناقض قولك الشهير القرآن وكفى
الخطأ الثانى هو معرفة القوم كيفية الزواج الصحيح ولذا لم يذكر فى القرآن وهو كلام يناقض القرآن نفسه حيث بين أنه فصل كل شىء كما قال تعالى بسورة يوسف "وتفصيل كل شىء "ومن ثم لابد أن فى القرآن الكامل فى الكعبة الحقيقية هذا النص على الكيفية
زد على هذا أن هناك أمور كثيرة فى الإسلام المنزل على محمد(ص) لم يكن يعرفها هو ولا غيره من الناس وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام
" وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم"
واضح هنا أن ـ البيت الحرام بيت الله تعالى ـ عام لكل الناس باعتبارهم عباد الله تعالى،وليس مقصورا على المسلمين وحدهم
وأوجب الله تعالى الحج إليه فرضا على كل مستطيع من الناس، وفى مقدمتهم أهل الكتاب الذين توارثوا ملة إبراهيم.
اقرأ في ذلك قوله تعالى لأهل الكتاب على وجه الخصوص:
{ قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }
الخطأ هنا هو أن البيت الحرام لكل الناس ومنهم أهل الكتاب وهو كلام تناقض به القرآن الذى منع غير المسلمين من دخول البيت الحرام فقال فى سورة التوبة ""يا أيها الذين أمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد بعد عامهم هذا وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم"
ولو لاحظت أخى نهاية آية الأمر بالحج لوجدت أن الله مستغنى عن حج الكافرين وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غنى عن العالمين "والشريعة لا تفرض الحج إلا على المسلم وأما غيره فلا لأنه لا يؤمن بها واسأل نفسك من يذكر اسم الله غير المسلمين فلا يوجد حاليا كتاب لله سوى القرآن حيث بقية الكتب المنسوبة لله محرفة كتوراة اليهود الحالية وإنجيل النصارى الحالى فكيف سيحجون لذكر اسم الله واسأل نفسك من هم الطائفين والقائمين والركع السجود الذين طلب الله من إبراهيم(ص) أن يطهر البيت لهم فى قوله تعالى بسورة الحج "وطهر بيتى للطائفين والقائمين والركع السجود" وستجد الإجابة المسلمون فقط كما قال تعالى فى سورة الفتح "محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا "
وجاء محمد خاتما للنبيين ليجد قومه قد توارثوا ملة إبراهيم وحرفوا فيها وخلطوا الصحيح بالفاسد فنزل القرآن الكريم يعالج الوضع ويأتي ببعض الجديد من التشريعات ويرد على بعض التساؤلات
الخطأ هنا هو أن قوم النبى (ص)توارثوا ملة إبراهيم (ص)وهو كلام لا أساس له فى القرآن فقد كانوا على أديان متعددة منهم اليهودى ومنهم النصرانى ومنهم المجوسى ومنهم غير هذا والتشريعات التى ذكرها الله فى القرآن من تشريعات الكفار تبين لنا اختلاف أديانهم
وبسبب الاضطهاد والتعذيب هاجر بعض المسلمين مرتين للحبشة
الخطأ هنا يا أخى أحمد من أين أتيت بهجرة المسلمين للحبشة مرتين ؟قطعا من كتب الحديث أو من كتب التاريخ ومن ثم فأنت تؤمن بمصدر خارج القرآن لأن هذه المعلومات ليست فى القرآن وهو ما يناقض قولك الشهير القرآن وكفى
ويؤكد رب العزة على حقيقة هامة أغفلتها قريش وتغفلها الآن المملكة السعودية وهى أن بيت الله تعالى والحج إليه حق لكل الناس يستوي في ذلك أهل مكة والقادمون إليها من كل بنى البشر ، لا فرق بين هؤلاء وهؤلاء في استحقاق الحج:{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } الحج 25 )
أى بغض النظر عن الدين والمذهب والمعتقد والجنس واللون والغنى والفقر طالما كان القادم للحج مسالما لا يحمل سلاحا. هو مسلم حسب سلوكه ولا شأن لنا بعقيدته
الخطأ هنا هو أن البيت الحرام لكل الناس ومنهم أهل الكتاب وهو كلام تناقض به القرآن الذى منع غير المسلمين من دخول البيت الحرام فقال فى سورة التوبة ""يا أيها الذين أمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد بعد عامهم هذا وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم"
ولو لاحظت أخى نهاية آية الأمر بالحج لوجدت أن الله مستغنى عن حج الكافرين وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غنى عن العالمين "والشريعة لا تفرض الحج إلا على المسلم وأما غيره فلا لأنه لا يؤمن بها واسأل نفسك من يذكر اسم الله غير المسلمين فلا يوجد حاليا كتاب لله سوى القرآن حيث بقية الكتب المنسوبة لله محرفة كتوراة اليهود الحالية وإنجيل النصارى الحالى فكيف سيحجون لذكر اسم الله واسأل نفسك من هم الطائفين والقائمين والركع السجود الذين طلب الله من إبراهيم(ص) أن يطهر البيت لهم فى قوله تعالى بسورة الحج "وطهر بيتى للطائفين والقائمين والركع السجود" وستجد الإجابة المسلمون فقط كما قال تعالى فى سورة الفتح "محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا "
وهذا ينطبق على ما يسمى بالفتوحات الاسلامية التى كانت اعتداء على شعوب وأمم لم تعتد على العرب المسلمين. كانت احتلالا واستعبادا لبلاد لم يسبق لها أن رأت الجزيرة العرب
الخطأ هنا هو أن الفتوحات الإسلامية كانت اعتداء من جانب الصحابة على تلك البلاد ؟
والسؤال لك أخى أحمد هل تتصور أن المهاجرين والأنصار ومن لحقهم فى الإسلام الذين قال الله فيهم فى سورة التوبة " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم" يقومون بمخالفة أمر الله فيعتدون على غيرهم ؟
لو فعلوا كما تقول ما رضى الله عنهم ولكن القرآن يبين رضا الله عنهم ومشكلتك هى أنك لا تصدق القرآن وحده وإنما تصدق كتب التاريخ التى كما قلت لك سابقا رواتها هم فى الغالبية العظمى هم رواة الحديث الذى تكذبه ولا أدرى كيف تصدق هذا وتكذب ذاك رغم وحدة الرواة
زد على هذا يا أخى أن الدولة الإسلامية لا تنقلب لكافرة فى عهد الصحابة المؤمنين المهديين المجتبين وإنما فى عهد الخلف وهم أولادهم أو من بعدهم وفى هذا قال تعالى بسورة مريم "أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذ تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات"
إلا انه كان اختبارا عسيرا ـ فيما يبدو ـ أن يكف الناس عن الصيد في الحرم وهم في الإحرام، فأنزل الله تعالى لهم هذه الآية تحذيرا وإنذارا يؤكد لهم انه سيجعل حيوان الصيد ( من غزال ووعول وظباء) يدخل الحرم ليكون في متناول أيدي الناس ورماحهم، فهل سيقتلونه وهو في ضيافة الرحمن أم لا ؟ وهنا اختبار شخصي للتقوى، يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
الخطأ هنا هو قولك الصيد فى الحرم ودخول حيوان الصيد الحرم وهو يناقض كون البيت الحرام مقدس لا يدخله من ينجسه بالروث ولذا يدخله الناس حفاة كما طلب الله من موسى (ص)"اخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى "ومن ثم فالحيوان لا يدخل الحرم ومن ثم لا صيد فى الحرم وإنما الصيد كما قال تعالى فى البر فى سورة المائدة "وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرم "وحرم تعنى ذاهبين للحج ولا يوجد نص فى القرآن الحالى يدل على دخول حيوان الصيد البيت الحرام
و كانت قريش تجعل لنفسها أفضلية في تأدية مناسك الحج فيما يعرف ب ( الحمس ) فكانوا عند الإحرام لا يدخلون بيوتهم من أبوابها ولكن من ظهورها، ويجعلون ذلك من التقوى في أداء المناسك، فقال تعالى لهم: (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
وأباح لهم التجارة وتبادل المنافع مع التركيز على عدم تميزهم في طواف الإفاضة على بقية الناس، فلا بد أن يفيضوا من حيث أفاض الناس {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ }{ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
الخطأ هنا هو وجود ما يسمى الحمس ولا يوجد فى القرآن نص واحد يدل على قولك وإنما هو قول أتيت به إما من كتب التاريخ التى تصدق بها مع القرآن وإما من كتب الحديث ومن ثم سقط قولك القرآن وكفى لأنك تتكلم عما ليس فيه
والخطأ الثانى أن الله أباح للقوم التجارة وتبادل المنافع فى الحج وهو قول لا يوجد عليه دليل فابتغاء الفضل من الرب هو الأكل من رزق الله الممثل فى الأنعام وفى هذا قال تعالى بسورة الحج " ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله فى أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير"
الجريمة الكبرى فى حق الاسلام والتى ارتكبها الخلفاء الراشدون ثم الخلفاء الأمويون كانت استمرارا لقصة الطغيان القرشى قبل وبعد نزول القرآن الكريم
يا أخى أحمد من تتهم بالجريمة الكبرى الخلفاء الراشدون ؟وكيف تكتب الراشدون وهم مجرمون والمجرمون كافرون حيث وضعهم الله فى مقابل المسلمين فى قوله تعالى بسورة القلم "أفنجعل المسلمين كالمجرمين"
إن الصحابة المهاجرين والأنصار رضى الله عنهم ومن ثم فلن يفعلوا الجريمة الكبرى التى تقول أنهم ارتكبوها ولا أقول أنهم لا يرتكبون جرائم وإنما يرتكبون ثم يتوبون حتى يكون قول الله فيهم صادقا "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم"
وغلطتك الكبرى فى هذا البحث وغيره هو تصديقك كتب التاريخ مع القرآن وهذا لا ينفع فكما قلت لك معظم إن لم يكن كل رواة كتب التاريخ الإسلامية هم نفس رواة الحديث فإن صدقت كتب التاريخ وجب عليك تصديق كتب الحديث لأنك إذا كذبت كتب الحديث لزمك تكذيب كتب التاريخ
وسأل بعضهم عن وجوب الطواف بين الصفا والمروة فنزلت الإجابة الإلهية بأنه مباح و لا حرج فيه: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ } البقرة 158}
الخطأ هنا هو أن بعضهم سأل عن الطواف بين الصفا والمروة ولا يوجد فى القرآن هذا السؤال فمن أين أتيت بقولك هذا يا أخى أحمد ؟
من كتب الحديث أو من كتب التاريخ هذا سؤال لك أجبه بينك وبين نفسك
هذه لمحات قرآنية توضح منهج القرآن الكريم التصحيح في تشريع العبادات المتوارثة من ملة إبراهيم، ومنها الحج. ..فماذا عن الصيام ؟
ونزل تشريع الصيام على العرب الذين كانوا يصومون شهر رمضان.
نزل في المدينة.
والسبب بسيط هو أن العرب كانوا يصومون رمضان، بل وكانوا يتخذون منه عادة اجتماعية للهو واللعب بدون مراعاة للتقوى كما نفعل نحن الآن.
الخطأ يا أخى أحمد هنا هو قولك أن رمضان كان عادة اجتماعية للهو واللعب ولا يوجد فى القرآن ما يدل عليه
لذا تخبر الآية الأولى في التشريع القاعدة الأولى وهى تأدية الصوم كما اعتادوه بنفس ما كان في ملة إبراهيم (كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ) من الامتناع عن الأكل والشرب واللقاء الجنسي، وهو الذى كانوا يفعلونه أنفسهم في مكة قبل أن ينزل التشريع القرآني بهذا التصحيح والتنقيح.
ثم تختم آية التشريع الأولى بتقرير أقامة الصوم في سلوك المؤمن عقيدة وسلوكا أي أن يكون هدف الصوم هو التقوى. (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
بعد تقرير أن الصوم عبادة متوارثة ولا بد من مراعاة التقوى فيها تأتى الآيتان التاليتان بتشريع جديد لم يكن موجودا من قبل وهو عن الأعذار المبيحة للفطر في رمضان، ولأنه تشريع جديد فقد جاءت تفصيلاته واضحة، بل وتكررت في آيتين متتاليتين توضحان بالتفصيل السماح للمريض والمسافر وعدم القادر على الصوم بالإفطار ومجال دفع الفدية أو قضاء الصوم (البقرة 183- 185).
يعقبه تشريع جديد آخر يتضمن تصحيحا لتشريع قديم هو الاعتكاف في ليالي رمضان في المساجد (وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ )... البقرة 187-) كانوا يعتكفون في المساجد رجالا ونساء، وكان الزوج يعتكف مع زوجته في المسجد في ليالي رمضان، وكان يحدث لقاء جنسي بينهما وقت الاعتكاف، لذا نزل التشريع الجديد يحرم ذلك اللقاء الجنسي بالزوجة أثناء الاعتكاف الرمضاني في المسجد.
كما كان عقد الزواج تراثا معروفا لا اختلاف حوله فلم يتعرض له القرآن وهكذا كان معنى الصوم معروفا ومتوارثا، و كانت مناسك الحج وترتيبها تراثا معروفا فلم يتعرض القرآن لتوضيح الواضح الشائع. وكذلك كانت ـ ولا تزال ـ ركعات الصلاة ومواقيتها تراثا معروفا واضحا فليس لها نصيب في تبيين القرآن ، فالشيء المبين لا يحتاج إلى بيان إلا كان إعجاز القرآن عبثا وتعالى الله عن العبث والهزل. يقول تعالى عن القرآن الكريم : (إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ) الطارق 13؛14)
الخطأ المتكرر هنا هو قولك يا أخى أحمد أن الصوم والحج والصلاة والزواج كانت عبادات متوارثة من ملة إبراهيم (ص)معروفة لديهم وهو ما يناقض أن الرسول (ص)لم يكن يعرف شىء من الكتاب ولا الإيمان قبل بعثته وفى هذا قال تعالى بسورة الشورى"ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الإيمان "وقال فى سورة يوسف عن غفلته وهى جهله بالإسلام قبل بعثته "نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين "وبالقطع قومه مثله لم يكونوا يعرفون حتى عرفهم الرسول (ص)وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة" كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلوا عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون"وقال بسورة الأنعام " وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا أباؤكم"فكيف تقول أنهم كانوا يعرفون وقد كانوا جهلة بتلك الأمور وغيرها
يقول تعالى يوجب إقامة الصلاة طالما ظل الإنسان مستيقظا غير نائم: (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ) هود 114 ) طرفا النهار وبعض الليل يشمل كل وقت اليقظة للإنسان، وعليه في هذا الوقت أن يؤدى الصلاة في مواقيتها وأن يحافظ على صلاته بالتقوى فيما بين أوقات الصلاة طالما ظل يقظا، فإذا نام فلا مسئولية عليه، وبهذا يكون قد أقام الصلاة كل يومه. ويقول تعالى في سورة مكية أخرى: (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا. وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا ) الإسراء 78 ـ79 ) هنا أمر آخر للنبي وللمؤمنين بإقامة الصلاة طيلة وقت اليقظة، مع إضافة قيام الليل وقرآن الفجر لمن أراد أن يكون من السابقين المقربين يوم القيامة
الخطأ هنا يا أخى أحمد هو تفسيرك الصلاة فى آيات أقم الصلاة بأنها الصلاة الخماسية مع أن الله فسرها فى القرآن بأنها أقم الدين وفى هذا قال تعالى بسورة يونس "وأن أقم وجهك للدين حنيفا ولا تكونن من المشركين"وبسورة الروم" فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التى فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم"و" فأقم وجهك للدين القيم"والصلاة الخماسية لا يمكن أن تكون هى المرادة لأن الله وصفها فقال بسورة العنكبوت " وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر"فهى تنهى عن الفحشاء والمنكر ومن ينهى سوى الدين إن الصلاة الخماسية لا تنهى عن شىء لأنها لو كانت تنهى لأفادت المنافقين الذين كانوا يصلونها كما قال تعالى " وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى"فنهتهم عما كانوا يفعلون من المنكر وكما يقول عامة الناس يصلى الفرض وينقب الأرض
وقد نزلت آيات تعالج نواحي الخلل ويظهر من أسلوب القرآن فيها أنه يكلم أناسا يعرفون الصلاة ويمارسونها قبل نزول الآيات ولكن حدث خلل من ناحية ما فجاءت الآيات تنبه على الخلل ولا تشرع شيئا جديدا بالنسبة للصلاة.
* فالآذان للصلاة كان معروفا وحدث أن المشركين كانوا يستهزئون ويتلاعبون وقت الآذان فنزل قوله تعالى " وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ ) المائدة 58) فليس هنا تشريع للآذان عند الصلاة وإنما احتجاج على خلل أحدثه المشركين عند الآذان
الخطأ هنا هو معرفة قوم النبى (ص)الآذان وهى قولة تخالف أن الآذان الحالى فيه قول أشهد أن محمدا رسول الله فكيف كانوا يشهدون على شىء لم يأتى أوان حدوثه ؟ولو كان موجودا معروفا كما تقول إذا كانوا سيؤمنون به لمعرفتهم به زد على هذا أن الله شهد على جهلهم وهو عدم معرفتهم بالإسلام فقال بسورة البقرة " كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلوا عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون"وقال بسورة الأنعام " وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا أباؤكم "
فكيف يعرفهم الرسول(ص)ما لا يعرفون إذا كانوا يعرفون ؟؟؟؟؟؟؟؟
ومنذ عهد إسماعيل وأبيه إبراهيم عرف العرب يوم الجمعة الذي يجتمعون فيه لأداء صلاة جماعية أسبوعية، ومنها اشتق اسم يوم الجمعة. وكان اهتمام المشركين قبيل صلاة الجمعة ينصب على البيع والتجارة. وبعد الهجرة لم يتخلص بعض المسلمين من هذه العادة السيئة، وحدث إن أقبلت قافلة تجارية للمدينة في يوم الجمعة أثناء وقوف النبي للخطبة، وكان وقتا عصيبا فسارع بعضهم للخروج من المسجد وترك النبي قائما يخطب الجمعة، فنزل قوله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ . فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ). الجمعة 9-)
الخطأ هنا هو نفسه الخطأ السابق وهو معرفة القوم صلاة الجمعة قبل البعثة بنفس الصيغة الإسلامية وهو ما يناقض أن الرسول (ص)قد بعث ليعلمهم الذى لم يكونوا يعرفونه وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة " كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلوا عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون"
والآية الأخيرة"وإذا رأوا تجارة أو لهوا "ليست فى المؤمنين وإنما فى الكفار والمنافقين وهى ليست فى صلاة الجمعة وإنما فى الدعوة فقد كانوا يتركونه واقفا وحده وهو يدعوهم للحق ويذهبوا للتجارة أو اللهو
وبمناسبة ذكر القرآن ليوم الجمعة نقول لأولئك الذين لا يفهمون معنى تبيين القرآن أن أيام الأسبوع من الجمعة للسبت معروفة ولم يحدث أن اختلف الناس في يوم ما هل هو يوم الأربعاء أم الخميس، ولأن أيام الأسبوع شيء بين واضح فلم يأت عدد أيام الأسبوع في القرآن لان تبيين القرآن يكون لما يستلزم التبيين من الأشياء الغامضة، وتخيل جدلا- ونستغفر الله- لو جاءت أيام الأسبوع في القرآن لكان الأمر مدعاة للاستهزاء بآيات الله تعالى وكتابه، ونستغفر الله العظيم.
وهكذا كان العرب يعرفون أيام الأسبوع ويعرفون عدد ركعات الصلاة ومواقيتها فلم يأت ذكر لبعض الفرائض إلا في سياق الحديث عن خلل ما أو في سياق تشريع أخر...
لم يأت ذكر لأيام الأسبوع إلا يوم الجمعة في مناسبة خلل حدث في صلاة الجمعة، وذكر القرآن الكريم يوم السبت بمناسبة الخلل الذي أحدثه اليهود في يوم السبت يقول تعالى: (إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ) النحل 124) (وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُواْ فِي السَّبْتِ) (أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ)النساء 154؛47)
لم يذكر القرآن من أيام الأسبوع إلا يوم الجمعة والسبت فهل معنى ذلك أن نلغى باقي الأيام ؟ أو نجعل الأسبوع يومين فقط. أو أن نتهم الله تعالى بالكذب والتفريط لأنه لم يعرفنا أيام الأسبوع
ونفس الحال بالنسبة للأشهر وعدتها في السنة. لم يذكر القرآن الحكيم ذلك إلا بمناسبة النسيء الذي كان يرتكبه العرب الجاهليون ({إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ..}( إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ } التوبة 36 ـ37 }
وذكر القرآن الكريم شهر رمضان لارتباطه بتشريع الصيام، فهل معناه أن بقية الأشهر غير معروفة أو غير معترف بها ؟ أو يدور خلاف هائل حولها أو حول ترتيبها ؟
لقد سئل خاتم النبيين محمد عليه وعليهم السلام عن سؤال يعرف إجابته يقينا، وكالعادة لم يرد بما يعرف وانتظر الإجابة من الوحي ونزل الوحي يقول " (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ) البقرة 189 ). أي كانوا يعرفون الأهلة ( جمع هلال ) ويتخذون منها تقويما قمريا للحج ولبقية الأغراض التي يحتاجها الناس. والإجابة القرآنية لم تأت بجديد لا يعرفه العرب، ولكن الجديد فيها لنا هو أن نعرف ونؤمن بأن النبي محمدا لم يكن له أن يفتى في الدين حتى فيما كان يعرفه، وأن نؤمن أن تفصيلات القرآن لم تترك شيئا يحتاج إلى تبيين بدون توضيح، وأن كل سؤال وجّهه الناس للنبي جاءت إجابته في القرآن الكريم، حتى الأسئلة المكررة جاءت الإجابات القرآنية عليها مكررة ولكن تحمل نفس المعنى وبتفصيلات أخرى في نفس الموضوع. وللمزيد لمن يريد: ارجع إلى المصحف المفهرس وراجع كلمة " يَسْأَلُونَكَ " وَ " يَسْتَفْتُونَكَ ".
ولأن فرائض الصلاة وركعاتها معروفة للعرب مثل معرفتهم لأيام الأسبوع فإن القرآن يذكر بعض الفرائض مثل الفجر والظهر والعشاء ليس لتشريع جديد يفرض صلاة الفجر والعشاء ولكن في سياق حديثه عن تشريع أخر هو تشريع الاستئذان، يقول تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاء ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ). النور 58)
القيلولة بعد صلاة الظهر، وهذا التشريع ليوجب استئذان الأطفال والخدم عند الدخول على الآباء والأمهات والكبار في أوقات الراحة والنوم. أما الكبار البالغون فعليهم الاستئذان في كل وقت وفقا لما جاء في الآية التالية: (وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) النور 59
أما الصلاة فقد كانوا يعرفونها ويؤدونها بنفس الكيفية والعدد ، لذا كان عبثا توضيح ما هو واضح لهم.
إن الآية لم تنزل لتشريع صلاة الفجر أو صلاة العشاء وإنما لتشريع الاستئذان قبل صلاة الفجر وبعد صلاة العشاء وبعد صلاة الظهر
الخطأ هنا يا أخى أحمد هو تكرارك نفس الأمر وهو معرفة القوم للعبادات قبل نزول الوحى على محمد وهو ما يناقض جهل النبى(ص) نفسه أى غفلته عن الإسلام وفى هذا قال تعالى بسورة الشورى "ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الإيمان "وقال فى سورة يوسف عن غفلته وهى جهله بالإسلام قبل بعثته "نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين "وبالقطع قومه مثله لم يكونوا يعرفون حتى عرفهم الرسول (ص)وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة" كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلوا عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون"وقال بسورة الأنعام " وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا أباؤكم"فكيف تقول أنهم كانوا يعرفون وقد كانوا جهلة بتلك الأمور وغيرها
وزدت هنا خطأ أخر هو أن الله لم يذكر أيام الأسبوع والشهور لأنها شىء واضح لا يحتاج لبيان وأنها لو ذكرها لكان هذا مدعاة للإستهزاء به ونسيت هنا أن الله لا يستحى أن يذكر أى شىء مهما صغر كما قال فى سورة البقرة "إن الله لا يستحى أن يضرب مثل ما بعوضة فما فوقها" ومن ثم فالله سوف يذكر كل شىء مهما دق وصغر حتى لا يدع مجال لأحد أن يقول عن وحيه أنه ناقص أو فرط فى شىء فيه وفى بيان وهو تفصيل كل شىء قال تعالى بسورة يوسف " ما كان حديث يفترى ولكن تصديق الذى بين يديه وتفصيل كل شىء"
ثم نزل تشريع الوضوء والطهارة والغسل والتيمم، ولم يكن معروفا من قبل، وجاء بيانه في آيتين في المدينة " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ }. النساء 43) ومع هذا البيان المحكم المفصل فقد تكرر في سورة المائدة وبتفصيلات جديدة عن الوضوء يقول تعالى . " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ. المائدة 6) وتأمل كلمة الصلاة في " لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاةَ " " إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ " أي الصلاة المعروفة لديكم وعليكم قبل أن تقومون لها أن تتطهروا لها، أو بالمصطلح الفقهي "الوضوء " فالصلاة معروفه أما الغسل والطهارة قبل الصلاة فهو شيء جديد نزل تشريعه لأول مرة.
الخطأ هنا هو أن الوضوء والغسل تشريع جديد لم يكن فى رسالات الرسل السابقين ولا أدرى من أين جئت بهذا القول فلا يوجد دليل عليه من القرآن وما نعرفه هو تشابه الوحى المنزل على الرسل جميعا بنسبه تزيد على 99% ولذا قال تعالى فى سورة فصلت " ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك" قوله تعالى بسورة الشورى "حم عسق كذلك يوحى إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم "وقوله بنفس السورة "شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذى أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه "وقوله بسورة الأنبياء "وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحى إليه أنه لا إله إلا أنافاعبدون"
وحين نزل تشريع صلاة الخوف نزل مفصلا يتحدث لأناس يعرفون الصلاة معرفة اليقين، وجاء الحديث عن صلاة الخوف في سورة النساء (100؛103) ويبدأ بالهجرة وما فيها من مشاق وإمكانية الموت أثناءها { وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا }.
ثم يتحدث المولى تعالى عن نوعية السفر التي تستلزم قصر الصلاة { وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا) ثم توضح الآيات التالية طريقة الصلاة في الركعة الواحدة والتعديل الذي يلازم ظروف المواجهة مع العدو حين الصلاة " وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا " النساء 100، 101، 103، 102.
واضح في الآيات أن قصر الصلاة يكون فقط في حالة السفر المرتبط بالخوف " إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ " وان القصر من الصلاة الكاملة المعتادة المعروفة، وأن مقدار الركعات التي تقصر من الصلاة متروك حسب ظروف المواجهة . والتفصيلات كافية هنا في توضيح ذلك التشريع الجديد بحيث لا يحتاج إلى إضافة أو استفهام، فمثلا لا بد من كتبية حراسة تحمل السلاح وتحمى الفريق الذي يصلى خصوصا عند السجود، وبعد أن تنهى صلاة القصر يتبادلون المواقع فيصلى الحراس ويقوم الآخرون بالحراسة، ولابد من التمسك بالسلاح إلا في حالة الضرورة في المطر أو المرض. وبعد انتهاء صلاة القصر هذه ينبغي أن يعوض القصر فيها بالاستمرار في ذكر الله قياما وقعودا ونياما، ثم إذا زالت حالة الخوف تقام الصلاة الكاملة في أوقاتها المعروفة.
يا أخى أحمد مع أنك تقول هنا الركعة الواحدة والركعات لا يوجد فى الآيات كلها دليل على أن الصلاة فيها ركوع ولا قيام ولا جلوس كما لا يوجد فيها دليل على أن القصر هو اختصار عدد الركعات للنصف لأن هناك مشكلة تواجه صلاة المغرب وهى عدم وجود نصف ركعة فى صلاة الخوف التى تقول بها
إن القصر هنا يعنى إلغاء الصلاة والآية تتحدث عن تواجد مسلم فى بلاد الكفر وليس فى ميدان الحرب وهو قوله "وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ" و" إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ"والمسلم فى بلاد الكفر المحاربة لابد أن يلغى الصلاة خوفا من قتل أو تعذيب الكفار له ومعنى يقصروا من الصلاة أن يبعدوا عن أداء كل طاعة تدل على إسلامهم ومنها الصلاة ومعنى القصر هو الإلغاء كما فى قوله تعالى بسورة الأعراف"وإخوانهم يمدونهم فى الغى ثم لا يقصرون"المعنى وأصحابهم يزيدونهم فى الضلال ثم لا يلغون- أى لا يمتنعون عن - زيادة الإضلال والمراد يستمرون فى إضلالهم
فلا بد أن يكون الدعاء خفيا بدون صوت مسموع مثلما فعل زكريا عليه السلام: (إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا) مريم
وحتى في الحديث العادي لا يصح أن ترفع صوتك: (وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) لقمان 19 )
الخطأ هنا هو عدم رفع الصوت وهو ما يناقض أن الله أباح لنا الجهر وهو الصوت العالى عند حدوث ظلم لنا فقال بسورة النساء "لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما"

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر