الشريعة: هداية الله في الحياة.

مراقب: Hatem

شارك بالموضوع
Hatem
مشاركات: 520
اشترك: سبتمبر 10th, 2002, 8:50 pm

أكتوبر 2nd, 2002, 5:00 am

<u><center><font size=+3></font>الشريعة: هداية الله في الحياة</center></u>
[/b] بالشريعة نفهم القوانين والإرشادات التي منحها الله للإنسان. وبهذه الوصايا يُمكن أن تُحدَّد علاقة الله بالإنسان، ويتَّضح ما يطلبه الله من الجنس البشري. أوَّل شريعة سنَّها الله كانت لمنع آدم (عليه السلام) وحوَّاء من الأكل من شجرة خاصَّة. وباستسلامها لوسوسة إبليس، تمردا على وصية الله واُتَّخذا أوَّل خطوة على درب الضلال. ومنذئذ، وفي مختلف الأزمان، منح الله شرائعه وإرشاداته للجنس البشري بواسطة الأنبياء، ليُحافظ الناس على العلاقة معه ويستمروا في البقاء.

في تاريخ عشيرة إبراهيم، وزمن اشتداد الأزمة، أُعلنت الشريعة بيد موسى (عليه السلام). وتُعتبر هذه الشريعة المعروفة «بالوصايا العشر» أفضل الشرائع المعلنة للناس قاطبة. لقد أعطى الله الشريعة ليكشف بوضوح تام عن مَثَله الأعلى الكامل. فإذا استطاع اُمرؤ حفظ الشريعة، يصير حينئذ مقبولاً لدى الله بسبب تعبُّده وطاعته. يقول الإنجيل الشريف (الرسالة إلى أهل رومية10:5): «موسى يكتب في البدء الذي بالشريعة إنَّ الإنسان الذي يفعلها سيحيا بها». ولكن جميعنا تعدَّى الشريعة.لذا، لا تنقذنا الشريعة من النار، بل تُبرهن على أنَّنا آثمة. إنَّ معرفة الشريعة وحدها لا تُعطينا القدرة على التسليم لله. الطاعة الكاملة هي قصد الله المقدَّس، ولا يُقبل شيء آخر عنده. وأيُّ انحراف عن الطاعة التَّامة يصير سبباً للعقاب. إنَّ تقصيرنا في طاعة الشريعة بصورة تامَّة، يضعنا تحت غضب الله وعقابه.

فإذا كانت الشريعة لا تنقذنا، وبسبب عصياننا نقع تحت لعنة الله، فما القصد منها إذاً؟ ليس قصد الشريعة جعلنا صالحين، ولكنَّها تُساعدنا لنرى شرَّنا. وحينما نقف على شريعة الله، نرى أنَّنا نتعدَّاها، ونكتشف عظم إثمنا. ولا يسعنا من ثمَّة أن نقول إنَّنا أُناس أتقياء. إنَّ قصد الشريعة الحقيقي هو أنَّها تكشف لنا عن طبيعة الإنسان الحقيقية، وتجعلنا نعترف بخطايانا وعدم قدرتنا على تقديم الطاعة لله. إنَّنا لا نأمل أبداً في أنْ نُظهِرَ أنَّا بخضوعنا للشريعة، سيُسمَح لنا بدخول الجنة.

والقصد الثاني للشريعة هو أنْ تقودنا إلى رحمة الله. فإذا كنَّا لا نقوى على إرضاء الله بالتمام بواسطة أعمالنا، ينبغي لنا حينئذ أن نتلقَّى رحمة الله. إنَّ الله الرحمن الرحيم لا يتركنا دون رحمة. لقد وفّر في مختلف الأوقات، سبلاً للإنقاذ من غضبه والحصول على رضوانه.

لقد أدرك آدم (عليه السلام) وحواء أنَّهما اُقترفا إثماً كبيراً. ونتيجة لإثمهما، أدركا أنَّهما عريانان، فخجلا. غير أنَّ الله تحنِّن عليهما وستر نتائج إثمهما بصنع أقمصة من جلد الحيوانات لهما (أنظر: التوراة الشريفة، سفر التكوين 3:21). وبسبب عظم خطيئة البشر وعدم طاعتهم، أقسم الله أن يُهلك الجنس البشري بطوفان عارم. ولكن، لأنَّه أحبَّ البشر، فقد ترك لهم درباً مفتوحاً للخلاص، مظهراً نعمته من خلال نوح (عليه السلام). لقد دُعي جميع الذين آمنوا به لقبول نعمة الله، ولكنَّ نوحاً وأسرته فقط قبلوا وسائط النعمة فخلصوا.

عاش لوط (عليه السلام)، اُبن أخي إبراهيم (عليه السلام)، في مدينة «سَدُوم». وكان سكان سدوم فاسدين إلى درجة حتى قرَّر الله تعالى سَكبَ جام غضبه عليهم. ولكي يُنقذ المؤمنين، جعل نعمته في مُتنَاول اليد من خلال عبده لوط (عليه السلام). وأمر من شاء الحياة أن يُغادر المدينة الشريرة. كان للوط وأسرته إيمان بالله، فقبلوا رحمته. ورفض الباقون نعمة الله، فهلكوا.

وأعطى الله موسى (عليه السلام) الشريعة لهداية البشر. غير أنَّ ذريَّة إبراهيم نسوا الله، وتبعوا شهوات قلوبهم، وخالفوا شريعته. فعاقبهم على ذلك، إلاَّ أنَّه كان كريماً معهم، وقدَّم لهم وسائل خلاص. انتشرت بينهم الأفاعي السَّامَّة، ولكنَّ الله أمر موسى (عليه السلام) أن يرفع حيَّة من نحاس على سارية. وأعلن على الملأ: أنْ ما على الملدوغ من أفعى سوى أن ينظر إلى حيَّة النحاس فيشفى. فنجا من وثق بنعمة الله وتطلَّع، وهلك من لم يفعل. (أنظر: التوراة، سفر العدد 21:4 ـ 9).

كانت نينوى كبرى مدن الإمبرطورية الآشورية، بيد أنَّ سكَّانها نسوا الله، فأوقعوا أنفسهم تحت طائلة العقاب. لقد كانت مدينتهم على شفا الخراب، ولكنَّ الله، أتاح لهم سبيل النجاة، مرَّة أخرى على يد النبي يونان/ يونس (عليه السلام). وأطال الله صبره على نبيِّه المتردد في الذهاب إلى شعب ليس مختاراً بحسب التقليد اليهودي المتقوقع، ليُعطي الآشوريين فرصة كافية للتوبة، ولمَّا آمن سكَّان نينوى وتابوا توبة نصوح، أنقذ الله المدينة كلَّها من الدينونة ونجا الجميع.

نُلاحظ أنَّ الإنسان في سائر هذه المناسبات قد فشل فشلاً ذريعاً في إتباع شريعة الله وطاعتها. لقد أخطأ الجميع، ولهذا وقعوا تحت طائلة عقاب الله العادل. ولكن رغم هذا، أعدَّ الله الرحيم لعبيده الخطاة، في كلِّ مناسبة، وسائل كريمة للخلاص من عقاب إثمهم العظيم. ونحن نعلم علم اليقين، أنَّا لا نستطيع إطاعة الله بصورة تامَّة. وكمنتهكين لشريعته، فنحن عرضة لدينونته. ولكي ننجو من العقاب الذي نستحقُّه، علينا أن نتَّكل على رحمة الله. ولكن ما هي وسائط النعمة التي أعدَّها لنا الله؟ لقد أعدَّ الله، في أوقات شتَّى، ترتيبات مُختلفة لأناس متباينين. تُرى ما هي طريقة الخلاص التي دبَّرها لنا في الوقت الحاضر؟ (الإجابة في مقالة تالية)
<center>
----------------
</center>
<FORM METHOD=POST ACTION="http://www.ushaaqallah.com/ubbthreads// ... hp"><INPUT TYPE=HIDDEN NAME="pollname" VALUE="1033534825Hatem">
<p>أكتب تقييمك للمقال .
<input type="radio" name="option" value="1" />ممتاز.
<input type="radio" name="option" value="2" />جيد جداً.
<input type="radio" name="option" value="3" />جيد.
<input type="radio" name="option" value="4" />مقبول.
<input type="radio" name="option" value="5" />غير مفيد.
<INPUT TYPE=Submit NAME=Submit VALUE="أرسل رأيك" class="buttons"></form>

شارك بالموضوع
  • معلومات
  • الموجودون الآن

    الاعضاء المتصفحين: لا مشتركين و 1 زائر