شخصيات عربية (ابن خلدون)

مراقب: Hatem

شارك بالموضوع
Hatem
مشاركات: 520
اشترك: سبتمبر 10th, 2002, 8:50 pm

إبريل 25th, 2003, 12:58 am

<font size=+2><u><center>شخصيات عربية
</center></font></u>

<font size=+3><u><center>ابن خلدون
</center></font></u>

عبد الرحمن ويحيى: مؤرخان عربيان من أسرة إشبيلية هاجرت إلى تونس حوالى منتصف القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي) أصل هذه الأسرة من قبيلة كندة. وكان جدهما خالد – المعروف بخلدون (ومن هنا جاء اسم "ابن خلدون" الذي عرف به أفراد هذه الأسرة) – أول من هاجر من اليمن إلى الأندلس في القرن الثالث الهجري (التاسع الهجري).
ولقد تقلب أفراد هذه الأسرة في مختلف المناصب الإدارية الهامة بالأندلس في كل من قرمونة وإشبيلية. ولما دب الانحلال في أوصال دولة الموحدين بالأندلس وأخذ النصارى في غزو تلك البلاد، هاجر أفراد هذه الأسرة إلى سبتة، واستقر الحسن جد الأخوين عبد الرحمن ويحيى في بلدة بونة، وكان قد استدعاه أبو زكريا الحفصى. وقد غمر أمراء الدولة الحفصية ورؤساؤها الحسن وابنه أبا بكر محمداً بفضلهم. وكان الأخير يلقب بعامل الأشغال، وقد توفى بالسجن مشنوقاً، وتمكن ابنه محمد من الوصول بدوره إلى عدة مناصب هامة في بلاط الحفصيين. إلا أن ابن هذا الأخير – وكان يسمى محمداً أيضاً – زهد في المناصب فبقي في تونس وانصرف بكليته إلى الدرس وأعمال البر، وتوفي بالطاعون عام 750هـ(1349م) عن ثلاثة ذكور أكبرهم محمد، ولم يكن له أي شأن في السياسة والأدب، أما أخواه فقد اشتهرا بالسياسة والأدب، وهما موضوع مقالنا هذا:
1- عبد الرحمن (أبو زيد) ويلقب بولي الدين، ولد بتونس في أول رمضان عام 732هـ(27 مايو 1332م)، وتوفي بالقاهرة في الخامس والعشرين من رمضان عام 808هـ(19 مارس 1406م). وبعد أن حفظ القرآن قرأ على والده وعلى أكابر علماء تونس، ودرس في شغف النحو واللغة والفقه والحديث، وكذلك الشعر. ولما احتل أبو الحسن المريني عام 784هـ(1347م) تونس، حضر عبد الرحمن على العلماء المغاربة الذين قدموا مع هذا الأمير. وأتم دروسه في المنطق والفلسفة والتوحيد والفقه وغير ذلك من العلوم العربية. ولقد ساعدته الصلات التي وثقها منذ ذلك العهد مع العلماء والرجال المبرزين في البلاط الديني على أن يشغل فيما بعد المناصب الرفيعة في ذلك البلاط بفاس. وعين ولما يبلغ الواحدة والعشرين من عمره كاتب علامة سلطان تونس، ولكن سرعان ما ترك هذا المنصب عندما شبت الفتن والاضطرابات في هذه العاصمة، ولجأ إلى بسكرة عند ابن مزنى صاحب الزاب. ولما استولى أبو عنان فارس المريني على تلمسان وجميع البلاد التي تمتد شرقاً حتى بجاية، التحق عبد الرحمن بخدمته، وعمل تحت إمرة أحد القواد المرينيين في إحدى الحملات. واستدعاه السلطان إلى فاس عام 755هـ(1354م) تلبية لرغبة علماء هذه المدينة، فذهب إليها وأصبح كاتب سر أبي عنان، وواصل دراسته على أفاضل شيوخ عصره. وغضب عليه السلطان عام 757هـ(1356م) وزج به في السجن مرتين، وظل فيه في المرة الثانية حتى وفاة أبي عنان عام 759هـ(1358م). واستخدمه السلطان الجديد أبو سالم كاتباً لسره عام 760هـ ثم عينه فيما بعد قاضياً للقضاة. وبعد مقتل أبي سالم غضب عليه كذلك الوزير الشهير عمر بن عبد الله، ولكنه حصل منه على الإذن بالرحيل إلى غرناطة (763-764هـ=1361-1362م) ولحق ببلاط بني الأحمر حيث اتصل بالوزير المعروف ابن الخطيب اتصال ود وصداقة وبعد مضي عامين فتر ما بينهما من ود فرحل ابن خلدون إلى بجاية بدعوة أميرها أبي عبد الله الحفصي الذي اتخذه حاجباً، وتولى في نفس الوقت منصب الخطيب، كما تولى منصب التدريس عام 766هـ(1364م). ولما سقطت بجابة في العام التالي في يد أمير قسنطينة، التجأ عبد الرحمن إلى بسكرة، وسرعان ما تراسل مع أبي حمو الثاني أمير تلمسان من بني عبد الواد. وبعث إليه – كما حدثنا – أخاه يحيى ليكون حاجبه، وقام هو بدعوة القبائل العربية المختلفة إلى نصرة أبي حمو، كما مكنه من محالفة سلطان تونس أبي إسحاق وولده وخلفه خالد. ثم وفد بنفسه إلى تلمسان، ولكنه سرعان ما تخلى عن أبي حمو الثاني التعس عند ما طرده السلطان عبد العزيز المريني من عاصمة ملكه، وما لبث أن التحق بخدمة هذا الأخير، واستقر ابن خلدون في بسكرة آمناً يواصل مناصرة عبد العزيز علي أبي حمو حينما كانت تجتاح المغرب الفتن وتمزقه الحروب، ولم يذهب إلى فاس حتى عام 744هـ(1372م) ومنها رحل عام 776هـ(1374م) إلى غرناطة، ولكن سلطان تلك المدينة نفاه إلى هنين – وهي مرسي تلمسان – بتحريض المرينيين. ووجد في تلمسان للمرة الثانية صدراً رحباً من أبي حمو، ولكنه صمم حيئنذٍ على أن يترك صداقة الأمراء، واعتكف في قلعة ابن سلامة (_توغزوت) حيث بدأ يصنف كتابه العظيم في التاريخ، ومكث بها حتى عام 780هـ(1378م) ثم ذهب إلى تونس للاطلاع على كتب عدة كان محتاجاً إليها في كتابة تاريخه. وفي عام 784هـ خرج يقصد الحج إلى مكة، ولكنه توقف في رحلته عند الإسكندرية والقاهرة حيث ألقى دروساً في الجامع الأزهر، ثم في المدرسة القمحية (بجوار جامع عمرو) وبعد ذلك عينه السلطان الظاهرة برقوق عام 786هـ(1384م) قاضياً لقضاة المالكية. ولما غرقت أسرته وأمواله مال إلى الزهد، وخرج إلى بيت الله حاجاً عام 789هـ(1387م). وولى ثانية عام 801هـ(1399م) منصب قاضي قضاة القاهرة، وتخلى عنه مدة قصيرة ثم استعاده. وفي عام 803هـ(1401م) صحب السلطان الناصر إلى دمشق مع بقية القضاة في حملته على تيمور لنك. ولما عاد إلى القاهرة شغل منصب القضاء مرة أخرى، وظل فيه إلى أن توفى، مع تخليه عنه في فترات متعددة.
ومما تقدم نرى أن عبد الرحمن أظهر كفاءة سياسية فائقة في إدارة المناصب الهامة التي تولاها، وأنه لم يتردد قط في التخلي عن أحد أرباب نعمته والالتحاق بخدمة آخر حتى ولو كان خصماً للأول. ونرى كذلك أنه لعب دوراً خطيراً في الشؤون السياسية لشمال إفريقية والأندلس، كما لاحت له فرص نادرة ليعطينا حكماً صادقاً على حوادث ذلك العصر. ومؤلفه "كتاب العبر..." (طبع بالقاهرة عام 1284هـ في سبعة مجلدات) يعتبر بالرغم من تفاضل فصوله في القيمة مصدراً هاماً عن ذلك العصر؛ وإذا كانت بعض أجزاء هذه الموسوعة التاريخية تشعر القارىء بالنقص في بسط الحوادث وفي قيمة الوثائق التاريخية فإن البعض الآخر – مع ضعف أسلوبه إلى حد ما – يضيف إلى التاريخ وثائق ذات قيمة كبرى. أما مؤلفه في "تاريخ البربر" فسيظل مصدراً عظيم القيمة عن كل ما يتعلق بحياة القبائل العربية والبربرية بالمغرب وتاريخ هذه البلاد في العصور الوسطى، فهو ثمرة خمسين عاماً (النصف الأخير من القرن الرابع عشر الميلادي) قضاها المؤلف في مشاهدة الحوادث عن كثب، وفي دراسة كتب التاريخ ووثائق عصره السياسية والرسمية دراسة واسعة. أما "مقدمة" ابن خلدون "فهي تتناول الكلام على كل فروع المعرفة والحضارة العربية، وستظل دائماً أعظم مؤلفات ذلك العصر وأهمها من جهة العمق في التفكير، والوضوح في عرض المعلومات في التفكير، والوضوح في عرض المعلومات والإصابة في الحكم، ويظهر أنه لم يفقها كتاب ما لأي مؤلف إسلامي.
وللاستزادة من أخبار عبد الرحمن، انظر ترجمته التي كتبها لنفسه والتي نشرها وأتمها ده سلين De Slane في المجلة الآسيوية الباريسية عام 1844م، وقد أعيد طبعها في الجزء الأول من كتاب "تاريخ البربر" وفي الجزء الأول من ترجمة المقدمة (باريس 1863م). وانظر بروكلمان (Gesch. d. ar. Litt. جـ2، ص 242-245) فيما يختص بمؤلفات ابن خلدون.
2 – يحيى (أبو زكريا)، ولد بتونس حوالي عام 734هـ(1333م) وتوفي بتلمسان في رمضان عام 780هـ (نوفمبر – ديسمبر 1378م) وقد درس بمسقط رأسه كأخيه – ويحتمل أن يكون معه – دراسة عميقة، وكان على اتصال وثيق بمشاهير العلماء في عصره بعاصمة الحفصية. ونستدل من مؤلفه الذي سنذكره فيما بعد أنه كان ذا ميل خاص للشعر والأدب. ولا نعرف عن شخصه إلا القليل، لأن المعلومات التي وصلت إليه عنه متناثرة هنا وهناك في كتب التاريخ، وخاصة في السيرة التي كتبها أخوه عبد الرحمن عن نفسه، وفي الجزء الخاص بتاريخ البربر من "كتاب العبر" وقد أعطانا في هذا الكتاب صورة مفصلة عن مقتل بحيى في تلمسان، كما سرد يحيى بعض المعلومات التي تتصل بحياته في فقرات مختلفة من كتابه "بغية الرواد".
ولم تبدأ حياته السياسية إلا عام 757هـ(1356م) إذ كان مع أخيه (الذي سجن بعد ذلك بقليل) في حاشية أبي سالم سلطان فاس عندما بعث هذا السلطان بسجينيه – وهما أميران من أمراء بني حفص – من تلمسان إلى بجاية. ولقد صحب نيابة عن أخيه هذين الأميرين بصفته حاجب أحدهما وهو الأمير عبد الله. ولما أخفق هذا الأمير في استرداد بجاية بالرغم من حصاره الطويل لها، فقد أرسل يحيى إلى أبي حمو الثاني أمير تلمسان يسأله المعونة والمساعدة، عام 764هـ(1362م). فقوبل يحيى بالترحاب في تلمسان ومنح سؤله. وبعد أن حضر في تلك المدينة الاحتفال بالمولد النبوي الذي نظم فيه قصيدة، عاد أدراجه إلى مولاه، وصحبه إلى بلاد بني عبد الواد في الثامن من جمادي الآخرة (62 مارس 1363). وعاد الاثنان إلى بجاية برفقة كتائب من الجند أمدهما بها أبو حمو.
وبعد أن استولى أمير قسنطينة الحفصي على بجاية، اعتقل يحيى عام 767هـ(1365-1366م) وزج به في السجن بمدينة "بونة" وصادر أملاكه، ولكنه سرعان ما فر من سجنه وذهب إلى بسكرة ولحق بابن هزني وبأخيه عبد الرحمن، ويحتمل أنه زار قبر عقبة – كما يؤخذ من وصفه له في كتابه "بغية الرواد" – أثناء إقامته في هذه المدينة. ونزح من بسكرة عام 769هـ(1367م) للحاق بأبي حمو في تلمسان تلبية لدعوة هذا الأمير، فوصل إليها في رجب عام 769هـ(1368م) واتخذه أبو حمو كاتباً للإنشاء. ولما علم أن المرينيين يهددون تلمسان تناسي المعاملة الطيبة التي لقيها من أبي حمو، ولم يتردد في هجره عام 773هـ(1371م) والتحق بخدمة السلطان المريني عبد العزيز، ثم بخدمة خلفه محمد السعيد. ولم يرجع يحيى إلى تلمسان إلا بعد أن استولى السلطان أبو العباس على "فاس الجديد" عام 775هـ(1373م) وهناك رحب به أبو حمو وأقامه ثانية على ديوان الإنشاء. وسرعان ما استعاد ثقة الأمير، ولكنه أثار لذلك حسد رجال البلاط وعلى الأخص أكبر أبناء أبي حمو وخلفه المنتظر أبي تاشفين الثاني، فاستأجر الأخير بعض الأشقياء وهاجم معهم يحيى وقتله حين خروجه من القصر ليلافى رمضان عام 780هـ(1378م) ولما علم أبو حمو أن ابنه كان المحرض على اقتراف هذا الجرم، لم يجد الشجاعة الكافية في الاقتصاص من القتلة.
هكذا كانت حياة يحيى السياسية، أقصر من حياة أخيه وأقل خطراً، ولكنها مع ذلك أتاحت له فرصة كتابة مؤلف غزير المادة في التاريخ هو "بغية الرواد" في ذكر الملوك من بني عبد الواد، كثيراً ما اعتمد عليه برسلار Brosselard وبارجس Barges في كتابة تاريخهما عن تلمسان. ولقد نشر كاتب هذه السطور النص العربي وترجمته الفرنسية بعنوان Hist. des Beni Abd El-Wad, rois de Tlemcen، (من ثلاثة أجزاء في مجلدين، الجزائر 1904، 1911، 1913) وهذا التاريخ المتعلق بسلطنة تلمسان مهم بصفة خاصة في معرفة حكم أبي حمو الثاني ذلك الحكم الطويل المزدهر من بعض نواحيه، وقد كان صاحب الترجمة كاتب سره وموضع ثقته، فاستطاع بحكم منصبه هذا أن يطلع من غير شك على الوثائق السياسية وأن يذكر بعضها كاملاً في مصنفه. ومع أن يحيى لم يتناول في كتابه موضوعاً متشعباً كموضوع أخيه عبد الرحمن، ولم يظهر سمواً في التفكير ولا براعة في النقد مثل ما فعل أخوه في كتابه، إلا أنه قد بزه في الناحية الأدبية الخالصة، فقد أظهر يحيى في مؤلفه هذا بعض الملكات الأدبية والشعرية، كما كان أسلوبه الطريف في غالب الأحيان موسيقياً، وكان يحلى كتابته بمقتطفات من أقوال فحول العرب القدماء. ولم يكن كتابه مجرد بسط للتاريخ السياسي لسلطنة المغرب الأوسط فحسب، بل أورد فيه كذلك كثيراً من قصائد شعراء البلاط الذين عاصروه، كما أورد فيه معلومات وافية عن علماء عصره وعن مجالس الشعر ببلاط تلمسان، وليس من السهل الوقوف على مثل هذه المعلومات في كتاب آخر. وهو يعطينا لمحة صادقة عن الحياة العقلية في عاصمة بني عبد الواد في القرن الرابع عشر الميلادي.
<center>=========================
</center>
<FORM METHOD=POST ACTION="http://www.ushaaqallah.com/ubbthreads/d ... hp"><INPUT TYPE=HIDDEN NAME="pollname" VALUE="1051232300Hatem">
<p>تقييمك للمقال:
<input type="radio" name="option" value="1" />ممتاز.
<input type="radio" name="option" value="2" />جيد جداً.
<input type="radio" name="option" value="3" />جيد.
<input type="radio" name="option" value="4" />مقبول.
<input type="radio" name="option" value="5" />غير مفيد.
<INPUT TYPE=Submit NAME=Submit VALUE="أرسل رأيك" class="buttons"></form>

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر